صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/238

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢١٦ –

- ٢١٦ - عندنا الخدم الذين يقومون بأعمالنا ، وقد خلف لنا آباؤنا من المال ما لا تفنيه الأيام - فلا نخرج من بيوتنا إلا المسامرات بالمضحكات والنكات اللطيفات . ثم قصة ترمي إلى نقد ما كان يجرى بين العامة من اجتماعهم في القهوة ، وسماعهم للقصاص ( الشاعر ) ، وانقسامهم إلى معسكرين : متعصب لعنترة ، و متعصب الزغبة ، وما كان من أحدهم - وقد ختم القصاص الليلة بوقوع عنترة أسيراً - إذ ذهب إلى ابنه وأيقظه من نومه وأمره أن يقرأ في الكتاب حتى يخلص عنترة من الأسر ، وإلا مات كمداً ، فلما لم يطعه ابنه ، وأفهمه أن هذا تخريف فى تخريف، نزل عليه بعصاه حتى أدماه . والجنون فنون . ويلى هذه قصة تمثل الفلاح الجاهل ، والمرابي الماكر ، إذ أراد الفلاح أن يقترض منه مائة جنيه ، فأعطاه سبعين ، وكتب عليه « كمبيالة » بمائة وعشرين، وحبها كما يأتي : المائة فائدتها عشرون ، تخصم من المائة فيكون الباقى سبعين ، وتضم الفائدة فيكون عليه مائة وعشرون ؛ ويقتنع الفلاح بذلك لجهله بأبسط مسائل الحساب . ثم يقدم الفلاح للمرابي قطناً وقمحاً نمنهما الحقيقى ١٢٥ جنيهاً ، يحسبهما المرابي بأربعين ، ويغالطه أغلاطاً مضاعفة حتى يجعله مديناً بمائتى جنيه وعشرة ؛ كل ذلك والفلاح في غفلة لا يدرى ما يُصنع نه - فإذا عوتب المرابي على ذلك قال : ماذا أصنع ! إن الفلاح حمار ، وأنا أريد أن أكون غنياً كبيراً في خمس سنين ! ثم قصة غنى كبير بنى بيتاً فخما ، وأننه أثاثاً بديعاً ، وكان من أثاثه مكتبة كبيرة ، فلما أتم ذلك كله عرضه على الزائرين ، فسأله أحدهم عن المكتبة وما تحوى ليعرف أى نوع من العلوم والفنون يهوى ، فقال الغنى صاحب البيت : لقد دخلت بيت فلان وفلان فرأيت في مضيفة كل منهم خزانة كتب عليها ستارة خضراء وبجانبها مِنفَضَة من الريش ، والخادم كل يوم ينفضها