صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/31

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كتلك وكانت المبادرة في الحروب بين الروم والعرب قـد أفلتت من يد العرب نظراً لما كان قد حل" بالخلافة من الحلال ومصائب . وكان الدافع لمحاربة الروم قد أصبح واحداً من اثنين او الاثنين معاً : إما القيـام بواجب الجهاد ، او احراز الغنائم . ولم تكن حروب القرن العاشر حروب التي قام بها الامويون والعباسيون المؤسسون ، وأصبح موقف العرب دفاعياً أكثر بكثير منه هجومياً . ونيط الدفاع بحكام الحدود . وانتقلت المبادرة في هذه الحروب الى الروم ، وأصبحت هجومية اكثر منها دفاعية . وقد رأينا الاسرة المقدونية تبدأ باعمال تمهيدية فتضرب البولسين حلفـاء العرب في تفريقية ضربة قاضية ، ثم تعترف بأشوت البغرتوني ملك الارمن وتحالفه . ثم تبدأ هجومهـا في عهد رومانوس ليكابينوس كما سبق ان ذكرنا . . ويرى رجال الاختصاص ان انتصار الروم على العرب في القرن العاشر لم يكن نتيجة ضعف العباسيين فحسب ، بل انه تأتي عن تجدد عند الروم وتيقظ وتنشط ، وان هؤلاء وان اختلفوا في العنصر فقد اتحدوا في ايمان واحد وفي المفاخرة بإيجاد ماضية ، وشعروا بوجوب اعادة النظر ا في انظمتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وبوجوب اتقان الجيش وتكميله ليأتي بالفائدة المطلوبة . فالروم في القرن العاشر في نظر هؤلاء كانوا في يقظة ونشاط لا في غفلة وانقسام . وأثقل الحمدانيون كامل العشائر الضاربة في الجزيرة التابعة لحكمهم بالضرائب ، وبين هؤلاء بنو حبيب . وكان بنو حبيب تغالبة ايضاً ، فشق عليهم الامر ، فانقبضوا ثم خرجوا للقتال . فجرد عليهم ناصر الدولة في السنة 935 فقهرهم . فعو"لوا على الرحيل . فقاموا عشرة آلاف فارس بنسائهم واولادهم Gelzer, H., Genesis der Byzantinischen Themenverfassung, &; Canard, M., Dynastie des Hamdanides, I, 718-719.