الفرق بين المراجعتين لصفحة: «خلق أفعال العباد»

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Obayd (نقاش | مساهمات)
أنشأ الصفحة ب'{{رأسية | عنوان = خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل | مؤلف = البخاري | ب…'
 
Obayd (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر 8: سطر 8:
}}
}}


{{عنوان|خلق أفعال العباد}}
==باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون وأن يبدلوا كلام الله عز وجل==

حدثني الحكم بن محمد الطبري كتبت عنه بمكة قال حدثنا سفيان بن عيينة قال أدركت مشائخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون القرآن كلام الله وليس بمخلوق

وقال أحمد بن الحسن حدثنا أبو نعيم حدثنا سليمان القارىء قال سمعت سفيان الثوري يقول قال لي حماد بن أبي سليمان أبلغ أبا فلان المشرك أني بريء من دينه وكان يقول القرآن مخلوق

حدثنا قتيبة حدثني القاسم بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيبة عن أبيه عن جده قال شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط في يوم أضحى وقال ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد بن درهم زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله علوا كبيرا عما يقول بن درهم ثم نزل فذبحه

قال أبو عبد الله قال قتيبة بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم

حدثنا محمد عبد الله جعفر البغدادي قال سمعت أبا زكريا يحيى بن يوسف الزمي قال كنا عند عبد الله بن إدريس فجاءه رجل فقال يا أبا محمد ما تقول في قوم يقولون القرآن مخلوق فقال أمن اليهود قال لا قال فمن النصارى قال لا قال فمن المجوس قال لا قال فمن قال من أهل التوحيد قال ليس هؤلاء من أهل التوحيد هؤلاء الزنادقة من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق يقول بقول بسم الله الرحمن الرحيم فالله لا يكون مخلوقا والرحمن لا يكون مخلوقا والرحيم لا يكون مخلوقا وهذا أصل الزنادقة من قال هذا فعليه لعنة الله لا تجالسوهم ولا تناكحوهم

وقال وهب بن جرير الجهمية الزنادقة انما يريدون أنه ليس على العرش استوى

وحلف يزيد بن هارون بالله الذي لا اله إلا هو من قال أن القرآن مخلوق فهو زنديق ويستتاب فإن تاب والا قتل

وقيل لأبي بكر بن عياش ان قوما ببغداد يقولون إنه مخلوق فقال ويلك من قال هذا على من قال القرآن مخلوق لعنة الله وهو كافر زنديق ولا تجالسوهم

وقال الثوري من قال القرآن مخلوق فهو كافر

وقال حماد بن زيد القرآن كلام الله نزل به جبرائيل ما يجادلون الا انه ليس في السماء إله

وقال بن مقاتل سمعت بن المبارك يقول من قال انني أنا الله لا إله إلا أنا مخلوق فهو كافر لا ينبغي لمخلوق أن يقول ذلك وقال أيضا
فلا أقول بقول الجهم أن له ** قولا يضارع قول الشرك أحيانا
ولا أقول تخلى من بريته ** رب العباد وولى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تجبره ** فرعون موسى ولا فرعون هامانا

وقال بن المبارك لا نقول كما قالت الجهمية انه في الأرض ههنا بل على العرش استوى وقيل له كيف تعرف ربنا قال فوق سماواته على عرشه وقال لرجل منهم أتظنك خاليا منه فبهت الآخر وقال من قال لا إله إله هو مخلوق فهو كافر وانا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية

وقال معاوية بن عمار سمعت جعفر بن محمد يقول القرآن كلام الله وليس بمخلوق

وقال سعيد بن عامر الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيء

وقال ضمرة عن بن شوذب ترك الجهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك فخاصمه بعض السمنية فشك فأقام أربعين يوما لا يصلي قال ضمرة وقد رآه بن شوذب

وقال عبد العزيز بن أبي سلمة إن كلام جهم صنعة بلا معنى وبناء بلا أساس ولم يعد قط من أهل العلم ولقد سئل جهم عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها فقال عليها العدة فخالف كتاب الله بجهله وقال الله سبحانه فما لكم عليهن من عدة تعتدونها

وقال علي ان الذين قالوا ان لله ولدا أكفر من الذين قالوا ان الله لا يتكلم وقال احذر من المريس وأصحابه فإن كلامهم يستجلب الزندقة وأنا كلمت أستاذهم جهما فلم يثبت لي أن في السماء الها

وكان إسماعيل بن أبي أويس يسميهم زنادقة العراق وقيل له سمعت أحدا يقول القرآن مخلوق فقال هؤلاء الزنادقة والله لقد فررت الى اليمن حين سمعت العباس يكلم بهذا ببغداد فرارا من هذا الكلام

وقال علي بن الحسن سمعت بن مصعب يقول كفرت الجهمية في غير موضع من كتاب الله قولهم إن الجنة تفنى وقال الله إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ فمن قال إنها تنفذ فقد كفر وقال أكلها دائم وظلها فمن قال إنها لا تدوم فقد كفر وقال لا مقطوعة ولا ممنوعة فمن قال إنها تنقطع فقد كفر وقال عطاء غير مجذوذ فمن قال إنها تنقطع فقد كفر وقد أبلغوا أنهم كفار وأن نساءهم طوالق

وقال بن المبارك عن معمر عن قتادة وكلمته ألقاها إلى مريم قال هو قوله كن فكان

وقال بن معدان سألت الثوري وهو معكم أينما كنتم قال علمه

وقال أبو الوليد سمعت يحيى بن سعيد يقول وذكر له أن قوما يقولون القرآن مخلوق فقال كيف تصنعون ب { قل هو الله أحد } كيف تصنعون بقوله { إنني أنا الله لا إله إلا أنا }

وقال عفان من قال قل هو الله أحد مخلوق فهو كافر

وقال علي بن عبد الله القرآن كلام الله من قال إنه مخلوق فهو كافر لا يصلى خلفه

قال وكيع من كذب بحديث إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي {{صل}} في الرؤية فهو جهمي فاحذروه

وقال أبو الوليد من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن لم يعقد قلبه على أن القرآن ليس بمخلوق فهو خارج من الإسلام

قال أبو عبد الله نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم

وقال عبد الرحمن بن عفان ذكر أمام سفيان بن عيينة التي ضرب فيها المريس فقام بن عيينة من مجلسه مغضبا فقال ويحكم القرآن كلام الله قد صحبت الناس وأدركتهم هذا عمرو بن دينار وهذا بن المنكدر حتى ذكروا منصور والأعمش ومسعر بن كدام فقال بن عيينة قد تكلموا في الاعتزال والرفض والقدر وأمروا باجتناب القوم فما نعرف القرآن إلا كلام الله ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله ما أشبه هذا القول بقول النصارى ولا تجالسوهم ولا تسمعوا كلامهم

وقال عبد الله بن محمد سمعت بن عيينة وذكر المريس فقال ما تقول الدويبة ما تقول الدويبة استهزاء به قال وسمعت محمد بن عبيد يقول جاء ذاك الخبيث فسألني عن حديث ولو عرفته ما حدثته

وقال الحميدي حدثنا حصين عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال ما خلق الله من أرض ولا سماء ولا جنة ولا نار أعظم من الله لا إله إلا هو الحي القيوم

قال سفيان في تفسيره إن كل شيء مخلوق والقرآن ليس بمخلوق وكلامه أعظم من خلقه لأنه يقول للشيء كن فيكون فلا يكون شيء أعظم مما يكون به الخلق والقرآن كلام الله

وقال زهير السختياني سمعت سلام بن أبي مطيع يقول الجهمية كفار

وقال عبد الحميد جهم كافر بالله العظيم

وقال وكيع أحدثوا هؤلاء المرجئة الجهمية والجهمية كفار والمريس جهمي وعلمتم كيف كفروا قالوا يكفيك المعرفة وهذا كفر والمرجئية يقولون الإيمان قول بلا فعل وهذا بدعة فمن قال القرآن مخلوق فهو كافر بما أنزل على محمد {{صل}} يستتاب وإلا ضربت عنقه وقال وكيع على المريس لعنه الله يهودي أو نصراني قال له رجل كان أبوه أو جده يهوديا أو نصرانيا قال وكيع عليه وعلى أصحابه لعنة الله القرآن كلام الله وضرب وكيع إحدى يديه على الأخرى وقال سيء ببغداد يقال له المريس يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه

وقال يزيد بن هارون لقد حرضت أهل بغداد على قتله جهدي ولقد أخبرت من كلامه بشيء مرة وجدت وجعه في صلبي بعد ثلاث

قال علي بن عبد الله إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره

وقال عبيد الله بن عائشة لا نصل خلف من قال القرآن مخلوق ولا كرامة له فإن صلى وكبر كيما يحتاط لنفسه فزال ويجتنبه أحب إلي ولأنهم يقولون شيء لا شيء يقولون الله لا شيء

وقال سليمان بن داود الهاشمي وسهل بن مزاحم من صلى خلف من يقول القرآن مخلوق أعاد صلاته

وقال بن الأسود سمعت بن مهدي يقول ليحي بن سعيد لو أن جهميا بيني وبينه قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا

وقال بن مهدي ولو رأيت رجلا على الجسر وبيدي سيف يقول القرآن مخلوق لضربت عنقه

وقال يزيد بن هارون المريس أحقر من أتاني

قال أبو عبد الله ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافض أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم

وقال عبد الرحمن بن مهدي هما ملتان الجهمية والرافضية

وقيل لابن عبيد إن المريس سئل عن ابتداء خلق الأشياء عن قول الله عز وجل { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } فقال كله كلام صلة فمعنى قوله ان يقول صلة كقوله قالت السماء فأمطرت وكقوله قال الجدار فمال قال قال الله تعالى جدار يريد أن ينقض فأقامه والجدار لا إرادة له فمعنى قوله إذا أردناه كوناه فكان لم يكن عند المريس جواب أكثر من هذا يعني أن الله تعالى لا يتكلم

قال أبو عبيد القاسم بن سلام أما تشبيه قول الله إذا أردناه بقوله قالت السماء فأمطرت وقال الجدار فمال فإنه لا يشبه وهذه أغلوطة أدخلها لأنك إذا قلت قالت السماء ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى يقول فأمطرت وكذلك إذا قلت أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه وإذا قلت قال الله اكتفيت بقوله قال فقال مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال كما احتجت إذا قال الجدار فمال وإلا لم يكن لقال الجدار معنى ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يفعله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق

وقال علي سمعت بشر بن المفضل وذكر بن خلوبة بالبصرة جهميا فقال بشر هو كافر

وسئل وكيع عن مثنى الأنماطي فقال كافر

وقال عبد الله بن داود لو كان لي على المثنى الأنماطي سبيل لنزعت لسانه من قفاه وكان جهميا

وقال سليمان بن داود الهاشمي من قال القرآن مخلوق فهو كافر وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال انا ربكم العلى وزعموا أن هذا مخلوق والذي قال إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني هذا أيضا قد ادعى ما ادعى فرعون فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا وكلا منهما عنده مخلوق فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه

