انتقل إلى المحتوى

عاجت أصيلا بالرياض تطوفها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

عاجت أصيلا بالرياض تطوفها

​عاجت أصيلا بالرياض تطوفها​ المؤلف جبران خليل جبران


عاجت أصيلا بالرياض تطوفها
كمليكة طافت معاهد حكمها
حسناء أمرها الجمال فأنشأت
في ايكها الأطيار تخطب باسمها
والحسن أكمل ما يكون شبيبة
في بدئها وملاحة في تمها
سترت بأخضر سندسي جيدها
فحكى المحيا وردة في كمها
وتمايلت في ثوب خز مورق
غصنا وهل للغصن نضرة جسمها
فإذا دنت في سيرها من زهرة
همت بأخذ ذيولها وبلثمها
أو جاورت فرعا رطيبا لينا
ألوى بمعطفه ومال لضمها
وتحف أبصار بها فيخزنها
بحيائها ويشكنها في وهمها
كالنحل طفن بزهرة فلسعنها
ورشفن منها ما رشفن برغمها
حتى إذا حلى العياء جبينها
بندى وأخمد جمرة من عزمها
جلست تقابل أمها وكأنما
كلتاهما جلست قبالة رسمها
لكن عاصفة أغارت فجاة
بالهوج من لدد الرياح وقتمها
فاهتزت الغبراء حتى صافحت
عذبات سرحتها منابت نجمها
وتناثرت صفر الفتاة غمائما
سترت عن الأبصار طلعت نجمها
فتحيرت فيما تحاول وهي قد
أعيت بلا مرآتها عن نظمها
فدنت تحاذي أمها وتناظرت
بعيونها وجلت سحابة همها
كذا الفتاة إذا ابتغت مرآتها
فتعذرت نظرت بعيني أمها