انتقل إلى المحتوى

لئن ضاع مثلي عند مثلك انني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لئن ضاع مثلي عند مثلك انني

​لئن ضاع مثلي عند مثلك انني​ المؤلف ابن نباتة المصري


لئن ضاع مثلي عند مثلك انني
لعمر المعالي عند أضيع
متى تنجع الشكوى اذا أنا لم أجد
لديك اعتنآءً غير أنك تسمع
و ما كان صعباً لو مننت بلفظة
ترد بها عني الخطوب وتردع
و قلت امرؤ للشكر والأجر قابلٌ
و للبرّ فيه والصنيعة موضع
و مغترب عن قومه ودياره
أساعده والله يعطي ويمنع
سأصبر حتى تنتهي مدة الجفا
و ما الصبر الا بعض ما أتجرع
عسى ظلمة الحي التي قد تعرضت
سحابة صيفٍ عن قريب تقشع
على أنني راضٍ بما أنا صانع
وصول الولا لو أنني أتقطع
حبست لضيق الرزق حبس حمامة
فها أنا فيكم بالمدائح أسجع
و أصبح فكري كالعبير سواده
إذا نفحته جذوةٌ يتضوع
شاب فود الصب حزناً مثل ما
همَّ بالهجر حبيب ودعه
يالشيب عم وجهاً فبكى
كيف لا يبكي لشيب قنعه
يا لقلبٍ مودع سر الأسى
ودّع الصبّ وماذا أودعه
يا عليَّا لست أنسى بره
و هو لا ينسى مديحاً يسمعه
سيدي كن غوثَ ألفاظي فقد
أصبحوا من شامهم في مضيعه
حسرتي مع اذ ومع ذا فأنا
معهمُ مع بعدهم في معمه
غير أني قائل قولَ فتى
كضّه صدّ فأبدى جزعه
لا تهني بعد ما أكرمتني
فشديدٌ عادةٌ منتزعه
و ابق ذا الفضلين فضلاً حازه
وارث العليا وفضلاً جمعه
واهنَ بالعيد وألفٍ مثله
في سناءٍ أو هناءٍ أودعه
قل لوزير الملك يا من له
عزائم مثل الظُّبا تقطع
يا زارعاً مني النبات الذي
يعجب بالأمداح مع يزرع
هنئتها ياسيدي خلعةً
قلوب أعداك بها تخلع
بيضاء كم ظرف عدىً بيضت
حتى تمنى أنه يقلع
من فوق خضراء سقى روضها
غيثُ أياديك التي تهمع
قالت وقد راق لها منظرٌ
كالبدرِ من أزرارها يطلع
زد كل يوم في العلى رفعةً
و ليصنع الحاسد ما يصنع
عش لعفاةٍ طوقوا بالندى
فالكلّ في دوح الثا يسجع
الدهر نحوي كما ينبغي
يدري الذي يخفض أو يرفع
حلفت لها بالعاديات دموعي
و بالموريات النار وهي ضلوعي
لئن كان من قد لامني غير مبصر
محاسنها إني لغيرُ سميع
محجبةٌ تفتر عن مبسمٍ كما
ينظم في أزكى الأنام بديعي
فريد العلى والعلم والحلم والتقى
فيا لفريدٍ حائزٍ لجميع
يضوع قريضي في الورى بامتداحه
و ما جوده لي في الورى بمضيع
أصوغ بسيطاً في الثنا وكاملاً
على وافرٍ من جوده وسريع
و لا عيبَ في احسانه غير أنني
شرهت فمالي وصف قنوع
بشهر ربيعٍ قد أتيت مهنئاً
و كل زماني منه شهر ربيع
فلا زال من خدام مدحي لفضله
صوابي ونجحي مقبلا وشفيعي
كتم الحب جهده فأزاعه
مدمع زاد قسمه فأشاعه
ليس لي من ذوي الملاحة الا الد
مع قامت به عليّ الشناعة
أمرتني الاشجان أمر الندى لاب
ن عليّ فقلت سمعاً وطاعه
دام قاضي القضاة بحر علوم
وندى عمّ سنّة وجماعة
من هبات الوهاب في الخلق تبقى
طول دهر وفي العدى سم ساعه
ليس فيه عيب سوى فرط جود
