العدد الكثير ، والجلد الظاهر . وهناك صدور سليمة ، و قلوب فارغة لم تنقسمها الاهواء . ولم يتوزعها الدغل . و هم جند لهم ابدان و اجسام ،ومناكب و كواهل ، ولحی و شوارب، و اصوات هائلة، ولغات فخمة تخرج من اجواف منكرة . وبعدفاني اتفاءل الى المشرق ، والى مطلع سراج الدنيا ، ومصباح الخلق " . » وقد أحسن محمد باختيار خراسان لان الامصار العربية كانت تشغلها الأحزاب، وكل حزب يسمى لنفسه. اما خراسان فان الفرس فيها يكرهون العرب و بني امية • و لكنهم لا يطمعون في الخلافة. وهم شيعيون في كثرتهم ، ولكنهم لا ينفرون من بني العباس لانهم هاشميون من اهل البيت . . فراح دعاة العباسيين يتنقلون في الأمصار الاسلامية ، ويثون الدعوة سرا متظاهرين بالتجارة وطلب الرزق . وبقوا على هذه الحال حتى توفي محمد بن علي، وصار الامر الى ولده ابراهيم الامام. فكاتب ابراهيم مشايخ خراسان و دهاقينها ، وبعث اليهم الدعاة ، ثم ارسل ابا مسلم الخرساني " وكان كثير الدهــا. شجاعاً مقداماً ، شديد الاخلاص للعباسيين . فجاء خراسان سنة ١٢٩ ه ( ٧٤٦ م ) واقام في مرو يدعو الناس الى مبايعة آل محمد من غير تعيين، لتكون الدعوة مهمة، مشتركة بين العباسيين والعلويين. وقد لجأ الى هذه الحيلة ليأمن معارضة الشيعيين في بلاد فارس ، فته خلق كثير . وكان على خراسان نصر بن سيار من قبل الامويين . فخاف عـاقبة الامر ، فارسل الى الخليفة "مروان بن محمد يخبره بحال الي مسلم وكثرة من معه. وفي ذلك يقول : أرى خلل الرماد وميض نار ، ويوشك أن يكون لها ضرام وكان ان قدم ا مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق : اي مطلع الشمس والقمر نشأ ابو مسلم في الكوفة يتيم الاب فتعهد تربته عيسى بن معقل الكوفة جماعة من نقياء الامام محمد بن علي بن عبدالله السياسي مع عدة من الشيعة الخراسانية فصادفوا أبا مسلم فاعجبهم عقله ومعرفته . ومال هو البهم وعرف المحمدعاة للماسيين فيخرج معهم. وجاؤوا الى ابراهيم الامام بعد وفاة ابيه . ..
