تأبى الليالي أن تديما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

تأبى الليالي أن تديما

​تأبى الليالي أن تديما​ المؤلف الشريف الرضي



تأبى الليالي أن تديما
 
بؤساً لخلق أو نعيما
وَنَوَائِبُ الأيّامِ يَطْرُقْـ
 
الورى بيضا وشيما
وَالدّهرُ يُوجِفُ فيهِ مُعوَ
 
الطريق ومستقيما
والمرء بالإقبال يبلغ
 
وادعاً خطراً جسيما
وينال بغيته وما
 
أنضَى الذّميلَ وَلا الرّسيمَا
وَإذا انْقَضَى إقْبَالُهُ
 
رَجَعَ الشّفيعُ لَهُ خَصِيمَا
بينا يسيغ شرابه
 
حتى يغصّ به وجوما
وهو الزمان إذا نبا
 
سلب الذي أعطى قديما
كَالرّيحِ تَرْجِعُ عاصِفاً
 
مِنْ بَعْدِ مَا بدَأتْ نَسيمَا
يستهكم العضب القطو
 
ع ويزلق الرمح القويما
ويعود بالرأسِ الطمو
 
ح العين مطراقاً أميما
كم ذابل قاد الجيا
 
د القب يعلكن الشّكيما
كعواسل الذؤبان يذرعن
 
الأماعز والخروما
وَمُجَمِّرٍ للجَيْشِ قَدْ
 
نَسيَتْ ضَوَامرُهُ الجُمومَا
قَلِقٌ عَلى الأنْمَاطِ حَـ
 
ـتَّى يُدْرِكَ الثّارَ المُنِيمَا
عصف الحمام به وفرَّق
 
ـرَّقَ ذَلِكَ الجَمعَ العَميمَا
ورمى به غرض الرّدى
 
عريان قد خلع النعيما
زال الوزير وكان لي
 
وَزراً أجُرّ بِهِ الخُصُومَا
فالآن أغدو للعدا
 
ونبالها غرضاً رجيما
سَدّ العُلَى، وَأنَارَ لا
 
فظّ القضاء ولا ظلوما
حَتّى، إذا لَمْ يَبقَ إ
 
يلام وأن يليما
طرح العناء على اللئا
 
مِ مُجانِباً وَمَضَى كَرِيمَا
أفنَى العِدا، وَقضَى المُنى
 
وَبنى العُلى، وَنجَا سَليمَا
الحامل العبء الذي
 
أعيا المصاعب والقروما
سَئِمُوهُ، فَاحتَمَلَ المَغَا
 
رم لا ألفّ ولا سؤما
أنقاهم جيبا إذا
 
عدوا وأملسهم أديما
وجه كأنّ البدر شا
 
طره الضياء أو النّجوما
لَوْ قَابَلَ اللّيلَ البَهِيـ
 
لمزّق الليل البهيما
يجلو الهموم وربّ وجه
 
إن بدا جلب الهموما
خَلَصَ النّجِيُّ مُشَاوِراً
 
قَلباً عَلى النّجوَى كَتُومَا
ومنبها عزما إذا
 
ما هزّ لم يوجد نؤما
 
عليه والخلّ الحميما
حَتّى سَمَا، فحَدا بهَا
 
بَزْلاءَ نَاجِيَة ً سَعُومَا
كان العظيم وغير بد
 
ع منه إن ركب العظيما
خُطَطٌ يجبّن المشجع
 
أو يسفّهن الحليما
والحر من حذر الهوا
 
نِ يُزَايِلُ الأمْرَ الجَسِيمَا
وَيُليحُ مِنْ خَوْفَ الأذَى
 
فَرَقاً، وَيَدّرِعُ الكُلُومَا
وَالضّيْمُ أرْوَحُ مِنْهُ مَطْـ
 
الظُبى بلغ الصميما
بعثوا سواك لها فكا
 
ن مبلّداً عنها مليما
والعاجز المأفون أقعد
 
ما يكون إذا أقيما
فَسَقَى بِلادَكَ حَيثُ كُنْـ
 
المزن منبعقاً هزيما
فَلَقَدْ سَقَى خَدّيّ ذِكْـ
 
دمعَ عينيّ السجوما
ورعتك عين الله مقلاق
 
ـلاقَ الرّكائبِ، أوْ مُقِيمَا