حي المعاهد والمنازل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

حيّ المعاهدَ والمنازلْ

​حيّ المعاهدَ والمنازلْ​ المؤلف ابن الرومي


حيّ المعاهدَ والمنازلْ
المقفراتِ بل الأواهلْ
بُدلنَ آراماً خوا
ذلَ بعدَ آرامٍ خواذلْ
حرَّكنَ شجْوك للسؤا
لِ وما أحَرْنَ جوابَ سائلْ
فابعثْ بهنّ من الدمو
عِ وقِفْ بهن من الرواحل
وسلِ الملائحَ بالملا
ئِحِ والعطابلَ بالعطابِلِ
اللائي أشْبَهنَ الغصو
نَ المستقيماتِ الموائلْ
وكَملْنَ كلَّ وسامةٍ
في غير أسنانٍ كواملْ
حُلّين حَلياً خِلقةً
مجبولةً لانحلَ ناحلْ
فإذا عطلْن من الحُلْي
ي فلسْن منه بالعواطل
وإذا غدونَ يمِسْن في
تلك الغلائِل والمراسلْ
غارت عليهن الثُّديْ
يُ هناك من مس الغلائلْ
وإذا لبسْنَ خلاخِلاً
كذَّبْنَ أسماء الخلاخل
تأبى تخلُخَلُهنَّ أسْ
وُقُ مُرجحناتٍ بخادل
لكنهنّ بخائِلٌ
لهْفي على تلكَ البخائلْ
قد غُلِّظتْ تلك القلو
بُ ولُطّفتْ تلك الأناملْ
لي شاغلٌ في حبهنْ
نَ عنِ التي تدعى بشاغل
بظراء تُمسخُ لامُها
راءً إذا رأتِ الفياشِل
ولربما جُنَّتْ لها
فترى عواليها سوافل
عجباً لبردِ غنائها
وغناؤها ثُكْلُ الثواكلْ
ما باله كالزمهري
رِ مُهيجاً وجَعَ المفاصل
هلاَّ استحرَّ لأنه
ثكلٌ وللشّبَقِ المُدَاخلْ
حُلقتْ ذوائبُها التي
خُلقت لصُنَّاع المناخِل
بل لحيةُ الرجلِ الذي
أضحى بها جَمَّ البلابل
ماذا يُضبعُ من الوسا
ئِلِ في هواها والرسائل
لكن شهوته اللّبا
ءُ فما يُحبُّ سوى الحوامل
وهي التي قد أقسمتْ
أن لا تُعَدَّ مع الحوائل
أتراك تسلمُ يا سلا
مةُ أن تكون من الثيَاتل
وقد احتملْتَ بها قرو
ناً لا ينوء بهنّ حاملْ
كنْتَ القصيرَ فقد غدوْ
تَ بطولهنّ من الأطاول
لا تَخْلونَ بشاغلٍ
حتى تُعِدَّلها قوابلْ
إن التي عُلّقْتَهاقالوا تُعاهِرُ في الدوربِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ
تَزْنِي الفرائض والنوافلْ
قالوا تُعاهِرُ في الدور
بِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ
لكن أراك تُحِبُّها
حُبَّ المُشاكلِ للمشاكل
أشْبهتها في بردِ أعلا
ها اوفي حَرّ الأسافلْ
كم قد سترْتُ معايباً
لمعتْ بها فيكَ المخائل
ووقفتُ دونك للخصو
مِ بموقفِ الخَصْم المُجادل
قالوا صديقك سيدٌ
بادي النباهةِ غيرُ خاملْ
نمَّتْ بذاك شواهدٌ
فيه أنمُّ من الجلاجلْ
ولربَّ عيبٍ قد تَبَيْ
