صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٧٤ –

١ – ما هو السبب في تكوين المعتقدات السحرية :

تبين مما تقدم شأن التلقين والعدوى النفسية في الحوادث الخارقة للعادة القائمة على السحر وتأثيرها في أرباب النفوس العالية .

غير أن ذلك الشرح لا يكفى ، فلادراك سر المناهج الدينية التي سارت عليها الشعوب في غضون القرون يجب أن لا نفسر بالعقل أموراً لم يمليا العقل أبدا كما أنه يجب أن نعد أنواع السحر كلها مظاهراً لروحنا الدينية التي لا تفارقنا والتي بينا قوتها وسلطانها .

وما مؤسسو الأديان والرقاة والسحرة والعرافون وجميع ناشرى الأوهام التي جذبت قلوب البشر أوهالتها في كل زمن إلا قساوسة إله مهيمن يلوح لنا أن عبادته ستظل أبدية ، فاذا نظرنا إلى ما أقيم من المبانى المقدسة منذ ثمانية آلاف سنة في مختلف الأقطار والأمصار وسعينا في اكتناه القوى الخفية التي دفعت الناس الى تشييد المعابد والهياكل والكنائس والمساجد نرى أن سببها الأمل الذي هو إله الأمم الواحد وإن اختلفت الأسماء .


الفصل الثالث

طرق البحث التجريبي في بعض المعتقدات وفى أنواع الحوادث
التي زعموا أنها خارقة للعادة


١ – نقص طرق الاختبار العادية .

إن الأوهام التي ذهب ضحيتها العلماء الذين درسوا حوادث استخدام الأرواح تثبت لنا أن طرق الاختبار المفيدة في ميدان المعرفة لا تنفع في ميدان المعتقد ، نقول إنها لا تنفع لان العالم يرى نفسه حينئذ في أحوال استثنائية يجب عليه فيها أن يبطل عمل التدليس المتوالي الذي لا صلة بينه وبين تجارب العلم العادية وأن يقاوم الأوهام التي لُقتها .