تاريخ العزيف

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​تاريخ العزيف
History of the Necronomicon​
 المؤلف هوارد فيليبس لافكرافت
ملاحظات: (ترجمات ويكي مصدر) تاريخ العزيف هو نص قصير كتبه لافكرافت عام 1927 ونشر عام 1938.


تاريخ العزيف أو نيكرونوميكون

العنوان الأصلي "العزيف" – والعزيف هي كلمة يستخدمها العرب ويصفون بها تلك الأصوات في الليل (التي تصدرها الحشرات) والتي يقال أنها عواء الشياطين.

ألّفه عبد الله الحظرد، وهو شاعر مجنون من مدينة صنعاء اليمنية ويقال أنه عاش خلال عهد الخلفاء الأمويين حوالي العام 700 للميلاد، وزار آثار بابل وأسرار منف المدفونة وقضى عشر سنوات وحيدا في جنوب صحراء الجزيرة العربية العظيمة – والتي دعاها القدماء الربع الخالي – ويسميها العرب المعاصرون "الدهناء"، والتي يقال أنها مسكونة بالأرواح الشريرة ووحوش الموت. يقول عديد الناس الذين زعموا أنهم اخترقوا هذه الصحراء أنها مليئة بأعاجيب غريبة لا تصدق. سكن الحظرد في دمشق خلال السنوات الأخيرة من حياته، حيث ألف كتاب نيكرونوميكون (العزيف)، ويقال أن العديد من الأشياء الفظيعة حدثت خلال سنة وفاته أو اختفائه (738 ميلادية). وقال ابن خلكان (كاتب سير من القرن الثاني عشر) أن وحشا غير مرئي قد نال منه في وضح النهار والتهمه أمام عدد كبير من الشهود الذين جمّدهم الخوف. قيلت أشياء كثيرة عن جنونه. زُعم أنه شاهد مدينة إرم الرائعة ذات العماد، وأنه بحث تحت أنقاض مدينة مجهولة في الصحراء فوجد سجلات وأسرار مروّعة عن عرق أقدم من البشر. لم يكن الحظرد مسلما تقيا، وكان يعبد كيانات مجهولة سماها يق سثوث وكثولو.

تم تداول العزيف بكثرة بين فلاسفة العصر ولكنهم تداولوه خلسة، وقد تُرجم إلى اليونانية سرا من قبل ثيودوروس فيليتاس من القسطنطينية عام 950 ميلادي تحت عنوان نيكرونوميكون. دفع هذا الكتاب الباحثين لقرن من الزمان أن يقوموا بتجارب رهيبة، قبل أن يقوم البطريرك ميخائيل بمنع هذا الكتاب وحرقه. بعد ذلك لم يتحدث أحد عن الكتاب إلا خلسة، ولكن في عام 1228، قام أولاوس فورميوس بترجمته إلى اللاتينية في العصور الوسطى، وطبع النص اللاتيني مرتين – مرة في القرن الخامس عشر بالخط القوطي (من الواضح في ألمانيا)، ومرة في القرن السابع عشر (على الأغلب في إسبانيا) – وكلا الطبعتان لا تحتويان على علامات مميزة، ولكن تم تحديد زمن ومكان طباعتها عن طريق الدلائل في الطباعة فقط. تم حظر العمل سواء بالترجمة اللاتينية واليونانية من قبل البابا غريغوريوس التاسع عام 1232، وذلك بعد وقت قصير من إصدار الترجمة اللاتينية، ما لفت الانتباه للكتاب. ضاع النص العربي الأصلي في زمن فورميوس، كما يتضح من مذكرته التمهيدية؛ كما ضاعت النسخة اليونانية ولم يعثر عليها – والتي طبعت في إيطاليا بين عامي 1500 و 1550 – منذ أن تم حرق مكتبة رجل في سالم في أمريكا عام 1692. تم وضع ترجمة إنجليزية من قبل الدكتور دي لكنها لم تطبع أبدا، ولا توجد من المخطوطة الأصلية إلا بقايا. أما بالنسبة للنصوص اللاتينية فهناك الآن واحدة (من القرن الخامس عشر) في المتحف البريطاني وأقفل عليها تحت حراسة مشددة، في حين أن نسخة أخرى (القرن السابع عشر) هي الآن في المكتبة الوطنية في باريس. هناك طبعة من القرن السابع عشر هي في مكتبة وايدنر في جامعة هارفارد، وفي مكتبة جامعة ميسكاتونيكك في أركهام. كذلك هناك واحدة في مكتبة جامعة بوينس آيرس. يقال أن هناك العديد من النسخ الموجودة في السر، ويشاع أن نسخة من القرن الخامس عشر هي الآن جزء من مجموعة لدى مليونير أمريكي شهير. هناك إشاعة أكثر غموضا تقول أن النص اليوناني في القرن السادس عشر حفظ لدى أسرة بيكمان من سالم؛ ولكن إذا كان قد تم الحفاظ عليه فعلا، فقد اختفى مع الفنان آر يو بيكمان، الذي اختفى بدوره في بداية العام 1926. تقوم السلطات في معظم البلدان بقمع الكتاب بكل صرامة، وكذلك تفعل جميع الأديان النظامية. تؤدي قراءته إلى عواقب وخيمة. ويقال أن الكاتب روبرت تشامبرز استمد فكرة روايته الأولى "الملك في الأصفر" من الشائعات التي رويت عن هذا الكتاب (لا يعرفها من عامة الناس إلا عدد قليل نسبيا).