كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب العلم/باب ما جاء في طلب العلم لغير الله
باب ما جاء في طلب العلم لغير الله
أبو داود: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سريج بن النعمان، ثنا فليح، عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " من تعلم علما مما ينبغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة " يعني: ريحها.
الترمذي: حدثنا علي بن نصر، ثنا محمد بن عباد الهنائي، ثنا علي بن المبارك، عن أيوب السختياني / عن خالد بن دريك، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: " من تعلم علما لغير الله - أو أراد به غير الله - فليتبوأ مقعده من النار ".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. انتهى كلام أبي عيسى خالد بن دريك ثقة، سئل عنه يحيى بن معين فقال: هو مشهور.
مسلم: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، حدثنا خالد بن الحارث، ثنا ابن جريج، ثنا بونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: ايها الشيخ حدثني حديثا سمعته من رسول الله ﷺ قال: نعم، سمعت رسول الله يقول: " إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمة فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن (وعلمته) قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. قم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت كي يقال: هو جواد، فقد قيل. ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ".
البزار: حدثنا محمد بن موسى القطان، ثنا سليمان بن زياد بن عبيد الله، ثنا شيبان أبو معاوية، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: " من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس فهو في النار ".
وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن أنس إلا بهذا الإسناد، وسليمان روى عنه غير واحد من أهل العلم، ولم يتابع على هذا الحديث.
روى هذا الحديث أبو عيسى الترمذي عن أبي الأشعث، عن أمية بن خالد، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن النبي ﷺ. قال: وإسحاق بن يحيى تكلم فيه من قبل حفظه.