صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الموت بكاهن آريوسي كان قدْ أصبح معلم ذمتها وأن هذا الكاهن قدم يوسيبيوس الآريوسي أسقف قيصرية إلى قسطنطين الإمبراطور فتمكن الأسقف من إقناع الإمبراطور أنه لا فرق بين إيمان آريوس وإيمان المجمع وأن الإمبراطور أعاد آريوس من منفاه وأرسله في السنة ٣٣٠ إلى الإسكندرية1.

وعاد الآريوسيون إلى العمل فعقدوا مجمعًا في أنطاكية في السنة ٣٣٠ وقطعوا افسيتاثيوس بطريرك أنطاكية وغيره ونفوهم بأمر قسطنطين. وقام آريوس إلى الإسكندرية فمنعه بطريركها أثناسيوس الكبير من الدخول إليها. فاتهمه الآريوسيون بالتعاون مع مُطالبٍ بالحكم على مصر وبدفع الضرائب إليه. فاضطر أثناسيوس أن يقصد القسطنطينية للدفاع عن نفسه. فأصغى قسطنطين إليه وعفى عنه وسمح له بالعودة إلى الإسكندرية. وفي السنة ٣٣٣ عقد الآريوسيون مجمعًا في قيصرية فلسطين ودعوا أثناسيوس إليه فلم يحضر. ثم أعادوا الكرة في السنة ٣٣٥ فعقدوا مجمعًا في صور فدعوا أثناسيوس فحضر فقطعوه. فاستأنف حبر الإسكندرية قرارهم، فأمر قسطنطين بانعقاد مجمع في القسطنطينية في السنة ٣٣٦. وفاز الآريوسيون بأغلبية المقاعد فحكم هذا المجمع على أثناسيوس فنُفي إلى فرنسة2. وأصر آريوس على العودة إلى الإسكندرية ولكن الإسكندريين لم يقبلوا به فأمره الإمبراطور أن يخدم الأسرار في القسطنطينية. فاعترض أسقفها ألكسندروس فأُكره على ذلك إكراهًا. ومات آريوس في السنة ٣٣٦ وظلت قضيتُهُ قائمةً حتى السنة ٣٩٥ كما سيجيء بنا.

القسطنطينية : وقضت ظروف قسطنطين السياسية والعسكرية ببقائه

  1. Sozomenis, Hist. Eccl. II, 16-17, III, 13. Gwatkin, Studies on Arianism, 57, 96.
  2. Theodoretus, Hist. Ecc. Socrates Scholasticus, Hist. Ecc
٦١