اما ذعرت بنا بقر الخدور

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

اما ذعرت بنا بقر الخدور

​اما ذعرت بنا بقر الخدور​ المؤلف الشريف الرضي



اما ذعرت بنا بقر الخدور
 
وغزلان المنازل والقصور
عشية ما التفتن على رقيب
 
ولا استحيين من نظر الغيور
اما والله لو اطلقت شوقي
 
لفاض على الترائب والنحور
اكنت معنفي لما التقينا
 
على وطر من الدمن الدثور
نبل من الدموع على زفير
 
مراتع ذلك الظبي الغرير
وَقَدْ أظمَا الهَوَى مِنّا قُلُوباً
 
كرعن من الصبابة في غدير
وللسير التدام في المطايا
 
وَللبَيْنِ احْتِدامٌ في الصّدُورِ
احين جذبتم الاوطان عنا
 
بِأعْنَاقِ المُخَطَّمَة ِ النَّفُورِ
وَجَدْنَ الشّجْوَ في نَغَمِ الأغاني
 
وَنَشْوَ الشّوْقِ في نُطَفِ الخُمورِ
بواقينا تتيم بالمواضي
 
وزئرنا يتيه على المزور
سقى الله البطاح وما تصدى
 
لنا بين الخورنق والسدير
وَآرَاماً برَامَة َ، كُلَّ غَيْثٍ
 
تَمَلّسَ مِنْ سَحَائِبِهِ مَطِيرِ
فَفِيهَا هَزّني أرَجُ الخُزَامَى
 
وَأعْداني عَلى نَارِ الهَجِيرِ
قبضت يد السحاب بفيض دمعي
 
وَأسْكَتُّ الحَمَايمَ بالزّفِيرِ
ركبت اليك اعجاز الليالي
 
أخُوضُ مِنَ المَسَاءِ إلى البُكُورِ
وَفِتْيَانٍ تَهُزُّهُمُ المَذاكي
 
بِأطْرَافِ الحَمَايِل وَالسّيُورِ
فَجِئْتُكَ رَاكِباً صَهَوَاتِ دَهْرٍ
 
كَثِيرِ وَقَائِعِ الجَدّ العَثُورِ
لحَى اللَّهُ امرأً يَنْضُو حُسَاماً
 
فيجبن وهو ملآن الضمير
اما في هذه الدنيا نجيب
 
يساعدني على حرب الدهور
فنشرب آجن الغدران فيها
 
اذا ماالذل حام على النمير
وَنَلْقَى أشْهبَ الأمْوَاهِ تَرْمي
 
برغبتنا الى شبه البحور
أبِيتُ، إذا المَطامِعُ أيْقَظَتْني
 
ألاحِظُهُنّ عَنْ طَرْفٍ كَسِيرِ
واملأ مقلتي من العوالي
 
إذا امتَلأتْ مَنَ العَلَقِ الغَزِيرِ
ويعجبني اطيط الرحل ترمي
 
أزِمّتُهُ السّهُولَ إلى الوُعُورِ
وَلا أرْضَى مُصَاحَبَة َ الهُوَيْنَا
 
الى طرق المطالب والشقور
وَيَصْحَبُني ذُؤالَة ُ مُسْتَرِيباً
 
يبشخصي في الاماعز كالخفير
لأنّي مَا تَحَيّفَني زَمَانٌ
 
فاحوجني الحسام الى نصير
ولا اقتضت الهواجر لثم خدي
 
فَماطَلَها لِثَامي عَنْ سُفُورِي
وكنت اذا توعدني قبيل
 
وَرَبّى الطّعْنَ في البِيضِ الذّكورِ
رَمَيتُهُمُ بِمُحتَبِلِ الأعَادِي
 
وقاطع حبوة الملك الخطير
كَأنّي لَمْ أشُقّ عَلى اللّيَالي
 
بحرب أو خصام أو مسير
ولا اضحكت سيفي في جهاد
 
يمزق عنه تعبيس الثغور
عَذِيرِي مِنْ بلادٍ ليسَ تَخلُو
 
سوائي من مليك أو امير
تضن وقد ضننت فما ارى
 
مُثَلَّمَة َ الأشَاعِرِ وَالنّسُورِ
اذا ادنيت رجلي من ثراها
 
فزعت بها الى قتد البعير
ارى تلك الصلوة بها حلالاً
 
فما امتاحها ماء الطهور
