بنورك لا بالنيرات الثواقب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ

​بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ
أضاء حمى الزوراء من كل جانبِ
طلعتَ طلوع البدر فيها فلم تدع
على الأرض فخراً للسما في الكواكب
خلعت عليها من بهائِك حُلةً
بها اختالت اليوم اختيال الكواعب
وألبستَها عقداً من الفخر ناظماً
لها الدرَّ فيه وهو درُّ المناقب
فما أنت إلا بحرُ علمِ تتابعتْ
عجائبه والبحر جمُّ العجائب
وما أنت إلا روضُ فضل تحدّثتْ
بريّاه أنفاسُ لصِبا والجنائب
وما أنت إلا ديمةٌ مستهلةٌ
بعرف من اللطف الإلهيِّ ساكب
أخو هممٍ لو زاحم الدهرُ بعضها
ثنته بصغراها حطيمَ المناكب
سما مفرقَ الجوزاء مجدُك عاقداً
ذوائبه منها عُلىً في الذوائب
وجاراك من قلنا له: أين من جرى
على الأرض من مجرى النجوم الثواقب
أرحْ غاربَ الآمال عنك فلم ينل
مكانَ الدرارى فوق هذي الغوارب
وراءك أبرادٌ لعلياء لم تكنْ
تمدُّ الثريا نحوها كفَّ جاذب
فيا بن المزايا القادرية أعجزتْ
مزاياك في تعدادها كلَ حاسب
غلبنا بك الصيدَ الكرام على العلى
فحقُك أن تدعى بسيّد غالب
يروقك ما قد طرَّزت لك وشيَه
صناعُ القوافي لا صناعُ الكواعب
فدمتَ على هام المجرَّة ساحباً
مطارف فخرٍ طاهرات المساحب