يَنَ بالشواهدِ والدلائل
صدقُوا وماكذبوا عليْ
ك فلم أناضح أو أناضلْ
إني لأعلم أنك المطعو
نُ في غيرِ المقاتلْ
وإن استترتَ بقحبةٍ
لك عند ناكتها طوائل
ما إنْ تزال فريسةًوإن استترتَ بقحبةٍلك عند ناكتها طوائل بذيء
في خَلْوةٍ تحت الكلاكلْ
أنشأتَ تَخدَعُنا وأمْ
رُكَ بيّنٌ بادي الشَّواكل
وعدلتَ من طبلٍ إلى عو
دٍ وأنت من الطوابلْ
بل ليتَ كنتَ من الطوا
بِل بل أنت من سَقْط الزَّوامل
وخضبْتَ خُنْثَك بالتغزْ
زُلِ والبُغاءُ هناك ناصلْ
مثل التي أضحت تكا
تمُ حَملها والضَّرعُ حافل
نتنحَّلُ المتعشقا
تِ وأنت بغَّاءٌ حُلاحِل
أنَّى يصلنك لا وصلْ
نَ ولو بقين بلا مُواصِل
أنت الذي فاق الورى
في القُبح من حافٍ وناعلْ
فبصُرْن فيك بفارسٍ
يغشى الحروبَ ولا يقاتلْ
تبغى بها تقويم أيْ
رِكَ وهو كالسكران مائل
ولقد شهدنك راكباً
فوق الغِلاط من الغرامل
فعلامَ يمنحنَ الهوى
غيرَ الجميل ولا المجامل
وتُناك غيرَ مُساترٍ
للغانيات ولا مخاتلْ
وأرى غِناءك في المجاوتُناك غيرَ مُساترٍللغانيات ولا مخاتلْبذيء فعلامَ يمنحنَ الهوى غيرَ الجميل ولا المجامل ولقد شهدنك راكباًفوق الغِلاط من الغرامل تبغى بها تقويم أيْرِكَ وهو كالسكران مائل فبصُرْن فيك بفارسٍ يغشى الحروبَ ولا يقاتلْ
لسِ مثلَ ذكرك في المحافلْ
وأراك فيه ناهقاً
وتظنّ أنك فيه صاهلْ
وتُراك فيه فارساً
والحق أنك فيه راجلْ
وتُراكَ فيه عالياً
والحق أنك فيه سافلْ
وأراكَ تعملُ صالحاً
تُعتدُّ فيه أضلَّ عامِلْ
أكفلْتَ نَغْليَ شيخةٍ
ولدتهما من غيرِ طائلْ
ولدتْهُما من غيرِ شي
خِك ذي الفضائل والفواضلْ
وكذا الكريمُ ابنُ الكرا
مِ يعولُ أيتامَ القبائل
اذهبْ فإنك بعدَها
كهفُ اليتامَى والأراملْ
أقسمتُ أنك جاهلٌ
والمُمتري في ذاك جاهل
أتعولُ ويحك إخوةً
لا من أبيك وأنت غافل
ويُريبُني كلَّ الإرا
بةِ منك تأنيثُ الشمائل
قد كان شيخُك باسلاً
بطلاً فمالك غيرُ باسل
إني لأحسبُ أن أُمْ
مَك لبَّستْ حقّاً بباطل
واغتالت الشيخَ الشقيْ
يَ فقيَّرتْه وهْو غافل
خذها إليك تحيةً
تَلقى المعاطس بالجنادل
يامعشرَ السفهاءِ وال
متمردين ذَوي المجاهلْ
فأبتْ جوامحُ للقريض غوالبٌ
جاش الضميرُ بهن جيشَ المِرجلِ
لو أمهلتكَ مدى ثوائك في استها
لسلمْتَ لكن داؤها لم يُمهلِ
وراتك ايسر مهلكا ورزية
من دعستين بأيرِ عيرٍ أغرلِ
فاعْصب ملامَة ناظريْك برأسها