قد نهانا عن مستحب القناعة
علمتنا نعماه وصف علاه
فلها الفضل بالغنى والبراعة
لله طرف غداة البين قد همعا
وحملته الليالي فوق ما وسعا
بين السهاد وبين الدمع مقتسم
فيكم فما جف من شوق ولاهجعا
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه
أن الكريم اذا خادعته انخدعها
ويقتضي الهم تسهادي فيا حرباً
من قاتلين على انسانيَ اجتمعا
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري
حتى استهل وماذا بالحشا صنعا
وقائل ماالذي أبكاك قلت له
شخص رمى بالنوى طرفي فقد دمعا
قل للامام محمد
ذي الفضل والكرم المذاع
يا صاحب القصد الجمي
ل يحف بالأمر المطاع
حاشاك أن تنسى له ال
كتاب ذا حال مضاع
في الطرس من فرجيّتي ال
بيضاء أكتب بالرّقاع
ألا رب ذي ظلم كمنت لحربه
فأوقعه المقدار أيّ وقوع
وماكان لي إلا سلاح تهجد
وأدعية لا تتقى بدروع
وهيهات أن ينجو الظلوم وخلفه
سهامُ دعاءٍ من قسيّ ركوع
مريشة بالهدب من جفن ساهر
منصلة أطرافها بدموع
يفوت عياني مشهد من جمالكم
فيجمع طرفي والمدامع جامع
هوىً مطمعٌ إنسان عيني وإنما
تقطع أعناق الرجال المطامع
بروحيَ من نظمت في خصرها الثنا
فرحت وفي لاشيءَ نظمي ضائع
وأودعتها قلبي وصبريَ والكرى
وحكم الهوى أن لا تردّ الودائع
أيا تاجَ دين الله شكراً لأنعمٍ
أجبت بها راجيبك من قبل ما دعا
وأبقيتها تستنطق الخلق بالثنا
وتشهد بالأجر الملائك أجمعا
وإن قصرت عن بارع الحمد قدرتي
فو الله ما قصرت عن نافع الدعا
لقد قنعت رجواي من قبل ما رأت
شهاب العلى والعلم في الشام يطلع
فلما رأتك الآن اسفر وجهها
وأقسم لا والله لا تتقنع
فما الغيث إلا من بنانك قطرة
وما الغيث من يمينك أصبع
قل لوزير الملك يا من به
تروي بلاد الشام عن نافع
حاشاك أن تروي البنات الذي
كم ارتوى من غيثك الهامع
وحقّ إنعامك يا مالكي
مالي سوى عطفك من شافع
هنئت بالأعوام تلبس بردها
متجددا ويماط عنك خليع
في نعمةٍ جزمت بأنك خافضٌ
قدرَ الحسود وقدرك المرفوع
قد أعجبت فيها الشهور وأعشبت
للقاصدين فكلهن ربيع
ناعورةٌ نشأت على عهد الأسى
مثلي فما تنفك ذات توجع
كانت قضيباً قبل ذلك يانعاً
في أيكة نبتت بإثرة موضع
ناح الحمام بها وأبكاني الأسى
فتعلمت نوح الحمام وأدمعي
وناعورة كانت قضيباً فأصبحت
الى القضيب شوقاً كالحمامة تسجع
شكوت لها ضرّ الغرام وحالها
كحالي بكاءً أو حنيناً يرجع
ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
أمين العلى والعلم هنئت حجةً
وعوداً لديه الأجر والذكر أجمع
وقصداً سعيداً لم تضع فيه ثروة
و ما ضاع إلا نشرها المتضوع
تمتع مولانا بعمرة حجةٍ
وها نحن في نعمائه نتمتع
في كل يومٍ خلعة بدرية
طلعت بها الآمال أشرف مطلع
قالت للابسها سعادة نطقه
قل يا محمد في الممالك أودع
الفضل إرثك والمهابة والنهى
فافخر وأوقع بالعداة ووقع
يا تاج دين الله كم نعمةٍ
