صفحة:المرأة الجديدة قاسم أمين.djvu/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(165)

البحث فيه الا وثوقا بصحة ماذهبنا اليه

ولا نرى سببا للخلاف بيننا وبين مناظرينا الا الاختلاف في فهم معنى التربية فهم يرون ان التربية هي التعلم وذلك يتهم على رأيهم بمكث الصغير في المدرسة سنين محدودة تكون نهاية عمله فيها الحصول على الشهادة الدراسية وانه متى نال هذه الورقة السميكة التي سماها بعض ظرفاء الفرنساويين ( جلد حمار ) عد بالغا في العلم والادب حد النهاية . ونحن على خلاف ما رأوا نعتقد ان التربية لا تقوم بالمكث في المدرسة والحصول على الشهادة وانما كل ما يستفيده الصبى من ذلك في ايام التحصيل الاولى هو الاستعداد لتكميل عقله وخلقه

ذلك لان الصبي في السنة الرابع عشرة او الخامس عشرة من عمره لا يعرف من العلم الا نظريات عامة ومسائل كلية يحفظها في جمل مختصرة ومهما كانت هذه القضايا علمية او ادبية فلا قيمة لها الا بظهورها في العمل وذلك يكون بالمشاهدات والتجارب التي تحدد دائرة