وَكَيْفَ تَتِمّ في بَلَدٍ صَلاة ٌ
 
وجل بقاعه قبل الفجور
 
فَأعْرِفُ مَنْ أرَى غَيرَ النّظِيرِ
تُغَمِّضُ عن وُجوههمُ الدّرَارِي
 
وتسحب فيهم غرر البدور
عَلَتْ أصْوَاتُهُمْ صَوْتي، وَلكِنْ
 
صَهيلُ الخَيلِ يُطرِقُ للهَرِيرِ
مضوا الا بقايا سوف تمضي
 
وشر القوم شذ عن القبور
ومازالت جمام الماء تفنى
 
وَتُختَمُ مَدّة ُ الثَّمَدِ الجَرُورِ
وَنِكسٍ شَاطَرَتْهُ مِنَ اللّيَالي
 
يدعن شيمتي كرم وخير
فَأصْبَحَ لا يَرَى للمَالِ عِتْقاً
 
وتملك كفه رق البدور
 
مَضَاجِعَ هَامَة ِ القَمَرِ المُنِيرِ
صحبنا الدهر والايام بيض
 
وَنَحْنُ نَوَاضِرٌ سُودُ الشّعُورِ
فَلَمّا اسْوَدّتِ الدّنْيَا بَرَزْنَا
 
لها بيض الذوائب بالقتير
تَمِيلُ عَلى مَنَاكِبِنَا اللّيَالي
 
بِألْوَانِ الغَدَائِرِ وَالضُّفُورِ
وَنَرْسُبُ في مَصَائِبِهَا، وَنَطْفُو
 
لِغَيْرِ بَني أبِينَا بِالسّرُورِ
اذا لحظت عزائمنا التقينا
 
الى مقل من الايام حور
ترينا في جباه الاسد ذلا
 
وَفي حَدَقِ الأرَاقِمِ كَالفُتُورِ
أقُولُ لِنَاقَتي، وَاليَوْمُ يَمْلا
 
اناء البيد من ماء الحرور
وَقَدْ سَحَبَتْ ذَوَائِبَهَا ذُكاءٌ
 
عَلى قِمَمِ الجَنَادِلِ وَالصّخُورِ
 
كمَا قَطَنَ العَذارَى في الخُدورِ
تُعَاتِبُها المَرَاتِعُ في الفَيَافي
 
ويشكرها الكباث الى البرير
إذا بَابُ الحُسَينِ أضَافَ رَحْلي
 
اذم على المطي من المسير
فثم الغيث معقود النواصي
 
وليث الغاب محلول الزئير
أطَالَ العُشْبَ مِنَ سُرَرِ الرّوَابي
 
وحط الماء في قطع الصبير
سَمَاحٌ في جَوَانِبِهِ أبَاءٌ
 
كحُسنِ المَاءِ في السّيفِ الشّهِيرِ
فَتًى يَصْلَى بِأطْرَافِ المَوَاضِي
 
ونار الحرب طائشة السعير
ويمشق بالعوالي في الهوادي
 
وَطُرْسُ اليَوْمِ مُختَلِطُ السّطورِ
يَرُدّ الشّمسَ مَطُروفاً سَنَاهَا
 
وَقَدْ حُجِبَتْ بأجْنِحَة ِ النّسُورِ
همام جر ارسان المعالي
 
إلَيْهِ، وَطَاسَ أطنَابَ الأُمُورِ
يُشَاوِرُ، وَهْوَ أعْلَمُ بِالقَضَايَا
 
فَيَسْبُقُ رَأيُهُ قَوْلَ المُشِيرِ
وَيُفرِغُ صَائِبَاتِ الرّأيِ فِيهَا
 
كافراغ النبال من الجفير
رمى بالنار في ثغر الدياجي
 
وادب شيمة الكلب العقور
لمزؤود تقاذفه المطايا
 
ويسنده الى ظهر حسير
عَلى ظَلْمَاءَ قَابِضَة ٍ إلَيْهِ
 
بلحظ المجتلي ويد المشير
تناعس نجمها عن كل سار
 
فَيَقْظٌ بَينَ رَاحِلَة ٍ وَكُورِ
تَهَادَى كَالعَذارَى حَالِيَاتٍ
 
مَعَاقِدُ حُزْمِهَا بَدَلُ الخصُورِ
فاسبح من دمائك في خلوق
 
وارفل من عجاجك في عبير
اذا ركضت بساحتك الليالي
 
فَلا زَالَتْ تَقاعَسُ في الشّهُورِ
وَإنْ طَالَتْ بهَا أيْدِي الأمَاني
 
فلا امتدت يد الوعد القصير
وَلا زَالَتْ رِمَاحُكَ مُطْلَقَاتٍ
 
تُرَدّدُهَا إلى الأجَلِ الأسِيرِ