الفرق بين المراجعتين لصفحة: «لسان العرب : حين-»
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Removing all content from page |
|||
سطر 1: | سطر 1: | ||
@حين: الحِينُ: الدهرُ، وقيل: وقت من الدَّهر مبهم يصلح لجميع الأَزمان |
|||
كلها، طالت أَو قَصُرَتْ، يكون سنة وأَكثر من ذلك، وخص بعضهم به أَربعين |
|||
سنة أَو سبع سنين أَو سنتين أَو ستة أَشهر أَو شهرين. والحِينُ: الوقتُ، |
|||
يقال: حينئذ؛ قال خُوَيْلِدٌ: |
|||
كابي الرَّمادِ عظيمُ القِدْرِ جَفْنَتُه، |
|||
حينَ الشتاءِ، كَحَوْضِ المَنْهَلِ اللَّقِفِ. |
|||
والحِينُ: المُدَّة؛ ومنه قوله تعالى: هل أَتى على الإنسان حينٌ من |
|||
الدَّهِرِ. التهذيب: الحِينُ وقت من الزمان، تقول: حانَ أَن يكون ذلك، وهو |
|||
يَحِين، ويجمع على الأَحيانِ، ثم تجمع الأَحيانُ أَحايينَ، وإذا باعدوا بين |
|||
الوقتين باعدوا بإِذ فقالوا: حِينَئذٍ، وربما خففوا همزة إذا فأَبدلوها |
|||
ياء وكتبوها بالياء. وحانَ له أَن يَفْعَلَ كذا يَحِينُ حيناً أَي آنَ. |
|||
وقوله تعالى: تُؤْتي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بإِذن ربِّها؛ قيل: كلَّ سنةٍ، |
|||
وقيل: كُلَّ ستة أَشهر، وقيل: كُلَّ غُدْوةٍ وعَشِيَّة. قال الأَزهري: |
|||
وجميع من شاهدتُه من أَهل اللغة يذهب إلى أَن الحِينَ اسم كالوقت يصلح |
|||
لجميع الأَزمان، قال: فالمعنى في قوله عز وجل: تؤتي أُكلها كل حين، أَنه |
|||
ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة؛ قال: والدليل على أَن الحِينَ |
|||
بمنزلة الوقت قول النابغة أَنشده الأَصمعي: |
|||
تَناذَرَها الراقونَ من سَوْءِ سَمِّها، |
|||
تُطَلِّقه حِيناً، وحِيناً تُراجِعُ. |
|||
المعنى: أَن السم يَخِفُّ أَلَمُه وقْتاً ويعود وقتاً. وفي حديث ابن |
|||
زِمْلٍ: أَكَبُّوا رَواحِلَهم في الطريق وقالوا هذا حِينُ المَنْزِلِ أَي |
|||
وقت الرُّكُونِ إلى النُّزُولِ، ويروى خَيْرُ المنزل، بالخاء والراء. وقوله |
|||
عز وجل: ولَتَعْلَمُنَّ نبأَه بعد حِينٍ؛ أَي بعد قيام القيامة، وفي |
|||
المحكم أَي بعد موت؛ عن الزجاج. وقوله تعالى: فتَوَلَّ عنهم حتى حِينٍ؛ أَي |
|||
حتى تنقضي المُدَّةُ التي أَُمْهِلوا فيها، والجمع أَحْيانٌ، وأَحايينُ |
|||
جمع الجمع، وربما أَدخلوا عليه التاء وقالوا لاتَ حِينَ بمعنى ليس حِينَ. |
|||
وفي التنزيل العزيز: ولاتَ حِينَ مَناصٍ؛ وأَما قول أَبي وَجْزة: |
|||
العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، |
|||
والمُفْضِلونَ يَداً، إذا ما أَنْعَمُوا. |
|||
قال ابن سيده: قيل إنه أراد العاطِفُونَ مثل القائمون والقاعدون، ثم إنه |
|||
زاد التاء في حين كما زادها الآخر في قوله: |
|||
نَوِّلِي قبل نَأْي دَارِي جُماناً، |
|||
وصِلِينا كما زَعَمْتِ تَلانا. |
|||
أَراد الآن، فزاد التاء وأَلقى حركة الهمزة على ما قبلها. قال أَبو زيد: |
|||
سمعت من يقول حَسْبُكَ تَلانَ، يريد الآن، فزاد التاء، وقيل: أَراد |
|||
العاطفونَهْ، فأَجراه في الوصل على حدّ ما يكون عليه في الوقف، وذلك أَنه |
|||
يقال في الوقف: هؤلاء مسلمونهْ وضاربونَهْ فتلحق الهاء لبيان حركة النون، |
|||
كما أَنشدوا: |
|||
أَهكذَا يا طيْب تَفْعَلُونَهْ، |
|||
أَعَلَلاَ ونحن مُنْهِلُونَهْ؟ |
|||
فصار التقدير العاطفونه، ثم إنه شبه هاء الوقف بهاء التأْنيث، فلما |
|||
احتاج لإقامة الوزن إلى حركة الهاء قلبها تاء كما تقول هذا طلحه، فإذا وصلت |
|||
صارت الهاء تاء فقلت: هذا طلحتنا، فعلى هذا قال العاطفونة، وفتحت التاء |
|||
كما فتحت في آخر رُبَّتَ وثُمَّتَ وذَيْتَ وكَيْتَ؛ وأَنشد الجوهري |
|||
(* قوله |
|||
«وأنشد الجوهري إلخ» عبارة الصاغاني هو إنشاد مداخل والرواية: |
|||
العاطفون تحين ما من عاطف، * والمسبغون يداً |
|||
إذا ما أنعموا |
|||
والمانعون من الهضيمة جارهم، * والحاملون إذا العشيرة |
|||
تغرم |
|||
واللاحقون جفانهم قمع الذرى * والمطعمون زمان أين |
|||
المطعم.). |
|||
بيت أَبي وجزة: |
|||
العاطِفُونَ تَحِينَ ما من عاطفٍ، |
|||
والمُطْعِمونَ زمانَ أَيْنَ المُطْعِمُ |
|||
المُطْعِمُ قال ابن بري: أَنشد ابن السيرافي: |
|||
فإِلَى ذَرَى آلِ الزُّبَيْرِ بفَضْلِهم، |
|||
نِعْمَ الذَّرَى في النائياتِ لنا هُمُ |
|||
العاطفون تَحِينَ ما من عاطِفٍ، |
|||
والمُسْبِغُونَ يداً إذا ما أنْعَمُوا |
|||
قال: هذه الهاء هي هاء السكت اضطر إلى تحريكها؛ قال ومثله: |
|||
همُ القائلونَ الخيرَ والآمِرُونَهُ، |
|||
إذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَما. |
|||
وحينئذٍ: تَبْعيدٌ لقولك الآن. وما أَلقاه إلا الحَِيْنَة بعد |
|||
الحَِيْنَةِ أَي الحِينَ بعد الحِينِ. وعامله مُحايَنَةً وحِياناً: من الحينِ؛ |
|||
الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك استأْجره مُحايَنَةً وحِياناً؛ عنه أَيضاً. |
|||
وأَحانَ من الحِين: أَزْمَنَ. وحَيَّنَ الشيءَ: جعل له حِيناً. وحانَ حِينُه |
|||
أَي قَرُبَ وَقْتُه. والنَّفْسُ قد حانَ حِينُها إذا هلكت؛ وقالت |
|||
بُثَيْنة: |
|||
وإنَّ سُلُوِّي عن جَميلٍ لساعَةٌ، |
|||
من الدَّهْرِ، ما حانَتْ ولا حانَ حِينُها. |
|||
قال ابن بري: لم يحفظ لبثينة غير هذا البيت؛ قال: ومثله لمُدْرِك بن |
|||
حِصْنٍ: |
|||
وليسَ ابنُ أُنْثى مائِتاً دُونَ يَوْمِهِ، |
|||
ولا مُفْلِتاً من مِيتَةٍ حانَ حِينُها. |
|||
وفي ترجمة حيث: كلمة تدل على المكان، لأَنه ظرف في الأَمكنة بمنزلة |
|||
حِينٍ في الأَزمنة. قال الأَصمعي: ومما تُخْطِئُ فيه العامَّةُ والخاصة باب |
|||
حين وحيث، غَلِطَ فيه العلماء مثل أَبي عبيدة وسيبويه؛ قال أَبو حاتم: |
|||
رأَيت في كتاب سيبويه أَشياء كثيرة يجعل حين حيث، وكذلك في كتاب أَبي عبيدة |
|||
بخطه؛ قال أَبو حاتم: واعلم أَن حين وحيث ظرفان، فحين ظرف من الزمان، |
|||
وحيث ظرف من المكان، ولكل واحد منهما حدّ لا يجاوزه، قال: وكثير من الناس |
|||
جعلوهما معاً حيث، قال: والصواب أَن تقول رأَيت حيث كنت أَي في الموضع |
|||
الذي كنت فيه، واذْهَب حيث شئت أَي إلى أَي موضع شئت. وفي التنزيل العزيز: |
|||
وكُلا من حيث شِئْتُما. وتقول: رأَيتك حينَ خرج الحاجُّ أَي في ذلك الوقت، |
|||
فهذا ظرف من الزمان، ولا تقل حيث خرج الحاج. وتقول: ائتِني حينَ |
|||
مَقْدَمِ الحاجِّ، ولا يجوز حيثُ مَقْدَم الحاج، وقد صير الناس هذا كله حيث، |
|||
فلْيَتَعَهَّدِ الرجلُ كلامه، فإِذا كان موضعٌ يَحْسُنُ فيه أَيْنَ وأَيُّ |
|||
موضع فهو حيثُ، لأَن أَيْنَ معناه حيث، وقولهم حيث كانوا وأَين كانوا |
|||
معناهما واحد، ولكن أَجازوا الجمع بينهما لاختلاف اللفظين، واعلم أَنه |
|||
يَحْسُن في موضع حينَ لَمَّا وإذ وإذا ووقت ويوم وساعة ومتى، تقول: رأَيتك لما |
|||
جئت، وحينَ جئت، وإذْ جئت، وقد ذكر ذلك كله في ترجمة حيث. وعَامَلْته |
|||
مُحايَنة: مثل مُساوَعة. وأَحْيَنْتُ بالمكان إذا أَقمت به حِيناً. أَبو |
|||
عمرو: أَحْيَنَتِ الإبلُ إذا حانَ لها أَن تُحْلَب أَو يُعْكَم عليها. وفلان |
|||
يفعل كذا أَحياناً وفي الأَحايِينِ. وتَحَيَّنْتُ رؤية فلان أَي |
|||
تَنَظَّرْتُه. وتَحيَّنَ الوارِشُ إذا انتظر وقت الأَكل ليدخل. وحَيَّنْتُ |
|||
الناقة إذا جعلت لها في كل يوم وليلة وقتاً تحلبها فيه. وحَيَّنَ الناقةَ |
|||
وتَحَيَّنها: حَلَبها مرة في اليوم والليلة، والاسم الحَِينَةُ؛ قال |
|||
المُخَبَّلُ يصف إبلاً: |
|||
إذا أُفِنَتْ أَرْوَى عِيالَكَ أَفْنُها، |
|||
وإن حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حَينُها. |
|||
وفي حديث الأَذان: كانوا يَتَحَيَّنُون وقتَ الصلاة أَي يطلبون حِينَها. |
|||
والحينُ: الوقتُ. وفي حديث الجِمارِ: كنا نَتَحَيَّنُ زوالَ الشمس. وفي |
|||
الحديث: تَحَيَّنُوا نُوقَكم؛ هو أَن تَحْلُبها مرة واحدة وفي وقت معلوم. |
|||
الأَصمعي: التَّحَيينُ أَن تحْلُبَ الناقة في اليوم والليلة مرة واحدةً، |
|||
قال: والتَّوْجِيبُ مثله وهو كلام العرب. وإبل مُحَيَّنةٌ إذا كانت لا |
|||
تُحْلَبُ في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، ولا يكون ذلك إلاَّ بعدما |
|||
تَشُولُ وتَقِلُّ أَلبانُها. وهو يأْكل الحِينةَ والحَيْنة أَي المرّة الواحدة |
|||
في اليوم والليلة، وفي بعض الأُصول أَي وَجْبَةً في اليوم لأَهل الحجاز، |
|||
يعني الفتح. قال ابن بري: فرق أَبو عمرو الزاهد بين الحَيْنةِ والوجبة |
|||
فقال: الحَيْنة في النوق والوَجْبة في الناس، وكِلاهما للمرة الواحدة، |
|||
فالوَجْبة: أَن يأْكل الإنسان في اليوم مرة واحدة، والحَيْنة: أَن تَحْلُبَ |
|||
الناقة في اليوم مرة. والحِينُ: يومُ القيامة. والحَيْنُ، بالفتح: |
|||
الهلاك؛ قال: |
|||
وما كانَ إِلا الحَيْنُ يومَ لِقائِها، |
|||
وقَطْعُ جَديدِ حَبْلِها من حِبالكا. |
|||
وقد حانَ الرجلُ: هَلَك، وأَحانه الله. وفي المثل: أَتَتْكَ بحائنٍ |
|||
رِجْلاه. وكل شيء لم يُوَفَّق للرَّشاد فقد حانَ. الأَزهري: يقال حانَ |
|||
يَحِينُ حَيْناً، وحَيَّنَه الله فتَحَيَّنَ. والحائنةُ: النازلة ذاتُ الحَين، |
|||
والجمع الحَوائنُ؛ قال النابغة: |
|||
بِتَبْلٍ غَيْرِ مُطَّلَبٍ لَدَيْها، |
|||
ولكِنَّ الحَوائنَ قد تَحِينُ |
|||
وقول مُلَيح: |
|||
وحُبُّ لَيْلى ولا تَخْشى مَحُونَتَهُ |
|||
صَدْعٌ بنَفْسِكَ مما ليس يُنْتَقَدُ. |
|||
يكون من الحَيْنِ، ويكون من المِحْنةِ. وحانَ الشيءُ: قَرُبَ. وحانَتِ |
|||
الصلاةُ: دَنَتْ، وهو من ذلك. وحانَ سنْبُلُ الزرع: يَبِسَ فآنَ حصادُه. |
|||
وأَحْيَنَ القومُ: حانَ لهم ما حاولوه أَو حان لهم أَن يبلغوا ما |
|||
أَمَّلوه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |
|||
كيفَ تَنام بعدَما أَحْيَنَّا. |
|||
أَي حانَ لنا أَن نَبْلُغَ. والحانَةُ: الحانُوتُ؛ عن كراع. الجوهري: |
|||
والحاناتُ المواضع التي فيها تباع الخمر. والحانِيَّةُ: الخمر منسوبة إلى |
|||
الحانة، وهو حانوتُ الخَمَّارِ، والحانوتُ معروف، يذكر ويؤنث، وأَصله |
|||
حانُوَةٌ مثل تَرْقُوَةٍ، فلما أُسكنت الواو انقلبت هاء التأْنيث تاء، والجمع |
|||
الحَوانيتُ لأَن الرابع منه حرف لين، وإنما يُرَدُّ الاسمُ الذي جاوز |
|||
أَربعة أَحرف إلى الرباعي في الجمع والتصفير، إذا لم يكن الحرف الرابع منه |
|||
أَحد حروف المدّ واللين؛ قال ابن بري: حانوتٌ أَصله حَنَوُوت، فقُدِّمت |
|||
اللام على العين فصارت حَوَنُوتٌ، ثم قلبت الواو أَلفاً لتحرُّكها وانفتاح |
|||
ما قبلها فصارت حانُوتٍ، ومثل حانُوت طاغُوتٌ، وأَصله طَغَيُوتٌ، والله |
|||
أَعلم. |
|||
@حيه: حَيْهِ: من زجر المِعْزَى؛ عن كراع. وما أَنتَ بحَيْه؛ حكاه ثعلب |
|||
ولم يفسره. وما عنده حَيْهٌ ولا سَيْهً ولا حِيهٌ ولا سِيهٌ؛ عنه أَيضاً |
|||
ولم يفسره، والسابق أَن معناه ما عنده شيء. |
|||
@حبا: حَبَا الشيءُ: دَنا؛ أَنشد ابن الأَعرابي: |
|||
وأَحْوَى، كأَيْمِ الضَّالِ أَطْرَقَ بعدَما |
|||
حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ، من الظِّلِّ، وارفِ |
|||
وحَبَوْتُ للخَمْسِين: دَنَوْتُ لها. قال ابن سيده: دنوتُ منها. قال ابن |
|||
الأَعرابي: حباها وحَبَا لَها أَي دَنا لَها. ويقال: إِنه لَحابِي |
|||
الشَّراسِيف أَي مُشْرِفُ الجَنْبَيْنِ. وحَبَتِ الشَّراسِيفُ حَبْواً: طالتْ |
|||
وتَدانَتْ. وحَبَتِ الأَضْلاعُ إِلى الصُّلْب: اتَّصَلَتْ ودَنَتْ. |
|||
وحَبَا المَسِيلُ: دنا بَعْضُه إلى بعض. الأَزهري: يقال حَبَتِ |
|||
الأَضْلاعُ وهو اتِّصالُها؛ قال العجاج: |
|||
حَابِي الحُيودِ فارِضُ الحُنْجُورِ |
|||
يعني اتصالَ رؤوس الأَضلاع بعضها ببعض؛ وقال أَيضاً: |
|||
حابِي حُيُودِ الزَّوْرِ دَوْسَرِيُّ |
|||
ويقال للمَسايِل إِذا اتَّصلَ بعضُها إِلى بعض: حَبَا بعضُها إِلى بعض؛ |
|||
وأَنشد: |
|||
تَحْبُو إِلى أَصْلابه أَمْعاؤُه |
|||
قال أَبو الدُّقَيْش: تَحْبُو ههنا تَتَّصل، قال: والمِعَى كُلُّ |
|||
مِذْنَبٍ بقَرار الحَضيض؛ وأَنشد: |
|||
كأَنَّ، بَيْنَ المِرْطِ والشُّفُوفِ، |
|||
رَمْلاً حَبا من عَقَدِ العَزِيفِ |
|||
والعَزيف: من رمال بني سعد. وحَبَا الرملُ يَحْبُو حَبْواً أَي أَشَرَفَ |
|||
مُعْتَرِضاً، فهو حابٍ. والحَبْوُ: اتِّساعُ الرَّمْل. ورجل حَابِي |
|||
المَنْكِبَيْن: مُرْتَفعُهما إِلى العُنُق، وكذلك البعير. |
|||
وقد احْتَبَى بثوبه احْتِباءً، والاحْتِباءُ بالثوب: الاشتمالُ، والاسم |
|||
الحِبْوَةُ |
|||
(* قوله «والاسم الحبوة إلخ» ضبطت الاولى في الأصل كالصحاح |
|||
بكسر الحاء، وفي القاموس بفتحها كما هو مقتضى اطلاقه). والحُبْوَةُ |
|||
والحِبْيَةُ؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة: |
|||
أَرْيُ الجَوارِسِ في ذُؤابةِ مُشْرِفٍ، |
|||
فيه النُّسُورُ كما تَحَبَّى المَوْكِبُ |
|||
يقول: استدارت النُّسورُ فيه كأَنهم رَكْبٌ مُحْتَبُونَ. والحِبْوة |
|||
والحُبْوة: الثوبُ الذي يُحْتَبَى به، وجمعها حِبىً، مكسور الأَول؛ عن يعقوب؛ |
|||
قال ابن بري: وحُبىً أَيضاً عن يعقوب ذكرهما معاً في إِصلاحه؛ قال: |
|||
ويُرْوَى بيتُ الفرزدق وهو: |
|||
وما حُلَّ مِنْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائنا، |
|||
ولا قائلُ المعروفِ فينا يُعَنَّفُ |
|||
بالوجهين جميعاً، فمن كَسَر كان مثل سِدْرة وسِدَرٍ ومن ضم فمثل |
|||
غُرْفَةٍ وغُرَف. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن الاحْتِباء في ثوب واحد؛ ابن |
|||
الأَثير: هو أَن يَضُمَّ الإِنسانُ رجليه إِلى بطنه بقوب يجمعهما به مع ظهره |
|||
ويَشُدُّه عليها، قال: وقد يكون ا لاحْتباء باليدين عِوَضَ الثوب، وإِنما |
|||
نهى عنه لأَنه إِذا لم يكن عليه إِلا ثوب واحد ربما تحرّك أَو زال الثوب |
|||
فتبدو عورته؛ ومنه الحديث: الاحْتِباءُ حِيطَانُ العَرب أَي ليس في |
|||
البراري حِيطانٌ، فإِذا أَرادوا أَن يستندوا احْتَبَوْا لأَن الاحتِباء يمنعهم |
|||
من السُّقوط ويصير لهم كالجدار. وفي الحديث: نُهِيَ عن الحَبْوةِ يومَ |
|||
الجمعة والإِمامُ يخطب لأَن الاحْتِباءَ يَجْلُب النومَ ولا يَسْمَعُ |
|||
الخُطْبَةَ ويُعَرِّضُ طهارتَه للانتقاض. وفي حديث سَعْدٍ: نَبَطِيٌّ في |
|||
حِبْوَتِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم، وقد تقدم. |
|||
والعرب تقول: الحِبَا حِيطَانُ العرب، وهو ما تقدم، وقد احْتَبَى بيده |
|||
احْتِباءً. الجوهري: احْتَبَى الرجلُ |
|||
إِذا جَمَع ظهره وساقيه بعمامته، وقد يَحْتَبِي بيديه. يقال: حَلَّ |
|||
حِبْوَته وحُبْوَتَه. وفي حديث الأَحْنف: وقيل له في الحرب أَين الحِلْمُ؟ |
|||
فقال: عند الحُبَى؛ أَراد أَن الحلم يَحْسُن في السِّلْم لا في الحرب. |
|||
والحَابِيةُ: رملة مرتفعة مُشْرِفة مُنْبتة. والحَابِي: نَبْتٌ سمي به |
|||
لِحُبُوّه وعُلُوِّه. |
|||
وحَبَا حُبُوّاً: مشى على يديه وبطنه. وحَبا الصَّبِيُّ حَبْواً: مشى |
|||
على اسْتِه وأَشرف بصدره، وقال الجوهري: هو إِذا زَحَفَ؛ قال عمرو بن |
|||
شَقِيقٍ: |
|||
لولا السِّفَارُ وبُعْدُه من مَهْمَهٍ، |
|||
لَتَركْتُها تَحْبو على العُرْقُوبِ |
|||
قال ابن بري: رواه ابن القطاع: وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ، وبُعْدُه من |
|||
مَهْمَهٍ. الليث: الصبي يَحْبُو قبل أَن يقوم، والبعير المَعْقُول يَحْبُو |
|||
فَيَزْحَفُ حَبْواً. وفي الحديث: لو يعلمون ما في العَتَمةِ والفجر |
|||
لأَتوهما ولو حَبْواً؛ الحَبْوُ: أَن يمشي على يديه وركبتيه أَو استه. وحَبَا |
|||
البعيرُ إِذا بَرَك وزَحَفَ من الإِعْياء. |
|||
والحَبِيُّ: السحابُ الذي يُشرِفُ من الأُفُق على الأَرض، فَعِيل، وقيل: |
|||
هو السحاب الذي بعضه فوق بعض؛ قال: |
|||
يُضِيءُ حَبِيّاً في شَمارخ بيضِ |
|||
قيل له حَبِيٌّ من حَبَا كما يقال له سَحاب من سَحَب أَهدابه، وقد جاء |
|||
بكليهما شعرُ العرب؛ قالت امرأَة: |
|||
وأَقْبلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَبِير، |
|||
سِياقَ الرِّعاءِ البِطَاء العِشَارَا |
|||
وقال أَوسٌ: |
|||
دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه، |
|||
يَكادُ يدفعه مَنْ قامَ بالرَّاحِ |
|||
وقالت صبية منهم لأَبيها فتجاوزت ذلك: |
|||
أَناخَ بذِي بَقَرٍ بَرْكَهُ، |
|||
كأَنَّ على عَضُدَيْه كِتافا |
|||
قال الجوهري: والحَبِيُّ من السَّحاب الذي يَعْترِض اعتراضَ الجبل قبل |
|||
أَن يُطَبِّقَ السماءَ؛ قال امرؤ القيس: |
|||
أَصاحِ، تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيضَه، |
|||
كَلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ |
|||
قال: والحَبَا مثل العَصا مثْلُه، ويقال: سمي لدنُوِّه من الأَرض. قال |
|||
ابن بري: يعني مثل الحَبِيِّ؛ ومنه قول الشاعر يصف جَعبة السهام: |
|||
هي ابْنةُ حَوْبٍ أُمُّ تِسعين آزَرَتْ |
|||
أَخاً ثِقةً يَمْرِي حَباها ذَوائِبُه |
|||
والحَبِيُّ: سحاب فوق سحاب. والحَبْوُ: امتلاء السحاب بالماء. وكلُّ |
|||
دانٍ فهو حابٍ. وفي الحديث حديث وهب: كأَنه الجبلُ الحابِي، يعني الثقيلَ |
|||
المُشْرِفَ. والحَبِيُّ من السحاب: المُتَراكِمُ. وحَبا البعيرُ حَبْواً: |
|||
كُلِّفَ تَسَنُّمَ صَعْبِ الرَّمْلِ فأَشرَف بصدره ثم زحَف؛ قال رؤبة: |
|||
أَوْدَيْتَ إِن لم تَحْبُ حَبْوَ المُعْتَنِك |
|||
وما جاء إِلاَّ حَبْواً أَي زَحْفاً. ويقال ما نَجا فلان إِلا حَبْواً. |
|||
والحابي من السِّهام: الذي يَزْحَف إِلى الهَدَف إِذا رُمِيَ به. |
|||
الجوهري: حَبَا السهمُ إِذا زَلََّ على الأَرض ثم أَصاب الهَدَف. ويقال: رَمَى |
|||
فأَحْبَى أَي وقع سهمُه دون الغرَض ثم تَقافَزَ |
|||
حتى يصيب الغرض. وفي حديث عبد الرحمن: إِنَّ حابِياً خيرٌ |
|||
من زاهِقٍ. قال القتيبي: الحابي من السهام هو الذي يقع دون الهَدَف ثم |
|||
يَزْحَفُ إِليه على الأَرض، يقال: حَبَا يَحْبُو، وإِن أَصاب الرُّقْعة |
|||
فهو خازِقٌ وخاسِق، فإِن جاوز الهدَف ووقع خلْفه فهو زاهِقٌ؛ أَراد أَن |
|||
الحابِيَ، وإِن كان ضعيفاً |
|||
وقد أَصاب الهدَف، خير من الزاهق الذي جازَه بشدَّة مَرِّه وقوّته ولم |
|||
يصب الهدَف؛ ضرَب السَّهْمَيْنِ مثلاً لِوالِيَيْن أَحدهما ينال الحق أَو |
|||
بعضَه وهو ضعيف ، والآخر يجوز الحقَّ ويَبْعد، عنه وهو. قويٌّ. وحَبَا |
|||
المالُ |
|||
حَبْواً: رَزَمَ فلم يَتَحَرَّك هُزالاً. وحَبَت السفينةُ: جَرَتْ. |
|||
وحَبَا له الشيءُ، فهو حابٍ وحَبيٌّ: اعترض؛ قال العجاج يصف قُرْقُوراً: |
|||
فَهْوَ إِذا حَبا لَهُ حَبِيُّ |
|||
فمعنى إِذا حَبا له حَبِيٌّ: اعترضَ له مَوْجٌ. |
|||
والحِباءُ: ما يَحْبُو به الرجلُ صاحَبه ويكرمه به. والحِباءُ: من |
|||
الاحْتباءِ؛ ويقال فيه الحُباءُ، بضم الحاء، حكاهما الكسائي، جاء بهما في باب |
|||
الممدود. وحَبَا الرجلَ حَبْوةً أَي أَعطاه. ابن سيده: وحَبَا الرجُلَ |
|||
حَبْواً أَعطاهُ، والاسم الحَبْوَة والحِبُوَة والحِباءُ، وجعل اللحياني |
|||
جميع ذلك مصادر؛ وقيل: الحِباءُ العَطاء بلا مَنٍّ ولا جَزاءٍ، وقيل: |
|||
حَبَاه أَعطاه ومَنَعَه؛ عن ابن الأَعرابي لم يحكه غيره. وتقول: حَبَوْته |
|||
أَحْبُوه حِباءً، ومنه اشتُقّت المُحاباة، وحابَيته في البيع مُحاباة، |
|||
والحِباءُ: العطاء؛ قال الفرزدق: |
|||
خالِي الذَّي اغْتَصَبَ المُلُوكَ نُفُوسَهُم، |
|||
وإِلَيْه كان حِباءُ جَفْنَةَ يُنْقَلُ |
|||
وفي حديث صلاة التسبيح: أَلا أَمْنَحُكَ أَلا أَحْبُوكَ؟ حَبَاه كذا |
|||
إِذا أَعطاه. ابن سيده: حَبَا ما حَوْله يَحْبُوه حَماهُ ومنعه؛ قال ابن |
|||
أَحمر: |
|||
ورَاحَتِ الشَّوْلُ ولَمْ يَحْبُها |
|||
فَحْلٌ، ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِر |
|||
(* قوله «ولم يعتس فيها مدر» أي لم يطف فيها حالب يحلبها اه تهذيب). |
|||
وقال أَبو حنيفة: لم يَحْبُها لم يتلفت إِلهيا أَي أَنَّهُ شُغِل بنفسه، |
|||
ولولا شغله بنفسه لحازَها ولم يفارقها؛ قال الجوهري: وكذلك حَبَّى ما |
|||
حَوْله تَحْبية. |
|||
وحابَى الرجلَ حِباءً: نصره واخْتَصَّه ومالَ إِليه؛ قال: |
|||
اصْبِرْ يزيدُ، فقدْ فارَقْتَ ذا ثِقَةٍ، |
|||
واشْكُر حِباءَ الذي بالمُلْكِ حاباكا |
|||
وجعل المُهَلْهِلُ مَهْرَ المرأَةِ حِباءً فقال: |
|||
أَنكَحَها فقدُها الأَراقِمَ في |
|||
جَنْبٍ، وكان الحِباءُ منْ أَدَمِ |
|||
أَراد أَنهم لم يكونوا أَرباب نَعَمٍ فيُمْهِروها الإِبِلَ وجعلهم |
|||
دَبَّاغِين للأَدَمِ. |
|||
ورجل أَحْبَى: ضَبِسٌ شِرِّيرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |
|||
والدَّهْرُ أَحْبَى لا يَزالُ أَلَمُهْ |
|||
تَدُقُّ أَرْكانَ الجِبال ثُلَمُهْ |
|||
وحَبا جُعَيْرانَ: نبات. وحُبَيٌّ والحُبَيَّا: موضعان؛ قال الراعي: |
|||
جَعلْنا حُبَيّاً باليَمِينِ، ونَكَّبَتْ |
|||
كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئِيدَةَ باكِرِ |
|||
وقال القطامي: |
|||
مِنْ عَنْ يَمينِ الحُبَيّا نَظْرةٌ قبَلُ |
|||
وكذلك حُبَيّات؛ قال عُمر بن أَبي ربيعة: |
|||
أَلمْ تَسل الأَطْلالَ والمُتَرَبَّعا، |
|||
ببَطْنِ حُبَيّاتٍ، دَوارِسَ بَلْقَعا |
|||
الأَزهري: قال أَبو العباس فلان يَحْبُو قَصَاهُم ويَحُوطُ قَصاهُمْ |
|||
بمعنىً؛ وأَنشد: |
|||
أَفْرِغْ لِجُوفٍ وِرْدُها أَفْرادُ |
|||
عَباهِلٍ عَبْهَلَها الوُرَّادُ |
|||
يَحْبُو قَصاها مُخْدَِرٌ سِنادُ، |
|||
أَحْمَرُ من ضِئْضِئِها مَيّادُ |
|||
سِنادٌ: مُشْرف، ومَيَّاد: يجيء ويذهب. |
|||
@حتا: حَتَا حَتْواً: عَدا عَدْواً شديداً. وحَتا هُدْبَ الكساءِ |
|||
حَتْواً: كفَّه. وحَتَيْتُ الثوبَ وأَحْتَيْته وأَحْتأْته إِذا خِطْتَه، وقيل: |
|||
فتَلْتَه فَتْلَ الأَكْسِية. شمر: حاشِيَةُ الثوبِ طُرَّته مع الطول، |
|||
وصِنْفَتُه ناحِيتُه التي تلي الهُدْبَ. يقال: احْتُ صِنْفَةَ هذا الكِساء، |
|||
وهو أَن يُفتل كما يفتل الكساءُ القُوْمَسِيُّ. والحَتْيُ: الفتْلُ. قال |
|||
الليث: الحَتْوُ كَفُّكَ هُدْب الكساء مُلْزَقاً به، تقول: حتَوْتُه |
|||
أَحْتُوه حَتْواً، قال: وفي لغة حَتأْتُه حَتْأً. قال الجوهري: حتَوْتُ هُدْب |
|||
الكساء حَتْواً إِذا كفَفْتَه مُلْزَقاً به، يُهْمز ولا يُهْمز؛ وقوله |
|||
أَنشده ابن الأَعرابي: |
|||
ونَهْبٍ كجُمَّاعِ الثُّرَيَّا حَوَيْتُه |
|||
غِشَاشاً بمُحْتاتِ الصِّفاقَينِ خَيْفَقِ |
|||
المُحْتاتُ: المُوَثَّقُ الخَلْقِ، وإِنما أَراد مُحْتتِياً فقلب موضع |
|||
اللام إِلى العين، وإِلا فلا مادة له يشتق منها، وكذلك زعم ابن الأَعرابي |
|||
أَنه من قولك حتَوْتُ الكساء، إِلا أَنه لم ينبه على القلب، والكلمة |
|||
واوية ويائية. والحَتِيُّ، على فَعِيل: سَوِيقُ المُقْلِ، وقيل: رديئه، وقيل: |
|||
يابسه؛ قال الهذلي: |
|||
لا دَرَّ دَرِّيَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَكُمْ |
|||
قِرْفَ الحَتِيِّ، وعِنْدي البُرُّ مَكْنُوزُ |
|||
وأَنشد الأَزهري: |
|||
أَخذتُ لهُمْ سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُساً، |
|||
وسَحْقَ سَراوِيلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ |
|||
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أَنه أَعطى أَبا رافع حَتِيّاً وعُكَّة |
|||
سَمْنٍ؛ الحَتِيُّ: سَوِيقُ المُقْلٍ. وحديثه الآخر: فأَتيته بمِزْوَدٍ |
|||
مَخْتُومٍ فإِذا فيه حَتِيٌّ. وقال أَبو حنيفة: الحَتِيُّ ما حُتَّ عن |
|||
المُقْل إِذا أَدْرَكَ فأُكِل، وقيل: الحَتِيُّ قِشرُ الشَّهدِ؛ عن ثعلب؛ |
|||
وأَنشد: |
|||
وأَتَتْهُ بِزَغْدَبٍ وحَتِيٍّ، |
|||
بَعْدَ طِرْمٍ وتامِكٍ وثُمَالِ |
|||
والحَتِيُّ: متاع البيت، وهو أَيضاً عَرَق الزَّبِيل وكِفافُه الذي في |
|||
شَفَتِه. الأَزهري: الحَتِيُّ الدِّمْنُ، والحَتِيُّ في الغزل، والحَتِيُّ |
|||
ثُفْلُ التمر وقشوره. والحاتي: الكثير الشُّرْب. |
|||
وذكر الأَزهري في هذه الترجمة حتَّى قال: حَتَّى مُشدَّدة، تكتب بالياء |
|||
ولا تُمال في اللفظ، وتكون غايةً معناها إِلى مع الأَسماء، وإِذا كانت مع |
|||
الأَفعال فمعناها إِلى أَن، ولذلك نصبوا بها الغابِرَ، قال: وقال أَبو |
|||
زيد سمعت العرب تقول جلست عنده عَتَّى الليلِ، يريدون حتى الليل فيقلبون |
|||
الحاء عيناً. |
|||
@حثا: ابن سيده: حَثَا عليه الترابَ حَثْواً هاله، والياء أَعلى. |
|||
الأَزهري: حَثَوْتُ الترابَ وحثَيْتُ حَثْواً وحَثْياً، وحَثا الترابُ نفسُه |
|||
وغيره يَحْثُو ويَحْثَى؛ الأَخيرة نادرة، ونظيره جَبا يَجْبَى وقَلا |
|||
يَقْلَى. وقد حَثَى عليه الترابَ حَثْياً واحْتَثاه وحَثَى عليه الترابُ نفسُه |
|||
وحَثى الترابَ في وجهه حَثْياً: رماه. الجوهري: حَثا في وجهه التراب |
|||
يَحْثُو ويَحْثِي حَثْواً وحَثْياً وتَحْثاءً. والحَثَى: التراب المَحْثُوُّ |
|||
أَو الحاثي، وتثنيته حَثَوان وحَثَيان. وقال ابن سيده في موضع آخر: |
|||
الحَثَى الترابُ المَحْثِيُّ. وفي حديث العباس وموت النبي، صلى الله عليه وسلم، |
|||
ودفنِه: وإِنْ يكنْ ما تقول يا ابنَ الخطاب حَقّاً فإِنه لنْ يَعْجِزَ |
|||
أَن يَحْثُوَ عنه أَي يرميَ عن نفسه الترابَ ترابَ القبرِ ويقُومَ. وفي |
|||
الحديث: احْثُوا في وجوه المَدَّاحِين الترابَ أَي ارْمُوا؛ قال ابن |
|||
الأَثير: يريد به الخَيْبة وأَن لا يُعْطَوْا عليه شيئاً، قال: ومنهم من يجريه |
|||
على ظاهره فيرمي فيها التراب. الأَزهري: حَثَوْت عليه الترابَ وحَثَيتُ |
|||
حَثْواً وحَثْياً؛ وأَنشد: |
|||
الحُصْنُ أَدْنَى، لَوْ تَآيَيْتِه، |
|||
من حَثْيِكِ التُّرْبَ على الرَّاكِبِ |
|||
الحُصْن: حَصانة المرأَة وعِفَّتها. لو تآييتِه أَي قصدْتِه. ويقال |
|||
للتراب: الحَثَى. ومن أَمثال العرب: يا ليتني المَحْثِيُّ عليه؛ قال: هو رجل |
|||
كان قاعداً إِلى امرأَة فأَقبل وَصِيلٌ لها، فلما رأَته حَثَتْ في وجهه |
|||
التراب تَرْئِيَةً لجَلِيسِها بأَن لا يدنُوَ منها فَيطَّلِعَ على |
|||
أَمرهما؛ يقال ذلك عند تمني منزلةِ من تُخْفَى له الكرامةُ وتُظْهَر له |
|||
الإِهانة. والحَثْيُ: ما رفعت به يديك. وفي حديث الغسل: كان يَحْثي على رأْسه |
|||
ثَلاثَ حَثَياتٍ أَي ثلاث غُرَفٍ بيديه، واحدتها حَثْيَة. وفي حديث عائشة |
|||
وزينب، رضي الله عنهما: فَتقاوَلَتا حتى اسْتَحْثَتَا؛ هو اسْتَفْعَل من |
|||
الحَثْيِ، والمراد أَن كل واحدة منهما رمت في وجه صاحبتها التراب. وفي |
|||
الحديث: ثلاث حَثَياتٍ من حَثَيات ربي تبارك وتعالى؛ قال ابن الأَثير: هو |
|||
مبالغة في الكثرة وإِلا فلا كَفَّ ثَمَّ ولا حَثْيَ، جل الله تبارك وتعالى |
|||
عن ذلك وعز. وأَرض حَثْواء: كثيرة التراب. وحَثَوْت له إِذا أَعطيته شيئاً |
|||
يسيراً. والحَثَى، مقصور: حُطام التِّبْن؛ عن اللحياني. والحَثَى |
|||
أَيضاً: دُقاق التِّبْن، وقيل: هو التِّبْن المُعْتَزَل عن الحبّ، وقيل أَيضاً: |
|||
التبن خاصة؛ قال: |
|||
تسأَلُني عن زَوْجِها أَيُّ فَتَى |
|||
خَبٌّ جَرُوزٌ، وإِذا جاعَ بَكى |
|||
ويأْكُلُ التمرَ ولا يُلقِي النَّوَى، |
|||
كأَنه غِرارةٌ ملأَى حَثَا |
|||
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فإِذا حَصير بين يديه عليه الذهب مَنْثوراً |
|||
نَثْرَ الحَثَى؛ هو، بالفتح والقصر: دُقاق التبن، والواحدة من كل ذلك |
|||
حَثَاة. والحَثَى: قشور التمر، يكتب بالياء والأَلف، وهو جمع حَثَاة، وكذلك |
|||
الثَّتَا، وهو جمع ثَتَاة: قشورُ التمرِ ورديئُه. |
|||
والحاثِياءُ: تراب جُحْر اليَرْبوع الذي يَحْثُوه برجله، وقيل: |
|||
الحَاثِياءُ جحر من جِحَرة اليربوع؛ قال ابن بري: والجمع حَوَاثٍ. قال ابن |
|||
الأَعرابي: الحاثِياءُ تراب يخرجه اليربوع من نافِقائِهِ، بُني على فاعِلاءَ. |
|||
والحَثَاة: أَن يؤكل الخبز بلا أُدْمٍ؛ عن كراع بالواو والياء لأَن لامها |
|||
تحتملهما معاً؛ كذلك قال ابن سيده: |
|||
@حجا: الحِجَا، مقصور: العقل والفِطْنة؛ وأَنشد الليث للأَعشى: |
|||
إِذْ هِيَ مِثْلُ الغُصْنِ مَيَّالَةٌ |
|||
تَرُوقُ عَيْنَيْ ذِي الحِجَا الزائِر |
|||
والجمع أَحْجاءٌ؛ قال ذو الرمة: |
|||
ليَوْم من الأَيَّام شَبَّهَ طُولَهُ |
|||
ذَوُو الرَّأْي والأَحْجاءِ مُنْقَلِعَ الصَّخْرِ |
|||
وكلمة مُحْجِيَةٌ: مخالفة المعنى للفظ، وهي الأُحْجِيَّةُ |
|||
والأُحْجُوَّة، وقد حاجَيْتُه مُحاجاةً وحِجاءً: فاطَنْتُه فَحَجَوْتُه. وبينهما |
|||
أُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بها، وأُدْعِيَّةٌ في معناها. وقال الأَزهري: |
|||
حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه إِذا أَلقيتَ عليه كلمة مُحْجِيَةً مخالفةَ المعنى للفظ، |
|||
والجَواري يَتَحاجَيْنَ. وتقول الجاريةُ للأُخْرَى: حُجَيَّاكِ ما كان |
|||
كذا وكذا. والأُحْجِيَّة: اسم المُحاجاة، وفي لغة أُحْجُوَّة. قال |
|||
الأَزهري: والياء أَحسن. والأُحْجِيّة والحُجَيَّا: هي لُعْبة وأُغْلُوطة |
|||
يَتَعاطاها الناسُ بينهم، وهي من نحو قولهم أَخْرِجْ ما في يدي ولك كذا. |
|||
الأَزهري: والحَجْوَى أَيضاً اسم المُحاجاة؛ وقالت ابنةُ الخُسِّ: |
|||
قالت قالَةً أُخْتِي |
|||
وحَجْوَاها لها عَقْلُ: |
|||
تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْلِ، |
|||
وما يُدْريك ما الدَّخْلُ؟ |
|||
وتقول: أَنا حُجَيَّاك في هذا أَي من يُحاجِيكَ. واحْتَجَى هو: أَصاب ما |
|||
حاجَيْتَه به؛ قال: |
|||
فنَاصِيَتي وراحِلَتي ورَحْلي، |
|||
ونِسْعا ناقَتي لِمَنِ احْتَجَاها |
|||
وهم يَتَحاجَوْنَ بكذا. وهي الحَجْوَى. والحُجَيَّا: تصغير الحَجْوى. |
|||
وحُجَيَّاك ما كذا أَي أُحاجِيكَ. وفلان يأْتينا بالأَحاجِي أَي |
|||
بالأَغاليط. وفلان لا يَحْجُو السِّرَّ أَي لا يحفظه. أَبو زيد: حَجا سِرَّه |
|||
يَحْجُوه إِذا كتمه. وفي نوادر الأَعراب: لا مُحاجاةَ عندي في كذا ولا مُكافأَة |
|||
أَي لا كِتْمان له ولا سَتْر عندي. ويقال للراعي إِذا ضيع غنمه |
|||
فتفرَّقت: ما يَحْجُو فلانٌ غَنَمه ولا إِبِلَه. وسِقاء لا يَحْجُو الماءَ: لا |
|||
يمسكه. ورَاعٍ لا يَحْجُو إِبله أَي لا يحفظها، والمصدر من ذلك كله |
|||
الحَجْو، واشتقاقه مما تقدم؛ وقول الكميت: |
|||
هَجَوْتُكُمْ فَتَحَجَّوْا ما أَقُول لكم |
|||
بالظّنِّ، إِنكُمُ من جارَةِ الجار |
|||
قال أَبو الهيثم: قوله فَتَحَجَّوْا أَي تفَطَّنوا له وازْكَنُوا، وقوله |
|||
من جارة الجار أَراد: إِن أُمَّكم ولدتكم من دبرها لا من قبلها؛ أَراد: |
|||
إِن آباءكم يأْتون النساء في مَحاشِّهِنَّ، قال: هو من الحِجَى العقلِ |
|||
