انتقل إلى المحتوى

صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل الحادي عشر
نزب
٢٦ حزيران سنة ١٨٣٩

ورأى السلطان أن يستغل تسابق الروس والإنكليز لاسترضائه وأن ينتهز فرصة تغيب العزيز في السودان لصالحه فأسرع إلى تعزيز قواته على حدود بر الشام وكتب إلى حافظ باشا قائد قواته هذه يقول: لقد طغت مصر بالعصيان وجهرت بالاستقلال وذهبت جهودي أدراج الرياح فلم يبق أمامي إلا الحرب. ولديك ستون أو سبعون ألف مقاتل ومئة وعشرون مدفعاً. فعليك أن تستميل القادة وتمنيهم بالترقية وأن تتصل بسليمان باشا الفرنساوي فتستغويه وتستهويه وأن تعد الضباط العرب من رجال محمد علي بالترقية إذا مالوا إلينا والتحقوا بنا. وعليك أن تبلغ العشائر والشعوب الخاضعة لمحمد علي أنهم إذا قاموا معنا نالوا ما يرغبون ولا بد من قيام الأسطول بعشرة آلاف رجل إلى طرابلس فحالما ينطلق الجيش من مرعش إبعث برسلك إلى الدروز والمتاولة وازحف إلى حلب ومنها على دمشق فعكة فمصر1.

وكانت قوى السلطان هذه تتألف من جيوش ثلاثة أعظمها وأهمها جيش الفرات بقيادة القائد العام حافظ باشا ومقره ملاطية وجيش محمد عزت باشا ومقره أنقرة وجيش حاجي علي باشا ومقره قونية. وكان يعاون حافظاً عدد من الضباط الأوروبين وعلى رأسهم الكابيتان


  1. تعرف عن الأصل الذي وجد في خيمة حافظ باشا بعد نزب: مجموعة إدوار دريو ج ١ ص ٩٢ - ٩٤