لنعمةٍ بين الورى تتبع
عش لعفاة طوقوا بالندى
فالكل في دوح الثنا يسجع
عيشك والقدر كما ترتضي
يخفض هذاك وذا يرفع
هنئت بالعيد السعيد وحبذا
لبقاء شملك بالهنا مجموع
في رفعة وسعادة ما برّها
في الخلق مقطوع ولا ممنوع
ولحالنا المكسور يدعو برك ال
منصوب يا من قدره المرفوع
قاضي قضاة الدين دم في عليّ
لا تلحن الأيام في رفعها
وانظر بنعماك الى حال ذي
ضرورة يعجز عن دفعها
قد أدبر الصوم ولي مقلة
ما نظرت قط سوى دمعها
عش مهناً بألف عام وعيدٍ
بين جزم من الأمور ورفع
يا اماماً ان هان قدري فلي من
خمس بمناك عائدات بنفع
حبذا عشرنا ويا حبذا الخم
س ولو أنها بنفع وصفع
تتوارد المداح في أوصافكم
يا آل فضل الله نظماً مبدعاً
مسكية الأقلام في أطراسها
بين القصائد سجداً أو ركعا
ان قصرت في مدحةٍ مع بذلها
جهداً فلا والله ما قصرَ الدعا
أيا ملكاً فاق الكرام وفاتهم
أما آن تحظى لديك ذرائعي
أيحسن بعدي عن بلادك بعد ما
عرفت بقول في صفاتك بارع
وما أسفي أنّ الثواء يفوتني
ولكن لقدر عند غيرك ضائع
أيا ملك الشجاعة والمعالي
ونشر العلم والحسب الرفيع
قدومك هذه الأيام فيه
جناس مذكر كتب البديع
كريمٌ ثم فضلٌ ثم شهرٌ
ربيع في ربيع في ربيع
يا من تبينت السيادة أنه
في الناس ملء عيونها وسماعها
ما بالوسائل فضل رأيك يقتضي
ان الشموس منيرة بطباعها
قدمت أميرا في بني الدهر آمراً
على الدهر يصغي سامعاً ويطيع
ولا عجب للشهر وافق مقدماً
فكل زمان في حماك ربيع
وعيشك لولا سقم جسمي والبكى
لما كان سري في هواك بذائع
لئن لم يسر في بحر شعري فقد سرى
بأشعار سقمي في بحور مدامعي
يا ناصب القد عالي الحسن مرتفع
فالحب ما بين منصوب ومرفوع
جوارحي وكتابي قد نهبتهما
ففي يديك على الحالين مجموعي
سلت مهجة قد كان صدعها الاسى
فلا آخذ الله الاسى بصدوعها
وعيناً على حالي بعاد وجفوة
عفا الله عما جرى من دموعها
وقائلة لي بعد ما شاب مفرقي
وفكري في تيه الشبيبة يرتع
أترجع عن لهو الصبا بملامة
فقلت ولا والله بالشيب أرجع
وناعورة قسمت حسنها
على ناظر وعلى سامع
وقد ضاع نشر الربى فاغتدت
تدور وتبكي على الضائع
أحسن بها ناعورة في روضة
عن جعفر يروي الهناء ربيعها
هذا وليس يعد موج دموعها
وتعد من فرط السقام ضلوعها
نعتوك حقاً بالامام لما حوت
علياك من نسك وعلم بارع
وأعنت أرباب المقاصد شافعاً
لهم فأهلا بالامام الشافع ي
وزير التقى هل أنت في العشر عاطف
على فاقتي بين الورى وخضوعي
وماالعشر الا العسر في كل حالة
ولكنني نقطته بدموعي
ياسائلي عن حظ خطي وقد
أهملت في كتاب هذي البقاع
معلومي الثلث ويا ليته
ورسميَ النسخ وثوبي الرقاع
قد أفقرتني غيداء واصلة
فدمع عينيّ غير مقطوع
وكنت أبكي من الغرام بها
فصرت أبكي منها من الجوع
يا إمام التقى مضى ربع عامٍ
من وصولي ولم يصل ليَ ربع
سنة إن غفلت عني فيها
كسرتني وكيف لا وهيَ سبع