والفطنة، قال: والدبر مؤنثة والقُبل مذكر، فلذلك قال جارة الجار. وفي |
|||
الحديث: مَن بات على ظَهر بيتٍ ليس عليهِ حَجاً فقد بَرِئَتْ منه الذِّمّة؛ |
|||
هكذا رواه الخطَّابي في مَعالِمِ السُّنن، وقال: إِنه يروى بكسر الحاء |
|||
وفتحها، ومعناه فيهما معنى السِّتر، فمن قال بالكسر شبهه بالحجى العقل لأَنه |
|||
يمنع الإِنسان من الفساد ويحفظه من التعرض للهلاك، فشبه الستر الذي يكون |
|||
على السطح المانع للإنسان من التردِّي والسقوط بالعقل المانع له من |
|||
أَفعال السوء المؤدّبة إِلى التردّي، ومن رواه بالفتح فقد ذهب إِلى الناحية |
|||
والطرف. وأَحْجاء الشيء: نواحيه، واحدها حَجاً. وفي حديث المسأَلة: حتى |
|||
يقولَ ثلاثةٌ من ذَوِي الحِجَى قد أَصابَتْ فلاناً فاقةٌ فحَلَّت له |
|||
المسأَلة، أَي من ذوي العقل. والحَجا: الناحية. وأَحْجاءُ البلادِ: نَواحيها |
|||
وأَطرافُها؛ قال ابن مُقْبل: |
|||
لا تُحْرِزُ المَرْءَ أَحْجاءُ البلادِ، ولا |
|||
تُبْنَى له في السماواتِ السلالِيمُ |
|||
ويروى: أَعْناءُ. وحَجا الشيء: حَرْفُه؛ قال: |
|||
وكأَنَّ نَخْلاً في مُطَيْطةَ ثاوِياً، |
|||
والكِمْعُ بَيْنَ قَرارِها وحَجاها |
|||
ونسب ابن بري هذا البيت لابن الرِّقَاع مستشهداً به على قوله: والحَجَا |
|||
ما أَشرف من الأَرض. وحَجا الوادي: مُنْعَرَجُهُ. والحَجا: الملجأُ، |
|||
وقيل: الجانب، والجمع أَحجاء. اللحياني: ما له مَلْجأ ولا مَحْجَى بمعنى |
|||
واحد. قال أَبو زيد: إِنه لَحَجِيٌّ إِلى بني فلان أَي لاجئٌ إِليهم. |
|||
وتحجَّيت الشيءَ: تعمَّدته؛ قال ذو الرمة: |
|||
فجاءت بأَغْباش تَحَجَّى شَرِيعَةً |
|||
تِلاداً عليها رَمْيُها واحْتِبالُها |
|||
قال: تحَجَّى تَقْصِدُ حَجاهُ، وهذا البيت أَورده الجوهري: فجاءَ |
|||
بأَغْباشٍ؛ قال ابن بري: وصوابه بالتاء لأَنه يصف حمير وحش، وتِلاداً أَي |
|||
قديمةً، عليها أَي على هذه الشريعة ما بين رامٍ ومُحْتَبِل؛ وفي التهذيب |
|||
للأَخطل: |
|||
حَجَوْنا بني النُّعمان، إِذْ عَصَّ مُلْكُهُمْ، |
|||
وقَبْلَ بَني النُّعْمانِ حارَبَنا عَمْرُو |
|||
قال: الذي فسره حَجَوْنا قصدنا واعتمدنا. وتحَجَّيت الشيءَ: تعمدته. |
|||
وحَجَوْت بالمكان: أَقمت به، وكذلك تحَجَّيْت به. قال ابن سيده: وحَجا |
|||
بالمكان حَجْواً وتَحَجَّى أَقام فثبت؛ وأَنشد الفارسي لعُمارة ابن أَيمن |
|||
الرياني |
|||
(* قوله «ابن أيمن الرياني» هكذا في الأصل). |
|||
حيث تحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ |
|||
وكل ذلك من التمسك والاحتباس؛ قال العجاج: |
|||
فهُنَّ يَعْكُفْنَ به، إِذا حَجا، |
|||
عكْفَ النَّبِيطِ يَلْعبونَ الفَنْزَجا |
|||
التهذيب عن الفراء: حَجِئْت بالشيء وتحَجَّيْت به، يهمز ولا يهمز، تمسكت |
|||
ولزمت؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر: |
|||
أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تحَجَّى |
|||
بآخِرِنا، وتَنْسَى أَوَّلِينا |
|||
أَي تمسَّكَ به وتَلْزَمه، قال: وهو يَحْجُو به؛ وأَنشد للعجاج: |
|||
فهُنَّ يعكفن به إِذا حَجا |
|||
أَي إِذا أَقام به؛ قال: ومنه قول عدي بن زيد: |
|||
أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَى قَصِيرٌ، |
|||
وكان بأَنْفِه حَجِئاً ضَنِينا |
|||
قال شمر: تَحَجَّيْت تمسكت جيداً. ابن الأَعرابي: الحَجْوُ الوقوف، حَجا |
|||
إِذا وقف؛ وقال: وحَجا معدول من جَحا إِذا وقف. وحَجِيت بالشيء، بالكسر، |
|||
أَي أُولِعْت به ولزمته، يهمز ولا يهمز، وكذلك تحجَّيت به؛ وأَنشد بيت |
|||
ابن أَحمر: |
|||
أَصمَّ دُعاءُ عاذلتي تحجَّى |
|||
يقال: تحَجَّيْت بهذا المكان أَي سبقتكم إِليه ولزمته قبلكم. قال ابن |
|||
بري: أَصمَّ دعاءُ عاذلتي أَي جعلها الله لا تَدْعو إِلا أَصَمَّ. وقوله: |
|||
تحجَّى أَي تسبق إِليهم باللَّوم وتدعُ الأَولين. وحجا الفحلُ الشُّوَّل |
|||
يَحْجُو: هدَر فعرفَت هديره فانصرفت إِليه. وحَجا به حَجْواً وتحَجَّى، |
|||
كلاهما: ضَنَّ، ومنه سمي الرجل حَجْوة. وحَجا الرجل للقوم كذا وكذا أَي |
|||
حزاهم وظنهم كذلك. وإِني أَحْجُو به خيراً أَي أَظن. الأَزهري: يقال تحجَّى |
|||
فلان بظنه إِذا ظن شيئاً فادعاه ظانّاً ولم يستيقنه؛ قال الكميت: |
|||
تحَجَّى أَبوها مَنْ أَبوهُم فصادَفُوا |
|||
سِواهُ، ومَنْ يَجْهَلْ أَباهُ فقدْ جَهِلْ |
|||
ويقال: حَجَوْتُ فلاناً بكذا إِذا ظننته به؛ قال الشاعر: |
|||
قد كنتُ أَحْجُو أَبا عَمْروٍ أَخاً ثِقةً، |
|||
حتى أَلَمَّتْ بنا يَوْماً مُلِمَّاتُ |
|||
الكسائي: ما حَجَوْتُ منه شيئاً وما هَجَوْتُ منه شيئاً أَي ما حفِظت |
|||
منه شيئاً. وحَجَتِ الريحُ السفينة: ساقتها. وفي الحديث: أَقْبَلت سفينةٌ |
|||
فحَجَتْها الريحُ إِلى موضع كذا أَي ساقتها ورمت بها إِليه. وفي التهذيب: |
|||
تحجَّيتكم إِلى هذا المكان أَي سبقتكم إِليه. |
|||
ابن سيده: والحَجْوة الحَدَقة. الليث: الحَجْوة هي الجَحْمة يعني |
|||
الحَدَقة. قال الأَزهري: لا أَدري هي الجَحْوة أَو الحَجْوة للحدقة. |
|||
ابن سيده: هو حَجٍ أَنْ يفعلَ كذا وحَجِيٌّ وحَجاً أَي خَلِيقٌ حَرِيٌّ |
|||
به، فمن قال حَجٍ وحَجِيٌّ ثنىً وجمَعَ وأَنَّث فقال حَجِيانِ وحَجُونَ |
|||
وحَجِيَة وحَجِيتانِ وحَجِياتٌ وكذلك حَجِيٌّ في كل ذلك، ومن قال حَجاً لم |
|||
يثنِّ ولا جمع ولا أَنث كما قلنا في قَمَن بل كل ذلك على لفظ الواحد، |
|||
وقال ابن الأَعرابي: لا يقال حَجىً. وإِنه لمَحْجاةٌ أَن يفعل أَي |
|||
مَقْمَنةٌ؛ قال اللحياني: لا يثنى ولا يجمع بل كل ذلك على لفظ واحد. وفي التهذيب: |
|||
هو حَجٍ وما أَحْجاه بذلك وأَحْراه؛ قال العجاج: |
|||
كَرَّ بأَحْجى مانِعٍ أَنْ يَمْنَعا |
|||
وأَحْجِ به أَي أَحْرِ به، وأَحْجِ به أَي ما أَخْلَقَه بذلك وأَخْلِقْ |
|||
به، وهو من التعجب الذي لا فعل له؛ وأَنشد ابن بري لمَخْرُوعِ بن رقيع: |
|||
ونحن أَحْجَى الناسِ أَنْ نَذُبَّا |
|||
عنْ حُرْمةٍ، إِذا الحَدِيثُ عَبَّا، |
|||
والقائِدون الخيلَ جُرْداً قُبّا |
|||
وفي حديث ابن صياد: ما كان في أَنفُسْنا أَحْجَى أَنْ يكون هو مُذْ |
|||
ماتَ، يعني الدجالَ، أَحْجَى بمعنى أَجْدَر وأَولى وأَحق، من قولهم حَجا |
|||
بالمكان إِذا أَقام به وثبت. وفي حديث ابن مسعود: إِنَّكم، معاشرَ هَمْدانَ، |
|||
من أَحْجَى حَيٍّ بالكوفة أَي أَولى وأَحقّ، ويجوز أَن يكون من أَعْقَلِ |
|||
حيٍّ بها. |
|||
والحِجاءُ، ممدود: الزَّمْزَمة، وهو من شِعار المَجُوس؛ قال: |
|||
زَمْزَمة المَجُوسِ في حِجائِها |
|||
قال ابن الأَعرابي في حديث رواه عن رجل قال: رأَيت علْجاً يومَ |
|||
القادِسِيَّة قد تكَنَّى وتحَجَّى فقَتلْته؛ قال ثعلب: سأَلت ابن الأَعرابي عن |
|||
تحجَّى فقال معناه زَمْزَمَ، قال: وكأَنهما لغتان إِذا فتَحتَ الحاء قصرت |
|||
وإِذا كسرتها مددت، ومثله الصَّلا والصِّلاءُ والأَيا والإِياءُ للضوء؛ |
|||
قال: وتكَنَّى لَزِمَ الكِنَّ؛ وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث: قيل هو |
|||
من الحَجاة السِّتر. واحْتَجاه إِذا كتَمَه. |
|||
والحَجاةُ: نُفَّاخة الماء من قطر أَو غيره؛ قال: |
|||
أُقْلِّبُ طَرْفي في الفَوارِسِ لا أَرَى |
|||
حِزَاقاً، وعَيْنِي كالحَجاةِ من القَطْرِ |
|||
(* قوله «حزاقاً وعيني إلخ» كذا بالأصل تبعاً للمحكم، والذي في التهذيب: |
|||
وعيناي فيها كالحجاة...). |
|||
وربما سموا الغدير نفسه حَجاةً، والجمع من كل ذلك حَجَىً، مقصور، |
|||
وحُجِيٌّ. الأَزهري: الحَجاةُ فُقَّاعة ترتفع فوق الماء كأَنها قارورة، والجمع |
|||
الحَجَوات. وفي حديث عمرو: قال لمعاوية فإِنَّ أَمرَك كالجُعْدُبَة أَو |
|||
كالحَجاةِ في الضعف؛ الحَجاة، بالفتح: نُفَّاخات الماء. واستَحْجَى |
|||
اللحمُ: تغير ريحه من عارض يصيب البعيرَ أَو الشاة أَو اللحمُ منه. وفي الحديث: |
|||
أَنَّ عُمر طاف بناقة قد انكسرت فقال والله ما هي بِمُغِدٍّ |
|||
فيَسْتَحْجِيَ لَحْمُها، هو من ذلك؛ والمُغِدُّ: الناقة التي أَخذتها الغُدَّة وهي |
|||
الطاعون. قال ابن سيده: حملنا هذا على الياء لأَنا لا نعرف من أَي شيء |
|||
انقلبت أَلفه فجعلناه من الأَغلب عليه وهو الياء، وبذلك أَوصانا أَبو علي |
|||
الفارسي رحمه الله. |
|||
وأَحْجاءٌ: اسم موضع؛ قال الراعي: |
|||
قَوالِص أَطْرافِ المُسُوحِ كأَنَّها، |
|||
برِجْلَةِ أَحْجاءٍ، نَعامٌ نَوافِرُ |
|||
@حدا: حَدَا الإِبِلَ وحَدَا بِها يَحْدُو حَدْواً وحُِدَاءً، ممدود: |
|||
زَجَرَها خَلْفَها وساقَها. وتَحادَتْ هي: حَدَا بعضُها بعضاً؛ قال ساعدة بن |
|||
جؤية: |
|||
أَرِقْتُ له حتَّى إِذا ما عُرُوضُه |
|||
تَحادَتْ وهاجَتْها بُرُوق تُطِيرُها |
|||
ورجلٌ حادٍ وحَدَّاءٌ؛ قال: |
|||
وكانَ حَدَّاءً قُراقِرِياً |
|||
الجوهري: الحَدْوُ سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها. ويقال للشَّمالِ |
|||
حَدْواءُ لأَنها تَحْدُو السحابَ أَي تَسوقُه؛ قال العجاج: |
|||
حَدْواءُ جاءتْ من جبالِ الطُّورِ |
|||
تُزْجِي أَراعِيلَ الجَهَامِ الخُورِ |
|||
وبينهم أُحْدِيّة وأُحْدُوَّة أَي نوع من الحُدَاء يحْدُونَ به؛ عن |
|||
اللحياني. وحَدَا الشيءَ يَحْدُوه حَدْواً واحْتَدَاه: تبعه؛ الأَخيرة عن |
|||
أَبي حنيفة؛ وأَنشد: |
|||
حتى احتَدَاه سَنَنَ الدَّبُورِ |
|||
وحَدِيَ بالمكان حَداً: لزمه فلم يَبْرَحْه. أَبو عمرو: الحَادِي |
|||
المتعمد للشيء. يقال: حَدَاه وتَحَدَّاه وتَحَرَّاه بمعنى واحد، قال: ومنه قول |
|||
مجاهد: كنتُ أَتَحَدَّى القُرَّاءَ فأَقْرَأُ أَي أَتعَمَّدهم. |
|||
وهو حُدَيَّا الناسِ أَي يَتَحَدَّاهم ويَتَعَمَّدهم. الجوهري: |
|||
تَحَدَّيْتُ فلاناً إِذا بارَيْته في فعل ونازَعْته الغَلَبةَ. ابن سيده: |
|||
وتحَدَّى الرجلَ تعمَّدَه، وتَحَدَّاه: باراه ونَازَعه الغَلَبَةَ، وهي |
|||
الحُدَيَّا. وأَنا حُدَيَّاك في هذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي فيه؛ قال عمرو بن |
|||
كلثوم: |
|||
حُدَيَّا الناسِ كلِّهِمِ جَمِيعاً، |
|||
مُقارَعَةً بَنِيهمْ عن بَنِينَا |
|||
وفي التهذيب تقول: أَنا حُدَيَّاكَ بهذا الأَمر أَي ابْرُزْ لي وَحْدك |
|||
وجارِنِي؛ وأَنشد: |
|||
حَدَيَّا الناسِ كُلِّهِمُو جَميعاً |
|||
لِنَغْلِبَ في الخُطُوب الأَوَّلِينَا |
|||
وحُدَيَّا الناس: واحدُهم؛ عن كراع. الأَزهري: يقال لا يقوم |
|||
(* قوله «لا |
|||
يقوم إلخ» هذه عبارة التهذيب والتكملة، وتمامها: يقول لا يقوم به إلا |
|||
كريم الآباء والأمهات من الرجال والإبل). بهذا الأَمر إِلا ابن إِحْدَاهما، |
|||
وربما قيل للحمار إِذا قَدَّمَ آتُنَه حادٍ. وحَدَا العَيْرُ أُتُنَه |
|||
أَي تبعها؛ قال ذو الرمة: |
|||
كأَنَّه حينَ يرمِي خَلْفَهُنَّ بِه |
|||
حَادِي ثَلاثٍ منَ الحُقْبِ السَّماحِيجِ |
|||
(* قوله «حادي ثلاث» كذا في الصحاح، وقال في التكملة: الرواية حادي ثمان |
|||
لا غير). |
|||
التهذيب: يقال للعَيْرِ حَادِي ثَلاثٍ وحَادِي ثَمَانٍ إِذا قَدَّم |
|||
أَمامَه عِدَّة من أُتُنِهِ. وحَدَا الريشُ السَّهم: تبعه. |
|||
والحَوادِي: الأَرْجُل لأَنها تتلو الأَيدي؛ قال: |
|||
طِوالُ الأَيادي والحَوادِي، كأَنَّها |
|||
سَمَاحِيجُ قُبٌّ طارَ عَنْها نُسالُها |
|||
ولا أَفْعَله ما حَدَا الليلُ النهارَ أَي ما تبعه. |
|||
التهذيب: الهَوَادِي أَوَّلُ كلِّ شيءٍ، والحَوادِي أَواخِرُ كلِّ شيءٍ. |
|||
وروى الأَصمعي قال: يقال لَكَ هُدَيَّا هذا وحُدَيَّا هذا وشَرْوَاه |
|||
وشَكلُه كُلُّه واحِد. |
|||
الجوهري: قولهم حادِي عَشَر مقلوب من واحد لأَن تقديرَ واحدٍ فاعلٌ |
|||
فأَخَّروا الفاء، وهي الواو، فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وقدم العين فصار |
|||
تقديره عالف. |
|||
وفي حديث ابن عباس: لا بَأْسَ بِقَتْلِ الحِدَوْ والأَفْعَوْ؛ هي لغة في |
|||
الوقف على ما آخره أَلف، تقلب الأَلف واواً، ومنهم من يقلبها ياء، يخفف |
|||
ويشدد. والحِدَوُ: هو الحِدَأُ، جمع حِدَأَةٍ وهي الطائر المعروف، فلما |
|||
سكن الهمز للوقف صارت أَلفاً فقلبها واواً؛ ومنه حديث لقمان: إِنْ أَرَ |
|||
مَطْمَعِي فَحِدَوٌّ تَلَمَّعُ أَي تَخْتَطِفُ الشيءَ في انْقِضاضِها، وقد |
|||
أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقف فقَلَب وشدَّد، وقيل: أَهلُ مكة يسمُّون |
|||
الحِدَأَ حِدَوّاً بالتشديد. وفي حديث الدعاء: تَحْدُوني عليها خَلَّةٌ |
|||
واحِدَةٌ أَي تبعَثُني وتَسُوقُني عليها خَصْلة واحدة، وهو من حَدْوِ الإِبل |
|||
فإِنه من أَكبر الأَشياء على سَوْقِها وبَعْثها. |
|||
وبَنُو حادٍ: قبيلة من العرب. وحَدْواء: موضع بنجد. وحَدَوْدَى: موضع. |
|||
@حذا: حَذَا النعلَ حَذْواً وحِذَاءً: قدَّرها وقَطَعها. وفي التهذيب: |
|||
قطعها على مِثالٍ. ورجل حَذَّاءٌ: جَيّد الحَذْوِ. يقال: هو جَيّدُ |
|||
الحِذَاءِ أَي جَيِّد القَدِّ. وفي المثل: مَنْ يَكُنْ حَذَّاءً تَجُدْ |
|||
نَعْلاهُ. وحَذَوْت النَّعلَ بالنَّعْلِ والقُذَّةَ بالقُذَّةِ: قَدَّرْتُهُما |
|||
عليهما. وفي المثل: حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ. وحَذَا الجِلْدَ يَحْذُوه |
|||
إِذا قوّره، وإِذا قلت حَذَى الجِلْدَ يَحْذِيهِ فهُو أَن يَجْرَحَه |
|||
جَرْحاً. وحَذَى أُذنه يَحْذِيها إِذا قَطَعَ منها شيئاً. وفي الحديث: |
|||
لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ؛ |
|||
الحَذْو: التقدير والقطع، أَي تعملون مثل أَعمالهم كما تُقْطَع إِحدى النعلين |
|||
على قدر الأُخرى. والحِذَاءُ: النعل. واحْتَذَى: انْتَعَل؛ قال الشاعر: |
|||
يا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ، |
|||
وشُرُكاً منَ اسْتِهَا لا تَنْقَطِعْ، |
|||
كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ |
|||
وفي حديث ابن جريج: قلت لابن عمر رأَيتُك تَحْتَذِي السِّبْتَ أَي |
|||
تَجْعَلُه نَعْلَك. احْتَذى يَحْتَذِي إِذا انْتَعل؛ ومنه حديث أَبي هريرة، |
|||
رضي الله عنه، يصف جعفر بن أَبي طالب، رضي الله عنهما: خَيْرُ من احْتَذَى |
|||
النِّعالَ. والحِذَاء: ما يَطَأُ عليه البعير من خُفِّه والفرسُ من |
|||
حافِرِه يُشَبَّه بذلك. وحَذانِي فلان نَعْلاً وأَحْذاني: أَعطانيها، وكره |
|||
بعضهم أَحْذاني. الأَزهري: وحَذَا له نَعْلاً وحَذَاه نَعْلاً إِذا حَمَله |
|||
على نَعْل. الأَصمعي: حَذاني فلان نَعْلاً، ولا يقال أَحْذاني؛ وأَنشد |
|||
للهذلي: |
|||
حَذاني، بعدَما خذِمَتْ نِعالي، |
|||
دُبَيَّةُ، إِنَّه نِعْمَ الخَلِيلُ |
|||
بِمَوْرِكَتَيْنِ مِنْ صَلَوَيْ مِشَبٍّ، |
|||
مِن الثِّيرانِ عَقْدُهُما جَمِيلُ |
|||
الجوهري: وتقول اسْتَحْذَيْته فأَحْذاني. ورجل حاذٍ: عليه حِذاءٌ. |
|||
وقوله، صلى الله عليه وسلم، في ضالة الإِبِل: مَعَها حِذاؤُها وسِقاؤُها؛ |
|||
عَنَى بالحِذاء أَخْفافَها، وبالسِّقاء يريد أَنها تَقْوى على ورود المياه؛ |
|||
قال ابن الأَثير: الحِذَاء، بالمدّ، النَّعْل؛ أَراد أَنها تَقْوَى على |
|||
المشي وقطع الأَرض وعلى قصد المياه وورودها ورَعْيِ الشجر والامتناع عن |
|||
السباع المفترسة، شبهها بمن كان معه حِذَاء وسِقاء في سفره، قال: وهكذا ما |
|||
كان في معنى الإِبل من الخيل والبقر والحمير. وفي حديث جِهَازِ فاطمة، رضي |
|||
الله عنها: أَحَدُ فِراشَيْها مَحْشُوٌّ بحُذْوَةِ الحَذَّائِين؛ |
|||
الحُذْوَةُ والحُذَاوَةُ: ما يسقط |
|||
(* قوله «الحذوة والحذاوة ما يسقط إلخ» |
|||
كلاهما بضم الحاء مضبوطاً بالأصل ونسختين صحيحتين من نهاية ابن الأثير). من |
|||
الجُلُودِ حين تُبْشَرُ وتُقْطَعُ مما يُرْمَى به ويَبْقَى. |
|||
والحَذَّاؤُونَ: جمع حَذَّاءٍ، وهو صانعُ النِّعالِ. والمِحْذَى: ا |
|||
لشَّفْرَةُ التي يُحْذَى بها. |
|||
وفي حديث نَوْفٍ: إِنَّ الهُدْهُدَ ذهب إِلى خازن البحر فاستعار منه |
|||
الحِذْيَةَ فجاء بها فأَلْقاها على الزُجاجة فَفَلَقَها؛ قال ابن الأَثير: |
|||
قيل هي الأَلْماسُ |
|||
(* قوله «الألماس» هو هكذا بأل في الأصل والنهاية، وفي |
|||
القاموس: ولا تقل الألماس، وانظر ما تقدَّم في مادة م و س). الذي يَحْذِي |
|||
الحجارةَ أَي يَقْطَعُها ويَثْقب الجوهر. ودابة حَسَن الحِذاءِ أَي |
|||
حَسَنُ القَدّ. |
|||
وحَذَا حَذْوَه: فَعَل فعله، وهو منه. التهذيب: يقال فلان يَحْتَذِي على |
|||
مثال فُلان إِذا اقْتَدَى به في أَمره. |
|||
ويقال حاذَيْتُ موضعاً إِذا صرْتَ بحِذائه. وحاذَى الشيءَ: وازاه. |
|||
وحَذَوْتُه: قَعَدْتُ بحِذائِه. شمر: يقال أَتَيْتُ على أَرض قد حُذِيَ |
|||
بَقْلُها على أَفواه غنمها، فإِذا حُذِيَ على أَفواهها فقد شبعت منه ما شاءت، |
|||
وهو أَن يكون حَذْوَ أَفواهها لا يُجاوزها. وفي حديث ابن عباس: ذاتُ |
|||
عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ؛ الحَذْوُ والحِذاءُ: الإِزاءُ والمُقابِل أَي أَنها |
|||
مُحاذِيَتُها، وذاتُ عِرْق مِيقاتُ أَهل العراق، وقَرَنٌ ميقاتُ أَهل نجد، |
|||
ومسافتهما من الحرم سواء. والحِذاءُ: الإِزاءُ. الجوهري: وحِذاءُ الشيء |
|||
إِزاؤُه. |
|||
ابن سيده: والحَذْوُ من أَجزاءِ القافية حركةُ الحرف الذي قبل |
|||
الرِّدْفِ، يجوز ضمته مع كسرته ولا يجوز مع الفتح غيرُه نحو ضمة قُول مع كسرة |
|||
قِيل، وفتحة قَوْل مع فتحة قَيْل، ولا يجوز بَيْعٌ مع بِيع؛ قال ابن جني: |
|||
إِذا كانت الدلالة قد قامت على أَن أَصل الرِّدْفِ إِنما هو الأَلف ثم حملت |
|||
الواو والياء فيه عليهما، وكانت الأَلف أَعني المدّة التي يردف بها لا |
|||
تكون إِلا تابعة للفتحة وصِلَةً لها ومُحْتَذاةً على جنسها، لزم من ذلك |
|||
أَن تسمى الحركة قبل الرِّدْف حَذْواً أَي سبيلُ حرف الرَّويِّ أَن |
|||
يَحْتَذِيَ الحركةَ قبله فتأْتي الأَلف بعد الفتحة والياء بعد الكسرة والواو بعد |
|||
الضمة؛ قال ابن جني: ففي هذه السمة من الخليل، رحمه الله، دلالة على أَن |
|||
الرِّدْفَ بالواو والياء المفتوح ما قبلها لا تَمَكُّنَ له كَتَمكُّن ما |
|||
تَبِعَ من الرَّوِيّ حركةَ ما قبله. يقال: هو حِذاءَكَ وحِذْوَتَكَ |
|||
وحِذَتَكَ ومُحاذَاكَ، وداري حَذْوةَ دارك وحَذْوَتُها وحَذَتُها |
|||
(* قوله |
|||
«وحذتها» برفع التاء ونصبها كما في القاموس). وحَذْوَها وحَذْوُها أَي |
|||
إِزاءها؛ قال: |
|||
ما تَدْلُكُ الشمسُ إِلاَّ حَذْوَ مَنْكِبِه |
|||
في حَوْمةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَرُ |
|||
ويقال: اجلسْ حِذَةَ فلانٍ أَي بِحِذائِه. الجوهري: حَذَوْتُه قعدتُ |
|||
بحذائه. وجاء الرجلان حِذْيَتَيْنِ أَي كل واحد منهما إِلى جنب صاحبه. وقال |
|||
في موضع آخر: وجاء الرجلانِ حِذَتَيْن أَي جميعاً، كل واحد منهما بجنب |
|||
صاحبه. وحاذَى المكانَ: صار بحِذائِه، وفلانٌ بحِذَاءِ فلان. ويقال: حُذ |
|||
بحِذاء هذه الشجرة أَي صِرْ بحِذَائها؛ قال الكُمَيْت: |
|||
مَذانِبُ لا تَسْتَنْبِتُ العُودَ في الثَّرَى، |
|||
ولا يَتَحَاذَى الحائِمُونَ فِصالَها |
|||
يريد بالمَذانِب مَذانبَ الفِتَنِ أَي هذه المَذانِبُ لا تُنْبتُ |
|||
كمَذَانِبِ الرياض ولا يَقْتسمُ السَّفْرُ فيها الماءَ، ولكنها مَذانِبُ شَرٍّ |
|||
وفِتْنةٍ. ويقال: تَحاذَى القومُ الماءَ فيما بينهم إِذا اقْتَسموه مثل |
|||
التَّصافُنِ. |
|||
والحِذْوَةُ من اللحم: كالحِذْية. وقال: الحِذْيةُ من اللحم ما قُطع |
|||
طولاً، وقيل: هي القطعة الصغيرة. الأَصمعي: أَعطيته حِذْيَةً من لحم |
|||
وحُذَّةً وفِلْذَةً كلُّ هذا إِذا قطع طولاً. وفي حديث الإِسراء: يَعْمدونَ إِلى |
|||
عُرْضِ جَنْبِ أَحدِهم فيَحْذونَ منه الحُذْوَةَ من اللحم أَي يقطعون |
|||
منه القِطْعة. وفي حديث مس الذكر: إِنما هو حِذْيةٌ مِنْكَ أَي قِطْعةٌ؛ |
|||
قيل: هي بالكسر ما قُطع من اللحْمِ طولاً. ومنه الحديثُ: إِنما فاطمة |
|||
حِذْيةٌ مني يَقْبضني ما يقبضها. وحَذاهُ حَذْواً: أَعطاه. والحِذْوة |
|||
والحَذِيَّةُ والحُذْيا والحُذَيَّا: العطيَّة، والكلمة يائية بدليل الحِذْيَةِ، |
|||
وواوية بدليل الحِذْوَة. وفي التهذيب: أَحْذاهُ يُحْذِيه إِحْذاءً |
|||
وحِذْيَةً وحذْياً، مقصورة، وحِذْوَةً إِذا أَعطاه. وأَحْذَيْتُه من الغنيمة |
|||
أُحْذِيه: أَعطيته منها، والاسم الحَذِيَّة والحِذْوَةُ والحُذْيا. |
|||
وأَحْذَى الرجلَ: أَعطاه مما أَصاب، والاسم الحِذْيَةُ. والحَذِيَّةُ والحُذْيا |
|||
والحُذَيَّا: وهي القِسْمة من الغنيمة. قال ابن بري: والحُذَيَّا مثل |
|||
الثُّرَيَّا ما أَعطى الرجلُ لصاحبه من غنيمة أَو جائزة. ومنه المَثلُ: بينَ |
|||
الحُذَيَّا وبين الخُلْسةِ، قال ابن سيده: وأَخَذَه بين الحُذَيَّا |
|||
والخُلْسة أَي بين الهِبةِ والاسْتِلابِ؛ قال ابن بري وشاهد الحِذْوةِ بمعنى |
|||
الحُذَيَّا قول أَبي ذؤيب: |
|||
وقائلةٍ: ما كانَ حِذْوَةَ بَعْلِها، |
|||
غَداتَئِذٍ، من شَاءِ قَرْدٍ وكاهِلِ |
|||
قَرْدٌ وكاهل: قبيلتان من هُذَيْل، وهذا البيت أورده ابن سيده على ما |
|||
صوَّرته. قال ابن جني: لام الحِذْيةِ واو لقول أَبي ذؤيب، وأَنشد البيت. |
|||
وحُذْيايَ من هذا الشيء أَي أَعطني. والحُذَيَّا: هَديَّةُ البِشارة. |
|||
ويقال: أَحْذانِي من الحُذْيا أَي أَعطاني مما أَصاب شيئاً. وأَحْذاهُ حُذْيا |
|||
أَي وهَبَها له. وفي الحديث: مَثَلُ الجَلِيسِ الصالح مَثَلُ الدَّاريِّ، |
|||
إِن لم يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من رِيحه أَي إِن لم يعطك. وفي |
|||
حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: فيُداوِينَ الجَرْحَى ويُحْذَيْنَ من |
|||
الغنيمة أَي يُعْطَيْنَ. وفي حديث الهَزْهازِ: ما أَصَبْتَ من عُمَر؟ قلتُ: |
|||
الحُذْيا. |
|||
اللحياني: أَحْذَيْتُ الرجلَ طعنةً أَي طَعنتُه. ابن سيده: وحَذَى |
|||
اللبنُ اللسانَ والخَلُّ فاه يَحْذيه حَذْياً قَرَصه، وكذلك النبيذُ ونحوه، |
|||
وهذا شراب يَحْذِي اللسان. وقال في موضع آخر: وحَذَا الشرابُ اللسانَ |
|||
يَحْذوه حَذْواً قَرَصه، لغة في حَذاه يَحْذِيه؛ حكاها أَبو حنيفة، قال: |
|||
والمعروف حَذَى يَحْذِي. وحَذَى الإِهابَ حَذْياً: أَكثر فيه من التَخْرِيق. |
|||
وحَذَا يده بالسكين حَذْياً: قطعها، وفي التهذيب: فهو يَحْذِيها إِذا |
|||
حَزَّها، وحَذَيْتُ يَدَه بالسكين. وحَذَتِ الشفرة النعلَ: قطعتها. وحَذَاه |
|||
بلسانه: قطعه على المَثَل. ورجل مِحْذَاءٌ: يَحْذِي الناسَ. وحَذِيَت |
|||
الشاةُ تَحْذَى حَذىً، مقصور: فهو أَن يَنْقَطِعَ سَلاها في بَطْنها |
|||
فتَشْتَكي. ابنُ الفَرَج: حَذَوْتُ التُّراب في وجوههم وحَثَوْتُ بمعنى واحد. وفي |
|||
الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَبَدَّ يَده إِلى الأَرض عند |
|||
انكشاف المسلمين، يومَ حُنَيْن، فأَخذ منها قَبْضَةً من تُرابٍ فَحَذا بها |
|||
في وجوه المشركين فما زال حَدُّهم كَلِيلاً أَي حَثَى؛ قال ابن الأَثير: |
|||
أَي حَثَى على الإِبدال أَو هما لغتان. |
|||
والحَذِيَّةُ: اسم هَضْبة؛ قال أَبو قِلابةَ: |
|||
يَئِسْتُ من الحَذِيَّةِ أُمَّ عَمْروٍ، |
|||
غَداةَ إِذ انْتَحَوْنِي بالجنَابِ |
|||
@حري: حَرَى الشيءُ يَحْرِي حَرْياً: نَقَصَ، وأَحْرَاه الزمانُ. الليث: |
|||
الحَرْيُ النُّقصان بعد الزيادة. يقال: إِنه يَحْرِي كما يَحْرِي القمرُ |
|||
حَرْياً يَنْقُصُ الأَوّل منه فالأَول؛ وأَنشد شمر: |
|||
ما زَالَ مَجْنُوناً على اسْتِ الدَّهْرِ، |
|||
في بَدَنٍ يَنْمِي وعَقْلٍ يَحْرِي |
|||
وفي حديث وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم: فما زال جِسْمُه يَحْرِي أَي |
|||
يَنْقُص. ومنه حديث الصِّديق، رضي الله عنه: فما زال جِسْمُه يَحْرِي بعد |
|||
وفاةِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى لَحِقَ به. وفي حديث عمرو بن |
|||
عَبْسَة: فإِذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُسْتَخْفِياً حِراءٌ |
|||
عليه قومُه أَي غِضَابٌ ذَوُو هَمٍّ وغَمٍّ قد انْتَقَصَهم أَمْرُه وعِيلَ |
|||
صَبْرُهم به حتى أَثَّر في أَجْسامهم. |
|||
والحارِيَةُ: الأَفْعى التي قد كبِرتْ ونَقَص جسمها من الكِبَر ولم يبق |
|||
إِلا رأْسُها ونَفَسُها وسَمُّها، والذَّكر حارٍ؛ قال: |
|||
أَو حارِياً من القُتَيْراتِ الأُوَلْ، |
|||
أَبْتَرَ قِيدَ الشِّبرِ طُولاً أَو أَقَلْ |
|||
وأَنشد شمر: |
|||
انْعَتْ على الجَوْفاءِ في الصُّبْح الفَضِحْ |
|||
حوَيْرِياً مثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ |
|||
والحَراة: الساحةُ والعَقْوَةُ والناحيةُ، وكذلك الحَرَا، مقصور. يقال: |
|||
اذْهَبْ فلا أَرَيَنَّكَ بِحَرايَ وحَرَاتِي. ويقال: لا تَطُرْ حَرَانا |
|||
أَي لا تَقْرَبْ ما حولنا. وفي حديث رجل من جُهَينة: لم يكن زيد بنُ خالد |
|||
يَقْرَبه بِحَراهُ سُخْطاً لله عز وجل؛ الحَرَا، بالفتح والقصر: جَنابُ |
|||
الرجل. والحَرَا والحَرَاةُ: ناحيةُ الشيء. والحَرَا: موضع البَيْض؛ |
|||
قال:بَيْضَةٌ ذادَ هَيْقُها عن حَرَاها |
|||
كُلَّ طارٍ عليه أَن يَطْراها |
|||
هو الأُفْحُوصُ والأُدْحِيُّ، والجمع أَحْراء. والحَرَا: الكِناسُ. |
|||
التهذيب: الحَرَا كُلُّ موضع لظَبْيٍ يأْوِي إِليه. الأَزهري: قال الليث في |
|||
تفسير الحَرَا إِنه مَبِيضُ النَّعام أَو مأْوَى الظَّبْي، وهو باطل، |
|||
والحَرَا عند العرب ما رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي: الحَرَا جَنابُ الرجل وما |
|||
حوله، يقال: لا تَقْرَبَنَّ حَرَانا. ويقال: نزل بحَراهُ وعَرَاهُ إِذا |
|||
نزل بساحته. وحَرَا مَبِيضِ النَّعامِ: ما حَوْله، وكذلك حَرَا كِناسِ |
|||
الظَّبْي ما حَوْله. والحَرَا: موضعُ بَيْضِ اليَمامة. والحَرَا والحَرَاة: |
|||
الصوتُ والجَلَبة وصوتُ التِهاب النار وحَفيفُ الشجر، وخَصَّ ابن |
|||
الأَعرابي به مرةً صوتَ الطير. وحَرَاةُ النار، مقصورٌ: التهابها؛ ذكره جماعة |
|||
اللغويين؛ قال ابن بري: قال علي بن حمزة هذا تصحيف وإِنما هو الخَوَاة، |
|||
بالخاء والواو، قال: وكذا قال أَبو عبيد الخَوَاة بالخاء والواو. |
|||
والحَرَى: الخَلِيقُ كقولك بالحَرَى أَن يكون ذلك، وإِنه لَحَرىً بكذا |
|||
وحَرٍ وحَرِيٌّ، فمن قال حَرىً لم يغيره عن لفظه فيما زاد على الواحد |
|||
وسَوَّى بين الجِنْسين، أَعني المذكر والمؤنث، لأَنه مصدر؛ قال الشاعر: |
|||
وهُنَّ حَرىً أَن لا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً، |
|||
وأَنتَ حَرىً بالنارِ حينَ تُثِيبُ |
|||
ومن قال حَرٍ وحَرِيٌّ ثَنَّى وجمع وأَنث فقال: حَرِيانِ وحَرُونَ |
|||
وحَرِيَة وحَرِيَتانِ وحَرِياتٌ وحَرِيَّانِ وحَرِيُّونَ وحَرِيَّة |
|||
وحَرِيَّتانِ وحَرِيَّاتٌ. وفي التهذيب: وهم أَحْرِياء بذلك وهُنَّ حَرَايَا وأَنتم |
|||
أَحْراءٌ، جمع حَرٍ. وقال اللحياني: وقد يجوز أَن تثني ما لا تجمع لأَن |
|||
الكسائي حكى عن بعض العرب أَنهم يثنون ما لا يجمعون فيقول إِنهما |
|||
لحَرَيانِ أَن يفعلا؛ وكذلك رُوِيَ بيتُ عَوْفِ بن الأَحْوصِ |
|||
الجَعْفَرِي:أَوْدَى بَنِيَّ فَما بِرَحْلِي مِنْهُمُ |
|||
إِلا غُلاما بَيَّةٍ ضَنَيانِ |
|||
بالفتح، كذا أَنشده أَبو علي الفارسي وصرح بأَنه مفتوح؛ قال ابن بري |
|||
شاهدُ حَرِيّ قولُ لبيد: |
|||
من حَياةٍ قد سَئِمْنا طُولَها، |
|||
وحَرِيٌّ طُولُ عَيْشٍ أَن يُمَلّْ |
|||
وفي الحديث: إِنَّ هذا لَحرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَن يَنْكِحَ. يقال: فلان |
|||
حَرِيٌّ بكذا وحَرىً بكذا وحَرٍ بكذا وبالحَرَى أَن يكون كذا أَي جَديرٌ |
|||
وخَلِيقٌ. ويُحَدِّثُ الرجلُ الرجلَ فيقولُ: بالحَرَى أَن يكون، وإِنه |
|||
لمَحْرىً أَن يفعل ذلك؛ عن اللحياني. وإِنه لمَحْراة أَن يفعلَ، ولا يثنى |
|||
ولا يجمع ولا يؤنث كقولك مَخْلَقة ومَقْمَنة. وهذا الأَمر مَحْراةٌ لذلك |
|||
أَي مَقْمنة مثل مَحْجَاة. وما أَحْراه: مثل ما أَحْجاه، وأَحْرِ به: مِثْل |
|||
أَحْجِ به؛ قال: |
|||
ومُسْتَبْدِلٍ من بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً، |
|||
فأَحْرِ به لطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا |
|||
أَي وأَحْرِيَنْ، وما أَحْراهُ به؛ وقال الشاعر: |
|||
فإِن كنتَ تُوعِدُنا بالهِجاء، |
|||
فأَحْرِ بمَنْ رامَنا أَن يَخِيبَا |
|||
وقولهم في الرجل إِذا بلغ الخمسين حَرىً؛ قال ثعلب: معناه هو حَرىً أَن |
|||
يَنالَ الخيرَ كله. وفي الحديث: إِذا كان الرجلُ يَدْعُو في شَبِيبَتِه |
|||
ثم أَصابه أَمرٌ بعدَما كَبِرَ فبالحَرَى أَن يُسْتجابَ له. |
|||
ومن أَحْرِ به اشْتُقَّ التَّحَرِّي في الأَشياء ونحوها، وهو طَلَبُ ما |
|||
هو أَحْرَى بالاستعمال في غالب الظن، كما اشتق التَّقَمُّن من القَمِين. |
|||
وفلان يتَحَرَّى الأَمرَ أَي يتَوَخّاه ويَقْصِده. والتَّحَرِّي: قصْدُ |
|||
الأَوْلى والأَحَقِّ، مأْخوذ من الحَرَى وهو الخَليقُ، والتَّوَخِّي مثله. |
|||
وفي الحديث: تحَرَّوْا ليلةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأَواخِر أَي |
|||
تعَمَّدوا طلبها فيها. والتَّحَرِّي: القَصْدُ والاجتهادُ في الطلب والعزمُ على |
|||
تخصيص الشيء بالفعل والقول؛ ومنه الحديث: لا تتَحَرَّوْا بالصلاة طلوعَ |
|||
الشمسِ وغروبَها. وتحَرَّى فلانٌ بالمكان أَي تمكَّث. وقوله تعالى: |
|||
فأُولئك تحرَّوْا رَشَداً؛ أَي توَخَّوْا وعَمَدُوا، عن أَبي عبيد؛ وأَنشد |
|||
لامرئ القيس: |
|||
دِيمةٌ هَطْلاء فيها وطَفٌ، |
|||
طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّى وتَدُِرْ |
|||
وحكى اللحياني: ما رأَيتُ من حَرَاتِه وحَرََاه، لم يزد على ذلك شيئاً. |
|||
وحَرَى أَن يكون ذاك: في معنى عسَى. وتحَرَّى لك: تعَمَّده. |
|||
وحِرَاء، بالكسر والمد: جبل بمكة معروف، يذكر ويؤَنث. قال سيبويه: منهم |
|||
من يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسماً للبقعة؛ وأَنشد: |
|||
ورُبَّ وَجْهٍ مِن حِرَاءٍ مُنْحَن |
|||
وأَنشد أَيضاً: |
|||
ستَعْلم أَيَّنا خيراً قديماً، |
|||
وأَعْظَمَنا ببَطْنِ حِرَاءَ نارا |
|||
قال ابن بري: هكذا أَنشده سيبويه. قال: وهو لجرير؛ وأَنشده الجوهري: |
|||
أَلسْنا أَكرَمَ الثَّقَلَيْنِ طُرّاً، |
|||
وأَعْظَمَهم ببطْن حِراءَ نارا |
|||
قال الجوهري: لم يصرفه لأَنه ذهب به إِلى البلدة التي هو بها. وفي |
|||
الحديث: كان يتَحَنَّثُ بحِراءٍ، هو بالكسر والمد جبل من جبال مكة. قال |
|||
الخطابي: كثير من المحدّثين يَغْلَطون فيه فيفْتَحون حاءه ويَقْصُرونه |
|||
