انتقل إلى المحتوى

البداية والنهاية/الجزء السابع/ذكر زوجاته وبنيه وبناته

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



ذكر زوجاته وبنيه وبناته


قال الإمام أحمد: حدثنا حجاج، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: لما ولد الحسن جاء رسول الله فقال: « أروني ابني، ما سميتموه؟ »

فقلت: سميته حربا.

فقال: « بل هو حسن ».

فلما ولد الحسين قال: « أروني ابني، ما سميتموه؟ »

فقلت: سميته حربا.

قال: « بل هو حسين ».

فلما ولد الثالث، جاء النبي فقال: « أروني ابني، ما سميتموه؟ »

فقلت: حربا.

فقال: « بل هو محسن، ثم قال: إني سميتهم اسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر ».

وقد رواه محمد بن سعد، عن يحيى بن عيسى التيمي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال:

قال علي: كنت رجلا أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حربا، فذكر الحديث بنحو ما تقدم، لكن لم يذكر الثالث.

وقد ورد في بعض الأحاديث: أن عليا سمى الحسن أولا بحمزة، وحسينا بجعفر فغير اسميهما رسول الله .

فأول زوجة تزوجها علي رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله ، بنى بها بعد وقعة بدر، فولدت له الحسن وحسينا ويقال: ومحسنا ومات وهو صغير.

وولدت له زينب الكبرى، وأم كلثوم، وهذه تزوج بها عمر بن الخطاب كما تقدم.

ولم يتزوج علي على فاطمة حتى توفيت بعد رسول الله بستة أشهر.

فلما ماتت تزوج بعدها بزوجات كثيرة، منهن من توفيت في حياته، ومنهن من طلقها، وتوفي عن أربع كما سيأتي.

فمن زوجاته: أم البنين بنت حرام، وهو المحل بن خالد بن ربيعة بن كعب بن عامر بن كلاب، فولدت له العباس، وجعفرا، وعبد الله، وعثمان.

وقد قتل هؤلاء مع أخيهم الحسين بكربلاء ولا عقب لهم سوى العباس.

ومنهن: ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك من بني تميم، فولدت له عبيد الله، وأبا بكر، قال هشام بن الكلبي: وقد قتلا بكربلاء أيضا.

وزعم الواقدي: أن عبيد الله قتله المختار بن أبي عبيد يوم الدار.

ومنهن: أسماء بنت عميس الخثعمية، فولدت له يحيى ومحمدا الأصغر قاله الكلبي.

وقال الواقدي: ولدت له يحيى وعونا.

قال الواقدي: فأما محمد الأصغر فمن أم ولد.

ومنهن: أم حبيبة بنت زمعة بن بحر بن العبد بن علقمة، وهي أم ولد، من السبي الذين سباهم خالد من بني تغلب حين أغار على عين التمر، فولدت له عمر - وقد عمر خمسا وثلاثين سنة - ورقية.

ومنهن: أم سعيد بنت عروة بن مسعود بن معتب بن مالك الثقفي، فولدت له أم الحسن، ورملة الكبرى.

ومنهن: ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن كلب الكلبية، فولد له جارية فكانت تخرج مع علي إلى المسجد وهي صغيرة، فيقال لها: من أخوالك؟

فتقول: وه وه تعني: بني كلب.

ومنهن: أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمها زينب بنت رسول الله ، وهي التي كان رسول الله ، يحملها وهو في الصلاة إذا قام حملها وإذا سجد وضعها، فولدت له محمدا الأوسط.

وأما ابنه محمد الأكبر فهو ابن الحنفية وهي: خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، سباها خالد أيام الصديق أيام الردة من بني حنيفة، فصارت لعلي بن أبي طالب فولدت له محمدا هذا.

ومن الشيعة من يدّعي فيه الأمامة والعصمة، وقد كان من سادات المسلمين ولكن ليس بمعصوم، ولا أبوه معصوم، بل ولا من هو أفضل من أبيه من الخلفاء الراشدين قبله ليسوا بواجبي العصمة كما هو مقرر في موضعه والله أعلم.

وقد كان لعلي أولاد كثيرة آخرون من أمهات أولاد شتى فإنه مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سرية رضي الله عنه.

فمن أولاده رضي الله عنهم مما لا يعرف أسماء أمهاتهم: أم هانئ، وميمونة، وزينب الصغرى، ورملة الكبرى، وأم كلثوم الصغرى، وفاطمة، وأمامة، وخديجة، وأم الكرام، وأم جعفر، وأم سلمة، وجمانة.

