انتقل إلى المحتوى

صفحة:صفحة جديدة من تاريخ الثورة الدرزية 1834 - 1838.pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨٠
أسد رستم

ثانياً: محفظة ٢٥١ عابدين ترجمة الوثيقة ١٠٠ / ٢١ بتاريخ ٤ صفر سنة ٢٥١
من: يوحنا بحري
إلى: ولي النعم

يعرض عبدكم ما يلي: أنه على نحو ما جاء بعريضة عبدكم السابقة المفصلة، عندما شاهدت هـذه الحالة من الدروز سألت عبدكم الأمير بشيراً عما يرتئيه فيما إذا علم الدروز أن الجنود تتحرك من البقاع وبعلبك وما إليها، ولم يعمدوا إلى التسليم فكان جوابه: لا شبهة لدي في أن موقف التذبذب الذي يقفه الآن الدروز ليس معناه أنهم ينوون العصيان وإنما ذلك لمجرد تمسكهم بديانتهم، والذي يريد هذا الرأي هو ما يشاهد فيهم من الخوف، وإني لأذهب في الظن إلى درجة اليقين أنهم إذا ما سمعوا أن الجنود زاحفون وأنهم وصلوا إلى بعض الجهات سيعسدون إلى التوسل ويعرضون تقديم كل ما يطلب منهم وعلى فرض أنهم أصروا على رأيهم، وصدر الأمر بضربهم، فإني أسير بنفسي في طليعة الجند حيث نؤدبهم ونأخذ الرجال الذين نريد أخذهم منهم. وإذا كان هؤلاء الدروز قد عجزوا عن مقاومة عساكر الوزراء السالفين الذين جمعوا من هنا وهناك كيفها اتفق فكيف يقدمون الآن على المقاومة بينما النصارى ليسوا معهم. فأجبته: هل أنتم على يقين من أنه لا يوجد معهم أحد النصارى، وإذا ما انضم عند الضيق أتستطيعون إبعادهم عنهم، فرد علي يقول: عندما علمت أن الدروز يعملون للاتفاق مع النصارى كتبت إلى النصارى أقول لهم: لا علاقة لكم في هذا الموضوع فاحذروا التدخل فيه، وأكدت عليهم في ذلك وهم الآن في حالهم. وحتى - من قبيل فرض المحال - لو اندمج في الدروز بعض النصارى الذين لا يعرفون قـدر أنفسهم فإني أستطيع إقصاءهم.

هذا وبالنظر لما تحققه عبدكم ممن يعتمد عليهم من النصارى الذين حادثتهم في خلال مدة الأيام الثلاثة أو الأربعة التي مكثت فيها، فهمت يقيناً أن