ألمع برق أم ضرم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألمع برق أم ضرم

​ألمع برق أم ضرم​ المؤلف الشريف الرضي


ألمع برق أم ضرم
بَينَ الحِرَارِ وَالعَلَمْ
تضحك عن وميضه
لَمّاعَةٌ مِنَ الدّيَمْ
كَمَا اسْتَشَبّ نَارَهُ
قَينٌ بِضَالٍ وَسَلَمْ
قد هدلت شفاهها
على القنان والأكم
تهدر عن رعودها
هَدْرَ الفَنِيقِ ذي القَطَمْ
لَهَا فَسَاطِيطٌ عَلى
ذُرَى الرّوَابي وَخِيَمْ
أشيمة لفتية
تضرعوا على اللمم
قد سوروا أكفهم
بِلَيّ أطْرَافِ الخُطُمْ
وَجَلّلُوا مَيْسَ الرّحَا
مُحتَمِلُ الأعْبَاءِ لا
أُوقظهم وللكرى
فيهم خبال ولمم
كأنما يجذبهم
من الرقاب والقمم
من كل معروق العظا
م أملس ولّى الزُلم
يَلُوكُ فُوهُ مَضْغَةً
ضَعِيفَةً عَنِ الكَلِمْ
إذا أرَادَ قَوْلَ لا
مِنْ سُكْرِهِ قَالَ: نعمْ
وَالرّكْبُ في مَضَلّةٍ
لا نَضَدٌ، وَلا عَلَمْ
ما انتعلت بإرضها
خف بعير أو قدم
أقُولُ لَمّا أنْ دَنَا
من المصاب وعزم
يا برق إن صبت الحمى
فلا تصب إلاّ بدم
عَلى دِيَارِ مَعْشَرٍ
خَانُوا العُهُودَ وَالذّمَمْ
تَجَهّمُوا ضَيْفَ العُلَى
وَامتَهَنُوا زَوْرَ النِّعَمْ
مِنْ كُلّ رَاعي أُمّةٍ
أجهل من راعي غنم
ما بينهم في المكرما
تِ نَسَبٌ وَلا رَحِمْ
وَمَا بِهِمْ إلى النّدَى
لا ظَمَأٌ وَلا قَرَمْ
كم أذكروني معشراً
كانوا قرارات الكرم
ما حملت أمثالهم
يوماً غوارب النعم
كم فيهم لمطرد
مِنْ وَزَرٍ وَمُعتَصَمْ
كانُوا، إذا الخَطْبُ دَجا
وَجَلجَلَتْ إحدى الغُمَمْ
مأمنة من الردى
ونجوة من العدم
إذا همُ تيقظوا
فيها فقل للجار نم
هم وسموا ما أغفل النـ
ـاس على طول القدم
إذا أذموا ضمنوا
على الزمان ما اجترم
وأمنوا حتى على القلـ
ـقُلُوبِ مِنْ طَارِقٍ هَمّ
أهل النصول والقنا
والمعطيات في اللجم
والسامر الهبهاب في
الظلماء والشرب العَمم
جِنٌّ، إذا تَعَانَقَ الأ
بْطَالُ بِالبِيضِ الخُذُمْ
في حَيثُ لا يَلَذُّنَا
معتنق وملتزم
من كل مطويّ على
عظيمة من الهمم
مِنْ عِشْقِهِ يَوْمَ الوَغَى
يَرَى الطّعَانَ في الحُلُمْ
محمل الأعباء لا
يجرها من السأم
عَفٌّ، فَإنْ لَمْ يَحْمِه الـ
ضّيمَ سوَى الظلم ظلمْ
صاحت بهم على الردى
مُسمَعةٌ على الصمم
وانتزعت من عزهم
تلك العماد والدعم
بَاطِشَةً بِلا يَدٍ
واعظة بغير فم
وقبل ما كبُّتْ لها
قباب عاد وأرم
فاليوم مرمى دارهم
لا كَثَبٌ ولا أمم
قل للعدوّ هربا
قد زخر الوادي وطم
وَشَافَهَتْ أمْوَاجُهُ
ذُرَى القِلالِ وَالأُطُمْ
ومن يكن تحت مجر
ـرِّ السّيْلِ يَوْماً لا يَقُمْ
تَسُومُني الضّيمَ، لقَدْ
نَفَخْتَ في غَيرِ ضَرَمْ
أما علمت أنَّهُ
مَنْ كَانَ حُرّاً لمْ يُضَمْ
أبِالمَخَازِي أبَداً
مدرع وملتثم
ثِيَابَ عَارٍ أبَداً
فَضْفَاضَةً عَلى القَدَمْ
تَجزِيكَ في الصّبحِ وَتَسـ
ـتَغْني بِهَا عَن الظُّلَمْ
قُبّحْتِ مِنْ خَلائِقٍ
لئيمة ومن شيم
يُرِيدُ جَهْلاً أنْ يُسِي
ءَ عَامِداً وَلا يُذَمّ
هَيْهَاتَ أعْيَا مَا يُرِيـ
ـدُ قَبْلَهُ عَلى الأُمَمْ
سِيّانِ مَنْ قَبّلَ عُضْـ
وا منكم ومن عذم
وَمَنْ سَمَا بِهَامِكُمْ
إلى العُلَى وَمَنْ وَقَمْ
جَوَامِحاً في العَارِ لا
بِنْتَ عِنَاقٍ وَالرَّقَمْ
والليث لا يخرج إ
لاَّ محرجاً من الأجم
كلذعة الميسم في
شواظ نار وضرم
والحية الرّقطاءُ تر
دِي أبَداً بِغَيرِ سُمّ
حَقّاً عَلى أعْرَاضِكُمْ
تعطها عط الأدم
فَاستَنشقُوهَا نَفْحَةً
تجدع مارن الأشم
تَقرِضُ مِنْ جُنُوبِكُم
طم اللمام بالجلم
كأنما تضرب في العر
ض الأعز بالقدم
مَذكُورَةٌ مَا بَقِيَتْ
مِنْ غَيرِ عَقْدٍ لِرَتَمْ
ترى على عاري العظا
م وسمّها وهي رمم
فَلَوْ نَزَعْتَ الجِلْدَ كَا
نَ رَقْمُهَا كَمَا رُقِمْ
كم جردت شفارها
لحم فتى بلا وضم
خَابِطَةً لا تَتّقي
صَدْمَ أخٍ وَلا ابنِ عَمّ
تَبِيتُ مِنْ سَمَاعِهَا
تَئِنّ مِنْ غَيرِ ألَمْ
لتَندَمَنّ بَعْدَهَا
هَيهَاتَ، حِينَ لا نَدَمْ
كم سقم منك أتى
عَلى عَقَابيلِ سَقَمْ
سَلَكْتَ في مَحَجّةٍ
لا نَهَجاً وَلا لَقَمْ
صلعاء لا يعطى الهدى
دَلِيلُهَا، فَلا جَرَمْ