وقال أحمد بن محمد قد تبين لي أن القوم كفار

وقال الفضيل بن عياض إذا قال لك جهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل انا أومن برب يفعل ما يشاء

وقال بن عيينة رأيت بن إدريس قائما عند كتاب قلت ما تفعل يا أبا محمد هنا قال أسمع كلام ربي من في هذا الغلام

وحذر يزيد بن هارون عن الجهمية وقال من زعم ان الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي ومحمد الشيباني جهمي

وقال ضمرة بن ربيعة عن صدقة سمعت سليمان التيمي يقول لو سئلت أين الله لقلت في السماء فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء لقلت على الماء فإن قال فأين كان عرشه قبل الماء لقلت لا أعلم قال أبو عبد الله وذلك لقوله تعالى { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } يعني إلا بما بين

وقال بن عيينة ومعاذ بن معاذ والحجاج بن محمد ويزيد بن هارون وهاشم بن القاسم والربيع بن نافع الحلبي ومحمد بن يوسف وعاصم بن علي بن عاصم ويحيى بن يحيى وأهل العلم من قال القرآن مخلوق فهو كافر

وقال محمد بن يوسف من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر

وقيل لمحمد بن يوسف أدركت الناس فهل سمعت أحدا يقول القرآن مخلوق فقال الشيطان يكلم بهذا من يكلم بهذا فهو جهمي والجهمي كافر

وحدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثني محمد بن قدامة السلال الأنصاري قال سمعت وكيعا يقول لا تستخفوا بقولهم القرآن مخلوق فإنه من شر قولهم وإنما يذهبون إلى التعطيل

وحدثني أبو جعفر قال سمعت الحسن بن موسى الأشيب وذكر الجهمية فقال منهم ثم قال أدخل رأس من رؤساء الزنادقة يقال له شمغلة على المهدي فقال دلني على أصحابك فقال أصحابي أكثر من ذلك فقال دلني عليهم فقال صنفان ممن ينتحل القبلة والقدرية الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء والقدري إذا غلا قال هما اثنان خالق خير وخالق شر فضرب عنقه وصلبه

وحدثني أبو جعفر حدثني يحيى بن أيوب قال سمعت أبا نعيم البلخي قال كان رجل من أهل مرو صديقا للجهم ثم قطعه وجفاه فقيل له لم جفوته فقال جاء منه ما لا يحتمل قرأت يوما آية كذا وكذا نسيها يحيى فقال ما كان أظرف محمدا فاحتملتها ثم قرأ سورة طه فلما قال الرحمن على العرش استوى قال أما والله لو وجدت سبيلا إلى حكها لحككتها من المصحف فاحتملتها ثم قرأ سورة القصص فلما انتهى إلى ذكر موسى قال ما هذا ذكر قصة في موضع فلم يتمها ثم ذكرها ههنا فلم يتمها ثم رمى بالمصحف من حجره برجليه فوثبت عليه

وحدثني أبو جعفر قال سمعت يحيى بن أيوب قال كنا ذات يوم عند مروان بن معاوية الفزاري فسأله رجل عن حديث الرؤية فلم يحدثه به فقال له إن لم تحدثني به فأنت جهمي فقال مروان أتقول لي جهمي وجهم مكث أربعين يوما لا يعرف ربه

حدثني أبو جعفر حدثني هارون بن معروف ويحيى بن أيوب قالا قال بن المبارك كل قوم يعرفون ما يعبدون إلا الجهمية

حدثني أبو جعفر قال سمعت يزيد بن هارون وحدثنا حديث إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي {{صل}} إنكم راؤون ربكم فقال يزيد من كذب بهذا فهو بريء من الله ورسوله {{صل}}

وحدثني أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن خالد خلال قال سمعت يزيد بن هارون وذكر أبا بكر الأصم والمريس فقال هما والله زنديقان كافران بالرحمن حلال الدم

وقال عبد الرحمن بن مهدي من زعم أن الله لم يكلم موسى فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل

وقال مالك بن أنس القرآن كلام الله

وقال يزيد بن هارون والذي لا إله إلا هو ما هم إلا زنادقة وقال مشركون

وسئل عبد الله بن إدريس عن الصلاة خلف أهل البدع فقال لم يزل في الناس إذا كان فيهم مرض أو عدل فصل خلفه قلت فالجهمية قال لا هذه من المقاتل هؤلاء لا يصلى خلفهم ولا يناكحون وعليهم التوبة

وسئل حفص بن غياث فقال فيهم ما قال بن إدريس في قتل الجهمية وقال لا أعرفه قيل له قوم يقولون القرآن مخلوق قال لا جزاك الله خيرا أوردت على قلبي شيئا لم يسمع به قط فقلت إنهم يقولونه قال هؤلاء لا يناكحون ولا تجوز شهادتهم

وسئل بن عيينة فقال نحو ذلك

قال فأتيت وكيعا فوجدته من أعلمهم بهم فقال يكفرون من وجه كذا ويكفرون من وجه كذا حتى أكفرهم من كذا وكذا وجها

وقال وكيع الرافضية شر من القدرية والحرورية شر منهما والجهمية شر هذه الأصناف قال الله وكلم الله موسى تكليما ويقولون لم يكلم ويقولون الإيمان بالقلب

وقال الحسن بن الربيع هذا كلام أحدثوه ولقد سألت عن حديث في هذا الباب فسرني ذلك

حدثنا أبو جعفر قال سمعت أبا المنذر يذكر عمن سمع معتمر بن سليمان ينكر على من قال القرآن مخلوق ويبدعه قال أبو عبد الله يقال هو سلم بن أحور الذي قتل جهما

حدثنا محمد بن كثير حدثنا إسرائيل حدثنا عثمان بن المغيرة عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه قال كان النبي {{صل}} يعرض نفسه بالموقف فقال ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي

وقال أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه لما أسري بالنبي {{صل}} من مسجد الكعبة فإذا موسى في السماء السابعة بتفصيل كلام الله

وقال أبو ذر رضى الله تعالى عنه قال رسول الله {{صل}} قال الله عز وجل عطائي كلام وعذابي كلام وإذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون

وقال عبد الله بن أنيس رضى الله تعالى عنه سمعت النبي {{صل}} يقول إن الله يحشر العباد يوم القيامة فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك وأنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة

وقال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعا لقوله كأنه سلسلة على صفوان حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير وكذا قال بن عباس وابن مسعود رضى الله تعالى عنهما وأهل العلم

وقال خباب بن الأرت رضى الله تعالى عنه تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تقترب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه

وقال نيار بن مكرم الأسلمي رضى الله تعالى عنه لما نزلت ألم غلبت الروم خرج أبو بكر يصيح يقول كلام ربي

وكانت أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما إذا سمعت القرآن قالت كلام ربي كلام ربي

وقال أبو عبد الرحمن السلمي فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه

وقال أبو ذر رضى الله تعالى عنه قلت يا رسول الله من أولياء الأنبياء قال آدم قلت إنه نبي قال نعم مكلم

وقال بن عباس رضى الله تعالى عنهما لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء

حدثني موسى بن مسعود حدثنا سفيان بن سعيد عن عبد الرحمن بن عابس حدثني ناس من أصحاب عبد الله رضى الله تعالى عنه قال أصدق الحديث كلام الله

وقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} وذكر الشفاعة قال يقول نوح انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فيأتون إبراهيم فيقول انطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما

وقال أبو هريرة وابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} إن الله اصطفى موسى بكلامه وبرسالاته

وقال عدي بن حاتم رضى الله تعالى عنه قال رسول الله {{صل}} ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاه وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة

وقال جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال النبي {{صل}} ألا أبشرك عما لقي أبوك إن الله كلم أباك من غير حجاب فقال له عبدي سلني فقال يا رب ردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك قال فإني قد قضيت عليهم ألا يرجعوا قال يا رب فأبلغهم عنا فأنزل الله عز وجل { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } قال عبد الله وهو عبد الله بن عمرو بن حرام قتل يوم أحد شهيدا

وقال جبير بن مطعم عن النبي {{صل}} إن الله على عرشه فوق سماواته وسماواته فوق أراضيه مثل القبة

وقال بن مسعود في قوله { ثم استوى على العرش } قال العرش على الماء والله فوق العرش وهم يعلم ما أنتم عليه

وقال قتادة في قوله { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } قال يعبد في السماء ويعبد في الأرض

وقال بن عباس يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون قال من أيام السنة وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا

وقال عمران بن حصين رضى الله تعالى عنه قال رسول الله {{صل}} لأبي كم تعبد اليوم إلها قال سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ولرهبتك قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني قال اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي

وقال بعض أهل العلم إن الجهمية هم المشبهة لأنهم شبهوا ربهم بالصنم والأصم والأبكم الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يخلق

وقالت الجهمية وكذلك لا يتكلم ولا يبصر نفسه وقالوا إن اسم الله مخلوق ويلزمهم أن يقولوا إذا أذن المؤذن أن يقولوا لا إله إلا الله اسمه الله وأشهد أن محمدا رسول الله الذي اسمه الله لأنهم قالوا إن اسم الله مخلوق

ولقد اختصم يهودي ومسلم إلى بعض معطيلهم فقضى باليمين على المسلم فقال اليهودي حلفه فقال المخاصم إليه أحلف بالله الذي لا إله إلا هو فقال اليهودي حلف بالخالق لا بالمخلوق فإن هذا في القرآن وزعمت أن القرآن مخلوق فحلف بالخالق فبهت الآخر وقال قوما حتى أنظر في أمركما وخسر هنالك المبطلون

حدثنا الحسن بن صباح حدثنا معبد أبو عبد الرحمن الكوفي نزل بغداد حدثنا معاوية بن عمار قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال ليس بخالق ولا مخلوق

وقال أبو عبد الله احتج هؤلاء يعني الجهمية بآيات وليس فيما احتجوا به أشد التباسا من ثلاث آيات قوله { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } فقالوا إن قلتم إن القرآن لا شيء كفرتم وإن قلتم إن القرآن شيء فهو داخل في الآية والثانية قوله { إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } قالوا فأنتم قلتم بقول النصارى لأن المسيح كلمة الله وهو خلق فقلتم إن كلام الله ليس بمخلوق وعيسى من كلام الله والثالثة { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } وقلتم ليس بمحدث قال أبو عبيدة أما قوله وخلق كل شيء فهو كما قال وقال في آية أخرى إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فأخبر أن أول خلق خلقه بقوله وأول خلق هو من الشيء الذي قال وخلق كل شيء فأخبر أن كلامه قبل الخلق وأما تحريفهم إنما المسيح عيسى بن مريم فلو كان كما قالوا لكان ينبغي أن يكون بين الدفتين وكلمته ألقاها إلى مريم لأن عيسى مذكر والكلمة مؤنثة لا اختلاف بين العرب في ذلك وإنما خلق الله عيسى بالكلمة لا أنه الكلمة ألا تسمع إلى قوله { وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } يعني جبريل عليه السلام كما قال في آية أخرى فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا وقال إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فخلق عيسى وآدم بقوله كن وليس بين هاتين الآيتين خلاف وأما تحريفهم من ذكر من ربهم محدث فإنما حدث عند النبي {{صل}} وأصحابه لما علم الله ما لم يكن يعلم