ويُميلونه، ولا تجوز إِمالته لأَن الراء قبل الأَلف مفتوحة، كما لا تجوز إِمالة |
|||
راشد ورافع. |
|||
ابن سيده: الحَرْوةُ حُرْقةٌ يَجِدُها الرجلُ في حَلْقه وصَدْره ورأْسه |
|||
من الغَيْظ والوَجَع. والحَرْوة: الرائحة الكريهة مع حِدَّةٍ في |
|||
الخَياشِيم. والحَرْوَةُ والحَراوةُ: حَرَافةٌ تكون في طَعْم نحو الخَرْدل وما |
|||
أَشبهه حتى يقالُ: لهذا الكُحْل حَرَاوة ومَضاضَة في العين. النضر: |
|||
الفُلْفُل له حَرَاوة، بالواو، وحَرَارة، بالراء. يقال: إِني لأَجد لهذا الطعام |
|||
حَرْوة وحَرَاوة أَي حَرارة، وذلك من حَرافةِ شيء يؤْكل. قال الأَزهري: |
|||
ذكر الليث الحِرَّ في المعتل ههنا، وبابُ المضاعف أَولى به، وقد ذكرناه في |
|||
ترجمة حرح وفي ترجمة رحا. يقال: رَحَاه إِذا عَظَّمه، وحَرَاه إِذا |
|||
أَضاقَه، والله أعلم. |
|||
@حزا: التَّحَزِّي: التَّكَهُّنُ. حَزَى حَزْياً وتَحَزَّى تكَهَّنَ؛ قال |
|||
رؤْبة: |
|||
لا يأْخُذُ التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي |
|||
فينا، ولا قوْلُ العِدَى ذو الأَزِّ |
|||
والحازِي: الذي ينظر في الأَعضاء وفي خِيلانِ الوجْهِ يتَكَهَّنُ. ابن |
|||
شميل: الحازِي أَقَلُّ علماً من الطارق، والطارقُ يكاد أَنْ يكون كاهِناً، |
|||
والحازِي يقول بظَنٍّ وخَوْف، والعائِفُ العالم بالأُمور، ولا |
|||
يُسْتَعافُ إِلا مَنْ عَلِمَ وجَرَّبَ وعرَفَ، والعَرّافُ الذي يَشُمُّ الأَرض |
|||
فيعرف مَواقِعَ المياه ويعْرِفُ بأَيِّ بلد هو ويقول دَواءُ الذي بفلان كذا |
|||
وكذا، ورجل عَرّافٌ وعائِفٌ وعنده عِرَافة وعِيافَةٌ بالأُمور. وقال |
|||
الليث: الحازِي الكاهِنُ، حَزَا يَحْزُو ويَحْزِي ويتَحَزَّى؛ وأَنشد: |
|||
ومن تحَزَّى عاطِساً أَو طَرَقا |
|||
وقال: |
|||
وحازِيَةٍ مَلْبُونَةٍ ومُنَجِسٍ، |
|||
وطارقةٍ في طَرْقِها لم تُسَدِّدِ |
|||
وقال ابن سيده في موضع آخر: حَزَا حَزْواً وتحَزَّى تكَهَّنَ، وحَزَا |
|||
الطيرَ حَزْواً: زَجَرَها، قال: والكلمة يائية وواوية. وحَزَى النخلَ |
|||
حَزْياً: خَرَصه. وحَزَى الطيرَ حَزْياً: زَجَرَها. الأَزهري عن الأَصمعي: |
|||
حَزَيْتُ الشيء أَحْزِيه إِذا خَرَصتَه وحَزَوْتُ، لغتان من الحازِي، ومنه |
|||
حَزَيْتُ الطيرَ إِنما هو الخَرْصُ. ويقال لخارص النخل حازٍ، وللذي ينظر |
|||
في النجوم حَزَّاءٌ، لأَنه ينظر في النجوم وأَحكامها بظنه وتقديره فربما |
|||
أَصاب. أَبو زيد: حَزَوْنا الطيرَ نحْزُوها حَزْواً زَجَرْناها زَجْراً. |
|||
قال: وهو عندهم أَن يَنْغِقَ الغُرابُ مستقبِلَ رجل وهو يريد حاجة فيقول |
|||
هو خير فيخرج، أَو يَنْغِقَ مُسْتدْبِرَه فيقول هذا شر فلا يخرج، وإِن |
|||
سَنَح له شيء عن يمينه تيَمَّنَ به، أَو سَنَح عن يساره تشاءَم به، فهو |
|||
الحَزْوُ والزَّجْرُ. وفي حديث هِرقَل: كان حَزَّاء؛ الحَزَّاءُ والحازي: |
|||
الذي يَحْزُرُ الأَشياء ويقَدِّرُها بظنه. يقال: حَزَوْتُ الشيءَ أَحْزُوه |
|||
وأَحْزِيه. وفي الحديث: كان لفرعونَ حازٍ أَي كاهِنٌ. وحَزَاه السَّرابُ |
|||
يَحْزِيه حَزْياً: رَفَعه؛ وأَنشد: |
|||
فلما حَزَاهُنَّ السَّرابُ بعَيْنِه |
|||
على البِيدِ، أَذْرَى عَبرَةً وتتَبَّعا |
|||
وقال الجوهري: حَزَا السَّرابُ الشخصَ يَحْزُوه ويَحْزِيه إِذا رفعه؛ |
|||
قال ابن بري: صوابه وحزَا الآل؛ وروى ا لأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: إِذا |
|||
رُفِعَ له شخص الشيء فقد حُزِيَ، وأَنشد: فلما حَزَاهُنَّ السرابُ |
|||
(البيت). |
|||
والحَزَا والحَزاءُ جميعاً: نبتٌ يشبِه الكَرَفْس، وهو من أَخْرار |
|||
البُقول، ولريحه خَمْطَةٌ، تزعم الأَعراب أَن الجن لا تدخل بيتاً يكون فيه |
|||
الحَزاءُ، والناس يَشْرَبون ماءَه من الرِّيح ويُعَلَّقُ على الصبيان إِذا |
|||
خُشِيَ على أَحدهم أَن يكون به شيء. وقال أَبو حنيفة: الحَزَا نوعانِ |
|||
أَحدهما ما تقدم، والثاني شجرة ترتفع على ساق مقدارَ ذراعين أَو أَقلّ، ولها |
|||
ورقة طويلة مُدْمَجة دقيقةُ الأَطراف على خِلْقَة أَكِمَّةِ الزَّرْع قبل |
|||
أَن تتَفَقَّأ، ولها بَرَمَة مثل بَرَمَةِ السَّلَمَةِ وطولُ ورَقها |
|||
كطول الإِصْبَع، وهي شديدة الخُضْرة، وتزداد على المَحْلِ خُضْرَةً، وهي لا |
|||
يَرْعاها شيء، فإِن غَلِطَ بها البعير فذاقها في أَضعاف العُشْب قتَلَتْه |
|||
على المكان، الواحدة حَزَاةٌ وحَزَاءةٌ. وفي حديث بعضهم: الحَزاة يشربها |
|||
أَكايِسُ النساء للطُّشَّةِ؛ الحَزَاة: نبت بالبادية يشبه الكَرَفْس |
|||
إِلا أَنه أَعظم ورقاً منه، والحَزَا جِنسٌ لها، والطُّشَّةُ الزُّكامُ، وفي |
|||
رواية: يَشْترِيها أَكايسُ النساء للخافِيَةِ والإِقْلاتِ؛ الخافِيَةُ: |
|||
الجِنُّ، والإِقلاتُ: مَوْتُ الوَلد، كأَنهم كانوا يَرَوْنَ ذلك من |
|||
قِبَلِ الجنّ، فإِذا تبَخَّرْنَ به منَعَهُنَّ من ذلك. قال شمر: تقول ريحُ |
|||
حَزَاء فالنَّجاء؛ قال: هو نباتٌ ذَفِرٌ يُتَدَخَّنُ به للأَرْواح، يُشْبه |
|||
الكَرَفْسَ وهو أَعظم منه، فيقال: اهْرُبْ إِن هذا ريحُ شرٍّ. قال: ودخل |
|||
عَمْرو بن الحَكَم النَّهْدِيُّ على يزيد بن المُهَلَّب وهو في الحبس، |
|||
فلما رآه قال: أَبا خالد ريحُ حَزَاء فالنَّجاء، لا تَكُنْ فَريسةً للأَسَدِ |
|||
اللاَّبِدِ، أَي أَن هذا تَباشِيرُ شَرٍّ، وما يجيء بعد هذا شرٌّ منه. |
|||
وقال أَبو الهيثم: الحَزَاء ممدود لا يقصر. وقال شمر: الحَزَاء يمدّ |
|||
ويقصر. الأَزهري: يقال أَحْزَى يُحْزي إِحْزاءً إِذا هابَ؛ وأَنشد: |
|||
ونفْسِي أَرادَتْ هَجْرَ ليْلى فلم تُطِقْ |
|||
لها الهَجْرَ هابَتْه، وأَحْزَى جَنِينُها |
|||
وقال أَبو ذؤَيب: |
|||
كعُوذِ المُعَطَّعفِ أَحْزَى لها |
|||
بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَدِي |
|||
أَي رَجَع لها رَأْمٌ أَي ولدٌ رديءٌ هالكٌ ضعيفٌ. والعُوذُ: الحديثةُ |
|||
العهد بالنَّتاج. |
|||
والمُحْزَوْزي: المُنْتَصِبُ، وقيل: هو القَلِقُ، وقيل: المُنْكسر. |
|||
وحُزْوَى والحَزْواءُ وحَزَوْزَى: مواضع. وحُزْوَى: جبل من جبال |
|||
الدَّهْناء؛ قال الأَزهري: وقد نزلت به. وحُزْوَى، بالضم: اسم عُجْمةٍ من عُجَمِ |
|||
الدَّهْناء، وهي جُمْهور عظيم يَعْلو تلك الجماهيرَ؛ قال ذو الرمة: |
|||
نَبَتْ عيناكَ عن طَللٍ بحُزْوَى، |
|||
عَفَتْه الريحُ وامْتُنِحَ القِطارَا |
|||
والنسبة إِليها حُزَاوِيٌّ؛ وقال ذو الرمة: |
|||
حُزَاوِيَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقِلِيَّةٌ |
|||
تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَزَاورِ |
|||
قال ابن بري: صوابه حُزاويةٍ بالخفض؛ وكذلك ما بعده لأَن قبله: |
|||
كأَنَّ عُرَى المَرْجانِ منها تعلَّقَتْ |
|||
على أُمِّ خِشْفٍ من ظِباءِ المَشاقِر |
|||
قال: وقوله الحَزَاور صوابه الحَرَائِر وهي كرائم الرِّمال، وأَما |
|||
الحَزَاورُ فهي الرَّوابي الصِّغارُ، الواحدة حَزْوَرَةٌ. |
|||
@حسا: حَسَا الطائرُ الماءَ يَحْسُو حَسْواً: وهو كالشُّرْب للإِنسان، |
|||
والحَسْوُ الفِعْل، ولا يقال للطائر شَرِبَ، وحَسا الشيءَ حَسْواً |
|||
وتحَسَّاهُ. قال سيبويه: التَّحَسِّي عمل في مُهْلةٍ. واحْتَساه: كتَحَسَّاه. وقد |
|||
يكون الاحْتِساءُ في النوم وتَقَصِّي سَيْرِ الإِبلِ، يقال: احْتَسى |
|||
سيرَ الفرس والجمل والناقةِ؛ قال: |
|||
إِذا احْتَسى يَوْمَ هَجِيرٍ هائِف |
|||
غُرُورَ عِيدِيّاتها الخَوانِف |
|||
وهُنَّ يَطْوِينَ على التَّكالِف |
|||
بالسَّيْفِ أَحْياناً وبالتَّقاذُف |
|||
جمع بين الكسر والضم، وهذا الذي يسميه أَصحاب القوافي السناد في قول |
|||
الأَخفش، واسم ما يُتَحَسَّى الحَسِيَّةُ والحَساءُ، ممدود، والحَسْوُ؛ قال |
|||
ابن سيده: وأُرَى ابن الأَعرابي حكى في الاسم أَيضاً الحَسْوَ على لفظ |
|||
المصدر، والحَسا، مقصور، على مثال القَفا، قال: ولست منهما على ثقة، |
|||
والحُسْوةُ، كله: الشيء القليل منه. والحُسْوةُ: مِلْءُ الفَمِ. ويقال: اتخذوا |
|||
لنا حَسِيَّةً؛ فأَما قوله أَنشده ابن جني لبعض الرُّجَّاز: |
|||
وحُسَّد أَوْشَلْتُ مِن حِظاظِها |
|||
على أَحاسي الغَيْظِ واكْتِظاظِها |
|||
قال ابن سيده: عندي أَنه جمع حَساءٍ على غير قياس، وقد يكون جمع |
|||
أُحْسِيَّةٍ وأُحْسُوَّةٍ كأُهْجِيَّةٍ وأُهْجُوَّة، قال: غير أَني لم أَسمعه |
|||
ولا رأَيته إِلا في هذا الشعر. والحَسْوة: المرة الواحدة، وقيل:: الحَسْوة |
|||
والحُسوة لغتان، وهذان المثالان يعتقبان على هذا الضرب كثيراً |
|||
كالنَّغْبة والنُّغْبة والجَرْعة والجُرْعة، وفرق يونس بين هذين المثالين فقال: |
|||
الفَعْلة للفِعْل والفُعْلة للاسم، وجمع الحُسْوة حُسىً، وحَسَوْت المَرَق |
|||
حَسْواً. ورجل حَسُوٌّ: كثير التَّحَسِّي. ويوم كحَسْوِ الطير أَي قصير. |
|||
والعرب تقول: نِمتُ نَوْمةً كحَسْوِ الطير إِذا نام نوماً قليلاً. |
|||
والحَسُوُّ على فَعُول: طعام معروف، وكذلك الحَساءُ، بالفتح والمد، |
|||
تقول: شربت حَساءً وحَسُوّاً. ابن السكيت: حَسَوْتُ شربت حَسُوّاً وحَساءً، |
|||
وشربت مَشُوّاً ومَشَاءً، وأَحْسَيْته المَرَق فحَساه واحْتَساه بمعنى، |
|||
وتحَسَّاه في مُهْلة. وفي الحديث ذكْرُ الحَساءِ، بالفتح والمد، هو طبيخٌ |
|||
يُتَّخذ من دقيقٍ وماءٍ ودُهْنٍ، وقد يُحَلَّى ويكون رقيقاً يُحْسَى. وقال |
|||
شمر: يقال جعلت له حَسْواً وحَساءً وحَسِيَّةً إِذا طَبَخَ له الشيءَ |
|||
الرقيقَ يتَحَسَّاه إِذا اشْتَكَى صَدْرَه، ويجمع الحَسا حِساءً وأَحْساءً. |
|||
قال أَبو ذُبْيان بن الرَّعْبل: إِنَّ أَبْغَضَ الشُّيوخ إِليَّ |
|||
الحَسُوُّ الفَسُوُّ الأَقْلَحُ الأَمْلَحُ؛ الحَسُوُّ: الشَّروبُ. وقد حَسَوْتُ |
|||
حَسْوَةً واحدة. وفي الإِناء حُسْوَةٌ، بالضم، أَي قَدْرُ ما يُحْسَى |
|||
مَرَّةً. ابن السكيت: حَسَوْتُ حَسْوةً واحدة، والحُسْوَةُ مِلْءُ الفم. |
|||
وقال اللحياني: حَسْوَة وحُسْوة وغَرْفة وغُرْفة بمعنى واحد. وكان يقال |
|||
لأَبي جُدْعانَ حاسي الذَّهَب لأَنه كان له إِناءٌ من ذهب يَحْسُو منه. وفي |
|||
الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرَقُ فالحُسْوَةُ حرام؛ الحُسْوةُ، بالضم: |
|||
الجُرْعة بقدر ما يُحْسى مرَّة واحدة، وبالفتح المرة. ابن سيده: الحِسْيُ |
|||
سَهْلٌ من الأَرض يَسْتنقع فيه الماء، وقيل: هو غَلْظٌ فوقه رَمْلٌ يجتمع |
|||
فيه ماء السماء، فكلما نزَحْتَ دَلْواً جَمَّتْ أُخرى. وحكى الفارسي عن |
|||
أَحمد بن يحيى حِسْيٌ وحِسىً، ولا نظير لهما إِلاَّ مِعْي ومِعىً، |
|||
وإِنْيٌ من الليل وإِنىً. وحكى ابن الأَعرابي في حِسْيٍ حَساً، بفتح الحاء على |
|||
مثال قَفاً، والجمع من كل ذلك أَحْساءٌ وحِساءٌ. |
|||
واحْتَسى حِسْياً: احْتَفره، وقيل: الاحْتساءُ نَبْثُ الترابِ لخروج |
|||
الماء. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من بني تميم يقول احْتَسَيْنا حِسْياً |
|||
أَي أَنْبَطْنا ماءَ حِسْيٍ. والحِسْيُ: الماء القليل. واحْتَسى ما في |
|||
نفسه: اخْتَبرَه؛ قال: |
|||
يقُولُ نِساءٌ يَحْتَسِينَ مَوَدَّتي |
|||
لِيَعْلَمْنَ ما أُخْفي، ويَعلَمْن ما أُبْدي |
|||
الأَزهري: ويقال للرجل هل احْتَسَيْتَ من فلان شيئاً؟ على معنى هل |
|||
وجَدْتَ. |
|||
والحَسَى وذو الحُسَى، مقصوران: موضعان؛ وأَنشد ابن بري: |
|||
عَفَا ذُو حُسىً من فَرْتَنَا فالفَوارِع |
|||
وحِسْيٌ: موضع. قال ثعلب: إِذا ذَكَر كثيرٌ غَيْقةَ فمعها حِسَاءٌ، وقال |
|||
ابن الأَعرابي: فمعها حَسْنَى. والحِسْي: الرمل المتراكم أَسفله جبل |
|||
صَلْدٌ، فإِذا مُطِرَ الرمل نَشِفَ ماءُ المطر، فإِذا انْتَهى إِلى الجبل |
|||
الذي أَسْفلَه أَمْسَكَ الماءَ ومنع الرملُ حَرَّ الشمسِ أَن يُنَشِّفَ |
|||
الماء، فإِذا اشتد الحرُّ نُبِثَ وجْهُ الرملِ عن ذلك الماء فنَبَع بارداً |
|||
عذباً؛ قال الأَزهري: وقد رأَيت بالبادية أَحْساءً كثيرة على هذه الصفة، |
|||
منها أَحْساءُ بني سَعْدٍ بحذاء هَجَرَ وقُرَاها، قال: وهي اليومَ دارُ |
|||
القَرامطة وبها منازلهم، ومنها أَحْساءُ خِرْشافٍ، وأَحْساءُ القَطِيف، |
|||
وبحذَاء الحاجر في طريق مكة أَحْساءٌ في وادٍ مُتَطامِن ذي رمل، إِذا |
|||
رَوِيَتْ في الشتاء من السُّيول الكثيرة الأَمطار لم ينقطع ماءُ أَحْسائها في |
|||
القَيْظ. الجوهري: الحِسْيُ، بالكسر، ما تُنَشِّفه الأَرض من الرمل، |
|||
فإِذا صار إِلى صَلابةٍ أَمْسكَتْه فتَحْفِرُ عنه الرملَ فتَسْتَخْرجه، وهو |
|||
الاحْتِساءُ، وجمع الحِسْيِ الأَحساء، وهي الكِرَارُ. وفي حديث أَبي |
|||
التَّيِّهان: ذَهَبَ يَسْتَعْذِب لنا الماءَ من حِسْيِ بني حارثةَ؛ الحِسْيُ |
|||
بالكسر وسكون السين وجمعه أَحْساء: حَفِيرة قريبة القَعْر، قيل إِنه لا |
|||
يكون إِلا في أَرض أَسفلها حجارة وفوقها رمل، فإِذا أُمْطِرَتْ نَشَّفه |
|||
الرمل، فإِذا انتهى إِلى الحجارة أَمْسكَتْه؛ ومنه الحديث: أَنهم شَرِبوا من |
|||
ماء الحِسْيِ. وحَسِيتُ الخَبَر، بالكسر: مثل حَسِسْتُ؛ قال أَبو |
|||
زُبَيْدٍ الطائي: |
|||
سِوَى أَنَّ العِتَاقَ من المَطايا |
|||
حَسِينَ به، فهُنّ إِليه شُوسُ |
|||
وأَحْسَيْتُ الخَبر مثله؛ قال أَبو نُخَيْلةَ: |
|||
لما احْتَسَى مُنْحَدِرٌ من مُصْعِدِ |
|||
أَنَّ الحَيا مُغْلَوْلِبٌ، لم يَجْحَدِ |
|||
احْتَسَى أَي اسْتَخْبَر فأُخْبِر أَن الخِصْبَ فاشٍ، والمُنْحدِر: الذي |
|||
يأْتي القُرَى، والمُصْعِدُ: الذي يأْتي إِلى مكة. وفي حديث عوف بن |
|||
مالك: فهَجَمْتُ على رجلين فقلتُ هل حَسْتُما من شيء؟ قال ابن الأَثير: قال |
|||
الخطابي كذا ورد وإِنما هو هل حَسِيتُما؟ يقال: حَسِيتُ الخَبر، بالكسر، |
|||
أَي علمته، وأَحَسْتُ الخبر، وحَسِسْتُ بالخبر، وأَحْسَسْتُ به، كأَنَّ |
|||
الأَصلَ فيه حَسِسْتُ فأَبْدلوا من إِحدى السينين ياء، وقيل: هو من |
|||
قولهم ظَلْتُ ومَسْتُ في ظَلِلْتُ ومَسِسْتُ في حذف أَحد المثلين، وروي بيت |
|||
أَبي زُبَيْدٍ أَحَسْنَ به. |
|||
والحِسَاء: موضع؛ قال عبد الله بن رَواحَةَ الأَنصاريُّ يُخاطب ناقَته |
|||
حين توجه إِلى مُوتَةَ من أَرض الشأْم: |
|||
إِذا بَلَّغْتِني وحَمَلْتِِ رَحْلِي |
|||
مَسِيرةَ أَرْبَعٍ، بعدَ الحِسَاء |
|||
@حشا: الحَشَى: ما دُون الحِجابِ مما في البَطْن كُلِّ من الكَبِد |
|||
والطِّحال والكَرِش وما تَبعَ ذلك حَشىً كُلُّه. والحَشَى: ظاهر البطن وهو |
|||
الحِضْنُ؛ وأَنشد في صفة امرأَة: |
|||
هَضِيم الحَشَى ما الشمسُ في يومِ دَجْنِها |
|||
ويقال: هو لَطيفُ الحَشَى إِذا كان أَهْيَفَ ضامِرَ الخَصْر. وتقول: |
|||
حَشَوْتُه سهماً إِذا أَصبتَ حَشَاه، وقيل: الحَشَى ما بين ضِلَعِ الخَلْف |
|||
التي في آخر الجَنْبِ إِلى الوَرِك. ابن السكيت: الحَشَى ما بين آخِرِ |
|||
الأَضْلاع إِلى رأْس الوَرِك. قال الأَزهري: والشافعي سَمَّى ذلك كله |
|||
حِشْوَةً، قال: ونحو ذلك حفظته عن العرب، تقول لجميع ما في البطن حِشْوَة، ما |
|||
عدا الشحم فإِنه ليس من الحِشْوة، وإِذا ثنيت قلت حَشَيانِ. وقال الجوهري: |
|||
الحَشَى ما اضْطَمَّت عليه الضلوع؛ وقولُ المُعَطَّل الهذلي: |
|||
يَقُولُ الذي أَمْسَى إِلى الحَزْنِ أَهْلُه: |
|||
بأَيّ الحَشَى أَمْسَى الخَلِيطُ المُبايِنُ؟ |
|||
يعني الناحيةَ. التهذيب: إِذا اشْتَكَى الرجلُ حَشَاه ونَساه فهو حَشٍ |
|||
ونَسٍ، والجمع أَحْشَاءٌ. الجوهري: حِشْوَةُ البطن وحُشْوته، بالكسر |
|||
والضم، أَمعاؤُه. وفي حديث المَبْعَثِ: ثم شَقَّا بَطْني وأَخْرَجا حُِشْوَتي؛ |
|||
الحُشْوَةُ، بالضم والكسر: الأَمعاء. وفي مَقْتل عبد الله بن جُبَيْر: |
|||
إِنْ حُشْوَتَه خَرَجَت. الأَصمعي: الحُشْوة موضع الطعام وفيه الأَحْشَاءُ |
|||
والأَقْصابُ. |
|||
وقال الأَصمعي: أَسفلُ مواضع الطعام الذي يُؤدِّي إِلى المَذْهَب |
|||
المَحْشاةُ، بنصب الميم، والجمع المَحاشِي، وهي المَبْعَرُ من الدواب، وقال: |
|||
إِياكم وإِتْيانَ النساءِ في مَحاشِيهنَّ فإِنَّ كُلَّ مَحْشاةٍ حَرامٌ. |
|||
وفي الحديث: محاشي النساء حرامٌ. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، وهي |
|||
جمع مَحْشاة لأَسفل مواضع الطعام من الأَمْعاء فكَنَى به عن الأَدْبار؛ |
|||
قال: ويجوز أَن تكون المَحاشِي جمع المِحْشَى، بالكسر، وهي العُظَّامَة |
|||
التي تُعَظِّم بها المرأَة عَجيزتها فكَنَى بها عن الأَدْبار. والكُلْيتانِ |
|||
في أَسفل البطن بينهما المَثانة، ومكانُ البول في المَثانة، والمَرْبَضُ |
|||
تحت السُّرَّة، وفيه الصِّفَاقُ، والصِّفاقُ جلدة البطن الباطنةُ كلها، |
|||
والجلدُ الأَسفل الذي إِذا انخرق كان رقيقاً، والمَأْنَةُ ما غَلُظَ تحت |
|||
السُّرَّة |
|||
(* قوله: والكليتان إلى... تحت السرة؛ هكذا في الأصل، ولا رابط |
|||
له بما سبق من الكلام). والحَشَى: الرَّبْوُ؛ قال الشَّمَّاخ: |
|||
تُلاعِبُني، إِذا ما شِئْتُ، خَوْدٌ، |
|||
على الأَنْماطِ، ذاتُ حَشىً قَطِيعِ |
|||
ويروى: خَوْدٍ، على أَن يجعل من نعت بَهْكنةٍ في قوله: |
|||
ولو أَنِّي أَشاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي |
|||
إِلى بَيْضاءَ، بَهْكَنةٍ شَمُوعِ |
|||
أَي ذات نَفَس مُنْقَطِعٍ من سِمَنها، وقَطِيعٍ نعتٌ لحَشىً. وفي حديث |
|||
عائشة، رضي الله عنها: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج من بيتها ومضى |
|||
إِلى البَقِيع فتَبِعَتْهُ تَظُنُّ أَنه دخل بعضَ حُجَرِ نسائه، فلما |
|||
أَحَسَّ بسَوادِها قصَدَ قَصْدَه فعَدَتْ فعَدَا على أَثرها فلم يُدْرِكْها |
|||
إِلا وهي في جَوْفِ حُجْرَتِها، فدنا منها وقد وَقَع عليها البُهْرُ |
|||
والرَّبْوُ فقال لها: ما لي أَراكِ حَشْيَا |
|||
(* قوله «ما لي أراك حشيا» كذا |
|||
بالقصر في الأصل والنهاية فهو فعلى كسكرى لا بالمد كما وقع في نسخ |
|||
القاموس). رابيَةً أَي ما لَكِ قد وقعَ عليك الحَشَى، وهو الرَّبْوُ والبُهْرُ |
|||
والنَّهِيجُ الذي يَعْرِض للمُسْرِع في مِشْيَته والمُحْتَدِّ في كلامه من |
|||
ارتفاع النَّفَس وتَواتُره، وقيل: أَصله من إِصابة الرَّبْوِ حَشاه. ابن |
|||
سيده: ورجل حَشٍ وحَشْيانُ من الرَّبْوِ، وقد حَشِيَ، بالكسر؛ قال أَبو |
|||
جندب الهذلي: |
|||
فنَهْنَهْتُ أُولى القَوْمِ عنهم بضَرْبةٍ، |
|||
تنَفَّسَ منها كلُّ حَشْيانَ مُجْحَرِ |
|||
والأُنثى حَشِيَةٌ وحَشْيا، على فَعْلى، وقد حَشِيا حَشىً. وأَرْنب |
|||
مُحَشِّيَة الكِلابِ أَي تَعْدُو الكلابُ خلفها حتى تَنْبَهِرَ. والمِحْشَى: |
|||
العُظَّامة تُعَظِّم بها المرأَة عَجِيزتَها؛ وقال: |
|||
جُمّاً غَنيَّاتٍ عن المَحاشي |
|||
والحَشِيَّةُ: مِرْفَقة أَو مِصْدَغة أَو نحوُها تُعَظِّم بها المرأَة |
|||
بدنَها أَو عجيزتها لتُظَنَّ مُبَدَّنةً أَو عَجْزاء، وهو من ذلك؛ أَنشد |
|||
ثعلب: |
|||
إِذا ما الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشايا، |
|||
كَفاها أَن يُلاثَ بها الإِزارُ |
|||
ابن سيده: واحْتَشَتِ المرأَةُ الحَشِيَّةَ واحْتَشتْ بها كلاهما |
|||
لبستها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |
|||
لا تحْتَشِي إِلا الصَّميمَ الصادقا |
|||
يعني أَنها تَلْبَسُ الحَشايا لأَن عِظَمَ عجيزتها يُغْنيها عن ذلك؛ |
|||
وأَنشد في التَّعدِّي بالباء: |
|||
كانت إِذا الزُّلُّ احْتَشَينَ بالنُّقَبْ، |
|||
تُلْقِي الحَشايا ما لَها فيها أَرَبْ |
|||
الأَزهري: الحَشِيَّةُ رِفاعةُ المرأَة، وهو ما تضعه على عجيزتها |
|||
تُعَظِّمُها به. يقال: تحَشَّتِ المرأَةُ تحَشِّياً، فهي مُتَحَشِّيةٌ. |
|||
والاحْتِشاءُ: الامتلاءُ، تقول: ما احْتشَيْتُ في معنى امْتلأْتُ. |
|||
واحْتَشَت المُسْتحاضةُ: حَشَتْ نفْسَها بالمَفارِم ونحوها، وكذلك الرجل ذو |
|||
الإِبْرِدَةِ. التهذيب: والاحْتِشاءُ احْتِشاءُ الرجل ذي الإِبْرِدَةِ، |
|||
والمُسْتحاضة تحْتَشِي بالكُرْسُفِ. قال النبي، صلى الله عليه وسلم، |
|||
لامرأَةٍ: احْتَشِي كُرْسُفاً، وهو القطن تحْشُو به فرجها. وفي الصحاح: والحائض |
|||
تحْتَشِي بالكُرْسُفِ لتحبس الدم. وفي حديث المُسْتحاضةِ: أَمرها أَن |
|||
تغتسل فإِن رأَت شيئاً احْتَشتْ أَي اسْتَدْخلَتْ شيئاً يمنع الدم من القطن؛ |
|||
قال الأَزهري: وبه سمي القُطْنُ الحَشْوَ لأَنه تُحْشَى به الفُرُش |
|||
وغيرها. ابن سيده: وحَشا الوِسادة والفراشَ وغيرهما يَحْشُوها حَشْواً |
|||
ملأَها، واسم ذلك الشيء الحَشْوُ، على لفظ المصدر. والحَشِيَّةُ: الفِراشُ |
|||
المَحْشُوُّ. وفي حديث علي: من يَعْذِرُني من هؤلاءِ الضَّياطِرةِ يتَخَلَّفُ |
|||
أَحدُهم يتَقَلَّبُ على حَشاياهُ أَي على فَرْشِه، واحدَتُها حَشِيَّة، |
|||
بالتشديد. ومنه حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحرب من يَضَعُ خُورَ |
|||
الحَشَايا عن يمينه وشماله. وحَشْوُ الرجل: نفْسُه على المَثل، وقد حُشِيَ |
|||
بها وحُشِيَها؛ وقال يزيد بن الحَكَم الثَّقَفِيُّ: |
|||
وما بَرِحَتْ نفْسٌ لَجُوجٌ حُشِيتَها |
|||
تُذِيبُكَ حتى قِيلَ: هل أَنتَ مُكْتَوي؟ |
|||
وحُشِيَ الرجلُ غيظاً وكِبْراً كلاهما على المَثَل؛ قال المَرَّارُ: |
|||
وحَشَوْتُ الغَيْظَ في أَضْلاعِه، |
|||
فهو يَمْشِي حَظَلاناً كالنَّقِرْ |
|||
وأَنشد ثعلب: |
|||
ولا تَأْنَفا أَنْ تَسْأَلا وتُسَلِّما، |
|||
فما حُشِيَ الإِنسانُ شَرّاً من الكِبْرِ |
|||
ابن سيده: وحُشْوَة الشاةِ وحِشْوَتُها جَوْفُها، وقيل: حِشْوة البطن |
|||
وحُشْوَتُه ما فيه من كبد وطحال وغير ذلك. |
|||
والمَحْشَى: موضع الطعام. والحَشا: ما في البطن، وتثنيته حَشَوانِ، وهو |
|||
من ذوات الواو والياء لأَنه مما يثنى بالياء والواو، والجمع أَحْشاءٌ. |
|||
وحَشَوْتُه: أَصَبْتُ حَشاه. |
|||
وحَشْوُ البيت من الشِّعْر: أَجزاؤُه غير عروضه وضربه، وهو من ذلك. |
|||
والحَشْوُ من الكلام: الفَضْلُ الذي لا يعتمد عليه، وكذلك هو من الناس. |
|||
وحُشْوةُ الناس: رُذالَتُهم. وحكى اللحياني: ما أَكثر حِشْوَةَ أَرْضِكم |
|||
وحُشْوَتها أَي حَشْوَها وما فيها من الدَّغَل. وفلان من حِشْوَة بني فلان، |
|||
بالكسر، أَي من رُذالهم. وحَشْوُ الإِبل وحاشِيَتُها: صِغارها، وكذلك |
|||
حواشيها، واحدتها حاشِيةٌ، وقيل: صِغارها التي لا كِبار فيها، وكذلك من |
|||
الناس.والحاشِيتانِ: ابنُ المَخاض وابن اللَّبُون. يقال: أَرْسَلَ بنو فلان |
|||
رائداً فانْتَهى إِلى أَرض قد شَبِعَتْ حاشِيَتاها. وفي حديث الزكاة: خُذْ |
|||
من حَوَاشي أَموالهم؛ قال ابن الأَثير: هي صِغارُ الإِبل كابن المَخاض |
|||
وابن اللَّبُون، واحدتها حاشِيَةٌ. وحاشِيَةُ كل شيءٍ: جانبه وطَرَفُه، وهو |
|||
كالحديث الآخر: اتَّقِ كرائمَ أَمْوالهم. وحَشِيَ السِّقاءُ حَشىً: صار |
|||
له من اللَّبَن شِبْهُ الجِلْدِ من باطن فلَصِقَ بالجلد فلا يَعْدَمُ أَن |
|||
يُنْتِنَ فيُرْوِحَ. وأَرضٌ حَشاةٌ: سَوْداء لا خير فيها. وقال في موضع |
|||
آخر: وأَرض حَشاةٌ قليلة الخير سوداءُ. والحَشِيُّ من النَّبْتِ: ما فسَد |
|||
أَصله وعَفِنَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |
|||
كأَنَّ صَوْتَ شَخْبِها، إِذا هَما، |
|||
صَوتُ أَفاعٍ في حَشِيٍّ أَعْشَما |
|||
ويروى: في خَشِيٍّ؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر: |
|||
وإِنَّ عِندي، إِن رَكِبْتُ مِسْحَلي، |
|||
سَمَّ ذَراريحَ رِطابٍ وحَشِي |
|||
أَراد: وحَشِيٍّ فخفف المشدد. وتحَشَّى في بني فلان إِذا اضْطَمُّوا |
|||
عليه وآوَوْهُ. وجاء في حاشِيَتهِ أَي في قومه الذين في حَشاه. وهؤلاء |
|||
حاشِيَتُه أَي أَهله وخاصَّتُه. وهؤلاء حاشِيَته، بالنصب، أَي في ناحيته |
|||
وظِلِّه. وأَتَيْتُه فما أَجَلَّني ولا أَحْشاني أَي فما أَعطاني جَليلة ولا |
|||
حاشِيةً. وحاشِيَتا الثَّوْبِ: جانباه اللذان لا هُدْبَ فيهما، وفي |
|||
التهذيب: حاشِيَتا الثوب جَنَبَتاه الطويلتان في طرفيهما الهُدْبُ. وحاشِيَةُ |
|||
السَّراب: كل ناحية منه. وفي الحديث: أَنه كان يُصَلِّي في حاشِيَةِ |
|||
المَقامِ أَي جانبه وطَرَفه، تشبيهاً بحاشِيَة الثوب؛ ومنه حديث مُعاوية: لو |
|||
كنتُ من أَهل البادية لنزلتُ من الكَلإ الحاشيةَ. وعَيْشٌ رقيقُ الحَواشي |
|||
أَي ناعِمٌ في دَعَةٍ. والمَحاشي: أَكْسية خَشِنة تَحْلِقُ الجَسدَ، |
|||
واحدتها مِحْشاةٌ؛ وقول النابغة الذُّبياني: |
|||
إِجْمَعْ مِحاشَكَ يا يَزِيدُ، فإِنني |
|||
أَعْدَدْتُ يَرْبُوعاً لكم وتَمِيما |
|||
قال الجوهري: هو من الحَشْوِ؛ قال ابن بري: قوله في المِحاشِ إِنه من |
|||
الحَشْوِ غلط قبيح، وإِنما هو من المَحْش وهو الحَرْقُ، وقد فسر هذه اللفظة |
|||
في فصل محش فقال: المِحاشُ قوم اجتمعوا من قبائل وتحالَفُوا عند النار. |
|||
قال الأَزهري: المَحَاشُ كأَنه مَفْعَلٌ من الحَوْشِ، وهم قوم لَفِيف |
|||
أُشابَةٌ. وأَنشد بيت النابغة: جَمِّعْ مَحاشَك يا يزيد. قال أَبو منصور: |
|||
غَلِطَ الليث في هذا من وجهين: أَحدهما فتحه الميم وجعله إِياه مَفْعَلاً |
|||
من الحَوْش، والوجه الثاني ما قال في تفسيره والصواب المِحاشُ، بكسر |
|||
الميم، قال أَبو عبيدة فيما رواه عنه أَبو عبيد وابن الأَعرابي: إِنما هو |
|||
جَمِّعْ مِحاشَكَ، بكسر الميم، جعلوه من مَحَشَتْه أَي أَحرقته لا من |
|||
الحَوْش، وقد فُسِّر في موضعه الصحيح أَنهم يتحالفون عند النار، وأَما المَحاشُ، |
|||
بفتح الميم، فهو أَثاثُ البيت وأَصله من الحَوْش، وهو جَمْع الشيء |
|||
وضَمُّه؛ قال: ولا يقال للفِيفِ الناس مَحاشٌ. والحَشِيُّ، على فَعِيل: |
|||
اليابِسُ؛ وأَنشد العجاج: |
|||
والهَدَب الناعم والحَشِيّ |
|||
يروى بالحاء والخاء جميعاً. |
|||
وحاشى: من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها كما تَجُرُّ حتى ما بعدها. |
|||
وحاشَيْتُ من القوم فلاناً: استَثنيْت. وحكى اللحياني: شَتمْتُهم وما |
|||
حاشَيْتُ منهم أَحداً وما تحَشَّيْتُ وما حاشَيْتُ أَي ما قلت حاشَى لفلان |
|||
وما استثنيت منهم أَحداً. وحاشَى للهِ وحَاشَ للهِ أَي بَرَاءةً لله |
|||
ومَعاذاً لله؛ قال الفارسي: حذفت منه اللام كما قالوا ولو تَرَ ما أَهل مكة، |
|||
وذلك لكثرة الاستعمال. الأَزهري: حاشَ لله كان في الأَصل حاشَى لله، فكَثُر |
|||
في الكلام وحذفت الياء وجعل اسماً، وإِن كان في الأَصل فعلاً، وهو حرف |
|||
من حروف الاستثناء مثل عَدَا وخَلا، ولذلك خَفَضُوا بحاشَى كما خفض بهما، |
|||
لأَنهما جعلا حرفين وإِن كانا في الأَصل فعلين. وقال الفراء في قوله |
|||
تعالى: قُلْنَ حاشَ للهِ؛ هو من حاشَيْتُ أُحاشي. قال ابن الأَنباري: معنى |
|||
حاشَى في كلام العرب أَعْزِلُ فلاناً من وَصْفِ القوم بالحَشَى وأَعْزِلُه |
|||
بناحية ولا أُدْخِله في جُمْلتهم، ومعنى الحَشَى الناحيةُ؛ وأَنشد أَبو |
|||
بكر في الحَشَى الناحية بيت المُعَطَّل الهذلي: |
|||
بأَيِّ الحَشَى أَمْسى الحَبيبُ المُبايِنُ |
|||
وقال آخر: |
|||
حاشَى أَبي مَرْوان، إِنَّ به |
|||
ضَنّاً عن المَلْحاةِ والشَّتْمِ |
|||
وقال آخر |
|||
(* هو النابغة وصدر البيت: |
|||
ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهُه) : |
|||
ولا أُحاشِي من الأَقْوامِ من أَحَدِ |
|||
ويقال: حاشَى لفلان وحاشَى فُلاناً وحاشَى فلانٍ وحَشَى فلانٍ؛ وقال عمر |
|||
بن أَبي ربيعة: |
|||
مَن رامَها، حاشَى النَّبيِّ وأَهْلِه |
|||
في الفَخْرِ، غَطْمَطَه هناك المُزْبِدُ |
|||
وأَنشد الفراء: |
|||
حَشا رَهْطِ النبيِّ، فإِنَّ منهمْ |
|||
بُحوراً لا تُكَدِّرُها الدِّلاءُ |
|||
فمن قال حاشَى لفلان خفضه باللام الزائدة، ومن قال حاشَى فلاناً أَضْمَر |
|||
في حاشَى مرفوعاً ونصَب فلاناً بحاشَى، والتقدير حاشَى فِعْلُهم فلاناً، |
|||
ومن قال حاشَى فلان خفَض بإِضمار اللام لطول صُحبتها حاشَى، ويجوز أَن |
|||
يخفضه بحاشى لأَن حاشى لما خلت من الصاحب أَشبهت الاسم فأُضيفت إِلى ما |
|||
بعدها، ومن العرب من يقول حاشَ لفلان فيسقط الأَلف، وقد قرئ في القرآن |
|||
بالوجهين. وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى: قُلْنَ حاشَ لله؛ اشْتُقَّ من |
|||
قولك كنتُ في حَشا فلان أَي في ناحية فلان، والمعنى في حاشَ لله بَراءةً لله |
|||
من هذا، وإِذا قلت حاشى لزيد هذا من التَّنَحِّي، والمعنى قد تنَحَّى |
|||
زيدٌ من هذا وتَباعَدَ عنه كما تقول تنَحَّى من الناحية، كذلك تحاشَى من |
|||
حاشيةِ الشيء، وهو ناحيتُه. وقال أَبو بكر بنُ الأَنْباري في قولهم حاشى |
|||
فلاناً: معناه قد استثنيتُه وأَخرجته فلم أُدخله في جملة المذكورين؛ قال |
|||
أَبو منصور: جعَلَه من حَشى الشيء وهو ناحيته؛ وأَنشد الباهلي في |
|||
المعاني:ولا يَتحَشَّى الفَحْلُ إِنْ أَعْرَضَتْ به، |
|||
ولا يَمْنَعُ المِرْباعَ منها فَصِيلُها |
|||
(* قوله «ولا يتحشى الفحل إلخ» كذا بضبط التكملة). |
|||
قال: لا يَتحَشَّى لا يُبالي من حاشى. الجوهري: يقال حاشاكَ وحاشى لكَ |
|||
والمعنى واحد. وحاشى: كلمة يستثنى بها، وقد تكون حرفاً، وقد تكون فعلاً، |
|||
فإِن جعلتها فعلاً نصبت بها فقلت ضربتهم حاشى زيداً، وإِن جعلتها حرفاً |
|||
خفضت بها، وقال سيبويه: لا تكون إِلا حرف جر لأَنها لو كانت فعلاً لجاز أَن |
|||
تكون صلة لما كما يجوز ذلك في خلا، فلما امتنع أَن يقال جاءني القوم ما |
|||
حاشى زيداً دلت أَنها ليست بفعل. وقال المُبرد: حاشى قد تكون فعلاً؛ |
|||
واستدل بقول النابغة: |
|||
ولا أَرى فاعِلاً في الناس يُشْبِهُه، |
|||
وما أُحاشي من الأَقْوام من أَحَدِ |
|||
فتصرُّفه يدل على أَنه فعل، ولأَنه يقال حاشى لزيدٍ، فحرف الجر لا يجوز |
|||
أَن يدخل على حرف الجر، ولأَن الحذف يدخلها كقولهم حاشَ لزيدٍ، والحذف |
|||
إِنما يقع في الأَسماء والأفعال دون الحروف؛ قال ابن بري عند قول الجوهري |
|||
قال سيبويه حاشى لا تكون إِلا حرف جر قال: شاهده قول سَبْرة بن عمرو |
|||
الأَسَدي: |
|||
حاشَى أَبي ثَوْبانَ، إِنَّ به |
|||
ضَنّاً عن المَلْحاة والشَّتْمِ |
|||
قال: وهو منسوب في المُفَضَّلِيّاتِ للجُمَيْح الأَسَدي، واسمه مُنْقِذُ |
|||
بن الطَّمّاح؛ وقال الأُقَيْشِر: |
|||
في فِتْيةٍ جعَلوا الصليبَ إِلَهَهُمْ، |
|||
حاشايَ، إِني مُسْلِمٌ مَعْذُورُ |
|||
المعذور: المَخْتُون، وحاشَى في البيت حرف جر، قال: ولو كانت فعلاً لقلت |
|||
حاشاني. ابن الأَعرابي: تَحَشَّيْتُ من فلان أَي تَذَمَّمْتُ؛ وقال |
|||
الأَخطل: |
|||
لولا التَّحَشِّي مِنْ رِياحٍ رَمَيْتُها |
|||
بكَالِمةِ الأَنْيابِ، باقٍ وُسُومُها |
|||
التهذيب: وتقول: انْحَشَى صوتٌ في صوتٍ وانْحَشَى حَرْفٌ في حَرْف. |
|||
والحَشَى: موضع؛ قال: |
