انتقل إلى المحتوى

صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

آراء العلماء في تكون اجرام السماء قلبه ثلاثة خطوط مظلمة تقسمة إلى ثلاثة اجزاء . وفي شعر برنيكي اكثر من مائة سديم مجتمعة معاً في بقعة لا تزيد سعتها على وجه القمر ويظهر من البحث بالسبكتروسكوب ان مادة السديم اللولي باردة نوعاً ولذلك يكون نوره ابيض واما السديم الذي نوره ضارب الى الخضرة فقاز لله وفيه آثار العنصر المستى كروميوم وهو موجود ايضاً في اكليل الشمس يظهر مما تقدم ان بين الاجرام السماوية لطخاً سحابية منيرة وهي السدام على انواعها وعناصرها مثل عناصر الشموس والسيارات والاقمار . وطيوف الاجرام السموية كلها متدرجة من البسيط في السدام الى المركب في الشموس والسيارات . أفلا يحق لنا اذا ان نستنتج ان هذه الاجرام يتولد بعضها من بعض وابسطها السدام وبعدها الاجرام المركبة الملتهبة كالشموس ثم الجامدة الباردة كالارض والمريخ . ويستحيل على الانسان ان يثبت ذلك بالمشاهدة لأن سنية قليلة وهـذا التولد يقتضي ملايين الملايين من السنين . ولكن ما تتعذر رؤيته بالمين لا يتعذر على العقل استنتاجه . وهنا يتصل بنا البحث إلى آراء العلماء في تكون اجرام السماء الفصل السابع عشر آراء العلماء في تكون اجرام السماء رأي لا بلاس او الرأي السديمي علم مما تقدم ان السيارات كلها تدور حول الشمس في جهة واحدة وتكاد افلاكها تكون في سطح واحد ولذلك ارتأى لابلاس الفلكي الفرنسوي سنة 1796 أن الشمس وسياراتها كانت سديماً كبيراً منتشراً في الفضاء الى ابعد ما يصل اليه ابعد سياراتها ولما برد هذا السديم قليلا ً تجاذبت دقائقه نحو مركزها المشترك فدار على نفسه في الجهة التي تدور فيها السيارات حول الشمس واستمرت الحرارة تشع منه فزاد تكاثفاً وصغـراً وسرعة فانفصلت حلقات منه بقوة | المركز وتجمعت دقائق كل حلقة بعضها مع بعض فصارت كرة غازية واستمرت على الدوران حول المركز الأصلي ودارت ايضاً على نفسها بتقلصها وانفصلت منها حلقات تجمعت موادها فصارت اقماراً الأ حلقات زحل فانها احتفظت بشكلها حتى الآن ، ولعل لابلاس رأى حلقات زحل فنبهته رؤيتها لهذا الرأي . وتناول التباعد