صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/131

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۳۱ –

أمر الذي إلا بالتدريج ، فالجلابيب الواسعة التي كان النساء يستعملنها منذ ثلاثين سنة لم تتحول الى حلل ضيقة ملاصقة للجسم إلا شيئا فشيئا .

والزي ذو سلطان كبير ، فهو الذي يجعل المرأة تصطبر على أشد التكلف كأن تمسك ثوبها بيدها خوفا من أن تجرر ذيله وأن تحمل بيدها الثانية كيسا يشتمل على محتويات جيبها في الماضي ، وكأن تكابد ما ينشأ عن لبس الأثواب المسماة « الحلل المشكولة » من ألم في المشي ، والمتمدنات من هذه الجهة يشبهن نساء الهمج اللواتى يحتمان أوجاع الخرصان التي يزينون بها أوفين إذعانا لحكم الزي .

والخضوع للزى كما وصفنا يثبت لنا ما للعدوى النفسية من التأثير والقوة ، فأكثر النساء استقلالاً وهمة وسعيا في نبل جميع الحقوق لا تجرؤ على لبس بذلة قصيرة في وقت يلزم الزي الناس لبس بدلات طويلة ولا تجسر على صنع جيب في البذلة في زمن يحرم الزي استعمال الجيوب ولا تقدم على زر درعها من أمام في آن تزر بقيـة النساء دروعها خلف ، فليس من يقدر منهن على مخالفة الزي ، ولم يعلمن في الماضي أوامر الآلهة إطاعتهن لأحكام الذي في جميع العصور والاجيال .


الفصل الرابع

الجرائد والكتب


١ – تأثير الجرائد والكتب.

للجرائد والكتب تأثير كبير في تكوين الآراء وان كان دون تأثير الخطب ومع ان تأثير الكتب التي لا تقرأها الجماعات اقل من تأثير الجرائد فانه ظهر منها ما أدى الى قتل ألوف من الناس ككتب (روصو) التي كانت توراة زعماء دور العهد وكتاب « غرفة العم طوم » الذي أثر كثيراً في نشوب حرب الانفصال الاميركية الدامية ، و يوجد كتب أخرى كرواية ( روبنصن كروسو ) وروايات ( جول فيرن ) أثرث