|||
إنَّ بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ، فالحَشَى، |
|||
فَوَكْدٍ إلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ |
|||
(* قوله «إن بأجزاع إلخ» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في موضعين من |
|||
ياقوت: فإن يخلص فالبريراء إلخ أي بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام). |
|||
@حصي: الحَصَى: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصاة. ابن سيده: الحَصَاة |
|||
من الحجارة معروفة، وجمعها حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وقول أَبي |
|||
ذؤَيب يصف طَعْنَةً: |
|||
مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عن طَرِيقِها، |
|||
يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعيبِ انْثِرَارُها |
|||
يقول: هي شديدة السَّيَلان حتى إنه لو كان هنالك حَصىً لدفعته. |
|||
وحَصَيْتُه بالحَصَى أَحْصِيه أَي رميته. وحَصَيْتُه ضربته بالحَصَى. ابن شميل: |
|||
الحَصَى ما حَذَفْتَ به حَذْفاً، وهو ما كان مثلَ بعر الغنم. وقال أَبو |
|||
أَسلم: العظيمُ مثلُ بَعَرِ البعير من الحَصَى، قال: وقال أَبو زيد حَصَاةٌ |
|||
وحُصِيّ وحِصِيّ مثل قَناة وقُنِيّ وقِنِيّ ونَواة ونُوِيّ ودَواة |
|||
ودُوِيّ، قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وقال غيره تقول حَصَاة وحَصىً بفتح |
|||
أَوله، وكذلك قَناةٌ وقَنىً ونَواةٌ ونَوىً مثل ثَمَرة وثَمَر؛ قال: وقال |
|||
غيره تقول نَهَرٌ حَصَوِيٌّ أَي كثير الحَصَى، وأَرض مَحْصَاة وحَصِيَةٌ |
|||
كثيرة الحَصَى، وقد حَصِيَتْ تَحْصَى. وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعِ |
|||
الحَصَاة، قال: هو أَن يقول المشتري أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصاةَ إليك فقد |
|||
وَجَب البيعُ، وقيل: هو أَن يقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ عليه |
|||
حَصاتُك إذا رميت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، |
|||
والكُلُّ فاسد لأَنه من بيوع الجاهلية، وكلها غَرَرٌ لما فيها من |
|||
الجَهالة.والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وهو أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حتى |
|||
يصير كالحَصاة، وقد حُصِيَ الرجلُ فهو مَحْصِيٌّ. وحَصاةُ القَسْمِ: |
|||
الحِجارةُ التي يَتَصافَنُون عليها الماء. والحَصَى: العددُ الكثير، تشبيهاً |
|||
بالحَصَى من الحجارة في الكثرة؛ قال الأَعشى يُفَضِّلُ عامراً على |
|||
عَلْقمة:ولَسْتَ بالأَكثرِ منهم حصىً، |
|||
وإنما العِزَّةُ للْكَاثِرِ |
|||
وأَنشد ابن بري: |
|||
وقد عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَيِّدٌ، |
|||
وأَنك منْ دارٍ شَديدٍ حَصاتُها |
|||
وقولهم: نحن أَكثر منهم حَصىً أَي عَدَداً. |
|||
والحَصْوُ: المَنْع؛ قال بَشِيرٌ الفَرِيرِيُّ: |
|||
أَلا تَخافُ اللهَ إذ حَصَوْتَنِي |
|||
حَقِّي بلا ذَنْبٍ، وإذْ عَنَّيْتَنِي؟ |
|||
ابن الأَعرابي: الحَصْوُ هو المَغَسُ في البَطْن. والحَصَاةُ: العَقُْل |
|||
والرَّزانَةُ. يقال: هو ثابت الحَصاةِ إذا كان عاقلاً. وفلان ذو حَصاةٍ |
|||
وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوي: |
|||
وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظَّنِّ، أَنَّه |
|||
إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ |
|||
وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم يَكُنْ له |
|||
حَصَاةٌ، على عَوْراتِهِ، لَدَلِىلُ |
|||
ونسبه الأَزهري إلى طَرَفة، يقول: إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجُزه عن |
|||
بَسْطِه فيما لا يُحَبُّ دلَّ اللسان على عيبه بما يَلْفِظ به من عُورِ |
|||
الكلام. وما له حَصَاة ولا أَصَاة أَي رأْي يُرْجَع إليه. وقال الأَصمعي في |
|||
معناه: هو إذا كان حازماً كَتُوماً على نفسه يحفَظ سرَّه، قال: |
|||
والحَصَاة العَقْل، وهي فَعَلة من أَحْصَيْت. وفلان حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ |
|||
إذا كان شديد العقل. وفلان ذو حَصىً أَي ذو عدَدٍ، بغير هاءٍ؛ قال: وهو |
|||
من الإحْصاء لا من حَصَى الحجارة. وحَصاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه. وفي |
|||
الحديث: وهل يَكُبُّ الناسَ على مَناخِرِهِم في جَهَنَّم إلاَّ حَصَا |
|||
أَلْسِنَتِهِمْ؟ قال الأَزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلاَّ |
|||
حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، وقد ذكر في موضعه، وأَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ. |
|||
قال ابن الأَثير: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ وهي |
|||
ذَرابَتُه. والحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. الجوهري: حَصاةُ المِسْك قطعة |
|||
صُلْبة توجد في فأْرة المِسْك. قال الليث: يقال لكل قطعة من المِسْك |
|||
حَصاة.وفي أَسماء الله تعالى: المُحْصِي؛ هو الذي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه |
|||
فلا يَفُوته دَقيق منها ولا جَليل. والإحْصاءُ: العَدُّ والحِفْظ. |
|||
وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ به. وفي التنزيل: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عدداً؛ |
|||
الأَزهري: أي أَحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كلِّ شيء. وأَحْصَيْت الشيءَ: |
|||
عَدَدته؛ قال ساعدة بن جؤية: |
|||
فَوَرَّك لَيْثاً أَخْلَصَ القَيْنُ أَثْرَه، |
|||
حاشِكةً يُحْصِي الشِّمالَ نَذيرُها |
|||
قيل: يُحْصِي في الشِّمال يؤثِّر فيها. الأَزهري: وقال الفراءُ في قوله: |
|||
علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه فتاب عليكم، قال: علم أَن لَنْ تَحفَظوا مواقيت |
|||
الليل، وقال غيره: علم أَن لَنْ تُحْصوه أَي لن تُطيقوه. قال الأَزهري: |
|||
وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إنَّ لله تعالى تسعة وتسعين اسماً |
|||
من أَحصاها دخَل الجنةَ، فمعناه عندي، والله أَعلم، من أَحصاها علْماً |
|||
وإيماناً بها ويقيناً بأَنها صفات الله عزَّ وجل، ولم يُرِد الإحْصاءَ الذي |
|||
هو العَدُّ. قال: والحصاةُ العَدُّ اسم من الإحصاء؛ قال أَبو زُبَيْد: |
|||
يَبْلُغُ الجُهْد ذا الحَصاة من القَوْ |
|||
مِ، ومنْ يُلْفَ واهِناً فهَو مُودِ |
|||
وقال ابن الأَثير في قوله من أَحصاها دخل الجنة: قيل من أَحصاها من |
|||
حَفِظَها عن ظَهْرِ قلبه، وقيل: من استخرجها من كتاب الله تعالى وأَحاديث |
|||
رسوله، صلى الله عليه وسلم، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يعدّها لهم |
|||
إلاَّ ما جاء في رواية عن أَبي هريرة وتكلموا فيها، وقيل: أَراد من |
|||
أَطاقَ العمل بمقتضاها مثلُ من يعلَمُ أنه سميع بصير فيَكُفُّ سَمْعَه |
|||
ولسَانَه عمَّا لا يجوزُ له، وكذلك في باقي الأَسماء، وقيل: أَراد من أَخْطَرَ |
|||
بِباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظِّماً لمسمَّاها، ومقدساً |
|||
معتبراً بمعانيها ومتدبراً راغباً فيها وراهباً، قال: وبالجملة ففي كل اسم |
|||
يُجْريه على لسانه يُخْطِر بباله الوصف الدالَّ عليه. |
|||
وفي الحديث: لا أُحْصِي ثَناءً عليك أي لا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بها |
|||
عليك ولا أَبْلغُ الواجِب منه. وفي الحديث: أَكُلَّ القرآن أَحْصَيْتَ |
|||
أَي حَفِظْت. وقوله للمرأَة: أَحْصِيها أَي احْفَظِيها. وفي الحديث: |
|||
اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا واعْلَموا أَنَّ خيرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ أَي |
|||
اسْتَقِيموا في كلّ شيء حتى لا تَمِيلوا ولن تُطِيقوا الاسْتقامة من قوله |
|||
تعالى: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه؛ أَي لن تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه. |
|||
@حضا: حَضَا النارَ حَضْواً: حَرَّك الجَمْرَ بعدما يَهْمُد، وقد ذكر في |
|||
الهمز. |
|||
@حطا: لم يذكره الجوهري ولا رأَيته في المحكم، قال الأَزهري عن ابن |
|||
الأَعرابي: الحَطْوُ تَحْريكك الشيءَ مُزَعْزَعاً؛ ومنه حديث ابن عباس، رضي |
|||
الله عنه: أتاني النبي، صلى الله عليه وسلم، فحَطانِي حَطْوَةً؛ هكذا رواه |
|||
غير مهموز وهمزه غيره، قال: وقرأْته بخط شمر فيما فسر من حديث ابن عباس |
|||
قال: تَناوَلَ النبي، صلى الله عليه وسلم، بقَفَايَ فحطَأَنِي حَطْأَةً، |
|||
وقال ابن الأَثير: قال الهروي جاء به الراوي غير مهموز، وقال ابن بري في |
|||
أَماليه: يقال للقملة حَطَاة وجمعها حَطاً، قال: وذكره ابن وَلاَّدٍ |
|||
بالظاء المعجمة، وهو خطأٌ. |
|||
== @حظا == |
|||
: الحُظْوَة والحِظْوَة والحِظَة: المَكانة والمَنزِلة للرجل من ذِي |
|||
سُلْطان ونحوه، وجمعه حُظاً وحِظاءٌ، وفي حَظِيَ عنده يَحْظَى حِظْوَة. |
|||
ورجُل حَظِيٌّ إذا كان ذا حُظْوة ومَنْزِلة، وقد حَظِيَ عند الأَمير |
|||
واحْتَظى به بمعنى. وحَظِيَت المرأَة عند زوجها حُظْوة وحِظْوة، بالضم والكسر، |
|||
وحِظَةً أَيضاً وحَظِيَ هو عندَها، وامرأَة حَظِيَّة وهي حَظِيّتي |
|||
وإحْدَى حَظَايايَ. وفي المثل: إلاَّ حَظِيَّةً |
|||
(* قوله «وفي المثل إلا حظية |
|||
إلى قوله على التفسير الأول» هذه عبارة المحكم بالحرف). فلا أَلِيَّةً أَي |
|||
إلاَّ تكُنْ مِمَّن يَحْظَى عنده فإنِّي غيرُ أَلِيَّةٍ؛ قال سيبويه: |
|||
ولو عَنَت بالحَظِيَّةِ نفسَها لم يكن إلاَّ نَصْباً إذا جعلت الحَظِيَّة |
|||
على التفسير الأَول، وقيل في المثل: إلاَّ حَظِيَّةً فلا أَلِيَّةً؛ تقول: |
|||
إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوة فيما تَطْلُب فلا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّد إلى |
|||
الناس لعلك تُدْرِكُ بعض ما تريد، وأَصله في المرأَة تَصْلَف عند زوجها؛ |
|||
وفي التهذيب: هذا المثل من أَمثال النساء، تقول: إن لم أَحْظَ عند زوجي |
|||
فلا آلُوا فيما يُحْظِيني عندَه بانتهائي إلى ما يَهْواه. ويقال: هي |
|||
الحِظْوَة والحُظْوَة والحِظَة؛ قال: |
|||
هَلْ هِيَ إلاَّ حِظَة أو تَطْلِيقْ، |
|||
أَو صَلَفٌ مِنْ دون ذاك تَعْلِيقْ، |
|||
قَدْ وجَبَ المَهْرُ إذا غابَ الحُوقْ |
|||
وفي المثل: حَظِيِّينَ بَنَاتٍ صَلِفِينَ كَنَّاتٍ؛ يضرب للرجل عند |
|||
الحاجة يطلبها يصيب بعضها ويَعْسُر عليه بعض. أَبو زيد: يقال إنه لَذُو |
|||
حُظْوة فيهن وعندهن، ولا يقال ذلك إلا فيما بين الرجال والنساء. وفي حديث |
|||
عائشة، رضوان الله عليها: تَزَوَّجَنِي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وفي |
|||
شَوَّال وبَنَى بِي في شَوَّال فأَيُّ نِسائهِ أَحْظَى مِنِّي أَي أَقرب |
|||
إليه مني وأَسعد به. يقال: حَظِيت المرأَة عند زوجها تحظَى حِظْوة |
|||
وحُظْوة، بالكسر والضم، أَي سَعِدت ودنَت من قلبه وأَحَبَّها. ويقال: إنه لَذو |
|||
حَظٍّ في العلم. أَبو زيد: وأَحْظَيْتُ فلاناً على فلان، من الحُظْوة |
|||
والتفضيل، أَي فضَّلته عليه. |
|||
ابن بُزُرْج: واحد الأَحاظِي أَحْظاءٌ |
|||
(* قوله «ابن بزرج واحد الأحاظي |
|||
أحظاء إلخ» هي عبارة التهذيب بالحرف، وما نقله ابن الأنباري هو الموافق |
|||
لما في القاموس والتكملة)، وواحد الأَحْظاءِ حِظىً، منقوص، قال: وأَصلُ |
|||
الحِظَى الحَظُّ. وقال ابن الأَنباري: الحِظَى الحُظْوة، وجمع الحِظَى |
|||
أَحْظٍ ثم أَحاظٍ. ورجل له حُظْوة وحِظْوة وحِظَة أَي حَظٌّ من الرزق. |
|||
والحَظْوة والحُظْوة: سهم صغير قدرُ ذراع، وقيل: الحَظْوة سهم صغير يلعب به |
|||
الصبيان، وإذا لم يكن فيه نَصْل فهو حُظَيَّة، بالتصغير. وفي المثل: إحدَى |
|||
حُظَيَّاتِ لُقْمَان، وهو لُقْمانُ بن عادٍ وحُظَيَّاتُه سهامه ومَرَاميه؛ |
|||
يضرب لمن عُرِفَ بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ؛ وقال الأَزهري: |
|||
حُظَيَّات تصغير حَظَوات، واحدتها حَظْوة، ومعنى المثل إحْدى دواهيه ومَرَاميه. |
|||
وقال أَبو عبيد: إذا عُرِف الرجل بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ قيل إحدى |
|||
حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ أَي أَنَّها من فَعَلاته، وأَصْل الحُظَيَّاتِ |
|||
المَرامي، واحدتها حُظَيَّة ومُكَبَّرها حَظْوة، وهي التي لا نَصْل لها من |
|||
المرامي؛ وقال الكميت: |
|||
أَرَهْطَ امْرِئِ القَيْس، اعْبَؤُوا حَظَواتِكُمْ |
|||
لِحَيٍّ سِوانا، قَبْلَ قاصمةَ الصُّلْبِ |
|||
والحَظْوة من المَرامي: الذي لا قُذَذَ له، وجمع الحَظْوة حَظَوات |
|||
وحِظاءٌ، بالمد؛ أَنشد ابن بري: |
|||
إلى ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُيونَها |
|||
حظَاءُ غُلامٍ لَيْس يُخْطِين مُهْرَأَ |
|||
(* قوله: ليس يخطين مُهْرأ؛ هكذا في الأصل). |
|||
ابن سيده: الحَظْوة كل قضيب نابت في أَصل شجرة لم يَشْتَدَّ بعدُ، |
|||
والجمع من كل ذلك حِظَاءٌ، ممدود، ويقال للسَّرْوة حَظْوة وثَلاثُ حِظاءٍ؛ |
|||
وقال غيره: هي السِّروة، بكسر السين. ابن الأَثير: وفي حديث موسى ابن طلحة |
|||
قال: دخل عليّ طلحة وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النعلَ فَحَظَانِي بها |
|||
حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ أَي ضربني، قال: هكذا رُوِيَ بالظاء المعجمة، وقال |
|||
الحربي: إنما أَعْرِفُها بالطاء المهملة، فأَما المعجمة فلا وجه له؛ وقال |
|||
غيره: يجوز أَن يكون من الحَظْوة بالفتح، وهو السهم الصغير الذي لا نصل |
|||
له، وقيل: كل قضيب نابت في أَصل فهو حَظْوة، فإن كانت اللفظة محفوظة فيكون |
|||
قد استعار القضيب أَو السهم للنعل. يقال: حَظَاه بالحَظْوة إذا ضربه بها |
|||
كما يقال عَصاه بالعَصَا. |
|||
وحُظَيٌّ: اسمُ رجل إن جَعَلته من الِحُظْوة، وإن كان مرتجلاً غير مشتق |
|||
فحكمه الياء. ويقال: حَنْظَى بِهِ، لغة في عَنْظَى بِهِ إذا نَدَّد به |
|||
وأَسْمَعه المكروه. والحَظَى: القَمْلُ، واحدتُها حَظَاةٌ. |
|||
ابن سيده: وحُظَيٌّ اسم رَجُل؛ عن ابن دريد، وقد يجوز أَن تكون هذه |
|||
الياء واواً على أَنه ترخيم مُحْظٍ أَي مفَضِّل لأَن ذلك من الحُظْوَة. |
|||
@حفا: الحَفا: رِقَّة القَدم والخُفِّ والحافر، حَفِيَ حَفاً فهو حافٍ |
|||
وحَفٍ، والاسم الحِفْوة والحُفْوة. وقال بعضهم: حافٍ بيِّنُ الحُفْوة |
|||
والحِفْوة والحِفْية والحِفَاية، وهو الذي لا شيء في رِجْله من خُفٍّ ولا |
|||
نَعْل، فأَما الذي رقَّت قَدماه من كثرة المَشْي فإنه حافٍ بيّن الحَفَا. |
|||
والحَفَا: المَشْيُ بغير خُفٍّ ولا نَعْلٍ. الجوهري: قال الكسائي رجل حافٍ |
|||
بيّنُ الحُفْوة والحِفْية والحِفاية والحفاءِ، بالمد؛ قال ابن بري: صوابه |
|||
والحَفَاء، بفتح الحاء، قال: كذلك ذكره ابن السكيت وغيره، وقد حَفِيَ |
|||
يَحْفَى وأَحفاه غيره. والحِفْوة والحَفا: مصدر الحَافي. يقال: حَفِيَ |
|||
يَحْفَى حَفاً إذا كان بغير خفّ ولا نَعْل، وإذا انْسَحَجَتِ القدم أَو |
|||
فِرْسِنُ البعير أَو الحافرُ من المَشْيِ حتى رَقَّت قيل حَفِيَ يَحْفَى حَفاً، |
|||
فهو حَفٍ؛ وأَنشد: |
|||
وهو منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ |
|||
وحَفِيَ من نَعْليه وخُفِّه حِفْوة وحِفْية وحَفاوة، ومَشَى حتى حَفِيَ |
|||
حَفاً شديداً وأَحْفاه الله، وتَوَجَّى من الحَفَا وَوَجِيَ وَجىً |
|||
شديداً. والاحْتِفاء: أَن تَمْشِيَ حافياً فلا يُصيبَك الحَفَا. وفي حديث |
|||
الانتعال: ليُحْفِهِما جميعاً أَو لِيَنْعَلْهما جميعاً؛ قال ابن الأَثير: أَي |
|||
ليمشِ حافيَ الرِّجلين أَو مُنْتَعِلَهما لأَنه قد يشق عليه المشي بنعل |
|||
واحدة، فإنَّ وضْعَ إحْدى القدمين حافية إنما يكون مع التَّوَقِّي من |
|||
أَذىً يُصيبها، ويكون وضع القدم المُنْتَعِلة على خلاف ذلك فيختلف حينئذ |
|||
مشيه الذي اعتاده فلا يأْمَنُ العِثارَ، وقد يتَصَوَّر فاعلُه عند الناس |
|||
بصورة مَنْ إحْدى رجليه أَقصرُ من الأُخرى. الجوهري: أَما الذي حَفِيَ من |
|||
كثرة المشي أَي رَقَّت قدَمُه أَو حافِره فإنه حَفٍ بَيِّنُ الحَفَا، |
|||
مقصور، والذي يمشي بلا خُفٍّ ولا نَعْل: حافٍ بيّن الحَفَاءِ، بالمد. الزجاج: |
|||
الحَفَا، مقصور، أَن يكثر عليه المشي حتى يُؤلِمَه المَشْيُ، قال: |
|||
والحَفاءُ، ممدود، أَن يمشي الرجل بغير نَعْل، حافٍ بَيِّن الحفاء، ممدود، |
|||
وحَفٍ بيّن الحَفَا، مقصور، إذا رَقَّ حافره. وأَحْفَى الرجلُ: حَفِىت |
|||
دابته.وحَفِيَ بالرجُل حَفَاوة وحِفاوة وحِفاية وتَحَفَّى به واحْتَفَى: |
|||
بالَغَ في إكْرامه. وتَحَفَّى إليه في الوَصِيَّة: بالغَ. الأَصمعي: حَفِيتُ |
|||
إليه في الوصية وتَحَفَّيْت به تَحَفِّياً، وهو المبالغة في إكْرامه. |
|||
وحَفِيت إليه بالوصية أَي بالغت. وحَفِيَ اللهُ بك: في معنى أَكرمك الله. |
|||
وأَنا به حَفِيٌّ أَي بَرٌّ مبالغ في الكرامة. والتَّحَفِّي: الكلامُ |
|||
واللِّقاءُ الحَسَن. وقال الزجاج في قوله تعالى: إنَّه كان بِي حَفِيّاً؛ معناه |
|||
لطيفاً. ويقال: قد حَفِيَ فلان بفلان حِفْوة إذا بَرَّه وأَلْطَفه. وقال |
|||
الليث: الحَفِيُّ هو اللطيف بك يَبَرُّكَ ويُلْطِفك ويَحْتَفِي بك. وقال |
|||
الأَصمعي: حَفِيَ فلان بفلان يَحْفَى به حَفاوة إذا قام في حاجته |
|||
وأَحْسَن مَثْواه. وحَفا الله به حَفْواً: أَكرمه. وحَفَا شارِبَه حَفْواً |
|||
وأَحْفاه: بالَغَ في أَخْذه وألْزَقَ حَزَّه. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة |
|||
والسلام، أَمر أَن تُحْفَى الشواربُ وتُعْفَى اللِّحَى أَي يُبالَغ في |
|||
قَصِّها. وفي التهذيب: أَنه أَمر بإحْفاءِ الشوارب وإعْفاء اللِّحَى. |
|||
الأَصمعي: أَحْفَى شارِبَه ورأْسَه إذا أَلزق حَزَّه، قال: ويقال في قولِ |
|||
فلانٍ إحْفاءٌ، وذلك إذا أَلْزَق بِك ما تكره وأَلَحَّ في مَسَاءَتِك كما |
|||
يُحْفَى الشيءُ أَي يُنْتَقَص. وفي الحديث: إن الله يقول لآدم، عليه السلام: |
|||
أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ منْ ذُرِّيَّتِكَ، فيقولُ: يَا رَبّ كَمْ؟ |
|||
فيقول: مِن كلِّ مائة تسْعَةً وتسعينَ، فقالوا: يا رسول الله احْتُفِينا |
|||
إذاً فَماذا يَبْقى؟ أي اسْتُؤْصِلْنَا، من إحْفَاءِ الشعر. وكلُّ شيءٍ |
|||
اسْتُؤْصِلَ فَقَد احْتُفِيَ. ومنه حديث الفتح: أَنْ يَحْصُدُوهم حَصْداً، |
|||
وأَحْفَى بيَدِه أَي أَمالَها وصْفاً للحَصْدِ والمُبالَغة في القَتْل. |
|||
وحَفاهُ من كل خَيْر يَحْفُوه حَفْواً: مَنَعَه. وحَفَاه حَفْواً: |
|||
أَعطاه.وأَحْفاه: أَلَحَّ عليه في المَسْأَلة. وأَحْفَى السُّؤالَ: رَدَّده. |
|||
الليث: أَحْفَى فلان فلاناً إذا بَرَّح به في الإلْحاف عليه أَو سَأَلَه |
|||
فأَكْثَر عليه في الطلب. الأَزهري: الإحْفاء في المسأَلة مثلُ الإلْحاف |
|||
سَواءً وهو الإلْحاحُ. ابن الأَعرابي: الحَفْوُ المَنْعُ، يقال: أَتاني |
|||
فحَفَوْته أَي حَرَمْتُه، ويقال: حَفَا فلان فلاناً من كلّ خير يَحْفُوه إذا |
|||
مَنَعه من كلّ خير. وعَطَس رجلٌ عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فَوْقَ |
|||
ثلاثٍ فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: حَفَوْتَ، يقول مَنَعْتَنا أن |
|||
نُشمِّتَكَ بعدَ الثلاثِ لأَنَّه إنما يُشَمِّتُ في الأُولى والثَّانية، |
|||
ومن رواه حَقَوْتَ فمعناه سَدَدْت علينا الأَمْرَ حتى قَطَعْتَنا، مأْخوذٌ |
|||
من الحَقْوِ لأَنه يقطع البطنَ ويَشُدُّ الظهر. وفي حديث خَلِيفَةَ: |
|||
كتبتُ إلى ابن عباس أَن يَكْتُب إليَّ ويُحْفِيَ عَنِّي أَي يُمْسِكَ عَنِّي |
|||
بعضَ ما عنده مِمَّا لا أَحْتَمِلُه، وإن حمل الإحفاء بمعنى المبالغة |
|||
فيكون عَنِّي بمعنى عليَّ، وقيل: هو بمعنى المبالغة في البِرِّ بِهِ |
|||
والنصيحةِ له، وروي بالخاء المعجمة. |
|||
وفي الحديث: أَن رجلاً سلَّم على بعض السلف فقال وعليكم السلامُ ورحمةُ |
|||
الله وبَرَكاتُه الزَّاكِيات، فقال: أَراك قد حَفَوْتَنا ثَوابَها أَي |
|||
مَنَعتَنا ثواب السلام حيث استَوْفَيت علينا في الردِّ، وقيل: أَراد |
|||
تَقَصَّيْتَ ثوابَها واستوفيته علينا. |
|||
وحَافَى الرجلَ مُحافاةً: مارَاه ونازَعه في الكلام. وحَفِيَ به |
|||
حِفَايةً، فهو حَافٍ وحَفِيٌّ، وتَحَفَّى واحْتَفَى: لَطَفَ بِهِ وأَظهر السرورَ |
|||
والفَرَحَ به وأَكثر السؤال عن حاله. وفي الحديث: أَنَّ عجوزاً دخلَت |
|||
عليه فسَأَلها فأَحْفَى وقال: إنَّها كانت تَأْتِينا في زَمَن خَدِيجَة |
|||
وإنَّ كَرَم العَهْدِ من الإيمان. يقال: أَحْفَى فلان بصاحبه وحَفِيَ به |
|||
وتَحَفَّى به أَي بالَغَ في بِرِّهِ والسؤال عن حاله. وفي حديث عمر: |
|||
فَأَنْزَلَ أُوَيْساً القَرَنيَّ فَاحْتَفَاهُ وأَكْرَمَه. وحديث علي: إنَّ |
|||
الأَشْعَثَ سَلَّم عليه فَرَدَّ عليه بغَيْر تَحَفٍّ أَي غيرَ مُبالِغٍ في |
|||
الردّ والسُّؤَالِ. والحَفاوة، بالفتح: المُبالَغةُ في السؤَال عن الرجل |
|||
والعنايةُ في أَمرهِ. وفي المثل: مَأْرُبَةٌ لا حَفاوةٌ؛ تقول منه: حَفِيت، |
|||
بالكسر، حَفاوةً. وتَحَفَّيْت به أَي بالَغْت في إكْرامِه وإلْطافِه |
|||
وحفِيَ الفرسُ: انْسَحَجَ حافِرهُ. والإحْفاء: الاسْتِقْصاء في الكلام |
|||
والمُنازَعَةُ؛ ومنه قول الحرث بن حِلِّزة: |
|||
إن إخْوانَنَا الأَراقِمَ يَعْلُو |
|||
نَ عَلَيْنا، فِي قيلِهِم إخْفاءُ |
|||
أَي يَقَعون فينا. وحافَى الرجلَ: نازَعَه في الكلام وماراه. الفراء في |
|||
قوله عز وجل: إن يَسْأَلْكُمُوها فيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا؛ أَي |
|||
يُجْهِدْكُم. وأَحْفَيْتُ الرجلَ إذا أَجْهَدْتَه. وأَحْفاه: بَرَّحَ به في |
|||
الإلحاحِ عليه، أَو سأَله فأَكْثَر عليه في الطلب، وأَحْفى السؤالَ كذلك. وفي |
|||
حديث أَنس: أَنهم سأَلوا النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى أَحْفَوْه أَي |
|||
اسْتَقْصَوْا في السؤالِ. وفي حديث السِّواكِ: لَزِمْتُ السِّواكَ حتى كدت |
|||
أُحْفِي فَمِي أَي أَسْتَقْصِي على أَسناني فأُذْهِبُها بالتَّسَوُّكِ. |
|||
وقوله تعالى: يسأَلونك كأَنك حَفِيٌّ عنها؛ قال الزجاج: يسأَلونك عن أَمر |
|||
القيمة كأَنك فرحٌ بسؤالهم، وقيل: معناه كأَنك أَكثرت المسأَلة عنها، وقال |
|||
الفراء: فيه تقديم وتأْخير، معناه يسأَلونك عنها كأَنك حفِيٌّ بها؛ قال: |
|||
ويقال في التفسير كأَنك حَفِيٌّ عنها كأَنك عالم بها، معناه حافٍ عالمٍ. |
|||
ويقال: تحافَيْنا إلى السلطان فَرَفَعَنَا إلى القاضي، والقاضي يسمى |
|||
الحافيَ. ويقال: تَحَفَّيْتُ بفلان في المسأَلة إذا سأَلت به سؤالاً أَظهرت |
|||
فيه المحَبَّةَ والبِرَّ، قال: وقيل كأَنك حفِيٌّ عنها كأَنك أَكثرت |
|||
المسأَلة عنها، وقيل: كأَنك حَفِيٌّ عنها كأَنك مَعْنِيٌّ بها، ويقال: المعنى |
|||
يسأَلونك كأَنك سائل عنها. وقوله: إنه كان بي حَفِيّاً؛ معناه كان بي |
|||
مَعْنِيّاً؛ وقال الفراء: معناه كان بي عالماً لطيفاً يجيب دعوتي إذا |
|||
دعوته. ويقال: تحَفَّى فلان بفلان معناه أَنه أَظهر العِناية في سؤَاله إياه. |
|||
يقال: فلان بي حَفِيٌّ إذا كان مَعْنِيّاً؛ وأَنشد للأَعشى: |
|||
فإن تَسْأَلي عنِّي، فيا رُبَّ سائِلٍ |
|||
حَفِيٍّ عن الأَعْشى به حيث أَصعَدا |
|||
معناه: مَعْنِيٌّ بالأَعْشى وبالسؤَال عنه. ابن الأَعرابي: يقال لقيت |
|||
فلاناً فَحفِيَ بي حَفاوة وتَحَفَّى بي تَحَفِّياً. |
|||
الجوهري: الحَفِيُّ العالم الذي يَتَعَلَّم الشيءَ باسْتِقْصاء. |
|||
والحَفِيُّ: المُسْتَقْصي في السؤال. |
|||
واحْتَفى البَقْلَ: اقْتَلعَه من وجه الأرض. وقال أَبو حنيفة: |
|||
الاحْتِفاء أَخذُ البقلِ بالأَظافير من الأَرض. وفي حديث المضْطَرّ الذي سأَل |
|||
النبيَّ، صلى الله عليه وسلم: مَتى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: ما لم |
|||
تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أو تَحْتَفِيُوا بها بَقْلاً فشَأْنَكُم بها؛ |
|||
قال أَبو عبيد: هو من الحَفا، مهموز مقصور، وهو أَصل البَرْدي الأَبيض |
|||
الرَّطبِ منه، وهو يُؤْكَل، فتأَوَّله في قوله تَحْتَفِيُوا، يقول: ما لم |
|||
تَقْتَلِعُوا هذا بعَيْنه فتأْكلوه، وقيل: أَي إذا لم تجدوا في الأَرض من |
|||
البقل شيئاً، ولو بأَن تَحْتَفُوه فتَنْتِفُوه لِصغَرِه؛ قال ابن سيده: |
|||
وإنما قَضَينا على أَنّ اللام في هذه الكلمات ياء لا واو لما قيل من أَن |
|||
اللام ياء أَكثر منها واواً. الأَزهري: وقال أَبو سعيد في قوله أَو |
|||
تَحْتَفِيُوا بَقْلاً فشَأْنَكُم بها؛ صوابه تَحْتَفُوا، بتخفيف الفاء من غير |
|||
همز. وكلُّ شيء اسْتُؤْصل فقد احْتُفِيَ، ومنه إحْفاءً الشَّعَرِ. قال: |
|||
واحْتَفى البَقْلَ إذا أَخَذَه من وجه الأَرض بأَطراف أَصابعه من قصره |
|||
وقِلَّته؛ قال: ومن قال تَحْتَفِئُوا بالهمز من الحَفإ البَرْدِيّ فهو باطل |
|||
لأَن البَرْدِيَّ ليس من البقل، والبُقُول ما نبت من العُشْب على وجه |
|||
الأَرض مما لا عِرْق له، قال: ولا بَرْدِيَّ في بلاد العرب، ويروى: ما لم |
|||
تَجْتَفِئُوا، بالجيم، قال: والاجْتِفاء أَيضاً بالجيم باطل في هذا الحديث |
|||
لأَن الاجْتِفاء كبُّكَ الآنِيَةَ إذا جَفَأْتَها، ويروى: ما لم |
|||
تَحْتَفُّوا، بتشديد الفاء، من احْتَفَفْت الشيء إذا أَخذتَه كلّه كما تَحُفُّ |
|||
المرأَة وجهها من الشعر، ويروى بالخاء المعجمة، وقال خالد ابن كلثوم: |
|||
احْتَفى القومُ المَرْعى إذا رَعَوْهُ فلم يتركوا منه شيئاً؛ وقال في قول |
|||
الكميت: |
|||
وشُبِّه بالْحِفْوة المُنْقَلُ |
|||
قال: المُنْقَلُ أَن يَنْتَقِلَ القومُ من مَرْعىً احْتَفَوْه إلى |
|||
مَرْعىً آخر. الأَزهري: وتكون الِحَفْوَة من الحافي الذي لا نَعْلَ له ولا |
|||
خُفَّ؛ ومنه قوله: |
|||
وشُبِّه بالِحفْوة المُنْقَلُ |
|||
وفي حديث السِّباق ذكر الحَفْىاء، بالمد والقصر؛ قال ابن الأَثير: هو |
|||
موضع بالمدينة على أَميال، وبعضهم يقدم الياء على الفاء، والله أَعلم. |
|||
@حقا: الحَقْوُ والحِقْوُ: الكَشْحُ، وقيل: مَعْقِدُ الإزار، والجمع |
|||
أَحْقٍ وأَحْقاء وحِقِيٌّ وحِقاء، وفي الصحاح: الحِقْو الخَصْرُ ومَشَدُّ |
|||
الإزار من الجَنْب. يقال: أَخذت بحَقْوِ فلان. وفي حديث صِلةِ الرحم قال: |
|||
قامت الرَّحِمُ فأَخَذَت بِحَقْو العَرْشِ؛ لمَّا جعلَ الرَّحِمَ شَجْنة من |
|||
الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يَستمسك القريبُ بقريبه والنَّسيب |
|||
بنسيبه، والحِقْو فيه مجاز وتمثيل. وفي حديث النُّعمان يوم نِهُاوَنْدَ: |
|||
تَعاهَدُوها بَيْنكم في أَحْقِيكمْ؛ الأَحْقي: جمع قلّة للحَقْو موضع |
|||
الإزار. ويقال: رَمى فلانٌ بحَقْوه إذا رَمى بإزاره. وحَقاهُ حَقواً: أَضابَ |
|||
حَقْوَه. والحَقْوانِ والحِقْوانِ: الخاصِرَتان. ورجلٌ حَقٍ: يَشْتَكي |
|||
حَقْوَه؛ عن اللحياني. وحُقِيَ حَقْواً، فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ: شَكا |
|||
حَقْوه؛ قال الفراء: بُنِيَ على فُعِلَ كقوله: |
|||
ما أَنا بالجافي ولا المَجْفِيِّ |
|||
قال: بناه على جُفِيَ، وأَما سيبويه فقال: إنما فَعَلوا ذلك لأَنهم |
|||
يَميلون إلى الأَخَفِّ إذ الياء أَخَفُّ عليهم من الواو، وكل واحدة منهما |
|||
تدخل على الأُخْرى في الأَكثر، والعرب تقول: عُذْتُ بحَقْوِه إذا عاذ به |
|||
ليَمْنَعه؛ قال: |
|||
سَماعَ اللهِ والعلماءِ أَنِّي |
|||
أَعوذُ بحَقْوِ خالك، يا ابنَ عَمْرِو |
|||
وأَنشد الأَزهري: |
|||
وعُذْتُمْ بِأَحْقاءِ الزَّنادِقِ، بَعْدَما |
|||
عَرَكْتُكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها |
|||
وقولهم: عُذْتُ بحَقْوِ فلان إذا اسْتَجَرْت به واعْتَصَمْت. والحَقْوُ |
|||
والحِقْوُ والحَقْوَةُ والحِقاءُ، كله: الإزارُ، كأَنه سُمِّي بما يُلاثُ |
|||
عليه، والجمع كالجمع. الجوهري: أَصل أَحْقٍ أَحْقُوٌ على أَفْعُلٍ فحذِف |
|||
لأَنه ليس في الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أَدّى قياسٌ |
|||
إلى ذلك رفض فأُبْدِلت من الكسرة فصارت الآخرة ياء مكسوراً ما قبلها، فإذا |
|||
صارت كذلك كان بمنزلة القاضي والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين، |
|||
والكثير في الجمع حُقِيٌّ وحِقِيٌّ، وهو فُعُول، قلبت الواو الأُولى ياء |
|||
لتدغم في التي بعدها. قال ابن بري في قول الجوهري فإذا أَدَّى قياسٌ إلى |
|||
ذلك رُفِض فأُبدلت من الكسرة قال: صوابه عكس ما ذكر لأَن الضمير في قوله |
|||
فأُبدلت يعود على الضمة أَي أُبدلت الضمة من الكسرة، والأَمر بعكس ذلك، |
|||
وهو أَن يقول فأُبدلت الكسرة من الضمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، |
|||
أَنه أَعطَى النساءَ اللاتي غَسَّلْنَ ابْنَتَه حين ماتَتْ حَقْوَهُ |
|||
وقال: أَشْعِرْنها إيَّاهُ؛ الحَقْو: الإزار ههنا، وجمعه حِقِيٌّ. قال ابن |
|||
بري: الأَصل في الحِقْوِ معقدُ الإزار ثم سمي الإزار حَقْواً لأَنه يشد |
|||
على الحَقْوِ، كما تسمى المَزادة راوِيَة لأَنها على الراوِية، وهو الجمَل. |
|||
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال للنساء: لا تَزْهَدْنَ في جَفَاءِ |
|||
الحَقْوِ أَي لا تزهدن في تَغْليظ الإزار وثخَانَتِه ليكون أَسْتَر لَكُنَّ. |
|||
وقال أَبو عبيد: الحِقْو والحَقْو الخاصرة. وحَقْو السهمِ: موضع الريش، |
|||
وقيل: مُسْتَدَقُّه من مُؤَخَّره مما يلي الريش. وحَقْوُ الثَّنِيَّةِ: |
|||
جانباها. |
|||
والحَقْوُ: موضع غليظ مرتفع على السيل، والجمع حِقَاءٌ؛ قال أَبو النجم |
|||
يصف مطراً: |
|||
يَنْفِي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائِه |
|||
وقال النضر: حِقِيٌّ الأَرض سُفُوحُها وأَسنادُها، واحدها حَقْوٌ، وهو |
|||
السَّنَد والهَدَف. الأَصمعي: كل موضع يبلغه مَسِيلُ الماء فهو حَقْوٌ. |
|||
وقال الليث: إذا نَظَرتَ على رأْس الثَّنيَّة من ثنايا الجبل رأَيت |
|||
لِمَخْرِمَيْها حَقْوَيْنِ؛ قال ذو الرمة: |
|||
تَلْوي الثنايا، بأَحْقِيها حَواشِيَه |
|||
لَيَّ المُلاءِ بأَبْوابِ التَّفارِيجِ |
|||
يعني به السَّرابَ. والحِقاءُ: جمع حَقْوَةٍ، وهو مُرْتَفِع عن |
|||
النَّجْوة، وهو منها موضع الحَقْوِ من الرجل يتحرّز فيه الضباع من |
|||
السيل.والحَقْوة والحِقاءُ: وجَعٌ في البطن يصيب الرجلَ من أَنْ يأْكل اللحمَ |
|||
بَحْتاً فيأْخُذَه لذلك سُلاحٌ، وفي التهذيب: يورث نَفْخَةً في |
