صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٧١-

وطُهْر نفسك. وأنا إلى مكامن أيام تعذِّبني بأحزانها وتُخيفني بأشباحها. أنتِ إلى الحياة وأنا إلى النزع. أنتِ إلى الأنس والألفة وأنا إلى الوحشة والانفراد. ولكنني سأرفع في وادي ظل الموت تمثالًا للحب وأعبده. سأتخذ الحب سميرًا وأسمعه منشدًا وأشربه خمرًا وألبسه ثوبًا. عند الفجر سينبّهني الحب من رقادي ويسير أمامي إلى البرية البعيدة. وعند الظهيرة سيقودني إلى ظل الأشجار، فأربض مع العصافير المحتمية من حرارة الشمس. وفي المساء سيوقفني أمام المغرب ويسمعني نغمة وداع الطبيعة للنور، ويريني أشباح السكينة سابحة في الفضاء. وفي الليل سيعانقني فأنام حالمًا بالعوالم العلوية حيث تقطن أرواح العشاق والشعراء. وفي الربيع سأمشي والحب جنبًا لجنب مترنمين بين التلول والمنحدرات متبعين آثار أقدام الحياة المخططة بالبنفسج والأقحوان، شاربين بقايا الأمطار بكؤوس النرجس والزنبق. وفي