وقبل الحرب العالمية الثانية كان الحجاب سائدا بين النساء فكنت اشترى ملابس زوجتى واولادى .
كما تعلمت عادة اخرى وهى ان تولى ترتيب ملابسى و فراشى و اقوم بتنظيف البيت اذا رأيت ان الخدم اهملوا هذا التنظيف .
كما تعلمت ايضا ان اقوم بخدمة ضيوفى اثناء تناول طعامهم .
وفى اثناء مرورى على الزراعة كنت اتولى نزع و تقليع الحشائش الضارة بنفسى لكى يأخذ الموظفون درسا من صاحب الارض .
كل هذا مررت به وكنت اجد لذه فى مباشرته . لان من ولد يتيما وعاش مكافحا لا يمكن ان يدخل فى نفسه الكبر والغرور مثل ابناء الذوات . وكنت على الدوام اتذكر نصائح والدتى رحمها الله – التى جعلتنى اتقبل كل شىء بالرضا .
فكلما اصابنى ضرر او ايذاء من الغير او موت عزيز اقول فى نفسى ، من يدرى لعله خير ، واسلم امرى الى القدر .
ولا انسى حادثة وفاة ابنى فؤاد غريقا لانها كانت حقا من المصادفات الغريبة .
كنت قد ارسلت ابنى فؤاد لفرنسا فى سنه ١٩٣٨ للتعليم فى الجامعة وفى سنة ١٩٣٩ – اعلنت الحرب العالمية الثانية فارتبكنا اذا دخلت البيت اجد زوجتى وبناتى يبكون فاخرج مسرعا فى حالة ذهول ، واخيرا اتجه تفكيرى الى المغفور له طلعت حرب (باشا) وكان من ضمن الشركات التى اسسها شركة مصر للملاحة ومن بواخرها الباخرة " النيل " فرجوته ان يعمل على ارجاع ابنى فى الباخرة بكل الوسائل الممكنه لديه فأرسل برقية الى فرع البنك فى باريس لاحضاره على