وقال أبو عبد الله والقرآن كلام الله غير مخلوق لقول الله عز وجل { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم إستوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره } فبين أن الخلائق والطلب والحثيث والمسخرات بأمره شرح فقال ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين

قال بن عيينة قد بين الله الخلق من الأمر بقوله { ألا له الخلق والأمر } فالخلق بأمره كقوله { لله الأمر من قبل ومن بعد } وكقوله { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } وكقوله { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } ولم يقل بخلقه

حدثنا أصبغ أخبرني عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن بن جريج عن مجاهد قال قلت لعبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما ما القدر قال قال يا مجاهد أين قوله { ألا له الخلق والأمر }

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن سفيان عن حبيب بن أبي عمرة عن بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب وكان المشركون يحبون أن يظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله {{صل}} فقال له النبي {{صل}} أما إنهم سيهزمون فذكر ذلك أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي {{صل}} فقال ألا جعلت أدنى قال دون العشرة فقال سعيد البضع ما دون العشرة قال فظهرت الروم بعد قوله { ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد } قال فغلبت الروم ثم غلبت بعد قال الله { لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله } قال ففرح المسلمون بنصر الله

حدثنا بن المثنى قال حدثنا محمد أبو سعيد التغلبي حدثنا أبو إسحاق الفرازي عن سفيان بهذا

==أفعال العباد==

قال أبو عبد الله فأما أفعال العباد فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} إن الله يصنع كل صانع وصنعته وتلا بعضهم عند ذلك ك والله خلقكم وما تعملون فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة

حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضى الله تعالى عنه أن الله خلق كل صانع وصنعته إن الله خلق صانع الخزم وصنعته رواه وكيع عن الأعمش حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما العجز والكيس من القدر

حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني قال أدركت ناسا من أصحاب رسول الله {{صل}} يقولون كل شيء بقدر وسمعت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول قال رسول الله {{صل}} كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز فقال الليث عن طاوس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما إنا كل شيء خلقناه بقدر حتى العجز والكيس

حدثنا عمرو بن محمد عن بن عيينة عن عمر عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كل شيء بقدر حتى العجز والكيس قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك

قال أبو عبد الله بن محمد إسماعيل سمعت عبد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال أبو عبد الله حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق قال الله بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وقال إسحاق بن إبراهيم فأما الأوعية فمن يشك في خلقها قال الله تعالى { وكتاب مسطور في رق منشور } وقال { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ } فذكر أنه يحفظ ويسطر قال وما يسطرون

حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع سعيد عن قتادة والطور وكتاب مسطور فقال المسطور المكتوب في رق منشور وهو الكتاب حدثنا آدم حدثنا ورقاء عن بن نجيح عن مجاهد وكتاب مسطور وصحف مكتوب في رق منشور في مصحف

حدثنا عبد الله بن يوسف أنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها قال طفت ورسول الله {{صل}} يصلي الى جنب البيت يقرأ والطور وكتاب مسطور قال أبو عبد الله وقد بين النبي {{صل}} قول الحامدين من العباد ودعاءهم وصلاتهم وتضرعهم إلى الله بين ما يجيبهم الحي القيوم حيث يقول الرسول اقرأوا إن شئتم يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول حمدني عبدي حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله {{صل}} قال كل صلاة لا تقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج غير تام فقلت يا أبا هريرة فإني أكون أحيانا وراء الامام فقال اقرأ بها في نفسك يا فارس فإني سمعت رسول الله {{صل}} يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين فهذه الآية بيني وبين عبدي يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم فهذه لعبدي ولعبدي ما سأل قال أبو عبد الله فأما المراد والرق ونحوه فإنه خلق كما أنك تكتب الله فالله في ذاته هو الخالق وخطك واكتسابك من فعلك خلق لأن كل شيء دون الله يصنعه وهو خلق وقال وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال { وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } وقال { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ }

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن زياد بن إسماعيل القرشي عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء مشركو قريش إلى النبي {{صل}} فخاصموه في القدر فنزلت إنا كل شيء خلقناه بقدر

حدثنا قبيصة حدثنا سفيان بهذا

حدثنا محمد بن يوسف حدثنا يونس بن الحارث حدثنا عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال نزلت هذه الآية { إن المجرمين في ضلال وسعر } في أهل القدر ويروى فيه عن بن عباس ومعاذ بن أنس رضى الله تعالى عنهم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت عمرو بن عاصم قال سمعت أبا هريرة يقول إن أبا بكر الصديق قال للنبي {{صل}} أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وإذا أخذت مضجعك

حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة وساق الحديث حدثنا عمرو بن عون حدثنا هاشم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن أبا بكر قال يا رسول الله هذا رب كل شيء ومليكه

حدثنا مسدد حدثنا هشيم بهذا

حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله {{صل}} من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ويذكر عن أنس بن مالك وغيره من أهل العلم في قوله { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } أنه لا إله إلا الله وقال الله { أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون } وقال { لمثل هذا فليعمل العاملون } وقال { جزاء بما كانوا يعملون }

وحدثنا أبو اليمان أبناء شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سئل النبي {{صل}} أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله

حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله {{صل}} سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال جهاد في سبيل الله قال ثم ماذا قال حج مبرور

حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} مثله

حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد مثله

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أنبأ معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال يا نبي الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله مثله

حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا عمر بن طلحة عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل أو خير قال إيمان بالله ورسوله

حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان حدثنا يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} كان يقول أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور

حدثنا موسى حدثنا أبان مثله

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن يحيى حدثني أبو جعفر سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمعت النبي {{صل}} يقول

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا خليفة بن غالب حدثنا سعيد المغبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سئل رسول الله {{صل}} أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا خليفة بن غالب حدثنا سعيد أبي سعيد المغبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي {{صل}} رجل فقال أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مرواح عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال سألت النبي {{صل}} أي الأعمال أفضل بالله وجهاد في سبيله

حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن أبي جعفر حدثني عروة عن أبي مرواح عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه أنه سأل النبي {{صل}} أي الأعمال خير قال إيمان بالله وجهاد في سبيله

حدثنا محمد بن الصباح حدثنا الوليد أراه بن أبي ثور قال محمد بن يوسف الضريري الشك مني عن عبد الملك هو بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها قالت جاء رجل إلى النبي {{صل}} فقال أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور

حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا يزيد بن عطاء عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنهما سئل النبي {{صل}} أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وقتل في سبيله وحج مبرور

حدثنا محمد بن سعيد أنبأنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن عثمان بن أبي حتمة عن جدته الشفاء رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي {{صل}} وسأله رجل أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

حدثنا ضرار بن صرد عن عبد الله بن وهب عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه قال سئل النبي {{صل}} أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وتصديق برسوله وجهاد في سبيله

وقال عبيدة بن عمير عن عبد الله بن حبش رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} أفضل الأعمال إيمان لا شك فيه

وقال العلاء بن عبد الجبار حدثنا سويد أبو حاتم حدثني عياش بن عباس بن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه سمع النبي {{صل}} سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وتصديق بكتابه قال أبو عبد الله فجعل النبي {{صل}} الإيمان والتصديق والجهاد والخير عملا وقال النبي {{صل}} يخرج قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فبين أن قراءة القرآن هي العمل

حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

حدثنا عبد الله بن يوسف أنا مالك بهذا

حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا شعبة عن قتادة وجعلوا له من عباده جزءا أي عدلا

قال حماد بن زيد من قال كلام العباد ليس بخلق فهو كافر قال أبو عبد الله ومن الدليل على أن الله يتكلم كيف شاء وأن أصوات العباد مؤلفة حرفا فيها التطريب والغمز واللحن والترجيع حديث أم سلمة رضى الله تعالى عنها زوج النبي {{صل}}

حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير قالا حدثنا الليث عن بن أبي مليكة عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة رضى الله تعالى عنها عن قراءة النبي {{صل}} في صلاته فقالت ما لكم وصلاته كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلى قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى الصبح ونعتت قراءته فإذا قراءته حرفا حرفا

حدثنا قتيبة حدثني الليث عن عبد الله بن أبي مليكة بهذا

حدثنا محمد بن مقاتل أنا عبد الله أنا حماد بن سلمة عن عمران بن عبد الله قال صلى بنا رجل في مسجد المدينة في شهر رمضان فجاء بتلك الهنات يعني تطرب فأنكر ذلك القاسم بن محمد وقال يقول الله وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من حكيم حميد

حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد رضى الله تعالى عنه سمعته من رسول الله {{صل}}

حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بهذا

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبا يحيى عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول يغفر للمؤذن مدى صوته حدثنا سليمان حدثنا شعبة بهذا حدثنا أبو الوليد

حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبا يحيى قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} المؤذن يغفر له مدى صوته

حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أنبأني موسى قال سمعت أبا يحيى بهذا

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال حدثني أبو عبد الله بن زيد رضى الله تعالى عنه قال لما أمر رسول الله {{صل}} بالناقوس فيعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده فقلت يا عبد الله تبيع الناقوس قال وما تصنع به قلت أدعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك قلت بلى قال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال تقول إذا أقيمت الصلاة الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال فلما أصبحت أتليت رسول الله {{صل}} فأخبرته ما رأيت فقال إن هذا رؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فيؤذن به فإنه أندى منك صوتا فقمت مع بلال فجعلت ألقي عليه ويؤذن فسمع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وهو في بيته فخرج يجرر رداءه يقول والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى قال رسول الله {{صل}} فلله الحمد

حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن مسلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن زيد قال فأرى عبد الله بن زيد فخرج عبد الله حتى أتى النبي {{صل}} فأخبره قال فاخرج مع بلال فألقها عليه وليناد بلال فإنه أندى منك صوتا قال فخرجت مع بلال إلى المسجد فجعلت ألقيها عليه وهو ينادي فسمع عمر الصوت فخرج فقال يا رسول الله والله لقد رأيت مثل الذي رأى

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أخبرني جدي عبد الملك بن أبي محذورة أنه سمع أبا محذورة رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} قال له أمدد أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله وقال النبي {{صل}} إذا سمعتم الآذان فقولوا مثل ما يقول المؤذن وقال عمر لأبي محذورة حين سمع صوته ما خشيت أن ينقطع مريطاؤك قال إني حسنت لك صوتي وقال عمر بن عبد العزيز أذن أذانا سمحا وإلا فاعتزلنا

حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها وذكرت الذي كان من شأن عثمان بن عفان ووددت أني كنت نسيا منسيا فوالله ما أحببت أن ينتهل من عثمان أمر قط إلا قد انتهل من مثله حتى والله لو أحببت قتله لقتلت يا عبيد الله بن عدي لا يغرنك أحد بعد الذي تعلم فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب النبي {{صل}} حتى تهجم النفر الذين طعنوا في عثمان فقالوا له قولا لا يحسن قوله وقرأوا قراءة لا يحسن مثلها وصلوا صلاة لا يصلى مثلها فلما تدبرت الصنيع إذا هم والله ما يقاربون أعمال أصحاب رسول الله {{صل}} فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل { اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله } فلا يستخفنك أحد وقال النبي {{صل}} لجبريل حين سأله عن الإيمان قال تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله قال فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن قال نعم ثم قال ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فذكره قال إذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال أبو عبد الله فسمى الإيمان والإسلام والشهادة والإحسان والصلاة بقراءتها وما فيها من حركات الركوع والسجود فعلا للعبد وقال شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم

حدثنا محمد بن سلام أنا جرير بن فروة عن أبي زرعة عن أبي ذر وأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما قالا أقبل رجل فقال السلام عليك يا محمد فرد عليه ثم قال يا محمد ما الإيمان قلت الإيمان بالله والملائكة والكتاب والنبي وتؤمن بالقدر كله قال فإذا فعلت ذلك آمنت قال نعم

حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر سمع عبد الله بن عمر عن عمر رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن عند رسول الله {{صل}} إذا جاءه رجل فقال يا رسول الله ما الإسلام قال أن تسلم وجهك لله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال فأخبرني بعرى الإسلام فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت وساق الحديث

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا الضحاك بن نبراس حدثنا ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال بينا النبي {{صل}} مع أصحابه إذا جاءه رجل عليه ثياب السفر فتخطى الناس حتى جلس بين يديه ووضع يديه على ركبتيه قال ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وإني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال فإذا فعلت ذلك فأنا تؤمن قال نعم قال صدقت فتعجبوا قال ما الإحسان قال أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن لها أشراط فقام فقال علي بالرجل فلم يجدوه قال ذلك جبريل جاء يعلمكم دينكم لم يأت على حال أنكرته قبل اليوم

حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا أبو حفص التنسي حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء بن يسار حدثني معاوية بن الحكم رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وبينا أنا مع النبي {{صل}} دعاني وقال صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس وإنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن

حدثنا علي عن محمد بن بشير العبدي عن بيان حدثنا يزيد بن أبي الجعد حدثنا جامع بن شداد عن طارق المحاربي رضى الله تعالى عنه قال رأيت رسول الله {{صل}} ينادي بأعلى صوته يا يا أيها الناس قولوا لا إله الله تفلحوا وقال النبي {{صل}} عبد القيس إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والحياء قال جبلا جبلت عليه أو خلقا مني قال بل جبلا جبلت عليه قال الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله

حدثنا به أبو معمر حدثنا عبد الوراث حدثنا يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أشج عبد القيس أن النبي {{صل}} قال له ذلك وزاد قلت قديما كان أو حديثا قال قديما

حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا إسماعيل عن يونس زعم عبد الرحمن بن أبي بكرة قال قال أشج قال النبي {{صل}} بهذا قلت الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما

حدثنا هشيم عن يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن الأشج قال النبي {{صل}} مثله

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن بن عجلان حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله {{صل}} إذا أفاد أحدكم المرأة أو الجارية أو الدابة أو الغلام فليقل أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه قال أبو عبد الله ورواه عبيد الله عن سفيان عن بن عجلان عن عمر ونحوه

حدثنا حسن بن محمد بن صباح حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا يونس بن بكير حدثنا خالد بن دينار حدثنا عمارة بن جوين حدثنا أبو سعيد رضى الله تعالى عنه قال قال النبي {{صل}} يا أشج إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والتؤدة قال يا رسول الله أشيء جبلت عليه أم شيء حديث فقال النبي {{صل}} بل شيء جبلت عليه

حدثنا قيس بن حفص حدثنا طالب بن بحير حدثني هود بن عبد الله سمع جده مزيدة العبدي رضى الله تعالى عنه قال جاء الأشج فقال النبي {{صل}} إن فيك خلقين يحبهما الله قال جبلا جبلت عليه أم خلقا مني قال بل جبلا جبلت عليه قال الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله

حدثنا موسى حدثنا مطر بن عبد الرحمن حدثني أم أبان بنت الوازع العبدي عن جدها وازع بن عامر رضى الله تعالى عنه فخرج إلى النبي {{صل}} فقال النبي {{صل}} يا أشج بل الله جبلك قال الحمد لله قال أبو عبد الله ولا توجد القرآن إلا أنه صفة الله ولا يقال كيف ما توجه وهو قول الجبار أنطق به عباده وكذلك تواترت والأخبار عن النبي {{صل}} أن القرآن كلام الله وأن أمره قبل خلقه وبه نطق الكتاب

حدثنا محمد بن كثير حدثنا إسرائيل عن عثمان بن المغيرة وقال غيره بن أبي المغيرة عن سالم هو بن أبي الجعد عن جابر رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} قال ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي قال أبو عبد الله فبين النبي {{صل}} أن الإبلاغ منه وأن كلام الله من ربه ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان خلاف ما وصفنا وهم الذين أدوا الكتاب والسنة بعد النبي {{صل}} قرنا بعد قرن قال الله تعالى { لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } قال النبي {{صل}} أنتم شهداء الله في الأرض

حدثنا إسحاق حدثنا أبو أسامة قال الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله {{صل}} يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له هل بغلت فيقول نعم يا رب فتسأله أمته هل بلغكم فيقولون ما جاءنا من نذير فيقال من شهودك فيقول محمد وأمته فيجاء بكم فتشهدون ثم قرأ النبي {{صل}} وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا قال أبو عبد الله هم الطائفة التي قال النبي {{صل}} لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ويروى نحوه عن أبي هريرة ومعاوية وجابر وسليمة بن نوفل وقرة بن إياس رضى الله تعالى عنهم عن النبي {{صل}} قال أبو عبد الله ولم يكن بين أحد من أهل العلم في ذلك اختلاف إلى زمن مالك والثوري وحماد بن زيد وعلماء الأمصار ثم بعدهم بن عيينة في الحجاز ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وفي محدثي أهل البصرة وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث وأبو بكر بن عياش ووكيع وذووهم بن المبارك في متبعيه ويزيد بن هارون في الواسطين إلى عصر من أدركنا من أهل الحرمين مكة والمدينة والعراقيين وأهل الشام ومصر ومحدثي أهل خراسان منهم محمد بن يوسف في منتابية وأبو الوليد هشام بن عبد الملك في مجبتيه وإسماعيل بن أبي أويس مع أهل المدينة وأبو مسهر في الشاميين ونعيم بن حماد مع المصريين وأحمد بن حنبل مع أهل البصرة والحميدي من قريش ومن أتبع الرسول من المكيين وإسحاق بن إبراهيم وأبو عبيد في أهل اللغة وهؤلاء المعروفون بالعلم في عصرهم بلا اختلاف منهم أن القرآن كلام الله إلا من شذها أو أغفل الطريق الواضح فعمى عليه فإن مرده إلى الكتاب والسنة قال الله تعالى { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن النبي {{صل}} كتب وإنكم ما اختلفتم في شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد وقال النبي {{صل}} من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد حدثنا بذلك العلاء بن عبد الجبار حدثنا عبد الله بن جعفر المخزومي بذلك وأمر عمر رضى الله تعالى عنه أن ترد عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي {{صل}} بذلك وأمر عمر رضى الله تعالى عنه أن ترد الجهالات إلى الكتاب والسنة قال أبو عبد الله وكل من لم يعرف الله بكلامه أنه غير مخلوق فإنه يعلم ويرد جهله إلى الكتاب والسنة فمن أبي بعد العلم به كان معاندا قال الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ولقوله { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه فليس بثابت كثير من أخبارهم وربما لم يفهموا دقة مذهبه بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق وما سواه مخلوق وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبينه رسول الله {{صل}}

حدثنا إسحاق أنبا عبد الرزاق أنبأ معمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع النبي {{صل}} قوما يتدارؤون فقال هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وانما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تضربوا بعضه بعضا ما علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه إلى عالمه قال أبو عبد الله ما علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه إلى عالمه قال أبو عبد الله وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه كما قال عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه ولا يدخل في المتشابهات الا ما بين له وقد

حدثنا عبد الله بن سلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت تلا رسول الله {{صل}} { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب } قالت قال رسول الله {{صل}} فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه منهم الذين عنى الله فاحذروهم وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه من علم علما فليقل به ومن لا فليقل الله أعلم فإن من علم الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله قال لنبيه { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين }

حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن منصور عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت بن مسعود رضى الله تعالى عنه فذكر هذا واعتبر بقول النبي {{صل}} اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وإذا رأيت هوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك وذر عنك أمر العامة

حدثنا به عبدان عن عبد الله أنا عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي حدثني أبو أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة فقال قال النبي {{صل}} إذا رأيت شحا مطاعا نحوه قال أبو عبد الله سمعت موسى بن إسماعيل يقول سمعت أبا عاصم قول ما اغتبت أحدا مذ علمت أن الغيبة تضر بصاحبها

حدثنا أحمد بن أشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم حدثنا الحميدي حدثنا سفيان أنبأ منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال اجتمع في البيت ثقفيان وقرشي أو قريشيان وثقفي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحد منهم أترون الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا قال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله تعالى { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم }

حدثني إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن بن سيرين قال كان يقال عجبا للتاجر كيف يتجر قال يحيى يصدق ويفعل ويفعل قال محمد حتى دخل معي يحيى في التجارة فقال لي يا أخي ما من شيء إلا وقد رابني قال فذكرته لحميد بن عبد الرحمن فقال محمد الآن حين فقه

حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حصين قال قال حذيفة رضى الله تعالى عنه يأتي على الناس زمان لا يصلح فيه إلا بالذي كان ينهى عنه

==التعرب بعد الهجرة قال أبو عبد الله رحمة الله عليه وألق بهذا أهل العلم وأعرض عن الجاهلين فيتفرقوا كتفرق أهل البدع الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ويذكر عن طاوس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال هم في هذه الأمة==

حدثنا موسى بن وهب عن داود عن الشعبي في بيع المصاحف أنه لا يبيع كتاب الله إنما يبيع عمل يديه

حدثنا عبيد الله بن موسى عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال اشتر المصحف ولا تبع قال بكير بن مسمار أخبرني زياد مولى سعد أنه سأل بن عباس رضى الله تعالى عنهما فقال لا نرى ان نجعلها متجرا ولكن ما عملت يداك فلا بأس

حدثنا إسحاق عن جرير عن ليث عن مجاهد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كنا لا نرى بأسا أن يبيع المصحف ويشتري بثمنه مصحفا هو أفضل منه ولا بأس أن يبادل المصحف بالمصحف فرخص في شراء المصحف