يا مديدَ النوال دعوة راجٍ
حثه جودك البسيطُ السريع
لا نبالي ان قيل شهر جمادى
كل شهر براحتيك ربيع
صحاب قصدنا عن لقاهم منافعاً
فلم نر شيئاً من وجوه المنافع
رجا شافع نسج المودة بيننا
ولا خير في ودّ يكون بشافع
اصبروا للرقاع أكتب فيها
كلّ يومٍ حوائجي وصداعي
واحسبوا أنها كما حكم الده
ر عراة تسمى بذات الرقاع
سيدي ان الذي أوصل لي
فقده من ظنه أن يمنعا
سلم المعلوم شهراً واحداً
ثمّ ما سلم حتى ودّعا
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً
محاسناً منه في الأوصاف مبتدعه
تركت للشوق حرًّا في جوانحنا
فلا خلا منك لا صفّ ولا جمعه
صف مكرمات وزير مصر عزيزها
فالفخر ثم الفخر حيث يشاع
فاذا حسبت فعنده القلم الذي
شهد الحساب بأنه نفّاع
أكرم بأوقات لنا شمسية
ما ضرّ وفق زمانها تربيع
عدلت وعدّلت الزمان فكلها
في المكرمات وفي الشهور ربيع
بروحي مهاة تفضل الشمس مطلعاً
وتسكن أحشاء الأديب المروع
وقد صرعت قلبي وشقته فاعجبوا
لبيت لها في الحالتين مصرّع
ما انقطع المملوك عن ترداده
وأنت تدري أن ذاك ممتنع
فالحمد لله على علمك يا
مولاي إني بشرٌ لا ينقطع
ترى هل يبلغ المخدوم أني
لدى الكتاب في حالٍ مضاع
أرجي درهم المعلوم ثلثاً
واكتب في ثيابي بالرقاع
اشكو لفضلك حرفة
مالي بها مستمتع
أحوال معلومي تسو
ء وصاحب لا ينفع
جوابٌ أتاني في ساعة
يدلّ على نفث أصل اليراعة
ومن عجب الدهر أني به
تلذذت مع أنه سمّ ساعه
بكيت على لقيا أناسٍ وددتهم
وان كان لاضري يعدّ ولا نفعي
وان قيل دون القلتين مكانه
فما فيّ دون القلتين ولا دمعي
ياشيخ علم وشيخ علم
فمن عيانٍ ومن سماع
رفعت قدري عطاً ولفظاً
يا سيدي أحمد الرفاعي
نوالك السعدي يا سيدي
أرجو على عاداته مربعه
لي أشهر أربعة أخرت
فحظي المشؤوم بالأربعة
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه
متطارحين من الكلام بديعه
مازالت الحساد تسعى بيننا
حتى تناكرنا الكلام جميعه
أفدي سطورا من كتابك أقبلت
بعد الجفاء وآذنت برجوع
قبلتها فاحمر نقش حروفها
فكأنني رملتها بدموعي
ولما رنت ليَ ألحاظه
رفعت بتكبيري الصوت رفعا
فيالك في الحسن من أغيد
تبدى غزالاً فكبرت سبعا
بعثت به واثقاً أن لي
شفاعة ذي أمل نافع
ولا شيء أحسن من مالك
تجود يداه على شافع
جبين سلطاننا المرجى
مبارك المطلع البديع
يا بهجة الدهر ان تبدى
هلال شعبان في ربيع
تأخرت عنكم يا بنيَّ ويا أبي
وما أنا إلا البعض ماضٍ جميعه
وعود نباتي متى يرتجي بقا
وقد مات منه أصله وفروعه
ألاَ ياربّ خلّ أرتجيه
كما يرجى من الوثن انتفاع
رميت بوده وصدفت عنه
فلا ودّ لديّ ولا سواع
لهفي لشعرٍ بارعٍ نظمته
تحتاج بهجته لرفدٍ بارع
درٌ يتيمٌ قد تضوع نشره
يا من يرق على اليتيم الضائع
أبثك يا أخا العلياء أني
سئمت من الليالي كم تروع
أما ينفك قدري في نزول
ببلدتكم وفي جسمي طلوع