|||
الحَقْوَيْن، وقد حُقِيَ فهو مَحْقُوٌّ ومَحْقِيٌّ إذا أَصابه ذلك الداءُ؛ قال |
|||
رؤبة: |
|||
من حَقْوَةِ البطْنِ ودَاءٍ الإغْدَادْ |
|||
فمَحْقُوٌّ على القياس، ومَحْقِيٌّ على ما قدمناه. وفي الحديث: إن |
|||
الشيطان قال ما حَسَدْتُ ابنَ آدم إلاَّ على الطُّسْأَةِ والحَقْوَة؛ |
|||
الحَقْوة: وَجَع في البطن. والحَقْوة في الإبل: نحو التَّقْطِيع يأْخذها من |
|||
النُّحازِ يَتَقَطَّع له البطنُ، وأَكثر ما تقال الحَقْوة للإنسان، حَقِيَ |
|||
يَحْقَى حَقاً فهو مَحْقُوٌّ. ورجل مَحْقُوٌّ: معناه إذا اشتكى حَقْوَه. |
|||
أَبو عمرو: الحِقاءُ رِباط الجُلِّ على بَطْنِ الفَرَس إذا حُنِذَ |
|||
للتَّضْمِير؛ وأَنشد لطَلْقِ بنِ عديّ: |
|||
ثم حَطَطْنا الجُلَّ ذا الحِقاءِ، |
|||
كَمِثْلِ لونِ خالِصِ الحِنَّاءِ |
|||
أَخْبَرَ أَنه كُمَيْت. الفراء: قال الدُّبَيْرِيَّةُ يقال وَلَغَ |
|||
الكلبُ في الإناءِ ولَجَنَ واحْتَقى يَحْتَقِي احْتِقاءً بمعنىً واحد. |
|||
وحِقاءٌ: موضع أَو جَبَل. |
|||
@حكي: الحِكايةُ: كقولك حكَيْت فلاناً وحاكَيْتُه فَعلْتُ مثل فِعْله أَو قُلْتُ مثل قَوْله سواءً لم أُجاوزه، وحكيت عنه الحديث حكاية. ابن سيده: وحَكَوْت عنه حديثاً في معنى حَكَيته. وفي الحديث: ما سَرَّني أَنِّي حَكَيْت إنساناً وأَنَّ لي كذا وكذا أَي فعلت مثل فعله. يقال: حَكَاه وحاكَاه، وأَكثر ما يستعمل في القبيح المُحاكاةُ، والمحاكاة المشابهة، تقول: فلان يَحْكي الشمسَ حُسناً ويُحاكِيها بمعنًى. وحَكَيْت عنه الكلام حِكاية وحَكَوت لغة؛ حكاها أَبو عبيدة. وأَحْكَيْت العُقْدة أَي شدَدتها كأَحْكَأْتُها؛ وروى ثعلب بيت عديّ: |
|||
أَجْلِ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكمْ |
|||
فوقَ مَن أَحْكَى بِصُلْبٍ وإزارْ |
|||
أَي فوق من شدَّ إزاره عليه؛ قال ويروى: |
|||
فوق ما أَحكي بصلب وإزار |
|||
أَي فوق ما أَقول من الحكاية. ابن القطاع: أَحْكَيْتُها وحَكَيْتُها لغة في أَحْكَأْتُها وحَكَأْتُها. وما احْتَكى ذلك في صَدْري أَي ما وقع فيه.والحُكاةُ، مقصور: العَظاية الضخمة، وقيل: هي دابة تشبه العَظاية وليست بها، روى ذلك ثعلب، والجمع حُكىً من باب طَلْحَةٍ وطَلْحٍ. وفي حديث عطاء: أَنه سئل عن الحُكَأَةِ فقال ما أُحِبُّ قَتْلَها؛ الحُكَأَةُ: |
|||
العَظَاةُ بلغة أَهل مكة، وجمعها حُكىً، قال: وقد يقال بغير همز ويجمع على حُكىً، مقصور. والحُكاءُ، ممدود: ذَكَر الخَنافِس، وإنما لم يُحِبَّ قَتْلَها لأَنها لا تؤذي. وقالت أُم الهيثم: الحُكاءَةُ ممدودة مهموزةٌ، وهو كما قالت. |
|||
الفراء: الحاكِيَة الشَّادَّة، يقال: حَكَتْ أَي شَدَّت، قال: والحايِكَةُ المُتَبَخْتِرة. |
|||
@حلا: الحُلْو: نقيض المُرّ، والحَلاوَة ضدُّ المَرارة، والحُلْوُ كل ما |
|||
في طعمه حَلاوة، وقد حَلِيَ وحَلا وحَلُوَ حَلاوةً وحَلْواً وحُلْواناً |
|||
واحْلَوْلى، وهذا البناء للمبالغة في الأَمر. ابن بري: حكى قول الجوهري، |
|||
واحْلَوْلى مثلُه؛ وقال قال قيس بن الخطيم: |
|||
أَمَرُّ على البَاغي ويَغْلُظ جَانِبي، |
|||
وذو القَصْدِ أَحْلَوْلي له وأَلِينُ |
|||
وحَلِيَ الشيءَ واسْتَحْلاهُ وتَحَلاَّه واحْلَوْلاهُ، قال ذو الرمة: |
|||
فلمَّا تَحَلَّى قَرْعَها القاعَ سَمْعُه |
|||
بانَ له، وَسْطَ الأَشَاءِِ، انْغِلالُها |
|||
يعني أَنّ الصائد في القُتْرَة إذا سمع وَطْءَ الحمير فعلم أَنه وطْؤُها |
|||
فرح به وتحَلَّى سمعُه ذلك؛ وجعل حميد بن ثور احْلَوْلى متعدّياً فقال: |
|||
فلمَّا أَتى عامانِ بعدَ انْفِصالِه |
|||
عن الضَّرْعِ، واحْلَولى دِثاراً يَرودُها |
|||
(* قوله «واحلولى دثاراً» كذا بالأصل، والذي في الجوهري: دمائاً). |
|||
ولم يجئ افْعَوْعَل متعدّياً إلا هذا الحرف وحرف آخر وهو اعْرَوْرَيْت |
|||
الفَرَسَ. الليث: قد احْلَوْلَيْت الشيءَ أَحْلَوْلِيهِ احْلِيلاءً إذا |
|||
اسْتَحْلَيْتَه، وقَوْلٌ حَلِيٌّ يَحْلَوْلي في الفَم؛ قال كثَيِّر عزة: |
|||
نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ، ونَمْتَطِي |
|||
إلَيْك بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ |
|||
وحَلِيَ بقَلْبي وعَيْنِي تَجْلَى وحَلا يَحْلُو حَلاوةً وحُلْواناً إذا |
|||
أَعْجبك، وهو من المقلوب، والمعنى يَحلى بالعَين، وفصل بعضهم بينهما |
|||
فقال: حَلا الشيءُ في فَمِي، بالفتح، يَحْلُو حَلاوة وحَلِيَ بعيني، بالكسر، |
|||
إلا أَنهم يقولون: هو حُلْوٌ في المعنيين؛ وقال قوم من أَهل اللغة: ليس |
|||
حَلِيَ من حَلا في شيء، هذه لغة على حِدَتِها كأَنها مشتقة من الحَلْيِ |
|||
المَلْبوسِ لأَنه حَسُن في عينك كحُسْن الحَلْيِ، وهذا ليس بقويّ ولا |
|||
مرضيّ. الليث: وقال بعضهم حَلا في عَيْني وحَلا في فمي وهو يَحْلُو حَلْواً، |
|||
وحَلِيَ بصدري فهو يَحْلَى حُلْواناً |
|||
(* قوله «فهو يحلى حلواناً» هذه |
|||
عبارة التهذيب، وقال عقب ذلك: قلت حلوان في مصدر حلي بصدري خطأ عندي). |
|||
الأَصمعي: حَلِيَ في صدري يَحْلى وحلا في فمي يَحْلُو، وحَلِيتُ العيشَ |
|||
أَحْلاهُ أَي اسْتَحْلَيْته، وحَلَّيْتُ الشيءَ في عَين صاحِبه، وحَلَّيْت |
|||
الطعام: جعَلْتُه حُلْواً، وحَلِيتُ بهذا المكان. ويقال: ما حَلِيت منه |
|||
حَلْياً أَي ما أَصَبت. وحَلِي منه بخيرٍ وحلا: أَصاب منه خيراً. قال ابن |
|||
بري: وقولهم لم يَحْلَ بطائل أَي لم يظفر ولم يستفد منها كبيرَ فائدة، لا |
|||
يُتكَلَّم به إلا مع الجَحْد، وما حَلِيتُ بطائل لا يُستعمل إلا في النفي، |
|||
وهو من معنى الحَلْيِ والحِلْية، وهما من الياء لأَن النفس تَعْتَدُّ |
|||
الحِلْية ظَفَراً، وليس هو من حَلِيَ بعيْني بدليل قولهم حَلِيَ بعيني |
|||
حَلاوَة، فهذا من الواو والأَول من الياء لا غير. وحَلَّى الشيء وحَلأَه، |
|||
كلاهما: جعله ذا حلاوة، همزوه على غير قياس. الليث: تقول حَلَّيْت السويقَ، |
|||
قال: ومن العرب من همزة فقال حَلأْتُ السويقَ، قال: وهذا منهم غلط. قال |
|||
الأَزهري: قال الفراء توهمت العربُ فيه الهمز لمَّا رأَوْا قوله حَلأْتُه |
|||
عن الماء أَي منعته مهموزاً. الجوهري: أَحْلَيْتُ الشيءَ جعلته حُلْواً، |
|||
وأَحْلَيْتُه أَيضاً وجدته حُلْواً؛ وأَنشد ابن بري لعمرو بن الهُذيل |
|||
العَبْديّ: |
|||
ونحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ، |
|||
وأَنتَ بِثأْجٍ لا تُمِرُّ ولا تُحْلِي |
|||
قلت: وهذا فيه نظر، ويشبه أَن يكون هذا البيت شاهداً على قوله لا |
|||
يُمِرُّ ولا يُحْلي أَي ما يتكلم بحُلْوٍ ولا مُرٍّ. |
|||
وحالَيْتُه أَي طايَبْتُه؛ قال المرَّار الفقعسي: |
|||
فإني، إذا حُولِيتُ، حُلْوٌ مَذاقتي، |
|||
ومُرٌّ، إذا ما رامَ ذو إحْنةٍ هَضْمي |
|||
والحُلْوُ من الرجال: الذي يَسْتخفه الناسُ ويَسْتَحْلُونه وتستَحْلِيه |
|||
العينُ؛ أَنشد اللحياني: |
|||
وإني لَحُلْوٌ تَعْتَريني مَرَارَةٌ، |
|||
وإني لَصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ |
|||
والجمع حُلْووُنَ ولا يُكسَّر، والأُنثى حُلْوَة والجمع حُلْواتٌ ولا |
|||
يُكسَّر أَيضاً. ويقال: حَلَتِ الجاريةُ بعيني وفي عيني تَحْلُو حَلاوَةً. |
|||
واسْتَحْلاه: من الحَلاوة كما يقال استجاده من الجَوْدة. الأَزهري عن |
|||
اللحياني: احْلَوْلَتِ الجاريةُ تَحْلَوْلي إذا استُحْلِيَتْ واحْلَوْلاها |
|||
الرجلُ؛ وأَنشد: |
|||
فلو كنتَ تُعطي حين تُسْأَلُ سامحَتْ |
|||
لك النَّفْسُ، واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ |
|||
ويقال: أَحْلَيْتُ هذا المكانَ واستَحْليتُه وحَلِيتُ به بمعنى واحد. |
|||
ابن الأَعرابي: احْلَوْلى الرجل إذا حسُنَ خلُقه، واحلَوْى إذا خرَجَ من |
|||
بلد إلى بلد. وحُلْوةُ: فرس عبيدِ بن معاوية. وحكى ابن الأَعرابي: رجل |
|||
حَلُوٌّ، على مثال عَدُوٍّ، حُلْوٌ، ولم يحكها يعقوب في الأَشياء التي زعم |
|||
أَنه حَصَرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. والحُلْوُ الحَلالُ: الرجل الذي لا ريبة |
|||
فيه، على المَثل، لأَن ذلك يُسْتَحلَى منه؛ قال: |
|||
أَلا ذهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ، |
|||
ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلُ |
|||
والحَلْواءُ: كلُّ ما عُولج بحُلْو من الطعام، يمدّ ويقصر ويؤنث لا غير. |
|||
التهذيب: الحَلْواء اسم لما كان من الطعام إذا كان مُعالَجاً بحَلاوة. |
|||
ابن بري: يُحْكى أَن ابنَ شُبْرُمَة عاتَبه ابنه على إتيان السلطان فقال: |
|||
يا بُنيّ، إن أَباك أَكل من حَلْوائِهم فحَطَّ في أَهْوائِهم. الجوهري: |
|||
الحَلْواء التي تؤكل، تمد وتقصر؛ قال الكميت: |
|||
من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه |
|||
تَعْتَزُّ، حَلْواءَها، شدائِدُها |
|||
والحَلْواءُ أَيضاً: الفاكهة الحُلْوة. التهذيب: وقال بعضهم يقال |
|||
للفاكهة حَلْواءُ. ويقال: حَلُوَتِ الفاكهةُ تَحْلُو حَلاوةً. قال ابن سيده: |
|||
وناقة حَلِيَّة عَلِيَّة في الحَلاوة؛ عن اللحياني، هذا نصُّ قوله، وأَصلها |
|||
حَلُوَّة. وما يُمِرُّ ولا يُحْلي وما أَمَرَّ ولا أَحْلَى أَي ما يتكلم |
|||
بحُلْوٍ ولا مُرٍّ ولا يَفْعل فعلاً حُلْواً ولا مُرّاً، فإن نفَيْتَ |
|||
عنه أَنه يكون مُرّاً مَرَّةً وحُلْواً أُخرى قلتَ: ما يَمَرُّ ولا |
|||
يَحْلُو، وهذا الفرق عن ابن الأَعرابي. |
|||
والحُلْوَى: نقيضُ المُرَّى، يقال: خُذِ الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى. |
|||
قالت امرأَة في بناتِها: صُغْراها مُرّاها. وتَحالَتِ المرأَة إذا |
|||
أَظْهَرَت حَلاوَةً وعُجْباً؛ قال أَبو ذؤيب: |
|||
فشأْنَكُما، إنِّي أَمِينٌ وإنَّني، |
|||
إذا ما تَحالى مِثْلُها، لا أَطُورُها |
|||
وحَلا الرجلَ الشيءَ يَحْلُوه: أَعطاه إياه؛ قال أَوْسُ ابن حُجْرٍ: |
|||
كأَنَي حَلَوْتُ الشِّعْرَ، يومَ مَدَحْتُه، |
|||
صفَا صَخْرَةٍ صَمّاءَ يَبْسٍ بِلالُها |
|||
فجعل الشِّعْرَ حُلْواناً مِثلَ العطاء. والحُلْوانُ: أَن يأْخذ الرجلُ |
|||
من مَهْرِ ابنتهِ لنفْسهِ، وهذا عارٌ عند العرب؛ قالت امرأَة في زوجها: |
|||
لا يأْخُذُ الحُلْوانَ من بَناتِنا |
|||
ويقال: احْتَلى فلان لنفقة امرأَته ومهرها، وهو أَن يتَمَحَّلَ لها |
|||
ويَحْتالَ، أُخِذَ من الحُلْوانِ. يقال: احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسر اللام، |
|||
وابتَسِلْ من البُسْلة، وهو أَجْرُ الراقي. الجوهري: حَلَوْتُ فلاناً على كذا |
|||
مالاً فأَنا أَحْلُوه حَلْواً وحُلْواناً إذا وهبتَ له شيئاً على شيء |
|||
يفعله لك غيرَ الأُجرة؛ قال عَلْقمةُ ابن عَبَدَة: |
|||
أَلا رَجُلٌ أَحْلُوهُ رَحْلي وناقتي |
|||
يُبَلِّغُ عَنِّي الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائلُهْ؟ |
|||
أَي أَلا ههنا رجلٌ أَحْلُوه رَحْلي وناقتي، ويروى أَلا رجلٍ، بالخفض، |
|||
على تأْويل أَمَا مِنْ رجلٍ؛ قال ابن بري: وهذا البيت يروى لضابئٍ |
|||
البُرْجُمِيّ. وحَلا الرجلَ حَلْواً وحُلْواناً: وذلك أَن يزوجه ابنتَه أَو |
|||
أُختَه أَو امرأَةً مَّا بمهرٍ مُسَمّىً، على أَن يجعل له من المهر شيئاً |
|||
مُسمّىً، وكانت العرب تُعَيِّرُ به. وحُلْوانُ المرأَة: مَهْرُها، وقيل: هو |
|||
ما كانت تُعْطى على مُتْعَتِها بمكة. والحُلْوانُ أَيضاً: أُجْرة |
|||
الكاهِن. وفي الحديث: أَنه نهى عن حُلْوانِ الكاهِنِ؛ قال الأَصمعي: الحُلْوانُ |
|||
ما يُعطاه الكاهنُ ويُجْعَلُ له على كهَانَتهِ، تقول منه: حَلَوْتُه |
|||
أَحْلوه حُلواناً إذا حَبَوْته. وقال اللحياني: الحُلْوان أُجْرة |
|||
الدَّلاَّلِ خاصةً. والحُلْوانُ: ما أَعْطَيْتَ من رَشْوة ونحوها. ولأَحلُوَنَّك |
|||
حُلْوانَكَ أَي لأَجْزِينَّكَ جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابي. والحُلْوانُ: |
|||
مصدر كالغُفْران، ونونه زائدة وأَصله من الحَلا. والحُلْوانُ: الرَّشْوة. |
|||
يقال: حَلَوْتُ أَي رَشوْتُ؛ وأَنشد بيت علقمة: |
|||
فَمَنْ راكبٌ أَحْلُوه رَحْلاَ وناقةً |
|||
يُبَلِّغُ عني الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائِلُه؟ |
|||
وحَلاوةُ القفا وحُلاوَتُه وحَلاواؤُه وحُلاواهُ وحَلاءَتُه؛ الأَخيرة |
|||
عن اللحياني: وَسَطُه، والجمع حَلاوى. الأَزهري: حَلاوَةُ القَفا حاقٌّ |
|||
وَسَطِ القفا، يقال: ضربه على حَلاوَةِ القَفا أَي على وسط القفا. |
|||
وحَلاوَةُ القفا: فَأْسُه. وروى أَبو عبيد عن الكسائي: سَقَط على حُلاوَةِ القفا |
|||
وحَلاواءِ القفا، وحَلاوةُ القفا تَجُوزُ وليست بمعروفة. قال الجوهري: |
|||
ووقع على حُلاوة القفا، بالضم، أَي على وسط القفا، وكذلك على حُلاوَى |
|||
وحَلاواءِ القَفا، إذا فَتَحت مددت وإذا ضممت قصرت. وفي حديث المبعث: |
|||
فَسَلَقني لِحُلاوَة القفا أَي أَضْجَعَني على وسط القَفا لم يَمِلْ بي إلى أَحد |
|||
الجانبين، قال: وتضم حاؤه وتفتح وتكسر؛ ومنه حديث موسى والخَضِر، عليهما |
|||
السلام: وهو نائم على حَلاوةِ قفاهُ. |
|||
والحِلْو: حَفٌّ صغير يُنسَجُ به؛ وشَبَّه الشماخ لسان الحمار به فقال: |
|||
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه، |
|||
إذا صاح، حِلْوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنْسَجِ |
|||
ويقال: هي الخشبة التي يُديرها الحائك |
|||
وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنْبِت ذُكُورَ البَقْلِ. |
|||
والحُلاوى من الجَنْبة: شجَرة تدوم خُضْرتَها، وقيل: هي شجرة صغيرة ذات |
|||
شوك. والحُلاوَى: نَبْتة زَهْرتها صفراء ولها شوك كثير وورق صغار مستدير |
|||
مثل ورق السذاب، والجمع حُلاوَيات، وقيل: الجمع كالواحد. التهذيب: |
|||
الحَلاوى ضرب من النبات يكون بالبادية، والواحدة حَلاوِيَة على تقدير رَباعِية. |
|||
قال الأَزهري: لا أَعرف الحَلاوى ولا الحَلاوِية، والذي عرفته الحُلاوى، |
|||
بضم الحاء، على فُعالى، وروي أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب فُعالى |
|||
خُزامى ورُخامى وحُلاوى كلُّهن نبت، قال: وهذا هو الصحيح. |
|||
وحُلْوانُ: اسم بلد؛ وأَنشد ابن بري لقيس الرُّقَيَّات: |
|||
سَقْياً لِحُلْوانَ ذِي الكُروم، وما |
|||
صَنَّفَ من تينهِ ومِنْ عِنَبِهْ |
|||
وقال مُطِيعُ بن إياس: |
|||
أَسْعِداني يا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ، |
|||
وابْكِيا لي من رَيْبِ هذا الزَّمانِ |
|||
وحُلوانُ: كورة؛ قال الأَزهري: هما قريتان إحْداهما حُلْوان العراق |
|||
والأُخْرى حُلْوان الشام. ابن سيده: والحُلاوة ما يُحَكُّ بين حجرين فيُكتحل |
|||
به، قال: ولست من هذه الكلمة على ثقة لقولهم الحَلْوُ في هذا المعنى. |
|||
وقولهم حَلأْتُه أي كحلته. والحَلْيُ: ما تُزُيِّنَ به من مَصوغِ |
|||
المَعْدِنِيَّاتِ أَو الحجارةِ؛ قال: |
|||
كأَنها من حُسُنٍ وشارهْ، |
|||
والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْر والحِجارهْ، |
|||
مَدْفَعُ مَيْثاءَ إلى قَرارهْ |
|||
والجمع حُلِيٌّ؛ قال الفارسي: وقد يجوز أَن يكون الحَلْيُ جمعاً، وتكون |
|||
الواحدة حلْيَةٌ كشَرْيَةٍ وشَرْيٍ وهَدْيَةٍ وهَدْيٍ. والحِلْيَةُ: |
|||
كالحَلْيِ، والجمع حِلىً وحُلىً. الليث: الحَلْيُ كلّ حِلْيةٍ حَلَيت بها |
|||
امرأَةً أَو سيفاً ونحوَه، والجمع حُلِيٌّ. قال الله عز وجل: من حُلِيِّهِمْ |
|||
عِجْلاً جَسَداً له خُوار. الجوهري: الحَلْيُ حَلْيُ المرأَةِ، وجمعه |
|||
حُلِيٌّ مثل ثَدْيٍ وثُدِيٍّ، وهو فُعُولٌ، وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل |
|||
عِصيٍّ، وقرئ: من حُلِيِّهِم عِجْلاً جَسَداً، بالضم والكسر. وحَلَيْتُ |
|||
المرأَةَ أَحْلِيها حَلْياً وحَلَوْتُها إذا جعلت لها حُلِيّاً. |
|||
الجوهري: حِلْيَةُ السيفِ جمْعها حِلىً مثل لِحْيةٍ ولِحىً، وربما ضم. وفي |
|||
الحديث: أَنه جاءه رجل وعليه خاتم من حديد فقال: ما لي أَرى عليكَ حِلْيَة |
|||
أَهلِ النارِ؟ هو اسم لكل ما يُتَزَيَّن به من مصاغ الذهب والفضة، وإنما |
|||
جعلها حلية لأَهل النار لأَن الحديد زِيٌّ بعض الكفار وهم أَهل النار، وقيل: |
|||
إنما كرهه لأَجل نَتْنِه وزُهوكَتهِ، وقال: في خاتَمِ الشِّبْهِ ريحُ |
|||
الأَصْنام، لأَن الأَصنام كانت تُتَّخَذ من الشَّبَهِ. وقال بعضهم: يقال |
|||
حِلْيةُ السيف وحَلْيهُ، وكره آخرون حَلْيَ السيف، وقالوا: هي حِلْيَتُه ؛ |
|||
قال الأَغْلَبُ العِجْلِي: |
|||
جارِيةٌ من قيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ، |
|||
بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَهْ، |
|||
كأَنها حِلْيَةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ |
|||
وحكى أَبو علي حَلاة في حِلْيَةٍ، وهذا في المؤنث كشِبْهٍ وشَبَهٍ في |
|||
المذكر. وقوله تعالى: ومن كلٍّ تأْكلون لحماً طريّاً وتستخرجون حِلْيَةً |
|||
تلبسونها؛ جاز أَن يخبر عنهما بذلك لاختلاطهما، وإلا فالحِلْيَةُ إنما |
|||
تُسْتَخرج من المِلْح دون العَذْب. وحَلِيَت المرأَةُ حَلْىاً وهي حالٍ |
|||
وحالِيَةٌ: استفادت حَلْياً أَو لبسته، وحَلِيَتْ: صارت ذات حَلْيٍ، ونسوة |
|||
حَوالٍ. وتَحَلَّتْ: لبست حَلْىاً أَو اتخذت. وحَلاَّها: أَلبسها حَلْياً |
|||
أَو اتخذه لها، ومنه سيف مُحَلّىً. وتَحَلَّى بالحَلْي أَي تزيَّن، وقال: |
|||
ولغةٌ حَلِيَت المرأَةُ إذا لَبِسَتْه؛ وأَنشد: |
|||
وحَلْي الشَّوَى منها، إذا حَلِيَتْ به، |
|||
على قَصَباتٍ لا شِخاتٍ ولا عُصْلِ |
|||
قال: وإنما يقال الحَلْيُ للمرأَة وما سواها فلا يقال إلا حِلْيةٌ |
|||
للسيفِ ونحوه. ويقال: امرأَة حالية ومتحلية. وحَلَّيْت الرجلَ: وصفتُ |
|||
حِلْيَته. وقوله تعالى: يُحَلَّوْنَ فيها من أَساور من ذهب؛ عدَّاه إلى مفعولين |
|||
لأَنه في معنى يَلْبَسُون. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: كان |
|||
يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ، وحَلَّى السيفَ كذلك. ويقال للشجرة |
|||
إذا أَورقت وأَثمرت: حاليةٌ، فإذا تناثر ورقها قيل: تعطَّلت؛ قال ذو |
|||
الرمة:وهاجَتْ بَقايا القُلْقُلانِ، وعَطَّلَت |
|||
حَوَالِيَّهُ هُوجُ الرِّياحِ الحَواصِد |
|||
أَي أَيْبَسَتْها الرياح فتناثرت. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: |
|||
كان يَتَوضَّأُ إلى نصف ساقَيْه ويقول إن الحِلْية تبلغ إلى مواضِع |
|||
الوضوء؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالحلية ههنا التحجيل يوم القيامة من أَثر |
|||
الوضوء من قوله، صلى الله عليه وسلم: غُرٌّ مُحَجَّلون. ابن سيده في معتل |
|||
الياء: وحَلِيَ في عيني وصَدْرِي قيل ليس من الحَلاوة، إنما هي مشتقة من |
|||
الحَلْي الملبوس لأَنه حَسُنَ في عينك كَحُسْنِ الحَلْيِ، وحكى ابن |
|||
الأَعرابي: حَلِيَتْه العَيْنُ؛ وأَنشد: |
|||
كَحْلاءُ تَحْلاها العُيونُ النُّظَّرُ |
|||
التهذيب: اللحياني حَلِيَتِ المرأَة بعَيْني وفي عَيْني وبِقَلْبي وفي |
|||
قَلْبي وهي تَحْلَى حَلاوة، وقال أَيضاً: حَلَتْ تَحْلُو حَلاوة. الجوهري: |
|||
ويقال حَلِيَ فلان بعيني، بالكسر، وفي عيني وبصدري وفي صدري يَحْلَى |
|||
حَلاوة إذا أَعجبك؛ قال الراجز: |
|||
إنَّ سِرَاجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ، |
|||
تَحْلَى به العَيْن إذا ما تَجْهَرُهْ |
|||
قال: وهذا شيء من المقلوب، والمعنى يَحْلَى بالعَين. وفي حديث عليّ، |
|||
عليه السلام: لكنهم حَلِيَت الدنيا في أَعْينُهم. يقال: حَلِيَ الشيءُ |
|||
بعَيْني يَحْلى إذا استَحْسَنْته، وحَلا بفَمِي يَحْلُو. والحِلْيَةُ: |
|||
الخِلْقة. والحِلْيَةُ: الصفة والصُّورة. والتَّحْلِيةُ: الوَصْف. وتَحَلاَّه: |
|||
عَرَفَ صِفَته. والحلْية: تَحْلِيَتُك وجهَ الرجلِ إذا وصَفْته. ابن سيده: |
|||
والحَلَى بَثْرٌ يخرج بأَفواه الصبيان؛ عن كُراع، قال: وإنما قضينا بأَن |
|||
لامه ياء لما تقدم من أَن اللام ياء أَكثر منها واواً. والحَلِيُّ: ما |
|||
ابيضَّ من يَبِيسِ السِّبَطِ والنَّصِيِّ، واحدته حَلِيَّةٌ؛ قال: |
|||
لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ، |
|||
ولِمَّتِي كأَنَّها حَلِيَّهْ، |
|||
تقول هَذِي قرَّةٌ عَلَيَّهْ |
|||
التهذيب: والحَلِيُّ نبات بعَيْنه، وهو من خير مراتع أَهل البادية |
|||
للنَّعَم والخيل، وإذا ظهرت ثمرته أَشبه الزرع إذا أَسبل؛ وقال الليث: هو كل |
|||
نبت يشبه نبات الزرع؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ إنما الحَلِيُّ اسم نبت |
|||
بعينه ولا يشبهه شيء من الكلإ. الجوهري: الحَلِيُّ على فَعيل يبيس |
|||
النَّصِيِّ، والجمع أَحْلِية؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز: |
|||
نَحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ، |
|||
ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ |
|||
وقد يُعَبَّر بالحَلِيِّ عن اليابس كقوله: |
|||
وإنْ عِنْدِي، إن رَكِبْتُ مِسْحَلِي، |
|||
سَمَّ ذَراريحَ رطابٍ وحلِي |
|||
وفي حديث قُسٍّ: وحَلِيٍّ وأَقَاحٍ؛ هو يَبِيسُ النَّصِيِّ من الكَلإ، |
|||
والجمع أَحْلِية. |
|||
وحَلْية: موضع؛ قال الشَّنْفَرَى: |
|||
بِرَيْحانةٍ من بطنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ، |
|||
لها أَرَجٌ، ما حَوْلَها غَيرُ مُسْنِتِ |
|||
وقال بعض نساء أَزدِ مَيْدَعانَ: |
|||
لَوْ بَيْنَ أَبْياتٍ بِحَلْيَةَ ما |
|||
أَلْهاهُمُ، عَنْ نَصْرِكَ، الجُزُرُ |
|||
وحُلَيَّة: موضع؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: |
|||
أَو مُغْزِلٌ بالْخَلِّ، أَو بِحُلَيَّةٍ |
|||
تَقْرُو السلامَ بِشَادِنٍ مِخْماصِ |
|||
قال ابن جني: تحتمل حُلَيَّة الحرفين جميعاً، يعني الواو والياء، ولا |
|||
أُبعِد أَن يكون تحقير حَلْية، ويجوز أَن تكونَ همزةً مخففةً من لفظ حلأْت |
|||
الأَديم كما تقول في تخفيف الحُطَيْئة الحُطَيَّة. |
|||
وإحْلِيَاءُ: موضع؛ قال الشماخ: |
|||
فأَيْقَنَتْ أَنَّ ذا هاشٍ مَنِيَّتُها، |
|||
وأَنَّ شَرْقِيَّ إحْلِياءَ مَشْغُولُ |
|||
الجوهري: حَلْية، بالفتح، مأْسَدة بناحية اليمن؛ قال يصف أَسداً: |
|||
كأَنَّهُمُ يَخْشَوْنَ منْك مُدَرِّباً، |
|||
بِحَلْيةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْن مِهْزَعَا |
|||
الأَزهري: يقال للبعير إذا زجرته حَوْبُ وحَوْبَ وحَوْبِ، وللناقة حَلْ |
|||
جَزْمٌ وحَلِيْ جَزْم لا حَلِيتِ وحَلٍ، قال: وقال أَبو الهيثم يقال في |
|||
زجر الناقة حَلْ حَلْ، قال: فإذا أَدخلت في الزجر أَلِفاً ولاماً جرى بما |
|||
يصيبه من الإعراب كقوله: |
|||
والحَوْبُ لمَّا لم يُقَلْ والحَلُّ |
|||
فرفعه بالفعل الذي لم يسم فاعله. |
|||
@حما: حَمْوُ المرأَة وحَمُوها وحَماها: أَبو زَوْجها وأَخُو زوجها، |
|||
وكذلك من كان من قِبَلِه. يقال هذا حَمُوها ورأَيت حَمَاها ومررت بحَمِيها، |
|||
وهذا حَمٌ في الانفراد. وكلُّ من وَلِيَ الزوجَ من ذي قَرابته فهم أَحْماء |
|||
المرأَة، وأُمُّ زَوجها حَماتُها، وكلُّ شيء من قِبَلِ الزوج أَبوه أَو |
|||
أَخوه أَو عمه فهم الأَحْماءُ، والأُنثى حماةٌ، لا لغة فيها غير هذه؛ |
|||
قال:إنّ الحَماةَ أُولِعَتْ بالكَنَّهْ، |
|||
وأَبَتِ الكَنَّةُ إلاَّ ضِنَّهْ |
|||
وحَمْوُ الرجل: أَبو امرأَته أو أَخوها أَو عمها، وقيل: الأَحْماءُ من |
|||
قِبَل المرأَة خاصةً والأَخْتانُ من قِبَل الرجل، والصِّهْرُ يَجْمَعُ ذلك |
|||
كلَّه. الجوهري: حَماةُ المرأَة أُمّ زوجها، لا لغة فيها غير هذه. وفي |
|||
الحَمْو أَربع لغات: حَماً مثل قَفاً، وحَمُو مثل أَبُو، وحَمٌ مثل أَبٍ؛ |
|||
قال ابن بري: شاهد حَماً قول الشاعر: |
|||
وَبجارَة شَوْهاءَ تَرْقُبُني، |
|||
وحَماً يخِرُّ كَمَنْبِذِ الحِلْسِ |
|||
وحَمْءٌ ساكنةَ الميم مهموزة؛ وأَنشد: |
|||
قُلْتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دَارُها: |
|||
تِئْذَنْ، فإني حَمْؤُها وجَارُها |
|||
ويُروْى: حَمُها، بترك الهمز. وكلّ شيء من قِبَل المرأَة فهم الأَخْتان. |
|||
الأَزهري: يقال هذا حَمُوها ومررت بحَمِيها ورأَيت حَمَاها، وهذا حَمٌ |
|||
في الانفراد. ويقال: رأَيت حَماها وهذا حَماها ومررت بِحَماها، وهذا حَماً |
|||
في الانفراد، وزاد الفراء حَمْءٌ، ساكنة الميم مهموزة، وحَمُها بترك |
|||
الهمز؛ وأَنشد: |
|||
هِيَ ما كَنَّتي، وتَزْ |
|||
عُمُ أَني لهَا حَمُ |
|||
الجوهري: وأَصل حَمٍ حَمَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه أَحْماء مثل آباء. |
|||
قال: وقد ذكرنا في الأَخ أَن حَمُو من الأَسماء التي لا تكون مُوَحَّدة إلا |
|||
مضافة، وقد جاء في الشعر مفرداً؛ وأَنشد: |
|||
وتزعم أَني لها حَمُو |
|||
قال ابن بري: هو لفَقيد ثَقِيف |
|||
(* قوله: فقيد ثقيف؛ هكذا في الأصل). |
|||
قال: والواو في حَمُو للإطلاق؛ وقبل البيت: |
|||
أَيُّها الجِيرةُ اسْلَمُوا، |
|||
وقِفُوا كَيْ تُكَلَّمُوا |
|||
خَرَجَتْ مُزْنَةٌ من الـ |
|||
بَحْر ريَّا تَجَمْجَمُ |
|||
هِيَ ما كَنَّتي، وتَزْ |
|||
عُمُ أَني لَها حَمُ |
|||
وقال رجل كانت له امرأَة فطلقها وتزوّجها أَخوه: |
|||
ولقد أَصْبَحَتْ أَسْماءُ حَجْراً مُحَرَّما، |
|||
وأَصْبَحْتُ من أَدنى حُمُوّتِها حَمَا |
|||
أَي أَصبحت أَخا زوجها بعدما كنت زوجها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، |
|||
أَنه قال: ما بالُ رجال لا يزالُ أَحدُهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة |
|||
مُغْزِيةٍ يَتحدَّث إليها؟ عليكم بالجَنْبةِ. وفي حديث آخر: لا يَدْخُلَنَّ |
|||
رجلٌ على امرأَة، وفي رواية: لا يَخْلُوَنَّ رجلٌ بمُغِيبة وإن قيل |
|||
حَمُوها أَلا حَمُوها الموتُ؛ قال أَبو عبيد: قوله أَلا حَمُوها الموت، يقول |
|||
فَلْيَمُتْ ولا يفعل ذلك، فإذا كان هذا رأْيَه في أَبي الزَّوْج وهو |
|||
مَحْرَم فكيف بالغريب؟ الأَزهري: قد تدبرت هذا التفسير فلم أَرَهُ مُشاكلاً |
|||
للفظ الحديث. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال في قوله الحَمُ الموتُ: |
|||
هذه كلمة تقولها العرب كما تقول الأَسَدُ الموت أَي لقاؤه مثل الموت، وكما |
|||
تقول السلطانُ نارٌ، فمعنى قوله الحَمُ الموتُ أَن خلوة الحَمِ معها |
|||
أَشد من خلوة غيره من الغرباء، لأَنه ربما حسَّن لها أَشياء وحملها على |
|||
أُمور تثقل على الزوج من التماس ما ليس في وسعه أَو سوء عشرة أَو غير ذلك، |
|||
ولأَن الزوج لا يؤثر أَن يطلع الحَمُ على باطن حاله بدخول بيته؛ الأَزهري: |
|||
كأَنه ذهب إلى أَن الفساد الذي يجري بين المرأَة وأَحمائها أَشد من فساد |
|||
يكون بينها وبين الغريب ولذلك جعله كالموت. وحكي عن الأَصمعي أَنه قال: |
|||
الأَحماءُ من قِبَل الزوج، والأَخْتانُ من قِبَل المرأَة، قال: وهكذا قال |
|||
ابن الأَعرابي وزاد فقال: الحَماةُ أُمُّ الزوج، والخَتَنة أُمُّ |
|||
المرأَة، قال: وعلى هذا الترتيب العباسُ وعليٌّ وحمزةُ وجعفر أَحماءُ عائشةَ، |
|||
رضي الله عنهم أَجمعين. ابن بري: واختلف في الأَحْماءِ والأَصْهار فقيل |
|||
أَصْهار فلان قوم زوجته وأَحْماءُ فلانة قوم زوجها. وعن الأَصمعي: |
|||
الأَحْماءُ من قِبَل المرأَة والصِّهْر يَجْمَعهما؛ وقول الشاعر: |
|||
سُبِّي الحَماةَ وابْهَتي عَلَيْها، |
|||
ثم اضْرِبي بالوَدِّ مِرْفَقَيْها |
|||
مما يدل على أَن الحماة من قِبَل الرجل، وعند الخليل أَن خَتَنَ القوم |
|||
صِهْرُهم والمتزوِّج فيهم أَصهار الخَتَنِ |
|||
(* قوله: أصهار الختن: هكذا في |
|||
الأصل)، ويقال لأَهل بيتِ الخَتَنِ الأَخْتَانُ، ولأَهل بيت المرأَة |
|||
أَصهارٌ، ومن العرب من يجعلهم كلَّهم أَصْهاراً. |
|||
الليث: الحَماةُ لَحْمة مُنْتَبِرَة في باطِنِ الساق. الجوهري: والحماة |
|||
عَضَلَةُ الساق. الأَصمعي: وفي ساق الفرس الحَماتانِ، وهما اللَّحْمَتان |
|||
اللتان في عُرْض الساق تُرَيانِ كالعَصَبَتَين من ظاهر وباطن، والجمع |
|||
حَمَوات. وقال ابن شميل: هما المُضْغَتان المُنتَبِرتان في نصف الساقين من |
|||
ظاهر. ابن سيده: الحَماتان من الفرس اللَّحْمتان المجتمعتان في ظاهر |
|||
الساقين من أَعاليهما. |
|||
وحَمْوُ الشمس: حَرُّها. وحَمِيَت الشمسُ والنارُ تَحْمَى حَمْياً |
|||
وحُمِيّاً وحُمُوّاً، الأَخيرة عن اللحياني: اشتدَّ حَرُّها، وأَحْماها اللهُ، |
|||
عنه أَيضاً. الصحاح: اشْتَدَّ حَمْيُ الشمسِ وحَمْوُها بِمعْنىً. |
|||
وحَمَى الشيءَ حَمْياً وحِمىً وحِماية ومَحْمِيَة: منعه ودفع عنه. قال |
|||
سيبويه: لا يجيء هذا الضرب على مَفْعِلٍ إلا وفيه الهاء، لأَنه إن جاء |
|||
على مَفْعِلٍ بغير هاءٍ اعْتَلَّ فعدلوا إلى الأَخفِّ. وقال أَبو حنيفة: |
|||
حَمَيْتُ الأَرض حَمْياً وحِمْيَةً وحِمايَةً وحِمْوَةً، الأَخيرة نادرة |
|||
وإنما هي من باب أَشَاوي. والحِمْيَة والحِمَى: ما حُمِيَ من شيءٍ، يُمَدُّ |
|||
يقصر، وتثنيته حِمَيانِ على القياس وحِمَوان على غير قياس. وكلأٌ حِمىً: |
|||
مَحْمِيٌّ. وحَماه من الشيء وحَماه إيّاه؛ أَنشد سيبويه: |
|||
حَمَيْنَ العَراقِيبَ العَصا، فَتَرَكْنَه |
|||
به نَفَسٌ عَالٍ، مُخالِطُه بُهْرُ |
|||
وحَمَى المَريضَ ما يضرُّه حِمْيَةً: مَنَعَه إيَّاه؛ واحْتَمَى هو من |
|||
ذلك وتَحَمَّى: امْتَنَع. والحَمِيُّ: |
|||
المَريض الممنوع من الطعام والشراب؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: |
|||
وجْدي بصَخْرَةَ، لَوْ تَجْزِي المُحِبَّ به، |
|||
وَجْدُ الحَمِيِّ بماءٍ المُزْنةِ الصَّادي |
|||
واحْتَمَى المريضُ احْتِماءً من الأَطعمة. ويقال: حَمَيْتُ المريض وأَنا |
|||
أَحْمِيه حِمْيَةً وحِمْوَةً من الطعام، واحْتَمَيت من الطعام |
|||
احْتِماءً، وحَمَيْت القومَ حِماية، وحَمَى فلانٌ أَنْفَه يَحْمِيه حَمِيِّةً |
|||
ومَحْمِيَةً. |
|||
وفلان ذُو حَمِيَّةٍ مُنْكَرةَ إذا كان ذا غضب وأَنَفَةٍ. وحَمَى أَهلَه |
|||
في القِتال حِماية. وقال الليث: حَمِيتُ من هذا الشيءِ أَحْمَى مِنْه |
|||
حَمِيَّةً أَي أَنَفاً وغَيْظاً. وإنه لَرَجُل حَمِيٌّ: لا يَحْتَمِل |
|||
الضَّيْم، وحَمِيُّ الأَنْفِ. وفي حديث مَعْقِل بنِ يَسارٍ: فَحَمِيَ من ذلك |
|||
أَنَفاً أَي أَخَذَتْه الحَمِيَّة، وهي الأَنَفَة والغَيْرة. وحَمِيت عن |
|||
كذا حَمِيَّةً، بالتشديد، ومَحْمِيَة إذا أَنِفْت منه وداخَلَكَ عارٌ |
|||
وأَنَفَةٌ أَن تفْعَله. يقال: فلان أَحْمَى أَنْفاً وأَمْنَعُ ذِماراً من |
|||
فلان. وحَماهُ الناسَ يَحْمِيه إياهْم حِمىً وحِمايةً: منعه. |
|||
والحامِيَةُ: الرجلُ يَحْمِي أَصحابه في الحرب، وهم أَيضاً الجماعة |