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا الصباح العبدي أنبا عبد الله بن سليمان سألت سعيد بن المسيب عن كتابة المصحف فقال لا بأس قد كان فتى بن عباس يكتبها بالمائة

حدثنا إبراهيم بن موسى أنبأ هشام أن بن جريج أخبرهم قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال ابتياعها أحب إلي من أن أبيعها

وقال بن نمير عن الأعمش عن سعيد عن بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما في بيع المصاحف إنما هم مصورون يبيعون على أيديهم ويذكرون عن علي رضى الله تعالى عنه قال يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه وقال النبي {{صل}} زينوا القرآن بأصواتكم

حدثنا إبراهيم بن أبي حمزة الزبيري حدثني بن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي {{صل}} يقول ما أذن الله بشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به

وحدثني يحيى بن يوسف حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} وسلبم قال ما أذن الله لشيء إذنه لنبي يتغنى بالقرآن قال أبو عبد الله وسمع النبي {{صل}} قراءة أبي موسى فقال أوتي أبو موسى من مزامير آل داود

حدثنا محمد بن خلف أبو بكر حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبو بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} قال له يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود

وحدثني أحمد بن حميد حدثنا قنان بن عبد الله النهمي بن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} وسمع أبا موسى يقرأ فقال كأن هذا من أصوات آل داود

وحدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا يزيد بن المقدام عن مقدام بن شريح عن شريح حدثني أبو هاني بن يزيد قال قلت للنبي {{صل}} أخبرني بشيء يدخلني الجنة قال عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عيسى بن دينار عن عمرو بن الحارث رضى الله تعالى عنه قال سمعت النبي {{صل}} يقول من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قرأة بن أم عبد

وقال ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} الله أشد أذنا إلى رجل حسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته

حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} إني لأعرف رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالليل من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ومنهم حكيم إذ لقي الخيل أو قال العدو قال لهم إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم

حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي عن الأعمش سمع طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال زينوا القرآن بأصواتكم

حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن طلحة بهذا حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور عن طلحة مثله

حدثنا محمد حدثنا غندور حدثنا شعبة سمعت طلحة اليامي سمعت بن عوسجة سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} زينوا القرآن بأصواتكم قال عبد الرحمن بن عوسجة وكنت أنسيت زينوا القرآن بأصواتكم حتى أذكرنيه الضحاك بن مزاحم

حدثنا محمود أبو داود حدثنا شعبة أخبرني طلحة سمعت عبد الرحمن عن البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} زينوا القرآن بأصواتكم قال عبد الرحمن مثله

ويروى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}}

حدثنا قرة بن حبيب حدثنا شعبة ومحمد بن طلحة عن طلحة قال سمعت عبد الرحمن عن عوسجة عن البراء رضى الله تعالى عنه قال قال النبي {{صل}} زينوا القرآن بأصواتكم

قال أبو عبد الله وعامة هذه الأخبار مستفيضة عند أهل العلم ولا ريب في تخليق مزامير آل داود وندائهم لقوله عز وجل وخلق كل شيء وقال فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون

حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا عدي بن ثابت انه سمع البراء يقول سمعت النبي {{صل}} يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه

حدثنا آدم حدثنا بن أبي ذئب حدثنا مسلم بن جندب عن نوفل بن إياس الهذلي قال كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب في المسجد فيتفرق ههنا فرقة وههنا فرقة وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا فقال عمر أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني أما والله لئن استطعت لأغيرن فلم يمكث إلا ثلاث ليال حتى أمر أبيا فصلى بهم

حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال لي عبد الله اقرأ وكان علقمة حسن الصوت فقرأ فقال عبد الله رتل فداك أبي وأمي وقال الله عز وجل وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا وقال واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك وقال الذين يتلون كتاب الله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك وقال يتلونه حق تلاوته وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة وقال يتلون أيات الله أناء الليل وقال { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }

وقال أبو عبد الله رضى الله تعالى عنه فبين أن التلاوة من النبي {{صل}} وأن الوحي من الرب ومنه قول عائشة رضى الله تعالى عنها وما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى فبينت رضى الله تعالى عنها أن الإنزال من الله وأن الناس يتلونه

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبيد الله عن حديث عائشة رضى الله تعالى عنها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث قالت فاضطجعت على فراشي وأنا حينئذ أعلم بريئة وأن الله يبرئن ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى فانزل الله إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم العشر الآيات كلها

حدثنا عبد الله حدثني الليث حدثني يونس مثله ورواه صالح وابن إسحاق وفليح عن بن شهاب نحوه

وقال أبو عبد الله وقال الله عز وجل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولكنه كلام الله تلفظ به العباد والملائكة وقد بين ذلك ما حدثني به عبد العزيز بن عبد الله

حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل أحب فلانا فينوه بها جبريل في حملة العرش فيحبه أهل العرش فيسمع أهل السماء السابعة لغط أهل العرش وذكر الحديث وقال فإنما يسرناه بلسانك { ولقد يسرنا القرآن للذكر } وقال النبي {{صل}} كل ميسر لما خلق له

حدثنا به آدم حدثنا شعبة حدثنا يزيد الرشك سمعت مطرقا عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} كل ميسر لما خلق له

حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال يزيد حدثني بن مطرف بن عبد الله عن عمران رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله فيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له

حدثنا سليمان حدثنا يزيد عن مطرف عن عمران رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} كل ميسر لما خلق له

حدثنا أصبغ أخبرني بن وهب عن عمرو عن أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} كل ميسر لعمله

وقال عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} كل ميسر لما قدر له

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عاصم بن عبيد الله سمعت سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} فقال كل ميسر

حدثنا حجاج حدثنا شعبة بمثله حدثنا علي بن حفص أنبأ عبد الله أنبا شعبة أخبرني عاصم بن عبيد الله قال سمعت سالما سمعت أبي سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سمعت النبي {{صل}} قال كل ميسر لما خلق له وتابعه غندور والحدي عن شعبة وقال الله تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم قال أبو عبد الله وبين النبي {{صل}} أن ذكر الله هو العمل

حدثنا علي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني بن ثوبان حدثني عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر قال سمعت معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه يقول إن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله {{صل}} قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب الى الله أو أفضل قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس سمعت عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قال رأيت النبي {{صل}} وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع

حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قرأ النبي {{صل}} يوم فتح مكة سورة الفتح فرجع فيها وقال معاوية لو شئت أن أحكي لكم قراءة رسول الله {{صل}} لفعلت

حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة بهذا وقال أبو عبد الله وسئل النبي {{صل}} أي الناس أحسن قراءة قال الذي إذا سمعته رأيت عليه أنه يخشى الله عز وجل ويذكر عن سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} خير الذكر الخفي وقال ادعوا ربكم تضرعا وخفية وقال واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول وسمع معاذ القارىء يرفع صوته بالقرآن فقال ان أنكر الأصوات لصوت الحمير

حدثنا مسدد حدثنا معتمر سمعت أبي سمعت أبا عثمان يقول ما سمعت صنجا قط ولا بربطا ولا مزمارا أحسن صوتا من أبي موسى إلا فلانا إن كان ليصلي بنا فنود انه قرأ البقرة من حسن صوته ويذكر عن عبد الرحمن بن غنيم عن معاذ رضى الله تعالى عنه أنه قال يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا قال وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم الا حصايد الألسنة

وقال أحمد بن صالح عن بن وهب حدثني أبو هاني عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم قال أبو عبد الله فبين النبي {{صل}} أن أصوات الخلق وقراءاتهم ودراستهم وتعليمهم وألسنتهم مختلفة بعضها أحسن وأزين وأحلى وأصوت وأرتل وألحن وأعلى وأخف وأغض وأخشع وقال وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا وأجهر وأخفى وأمهر وأمد وألين وأخفض من بعض

حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي {{صل}} قال الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يشتد عليه له أجران

حدثنا مسلم حدثنا جرير بن حازم حدثنا قتادة قال سألت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن قراءة النبي {{صل}} فقال كان يمد مدا

حدثنا عمرو بن عاصم خ حدثنا همام عن قتادة سئل أنس رضى الله تعالى عنه كيف كانت قراءة النبي {{صل}} فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم

حدثنا محمد بن يوسف حدثنا إسرائيل عن زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} أنه قرأ في الفجر والنخل باسقات لها طلع نضيد يمد بها صوته وقال أبو عبد الله فأما المتلو فقول الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق

وقال عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيشفع لصاحبه

حدثنيه زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق وحدثني عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جده سمعت النبي {{صل}} بهذا قال أبو عبد الله وهو اكتسابه وفعله قال الله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

وقال جرير بن حازم عن الحسن عن صعصعة عم الفرزدق أتيت النبي {{صل}} فسمعته يقرأ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقلت حسبي قد علمت فيم الخير وفيم الشر وقال بن مسعود إنا إذا حدثناكم أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله وقد دخل في ذلك قراءة القرآن وغيرها وقد بين الله قولا للمخلوقين حين قال الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا فأخبر أن العمل من الحياة ثم بين خلقه فقال وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير مع أن الجهمية والمعطلة إنما ينازعون أهل العلم على قول الله إن الله لا يتكلم وإن تكلم فكلامه خلق فقالوا إن القرآن المقروء بعلم الله مخلوق فلم يميزوا بين تلاوة العباد وبين المقروء وقد رفع أبو بكر صوته بقوله أتقتلون رجلا

حدثني بن عياش بن الوليد الرقام حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه قال ما علمت قريشا هموا بقتل النبي {{صل}} إلا يوما فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فاختطفه ثم رفع صوته فقال { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } الآية فقال والذي نفسي بيده لقد أرسلني ربي إليكم بالذبح فقال أبو جهل يا محمد ما كنت جهولا فقال وأنت فيهم

وقال الأعمش عن أبي سفيان عن أنس رضى الله تعالى عنه فقام أبو بكر فجعل ينادي ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

روى عبد الله بن عمرو وأسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهم عن النبي {{صل}} قال أبو عبد الله فالمقروء هو كلام الرب الذي قال لموسى إنني أنا الله لا إله إلا انا فاعبدني إلا المعتزلة فإنهم ادعوا أن فعل الله مخلوق وأن أفعال العباد غير مخلوقة وهذا خلاف علم المسلمين إلا من تعلق من البصريين بكلام سيسويه كان مجوسيا فادعى الإسلام فقال الحسن أهلكتهم العجمة

حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن بن زيد النهيري عن الحسن وقال همام عن قتادة كانت العرب تثبت القدر في الجاهلية والإسلام قال الله تعالى { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } فذكر إبلاغ ما أنزل إليه ثم ذكر فعل تبليغ الرسالة فقال وإن لم تفعل فما بلغت رسالته فسمى تبليغه الرسالة وتركه فعلا فلا يمكن لأحد أن يقول على الرسول إنه لم يفعل ما أمر به من الرسالة

