صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كيف ينبغى أن نربي أولادنا وربما قال بعضهم أن تلك الحالة تدوم لنا بدوامنا فنجيب بان ذلك غير مأمون وعلى كل حال فمن المحقق أنها لا تدوم لاطفالنا . ألا ترى أن كثيراً من أولئك الشبان التعساء لا ينجحون اليوم في الامتحان لكثرة عدد الطالبين مع ازدياد عدد الوظائف الى حد الافراط فهم أشبه بالظمآن يرى السراب فيظنه ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا . وليت شعري ما ذا يفعلون بعد ذلك كما لست أدرى ماالذي في امكانهم أن يفعلوه 106 وما الذي أهلتهم اليه تربيتهم في العائلات والمكاتب والمدارس غير الحرف الادبية والمصالح العمومية والوظائف الحربية . كم قالوا لهم انها أشرف الصنائع وأنه لا يليق بهم سواها لافرق في ذلك بين عائلات الطبقة الوسطى وعائلات الدرجة السفلى حتى صار كل الناس يذكرون ذلك في القصور والحوانيت والمدن والأرياف وأصبح كل شاب يحلم بالوظائف في الحكومة وأمسى على باب بعض الوظائف آلاف من الطالبين كما تشهد به التقارير الرسمية وظل أولئك التعساء تقلبون على جمر الانتظار وقد غصت بهم رحاب المصالح وملأوا جيوبهم من رسائل التوجيه وجعلوا يندون حالهم وينتحبون ولا يحجمون عن امر الا استعملوه اللهم الارجوعهم الى انفسهم وطلبهم الرزق بعملهم مما ربما كان أوفر حالا وأعظم ثمرة وما هو بلا شك ادعى الى الاستقلال وأولى بحفظ الكرامة . وما عدو لهم عن ذلك الا من خوف الخيبة لذلك فضلوا التردد على الوظائف مها صغرت وأن ردوا . وطال عليهم أمل الانتظار وظنوها حالة يحسدون عليها فطالب الاستخدام يلتحق بالمستخدمين في رأى هذه البلاد التي سادت فيها