|||
يَحْمُون أَنفُسَهم؛ قال لبيد: |
|||
ومَعِي حامِيةٌ من جَعْفرٍ، |
|||
كلَّ يوْمٍ نَبْتَلي ما في الخِلَلِ |
|||
وفلان على حامِية القوم أَي آخِرُ من يَحْمِيهِمْ في انْهِزامِهم. |
|||
وأَحْمَى المكانَ: جعله حِمىً لا يُقْرَب. وأَحْماهُ: وجَدَه حِمىً. الأَصمعي: |
|||
يقال حَمىَ فلان الأَرضَ يَحْمِيها حمىً لا يُقْرَب. الليث: الحِمَى |
|||
موضع فيه كَلأٌ يُحْمَى من الناس أَن يُرْعى. |
|||
وقال الشافعي، رضي الله تعالى عنه، في تفسير قوله، صلى الله عليه وسلم: |
|||
لا حِمَى إلا لله ولِرَسُولِه، قال: كان الشريف من العرب في الجاهلية إذا |
|||
نزل بلداً في عشيرته اسْتَعْوَى كَلْباً فحَمَى لخاصَّته مَدَى عُواءِ |
|||
الكَلْبِ لا يَشرَكُه فيه غيرهُ فلم يَرْعَه معه أَحد وكان شريكَ القوم في |
|||
سائر المرَاتع حَوْله، وقال: فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، أن |
|||
يُحْمَى على الناس حِمىً كما كانوا في الجاهلية يفعلون، قال: وقوله إلا لله |
|||
ولرسوله، يقول: إلا ما يُحْمَى لخيل المسلمين ورِكابِهِم التي تُرْصَد |
|||
للجهاد ويُحْمَل عليها في سبيل الله، وإبل الزكاة، كما حَمَى عمر النَّقِيع |
|||
لِنَعَمِ الصدقة والخيل المُعَدَّة في سبيل الله. وفي حديث أَبيَضَ بنِ |
|||
حَمّالٍ لا حِمَى في الأَراكَ، فقال أَبيَضُ: أَراكَةٌ في حِظاري أَي في |
|||
أَرضي، وفي رواية: أَنه سأَله عما يُحْمَى من الأَراك فقال ما لم تَنَلْهُ |
|||
أَخفافُ الإبلِ؛ معناه أَن الإبل تأْكل مُنْتَهى ما تصل إليه أَفواهها، |
|||
لأَنها إنما تصل إليه بمشيها على أَخفافها فيُحْمَى ما فوق ذلك، وقيل: |
|||
أَراد أَنه يُحْمَى من الأَراك ما بَعُدَ عن العِمارة ولم تبلغه الإبلُ |
|||
السارحة إذا أُرْسِلت في المَرْعَى، ويشبه أَن تكون هذه الأَراكة التي سأَل |
|||
عنها يوم أَحْيا الأَرضَ وحَظَر عليها قائمةَ فيها فأَحيا الأَرض فملكها |
|||
بالإحياء ولم يملك الأَراكة، فأَما الأَراك إذا نبت في مِلك رجل فإنه يحميه |
|||
ويمنع غيره منه؛ وقول الشاعر: |
|||
من سَراةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضْـ |
|||
ض ورَعْيُ الحِمَى وطولُ الحِيال |
|||
رَعْيُ الحِمَى: يريد حِمَى ضَرِيَّة، وهو مَراعي إبل المُلوك وحِمَى |
|||
الرَّبَذَةِ دونَه. وفي حديث الإفْكِ: أَحْمِي سَمْعي وبصَري أَي |
|||
أَمنَعُهما من أَن أَنسُب إليهما ما لم يُدْرِكاه ومن العذاب لو كَذَبْت |
|||
عليهما.وفي حديث عائشة وذكَرَت عثمان: عَتَبْنا عليه موضع الغَمامة المُحْماةِ؛ |
|||
تريد الحِمَى الذي حَماه. يقال: أَحْمَيْت المكان فهو مُحْمىً إذا جعلته |
|||
حِمىً، وجعلته عائشة، رضي الله عنها، موضعاً للغمامة لأَنها تسقيه |
|||
بالمطر والناس شُركاء فيما سقته السماء من الكَلإِ إذا لم يكن مملوكاً فلذلك |
|||
عَتَبُوا عليه. وقال أَبو زيد: حَمَيْتُ الحِمَى حَمْياً مَنَعْته، قال: |
|||
فإذا امتَنع منه الناسُ وعَرَفوا أَنه حِمىً قلت أَحمَيْتُه. وعُشْبٌ |
|||
حِمىً: مَحْمِيٌّ. قال ابن بري: يقال حَمَى مكانَه وأَحْماه؛ قال |
|||
الشاعر:حَمَى أَجَماتِه فتُرِكْنَ قَفْراً، |
|||
وأَحْمَى ما سِواه مِنَ الإجامِ |
|||
قال: ويقال أَحْمَى فلانٌ عِرْضَه؛ قال المُخَبَّلُ: |
|||
أَتَيْتَ امْرَأً أَحْمَى على الناسِ عِرْضَه، |
|||
فما زِلْتَ حتى أَنْتَ مُقْعٍ تُناضِلُهْ |
|||
فأَقْعِ كما أَقْعى أَبوكَ على اسْتِهِ، |
|||
رأَى أَنَّ رَيْماً فوْقَه لا يُعادِلُهْ |
|||
الجوهري: هذا شيءٌ حِمىً على فِعَلٍ أَي مَحْظُور لا يُقْرَب، وسمع |
|||
الكسائي في تثنية الحِمَى حِمَوانِ، قال: والوجه حِمَيانِ. وقيل لعاصم بن |
|||
ثابت الأَنصاري: حَمِيٌّ الدَّبْرِ، على فَعِيلٍ بمعنى مَفعول. وفلان حامي |
|||
الحقِيقةِ: مثل حامي الذِّمارِ، والجمع حُماةٌ وحامِية؛ وأَما قول |
|||
الشاعر:وقالوا: يالَ أَشْجَعَ يومَ هَيْجٍ، |
|||
ووَسْطَ الدارِ ضَرْباً واحْتِمايا |
|||
قال الجوهري: أَخرجه على الأَصل وهي لغة لبعض العرب؛ قال ابن بري: أَنشد |
|||
الأَصمعي لأَعْصُرَ بنِ سعدِ بن قيسِ عَيْلان: |
|||
إذا ما المَرْءُ صَمَّ فلمْ يُكَلَّمْ، |
|||
وأَعْيا سَمْعهُ إلا نِدَايا |
|||
ولاعَبَ بالعَشِيِّ بَني بَنِيهِ، |
|||
كفِعْلِ الهِرِّ يَحْتَرِشُ العَظايا |
|||
يُلاعِبُهُمْ، ووَدُّوا لوْ سَقَوْهُ |
|||
من الذَّيْفانِ مُتْرَعَةً إنايا |
|||
فلا ذاقَ النَّعِيمَ ولا شَراباً، |
|||
ولا يُعْطى منَ المَرَضِ الشِّفايا |
|||
وقال: قال أَبو الحسن الصِّقِلِّي حُمِلت أَلف النصب على هاء التأْنيث |
|||
بمقارنتها لها في المخرج ومشابهتها لها في الخفاء، ووجه ثان وهو أَنه إذا |
|||
قال الشفاءَا وقعت الهمزة بين أَلفين، فكرهها كما كرهها في عَظاءَا، |
|||
فقلبها ياءً حملاً على الجمع. |
|||
وحُمَّةُ الحَرِّ: مُعْظَمُه، بالتشديد. |
|||
وحامَيْتُ عنه مُحاماةً وحِماءً. يقال: الضَّرُوسُ تُحامي عن وَلدِها. |
|||
وحامَيْتُ على ضَيْفِي إذا احتَفَلْت له؛ قال الشاعر: |
|||
حامَوْا على أَضْيافِهِمْ، فشَوَوْا لَهُمْ |
|||
مِنْ لَحْمِ مُنْقِيَةٍ ومن أَكْبادِ |
|||
وحَمِيتُ عليه: غَضِبْتُ، والأُموي يهمزه. ويقال: حِماءٌ لك، بالمد، في |
|||
معنى فِداءٌ لك. وتحاماه الناس أَي توَقَّوْهُ واجتنبوه. وذهَبٌ حَسَنُ |
|||
الحَماءِ، ممدود: خرج من الحَماءِ حسَناً. ابن السكيت: وهذا ذهَبٌ جيِّدٌ |
|||
يخرج من الإحْماءِ، ولا يقال على الحَمَى لأَنه من أَحمَيْتُ. وحَمِيَ من |
|||
الشيء حَمِيَّةً ومَحْمِيَةً: أَنِفَ، ونظير المَحْمِيَة المَحْسِبةُ من |
|||
حَسِب، والمَحْمِدة من حَمِدَ، والمَوْدِدة من وَدَّ، والمَعْصِيةُ من |
|||
عَصَى. واحْتَمى في الحرب: حَمِيَتْ نَفْسهُ. ورجل حَمِيٌّ: لا يحتمل |
|||
الضَّيْمَ، وأَنْفٌ حَمِيٌّ من ذلك. قال اللحياني: يقال حَمِيتُ في الغضب |
|||
حُمِيّاً. وحَمِيَ النهار، بالكسر، وحَمِيَ التنور حُمِيّاً فيهما أَي |
|||
اشتدَّ حَرُّه. وفي حديث حُنَيْنٍ: الآن حَميَ الوَطِيسُ؛ التَّنُّورُ وهو |
|||
كناية عن شدَّة الأَمر واضْطِرامِ الحَرْبِ؛ ويقال: هذه الكلمة أوَّلُ من |
|||
قالها النبي، صلى الله عليه وسلم، لما اشْتَدَّ البأْسُ يومَ حُنَيْنٍ ولم |
|||
تُسْمَعُ قَبْله، وهي من أَحسن الاستعارات. وفي الحديث: وقِدْرُ القَوْمِ |
|||
حامِيةٌ تَفُور أَي حارَّة تَغْلي، يريد عِزَّةَ جانبِهم وشدَّةَ |
|||
شَوْكَتِهم. وحَمِيَ الفرسُ حِمىً: سَخُنَ وعَرِقَ يَحْمَى حَمْياً، وحَمْيُ |
|||
الشَّدِّ مثله؛ قال الأَعشى: |
|||
كَأَنَّ احْتِدامَ الجَوْفِ من حَمْيِ شَدِّه، |
|||
وما بَعْدَه مِنْ شَدّه، غَلْيُ قُمْقُمِ |
|||
ويجمع حَمْيُ الشَّدّ أَحْماءً؛ قال طَرَفَة: |
|||
فهي تَرْدِي، وإذا ما فَزِعَتْ |
|||
طارَ من أَحْمائِها شَدّ الأُزُرْ |
|||
وحِميَ المِسْمارُ وغيره في النار حَمْياً وحُمُوّاً: سَخُنَ، |
|||
وأَحْمَيْتُ الحديدة فأَنا أُحْمِيها إحْماءً حتى حَمِيَتْ تَحْمَى. ابن السكيت: |
|||
أَحْمَيْتُ المسمار إحْماء فأَنا أُحْمِيهِ. وأَحْمَى الحديدةَ وغيرها في |
|||
النار: أَسْخَنَها، ولا يقال حَمَيْتها. |
|||
والحُمَة: السَّمُّ؛ عن اللحياني، وقال بعضهم: هي الإبْرة التي تَضْرِبُ |
|||
بها الحَيّةُ والعقرب والزُّنْبور ونحو ذلك أَو تَلْدَغُ بها، وأَصله |
|||
حُمَوٌ أَو حُمَيٌ، والهاء عوض، والجمع حُماتٌ وحُمىً. الليث: الحُمَةُ في |
|||
أَفواه العامَّة إبْرةُ العَقْرب والزُّنْبور ونحوه، وإنما الحُمَةُ |
|||
سَمُّ كل شيء يَلْدَغُ أَو يَلْسَعُ. |
|||
ابن الأَعرابي: يقال لسَمّ العقرب الحُمَةُ والحُمَّةُ. وقال الأَزهري: |
|||
لم يسمع التشديد في الحُمَّة إلا لابن الأَعرابي، قال: وأَحسبه لم يذكره |
|||
إلا وقد حفظه. الجوهري: حُمَةُ العقرب سمها وضرها، وحُمَة البَرْدِ |
|||
شِدَّته. |
|||
والحُمَيَّا: شِدَّةُ الغضب وأَوَّلُه. ويقال: مضى فلان في حَمِيَّتهِ |
|||
أَي في حَمْلَته. ويقال: سارَتْ فيه حُمَيَّا الكَأْسِ أَي سَوْرَتُها، |
|||
ومعنى سارَت ارتفعت إلى رأْسه. وقال الليث: الحُمَيَّا بُلُوغ الخَمْر من |
|||
شاربها. أَبو عبيد: الحُمَيَّا دَبِيبُ الشَّراب. ابن سيده: وحُمَيَّا |
|||
الكأْسِ سَوْرَتُها وشدَّتها، وقيل: أَوَّلُ سَوْرتها وشدَّتها، وقيل: |
|||
إسْكارُها وحِدَّتُها وأَخذُها بالرأْس. وحُمُوَّة الأَلَمِ: سَوْرَته. |
|||
وحُمَيّا كُلّ شيء: شِدَّته وحِدَّته. وفَعَل ذلك في حُمَيَّا شَبابه أَي في |
|||
سَوْرته ونَشاطه؛ ويُنْشَد: |
|||
ما خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً، |
|||
أََشْكُو إلَيْكُمْ حُمُوَّةَ الأَلَمِ |
|||
وفي الحديث: أَنَّه رَخَّصَ في الرُُّقْيَةِ من الحُمَة، وفي رواية: من |
|||
كُلِّ ذي حُمَة. وفي حديث الدجال: وتُنْزَع حُمَةُ كُلِّ دابَّة أَي |
|||
سَمُّها؛ قال ابن الأَثير: وتطلق على إبرة العقرب للمجاورة لأَن السم منها |
|||
يخرج. ويقال: إنه لَشديد الحُمَيَّا أَي شديد النَّفْسِ والغَضَب. وقال |
|||
الأَصمعي: إنه لحامِي الحُمَيَّا أَي يَحْمِي حَوْزَتَه وما وَلِيَه؛ |
|||
وأَنشد:حَامِي الحُمَيَّا مَرِسُ الضَّرِير |
|||
والحَامِيَةُ: الحجارةُ التي تُطْوَى بها البئر. ابن شميل: الحَوامي |
|||
عِظامُ الحجارة وثِقالها، والواحدة حامِيَةٌ. والحَوَامِي: صَخْرٌ عِظامٌ |
|||
تُجْعَل في مآخِير الطَّيِّ أَن يَنْقَلِعَ قُدُماً، يَحْفِرون له نِقَاراً |
|||
فيَغْمزونه فيه فلا يَدَعُ تُراباً ولا يَدْنُو من الطَّيِّ فيدفعه. |
|||
وقال أَبو عمرو: الحَوامِي ما يَحْمِيه من الصَّخْر، واحدتها حامِيَة. وقال |
|||
ابن شميل: حجارة الرَّكِيَّة كُلُّها حَوَامٍ، وكلها على حِذَاءٍ واحدٍ، |
|||
ليس بعضها بأَعظم من بعض، والأَثافِي الحَوامِي أَيضاً، واحدتها حاميةٌ؛ |
|||
وأَنشد شمر: |
|||
كأَنَّ دَلْوَيَّ، تَقَلَّبانِ |
|||
بينَ حَوَامِي الطَّيِّ ، أَرْنَبانِ |
|||
والحَوامِي: مَيامِنُ الحَافِر ومَياسِرهُ. والحَامِيَتانِ: ما عن |
|||
اليمين والشمال من ذلك. وقال الأَصمعي: في الحَوافر الحَوَامِي، وهي حروفها من |
|||
عن يمين وشمال؛ وقال أَبو دُوادٍ: |
|||
لَهُ، بَيْنَ حَوامِيهِ، |
|||
نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ |
|||
وقال أَبو عبيدة: الحَامِيَتانِ ما عن يمين السُّنْبُك وشُماله. |
|||
والحَامِي: الفَحْلُ من الإبل يَضْرِبُ الضِّرَابَ المعدودَ قيل عشرة أَبْطُن، |
|||
فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حامٍ أَي حَمَى ظَهْرَه فيُتْرَك فلا ينتفع منه |
|||
بشيء ولا يمنع من ماء ولا مَرْعىً. الجوهري: الحامي من الإبل الذي طال مكثه |
|||
عندهم. قال الله عز وجل: ما جعل الله من بَحِيرةٍ ولا سائبة ولا |
|||
وَصِيلةٍ ولا حامٍ؛ فأَعْلَم أَنه لم يُحَرِّمْ شيئاً من ذلك؛ قال: |
|||
فَقَأْتُ لها عَيْنَ الفَحِيلِ عِيافَةً، |
|||
وفيهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ والْحامي |
|||
قال الفراء: إذا لَقِحَ ولَد وَلَدهِ فقد حَمَى ظَهْرَه ولا يُجَزُّ له |
|||
وَبَر ولا يُمْنَع من مَرْعىً. |
|||
واحْمَوْمَى الشيءُ: اسودَّ كالليل والسحاب؛ قال: |
|||
تَأَلَّقَ واحْمَوْمَى وخَيَّم بالرُّبَى |
|||
أَحَمُّ الذُّرَى ذو هَيْدَب مُتَراكِب |
|||
وقد ذكر هذا في غير هذا المكان. الليث: احْمَوْمَى من الشيء فهو |
|||
مُحْمَوْمٍ، يُوصف به الأَسْوَدُ من نحو الليل والسحاب. والمُحْمَوْمِي من |
|||
السحاب: المُتَراكم الأَسْوَدُ. |
|||
وحَمَاةُ: موضع؛ قال امرؤ القيس: |
|||
عَشيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرا |
|||
(* وصدر البيت: |
|||
تقطَّعُ أسبابُ اللُّبانة، والهوى). |
|||
وقوله أَنشده يعقوب: |
|||
ومُرْهَقٍ سَالَ إمْتاعاً بوُصدَته |
|||
لم يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ |
|||
قال: إنما أَراد حَوائِم من حامَ يَحُومُ فقلب، وأَراد بسَال سَأَلَ، |
|||
فإما أَن يكون أَبدل، وإما أَن يريد لغة من قال سَلْتَ تَسَالُ. |
|||
@حنا: حَنَا الشيءَ حَنْواً وحَنْياً وحَنَّاهُ: عَطَفه؛ قال يزيد بن |
|||
الأَعْوَرِ الشَّنّي: |
|||
يَدُقُّ حِنْوَ القَتَب المُحَنَّا، |
|||
إذا عَلا صَوَّانَهُ أَرَنَّا |
|||
والانْحِناءُ: الفعل اللازم، وكذلك التَّحَنِّي. وانْحَنى الشيءُ: |
|||
انعطف. وانْحَنى العُودُ وتَحَنَّى: انعطف. |
|||
وفي الحديث: لم يَحْنِ أَحدٌ منا ظَهْرَه أَي لم يَثْنه للركوع. يقال: |
|||
حَنَى يَحْني ويَحْنُو. وفي حديث معاوية: وإذا ركع أَحدُكم فلْيَفْرُشْ |
|||
ذراعيه على فخذيه ولْيَحْنا |
|||
(* قوله «وليحنا» هي في الأصل ونسخ النهاية |
|||
المعتمدة مرسومة بالألف)؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في الحديث، فإن كانت |
|||
بالحاء فهو من حنا ظهره إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهو من جنأَ على الشيء |
|||
أَكَبَّ عليه، وهما متقاربان، قال: والذي قرأْناه في كتاب مسلم بالجيم وفي |
|||
كتاب الحميدي بالحاء. وفي حديث أَبي هريرة: إِياك والحَنْوَةَ، |
|||
والإِقْعاء؛ يعني في الصلاة، وهو أَن يُطَأْطِئَ رأْسه ويُقَوِّسَ ظَهْره من |
|||
حَنَيْتُ الشيءَ إِذا عطفته، وحديثه الآخر: فهل يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَة |
|||
الشَّبابِ إِلا حَوانِيَ الهَرَمِ؟ هي جمع حانِيَة وهي التي تَحْني ظَهْرَ |
|||
الشيخ وتَكُبُّه. وفي حديث رَجْمِ اليهودي: فرأَيتُه يُحْنِي عليها |
|||
يقيها الحجارة؛ قال الخطابي: الذي جاء في السنن يُجْني، بالجيم، والمحفوظ |
|||
إِنما هو بالحاء أَي يُكِبُّ عليها. يقال: حنا يَحْنو حُنُوّاً؛ ومنه |
|||
الحديث: قال لنسائه لا يُحْني عليكن بَعْدي إِلا الصابرون أَي لا يَعْطِفُ |
|||
ويُشْفِقُ؛ حَنا عليه يَحْنو وأَحْنى يُحْنِي. |
|||
والحَنِيَّةُ: القوس، والجمع حَنِيٌّ وحَنايا، وقد حَنَوْتُها أَحنوها |
|||
حَنْواً. وفي حديث عمر: لو صَلَّيْتُم حتى تكونوا كالحَنايا؛ هي جمع |
|||
حَنِيَّةٍ أَو حَنِيٍّ، وهما القوس، فَعِيل بمعنى مفعول، لأَنها مَحْنِيَّة |
|||
أَي معطوفة؛ ومنه حديث عائشة: فحَنَت لها قَوْسَها أَي وتَّرَتْ لأَنها |
|||
إِذا وتَّرَتْها عَطَفَتها، ويجوز أَن تكون حَنَّتْ مشدَّدة، يريد صَوَّتَت. |
|||
وحَنَت المرأَة على ولدها تَحْنُو حُنُوّاً وأَحْنَت؛ الأَخيرة عن |
|||
الهروي: عَطَفَت عليهم بعد زوجها فلم تتزوج بعد أَبيهم، فهي حانِيَةٌ؛ |
|||
واستعمله قَيْس بن ذَريحٍ في الإِبل فقال: |
|||
فأُقْسِمُ، ما عُمْشُ العيونِ شَوارِفٌ |
|||
رَوائِمُ بَوٍّ حانياتٌ على سَقْبِ |
|||
والأُمُّ البَرَّة حانِيَة، وقد حَنَت على ولدها تَحْنُو. أَبو زيد: |
|||
يقال للمرأَة التي تقيم على ولدها ولا تَتَزَوَّج قد حنت عليهم تَحْنُو، فهي |
|||
حانِيَة، وإِذا تزوجت بعده فليست بحانية؛ وقال: |
|||
تُساقُ وأَطفالُ المُصِيف، كأَنَّها |
|||
حَوانٍ على أَطلائهنَّ مَطافِلُ |
|||
أَي كأَنَّها إِبل عَطَفت على ولدها. وتَحَنَّنتُ عليه أَي رَقَقْت له |
|||
ورَحِمْته. وتحَنَّيْت أَي عطفت. وفي الحديث: خيرُ نِساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ |
|||
صالحُ نِساء قرَيشٍ أَحْناهُ على ولدٍ في صِغَرهِ وأَرْعاه على زوج في |
|||
ذاتِ يَدِه. وروى أَبو هريرة أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: خيرُ |
|||
نساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ خِيارُ نساءِ قريشٍ أَحناه على ولدٍ في صِغَره |
|||
وأَرعاه على زوج في ذاتِ يَدِه؛ قوله: أَحناهُ أَي أَعْطَفه، وقوله: أَرعاهُ |
|||
على زوج إِذا كان لها مال واسَتْ زوْجَها؛ قال ابن الأَثير: وإِنما |
|||
وحَّد الضمير ذهاباً إِلى المعنى، تقديره أَحْنى من وُجِدَ أَو خُلِقَ أَو |
|||
مَن هُناك؛ ومنه: أَحسنُ الناس خُلُقاً وأَحسنُه وجْهاً يريد أَحسنُهم، وهو |
|||
كثير من أَفصح الكلام. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: |
|||
أَنا وسَفْعاءُ الخَدَّيْنِِ الحانِيةُ على وَلدِها يومَ القيامة |
|||
كَهاتَيْن، وأَشاء بالوُسْطى والمُسَبِّحة، أَي التي تقيم على ولدها لا تتزوّج |
|||
شفقة وعطفاً. الليث: إِذا أَمْكَنَت الشاةُ الكَبْشَ يقال حَنَتْ فهي |
|||
حانِيَة، وذلك من شدّة صِرافِها. الأَصمعي: إِذا أَرادت الشاةُ الفحل فهي حانٍ، |
|||
بغير هاء، وقد حَنَت تَحْنُو. ابن الأَعرابي: أَحْنى على قَرابته وحَنا |
|||
وحَنىً ورَئِمَ. ابن سيده: وحَنَت الشاةُ حُنُوّاً، وهي حانٍ، أَرادت |
|||
الفَحل واشتهته وأَمكنته، وبها حِناء، وكذلك البقرة الوحشية لأَنها عند |
|||
العرب نعجة، وقيل: الحاني التي اشْتَدَّ عليها الاسْتِحْرامُ. والحانِية |
|||
والحَنْواءُ من الغنم: التي تَلْوي عُنُقَها لغير علة، وكذلك هي من الإِبل، |
|||
وقد يكون ذلك عن علة؛ أَنشد اللحياني عن الكسائي: |
|||
يا خالِ، هَلاَّ قُلْتَ إِذْ أَعْطَيْتَني: |
|||
هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ |
|||
ابن سيده: وحَنا يدَ الرجلِ حَنْواً لَواها، وقال في ذوات الياء: حَنى |
|||
يَدَه حِنايَةً لواها. وحَنى العُودَ والظَّهْرَ: عَطَفَهُما. وحَنى عليه: |
|||
عَطَف. وحَنى العُودَ: قَشَره، قال: والأَعْرفُ في كلّ ذلك الواو، ولذلك |
|||
جعلنا تَقَصِّيَ تصارِيفه في حَدِّ الواو؛ وقوله: |
|||
بَرَكَ الزمان عليهمُ بِجِرانِه، |
|||
وأَلحَّ منكِ بحيثُ تُحْنى الإِصْبَع |
|||
يعني أَنه أَخذ الخيار المعدودين؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال: ومثله قول |
|||
الأَسدي: |
|||
فإِنْ عُدَّ مَجْدٌ أَو قَدِيمٌ لِمَعْشَرٍ، |
|||
فَقَوْمِي بِهِمْ تُثْنى هُناكَ الأَصابِعُ |
|||
وقال ثعلب: معنى قوله حيث تُحْنى الإِصبع أَن تقول فلان صديقي وفلان |
|||
صديقي فتَعُدَّ بأَصابعك، وقال: فلان ممن لا تُحْنى عليه الأَصابع أَي لا |
|||
يُعَدُّ في الإِخوان. |
|||
وحَِنْوُ كلِّ شيءٍ: اعْوِجاجُه. والحِنْوُ: كلّ شيءٍ فيه اعوجاج أَو |
|||
شبْهُ الاعوجاج، كعَظْم الحِجاج واللَّحْي والضِّلَع والقُفِّ والحِقْفِ |
|||
ومُنْعَرَجِ الوادي، والجمع أَحْناءٌ وحُنِيٌّ وحِنِيٌّ. وحِنْوُ الرحْلِ |
|||
والقَتَبِ والسَّرْج: كلُّ عُود مُعْوَجٍّ من عِيدانِه، ومنه حِنْوُ |
|||
الجبل. الأَزهري: والحِنْوُ والحِجاج العَظْم الذي تحت الحاجب من الإِنسان؛ |
|||
وأَنشد لجرير: |
|||
وخُورُ مُجاشعٍ تَرَكُوا لَقِيطاً، |
|||
وقالوا: حِنْوَ عَيْنِكَ والغُرابا |
|||
قيل لبَني مُجاشع خُورٌ بقول عمرو بن أُمَيَّة: |
|||
يا قَصَباً هَبَّت له الدَّبورُ، |
|||
فهْو إِذا حُرِّكَ جُوفٌ خُورُ |
|||
يريد: قالوا احذَرْ حِنْوَ عَيْنِكَ لا يَنْقُرُه الغُراب، وهذا تهكم. |
|||
وحِنْوُ العَيْن: طَرفها. الأَزهري: حِنْوُ العَيْنِ حِجاجُها لا |
|||
طَرَفُها، سُمِّي حِنْواً لانحنائه؛ وقول هِمْيان بن قُحافة: |
|||
وانْعاجَت الأَحْناءُ حتى احلَنْقَفَتْ |
|||
إِنما أَراد العظام التي هي منه كالأَحْناء. |
|||
والحِنْوانِ: الخَشَبتان المَعْطوفتان اللتان عليهما الشَّبكة يُنْقَلُ |
|||
عليهما البُرُّ إِلى الكُدْسِ. |
|||
وأَحْناءُ الأُمور: أَطرافها ونواحيها. وحِنْوُ العين: طَرَفها؛ قال |
|||
الكميت: |
|||
والُوا الأُمُورَ وأَحْناءَها، |
|||
فلمْ يُبْهِلُوها ولمْ يُهْمِلُوا |
|||
أَي ساسُوها ولم يُضَيِّعُوها. وأَحْناءُ الأُمورِ: ما تَشابَه منها؛ |
|||
قال: |
|||
أَزَيْدُ أَخا وَرْقاءَ، إِنْ كنتَ ثائراً، |
|||
فقدْ عَرَضَتْ أَحْناءُ حَقٍّ فخاصِمِ |
|||
وأَحْناءُ الأُمور: مُتَشابِهاتُها؛ وقال النابغة: |
|||
يُقَسِّمُ أَحْناءَ الأُمورِ فهارِبٌ، |
|||
وشاصٍ عن الحَرْبِ العَوانِ، ودائِنُ |
|||
والمَحْنِيَة من الوادي؛ مُنْعَرَجُه حيث يَنْعطِف، وهي المَحْنُوَة |
|||
والمَحناةُ؛ قال: |
|||
سَقَى كلَّ مَحْناةٍ مِنَ الغَرْبِ والمَلا، |
|||
وجِيدَ بهِ منها المِرَبُّ المُحَلَّلُ |
|||
وهو من ذلك. والمَحْنِيَة: مُنْحَنى الوادي حيث يَنْعرج منخفضاً عن |
|||
السَّنَدِ. وتحَنَّى الحِنْوُ: اعْوَجَّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: |
|||
في إِثْرِ حَيٍّ كان مُسْتَباؤُهُ، |
|||
حيثُ تَحَنَّى الحِنْوُ أَو مَيْثاؤُهُ |
|||
ومَحْنِية الرمل: ما انْحَنى عليه الحِقْف. قال ابن سيده: قال سيبويه |
|||
المَحْنِية ما انْحَنى من الأَرض، رَمْلاً كان أَو غيره، ياؤُه منقلبة عن |
|||
واو لأَنها من حَنَوْت، وهذا يدل على أَنه لم يَعرف حَنَيْت، وقد حكاها |
|||
أَبو عبيد وغيره. والمَحْنِية: العُلْبة تُتَّخذُ من جلود الإِبل، يُجعَل |
|||
الرمل في بعض جلدها، ثم يُعَلَّق حتى ييبس فيبقى كالقصعة، وهي أَرفق |
|||
للراعي من غيره. |
|||
والحَوَاني: أَطْوَل الأَضلاع كلِّهن، في كل جانب من الإِنسان ضِلَعان |
|||
من الحَوَاني، فهنَّ أَربعُ أَضلُع من الجَوانِحِ يَلِينَ الواهِنَتَينِ |
|||
بَعدَهما. وقال في رجل في ظهره انحناء: إِنَّ فيه لَحِنايَةً يَهُودِيَّة، |
|||
وفيه حِنايةٌ يهودية أَي انحِناءٌ. وناقة حَنْواءُ: حدْباءُ. |
|||
والحانِيَةُ: الحانوت، والجمع حَوَانٍ. قال ابن سيده: وقد جعل اللحياني حَوانيَ |
|||
جمعَ حانوتٍ، والنسب إِلى الحانِيَة حانِيٌّ؛ قال علقمة: |
|||
كأْسٌ عَزِيزٌ من الأَعْنابِ عَتَّقَها، |
|||
لِبَعْضِ أَرْبابِها، حانِيَّةٌ حُومُ |
|||
قال: ولم يعرف سيبويه حانِيَة لأَنه قد قال كأَنه أَضاف إِلى مثل ناحية، |
|||
فلو كانت الحانِيَةُ عنده معروفة لما احتاج إِلى أَن يقول كأَنه أَضاف |
|||
إِلى ناحية، قال: ومن قال في النسب إِلى يَثْرِبَ يَثْرَبيّ وإِلى |
|||
تَغْلِبَ تَغْلَبِيٌّ قال في الإِضافة إِلى حانِيَة حانَوِيّ؛ وأَنشد: |
|||
فكيفَ لنا بالشُّرْبِ، إِنْ لم تكنْ لنا |
|||
دَوانِقُ عند الحانَوِيِّ، ولا نَقْدُ؟ |
|||
ابن سيده: الحانُوتُ فاعُول من حَنَوْت، تشبيهاً بالحَنِيَّة من البناء، |
|||
تاؤُه بدل من واو؛ حكاه الفارسي في البصريات له قال: ويحتمل أَن يكون |
|||
فَعَلُوتاً منه. ويقال: الحانوتُ والحانِيَة والحاناةُ كالناصية والناصاة. |
|||
الأَزهري: التاء في الحانوت زائدة، يقال حانَةٌ وحانوت وصاحبها حانِيٌّ. |
|||
وفي حديث عمر: أَنه أَحرق بيتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وكان حانوتاً |
|||
تُعاقَرُ فيه الخَمر وتُباعُ. وكانت العرب تسمي بيوت الخمَّارين الحوانيت، |
|||
وأَهل العراق يسمونها المَواخِيرَ، واحدها حانوتٌ وماخُورٌ، والحانة |
|||
أَيضاً مثله، وقيل: إِنهما من أَصل واحد وإِن اختلف بناؤُهما، والحانوت يذكر |
|||
ويؤنث. والحانيّ: صاحب الحانوت. والحانِيَّة: الخمَّارون، نسبوا إِلى |
|||
الحانِية، وعلى ذلك قال: حانِيَّة حُوم؛ فأَما قول الآخر: |
|||
دَنانيرُ عند الحانَوِيِّ ولا نَقْدُ |
|||
فهو نسب إِلى الحاناةِ. |
|||
والحَنْوة، بالفتح: نبات سُهْليٌّ طيب الريح، وقال النَّمِرُ ابن |
|||
تَوْلَبٍ يصف روضة: |
|||
وكأَنَّ أَنْماطَ المدائنِ حَوْلَها |
|||
مِن نَوْرِ حَنْوَتها، ومِن جَرْجارِها |
|||
وأَنشد ابن بري: |
|||
كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها، |
|||
بالليل، رِيحُ يَلَنْجُوجٍ وأَهْضامِ |
|||
وقيل: هي عُشبة وضِيئة ذات نَوْر أَحمر، ولها قُضُب وورق طيبة الريح |
|||
إِلى القِصَر والجُعُودة ما هي، وقيل: هي آذَرْيُونُ البَرِّ، وقال أَبو |
|||
حنيفة: الحَنْوة الرَّيْحانة، قال: وقال أَبو زياد من العُشب الحَنْوة، وهي |
|||
قليلة شديدة الخضرة طيبة الريح وزهرتها صفراء وليست بضخمة؛ قال جميل: |
|||
بها قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوةٌ، |
|||
ومن كلّ أَفْواهِ البُقُولِ بها بَقْلُ |
|||
وحَنْوة: فرس عامر بن الطفيل. والحِنْوُ: موضع؛ قال الأَعشى: |
|||
نحنُ الفَوارِسُ يومَ الحِنْوِ ضاحِيةً |
|||
جَنْبَيْ فُطَيْمةَ، لا مِيلٌ ولا عُزْلُ |
|||
وقال جرير: |
|||
حَيِّ الهِدَمْلةَ مِن ذاتِ المَواعِيسِ، |
|||
فالحِنْوُ أَصبَحَ قَفْراً غيرَ مأْنوسِ |
|||
والحَنِيَّانِ: واديانِ معروفان؛ قال الفرزدق: |
|||
أَقَمْنا ورَبَّبْنا الدِّيارَ، ولا أَرى |
|||
كمَرْبَعِنا، بَينَ الحَنِيَّينِ، مَرْبَعا |
|||
وحِنْوُ قُراقِرٍ: موضع. قال الجوهري: الحِنْوُ موضع. والحِنْو: واحد |
|||
الأَحناءِ، وهي الجَوانِب مثل الأَعْناء. وقولهم: ازْجُرْ أَحْناءَ طَيرِكَ |
|||
أَي نواحِيَه يميناً وشمالاً وأَماماً وخَلْفاً، ويُراد بالطَّير |
|||
الخِفَّة والطَّيْش؛ قال لبيد: |
|||
فَقُلْتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِك، واعْلَمَنْ |
|||
بأَنَّكَ، إِن قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ |
|||
والحِنَّاءُ: مذكور في الهمزة. |
|||
وحَنَيْت ظَهْري وحَنَيْت العُود: عطفته، وحَنَوْتُ لغة؛ وأَنشد |
|||
الكسائي:يَدُقُّ حِنْوَ القَتَبِ المَحْنِيَّا |
|||
دَقَّ الوَلِيدِ جَوْزَه الهِنْدِيَّا |
|||
فجمع بين اللغتين، يقول: يدقه برأْسه من النعاس. ورجل أَحْنى الظهر |
|||
والمرأَة حَنْياءُ وحَنْواء أَي في ظهرها احْدِيداب. وفلان أَحْنَى الناس |
|||
ضُلوعاً عليك أَي أَشْفَقُهم عليك. وحَنَوْت عليه أَي عطفت عليه. وتَحَنَّى |
|||
عليه أَي تعَطَّف مثل تَحَنَّن؛ قال الشاعر: |
|||
تَحَنَّى عليكَ النفْسُ مِنْ لاعِج الهَوى، |
|||
فكيف تَحَنِّيها وأَنْتَ تُهِينُها؟ |
|||
والمَحاني: معاطِف الأَوْدِية، الواحدة مَحْنِية، بالتخفيف؛ قال امرؤ |
|||
القيس: |
|||
بمَحْنِيَة قَدْ آزَرَ الضَّالُ نَبْتَها، |
|||
مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمِين وخُيَّبِِ |
|||
وفي الحديث: كانوا مَعَه فأَشْرَفوا على حَرَّةِ واقِمٍ فإِذا قبُورٌ |
|||
بمَحْنِيَة أَي بحيث يَنْعَطِف الوادي، وهو مُنْحَناه أَيضاً، ومَحاني |
|||
الوادي: مَعاطِفه؛ ومنه قول كعب بن زهير: |
|||
شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ من مَاءٍ مَحْنِيَةٍ، |
|||
صافٍ بأَبْطَح أَضْحى، وهو مَشْمُول |
|||
خَصَّ ماءَ المَحْنية لأَنه يكون أَصفى وأَبرد. وفي الحديث: أَن |
|||
العَدُوَّ يوم حُنَيْنٍ كَمَنُوا في أَحْناء الوادي؛ هي جمع حِنْوٍ وهو |
|||
مُنْعَطَفُه مثل مَحانيه؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: مُلائِمةٌ لأَحْنائها |
|||
أَي مَعاطِفِها. |
|||
@حوا: الحُوَّةُ: سواد إِلى الخُضْرة، وقيل: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى |
|||
السَّواد، وقد حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مشدّد، واحْوَوى فهو |
|||
أَحْوَى، والنسب إِليه أَحْوِيٌّ؛ قال ابن سيده: قال سيبويه إِنما ثبتت الواو في |
|||
احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حيث كانتا وسطاً، كما أَنَّ التضعيف وسطاً |
|||
أَقوى نحو اقْتَتل فيكون على الأَصل، وإِذا كان مثل هذا طرفاً اعتلّ، وتقول |
|||
في تصغير يَحْيَى يُحَيٌّّ، وكل اسم اجتمعت فيه ثلاث ياءَات أَولهن ياء |
|||
التصغير فإِنك تحذف منهن واحدة، فإِن لم يكن أَولهن ياء التصغير |
|||
أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تقول في تصغير حَيَّة حُيَيَّة، وفي تصغير أَيُّوب |
|||
أُيَيِّيبٌ بأَربع ياءَات، واحْتَملَت ذلك لأَنها في وسط الاسم ولو كانت |
|||
طرفاً لم يجمع بينهن، قال ابن سيده: ومن قال احْواوَيْت فالمصدر |
|||
احْوِيَّاءٌ لأَن الياء تقلبها كما قَلَبت واوَ أيَّام، ومن قال احْوَوَيْت |
|||
فالمصدر احْوِوَاء لأَنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احْوِيَّاء، ومن |
|||
قال قِتَّال قال حِوَّاء، وقالوا حَوَيْت فصَحَّت الواو بسكون الياء |
|||
بعدها. الجوهري: الحُوَّة لون يخالطه الكُمْتَة مثل صَدَإ الحديد، والحُوَّة |
|||
سُمْرة الشفة. يقال: رجل أَحْوَى وامرأَة حَوَّاءُ وقد حَوِيَتْ. ابن |
|||
سيده: شَفَة حَوَّاءُ حَمْراء تَضْرِب إلى السواد، وكثر في كلامهم حتى |
|||
سَمَّوْا كل أَسود أَحْوَى؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: |
|||
كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطي حُكْمَه |
|||
بها القَيْنُ، من عُودٍ تَعَلَّلَ جاذِبُهْ |
|||
يعني بالحَوَّاءِ بكَرَة صنعت من عود أََحْوَى أَي أَسود، ورَكَدَتْ: |
|||
دارت، ويكون وقفت، والقين: الصانع. التهذيب: والحُوَّةُ في الشِّفاهِ شَبيه |
|||
باللَّعَسِ واللَّمَى؛ قال ذو الرمة: |
|||
لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، |
|||
وفي اللِّثاتِ وفي أَنيابِها شَنَبُ |
|||
وفي حديث أَبي عمرو النخعي: ولَدَتْ جَدْياً أَسْفَعَ أَحْوَى أَي أَسود |
|||
ليس بشديد السواد. واحْواوَتِ الأَرض: اخْضَرَّت. قال ابن جني: وتقديره |
|||
افْعالَت كاحْمارَتْ، والكوفيون يُصَحِّحون ويُدغمون ولا يُعِلُّون |
|||
فيقولون احْوَاوَّت الأَرض واحْوَوَّت؛ قال ابن سيده: والدليل على فساد مذهبهم |
|||
قول العرب احْوَوَى على مثال ارْعَوَى ولم يقولوا احْوَوَّ. وجَمِيمٌ |
|||
أَحْوَى: يضرب إلى السواد من شدة خُضْرته، وهو أَنعم ما يكون من النبات. |
|||
قال ابن الأَعرابي: هو مما يبالغون به. الفراء في قوله تعالى: والذي أَخْرج |
|||
المَرْععى فجعله غُثاءً أَحْوى، قال: إذا صار النبت يبيساً فهو غُثاءٌ، |
|||
والأَحْوَى الذي قد اسودَّ من القِدَمِ والعِتْقِ، وقد يكون معناه أَيضاً |
|||
أخرج المَرْعَى أَحْوى أَي أَخضر فجعله غُثاءً بعد خُضْرته فيكون مؤخراً |
|||
معناه التقديم. والأَحْوَى: الأَسود من الخُضْرة، كما قال: |
|||
مُدْهامَّتانِ. النضر: الأَحْوى من الخيل هو الأَحْمر السَّرَاة. وفي الحديث: خَيْرُ |
|||
الخَيْلِ الحُوُّ؛ جمع أَحْوَى وهو الكُمَيت الذي يعلوه سواد. والحُوَّة: |
|||
الكُمْتة. أَبو عبيدة: الأَحْوَى هو أَصْفَى من الأَحَمِّ، وهما |
|||
يَتَدانَيانِ حتى يكون الأَحْوَى مُحْلِفاً يُحْلَفُ عليه أَنه أَحَمُّ. ويقال: |
|||
احْواوَى يَحْواوي احْوِيواءً. الجوهري: احْوَوى الفرس يَحْوَوِي |
|||
احْوِوَاءً، قال: وبعض العرب يقول حَوِيَ يَحْوَى حُوَّة؛ حكاه عن الأَصمعي في |
|||
كتاب الفرس. قال ابن بري في بعض النسخ: احْوَوَّى، بالتشديد، وهو غلط، |
|||
قال: وقد أَجمعوا على أَنه لم يجئ في كلامهم فِعْل في آخره ثلاثة أَحرف من |
|||
جنس واحد إلا حرف واحد وهو ابْيَضَضَّ؛ وأَنشدوا: |
|||
فالْزَمي الخُصَّ واخْفِضي تَبْيَضِضِّي |
|||
أَبو خيرة: الحُوُّ من النَّمْلِ نَمْلٌ حُمْرٌ يقال لها نَمْلُ سليمان. |
|||
والأَحْوى: فرس قُتَيْبَة بنِ ضِرار. |
|||
والحُوَّاء: نَبْتٌ يشبه لون الذِّئبِ، واحدته حُوَّاءَةٌ. وقال أَبو |
|||
