صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/171

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هو أنه قد يظهر بغتة من الجسم الحي جسم آخر كالجسم الاول في اعضاله وهيئته فان (كاتي كينغ ) الذي أخرجه السكياوى ( ويليام كروكس ) كان له قلب ذو نبض معتدل وكانت راتا الانسان في المغفر الذي أخرجه ( ريشه ) تفرزان حامض الفحم كبتمية الناس ، ولو أن هذين العالمين الشهيرين وغيرها من العلماء الذين سنتكلم عنهم لم يذهبوا ضحية الغش والتدليس لحق لهم أن يفتخروا بأنهم شاهدوا معجزات كالتي أخرج بها رب سفر التكوين حواء من جسم آدم .

ومن دواعي الأسف أن تلك الأشباح كلما بحث فيها بحثا دقيقا تبين أنها صادرة عن تدليس ، ولو لم تغر كثيراً من أولى النفوس السامية لالتزمنا الصمت عنها .

إن منشأ أوهام العالمين المذكورين وغيرها من العلماء الذين قالوا مثل ( لومبر وزو ) إنهم استدعوا الأموات وحادثوهم هو التلقين والتدليس ، ويمكننا أن تطلع على تأثير التدليس بما وقع حديثا ( لميلر ) الشهير الذي أظهر أشباحا كثيرة تكلمت مع الحضور ولامستهم ، غير أن ( ميار ) الذي اعتمد على سذاجة الحضور المتناهية تراخي في اتخاذ بعض التدابير الاحتياطية فافتضح أمر تدليسه في الحال واضطرت صحف استدعاء الأرواح التي نشطته في البداءة إلى الاعتراف بخطاها ا وضلالها .

وليس ما عرض ل ( لاناروث ) بأقل ذلك ، فقد اشتهر أمر ( أناروث ) في من برلين حتى اكتشف بعض الشرط الماهر بن حيلها فرافعوها الى القضاء فحكم عليها بالسجن ثمانية عشر شهراً ، وقد أطنب الدكتور ( ماكسويل ) في بيان حكايتها وانى اقتطف منه العبارات الآتية وهي :

و كانت هذه الوسيطة تكون في المجتمعات العامة الحافلة حسب طريقة تجسيم الأرواح أزهاراً فكانت هذه الأزهار تتساقط على أطرافها وبين يديها وتظهر فجأة على أكتاف الحاضرين ، وقد استمرت على هذا الأمر سنوات طويلة فأوجبت زيادة عدد القائلين باستدعاء الأرواح وتجسيمها كثيراً فخشى البلاط عاقبة الأمر ، وقد اتفق في احدى الليالي أن ألقى بعض الشرط أنفسهم على تلك الوسيطة في أحد