انتقل إلى المحتوى

صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/176

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٨
الفصل الثامن

أمَّا حصار دلهي والضيقة التي صارت على الجنود الإنكليزية الذين لم يكونوا أكثر من ثلاثة آلاف وسبع مئة وعدد جنود العدو المحصور أكثر من ٧٥٠٠٠ فمن الأمور النادرة المثال لأن هذه الشرذمة من الإنكليز غلبت أخيراً كل قوات الهند وفتحت دلهي ورفعت فوقها الراية الإنكليزية بعد أنْ هاجمهم الهنود ثلاثين مرةً فردتهم. وقد أظهر كل جندي من الجنود الإنكليزية بسالة يعجز القلم عن وصفها. ولا ننكر أنَّ هذا الفصل من تاريخ الأمة الإنكليزية قد كلفها كلفة باهظة ولكن إذا اعتبرنا العبر الجزيلة الفائدة التي يراها مَنْ يطَّلع عليه من أولادها رأينا أنَّ المُثمَّن ليس دون الثمن

وقد ذهب إلى الهند وبلاد المشرق أناس من أمم مختلفة وأظهروا همة وإقداماً في أمور أكثر نفع للجنس البشري من الحرب. وإذا ذكرنا أبطال السيف وَجَب أن لا ننسى أبطال الدين فإننا إذا تتبعنا حياة هؤلاءِ الأفاضل من زڤير حتى مرتين ووليمس رأينا عدداً من الدعاة الذين ضحوا حياتهم مصالحهم على مذبح محبة الجنس البشري غير مفتشين عن شيءِ من الفخر والشرف العالمين وغير قاصدين سوى خلاص البشر. كيف لا وقد احتملوا كل نوع من المتاعب والبلايا وكانوا عرضة لكل نوع من المخاطر حتى الاستشهاد ومع ذلك لم ينثنوا عن عزمهم ولا خارت عزائمهم. ومن أوَّل هؤلاءِ الدعاة وأشهرهم فرنسيس زڤير فإنهُ وُلِد من عائلة شريفة وكان محفوفاً من صغرهِ بالغنى والشرف إلا أنهُ برهن بحياتهِ وجود أمور أشرف من أمجاد العالم أمور تستحق الاقتناءَ أكثر من كل مقتنياتهِ. وكان من أفضل الرجال مناقب وأشجعهم قلباً وألينهم عريكة وأصدقهم فعالًا وأفحمهم حجة وأكثرهم جلداً

ولما عزم الملك يوحنا الثالث ملك البرتوغال على نشر الديانة المسيحية في الولايات الهندية الخاضعة لهُ اختار زڤير لهذا العمل فقام