صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اه فالحكومة الكونية في اعتقاد المسلم حكومة ذات قوانين وليست بالحكومة الفوضى ولا بالحكومة التي تجرى على الهوى ، وهي على ذلك لا تدين أحداً بحكم من الأحكام من غير نذير وبغير تبليغ مبين : « وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا » . « وإن من أمة إلا خلا فيها نذير » . « ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون »

اعتقاد المسلم أن سنة الله غالبة على كل شيء يعتقد أيضاً أن الإنسان عامل من عوامل سنن الله وأنه ليس بعالة على الكون ولا لغوا فيه : « ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم » ولم ينف القرآن صفة عن الله كما نفى عنه جل وعلا صفة الظلم ولم يرو حديث قوم هلكوا بآفة أشنع من آفة الظلم خاصة ، ولا سيما ظلم الضعفاء وهذه بعض الآيات الكثيرة التي تنفى الظلم عن الله وتنزهه عن طغيان السلطان ، وهو أكبر سلطان ، وفى ضميره عند كل مفتتح وبعد كل ختام والله أكبر على لسان المسلم « وما ربك بظلام للعبيد » « وما أنا بظلام للعبيد » . 6 SITE IN FATES