صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/189

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ودخل قرطاجة منتصراً فصادف فيها استقبالاً حاراً، وعين بوستنيانوس احد القادة ، سليان ، حاكما على افريقية الشمالية وأشار على بليساريوس بالانتقال محالاً الى صقلية فايطالية . ولكن سليان لافي مقاومة شديدة من البربر الذين لم يسبق لهم أن خضعوا للوندال . فاضطر بليساريوس ان يعود الى قرطاجة لينتصر على هؤلاء . ولم تهدأ الاحوال في افريقية الشمالية قبل السنة 539 . وجمل بوستنيانوس من افريقية برايفتورة جديدة وانشأ في وجه البربر ليموساً جديداً . وتم الاستيلاء على ايطالية بالسياسة والحرب معاً . فبعد ان استال بوستانوس بعض العشائر القوطية انفذ الى ايطالية حملتين احداهما عن طريق ايليرية بقيادة مندوس والاخرى الى صقلية فايطالية بقيادة بليساريوس نفسه . وأجلى بلياريوس القوط عن صقلية في يسر وسهولة ، ثم اجتاز مضيق مسينة في ربيع السنة 536 فحاصر نابولي عشرين يوماً واخذها عنوة . وفره منها ثيوداتيوس والتجأ الى رومة فاغتاله احد رجاله . ثم انتخب القوط ملكاً عليهم جنديا نكرة لم يقو على صد بليساريوس عن رومة . ودخل الروم رومة في العاشر من كانون الأول سنة 536 فأحاط : القوط وحصروهم فيها سنة ۵۳۶ M كاملة ثم ارتدوا عنها . فخرج بليساريوس الى شمالي ايطالية وتابع فيها الحرب. ولكن مناظرة ترسه الخصي له عوقت سير الحرب اشهراً. ولم يدخل بليساريوس رابينة قبــل ابار السنة 540 ، وأعاد الامبراطور برايفتورة ايطالية واتخذ لنفسه لقب قاهر القوط Gothicus . الحرب الفارسية الثانية : ( ٥٤٠ ٠ ٥٦٢ ) وأقضت هذه الانتصارات مضجع کسری انوشروان وجاءه رسل القوط يحثونه على القتال. فجهز جيشاً كثيفاً وأغار فجأة على سورية واحتل ثغورها على الفرات وأباح Procopius, Bellum Gothicum, 1, 1-4. ۱۸۸