صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٤٨

أبصر بها وهي ترحل، فلم أعثر على أحد يعلم عنها شيئا… ولكن شيخاً كبيراً في السن قال : إنه يظن أنهم قد اتجهوا إلى الشمال لأن آثاراً في الرمال تتجه إلى هناك… ولكن هذا كله حدس وتخمين !

— إلى الشمال. إذن هيا بنا إلى الشمال. فإن قلبي وحده دليل. ثم تنهد وهو يقول

— إن قلبي يا حور ليشم رائحتها كما تشم القطاريح الماء من بعد سحيق إلى الشمال ؟ هيا بنا إلى الشمال. هيا بنا قبل فوات الأوان… وانطلق كالمحموم !

و بينما كان الملك والقافلة معه تجوب دروب الصحراء ومسالكها المطروقة، كان العجوزان والفتاة يقطعان الدروب الخفية ويتنكبان الطرق المألوفة، حتى بعدت الشقة بين الركبين، ولم يعد ثمة مجال لالتقاء

وصمتت ساسو طوال الرحلة الكتيبة، وخبا في عينيها ذلك البريق الذي خطف قلب الملك، وشاخت الدورة التي كانت تتنزى في كيانها كله، وخير على نفسها اليأس والظلام، وأحست أن حياتها لا تساوي أن تعاش، بل أحست بالعطب يدب إلى