انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 820/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 820/البَريُد الأدَبي

ملاحظات: بتاريخ: 21 - 03 - 1949



أين العلوم في (الرسالة)؟

يسأل الأستاذ عبد المنعم العزيزي الأستاذ أنور المعداوي: (أين العلوم في مجلة الرسالة) في حين أن هذه المجلة تحمل هذا الشعار: (مجلة أسبوعية للآداب والعلوم والفنون).

لا تلومن الرسالة يا سيدي لأنه إذا كانت كبرى المجلات المخصصة

للعلوم قد انمسخت وخلعت عنها ثوب العلم لكي تكتسي ثوباً فضفاضاً

ملوناً مزخرفاً لا يمت إلى العلم بشيء، فلا غبار على الرسالة إذا

أقتصرت على الأدب لأن فرسان الأدب كثار والأدب أقرب منالاً من

العلم. وإذا كانت المجلة الموسومة بالعلم لم تخصص عُشر صفحاتها

لمقالة علمية واحدة لأن بين قرائها عشرة بالمائة على الأقل يفهمون

العلم ويودونه، فلا بدع أن تحرم الرسالة 10 بالمائة من قرائها من

قطرات العلم مع أن في قرائها 20 و 30 بالمائة من أهل العلم

ويتوقون إلى الاطلاع على ما يستجد من النظريات العلمية؛ فإذا

خصصت الرسالة في كل عدد 4 أو 6 أو 8 أعمدة لبحث علمي تكون

قد أتمت رسالتها وبزت غيرها.

في معظم ما تصدره مطابعنا من دوريات ورسالات وكتب لا تحيد عن الأدب، ومعظمه أدب قديم نلوكه ثم نتقيؤه وقد نتقيؤه زنخاً، وليس في دور العلم إلا المؤلفات التعليمية للمدارس وطلاب العلم.

ما من مدنية قامت على الأدب وحده. وقد يمكن أن تقوم مدنية على العلم وحده. إن مدنية العالم الحديثة قامت على العلومالطبيعية والكيماوية والرياضية والفلكية والطبية الخ. فإذا شئنا نحن أن نبني في شرقنا العربي مدنية خاصة بنا يجب أن نحذو حذو أوربا وأميركا في العناية الأولى بالعلوم، وإلا فنحن وراء وراء وراء. ولا يمكن أن تتقدم إلى الأمام.

اليابانيون في قرن واحد شرعوا ينافسون الغرب؛ لأنهم اقتبسوا العلم من الغرب، حتى إنهم اقتبسوا لغة غربية لكي يتعلموا العلوم بها فأصبحت اللغة الرئيسية لهم. أما أن نقتصر على زخرف الكلام والطباعة في صحافتنا فما هو إلا مرفين يخدر العقول ويطمس الصواب.

يحفزني الأستاذ أنور المعداوي إلى كتابة بعض مقالات علمية في الرسالة لكي تستوفي الرسالة حقها من العلم كما تستوفي حقها من الأدب والفن. فأشكر له حسن ظنه بي وقد ألبي طلبه وإن كنت في العلم دون ما يظن. وله وللعزيزي أطيب تحياتي.

2 ش البورصة الجديدة

نقولا الحداد

أدب القصة وأدب المعقب:

تفضل الأستاذ الكبير محرر (التعقيبات) فتناول مقالي عن أدب القصة القصيرة بتعقيب جاء صورة صادقة لأدبه، فقد توهم أنني عنيته بمقالي، كأن الرسالة مجلة منزلية تنشر وتطبع له وحده، أما القراء فلا حساب لهم، وراح يحاسبني - متهكما - على الوقوف منه موقف الأستاذية وهو ما لم يجر في خاطري أبداً. وما توهمت لحظة واحدة أنني أقرر جديداً في أمر القصة، إنما هي خواطر مرسلة ليس لي فيها إلا فضل الدراسة والتحصيل والاستنتاج، وأقول بكل تواضع أنني واثق تماماً من صحتها.

قد ترك المعقب كل ما أوردت في مقالي من حقائق - لأنه لا يستطيع هو ولا غيره أن ينقص منها حرفاً واحداً - وأمسك بتلابيي ليحاسبني على ما توهمه ولم أقله مما يثبت جموح النفس وتمكن شهوه التهكم وتجريح الناس من نفسه.

قال الأستاذ الغاضب (. . . ينكر الأستاذ عطا الله أن مجال العمل الفني في القصة القصيرة مجال محدود. . .) في حين أنني لم أقل إلا العبارة التالية: (من السذاجة أن يقول قائل إن الأقصوصة ليست ميداناً لعرض صور الحياة المختلفة بما تحفل به من كثرة وعمق وغنى وتنوع) وقد استنتج هو من عندياته أن عكس ما أقول لابد أن يكون غير صحيح، كأننا بصدد قضية جدلية! كما أنني لم أقارن مطلقاً بين القصة الطويلة والقصة القصيرة، ولم أذهب إلى أن القصة القصيرة تبلع أعلى مراتبها في كل حين، بل ذكرت أمثلة محدودة وقلت إن الشخصيات الفذة هي التي ترقى بالأقصوصة إلى مرتبة الأدب العالي الشامل العميق، ومن البديهي أن مجال الأقصوصة في أيدي العاديين من الكتاب مجال محدود.