لا بالإله وبالنبي المرسلِ
ما استوجبا منك الكُفورَ بجرمها
فدع الهوادةَ في الحكومةِ واعدلِ
سقياً لأمك من صديد جهنم
لا من صبيبِ البارقِ المتَهللِ
لمضَتْ من الدنيا وما أسِفت على
مستمتَعٍ من مَشْربٍ أو مأكلِ
إلا مُباضعةَ العبيدِ فإنها
عنها وعن خطراتها لم تذهل
الموتُ يغشاها وخاطرُ قلبِها
ذكْرُ الأيور كأنها لم تُشغل
واستخلفتكَ وما نَسلتْ مكانها
فابذلْ لناكتها عجانَك وابذلِ
ولقد حبوتَهُم بفاعلةِ التي
ذاعتْ لها مِدحُ الجوادِ المفضلِ
أزناةَ بابِ الشام طراً أبشروا
من بنتِ شاعركم بخيرِ مُقبلِ
خلفت عليكم أمهُ وتكفّلت
بكُم وعدّةُ عشرها لم تُكملِ
أأبي يوسف دعوةً من حاقرٍ
مستصغر يأبى دعاءك من علِ
خذها إليك تذود غاشيةَ الكرى
عن أهلها وتُضيق رحبَ المنزلِ
وتُخيلك الماءَ النقاحَ كأنه
في فيك مازجه نقيعُ الحنظلِ
ولقد وزعتُ الشعرَ عنك تعظُّماً
وتنزهاً وكففتُ غربَ المِقولِ
لا تسخطنّ على الإله فإنما
أعمالُ طعنِ فحولها بالفَيْشل
حرَّى تُسَكّن نَعْظَ ألف حزوَّرٍ
شبقٍ وغُلَّةُ دائِها لم تُبلل
خضراءُ لونِ الريقِ لو نفثتْ به
مَيْثاء ألقحها الحيا لم تُبْقَل
أسألت رسمَ الدارِ أم لم تسأل
دِمناً عفتْ فكأنها لم أتحلِلِ
دُرُساً براهُنَّ البِلى بريَ الضَّنا
جسمي لبينِ قطينها المتحمّلِ
فلو استطاعتْ إذ بكيْتُ دُثورَها
لبكت نُحولي بالدموع الهُمَّلِ
ولقدْ عهدْت عِراصَها مأنوسةً
أيامَ تعهدُني كسيفِ الصيْقَل
رودُ الشبيبةِ لا أُعاصي لذةً
تدعو هواي ولا أدينُ لعُذَّلي
وإذا أشاءُ غدوْتُ غير مُنهنهٍ
فأروح مقْتَنِصَ الغزالِ المُطْفل
بؤسي الزمان وليسَ يبرحُ آخِرٌ
من صرفهِ يعفو محاسنَ أوَّل
وأنا المقابلُ في أكاسرِ فارسٍ
وابنُ الملوكِ الصّيدِ غير تنحُّل
رفعوا يفاعي كابراً عن كابرٍ
حتى استقلَّ إلى السّماك الأعزل
في حيث يقصرُ باعُ كُلّ مساوِرٍ
دوني ويحسرُ ناظرُ المتأمّل
فضلاً له بك يا ابن طاحنةِ الرَّحى
رَوْمي وبيتُك بالحضيضِ الأسفل
يا بن السّفاح شهادةً مقبولةً
مثلَ الشهادةِ بالكتابِ المنزلِ
إن التي ولدتْك تخبرُ أنها
حملتْك من نُطفٍ لعدةِ أفحُل
بظراءُ لو نطحتْ بمُقدم بظرها
ثهلانَ حلحله ولم يتحلحلِ
بخراء لو نكهتْ على صُمّ الصّفا
صدعتْ بنكهتها متونَ الجندل
ذفراء لو بلَّتْ برشْح أديمها
جسدَ امريءٍ لم يَنْقَ منه بجدولِ
أنذرتكم قبل الخسو
فِ بما ترون من الزلازلْ