قال ابن جرير: فجميع ولد علي أربعة عشر ذكرا وسبع عشرة أنثى.

قال الواقدي: وإنما كان النسل من خمسة: وهو الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، والعباس بن الكلابية، وعمر بن التغلبية رضي الله عنهم أجمعين.

وقد قال ابن جرير: حدثني ابن سنان القزاز، حدثنا أبو عاصم، حدثنا مسكين بن عبد العزيز أنا حفص بن خالد حدثني أبي خالد بن جابر قال: سمعت الحسن لما قتل علي قام خطيبا.

فقال: لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن، ورفع فيها عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى.

والله ما سبقه أحد من قبله ولا يدركه أحد يكون بعده، والله أن كان رسول الله ليبعثه في السرية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا ثمانمائة أو تسعمائة أرصدها لحادثة، وهذا غريب جدا وفيه نكارة والله أعلم.

وهكذا رواه أبو يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج، عن مسكين به.

وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن هبيرة قال:

خطبنا الحسن بن علي قال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، وكان رسول الله يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح له.

ورواه زيد العمي، وشعيب بن خالد، عن أبي إسحاق به وقال: ما ترك إلا سبعمائة كان أرصدها يشتري بها خادما.

وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج، حدثنا شريك، عن عاصم بن كريب، عن محمد بن كعب القرظي: أن عليا قال: لقد رأيتني مع رسول الله وإني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وأن صدقتي اليوم لتبلغ أربعين ألفا.

ورواه عن أسود، عن شريك به وقال: إن صدقتي لتبلغ أربعين ألف دينار.