كما أنني لم أنكر مطلقا ً - وليس هذا تراجعاً مني - أن القصة الطويلة أوسع مجالاً من القصة القصيرة أو أنها الميدان الوحيد الذي يتسع لدراسة تطور الشخصيات وتفاعلها مع الحياة دراسة وافية، بل قلت إن الأقصوصة يجب أن تدور حول محور واحد وتعالج أمراً واحداً معالجة خاطفة فكيف استخرج الأستاذ المعقب من مقالي ما ذهب هو إليه؟؟

ولماذا يحب الأستاذ المعقب أن يضع نفسه دائماً في بؤرة الضوء ويلتمس لذلك شتى الحيل فيتوهم أنه المعنى بالحديث، ويقول للناس إن الكتاب يرسلون إليه كتبهم راجين أن ينقدها ويفترض أنه الناقد المثالي الأول فيعلن في زهو وصرامة أنه وجد أكثرها تافهاً لا يستحق العناء؟؟

ويختم الأستاذ كلمته بقوله إنني فزت بجائزة من جوائز الدرجة الثانية في مباراة القصة القصيرة التي أقامتها وزارة المعارف، ومعنى هذا أن هيئة التحكيم لم تقدر فني. . . أليست هذه مغالطة تكشف عن عنصر آخر من عناصر نفسية؟. .

نصريالله

مدمس:

نشرت الأهرام كلمة لأحد الباحثين تحت عنوان (بين العامية والفصحى) ادعى فيها أن (المدمس) أصله (المدمث) بالثاء المثلثة بمعنى اللين؛ وأقول إن هذا ليس بصحيح وإليك الأدلة:

أولا: اشتراك المدمس والمدمث في صفة وهي اللين لا يبرر أنه محرف عنه.

ثانياً: المدمس إدام مصري وطعام محلي بحت وهو غير معروف للعرب.

ثالثاً: جاء في (محيط المحيط) للبستاني ما نصه: المدمس طعام في بلاد مصر يصنعونه من الفول المسلوق والخل والملح والزيت اهـ. ولم يقل أنه محرف عن المدمث مع أنه يعني دائماً بالألفاظ الحديثة والكلمات الدخيلة.

رابعاً: جاء في مادة (دمس) ما نصه: دمسه في الشيء تدميساً دفنه وخبأه وأخفاه وغطاه وستره اهـ. ومن هذا أخذ المصريون كلمة المدمس وأطلقوها على الفول المطهي بوساطة الحمام أو الفرن أو نحوهما لأنه يوضع في قدر بها ماء ويسد فمها جيداً وتدفن في الرماد الحار حتى تنضج.

خامساً: يمكن اشتقاق كلمة المدمس من (الدمس) بكسر الدال وتسكين الميم وهو ما يتخلف من روث المواشي ويتخذ وقوداً يوضع في الفرن ونحوه فيتخلف عنه رماد حار توضع فيه القدر بالطريقة السالفة.

سادساً: تسمع في الريف كلمة (الدمسة) بكسر الدال وتسين الميم وهي عبارة عن مكان محفور أو غير محفور يوضع فيه الدمس السابق وتشعل فيه النار للتدفئة وغيرها، ويقولون دمس الدمسة دمساً إذا وضع فيها الدمس. ومما يؤيد هذا: الفطير الدماسي، وهو المصنوع على الدمس.

علي حسن هلال

محرر بالمجمع اللغو

بين نقشة وفجز:

أرسل إلينا الأستاذ عبد الرحمن الخميسي يقول إن لديه رداً على ما أخذه عليه الأستاذ المعداوي في (التعقيبات)، ويرجو أن يفرغ منه هذا الأسبوع لينشر في العدد القادم.

فصيح ثعلب والشروح التي عليه:

مجموعة جديدة في فقه اللغة أخرجها الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي المدرس بكلية اللغة ونشرتها مكتبة التوحيد بالجماميز في نحو الخمسمائة صفحة.

وتشمل هذه المجموعة: كتاب فصيح اللغة لثعلب، وكتاب شرح الفصيح للهروي، وكتاب ذيل الفصيح للبغدادي، وكتاب فعلت للزجاج، وكتاب الاشتقاق الكبير لابن دريد. وكلها من أمهات الكتب في اللغة العربية وفقهها.

ومع هذه المجموعة: دراسات وتحقيقات جديدة قيمة في اللغة، وشروح وتعليقات وافية.

ونشر معها لأول مرة في تاريخ الثقافة العربية شواهد الكتاب لسيبويه مرتبة بحسب حروف الهجاء، مع الإشارة إلى مواضع الشواهد من الكتاب لسيبويه.

ونحن في غنى عن التنويه بهذا العمل العلمي، وبقيمته اللغوية وأهميته للدارسين والباحثين.

ويطلب الكتاب من مكتبة التوحيد بالجماميز أمام الخديوية وثمن النسخة خمسة وثلاثون قرشاً.