حنيفة: الحُوَّاءَةُ بقلة لازقة بالأَرض، وهي سُهْلِيَّة ويسمو من وسطها |
|||
قضيب عليه ورق أَدق من ورق الأَصل، وفي رأْسه بُرْعُومة طويلة فيها بزرها. |
|||
والحُوَّاءة: الرجل اللازم بيته، شبّه بهذه النبتة. ابن شميل: هما |
|||
حُوَّاءانِ أَحدهما حُوَّاء الذَّعاليق وهو حُوَّاءُ البَقَر وهو من أَحْرار |
|||
البقول، والآخر حُوَّاء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرِّمْثِ خَشِناً؛ |
|||
وقال: |
|||
كما تَبَسَّم للحُوَّاءةِ الجَمَل |
|||
وذلك لأَنه لا يقدر على قَلْعها حتى يَكْشِرَ عن أَنيابه للزوقها |
|||
بالأَرض. الجوهري: وبعير أَحْوَى إذا خالط خُضْرتَه سوادٌ وصفرة. قال: وتصغير |
|||
أَحْوَى أُحَيْوٍ في لغة من قال أُسَيْود، واختلفوا في لغة من أَدغم فقال |
|||
عيسى بن عمر أُحَيِّيٌ فصَرَف، وقال سيبويه: هذا خطأٌ، ولو جاز هذا لصرف |
|||
أَصَمُّ لأَنه أَخف من أَحْوى ولقالوا أُصَيْمٌ فصرفوا، وقال أَبو عمرو |
|||
بن العلاء فيه أحَيْوٍ؛ قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت في عَطَاءٍ عُطَيٌّ، |
|||
وقيل: أُحَيٌّ وهو القياس والصواب. وحُوّة الوادي: جانبه. |
|||
وحَوَّاءُ: زوج آدم، عليهما السلام، والحَوَّاء: اسم فرس علقمة بن شهاب. |
|||
وحُوْ: زجر للمعز، وقد حَوْحَى بها. والحَوُّ والحَيُّ: الحق. واللَّوُّ |
|||
واللَّيُّ: الباطل. ولا يعرف الحَوَّ منَ اللَّوِّ أَي لا يعرف الكلام |
|||
البَيِّن من الخَفِيِّ، وقيل: لا يعرف الحق من الباطل. أَبو عمرو: الحَوّة |
|||
الكلمة من الحق. |
|||
والحُوَّة: موضع ببلاد كلب؛ قال ابن الرقاع: |
|||
أَوْ ظَبْية من ظِباءِ الحُوَّةِ ابْتَقَلَتْ |
|||
مَذانِباً، فَجَرَتْ نَبْتآً وحُجْرَانا |
|||
قال ابن بري: الذي في شعر ابن الرقاع فُجِرَتْ، والحُجْران جمع حاجر مثل |
|||
حائِر وحُوران، وهو مثل الغدير يمسك الماء. والحُوَّاء، مثل المُكَّاء: |
|||
نبت يشبه لون الذئب، الواحِدة حُوّاءَةٌ؛ قال ابن بري شاهده قوله |
|||
الشاعر:وكأنَّما شَجَر الأَراك لِمَهْرَةٍ |
|||
حُوَّاءَةٌ نَبَتَتْ بِدارِ قَرارِ |
|||
وحُوَيُّ خَبْتٍ: طائر؛ وأَنشد: |
|||
حُوَيَّ خَبْتٍ أَينَ بِتَّ اللَّيلَهْ؟ |
|||
بِتُّ قَرِيباً أَحْتَذِي نُعَيْلَهْ |
|||
وقال آخر: |
|||
كأنَّك في الرجال حُوَيُّ خَبْتٍ |
|||
يُزَقّي في حُوَيّاتٍ بِقَاعِ |
|||
وحَوَى الشيءَ يحوِيه حَيّاً وحَوَايَةً واحْتَواه واحْتَوى عليه: |
|||
جمَعَه وأَحرزه. واحْتَوَى على الشيء: أَلْمَأَ عليه. وفي الحديث: أَن امرأَة |
|||
قالت إنَّ ابْنِي هذا كان بَطْني لَهُ حِواءً؛ الحِوَاءُ: اسم المكان |
|||
الذي يَحْوِي الشيء أَي يجمعه ويضمه. وفي الحديث: أَن رجلاً قال يا رسول |
|||
الله هل عَلَيَّ في مالي شيءٌ إذا أَدّيْت زَكاتَه؟ قال: فأَينَ ما تَحَاوتْ |
|||
عليكَ الفُضُول؟ هي تفاعَلَت من حَوَيْت الشيء إذا جمعته؛ يقول: لا تَدَ |
|||
ع المُواساة من فضل مالك، والفُضُول جمع فَضْل المالِ عن الحوائج.، |
|||
ويروى: تَحَاوَأتْ، بالهمز، وهو شاذ مثل لَبَّأتُ بالحَجِّ. |
|||
والحَيَّة: من الهوامّ معروفة، تكون للذكر والأُنثى بلفظ واحد، وسنذكرها |
|||
في ترجمة حَيَا، وهو رأْي الفارسي؛ قال ابن سيده: وذكرتها هنا لأَن أَبا |
|||
حاتم ذهب إلى أَنها من حَوَى قال لتَحَويِّها في لِوَائِها. ورجل |
|||
حَوَّاءٌ وحاوٍ: يجمع الحَيَّات، قال: وهذا يعضد قول أَبي حاتم أَيضاً. وحَوى |
|||
الحَيَّةِ: انطواؤها؛ وأَنشد ابن بري لأبَي عنقاء الفزاري: |
|||
طَوَى نفْسَه طَيَّ الحَرير، كأَنه |
|||
حَوَى حَيَّةٍ في رَبْوَةٍ، فهْو هاجِعُ |
|||
وأَرضٌ مَحْواة: كثيرة الحَيَّاتِ. قال الأَزهري: اجتمعوا على ذلك. |
|||
والحَوِيَّةُ: كساء يُحَوَّى حَوْلَ سنامِ البعير ثم يركب. الجوهري: |
|||
الحَوِيّة كساء مَحْشُوٌّ حول سنام البعير وهي السَّويَّة. قال عمير بن وهب |
|||
الجُمَحِي يم بدر وحُنَينٍ لما نظر إلى أَصحاب النبي، صلى الله عليه |
|||
وسلم، وحَزَرَهُم وأَخْبر عنهم: رأَيت الحَوايا عليها المَنايا نَواضِحُ |
|||
يثربَ تَحْمِل الموتَ النَّاقِعَ. والحَوِيَّةُ لا تكون إلا للجِمال، |
|||
والسَّوِيَّة قد تكون لغيرها، وهي الحَوايا. ابن الأَعرابي: العرب تَقول |
|||
المَنايا على الحَوايا أَي قد تأْتي المنيةُ الشجاعَ وهو على سَرْجه. وفي حديث |
|||
صَفيَّة: كانت تُحْوِّي وراءَه بعباءة أَو كساء؛ التَّحْوِيةُ: أَن تُدير |
|||
كساءً حولَ سَنام البعير ثم تَرْكَبَه، والاسم الحَوِيّةُ. والحَوِيّةُ: |
|||
مَرْكَبٌ يُهَيَّأ للمرأَة لتركبه، وحَوَّى حَوِيَّة عَمِلَها. |
|||
والحَوِيَّةُ: اسْتدارة كل شيء. وتَحَوَّى الشيءُ: استدارَ. الأَزهري: الحَوِيُّ |
|||
استدارة كل شيء كَحَوِيِّ الحَيَّة وكَحَوِيِّ بعض النجوم إذا رأَيتها على |
|||
نَسَقٍ واحدٍ مُستديرة. ابن الأَعرابي: الحَوِيُّ المالك بعد استحقاق، |
|||
والحَوِيُّ العَلِيلُ، والدَّوِيُّ الأَحمق، مشددات كلها. الأَزهري: |
|||
والحَوِيُّ أَيضاً الحوض الصغير يُسَوِّيه الرجلُ لبعيره يسقيه فيه، وهو |
|||
المَرْكُوُّ |
|||
(* قوله «وهو المركوّ» هكذا في التهذيب والتكملة، وفي القاموس |
|||
وغيره ان المركوّ الحوض الكبير). يقال: قد احتَوَيْتُ حَوِّياً. والحَوايا: |
|||
التي تكون في القِيعانِ فهي حفائر مُلْتوية يَمْلَؤها ماءُ السماء فيقى |
|||
فيها دهراً طويلاً، لأَن طين أَسفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، |
|||
واحدتها حَوِيَّة، وتسميها العرب الأَمْعاء تشبيهاً بحَوايا البطن |
|||
يَسْتَنْقِعُ فيها الماء. وقال أَبو عمرو: الحَوايا المَساطِحُ، وهو أَن يَعْمِدوا |
|||
إلى الصَّفا فيحوون له تراباً وحجارة تَحْبِسُ عليهم الماءَ، واحدتها |
|||
حَوِيَّة. قال ابن بري: الحَوايا آبار تحفر ببلاد كَلْب في أَرض صُلْبة |
|||
يُحْبس فيها ماء السيول يشربونه طُولَ سنتهم؛ عن ابن خالويه. قال ابن سيده: |
|||
والحَوِيَّة صفاة يُحاط عليها بالحجارة أَو التراب فيجتمع فيها الماء. |
|||
والحَوِيَّة والحاوِيَةُ والحاوِيَاء: ما تَحَوَّى من الأَمعاء، وهي بَناتُ |
|||
اللَّبَن، وقيل: هي الدُّوَّارة منها، والجمع حَوايا، تكون فَعَائل إن |
|||
كانت جمع حَويَّة، وفَواعل إن كانت جمع حاوِيَةٍ أَو حاوِياءَ. الفراء في |
|||
قوله تعالى: أَو الحَوايا أَو ما اخْتَلَط بعَظْم؛ هي المَباعِرُ وبناتُ |
|||
اللبن. ابن الأَعرابي: الحَوِيَّة والحاوِيَةُ واحد، وهي الدُّوَّارة التي |
|||
في بطن الشاة. ابن السكيت: الحاوِياتُ بَنات اللبن، يقال حاوِيَةٌ |
|||
وحاوِياتٌ وحاوِيَاء، ممدود. أَبو الهيثم: حاوِيَةٌ وحَوايا مثل زاوية |
|||
وزَوايا، ومنهم من يقول حَوِيَّة وحَوايا مثل الحَوِيَّة التي توضع على ظهر |
|||
البعير ويركب فوقها، ومنهم من يقول لواحدتها حاوِياءُ، وجمعها حَوايا؛ قال |
|||
جرير: |
|||
تَضْغُو الخَنانِيصُ، والغُولُ التي أَكَلَتْ |
|||
في حاوِياءَ دَرُومِ الليلِ مِجْعار |
|||
الجوهري: حَوِيَّة البطن وحاوِية البَطْنِ وحاوِياءُ البطن كله بمعنى؛ |
|||
قال جرير: |
|||
كأنَّ نَقيقَ الحَبِّ في حاوِيائِه |
|||
نقِيقُ الأَفاعي، أَو نقِيقُ العَقارِبِ |
|||
وأَنشد ابن بري لعليّ، كرم الله وجهه: |
|||
أضْرِبُهم ولا أَرى مُعاويَهْ |
|||
الجاحِظَ العَينِ، العَظيمَ الحاوِيَهْ |
|||
وقال آخر: |
|||
ومِلْحُ الوَشِيقَةِ في الحاويَهْ |
|||
يعني اللبن. وجمع الحَويَّةِ حَوايا وهي الأَمعاء، وجمع الحاوِياءِ |
|||
حَوَاوٍ على فَوَاعِلَ، وكذلك جمع الحاوِية؛ قال ابن بري: حَوَاوٍ لا يجوز |
|||
عند سيبويه لأَنه يجب قلب الواو التي بعد أَلف الجمع همزة، لكون الأَلف قد |
|||
اكتنفها واوان، وعلى هذا قالوا في جمع شاوِيَة شَوَايا ولم يقولوا |
|||
شَوَاوٍ، والصحيح أَن يقال في جمع حاوِية وحاوِياءَ حَوَايا، ويكون وزنها |
|||
فَواعِلَ، ومن قال في الواحدة حَوِيَّة فوزن حَوَايا فَعائِل كصَفِيّة |
|||
وصَفايا، والله أَعلم. |
|||
الليث: الحِواءُ أَخْبِيَةٌ يُدَانَى بعضُها من بعض، تقول: هم أَهل |
|||
حِوَاءٍ واحد، والعرب تقول المُجتمَعِ بيوت الحَيِّ مُحْتَوًى ومَحْوًى |
|||
وحِوَاء، والجمع أَحْوِيَةٌ ومَحاوٍ؛ وقال: |
|||
ودَهْماء تستَوْفي الجَزُورَ كأَنَّها، |
|||
بأَفْنِيَةِ المَحوَى، حِصانٌ مُقَيَّد |
|||
ابن سيده: والحِوَاءُ والمُحَوَّى كلاهما جماعة بيوت الناس إذا تدانت، |
|||
والجمع الأَحوية، وهي من الوَبَر. وفي حديث قَيْلَة: فوَأَلْنا إلى |
|||
حِوَاءٍ ضَخْمٍ، الحِوَاءُ: بيوت مجتمعة من الناس على ماءٍ، ووَأَلْنا أَي |
|||
لَجَأْنا؛ ومنه الحديث الآخر: ويُطلَبُ في الحِواء العظيمِ الكاتِبُ فما |
|||
يُوجَدُ. |
|||
والتَّحْوِيَة: الانْقِباض؛ قال ابن سيده: هذه عبارة اللحياني، قال: |
|||
وقيل للكلبة ما تَصْنَعِينَ معَ الليلةِ المَطِيرَة؟ فقالت: أُحَوِّي نفسي |
|||
وأَجْعَلُ نفَسي عِندَ اسْتي. قال: وعندي أَنَّ التَّحَوِّيَ الانقباضُ، |
|||
والتَّحْوِيَةُ القَبْض. |
|||
والحَوِيَّةُ: طائر صغير؛ عن كراع. |
|||
وتَحَوَّى أَي تَجَمَّع واستدارَ. يقال: تَحَوَّت الحَيَّة. |
|||
والحَواةُ: الصوتُ كالخَوَاةِ، والخاء أَعلى. |
|||
وحُوَيٌّ: اسمٌ؛ أَنشد ثعلب لبعض اللصوص: |
|||
تقولُ، وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها: |
|||
أَتَفْعَلُ هذا يا حُوَيُّ على عَمْدِ؟ |
|||
وفي حديث أنَس: شفاعتي لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتي حتى حَكَمٍ وحاءٍ؛ |
|||
هما حيان من اليمن من وراء رمْل يَبْرينَ؛ قال أَبو موسى: يجوز أن يكون حا |
|||
من الحُوَّة، وقد حُذِفت لامُه، ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوي، ويجوز |
|||
أَن يكون مقصوراً لا ممدوداً. قال ابن سيده: والحاءُ حرف هجاء، قال: وحكى |
|||
صاحب العين حَيَّيْتُ حاءً، فإذا كان هذا فهو من باب عييت، قال: وهذا |
|||
عندي من صاحب العين صنعة لا عربية، قال: وإنما قضيت على الألف أنها واو |
|||
لأَن هذه الحروف وإن كانت صوتاً في موضوعاتها فقد لَحِقَتْ مَلْحَقَ |
|||
الأَسماء وصارت كمالٍ، وإبدال الأَلف من الواو عيناً أَكثر من إبدالها من الياء، |
|||
قال: هذا مذهب سيويه، وإذا كانت العين واواً كانت الهمزة ياء لأَن باب |
|||
لوَيْتُ أَكثر من باب قُوَّة، أَعني أَنه أَن تكون الكلمة من حروف مختلفة |
|||
أَوْلى من أَن تكون من حروف مثفقه، لأَن باب ضَرَب أَكثر من باب |
|||
رَدَدْتُ، قال: ولم أَقض أَنها همزة لأَن حا وهمزةً على النسق معدوم. وحكى ثعلب |
|||
عن معاذٍ الهَرَّاء أَنه سمع العرب تقول: هذه قصيدة حاوِيَّة أَي على |
|||
الحاء، ومنهم من يقول حائيّة، فهذا يقوّي أن الألف الأَخيرة همزة وَضْعَّية، |
|||
وقد قدَّمنا عدم حا وهمزةٍ على نَسَقٍ. |
|||
وحم، قال ثعلب: معناه لا يُنْصَرون، قال: والمعنى يا مَنْصور اقْصِدْ |
|||
بهذا لهم أو يا الله. قال سيبويه: حم لا ينصرف، جعلته اسماً للسورة أَو |
|||
أَضَفْتَ إليه، لأَنهم أَنزلوه بمنزلة اسم أَعجمي نحو هابيل وقابيل؛ |
|||
وأنشد:وجَدْنا لكم، في آلِ حميمَ، آيةً |
|||
تأوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ |
|||
قال ابن سيده: هكذا أَنشده سيبويه، ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم |
|||
أَحدهما إلى صاحبه، إذ لو جعلهما كذلك لمدّ حا، فقال حاءْ ميم ليصيرَ |
|||
كحَضْرَمَوْتَ. |
|||
وحَيْوَةُ: اسم رجل، قال ابن سيده: وإنما ذكرتها ههنا لأَنه ليس في |
|||
الكلام ح ي و، وإنما هي عندي مقلوبة من ح و ي، إما مصدر حَوَيْتُ حَيَّةً |
|||
مقلوب، وإما مقلوب عن الحَيَّة التي هي الهامّة فيمن جعل الحَيّة من ح و ي، |
|||
وإنما صحت الواو لنقلها إلى العلمية، وسَهَّل لهم ذلك القلبُ، إذ لو |
|||
أَعَلُّوا بعد القلب والقلبُ علة لَتَوالَى إعلالان، وقد تكون فَيْعلة من |
|||
حَوَى يَحْوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الأَخيرة |
|||
فبقي حية، ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوة. |
|||
@حيا: الحَياةُ: نقيض الموت، كُتِبَتْ في المصحف بالواو ليعلم أَن الواو |
|||
بعد الياء في حَدِّ الجمع، وقيل: على تفخيم الأَلف، وحكى ابن جني عن |
|||
قُطْرُب: أَن أَهل اليمن يقولون الحَيَوْةُ، بواو قبلها فتحة، فهذه الواو بدل |
|||
من أَلف حياةٍ وليست بلام الفعل من حَيِوْتُ، أَلا ترى أَن لام الفعل |
|||
ياء؟ وكذلك يفعل أَهل اليمن بكل أَلف منقلبة عن واو كالصلوة والزكوة. |
|||
حَيِيَ حَياةً |
|||
(* قوله «حيي حياة إلى قوله خفيفة» هكذا في الأصل والتهذيب). |
|||
وحَيَّ يَحْيَا ويَحَيُّ فهو حَيٌّ، وللجميع حَيُّوا، بالتشديد، قال: ولغة |
|||
أُخرى حَيَّ وللجميع حَيُوا، خفيفة. وقرأَ أَهل المدينة: ويَحْيا مَنْ |
|||
حَيِيَ عن بيِّنة، وغيرهم: مَنْ حَيَّ عن بيِّنة؛ قال الفراء: كتابتُها على |
|||
الإدغام بياء واحدة وهي أَكثر قراءات القراء، وقرأَ بعضهم: حَيِيَ عن |
|||
بينة، بإظهارها؛ قال: وإنما أَدغموا الياء مع الياء، وكان ينبغي أَن لا |
|||
يفعلوا لأَن الياء الأََخيرة لزمها النصب في فِعْلٍ، فأُدغم لمَّا التَقى |
|||
حرفان متحركان من جنس واحد، قال: ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة |
|||
للياء الأَخيرة فتقول حَيَّا وحَيِيَا، وينبغي للجمع أَن لا يُدْغَم إلا |
|||
بياء لأَن ياءها يصيبها الرفع وما قبلها مكسور، فينبغي له أَن تسكن فتسقط |
|||
بواو الجِماعِ، وربما أَظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادةَ تأْليفِ |
|||
الأفَعال وأَن تكون كلها مشددة، فقالوا في حَيِيتُ حَيُّوا، وفي عَيِيتُ |
|||
عَيُّوا؛ قال: وأَنشدني بعضهم: |
|||
يَحِدْنَ بنا عن كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا |
|||
أَخارِيسُ عَيُّوا بالسَّلامِ وبالكتب |
|||
(* قوله «وبالكتب» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: وبالنسب). |
|||
قال: وأَجمعت العرب على إدغام التَّحِيَّة لحركة الياء الأَخيرة، كما |
|||
استحبوا إدغام حَيَّ وعَيَّ للحركة اللازمة فيها، فأَما إذا سكنت الياء |
|||
الأَخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يُحْيِي ويُعْيِي، وقد جاء في الشعر الإدغام |
|||
وليس بالوجه، وأَنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع، ولم يَعْبإ |
|||
الزجاج بالبيت الذي احتج به الفراء، وهو قوله: |
|||
وكأَنَّها، بينَ النساء، سَبِيكةٌ |
|||
تَمْشِي بسُدّةِ بَيْتِها فتُعيِّي |
|||
وأَحْياه اللهُ فَحَيِيَ وحَيَّ أَيضاً، والإدغام أَكثر لأَن الحركة |
|||
لازمة، وإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله: أَليس ذلك بقادر على أَن |
|||
يُحْيِيَ المَوْتَى. |
|||
والمَحْيا: مَفْعَلٌ من الحَياة. وتقول: مَحْيايَ ومَماتي، والجمع |
|||
المَحايِي. وقوله تعالى: فلنُحْيِيَنَّه حَياةً طَيِّبَةً، قال: نرْزُقُه |
|||
حَلالاً، وقيل: الحياة الطيبة الجنة، وروي عن ابن عباس قال: فلنحيينه حياة |
|||
طيبة هو الرزق الحلال في الدنيا، ولنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بأَحسن ما كانوا |
|||
يعملون إذا صاروا إلى الله جَزاهُم أَجرَهُم في الآخرة بأَحسنِ ما |
|||
عملوا. والحَيُّ من كل شيء: نقيضُ الميت، والجمع أَحْياء. والحَيُّ: كل متكلم |
|||
ناطق. والحيُّ من النبات: ما كان طَرِيّاً يَهْتَزّ. وقوله تعالى: وما |
|||
يَسْتوي الأَحْياءُ ولا الأَمْواتُ؛ فسره ثعلب فقال الحَيُّ هو المسلم |
|||
والميت هو الكافر. قال الزجاج: الأَحْياءُ المؤمنون والأَموات الكافرون، قال: |
|||
ودليل ذلك قوله: أَمواتٌ غيرُ أَحياء وما يَشْعرون، وكذلك قوله: |
|||
ليُنْذِرَ من كان حَيّاً؛ أَي من كان مؤمناً وكان يَعْقِلُ ما يُخاطب به، فإن |
|||
الكافر كالميت. وقوله عز وجل: ولا تَقُولوا لمن يُقْتَلُ في سبيل الله |
|||
أَمواتٌ بل أَحياء؛ أَمواتٌ بإضْمار مَكْنِيٍّ أَي لا تقولوا هم أَمواتٌ، |
|||
فنهاهم الله أَن يُسَمُّوا من قُتِل في سبيل الله ميتاً وأَمرهم بأَن |
|||
يُسَمُّوهم شُهداء فقال: بل أَحياء؛ المعنى: بل هم أَحياء عند ربهم يرزقون، |
|||
فأَعْلَمنا أَن من قُتل في سبيله حَيٌّ، فإن قال قائل: فما بالُنا نَرى |
|||
جُثَّتَه غيرَ مُتَصَرِّفة؟ فإن دليلَ ذلك مثلُ ما يراه الإنسانُ في منامه |
|||
وجُثَّتُه غيرُ متصرفة على قَدْرِ ما يُرى، والله جَلَّ ثناؤُه قد تَوَفَّى |
|||
نفسه في نومه فقال: الله يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حينَ مَوْتِها والتي لم |
|||
تَمُتْ في مَنامها، ويَنْتَبِهُ النائمُ وقد رَأَى ما اغْتَمَّ به في نومه |
|||
فيُدْرِكُه الانْتِباهُ وهو في بَقِيَّةِ ذلك، فهذا دليل على أَن |
|||
أَرْواحَ الشُّهداء جائز أَن تُفارقَ أَجْسامَهم وهم عند الله أَحْياء، |
|||
فالأمْرُ فيمن قُتِلَ في سبيل الله لا يُوجِبُ أَن يُقالَ له ميت، ولكن يقال هو |
|||
شهيد وهو عند الله حيّ، وقد قيل فيها قول غير هذا، قالوا: معنى أَموات |
|||
أَي لا تقولوا هم أَموات في دينهم أَي قُولوا بل هم أَحياء في دينهم، وقال |
|||
أَصحاب هذا القول دليلُنا قوله: أَوَمَنْ كان مَيْتاً فأَحْيَيْناه |
|||
وجعَلْنا له نُوراً يمشي به في الناسِ كمَنْ مَثَلُه في الظُّلُمات ليس بخارج |
|||
منها؛ فجَعَلَ المُهْتَدِيَ حَيّاً وأَنه حين كان على الضَّلالة كان |
|||
ميتاً، والقول الأَوَّلُ أَشْبَهُ بالدِّين وأَلْصَقُ بالتفسير. وحكى |
|||
اللحياني: ضُرِبَ ضَرْبةً ليس بِحايٍ منها أَي ليس يَحْيا منها، قال: ولا يقال |
|||
ليس بحَيٍّ منها إلا أَن يُخْبِرَ أَنه ليس بحَيٍّ أَي هو ميت، فإن أَردت |
|||
أَنه لا يَحْيا قلت ليس بحايٍ، وكذلك أَخوات هذا كقولك عُدْ فُلاناً فإنه |
|||
مريض تُريد الحالَ، وتقول: لا تأْكل هذا الطعامَ فإنك مارِضٌ أَي أَنك |
|||
تَمْرَضُ إن أَكلته. وأَحْياهُ: جَعَله حَيّاً. وفي التنزيل: أَلَيْسَ ذلك |
|||
بقادرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى؛ قرأه بعضهم: على أَن يُحْيِي الموتى، |
|||
أَجْرى النصبَ مُجْرى الرفع الذي لا تلزم فيه الحركة، ومُجْرى الجزم الذي |
|||
يلزم فيه الحذف. أَبو عبيدة في قوله: ولكمْ في القِصاص حَياةٌ؛ أَي |
|||
مَنْفَعة؛ ومنه قولهم: ليس لفلان حياةٌ أَي ليس عنده نَفْع ولا خَيْر. وقال |
|||
الله عز وجل مُخْبِراً عن الكفار لم يُؤمِنُوا بالبَعْثِ والنُّشُور: ما |
|||
هِيَ إلاّ حَياتُنا الدُّنْيا نَمُوت ونَحْيا وما نَحْنُ بمبْعُوثِينَ؛ قال |
|||
أَبو العباس: اختلف فيه فقالت طائفة هو مُقَدَّم ومُؤَخَّرِ، ومعناه |
|||
نَحْيا ونَمُوتُ ولا نَحْيا بعد ذلك، وقالت طائفة: معناه نحيا ونموت ولا |
|||
نحيا أَبداً وتَحْيا أَوْلادُنا بعدَنا، فجعلوا حياة أَولادهم بعدهم |
|||
كحياتهم، ثم قالوا: وتموت أَولادُنا فلا نَحْيا ولا هُمْ. وفي حديث حُنَيْنٍ قال |
|||
للأَنصار: المَحْيا مَحياكُمْ والمَماتُ مَمَاتُكُمْ؛ المَحْيا: |
|||
مَفْعَلٌ من الحَياة ويقع على المصدر والزمان والمكان. وقوله تعالى: رَبَّنا |
|||
أَمَتَّنا اثْنَتَيْن وأَحْيَيْتَنا اثنتين؛ أَراد خَلَقْتنا أَمواتاً ثم |
|||
أَحْيَيْتَنا ثم أَمَتَّنا بعدُ ثم بَعَثْتَنا بعد الموت، قال الزجاج: وقد |
|||
جاء في بعض التفسير أَنَّ إحْدى الحَياتَين وإحْدى المَيْتَتَيْنِ أَن |
|||
يَحْيا في القبر ثم يموت، فذلك أَدَلُّ على أَحْيَيْتَنا وأَمَتَّنا، |
|||
والأَول أَكثر في التفسير. واسْتَحْياه: أَبقاهُ حَيّاً. وقال اللحياني: |
|||
استَحْياه استَبقاه ولم يقتله، وبه فسر قوله تعالى: ويَسْتَحْيُون نِساءَكم؛ |
|||
أَي يَسْتَبْقُونَهُنَّ، وقوله: إن الله لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ |
|||
مثلاً ما بَعُوضَةً؛ أَي لا يسْتَبْقي. التهذيب: ويقال حايَيْتُ النارَ |
|||
بالنَّفْخِ كقولك أَحْيَيْتُها؛ قال الأَصمعي: أَنشد بعضُ العرب بيتَ ذي |
|||
الرمة:فقُلْتُ له: ارْفَعْها إليكَ وحايِهَا |
|||
برُوحِكَ، واقْتَتْه لها قِيتَةً قَدْرا |
|||
وقال أَبو حنيفة: حَيَّت النار تَحَيُّ حياة، فهي حَيَّة، كما تقول |
|||
ماتَتْ، فهي ميتة؛ وقوله: |
|||
ونار قُبَيْلَ الصُّبجِ بادَرْتُ قَدْحَها |
|||
حَيَا النارِ، قَدْ أَوْقَدْتُها للمُسافِرِ |
|||
أَراد حياةَ النارِ فحذف الهاء؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه |
|||
أَنشده:أَلا حَيَّ لي مِنْ لَيْلَةِ القَبْرِ أَنَّه |
|||
مآبٌ، ولَوْ كُلِّفْتُه، أَنَا آيبُهْ |
|||
أَراد: أَلا أَحَدَ يُنْجِيني من ليلة القبر، قال: وسمعت العرب تقول إذا |
|||
ذكرت ميتاً كُنَّا سنة كذا وكذا بمكان كذا وكذا وحَيُّ عمرٍو مَعَنا، |
|||
يريدون وعمرٌو َمَعَنا حيٌّ بذلك المكان. ويقولون: أَتيت فلاناً وحَيُّ |
|||
فلانٍ شاهدٌ وحيُّ فلانَة شاهدةٌ؛ المعنى فلان وفلانة إذ ذاك حَيٌّ؛ وأَنشد |
|||
الفراء في مثله: |
|||
أَلا قَبَح الإلَهُ بَني زِيادٍ، |
|||
وحَيَّ أَبِيهِمُ قَبْحَ الحِمارِ |
|||
أَي قَبَحَ الله بَني زياد وأَباهُمْ. وقال ابن شميل: أَتانا حَيُّ |
|||
فُلانٍ أَي أَتانا في حَياتِهِ. وسَمِعتُ حَيَّ فلان يقول كذا أَي سمعته يقول |
|||
في حياته. وقال الكِسائي: يقال لا حَيَّ عنه أَي لا مَنْعَ منه؛ وأَنشد: |
|||
ومَنْ يَكُ يَعْيا بالبَيان فإنَّهُ |
|||
أَبُو مَعْقِل، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ |
|||
قال الفراء: معناه لا يَحُدُّ عنه شيءٌ، ورواه: |
|||
فإن تَسْأَلُونِي بالبَيانِ فإنَّه |
|||
أبو مَعْقِل، لا حَيَّ عَنْهُ ولا حَدَدْ |
|||
ابن بري: وحَيُّ فلانٍ فلانٌ نَفْسُه؛ وأَنشد أَبو الحسن لأَبي الأَسود |
|||
الدؤلي: |
|||
أَبو بَحْرٍ أَشَدُّ الناسِ مَنّاً |
|||
عَلَيْنَا، بَعدَ حَيِّ أَبي المُغِيرَهْ |
|||
أَي بعد أَبي المُغيرَة. ويقال: قاله حَيُّ رِياح أَي رِياحٌ. وحَيِيَ |
|||
القوم في أَنْفُسِهم وأَحْيَوْا في دَوابِّهِم وماشِيَتِهم. الجوهري: |
|||
أَحْيا القومُ حَسُنت حالُ مواشِيهمْ، فإن أَردت أَنفُسَهم قلت حَيُوا. |
|||
وأَرضٌ حَيَّة: مُخْصِبة كما قالوا في الجَدْبِ ميّتة. وأَحْيَيْنا الأَرضَ: |
|||
وجدناها حيَّة النباتِ غَضَّة. وأحْيا القومُ أَي صاروا في الحَيا، وهو |
|||
الخِصْب. وأَتَيْت الأَرضَ فأَحْيَيتها أَي وجدتها خِصْبة. وقال أَبو |
|||
حنيفة: أُحْيِيَت الأَرض إذا اسْتُخْرِجَت. وفي الحديث: من أَحْيا مَواتاً |
|||
فَهو أَحقُّ به؛ المَوَات: الأَرض التي لم يَجْرِ عليها ملك أَحد، |
|||
وإحْياؤُها مباشَرَتها بتأْثير شيء فيها من إحاطة أَو زرع أَو عمارة ونحو ذلك |
|||
تشبيهاً بإحياء الميت؛ ومنه حديث عمرو: قيل سلمانَ أَحْيُوا ما بَيْنَ |
|||
العِشاءَيْن أَي اشغلوه بالصلاة والعبادة والذكر ولا تعطِّلوه فتجعلوه كالميت |
|||
بعُطْلَته، وقيل: أَراد لا تناموا فيه خوفاً من فوات صلاة العشاء لأَن |
|||
النوم موت واليقطة حياة. وإحْياءُ الليل: السهر فيه بالعبادة وترك النوم، |
|||
ومرجع الصفة إلى صاحب الليل؛ وهو من باب قوله: |
|||
فأَتَتْ بِهِ حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً |
|||
سُهُداً، إذا ما نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ |
|||
أَي نام فيه، ويريد بالعشاءين المغرب والعشاء فغلب. وفي الحديث: أَنه |
|||
كان يصلي العصر والشمس حَيَّة أَي صافية اللون لم يدخلها التغيير بدُنُوِّ |
|||
المَغِيب، كأنه جعل مَغِيبَها لَها مَوْتاً وأَراد تقديم وقتها. وطَريقٌ |
|||
حَيٌّ: بَيِّنٌ، والجمع أَحْياء؛ قال الحطيئة: |
|||
إذا مَخَارِمُ أَحْياءٍ عَرَضْنَ لَه |
|||
ويروى: أَحياناً عرضن له. وحَيِيَ الطريقُ: استَبَان، يقال: إذا حَيِيَ |
|||
لك الطريقُ فخُذْ يَمْنَةً. وأَحْيَت الناقة إذا حَيِيَ ولَدُها فهي |
|||
مُحْيٍ ومُحْيِيَة لا يكاد يموت لها ولد. |
|||
والحِيُّ، بكسر الحاء: جمعُ الحَياةِ. وقال ابن سيده: الحِيُّ الحيَاةُ |
|||
زَعَموا؛ قال العجاج: |
|||
كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ، |
|||
وإذْ زَمانُ النَّاسِ دَغْفَلِيُّ |
|||
وكذلك الحيوان. وفي التنزيل: وإن الدارَ الآخرةَ لَهِيَ الحَيَوانُ؛ أَي |
|||
دارُ الحياةِ الدائمة. قال الفراء: كسروا أَوَّل حِيٍّ لئلا تتبدل الياء |
|||
واواً كما قالوا بِيضٌ وعِينٌ. قال ابن بري: الحَياةُ والحَيَوان |
|||
والحِيِّ مَصادِر، وتكون الحَيَاة صفةً كالحِيُّ كالصَّمَيانِ للسريع. التهذيب: |
|||
وفي حديث ابن عمر: إنَّ الرجلَ لَيُسْأَلُ عن كلِّ شيءٍ حتى عن حَيَّةِ |
|||
أَهْلِه؛ قال: معناه عن كلِّ شيءٍ حَيٍّ في منزله مثلِ الهرّ وغيره، |
|||
فأَنَّث الحيّ فقال حَيَّة، ونحوَ ذلك قال أَبو عبيدة في تفسير هذا الحديث |
|||
قال: وإنما قال حَيَّة لأَنه ذهب إلى كلّ نفس أَو دابة فأَنث لذلك. أَبو |
|||
عمرو: العرب تقول كيف أَنت وكيف حَيَّةُ أَهْلِكَ أَي كيف من بَقِيَ منهم |
|||
حَيّاً ؛ قال مالك ابن الحرث الكاهلي: |
|||
فلا يَنْجُو نَجَاتِي ثَمَّ حَيٌّ، |
|||
مِنَ الحَيَواتِ، لَيْسَ لَهُ جَنَاحُ |
|||
أَي كلّ ما هو حَيٌّ فجمعه حَيَوات، وتُجْمع الحيةُ حَيَواتٍ. |
|||
والحيوانُ: اسم يقع على كل شيء حيٍّ، وسمى الله عز وجل الآخرة حَيَواناً فقال: |
|||
وإنَّ الدارَ الآخرَة لَهِيَ الحَيَوان؛ قال قتادة: هي الحياة. الأَزهري: |
|||
المعنى أَن من صار إلى الآخرة لم يمت ودام حيّاً فيها لا يموت، فمن أُدخل |
|||
الجنة حَيِيَ فيها حياة طيبة، ومن دخل النار فإنه لا يموت فيها ولا |
|||
يَحْيَا، كما قال تعالى. وكلُّ ذي رُوح حَيَوان، والجمع والواحد فيه سواء. قال: |
|||
والحَيَوان عينٌ في الجَنَّة، وقال: الحَيَوان ماء في الجنة لا يصيب |
|||
شيئاً إلا حَيِيَ بإذن الله عز وجل. وفي حديث القيامة: يُصَبُّ عليه ماءُ |
|||
الحَيَا؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض الروايات، والمشهور: يُصَبُّ |
|||
عليه ماءُ الحَيَاةِ. ابن سيده: والحَيَوان أَيضاً جنس الحَيِّ، وأَصْلُهُ |
|||
حَيَيانٌ فقلبت الياء التي هي لام واواً، استكراهاً لتوالي الياءين |
|||
لتختلف الحركات؛ هذا مذهب الخليل وسيبويه، وذهب أَبو عثمان إلى أَن الحيوان |
|||
غير مبدل الواو، وأَن الواو فيه أَصل وإن لم يكن منه فعل، وشبه هذا بقولهم |
|||
فَاظَ المَيْت يَفِيظُ فَيْظاً وفَوْظاً، وإن لم يَسْتَعْمِلُوا من |
|||
فَوْظٍ فِعْلاً، كذلك الحيوان عنده مصدر لم يُشْتَقّ منه فعل. قال أَبو علي: |
|||
هذا غير مرضي من أَبي عثمان من قِبَل أَنه لا يمتنع أَن يكون في الكلام |
|||
مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فَوْظٍ وصَوْغٍ وقَوْل ومَوْت |
|||
وأَشباه ذلك، فأَما أَن يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا، |
|||
فحَمْلُه الحيوانَ على فَوْظٍ خطأٌ، لأَنه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو |
|||
موجود مطرد؛ قال أَبو علي: وكأَنهم استجازوا قلب الياء واواً لغير علة، وإن |
|||
كانت الواو أَثقل من الياء، ليكون ذلك عوضاً للواو من كثرة دخول الياء |
|||
وغلبتها عليها. |
|||
وحَيْوَة، بسكون الياء: اسمُ رجلٍ، قلبت الياء واواً فيه لضَرْبٍ من |
|||
التوَسُّع وكراهة لتضعيف الياء، وإذا كانوا قد كرهوا تضعيف الياء مع الفصل |
|||
حتى دعاهم ذلك إلى التغيير في حاحَيْت وهَاهَيْتُ، كان إبدال اللام في |
|||
حَيْوةٍ ليختلف الحرفان أَحْرَى، وانضاف إلى ذلك أنَّه عَلَم، والأَعلام قد |
|||
يعرض فيها ما لا يوجد في غيرها نحو مَوْرَقٍ ومَوْهَبٍ ومَوْظَبٍ؛ قال |
|||
الجوهري: حَيْوَة اسم رجل، وإنما لم يدغم كما أُدغم هَيِّنٌ ومَيّت لأَنه |
|||
اسم موضوع لا على وجه الفعل. وحَيَوانٌ: اسم، والقول فيه كالقول في |
|||
حَيْوَةَ. |
|||
والمُحاياةُ: الغِذاء للصبي بما به حَيَاته، وفي المحكم: المُحاياةُ |
|||
الغِذاء للصبيِّ لأَنّ حَياته به. |
|||
والحَيُّ: الواحد من أَحْياءِ العَربِ. والحَيُّ: البطن من بطون العرب؛ |
|||
وقوله: |
|||
وحَيَّ بَكْرٍ طَعَنَّا طَعْنَةً فَجَرى |
|||
فليس الحَيُّ هنا البطنَ من بطون العرب كما ظنه قوم، وإنما أَراد الشخص |
|||
الحيّ المسمَّى بكراً أَي بكراً طَعَنَّا، وهو ما تقدم، فحيٌّ هنا |
|||
مُذَكَّرُ حَيَّةٍ حتى كأَنه قال: وشخصَ بكرٍ الحَيَّ طَعَنَّا، فهذا من باب |
|||
إضافة المسمى إلى نفسه؛ ومنه قول ابن أَحمر: |
|||
أَدْرَكْتَ حَيَّ أَبي حَفْصٍ وَشِيمَتَهُ، |
|||
وقَبْلَ ذاكَ، وعَيْشاً بَعْدَهُ كَلِبَا |
|||
وقولهم: إن حَيَّ ليلى لشاعرة، هو من ذلك، يُريدون ليلى، والجمع |
|||
أَحْياءٌ. الأَزهري: الحَيُّ من أَحْياء العَرب يقع على بَني أَبٍ كَثُروا أَم |
|||
قَلُّوا، وعلى شَعْبٍ يجمَعُ القبائلَ؛ من ذلك قول الشاعر: |
|||
قَاتَل اللهُ قيسَ عَيْلانَ حَيّاً، |
|||
ما لَهُمْ دُونَ غَدْرَةٍ مِنْ حِجابِ |
|||
وقوله: |
|||
فتُشْبِعُ مَجْلِسَ الحَيَّيْنِ لَحْماً، |
|||
وتُلْقي للإماء مِنَ الوَزِيمِ |
|||
يعني بالحَيَّينِ حَيَّ الرجلِ وحَيَّ المرأَة، والوَزِيمُ العَضَلُ. |
|||
والحَيَا، مقصور: الخِصْبُ، والجمع أَحْياء. وقال اللحياني: الحَيَا، |
|||
مقصورٌ، المَطَر وإذا ثنيت قلت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الحركة غير |
|||
لازمة. وقال اللحياني مرَّةً: حَيَّاهم الله بِحَياً، مقصور، أَي |
|||
أَغاثهم، وقد جاء الحَيَا الذي هو المطر والخصب ممدوداً. وحَيَا الربيعِ: ما |
|||
تَحْيا به الأَرض من الغَيْث. وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً |
|||
مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً؛ الحَيَا، مقصور: المَطَر لإحْيائه الأَرضَ، وقيل: |
|||
الخِصْبُ وما تَحْيا به الأَرضُ والناس. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا |
|||
آكلُ السَّمِينَ حتى يَحْيا الناسُ من أَوَّلِ ما يَحْيَوْنَ أَي حتى |
|||
يُمْطَروا ويُخْصِبُوا فإن المَطَر سبب الخِصْب، ويجوز أَن يكون من الحياة |
|||
لأَن الخصب سبب الحياة. وجاء في حديث عن ابن عباس، رحمه الله، أَنه قال: |
|||
كان عليٌّ أَميرُ المؤمنين يُشْبِهُ القَمَر الباهِرَ والأَسَدَ الخادِرَ |
|||
والفُراتَ الزَّاخِرَ والرَّبيعَ الباكِرَ، أَشْبَهَ من القَمر ضَوْءَهُ |
|||
وبَهاءَهُ ومِنَ الأَسَدِ شَجاعَتَهُ ومَضاءَهُ ومن الفُراتِ جُودَه |
|||
وسَخاءَهُ ومن الرَّبيعِ خِصْبَه وحَياءَه. أَبو زيد: تقول أَحْيَا القومُ |
|||
إذا مُطِرُوا فأَصابَت دَوابُّهُم العُشْبَ حتى سَمِنَتْ، وإن أَرادوا |
|||
أَنفُسَهم قالوا حَيُوا بعدَ الهُزال. وأَحْيا الله الأَرضَ: أَخرج فيها |
|||
النبات، وقيل: إنما أَحْياها من الحَياة كأَنها كانت ميتة بالمحْل فأَحْياها |
