صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
تاريخ


الآداب العربية
في الربع الأول من القرن العشرين

مقدمة

لما انتهينا السنة ١٩١٠ من نشر كتابنا الذي وسمناه بالآداب العربية في القرن التاسع عشر كان قصده أن نشفعه عام عن أحوال تلك الآداب وتطورها في أوائل القرن العشرين فلم تسنح الفرصة بتحقيق نيتنا وإنما اكتفينا بأن نختمه بملحقين أو فصلين موافقين لأحوال العشر الأول من ذلك القرن الجديد دعوناهما: الحماسة الدستورية ومنظومات الوقائع الدستورية يبلغان أربعين صفحة.

لكننا لم نزل منذ ذاك الحين نجمع المواد المواصلة العمل وتدوين أخبار قسم من آداب القرن العشرين إذا مد الله بحياتنا. وإذا قد بلغنا بنعمته تعالى الربع الأول من هذا القرن فرأينا أن هذه الحقبة تستدعي تصنيف خلاصة ما جرى فيها من المشروعات والمساعي لرقي لغتنا الشريفة وما أنتجته قرائح الأدباء لتعزيزها ورفع منارة آدابها. فها نحن نعرض عليهم هذه المجموعة فعساها تروق في أعينهم وتأتي ببعض الفائدة.

ولعل البعض منهم ينسبوننا إلى التهور والثقة الزائدة بقوانا لما يلزم عملا مثل هذا من المطالعة الكثيرة ووفرة المعارف وقد اتسعت في هذه السنين دائرة الآداب العربية اتساعا كاد يستحيل على كاتب حصرها وضم أطرافها.

نعم أننا نقر بهذه المشقة ولم نزل نقدم رجلا ونؤخر أخرى حتى تردد على فكرنا المثل السائر (ما لا يستطيع كله لا يهمل قله) فأن بناء المعارف كصرح شاهق غاية ما يطلب من كل أديب أن لا يضن عليه بحجر صغير أو كبير يزيد في بنيانه سموا.