صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/40

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

مسجداً لهم أيضاً، وأكثر مراعاتهم فسمى الكرامية في أذى وجيه الدين، فلم يقدرهم الله تعالى على ذلك.

وقيل أن غياث الدين وأخاه شهاب الدین – لما ملكا في خراسان قيل لهما: إن الناس في جميع البلدان يُزْرُون على الكرامية ويحتقرونهم، والرأي أن تفارقا مذهبهم فصارا شافعيين، وقيل: إن شهاب الدين كان حنفياً والله أعلم.

وكان الحنفيُّ غالباً على بغداد كما قدمنا، ثم زاحمه فيها الشافعيُّ وكانت له كثرة، ومع أن الحنفيَّ كان مذهب الدولة لم يمنع ذلك من تقليد بعض الخلفاء للشافعي، كما فعل المتوكل. وهو أول من فعل ذلك منهم1

وكان الحسنُ بن محمد الزعفراني، من رواة القديم عن الشافعي، أحد من نشره فيها، وتوفى سنة ٢٦٠هـ.

قال السخاوي في «الإعلان بالتوبيخ»:

«حجَّ الرَّبيع بن سليمان سنة أربعين ومائتين، فالتقى مع


  1. عن محاضرة الأوائل.
٨٥