|||
بالغيث. |
|||
والتَّحِيَّة: السلام، وقد حَيَّاهُ تحِيَّةً، وحكى اللحياني: حَيَّاك |
|||
اللهُ تَحِيَّةَ المؤمِن. والتَّحِيَّة: البقاءُ. والتَّحِيَّة: المُلْك؛ |
|||
وقول زُهَيْر بن جَنابٍ الكَلْبي: |
|||
ولَكُلُّ ما نَال الفتى |
|||
قَدْ نِلْتُه إلا التَّحِيَّهْ |
|||
قيل: أَراد المُلْك، وقال ابن الأَعرابي: أَراد البَقاءَ لأَنه كان |
|||
مَلِكاً في قومه؛ قال بن بري: زهيرٌ هذا هو سيّد كَلْبٍ في زمانه، وكان كثير |
|||
الغارات وعُمِّرَ عُمْراً طويلاً، وهو القائل لما حضرته الوفاة: |
|||
أبَنِيَّ، إنْ أَهْلِكْ فإنْـ |
|||
ـنِي قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنِيَّهْ |
|||
وتَرَكْتُكُمْ أَولادَ سا |
|||
داتٍ، زِنادُكُمُ وَرِيَّهْ |
|||
ولَكُلُّ ما نالَ الفَتى |
|||
قَدْ نِلْتُه، إلاّ التَّحِيَّهْ |
|||
قال: والمعروف بالتَّحِيَّة هنا إنما هي بمعنى البقاء لا بمعنى الملك. |
|||
قال سيبويه: تَحِيَّة تَفْعِلَة، والهاء لازمة، والمضاعف من الياء قليل |
|||
لأَن الياء قد تثقل وحدها لاماً، فإذا كان قبلها ياءٌ كان أَثقل لها. قال |
|||
أَبو عبيد: والتَّحِيَّةُ في غير هذا السلامُ. الأَزهري: قال الليث في |
|||
قولهم في الحديث التَّحِيَّات لله، قال: معناه البَقاءُ لله، ويقال: المُلْك |
|||
لله، وقيل: أَراد بها السلام. يقال: حَيَّاك الله أَي سلَّم عليك. |
|||
والتَّحِيَّة: تَفْعِلَةٌ من الحياة، وإنما أُدغمت لاجتماع الأَمثال، والهاء |
|||
لازمة لها والتاء زائدة. وقولهم: حيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ اعتَمَدَكَ |
|||
بالمُلْك، وقيل: أَضْحَكَكَ، وقال الفراء: حَيَّكَ اللهُ أبْقاكَ اللهُ. |
|||
وحَيَّك الله أَي مَلَّكك الله. وحَيَّاك الله أَي سلَّم عليك؛ قال: وقولنا |
|||
في التشهد التَّحِيَّات لله يُنْوَى بها البَقاءُ لله والسلامُ من الآفاتِ |
|||
والمُلْكُ لله ونحوُ ذلك. قال أَبو عمرو: التَّحِيَّة المُلك؛ وأَنشد |
|||
قول عمرو بن معد يكرب: |
|||
أَسيرُ بِهِ إلى النُّعْمانِ، حتَّى |
|||
أُنِيخَ على تَحِيَّتِهِ بجُنْدي |
|||
يعني على مُلْكِه؛ قال ابن بري: ويروى أَسِيرُ بها، ويروى: أَؤُمُّ بها؛ |
|||
وقبل البيت: |
|||
وكلّ مُفاضَةٍ بَيْضاءَ زَغْفٍ، |
|||
وكل مُعاوِدِ الغاراتِ جَلْدِ |
|||
وقال خالد بن يزيد: لو كانت التََّحِيَّة المُلْكَ لما قيل التَّحِيَّات |
|||
لله، والمعنى السلامات من الآفات كلها، وجَمَعها لأَنه أَراد السلامة من |
|||
كل افة؛ وقال القتيبي: إنما قيل التحيات لله لا على الجَمْع لأَنه كان |
|||
في الأَرض ملوك يُحَيَّوْنَ بتَحِيّات مختلفة، يقال لبعضهم: أَبَيْتَ |
|||
اللَّعْنَ، ولبعضهم: اسْلَمْ وانْعَمْ وعِشْ أَلْفَ سَنَةٍ، ولبعضهم: انْعِمْ |
|||
صَباحاً، فقيل لنا: قُولوا التَّحِيَّاتُ لله أَي الأَلفاظُ التي تدل |
|||
على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهي لله عز وجل. وروي عن أَبي الهيثم |
|||
أَنه يقول: التَّحِيَّةُ في كلام العرب ما يُحَيِّي بعضهم بعضاً إذا |
|||
تَلاقَوْا، قال: وتَحِيَّةُ الله التي جعلها في الدنيا والآخرة لمؤمني عباده |
|||
إذا تَلاقَوْا ودَعا بعضهم لبعض بأَجْمَع الدعاء أَن يقولوا السلامُ |
|||
عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه. قال الله عز وجل: تَحِيَّتُهُمْ يوْمَ |
|||
يَلْقَوْنَه سَلامٌ. وقال في تحيَّة الدنيا: وإذا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فحَيُّوا |
|||
بأَحسَنَ منها أَو رُدُّوها؛ وقيل في قوله: |
|||
قد نلته إلاّ التحيَّة |
|||
يريد: إلا السلامة من المَنِيَّة والآفات فإن أَحداً لا يسلم من الموت |
|||
على طول البقاء، فجعل معنى التحيات لله أَي السلام له من جميع الآفات التي |
|||
تلحق العباد من العناء وسائر أَسباب الفناء؛ قال الأَزهري: وهذا الذي |
|||
قاله أَبو الهيثم حسن ودلائله واضحة، غير أَن التحية وإن كانت في الأصل |
|||
سلاماً، كما قال خالد، فجائز أَن يُسَمَّى المُلك في الدنيا تحيةً كما قال |
|||
الفراء وأبَو عمرو، لأَن المَلِكَ يُحَيَّا بتَحِيَّةِ المُلْكِ المعروفة |
|||
للملوك التي يباينون فيها غيرهم، وكانت تحيَّةُ مُلُوك العَجَم نحواً من |
|||
تحيَّة مُلوك العَرَعب، كان يقال لِمَلِكهم: زِهْ هَزَارْ سَالْ؛ المعنى: |
|||
عِشْ سالماً أَلْفَ عام، وجائز أَن يقال للبقاء تحية لأَنَّ من سَلِمَ |
|||
من الآفات فهو باقٍ، والباقي في صفة الله عز وجل من هذا لأَنه لا يموت |
|||
أَبداً، فمعنى؛ حَيّاك الله أَي أَبقاك الله، صحيحٌ، من الحياة، وهو البقاء. |
|||
يقال: أَحياه الله وحَيّاه بمعنى واحد، قال: والعرب تسمي الشيء باسم |
|||
غيره إذا كان معه أَو من سببه. وسئل سَلَمة بنُ عاصمٍ عن حَيّاك الله فقال: |
|||
هو بمنزلة أَحْياك الله أَي أَبقاك الله مثل كرَّم وأَكرم، قال: وسئل |
|||
أَبو عثمان المازني عن حَيَّاك الله فقال عَمَّرك الله. وفي الحديث: أَن |
|||
الملائكة قالت لآدم، عليه السلام، حَيَّاك الله وبَيَّاك؛ معنى حَيَّاك |
|||
اللهُ أَبقاك من الحياة، وقيل: هو من استقبال المُحَيّا، وهو الوَجْه، وقيل: |
|||
ملَّكك وفَرَّحك، وقيل: سلَّم عَليك، وهو من التَّحِيَّة السلام، والرجل |
|||
مُحَيِّيٌ والمرأَة مُحَيِّيَة، وكل اسم اجتمع فيه ثلاث ياءَات فيُنْظَر، |
|||
فإن كان غير مبنيٍّ على فِعْلٍ حذفت منه اللام نحو عُطَيٍّ في تصغير |
|||
عَطاءٍ وفي تصغير أَحْوَى أَحَيٍّ، وإن كان مبنيّاً على فِعْلٍ ثبتت نحو |
|||
مُحَيِّي من حَيَّا يُحَيِّي. وحَيَّا الخَمْسين: دنا منها؛ عن ابن |
|||
الأَعرابي. والمُحَيّا: جماعة الوَجْهِ، وقيل: حُرُّهُ، وهو من الفرَس حيث |
|||
انفرَقَ تحتَ الناصِية في أَعلى الجَبْهةِ وهناك دائرةُ المُحَيَّا. |
|||
والحياءُ: التوبَة والحِشْمَة، وقد حَيِيَ منه حَياءً واستَحْيا |
|||
واسْتَحَى، حذفوا الياء الأَخيرة كراهية التقاء الياءَينِ، والأَخيرتان |
|||
تَتَعَدَّيانِ بحرف وبغير حرف، يقولون: استَحْيا منك واستَحْياكَ، واسْتَحَى منك |
|||
واستحاك؛ قال ابن بري: شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير: |
|||
لولا الحَياءُ لَعَادني اسْتِعْبارُ، |
|||
ولَزُرْتُ قَبرَكِ، والحبيبُ يُزارُ |
|||
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: الحَياءُ شُعْبةٌ من |
|||
الإيمان؛ قال بعضهم: كيف جعَل الحياءَ وهو غَرِيزةٌ شُعْبةً من الإيمان وهو |
|||
اكتساب؟ والجواب في ذلك: أَن المُسْتَحي ينقطع بالحَياء عن المعاصي، وإن |
|||
لم تكن له تَقِيَّة، فصار كالإيمان الذي يَقْطَعُ عنها ويَحُولُ بين |
|||
المؤمن وبينها؛ قال ابن الأَثير: وإنما جعل الحياء بعض الإيمان لأَن الإيمان |
|||
ينقسم إلى ائتمار بما أَمر الله به وانتهاء عمَّا نهى الله عنه، فإذا حصل |
|||
الانتهاء بالحياء كان بعضَ الإيمان؛ ومنه الحديث: إذا لم تَسْتَحِ |
|||
فاصْنَح ما شئتَ؛ المراد أَنه إذا لم يستح صنع ما شاء، لأَنه لا يكون له حياءٌ |
|||
يحْجزُه عن المعاصي والفواحش؛ قال ابن الأَثير: وله تأْويلان: أَحدهما |
|||
ظاهر وهو المشهور إذا لم تَسْتَح من العَيْب ولم تخش العارَ بما تفعله |
|||
فافعل ما تُحَدِّثُك به نفسُك من أَغراضها حسَناً كان أَو قبيحاً، ولفظُه |
|||
أَمرٌ ومعناه توبيخ وتهديد، وفيه إشعار بأَنَّ الذي يردَع الإنسانَ عن |
|||
مُواقَعة السُّوء هو الحَياءُ، فإذا انْخَلَعَ منه كان كالمأْمور بارتكاب كل |
|||
ضلالة وتعاطي كل سيئة، والثاني أَن يحمل الأَمر على بابه، يقول: إذا كنت |
|||
في فعلك آمناً أَن تَسْتَحيَ منه لجَريك فيه على سَنَن الصواب وليس من |
|||
الأَفعال التي يُسْتَحَى منها فاصنع منها ما شئت. ابن سيده: قوله، صلى الله |
|||
عليه وسلم، إنَّ مما أَدرَك الناسُ من كلام النبوَّة إذا لم تَسْتَحِ |
|||
فاصْنَعْ ما شئت |
|||
(* قوله «من كلام النبوة إذا لم تستح إلخ» هكذا في الأصل). |
|||
أَي من لم يَسْتَحِ صَنَعَ ما شاء على جهة الذمِّ لتَرْكِ الحَياء، وليس |
|||
يأْمره بذلك ولكنه أَمرٌ بمعنى الخَبَر، ومعنى الحديث أَنه يأْمُرُ |
|||
بالحَياء ويَحُثُّ عليه ويَعِيبُ تَرْكَه. ورجل حَيِيٌّ، ذو حَياءٍ، بوزن |
|||
فَعِيلٍ، والأُنثى بالهاء، وامرأَة حَيِيَّة، واسْتَحْيا الرجل واسْتَحْيَت |
|||
المرأَة؛ وقوله: |
|||
وإنِّي لأَسْتَحْيِي أَخي أَنْ أَرى له |
|||
عليَّ من الحَقِّ، الذي لا يَرَى لِيَا |
|||
معناه: آنَفُ من ذلك. الأَزهري: للعرب في هذا الحرف لغتان: يقال |
|||
اسْتَحَى الرجل يَسْتَحي، بياء واحدة، واسْتَحْيا فلان يَسْتَحْيِي، بياءَين، |
|||
والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله عز وجل: إنَّ الله لا يَسْتَحْيِي |
|||
أَن يَضْرِبَ مثلاً. وحَيِيتُ منه أَحْيا: استَحْيَيْت. وتقول في الجمع: |
|||
حَيُوا كما تقول خَشُوا. قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لأَن |
|||
الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا إلى الضم، ولم تحرّك |
|||
الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضُمَّت الياء الباقية لأَجل الواو؛ قال |
|||
أَبو حُزابة الوليدُ بن حَنيفة: |
|||
وكنا حَسِبْناهم فَوارِسَ كَهْمَسٍ |
|||
حَيُوا بعدما ماتُوا، من الدهْرِ، أَعْصُرا |
|||
قال ابن بري: حَيِيتُ من بنات الثلاثة، وقال بعضهم: حَيُّوا، بالتشديد، |
|||
تركه عل ما كان عليه للإدغام؛ قال عبيدُ بنُ الأَبْرص: |
|||
عَيُّوا بأَمرِهِمُو، كما |
|||
عَيَّتْ ببَيْضَتِها الحَمامَهْ |
|||
وقال غيره: اسْتَحْياه واسْتَحْيا منه بمعنًى من الحياء، ويقال: |
|||
اسْتَحَيْتُ، بياء واحدة، وأَصله اسْتَحْيَيْتُ فأَعَلُّوا الياء الأُولى |
|||
وأَلقَوا حَرَكتها على الحاء فقالوا استَحَيْتُ، كما قالوا اسْتنعت استثقالاً |
|||
لَمَّا دَخَلَتْ عليها الزوائدُ؛ قال سيبويه: حذفت الياء لالتقاء الساكنين |
|||
لأَن الياء الأُولى تقلب أَلفاً لتحركها، قال: وإنما فعلوا ذلك حيث كثر |
|||
في كلامهم. وقال المازنيّ: لم تحذف لالتقاء الساكنين لأَنها لو حذفت لذلك |
|||
لردوها إذا قالوا هو يَسْتَحِي، ولقالوا يَسْتَحْيي كما قالوا |
|||
يَسْتَنِيعُ؛ قال ابن بري: قول أَبي عثمان موافق لقول سيبويه، والذي حكاه عن |
|||
سيبويه ليس هو قوله، وإنما هو قول الخليل لأَن الخليل يرى أَن استحيت أَصله |
|||
استحييت، فأُعل إعلال اسْتَنَعْت، وأَصله اسْتَنْيَعْتُ، وذلك بأَن تنقل |
|||
حركة الفاء على ما قبلها وتقلب أَلفاً ثمتحذف لالتقاء الساكنين، وأما |
|||
سيبويه فيرى أَنها حذفت تخفيفاً لاجتماع الياءين لا لإعلال موجب لحذفها، كما |
|||
حذفت السينَ من أَحْسَسْت حين قلتَ أَحَسْتُ، ونقلتَ حركتها على ما قبلها |
|||
تخفيفاً. وقال الأَخفش: اسْتَحَى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أَهل |
|||
الحجاز، وهو الأَصل، لأَن ما كان موضعُ لامه معتّلاً لم يُعِلُّوا عينه، |
|||
أَلا ترى أَنهم قالوا أَحْيَيْتُ وحَوَيْتُ؟ ويقولون قُلْتُ وبِعْتُ |
|||
فيُعِلُّون العين لَمَّا لم تَعْتَلَّ اللامُ، وإنما حذفوا الياء لكثرة |
|||
استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أَدْرِ في لا أدْرِي. ويقال: فلان أَحْيَى |
|||
من الهَدِيِّ، وأَحْيَى من كَعابٍ، وأَحْيَى من مُخَدَّرة ومن |
|||
مُخَبَّأَةٍ، وهذا كله من الحَياء، ممدود. وأَما قولهم أَحْيَى من ضَبّ، فمن |
|||
الحياةِ. وفي حديث البُراقِ: فدنَوْتُ منه لأَرْكَبَه فأَنْكَرَني فتَحَيَّا |
|||
مِنِّي أَي انْقَبَض وانْزَوى، ولا يخلو أَن يكون مأْخوداً من الحياء على |
|||
طريق التمثيل، لأَن من شأن الحَيِيِّ أَن ينقبض، أَو يكون أَصله تَحَوّى |
|||
أَي تَجَمَّع فقلبت واوه ياء، أَو يكون تَفَيْعَلَ من الحَيِّ وهو الجمع، |
|||
كتَحَيَّز من الحَوْز. وأَما قوله: ويَسْتَحْيي نساءَهم، فمعناه |
|||
يَسْتَفْعِلُ من الحَياة أَي يتركهنَّ أَحياء وليس فيه إلا لغة واحدة. وقال أَبو |
|||
زيد: يقال حَيِيتُ من فِعْلِ كذا وكذا أَحْيا حَياءً أَي اسْتَحْيَيْتُ؛ |
|||
وأَنشد: |
|||
أَلا تَحْيَوْنَ من تَكْثير قَوْمٍ |
|||
لعَلاَّتٍ، وأُمُّكُمو رَقُوبُ؟ |
|||
معناه أَلا تَسْتَحْيُونَ. وجاء في الحديث: اقْتُلُوا شُيُوخ المشركين |
|||
واسْتَحْيُوا شَرْخَهم أَي اسْتَبْقُوا شَبابَهم ولا تقتلوهم، وكذلك قوله |
|||
تعالى: يُذَبِّحُ أَبناءهم ويَسْتَحْيِي نساءَهم؛ أَي يسْتَبْقيهن للخدمة |
|||
فلا يقتلهن. الجوهري: الحَياء، ممدود، الاستحياء. والحَياء أَيضاً: |
|||
رَحِمُ الناقة، والجمع أَحْيِيةٌ؛ عن الأَصمعي. الليث: حَيا الناقة يقصر ويمدّ |
|||
لغتان. الأَزهري: حَياءُ الناقة والشاة وغيرهما ممدود إلاّ أَن يقصره |
|||
شاعر ضرورة، وما جاء عن العرب إلا ممدوداً، وإنما سمي حَياءً باسم الحَياء |
|||
من الاسْتحياء لأَنه يُسْتَر من الآدمي ويُكْنى عنه من الحيوان، |
|||
ويُسْتَفحش التصريحُ بذكره واسمه الموضوع له ويُسْتَحى من ذلك ويُكْنى عنه. وقال |
|||
الليث: يجوز قَصْر الحَياء ومَدُّه، وهو غلط لا يجوز قصره لغير الشاعر |
|||
لأَن أَصله الحَياءُ من الاستحياء. وفي الحديث: أَنه كَرِهَ من الشاةِ |
|||
سَبْعاً: الدَّمَ والمرارة والحَياءَ والعُقْدَةَ والذَّكَر والأُنْثَيين |
|||
والمَثانَة؛ الحَياءُ، ممدود: الفرج من ذوات الخُفِّ والظِّلْف، وجمعها |
|||
أَحْييَة. قال ابن بري: وقد جاء الحَياء لرحم الناقة مقصوراً في شعر أَبي |
|||
النَّجْم، وهو قوله: |
|||
جَعْدٌ حَياها سَبِطٌ لَحْياها |
|||
قال ابن بري: قال الجوهري في ترجمة عيي: وسمعنا من العرب من يقول |
|||
أَعْيِياءُ وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّنُ. قال ابن بري: في كتاب سيبويه أَحْيِيَة جمع |
|||
حَياءٍ لفرج الناقة، وذكر أَن من العرب من يدغمه فيقول أَحِيَّه، قال: |
|||
والذي رأَيناه في الصحاح سمعنا من العرب من يقول أَعْيِياءُ وأَعْيِيَةٌ |
|||
فيبين؛ ابن سيده: وخص ابن الأَعرابي به الشاة والبقرة والظبية، والجمع |
|||
أَحْياءٌ؛ عن أَبي زيد، وأَحْيِيَةٌ وحَيٌّ وحِيٌّ؛ عن سيبويه، قال: ظهرت |
|||
الياء في أَحْيِيَة لظهورها في حَيِيَ، والإدْغامُ أَحسنُ لأَن الحركة |
|||
لازمة، فإن أَظهرت فأحْسَنُ ذلك أَن تُخْفي كراهية تَلاقي المثلين، وهي مع |
|||
ذلك بزنتها متحرّكة، وحمل ابن جني أَحْياءً على أَنه جمع حَياءٍ ممدوداً؛ |
|||
قال: كَسَّرُوا فَعالاً على أَفعال حتى كأنهم إنما كسروا فَعَلاً. |
|||
الأَزهري: والحَيُّ فرج المرأَة. ورأى أَعرابي جهاز عَرُوسٍ فقال: هذا سَعَفُ |
|||
الحَيِّ أَي جِهازُ فرج المرأَة. |
|||
والحَيَّةُ: الحَنَشُ المعروف، اشتقاقه من الحَياة في قول بعضهم؛ قال |
|||
سيبويه: والدليل على ذلك قول العرب في الإضافة إلى حَيَّةَ بن بَهْدَلة |
|||
حَيَوِيٌّ، فلو كان من الواو لكان حَوَوِيّ كقولك في الإضافة إلى لَيَّة |
|||
لَوَوِيٌّ. قال بعضهم: فإن قلت فهلاَّ كانت الحَيَّةُ مما عينه واو |
|||
استدلالاً بقولهم رجل حَوَّاء لظهور الواو عيناً في حَوَّاء؟ فالجواب أَنَّ أَبا |
|||
عليّ ذهب إلى أَن حَيَّة وحَوَّاء كسَبِطٍ وسِبَطْرٍ ولؤلؤٍ ولأْآلٍ |
|||
ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ ودِلاصٍ ودُلامِصٍ، في قول أبي عثمان، وإن هذه الأَلفاظ |
|||
اقتربت أُصولها واتفقت معانيها، وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه فكذلك حَيَّةٌ |
|||
مما عينه ولامه ياءَان، وحَوَّاء مما عينه واو ولامه ياء، كما أَن |
|||
لُؤلُؤاً رُباعِيٌّ ولأْآل ثلاثي، لفظاهما مقتربان ومعنياهما متفقان، ونظير |
|||
ذلك قولهم جُبْتُ جَيْبَ القَميص، وإنما جعلوا حَوَّاء مما عينه واو ولامه |
|||
ياء، وإن كان يمكن لفظه أَن يكون مما عينه ولامه واوان من قِبَل أَن هذا |
|||
هو الأَكثر في كلامهم، ولم يأْت الفاء والعين واللام ياءَات إلاَّ في |
|||
قولهم يَيَّيْتُ ياءً حَسَنة، على أَن فيه ضَعْفاً من طريق الرواية، ويجوز |
|||
أَن يكون من التّحَوِّي لانْطوائها، والمذكر والمؤنث في ذلك سواء. قال |
|||
الجوهري: الحَيَّة تكون للذكر والأُنثى، وإنما دخلته الياء لأَنه واحد من |
|||
جنس مثل بَطَّة ودَجاجة، على أَنه قد روي عن العرب: رأَيت حَيّاً على حَيّة |
|||
أَي ذكراً على أُنثى، وفلان حَيّةٌ ذكر. والحاوِي: صاحب الحَيَّات، وهو |
|||
فاعل. والحَيُّوت: ذَكَر الحَيَّات؛ قال الأَزهري: التاء في الحَيُّوت: |
|||
زائدة لأَن أَصله الحَيُّو، وتُجْمع الحَيَّة حَيَواتٍ. وفي الحديث: لا |
|||
بأْسَ بقَتْلِ الحَيَواتِ، جمع الحَيَّة. قال: واشتقاقُ الحَيَّةِ من |
|||
الحَياة، ويقال: هي في الأَصل حَيْوَة فأُدْغِمَت الياء في الواو وجُعلتا ياءً |
|||
شديدة، قال: ومن قال لصاحب الحَيَّاتِ حايٍ فهو فاعل من هذا البناء |
|||
وصارت الواو كسرة |
|||
(* قوله «وصارت الواو كسرة» هكذا في الأصل الذي بيدنا ولعل |
|||
فيه تحريفاً، والأصل: وصارت الواو ياء للكسرة). كواو الغازي والعالي، ومن |
|||
قال حَوَّاء فهو على بناء فَعَّال، فإنه يقول اشتقاقُ الحَيَّة من |
|||
حَوَيْتُ لأَنها تَتَحَوَّى في الْتِوائِها، وكل ذلك تقوله العرب. قال أَبو |
|||
منصور: وإن قيل حاوٍ على فاعل فهو جائز، والفرق بينه وبين غازٍ أن عين |
|||
الفعل من حاوٍ واو وعين الفعل من الغازي الزاي فبينهما فرق، وهذا يجوز على |
|||
قول من جعل الحَيَّة في أَصل البناء حَوْيَةً. قال الأَزهري: والعرب |
|||
تُذَكّر الحَيَّة وتؤنثها، فإذا قالوا الحَيُّوت عَنَوا الحَيَّة الذكَرَ؛ |
|||
وأَنشد الأَصمعي: |
|||
ويأكُلُ الحَيَّةَ والحَيُّوتَا، |
|||
ويَدْمُقُ الأَغْفالَ والتَّابُوتَا، |
|||
ويَخْنُقُ العَجُوزَ أَو تَمُوتَا |
|||
وأَرض مَحْياة ومَحْواة: كثيرة الحيّات. قال الأَزهري: وللعرب أَمثال |
|||
كثيرة في الحَيَّة نَذْكُرُ ما حَضَرَنَا منها، يقولون: هو أَبْصَر من |
|||
حَيَّةٍ؛ لحِدَّةِ بَصَرها، ويقولون: هو أَظْلَم من حَيَّةٍ؛ لأنها تأْتي |
|||
جُحْر الضَّبِّ فتأْكلُ حِسْلَها وتسكُنُ جُحْرَها، ويقولون: فلان حَيَّةُ |
|||
الوادِي إذا كان شديد الشَّكِيمَةِ حامِياً لحَوْزَتِه، وهُمْ حَيَّةُ |
|||
الأَرض؛ ومنه قول ذِي الإصْبعِ العَدْواني: |
|||
عَذِيرَ الحَيِّ منْ عَدْوا |
|||
نَ، كانُوا حَيَّةَ الأَرض |
|||
أَراد أَنهم كانوا ذوي إربٍ وشِدَّةٍ لا يُضَيِّعون ثَأْراً، ويقال |
|||
رأْسُه رأْسُ حَيَّةٍ إذا كان مُتَوقِّداً شَهْماً عاقلاً. وفلان حَيّةٌ |
|||
ذكَرٌ أَي شجاع شديد. ويدعون على الرجل فيقولون: سقاه الله دَمَ الحَيَّاتِ |
|||
أَي أَهْلَكَه. ويقال: رأَيت في كتابه حَيَّاتٍ وعَقارِبَ إذا مَحَلَ |
|||
كاتِبُهُ بِرَجُلٍ إلى سُلْطانٍ ووَشَى به ليُوقِعَه في وَرْطة. ويقال للرجل |
|||
إذا طال عُمْره وللمرأَة إذا طال عمرها: ما هُو إلاّ حَيَّةٌ وما هي إلاّ |
|||
حَيَّةٌ، وذلك لطول عمر الحَيَّة كأَنَّه سُمِّي حَيَّةً لطول حياته. |
|||
ابن الأَعرابي: فلانٌ حَيَّةُ الوادي وحَيَّة الأرض وحَيَّةُ الحَمَاطِ إذا |
|||
كان نِهايةً في الدَّهاء والخبث والعقل؛ وأَنشد الفراء: |
|||
كمِثْلِ شَيْطانِ الحَمَاطِ أَعْرَفُ |
|||
وروي عن زيد بن كَثْوَة: من أَمثالهم حَيْهٍ حِمَارِي وحِمَارَ صاحبي، |
|||
حَيْهٍ حِمَارِي وَحْدِي؛ يقال ذلك عند المَزْرِيَةِ على الذي يَسْتحق ما |
|||
لا يملك مكابره وظلماً، وأَصله أَن امرأَة كانت رافقت رجلاً في سفر وهي |
|||
راجلة وهو على حمار، قال فأَوَى لها وأَفْقَرَها ظَهْرَ حماره ومَشَى |
|||
عنها، فبَيْنَما هما في سيرهما إذ قالت وهي راكبة عليه: حيهٍ حِمَارِي |
|||
وحِمَارَ صاحبي، فسمع الرجل مقالتها فقال: حَيْهٍ حِمارِي وَحْدِي ولم |
|||
يَحْفِلْ لقولها ولم يُنْغِضْها، فلم يزالا كذلك حتى بَلَغَتِ الناسَ فلما |
|||
وَثِقَتْ قالت: حَيْهٍ حِمَاري وَحْدِي؛ وهي عليه فنازعها الرجلُ إياه |
|||
فاستغاثت عليه، فاجتمع لهما الناسُ والمرأَةُ راكبة على الحمار والرجل راجل، |
|||
فقُضِيَ لها عليه بالحمار لما رأَوها، فَذَهَبَتْ مَثَلاً. والحَيَّةُ من |
|||
سِماتِ الإبل: وَسْمٌ يكون في العُنُقِ والفَخِذ مُلْتَوِياً مثلَ |
|||
الحَيَّة؛ عن ابن حبيب من تذكرة أبي عليّ. |
|||
وحَيَّةُ بنُ بَهْدَلَةَ: قبيلة، النسب إليها حَيَوِيٌّ؛ حكاه سيبويه عن |
|||
الخليل عن العرب، وبذلك استُدِلّ على أَن الإضافة إلى لَيَّةٍ |
|||
لَوَوِيٌّ، قال: وأَما أَبو عمرو فكان يقول لَيَيِيٌّ وحَيَيِيٌّ. وبَنُو حِيٍّ: |
|||
بطنٌ من العرب، وكذلك بَنُو حَيٍّ. ابن بري: وبَنُو الحَيَا، مقصور، بَطْن |
|||
من العرب. ومُحَيَّاةُ: اسم موضع. وقد سَمَّوْا: يَحْيَى وحُيَيّاً |
|||
وحَيّاً وحِيّاً وحَيّانَ وحُيَيَّةَ. والحَيَا: اسم امرأَة؛ قال |
|||
الراعي:إنَّ الحَيَا وَلَدَتْ أَبي وَعُمُومَتِي، |
|||
ونَبَتُّ في سَبِطِ الفُرُوعِ نُضارِ |
|||
وأَبو تِحْيَاةَ: كنية رجل من حَيِيتَ تِحْيا وتَحْيا، والتاء ليست |
|||
بأَصلية. |
|||
ابن سيده: وَحَيَّ على الغَداء والصلاةِ ائتُوهَا، فحَيَّ اسم للفعل |
|||
ولذلك عُلّق حرفُ الجرّ الذي هو على به. |
|||
وحَيَّهَلْ وحَيَّهَلاً وحَيَّهَلا، مُنَوَّناً وغيرَ منوّن، كلّه: كلمة |
|||
يُسْتَحَثُّ بها؛ قال مُزاحم: |
|||
بِحَيَّهَلاً يُزْجُونَ كُلَّ مَطِيَّةٍ |
|||
أَمامَ المَطايا، سَيْرُها المُتَقاذِفُ |
|||
(* قوله «سيرها المتقاذف» هكذا في الأصل؛ وفي التهذيب: سيرهن تقاذف). |
|||
قال بعض النحويين: إذا قلت حَيَّهَلاً فنوّنت قلت حَثّاً، وإذا قلت |
|||
حَيَّهَلا فلم تُنون فكأَنَّك قلت الحَثَّ، فصار التنوين علم التنكير وتركه |
|||
علم التعريف وكذلك جميع ما هذه حاله من المبنيَّات، إذا اعْتُقِد فيه |
|||
التنكير نُوِّن، وإذا اعتُقِد فيه التعريف حذف التنوين. قال أَبو عبيد: سمع |
|||
أَبو مَهْدِيَّة رجلاً من العجم يقول لصاحبه زُوذْ زُوذْ، مرتين |
|||
بالفارسية، فسأَله أَبو مَهْدِيَّة عنها فقيل له: يقول عَجِّلْ عَجِّلْ، قال أَبو |
|||
مَهْدِيَّة: فهَلاَّ قال له حَيَّهَلَكَ، فقيل له: ما كان الله ليجمع لهم |
|||
إلى العَجَمِيّة العَرَبِيّة. الجوهري: وقولهم حَيّ على الصلاة معناه |
|||
هَلُمَّ وأَقْبِلْ، وفُتِحتالياءُ لسكونها وسكون ما قبلها كما قيل لَيتَ |
|||
ولعلَّ، والعرب تقول: حَيَّ على الثَّرِيدِ، وهو اسمٌ لِفعل الأَمر، وذكر |
|||
الجوهري حَيَّهَلْ في باب اللام، وحاحَيْتُ في فصل الحاء والأَلف آخرَ |
|||
الكتاب. الأَزهري: حَيّ، مثَقَّلة، يُنْدَبُ بها ويُدْعَى بها، يقال: حَيَّ |
|||
على الغَداء حَيَّ على الخير، قال: ولم يُشْتَق منه فعل؛ قال ذلك الليث، |
|||
وقال غيره: حَيَّ حَثٌّ ودُعاء؛ ومنه حديث الأَذان: حَيَّ على الصلاة |
|||
حَيَّ على الفَلاح أَي هَلُمُّوا إليها وأَقبلوا وتَعالَوْا مسرعين، وقيل: |
|||
معناهما عَجِّلوا إلى الصلاح وإلى الفلاح؛ قال ابن أَحمر: |
|||
أَنشَأْتُ أَسْأَلُه ما بالُ رُفْقَته، |
|||
حَيَّ الحُمولَ، فإنَّ الركْبَ قد ذَهَبا |
|||
أَي عليك بالحمول فقد ذهبوا؛ قال شمر أَنشد محارب لأَعرابي: |
|||
ونحن في مَسْجدٍ يَدْع مُؤَذِّنُه: |
|||
حَيَّ تَعالَوْا، وما نَاموا وما غَفَلوا |
|||
قال: ذهب به إلى الصوت نحو طاقٍ طاقٍ وغاقٍ غاقٍ. وزعم أَبو الخطاب أَن |
|||
العرب تقول: حَيَّ هَلَ الصلاةَ أَي ائْتِ الصلاة، جَعَلَهُما اسمين |
|||
فَنصَبَهما. ابن الأَعرابي: حَيَّ هَلْ بفلان وحَيَّ هَلَ بفلان وحَيَّ هَلاً |
|||
بفلان أَي اعْجَلْ. وفي حديث ابن مسعود: إذا ذُكِرَ الصَّالِحُون |
|||
فَحَيَّ هَلاً بِعُمَرَ أَي ابْدَأ به وعَجِّلْ بذكره، وهما كلمتان جعلتا كلمة |
|||
واحدة وفيها لغات. وهَلا: حَثٌّ واستعجال؛ وقال ابن بري: صَوْتان |
|||
رُكِّبا، ومعنى حَيَّ أَعْجِلْ؛ وأَنشد بيت ابن أَحمر: |
|||
أَنْشَأْتُ أَسْأَلُه عن حَالِ رُفْقَتِهِ، |
|||
فقالَ: حَيَّ، فإنَّ الرَّكْبَ قد ذَهَبا |
|||
قال: وحَاحَيْتُ من بَناتِ الأَرْبعة؛ قال امرؤ القيس: |
|||
قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهام، ونِسْـ |
|||
وَانٌ قِصارٌ كهَيْئَةِ الحَجَلِ |
|||
قال ابن بري: ومن هذا الفصل التَّحايِي. قال ابن قتيبةَ: رُبّما عَدَل |
|||
القَمَر عن الهَنْعة فنزل بالتَّحابي، وهي ثلاثة كواكب حِذَاءَ الهَنْعَة، |
|||
الواحدة منها تِحْيَاة وهي بين المَجَرَّةِ وتَوابِعِ العَيُّوق، وكان |
|||
أَبو زياد الكلابي يقول: التَّحايي هي النهَنْقة، وتهمز فيقال التَّحَائي؛ |
|||
قال أَبو حنيفة: بِهِنَّ ينزل القمر لا بالهَنْعة نَفْسِها، وواحدتها |
|||
تِحْياة؛ قال الشيخ: فهو على هذا تِفْعَلة كتِحْلَبَة من الأَبنية، |
|||
ومَنَعْناهُ من فِعْلاةٍ كعِزْهاةٍ أَنَّ ت ح ي مهملٌ وأَنَّ جَعْلَه و ح ي |
|||
تَكَلُّفٌ، لإبدال التاء دون أَن تكون أَصلاً، فلهذا جَعَلناها من الحَيَاء |
|||
لأَنهم قالوا لها تَحِيَّة، تسمَّى الهَنْعة التَّحِيّة فهذا من ح ي ي ليس |
|||
إلاّ، وأَصلها تحْيِيَة تَفْعِلة، وأَيضاً فإنَّ نوءَها كبير الحيا من |
|||
أَنواء الجوزاء؛ يدل على ذلك قول النابغة: |
|||
سَرَتْ عليه منَ الجَوْزاء ساريةٌ، |
|||
تُزْجي الشَّمالُ عَليَه سالِفَ البَرَد |
|||
والنَّوْءُ للغارب، وكما أَن طلوع الجوزاء في الحر الشديد كذلك نوؤها في |
|||
البرد والمطر والشتاء، وكيف كانت واحدتها أَتِحْيَاةٌ، على ما ذكر أَبو |
|||
حنيفة، أَمْ تَحِيَّة على ما قال غيره، فالهمز في جمعها شاذ من جهة |
|||
القياس، فإن صح به السماع فهو كمصائبَ ومعائِشَ في قراءة خارجة، شُبِّهَت |
|||
تَحِيَّة بفَعِيلة، فكما قيل تَحَوِيٌّ في النسب، وقيل في مَسِيل مُسْلان في |
|||
أَحد القولين قيل تَحائي، حتى كأَنه فَعِيلة وفَعائل. وذكر الأَزهري في |
|||
هذه الترجمة: الحَيْهَل شجرٌ؛ قال النضر: رأَيت حَيْهَلاً وهذا حَيْهَلٌ |
|||
كثير. قال أَبو عمرو: الهَرْمُ من الحَمْضِ يقال له حَيْهَلٌ، الواحدة |
|||
حَيْهَلَةٌ، قال: ويسمى به لأَنه إِذا أَصابه المطر نَبَت سريعاً، وإِذا |
|||
أَكلته الناقة أَو الإِبل ولم تَبْعَرْ ولم تَسْلَحْ سريعاً ماتت. |
|||
ابن الأَعرابي: الحَيُّ الحَقٌّ واللَّيُّ الباطل؛ ومنه قولهم: لا |
|||
يَعْرِف الحَيَّ من اللَّيِّ، وكذلك الحَوَّ من اللَّوِّ في الموضعين، وقيل: |
|||
لا يَعْرِف الحَوَّ من اللَّوِّ؛ الحَوُّ: نَعَمْ، واللَّوُّ لَوْ، قال: |
|||
والحَيُّ الحَوِيّةُ، واللَّيُّ لَيُّ الحَبْلِ أَي فتله؛ يُضرب هذا |
|||
للأَحْمق الذي لا يَعْرف شيئاً. |
|||
وأَحْيَا، بفتح الهمزة وسكون الحاء وياءٍ تحتَها نقطتان: ماءٌ بالحجاز |
|||
كانت به غَزاة عُبيدَة بن الحرث بن عبد المطلب. |
|||
@حا: الحاء: حرف هجاء يمد ويقصر، وقال الليث: هو مقصور موقوف، فإذا جعلته |
|||
اسماً مددته كقولك هذه حاء مكتوبة ومَدّتها ياءان، قال: وكل حرف على |
|||
خلقتها من حروف المعجم فأَلفها إذا مُدَّت صارت في التصريف ياءين، قال: |
|||
والحاء وما أَشبهها تؤنث ما لم تُسَمَّ حرفاً، فإِذا صغرتها قلت حُيَيَّة، |
|||
وإنما يجوز تصغيرها إذا كانت صغيرة في الخَطّ أَو خفية وإلا فلا، وذكر ابن |
|||
سيده الحاء حرف هجاء في المعتل وقال: إنَّ أَلفها منقلبة عن واو، واستدل |
|||
على ذلك وقد ذكرناه أَيضاً حيث ذكره الليث، ويقولون لابن مائة: لا حاءَ |
|||
ولا ساءَ أَي لا مُحْسِنٌ ولا مُسِئٌ، ويقال: لا رجُل ولا امرأةٌ، وقال |
|||
بعضهم: تفسيره أَنه لا يستطيع أَن يقول حا وهو زَجْر للكبش عند السِّفاد |
|||
وهو زَجْر للغنم أَيضاً عند السَّقْي، يقال: حَأْحَأْتُ به وحاحَيْتُ، |
|||
وقال أَبو خَيرَةَ: حأْحأْ، وقال أَبو الدقيش: أُحُو أُحُو، ولا يستطيع |
|||
أَن يقول سَأْ، وهو للحمار، يقال: سَأْسَأْت بالحمار إِذا قلت سَأْسَأْ؛ |
|||
وأَنشد لامرئ القيس: |
|||
قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهامِ، ونِسْـ |
|||
ـوانٌ قِصارٌ كهَيْئةِ الحَجَلِ |
|||
أَبو زيد: حاحَيْتُ بالمِعْزَى حِيحاءً ومُحاحاةً صِحْتُ، قال: وقال |
|||
الأَحمر سَأْسَأْت بالحمار. أَبو عمرو: حاحِ بضَأْنِك وبغَنَمِكَ أَي |
|||
ادْعُها؛ وقال: |
|||
أَلجَأَني القُرُّ إِلى سَهْواتِ |
|||
فِيها، وقد حاحَيْتُ بالذَّواتِ |
|||
قال: والسَّهْوةُ صَخْرةٌ مُقْعَئِلّةٌ لا أَصل لها في الأَرض كأَنها |
|||
حاطت من جبل |
|||
(* قوله «كأنها حاطت إلى قوله الجوهري» كذا بالأصل..) |
|||
والذَّواتُ: المَهازِيل، الواحدة ذات. الجوهري: حاءٍ زجر للإبل، بُني على الكسر |
|||
لالتقاء الساكنين، وقد يقصر، فرن أَردت التنكير نَوّنْتَ فقلت حاءٍ وعاءٍ. |
|||
وقال أَبو زيد: يقال للمعز خاصة حاحَيْتُ بها حِيحاءً وحِيحاءةً إذا |
|||
دعوتها. قال سيبويه: أَبدلوا الأَلف بالياء لشبهها بها لأَن قولك حاحَيْتُ |
|||
إِنما هو صَوْتٌ بَنَيْتَ منه فِعْلاً، كما أَن رجلاً لو أَكثر من قوله لا |
|||
لجاز أَن يقول لا لَيْتُ، يريد قُلتُ لا ، قال: وىَدلُّك على أَنها ليست |
|||
فاعَلْتُ قولهم الحَيْحاء والعَيْعاء، بالفتح، كما قالوا الْحاحاتُ |
|||
والهاهاتُ، فأُجْرِيَ حاحَيْتُ وعاعَيْتُ وهاهَيْتُ مُجْرى دَعْدَعْتُ إذْ |
|||
كُنَّ للتَّصْويتِ. قال ابن بري عند قول الجوهري حاحَيْتُ بها حِيحاءً |
|||
وحِيحاءةٌ، قال: صوابه حَيْحاءً وحاحاةً، وقال عند قوله عن سيبويه أَبدلوا |
|||
الأَلف بها لشبهها بها، قال: الذي قال سيبويه إِنما هو أَبدلوا الأَلف |
|||
لشبهها بالياء، لأَنَّ أَلف حاحَيْتُ بدل من الياء في حَيْحَيْتُ، وقال عند |
|||
قول الجوهري أَيضاً لجاز أَن تقول لالَيّتُ قال: حكي عن العرب في لا وما |
|||
لوَّيْتُ ومَوَّيْتُ ، قال: وقول الجوهري كما قالوا الحاحاتْ والهاهاتُ، |
|||
قال: موضع الشاهد من الحاحاتِ أَنه فَعلَلةٌ وأَصله حَيْحَيَةٌ |
|||
وفَعْللَةٌ، لا يكون مصدراً لِفاعَلْتُ وإِنما يكون مصدراً لفَعْلَلْتُ، قال: فثبت |
|||
بذلك أَن حاحَيْت فَعْلَلْتُ لا فاعَلْتُ، والأصل فيها حَيْحَيْتُ. ابن |
|||
سيده: حاءٍ أَمر للكبش بالسِّفاد. |
|||
وحاءٌ، ممدودة: قبيلة؛ قال الأَزهري: وهي في اليمن حاءٌ وحَكَمٌ. |
|||
الجوهري: حاءٌ حَيُّ من مَذْحِجٍ؛ قال الشاعر: |
|||
طلَبْت الثَّأْرَ في حَكَمٍ وحاءٍ |
|||
قال ابن بري: بنو حاء من جَشَمِ بن مَعَدٍّ. وفي حديث أَنس: شفاعتي |
|||
لأَهل الكبائِرِ من أُمَّتي حتى حَكَمَ وحاءَ. قال ابن الأَثير: هما حَيَّان |
|||
من اليمن من وراء رَمْلِ يَبْرِين. قال أَبو موسى: يجوز أَن يكون حاء من |
|||
الحُوَّة، وقد حُذِفت لامه، ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوِي، ويجوز أَن |
|||
يكون مقصوراً غير ممدود. وبئرُ حاءَ: معروفة. |