وفى السماء نجوم لا عداد لها
أو الدلالة على ان الذي تحكى عنه صفة قد بلغ فيها غاية قصوى لتستدعى له في نفس المخاطب اجلالا او اشفاقاً أو تحقيراً له أو جفاء عنه، ويرجع الى هذا الغرض كثير من التخيلات الواردة على طريق المبالغة في المديح والفخر والاعتذار والهجاء والوشاية وأمثلتها كثيرة الدوران في كتب الادب والبيان وقد يكون المعنى مما لم تتداوله الافكار وليس من البعيد أن يلاقيه المخاطب بالتعجب الذي هو مطية الانكار، ليجيء التخييل عقب هذا لازالة التعجب منه وبيان ان وقوعه داخل في حوزة الامكان وهذا كما يقول أبو تمام الأندلسي لا يفخر السيف والأقلام في يده
ادعى في البيت الأول أن القطع الذي عهدت به السيوف قد انتقل الى الاقلام التي تهزها يد ممدوحه فلم يبق للسيوف خصلة تفاخر بها، وليست هذه الدعوى من الجلاء بحيث تفتح لهـا النفوس باب القبول بسرعة وأول ما يطعن فيها ان الاقلام مشتقة