انتقل إلى المحتوى

صفحة:حرب في الكنائس.pdf/5

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٧
الفصل الأول: الرسوم والصور والأيقونات في القرون الأولى

فدفعتهم إلى الصلاة عند القبور لينالوا المعونة وليلجأوا إلى أماكن مقدسة في عرف الدولة لا يجوز العبث بحرمتها.

ولم يكتف المؤمنون بمجرد الزيارة وتقديم الصلاة في الكتاكومات بل إنهم نقروا في صخورها كبلَّات صغيرة أجروا فيها طقوس العبادة. وكانت هذه الكبلات مستطيلات مربعة تقابل مداخلها حنيات من النوع الذي نشيد اليوم وراء الموائد المقدسة. وبدأ المسيحيون في القرن الثاني يشيدون الكنائس على سطح الأرض أيضاً. ودليلنا على ذلك صدور الأوامر بهدم الكنائس والعثور على بقايا بعضها. وأشهر هذه وأقدمها كنيسة الصالحية على الفرات التي كشف التراب عنها علماء جامعة يايل الأميريكية منذ عشرين سنة.

أيقونات الكتاكومات: ومنذ أن بدأ المؤمنون بالتعبد في الكتاكومات بدأوا فيما يظهر يرسمون رسوماً دينية لغرض ديني معين هو تذكير المؤمنين بالعقائد الأساسية وتقريبها من مفهوم الجمهور بصور واضحة ناطقة بحد ذاتها. فرسموا منذ نهاية القرن الثاني المسيح والعذراء ودانيال في جب الأسود ونوح في فلكه وإبراهيم في محرقته. وبدأت تظهر صور آدم وحواء وصور المعمودية وقيامة ليعازر ولقاء المسيح بالسامرية وشفاء النازفة وعرس قانا الجليل وغير ذلك1. ويرى العالم الألماني بولس ستيغر أن كتاكومات القرن الثاني تعود إلى القرن الثالث أو الرابع وأن صورها ورموزها وثنية لا تمت إلى المسيحية بصلة، وهو قول ضعيف لا يقبله جمهور العلماء ورجال الاختصاص2.

كنيسة الصالحية: وأقدم آثار الكنائس الخاضعة لأنطاكية ما عثر عليه علماء جامعة يايل الأميريكية وعلماء أكاديمية النقوش والآداب الإفرنسية في الصالحية دورة أوروبوس القديمة. وكنيسة الصالحية هذه انشئت فيها يظهر عند نهاية القرن الثاني. وهي غرفة كبيرة مستطيلة من غرف بيت كبير بالقرب من أحد أبراج المدينة. وكان يدخل إليها من صحن البيت لا من الشارع.

وأبرز ما في هذه الكنيسة حنيتها وصورها، أما الحنية التي كانت قبلة أنظار المصلين فإنها قامت في جدار الكنيسة الغربي وفوق جرن للمعمودية. وأما الصور فإنها زينت الجدران وذكرت المؤمنين بعجائب السيد كقيام المقعد والمشي على الماء وبحوادث العهدين الجديد والقديم كقصة آدم وحواء ومثل الراعي الصالح والنسوة عند القبر وداود وجليات الجبار والامرأة السامرية.


  1. WILPERT, Mgr., Die Malereien der Katakamben Roms.; ELLIGER W. Zur Entstehung und Fruhen Entwicklung der Altchristlichen Bildkunst.
  2. STYGER, P., Die Romischen Katakomben, Berlin, 1933.