البداية والنهاية - الجزء السابع
سنة ثلاث عشرة من الهجرة | وقعة اليرموك | انتقال إمرة الشام من خالد إلى أبي عبيدة بعد وقعة اليرموك | وقعة جرت بالعراق بعد مجيء خالد إلى الشام | خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه | فتح دمشق | فصل الاختلاف في فتح دمشق صلحا أو عنوة | بعث خالد بن الوليد إلى البقاع لفتحه | وقعة فحل | ما وقع بأرض العراق آنذاك من القتال | وقعة النمارق | وقعة جسر أبي عبيد ومقتل أمير المسلمين وخلق كثير منهم | وقعة البويب التي اقتص فيها المسلمون من الفرس | فصل بعث عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص أميرا على العراق | ذكر اجتماع الفرس على يزدجرد بعد اختلافهم | ما وقع سنة ثلاث عشرة من الحوادث | ذكر المتوفين في هذه السنة مرتبين على الحروف | سنة أربع عشرة من الهجرة | غزوة القادسية | فصل وقعة القادسية | ذكرى من توفى في هذا العام من المشاهير | ثم دخلت سنة خمس عشرة | وقعة حمص الأولى | وقعة قنسرين | وقعة قيسارية | وقعة أجنادين | فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب | أيام برس وبابل وكوثى | وقعة نهرشير | ومن توفي هذه السنة مرتبين على الحروف | ثم دخلت سنة ست عشرة | ذكر فتح المدائن | وقعة جلولاء | ذكر فتح حلوان | فتح تكريت والموصل | فتح ماسبذان من أرض العراق | فتح قرقيسيا وهيت في هذه السنة | ثم دخلت سنة سبع عشرة | أبو عبيدة وحصر الروم له بحمص وقدوم عمر إلى الشام | فتح الجزيرة | شيء من أخبار طاعون عمواس | كائنة غريبة فيها عزل خالد عن قنسرين أيضا | فتح الأهواز ومناذر ونهر تيري | فتح تستر المرة الأولى صلحا | ذكر غزو بلاد فارس من ناحية البحرين عن ابن جرير عن سيف | ذكر فتح تستر ثانية وأسر الهرمزان وبعثه إلى عمر بن الخطاب | فتح السويس | ثم دخلت سنة ثماني عشرة | ذكر طائفة من أعيانهم رضي الله عنهم | ثم دخلت سنة تسع عشرة | ذكر من توفى فيها من الأعيان | سنة عشرين من الهجرة | صفة فتح مصر عن ابن إسحاق وسيف | قصة نيل مصر | ذكر المتوفين من الأعيان | ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وكانت وقعة نهاوند | ذكر من توفي إحدى وعشرين | ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين وفيها كانت فتوحات كثيرة | فتح الري | فتح قومس | فتح جرجان | وهذا فتح أذربيجان | فتح الباب | أول غزو الترك | قصة السد | بقية من خبر السد | قصة يزدجرد بن شهريار بن كسرى | خراسان مع الأحنف بن قيس | ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وفيها وفاة عمر بن الخطاب | فتح فسا ودار أبجرد وقصة سارية بن زنيم | فتح كرمان وسجستان ومكران | غزة الأكراد | خبر سلمة بن قيس الأشجعي والأكراد | وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعالى | صفته رضي الله عنه | ذكر زوجاته وأبنائه وبناته | ذكر بعض ما رثي به | أحداث وقعت في هذه السنة | ذكر من توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه | خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ثم استهلت سنة أربع وعشرين | ثم دخلت سنة خمس وعشرين | ثم دخلت سنة ست وعشرين | ثم دخلت سنة سبع وعشرين | غزوة إفريقية | غزوة الأندلس | ثم دخلت سنة ثمان وعشرين فتح قبرص | ثم دخلت سنة تسع وعشرين | سنة ثلاثين من الهجرة النبوية | فصل ذكر الذهبي وفاة أبي بن كعب | ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين | كيفية قتل كسرى ملك الفرس وهو يزدجرد | ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين | ذكر من توفي من الأعيان في هذا السنة | ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين | ثم دخلت سنة أربع وثلاثين | ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ففيها مقتل عثمان | ذكر مجيء الأحزاب إلى عثمان للمرة الثانية من مصر | ذكر حصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان | فصل استمرار حصار عثمان بن عفان | صفة قتله رضي الله عنه | فصل مقتل عثمان رضي الله عنه | فصل مدة حصاره أربعون يوما | ذكر صفته رضي الله عنه | فصل قتل عثمان أول الفتن وآخر الفتن الدجال | وهذا ذكر بعض ما رثي به رضي الله عنه | إن قال قائل كيف وقع قتل عثمان رضي الله عنه بالمدينة وفيها جماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم | بعض الأحاديث الواردة في فضائل عثمان بن عفان | الأول فيما ورد في فضائله مع غيره | القسم الثاني فيما ورد من فضائله وحده | ذكر شيء من سيرته وهي دالة على فضيلته | شيء من خطبه | فصل من مناقبه رضي الله عنه | فصل ومن مناقبه أيضا | ذكر زوجاته وبنيه وبناته رضي الله عنهم | فصل ذكر حديث تدور رحا الإسلام | في ذكر من توفي زمان عثمان ممن لا يعرف وقت وفاته على التعيين | خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه | ذكر بيعة علي رضي الله عنه بالخلافة | ثم دخلت سنة ست وثلاثين من الهجرة | ابتداء وقعة الجمل | مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام | فصل فراغ علي رضي الله عنه من أمر الجمل | فصل في ذكر أعيان من قتل يوم الجمل | وفي هذه السنة أعني سنة ست وثلاثين | فصل في وقعة صفين بين أهل العراق وبين أهل الشام | ثم دخلت سنة سبع وثلاثين | رفع أهل الشام المصاحف | قصة التحكيم | خروج الخوارج | فصل قد تقدم أن عليا رضي الله عنه لما رجع من الشام بعد وقعة صفين | اجتماع الحكمين أبي موسى وعمرو بن العاص بدومة الجندل | خروج الخوارج من الكوفة ومبارزتهم عليا | مسير أمير المؤمنين علي إلى الخوارج | ما ورد فيهم من الأحاديث الشريفة | فصل خطبة علي رضي الله عنه بعد انصرافه من النهروان | فصل ما جرى من أحداث في قصة التحكيم | فصل قتاله للخوارج كان سنة سبع وثلاثين | ذكر من توفي فيها من الأعيان | ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين | فصل قتال علي رضي الله عنه لأهل النهروان سنة ثمان وثلاثين | ذكر من توفي في هذه السنة من الأعيان | ثم دخلت سنة تسع وثلاثين | سنة أربعين من الهجرة | ذكر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب | صفة مقتله رضي الله عنه | ذكر زوجاته وبنيه وبناته | شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب | حديث المؤآخاة | تزويجه فاطمة الزهراء رضي الله عنهما | حديث غدير خم | حديث الطير | حديث آخر في فضل علي