صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كنفه ، فتخرج عليه في الشعر . ولم يأذن له باظهار شعره الا بعد ان استوسقت ملكته وسمع منه قوله : « اين الشباب وأية سلكا . » ا و كان دعبل في صباه يلقب عباس لتخنثه وسوء سيرته . ولما اشتدت قواه اخذ يصحب الشطار والصعاليك ، فحبس وضرب وهو غلام لجناية جناها ولكنه لم يرتدع بل ظل يصلت " على الناس في الليل حتى خرج مرة هو ورجل من اشجع فيها بين العشاء والعتمة ، فجلسا على طريق رجل من الصيارفة ، وكان يروح كل ليلة بكسبه الى منزله . فلما طلع مقبلا اليها، وثبا اليه فجرحاه، واخذا ما في كمه ،فاذا ثلاث رمانات في خرقة ، ولم يكن كيسه ليلتئذ معه . ومات الرجل مكانه ، واستتر دعيل وصاحبه . وجد اولياء الوجول في طلبها ، وجد السلطان في ذلك فطال على دعبل الاستتار ، فإضطر الى الهرب من الكوفة ، ولم يرجع اليها الا بعد ان علم انه لم يبق من اولياء الرجل احد . و اتصل الشاعر بالرشيد وهو شاب لم ينبه ذكره بعـد . وسبب اتصاله به آن بعض المغنين غنى في قوله : « لا تعجبي يا سلم من رجل . » فغني به بين يدي الرشيد، فطرب له ، وسأل عن قائله . فقيل له : «دعبل بن علي ، وهو غلام نشأ من خزاعة . » فامر باحضاره ، وخلع عليه و اجازه ،و اجرى عليه رزقاً سنيا ، فكان اول من حرضه على قول الشعر حتى نبغ واشتهر اسمه ولم يتصل بعد موت الرشيد بغيره من الخلفاء ،لانه كان متعصباً للعلويين ؛ يريد الامامة فيهم ، ويؤله ما نالهم من التقتيل . فنقم على بني العباس، وهجاهم ،واقذع القول . فبقي دهره کله خائفاً ، هاربا متواريا ، وكان يقول : «انا احمل خشبتي على كتفي منذ اربعين سنة است اجد احدا يصلبني عليها . » فيهم ا الشطار : جمع شاطر وهو العيار الذي اهيا اهله خبثا ٢ بصلت : يأتي عليهم في حوائجه . ومنه قولهم : رجل صلت ،اي ماض في الحوائج أشجع : اسم قبيلة اي منذ هجا الرشيد وذلك سنة ٢٠٣ ه يوم مات علي الرضا ، ودفن في طوس عند الرشيد