حدثنا علي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا الفضيل بن غزوان حدثنا عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي {{صل}} خطب الناس يوم النحر ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال بن عباس والذي نفسي بيده إنها لوصية إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب

وحدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزعراء سمعه من عمه أبي الأحوص عن أبيه قال أتيت النبي {{صل}} فصعد في النظر وصوب قلت إلى م تدعو وعما تنهى قال لا شيء إلا الله والرحم قال أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا ورويت أن الناس سيكذبونني فقيل لي لتفعلن وليفعلن بك

وقال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بلغوا عني ولو أية وقال الزهري من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم قال أبو عبد الله وانتحل نفر هذا الكلام فافترقوا على أنواع لا أحصيها من غير بصر ولا تقليد يصح فأضل بعضهم بعضا جهلا بلا حجة أو ذكر إسناد وكله من عند غير الله إلا من رحم ربك فوجدوا فيه اختلافا كثيرا وإذا أراد الله أن يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فلا مرد له فهم في ريبهم يترددون

كما حدثني الأوسي عن بن أبي الزناد عن أبيه لا تقيمون على أمر وإن أعجبهم إلا نقلهم الجدل إلى أمر سواه فهم كل يوم في شبهة جديدة ودين ضلال

حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمر بن دينار عن جابر رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } قال النبي {{صل}} أعوذ بوجهك قال أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك قال أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هذا هو أهون أو هذا أيسر قال أبو عبد الله وحرم الله عز وجل أهل الأهواء كلهم أن يجدوا عند أشياعهم أو بأسانيدهم حكما من أحكام الرسول أو فرضا أو سنة من سنن المرسلين إلا ما يعتلون بأهل الحديث إذ بدا لهم كالذين جعلوا القرآن عضين فآمنوا ببعض وكفروا ببعض فمن رد بعض السنن مما نقله أهل العلم فيلزمه أن يرد باقي السنن حتى يتخلى عن السنن والكتاب وأمر الإسلام أجمع والبيان في هذا كثير قال الخليل بن أحمد يقلل الكلام ليحفظ ويكثر ليفهم ونحن على قول عمر حيث يقول إني قائل مقالة قدر لي أن أقولها فمن عقلها ورعاها فليحدث بها حتى تنتهي به راحلته ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل له أن يكذب علي

حدثني به يحيى بن سليمان عن بن وهب عن مالك ويونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال ذلك قال الله ولا تقف ما ليس لك به علم هدانا وإياكم الصراط المستقيم وجنبنا الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات

وقال أبي بن كعب { بغيا بينهم } بغيا على الدنيا وطلب ملكها وزخرفها وزينتها أيهم يكون له الملك والمهابة في الناس فبغى بعضهم على بعض وضرب بعضهم رقاب بعض فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه قاموا على ما جاءت به الرسل وأقاموا الصلاة وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتزلوا الاختلاف وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة إن رسلهم قد بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم

حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله {{صل}} قال اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات

حدثنا محمد أنا عبد الله أنا محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال بينما أنا أمشي معه إذ جاءه رجل فقال يا بن عمر كيف سمعت رسول الله {{صل}} يذكر في النجوى قال سمعته يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه خ قال فذكر صحيفة فيقرره بذنوبه هل تعرف فيقول رب أعرف حتى يبلغ به ما شاء أن يبلغ فيقول إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر فينادي على رؤوس الأشهاد قال الله { ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } قال بن المبارك كنفه يعني ستره

حدثنا مسلم حدثنا أبان حدثنا قتادة عن صفوان بن محرز بينا أنا مع بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سمعت النبي {{صل}} نحوه

حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن قتادة بهذا

حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام حدثنا قتادة بهذا

وقال آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة حدثنا صفوان بن محرز عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما سمعت النبي {{صل}} بهذا

حدثنا موسى حدثنا همام أخبرني قتادة عن صفوان سمع بن عمر رضى الله تعالى عنهما سمع النبي {{صل}} وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين

حدثنا محمد أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل المدينة فإذا أبو هريرة رضى الله تعالى عنه فقال حدثني رسول الله {{صل}} يذكر في النجوى قال إذا كان يوم القيامة يقول للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارىء وقد قيل ذلك

قال أبو عثمان أخبرني العلاء بن حكيم قال معاوية صدق الله ورسوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون إلى وباطل ما كانوا يعملون

قال أبو عبد الله ومما يقوي قول الشعبي في بيع المصاحف أنه يبيع عمل يديه قول زياد بن لبيد رضى الله تعالى عنه للنبي {{صل}} كيف يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب

حدثنا بن عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نقير حدثني عوف بن مالك الأشجعي رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد يا رسول الله كيف يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب فقال له النبي {{صل}} إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر له ضلال اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله فلقيت شداد بن أوس بحديث عوف فقال ألا أخبرك بأول ذلك يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا

حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث بهذا حدثنا خطاب بن عثمان حدثنا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي {{صل}} نحوه فقال زياد كيف يرفع العلم وفينا كتاب الله وقد علمنا أبناءنا ونساءنا

حدثنا عبد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي وائل قال كنت مع أبي موسى وعبد الله رضى الله تعالى عنهما فقال قال النبي {{صل}} بين يدي الساعة أيام ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم

حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضى الله تعالى عنه سمعت النبي {{صل}} يقول من أشراط الساعة أن يرفع العلم

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه سمعت النبي {{صل}} يقول من أشراط الساعة أن يرفع العلم وأن يظهر الجهل

حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة مثله

ورواه بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} وروى حميد بن عبد الرحمن وأبو سلمة ويزيد بن الأصم وعبد الرحمن بن يعقوب وأبو يونس وعياض بن دينار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} نحوه وقال عمر أبي أقرؤنا وإنا لندع كثيرا من لحن أبي

قال سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت بمكة كان رسول الله {{صل}} إذا رفع صوته بالقرآن سبوا من أنزله ومن جاء به ولا تخافت بها عن أصحابك حتى يأخذوا عنك

حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد عن بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت } بها قال كان يحب ذلك المسلمون وإذا خفض اشتد ذلك على أصحابه فأنزل الله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }

حدثنا عمرو بن زرارة حدثني هشيم أنبأ أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } قال نزلت ورسول الله {{صل}} مختف بمكة وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك أي بقراءتك فلا تسمعهم { وابتغ بين ذلك سبيلا } رواه الأعمش عن حعفر بن إياس

حدثنا عمرو بن زرارة أنا زياد عن محمد بن إسحاق حدثني داود بن الحصين أن عكرمة مولى عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما حدثهم قال إنما نزلت هذه الآية { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا } من أجل أولئك يقول لا تجهر بصلاتك ليتفرقوا عنك ولا تخافت بها فلا يسمعها من يحب أن يسمعها ممن يسترق ذلك دونهم لعله أن يرعوي إلى بعض ما يسمع فينتفع به

حدثنا عمرو بن خالد حدثنا محمد سلمة عن بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان النبي {{صل}} بمكة إذا جهر بالقرآن فكان المشركون يطردون الناس وقالوا { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } وإذا أخفى قراءته لم يسمع ذلك من يشتهي أن يسمعه فأنزل الله { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } الآية

حدثنا إسحاق حدثنا أبو هشام المخزومي حدثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن عائشة رضى الله تعالى عنها ولا تجهر بصلاتك قال فسمعه المشركون فجاءوا إليه فنالوا منه فأنزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى قوله سبيلا

حدثنا محمد بن موسى القطان حدثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله {{صل}} عند البيت فجهر بالدعاء فجعل يقول يا الله يا رحمن فسمعته أهل مكة فأقبلوا عليه فأنزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى إلى آخر الآية

حدثنا عبيد الله حدثني الليث حدثني عقيل عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي {{صل}} قالت لم لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان بالدين ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله {{صل}} بكرة وعشية فذكر الحديث فلم يكذب قريش لجوار بن الدغنة وقالوا مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد عن سعيد عن مخرمة بن سليمان أن كريبا مولى بن عباس أخبره قال سألت بن عباس رضى الله تعالى عنهما كيف كانت صلاة رسول الله {{صل}} بالليل قال كان يقرأ في بعض حجره فيسمع قراءته من كان خارجا

حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال سألت عائشة رضى الله تعالى عنها عن وتر رسول الله {{صل}} فقلت كيف كانت قراءته أكان يسر بالقرآن أم يجهر قالت ربما كان يسر وربما جهر

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا موسى بن أبي عائشة حدثنا سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما ولا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله {{صل}} يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال بن عباس فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله {{صل}} يحركهما وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت بن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه } قال جمعه في صدرك ونقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وانصت ثم إن علينا بيانه أن علينا أن نقرأه قال فكان رسول الله {{صل}} بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي {{صل}} كما قرأه

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة وجرير عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما بهذا

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى لا تحرك به لسانك فقال قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما كان يحرك لسانه إذا أنزل عليه فقيل له لا تحرك به لسانك تخشى أن ينفلت ثم إن علينا جمعه ثم اجمعه في صدرك وقراءته فإذا قرأناه يقول أنزل عليه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه أن نثبته على لسانك

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا موسى وكان ثقة عن سعيد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما كان النبي {{صل}} إذا نزل به الوحي حرك به لسانه ووصف سفيان يريد أن يحفظه فأنزل الله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به } وقال أبو عاصم أنبأ شعيب لقيته بمكة حدثنا عكرمة عن بن عباس { لا تحرك به لسانك لتعجل به } إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه فاتبع مجمله وتفهم ما فيه

حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا بن أبي حازم عن يزيد عن محمد عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال النبي {{صل}} اقرأ في سبع ولا تنثره

==الرد على الجهمية وأصحاب التعطيل==

حدثنا عبيد بن يعيش قال ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قدمت على رسول الله {{صل}} في فداء سبايا فنمت في مسجد بعد العصر وأنا على شركي فوالله ما أنبهني إلا قراءة رسول الله {{صل}} في المغرب بالطور وكتاب مسطور قال أبو عبد الله ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت وأن أفعال العباد مخلوقة فضيق عليه حتى مضى لسبيله وتوجع أهل العلم لما نزل به وفي اتفاق المسليمن دليل على أن نعيما ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدع بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى إذ يفتون بالآراء المختلفة مما لم يأذن به الله

حدثنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير قال ثنا عبد العزيز بن رفيع قال ثنا شداد بن معقل قال قال عبد الله إن هذا القرآن الذي بين ظهريكم يوشك أن ينزع منكم قلت يا عبد الله بن مسعود كيف ينزع منا وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا قال يسري في ليلة فينتزع ما في القلوب ويذهب بما في المصاحف ثم تلا ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك

حدثنا الحميدي قال سفيان قال ثنا عبد العزيز بهذا قال سفيان ثم لا تجد لك به علينا وكيلا لا تجد أحد يتوكل لك أن لا يذهب به

حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} قال إن الله لا ينزع العلم انتزاعا أي ينتزعه من صدور الناس ولكن ينزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بعير علم فضلوا وأضلوا

حدثنا محمد بن سنان قال ثنا همام عن قتادة عن يزيد بن عبد الله الشخيري والعلاء بن زياد وعقبة ورجل آخر عن عياض بن حماد رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال إن الله أوحى إلي أنزلت عليك كتابا لا يغله الماء يقرأه نائما ويقظانا وقد أمر عثمان زيد بن ثابت أن ينسخ المصاحف ثم حرق سائر المصاحف

حدثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس عن عمر نحوه

حدثنا محمد بن المثنى قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا شعبة عن بن إسحاق عن مصعب بن سعد قال أدركت أصحاب النبي {{صل}} و سلم حين شقق عثمان المصاحف قال فأعجب أو قال لم يعب ذلك منهم أحد

حدثنا محمد بن المثتى قال حدثنا عبد الرحمن قال أخبرني أنس عن عثمان نحوه

حدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال سألت عائشة رضى الله تعالى عنها عن خلق رسول الله {{صل}} فقالت كان خلقه القرآن

حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة الباهلي رضى الله تعالى عنه قال اقرأوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو

حدثنا أحمد بن خالد عن أبي إسحاق عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى رسول الله {{صل}} و سلم أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو قال أبو عبد الله وتابعه محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} و سلم وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه إني سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم وقال بن عباس رضى الله تعالى عنهما أي القراء تعدون أول

حدثني يحيى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أي القراء تعدون أول قلنا قراءة عبد الله قال لا إن رسول الله {{صل}} و سلم كان يعرض عليه القرآن في كل رمضان مرة إى العام الذي قبض فيه فإنه عرض عليه القرآن مرتين فحضره عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل ورواه زائدة عن يعلى عن الأعمش

حدثنا عثمان عن جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن مرة قال أتيت منزل بن مسعود أطلبه فقيل لي هو عندي أبي موسى فأتيت أبا موسى فإذا هو وحذيفة وهو يقول لحذيفة إنك صاحب الحديث قال أجل كرهت أن يقال قراءة فلان وقراءة فلان فبين أن قراءة القارىء سوى القرآن قال أبو عبد الله ومما بين ذلك ما

حدثني به يوسف بن محمد حدثني يحيى بن سليم عن بن خيثم عن عبيد الله بن عياض القارىء قال جاء عبد الله بن شداد فدخل على عائشة رضى الله تعالى عنها ونحن عندها قال لما بلغ عليا ما عيبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن له أن لا يدخل على أم المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما امتلأت الدار من قراء الناس وجاء بمصحف امامه عظيم فوضعه بين يديه فطفق يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ماذا تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتعلم بما رأينا فيه فماذا تريد فقال أصحابكم الذين حربوا بيني وبينكم كتاب الله عز وجل يقول الله جل وعز في كتابه في أمرأة ورجل وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريد إصلاحا يوفق الله بينهما بل أمة محمد {{صل}} أعظم حقا وحرمة من امرأة ورجل وساق الحديث قالت صدق يكذبون عليه ويزيدون عليه

حدثنا عمر بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش حدثني شقيق قال رأى عبد الله مصحفا مزينا بالذهب فقال إن أحسن ما زين به المصحف في الحق لتلاوته

حدثنا محمد بن سلام ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله إن أحسن ما زين به المصحف لتلاوته في الحق

حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن بن جبير قال قدم علينا أبو جمعة الأنصاري قال كنا مع رسول الله {{صل}} و سلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشره فقلنا يا رسول الله هل من أحد أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال وما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا

==ما جاء في قول الله عز وجل { بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } وقول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية وليبلغ الشاهد الغائب وإن الوحي قد انقطع==

قال علي عن محمد بن بشر حدثنا بن أبي حمزة عن أبي معشر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت من زعم أن محمدا كتم شيئا من الوحي فقد أعظم على الله الغربة والله تعالى يقول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته وقال صالح يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي وقال شعيب لقد أبلغتكم رسالات ربي وقال تعالى { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } فبين الرسالة من الله والابلاغ من الرسل

حدثنا علي بن عبد الله ثنا عمرو بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي حدثني عبد الله بن علقمة بن وقاص أخبرني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها حدثته قالت أتيت يهود يوما ليتأذن على رسول الله {{صل}} فجلسوا على الباب حتى فرغ رسول الله {{صل}} ثم أذن لهم فقالوا يا أبا القاسم فعلت بنا اليوم شيئا لم تكن تفعله حبستنا بالباب قال رسول الله {{صل}} أمرني ربي بكذا وأنزل علي كذا وأنزل كذا قالوا والذي أنزل التوراة على موسى إنا لنجد أمتك أسرع أمة من الأمم إجابة لنبيها {{صل}} و سلم وأوشك أمة من الأمم انصرافا عن دينها

حدثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى بن سعيد ثنا الفضيل بن غزوان ثنا عكرمة بن عباس رضي الله عنهما أن النبي {{صل}} خطب الناس يوم النحر فقال أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها ثلاث مرات ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم هل بلغت قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما والذي نفسي بيده إنها الوصية إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث حدثني شعيب عن بن شريح أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة أيها الأمير أحدثك قولا قام به النبي {{صل}} يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله {{صل}} فيها فقولوا له إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم فإنما أحد ترخص لقتال رسول الله {{صل}} فيها فقولوا له إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم فإنما لكم أذن لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو عامر ثنا قرة عن محمد بن سيرين أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن حميد بن عبد الرحمن عن أبي بكرة رضي الله الله عنه قال خطبنا رسول الله {{صل}} يوم النحر فقال أتدرون أي يوم هذا قالوا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه يسميه بغير اسمه قال أليست بالبلدة الحرام قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

حدثنا مسدد ثنا يحيى حدثني بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وعن رجل آخر هو في نفسي أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بهذا وقال ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ يبلغه من أوعى له فكان كذلك

حدثنا أبو عاصم عن ربيعة بن عبد الرحمن قال حدثتني سراء ابنة نبهان رضى الله تعالى عنها قال سمعت النبي {{صل}} يقول ليبلغ أدناكم أقصاكم ثلاثا

حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا سفيان بن نشيط حدثني عبد الكريم من بني عقيل قال خرجت حين قدم يزيد بن المهلب فمررنا بالزجيج فإذا شيخ كبير قال سمعت رسول الله {{صل}} في حجة الوداع وأنا تحت جران ناقته قال أيها الناس أتدرون أي شهر هذا هذا شهر حرام وبلد حرام ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام بينكم كحرمة يومكم هذا إلى يوم تلقونه اللهم اشهد ثلاثا فليبلغ الشاهد الغائب فإذا هو العداء بن خالد العامري رضى الله تعالى عنهما

حدثنا أبو معمر ثنا عتبة بن عبد الملك السهمي حدثني زرارة بن كريم بن حارث بن عمرو السهمي أن الحارث بن عمرو السهمي حدثه قال أتيت النبي {{صل}} بهذا وقال فليبلغ الشاهد الغائب

حدثنا مكي بن إبراهيم ثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي {{صل}} قال يبلغ شاهدكم غائبكم

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن ح وحدثنا معاوية عن ربيعة بن يزيد عن الصنانجي قال دخلنا على عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه في مرضه فقال عبادة من سره أن ينظر إلى رجل كأنما عرج به إلى السماء ثم هبط به إلى الأرض فهو يعمل مثل ما رآه فلينظر إلى هذا ولئن استطعت ثم قال عبادة وما تركت حديثا سمعته من رسول الله {{صل}} لكم فيه خير إلا قد حدثتكم به إلا هذا سمعت رسول الله {{صل}} يقول ليبلغ الحاضر منكم الغائب ومن مات يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقد وجبت له الجنة

حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا وليد بن مسلم ثنا أبو محمد عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن مسلم المدحجي أنه سمع عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه يقول قال النبي {{صل}} إني محدثكم بحديث فليبلغ الحاضر منكم الغائب

حدثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمز قال لما قتل علي وقام الحسن صعد المنبر وقام رجل فقال أنا رأيت رسول الله {{صل}} واضعه في صبوته وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولولا غربة النبي {{صل}} ما حدثتكم ثم سمعته بعد يحدث به فقال فيه من أحبني فليحبه

أخبرني عبد الله أخبرني أبي عن شعبة بهذا فقام رجل من الأسد فقال من أحبني فليحبه

حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة حدثني سليمان بن حبيب المحاربي قال نزلنا حمص فذكر لنا أن أبا أمامة بها فدخلنا فإذا شيخ كبير هم فقال إن هذا المجلس من بلاغ الله إياكم ثم قال إن رسول الله {{صل}} قد بلغ ما أرسل به وأنتم ما تسمعون منا

حدثنا فضل بن يعقوب ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا معتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الثقفي ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير بن دحية عن المغيرة بن شعبة رضى الله تعالى عنه قال أخبرنا نبينا {{صل}} عن رسالة ربنا { أنه من قتل } منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها ومن بقي منا ملك رقابكم قال ذلك لعامل كسرى

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد ثنا محمد بن إسحاق حدثنا مولى آل زيد بن ثابت عن سعيد عن جبير عن عكرمة مولى بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله {{صل}} ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولكن بعثني الله إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظ لكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم

حدثنا محمد بن الحكم ثنا النضر بن شميل ثنا إسرائيل ثنا مسعد السطائي ثنا محمد بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا انا عند النبي {{صل}} قال ليلقين الله أحدكم فيقول له ألم أبعث إليك رسولا فبلغك

حدثنا أبو غسان ثنا زهير ثنا الأسود بن قيس حدثني ثعلبة بن عباد من أهل البصرة وأنه شهد خطبة لسمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه قال وافقنا النبي {{صل}} حين خرج إلى الناس فصلى وذكر أني قصدت في شيء من تبليغ رسالات ربي قالوا نشهد أنك بلغت رسالات ربك وأديت الذي عليك

حدثنا حبان أنبا عبد الله عن سفيان عن اسور بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي سمعت بن جندب قال قال النبي {{صل}} إن كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي فقالوا نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك

حدثنا يحيى ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن علقمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم قال نزلت في أهل الكتاب

حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم {{صل}} أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب قد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتاب قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسئلتهم فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم قال أبو عبد الله ورواه يونس ومعمر وإبراهيم بن سعد الزهري

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد عن محمد بن إسحاق حدثنا مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم رسول الله {{صل}} المدينة وساق الحديث وقد حرم الله عليهم في التوراة سفك دمائهم وكانوا فريقين حين تسافكوا دماءهم بينهم وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم

حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول إن ناسا كانوا يأخذون بالوحي في عهد الرسول {{صل}} وأن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا شرا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال أن سريرته حسنة قال أبو عبد الله تابعه عثمان بن صالح ح وحدثنا بن وهب أخبرني يونس ورواه سلامة عن عقيل

حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا عبد الوارث عن سعيد عن قتادة الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعرفون أن الإسلام دين الله وأن محمدا رسول الله مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل قال أبو عبد الله وقال بن عيينة في قوله تعالى وتعيها أذن واعية أذن وعت عن الله عز وجل

حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سأل الحرث بن هشام رضى الله تعالى عنه رسول الله {{صل}} كيف يأتيك الوحي قال أحيانا مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضى الله تعالى عنها ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليتفصد عرقا

حدثنا إسماعيل ثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي {{صل}} قال أحيانا يتمثل لي الملك فأعي ما يقول مثله

حدثنا فروة بن أبي المغراء ثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت يتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ويأتيني أحيانا مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت هذا

حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سأل الحرث بن هشام رسول الله {{صل}} كيف ينزل عليك الوحي قال مثل صلصلة الجرس فيفصم عني أحيانا وقد وعيته عنه باب ما كان النبي {{صل}} يذكره ويرويه عن ربه عز وجل

حدثنا يحيى بن بشر ثنا روح ثنا زهير بن محمد ثنا زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} فيما يحكي عن ربه قال من تقرب الي شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا

حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا سعد بن الربيع ثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} يرويه عن ربه قال إذا تقرب الي العبد شبرا تقربت اليه ذراعا وإذا تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا وان أتاني يمشي أتيه هرولة

حدثنا آدم ثنا شعبة ثنا محمد بن زياد سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} يرويه عن ربكم عز وجل قال لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ز

حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} يرويه عن ربكم مثله

حدثنا حجاج ثنا شعبة أخبرني محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بمثل هذا يرويه عن ربكم مثله

حدثنا مسلم وسليمان قالا ثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بمثل هذا

حدثني موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن أبي رافع عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} يحكي عن ربه

حدثنا حفص بن عمر ثنا همام عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} فيما يرويه عن ربه قال ان الله عز وجل لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها كالرزق في الدنيا وأما الكافر فيعطى حسناته في الدنيا حتى إذا قضى الى الآخرة لم يكن له حسنة يعطى بها

حدثنا عمرو بن علي ثنا عمرو بن علي بن المقدم ثنا موسى بن المسيب قال سمعت سالم بن أبي الجعد يذكر عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} يرويه عن ربه عز وجل قال يا بن آدم انك تأتين بقراب الأرض خطيئة بعد أن لا تشرك بي شيئا جعلت قرابها مغفرة ولا أبالي

حدثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي بهذا قال النبي {{صل}} عن ربه عز وجل

حدثنا موسى ثنا حماد عن محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} فيما يحكي عن ربه عز وجل قال استقرضت بن آدم فلم يقرضني وشتمني يقول وادهراه والله هو الدهر وكل شيء من بن آدم يأكله التراب إلا عجب ذنبه فإنه يخلق عليه حتى يبعث منه

حدثنا الحميدي ثنا الوليد ثنا بن جابر والأوزاعي قالا ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر قال سمعت أبا كريمة يقول سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول سمعت النبي {{صل}} يقول قال الله أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ويذكر عن إبراهيم أو مجاهد في قوله { والذي جاء بالصدق وصدق به } قال هم أهل القرآن إذ عملوا به

==باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره وقال نعيم لا يستعاذ بالمخلوق ولا بكلام العباد والجن والإنس والملائكة وفي هذا دليل أن كلام الله غير مخلوق وأن سواه مخلوق==

قال أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان الوليد بن الوليد رجل يفزع في منامه وذكر ذلك لرسول الله {{صل}} فقال له النبي {{صل}} إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من عضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فقالها فذهب ذلك عنه

وكان عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما من بلغ من بنيه علمه إياهن ومن كان منهم صغيرا لا يعيها كتبها وعلقها في عنقه

حدثنا أبو يعفور عبد الله بن أصالح حدثني الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب بن عبد الله أنه سمع بشير بن سعد يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم تقول كان رسول الله {{صل}} يقول من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث بمثله

حدثنا آدم ثنا الليث عن يزيد نحوه

حدثنا قتيبة ثنا الليث عن يزيد وقص الحديث

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك وعبد الله بن مسلمة عن مالك عن سهيل بن أبي صالح السمان عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا من أسلم قال ما نمت هذه اللية فقال له رسول الله {{صل}} أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إنشاء الله تعالى

حدثنا عياش ثنا عبد الأعلى ثنا عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما بمثل هذا حدثنا إصبغ أخبرني بن وهب عن جرير بن حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بهذا

حدثنا سعيد بن تليد الرعيني حدثني بن وهب ثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بهذا

حدثنا إصبغ أخبرني بن وهب عن سعيد نحوه ورواه هشام بن حسان ومحمد بن رفاعة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بهذا

وقال الزهري أخبرني طارق عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بهذا

ورواه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة رضي الله عن النبي {{صل}} بهذا

ويروى عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي {{صل}} نحوه

حدثنا عثمان بن محمد ثنا جرير عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان النبي {{صل}} يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة كلها من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة

حدثنا أصبغ ثنا بن وهب عن سفيان الثوري بهذا

حدثنا عثمان ثنا عمرو بن عبد الرحمن الأبار ثنا الأعمش عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما كان النبي {{صل}} يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة

حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ثنا بن فضيل عن الأعمش عن المنهال عن محمد بن علي قال كان النبي {{صل}} يعوذ بهذا وقال النبي {{صل}} اقرأوا القرآن ونهاهم أن يرفعوا أصواتهم إذا علوا مكانا

حدثني به أحمد بن إسحاق ثنا الأنصاري ثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله {{صل}} في سفر فرقينا في عقبة أو ثنية قال كان الرجل منا إذا علاها قال لا إله إلا الله والله أكبر فقال النبي {{صل}} إنكم لا تنادون أصما ولا غائبا قال وهو على بغلته يعرضها فقال يا أبا موسى أو يا عبد الله ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة قال بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله وذكر عن النبي {{صل}} أنه كان يحب أن يكون الرجل خفيض الصوت ويكره أن يكون رفيع الصوت وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب فليس هذا لغير الله جل ذكره قال أبو عبد الله وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز وجل فلا تجعلوا لله أندادا فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين

حدثنا به داود بن شيبة ثنا همام ثنا القاسم بن عبد الواحد حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن جابرا بن عبد الله حدثهم أنه سمع عبد الله بن أنيس رضى الله تعالى عنه يقول سمعت النبي {{صل}} يقول يحشر العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من النار يطلبه بمظلمة

حدثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال النبي {{صل}} يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم فيقول لبيك ربنا وسعديك فينادي بصوت أن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يارب وما بعث النار قال من كل ألف أراه قال تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد

حدثنا عبدان عن أبي همزة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال من كان يحدثنا بهذه الآية لولا بن مسعود سألناه حتى إذا فزع عن قلوبهم سمع أهل السماوات صلصلة مثل صلصلة السلسة على الصفوان فيخرون حتى إذا فزع عن قلوبهم سكن الصوت عرفوا أنه الوحي ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق

حدثنا عمرو بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش حدثني مسلم عن مسروق عن عبد الله بهذا

حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو قال سمعت عكرمة يقول سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول إن نبي الله {{صل}} قال إذا قضى الله عز وجل الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير

وقال الحكم بن أبان حدثني عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما إذا قضى الله جل ذكره أمرا تكلم وجفت الأرض والسماء والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد عن محمد بن الحسن حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهم عن عبد الله بن عباس عن نفر من الأنصار أن رسول الله {{صل}} قال لهم ما تقولون في هذا النجم الذي يرمى به قالوا كنا يا رسول الله إنا نقول حين رأيناها يرمى بها مات ملك ولد مولود مات مولود قال رسول الله {{صل}} ليس ذلك كذلك ولكن الله إذا قضى في خلقه أمرا يسمعه أهل العرش فيسبحوا فيسبح من تحتهم بتسبيحهم فيسبح من تحت ذلك فلم يزل التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا ثم يقول بعضهم لبعضهم لم سبحتم فيقولون سبح من فوقنا فسبحنا بتسبيحهم فيقولون أفلا تسألون من فوقكم مم سبحوا فيسألونهم فيقولون قضى الله في خلقه كذا وكذا الأمر الذي كان فيهبط به الخير من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيتحدثون به فيسترقه الشياطين بالسمع على توهم منهم واختلاف ثم يأتون به إلى الكهان من أهل الأرض فيحدثونهم فيخطئون ويصيبون فيحدث به الكهان ثم إن الله عز وجل حجب الشياطين عن السماء بهذه النجوم وانقطعت الكهنة اليوم فلا كهانة

حدثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله أندادا وهو خلقك قال ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يأكل معك قال قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك وأنزل الله عز وجل تصديق قول النبي {{صل}} والذين لا يدعون مع الله إلها آخر

حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل نحوه

حدثنا عثمان ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال سألت النبي {{صل}} أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك

حدثنا قتيبة ثنا جرير مثله

حدثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون قال يسألهم من خلق ومن خلق السماوات والأرض فيقولون الله فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره

==باب ما نقش النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمه من كتاب الله وما يدخل به الحاجة==
قال أبو عبد الله وفي الخواتيم والدراهم البيض ذكر الله جل ذكره وقال عطاء وفي الخاتم فيه ذكر الله عز وجل يدخل الإنسان الكنيف أو يلم بأهله وهو بيده لا بأس به

وقال الحسن ولا بأس أن يمس الدراهم البيض على غير وضوء وإن يرفع المصحف من ها هنا فيضعه ها هنا ويذكر عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه كان يمس الدراهم على غير وضوء

وقال أنبأنا عبدان أن عبد الله عن جرير عن عطاء عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال يضع المصحف على فراشه الذي يحتلم فيه ويجامع ويعرق عليه وبال سعيد بن جبير ثم توضأ إلا رجليه ثم أخذ المصحف وقال طاوس في الرجل يكون عليه المنطقة وفيها الدراهم يقضي حاجته وهي عليه

وقال إبراهيم لا بد للناس من نفقاتهم وأحب بعض التابعين أن لا يدخل الخلاء بالخاتم فيه ذكر الله قال أبو عبد الله وهذا من غير تحريم يصح وقال النبي {{صل}} لا تحلفوا بآبائكم ولا بالمسيح وليس لأحد أن يحلف بالمخلوقين ولا بأعمالهم ولا بكلامهم ولا بكلام الكفار والمنافقين ولا يقول إبليس فمن حلف بقول المجوسي أو نحوهم لم يلزمه حنث وإنما يذكر عن بن مسعود وإبراهيم وعن النبي {{صل}} مرسلا من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها كفارة فأما أصوات المخلوقين فليس فيها كفارة

حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أبي عن ثمامة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه لما استخلف بعثه إلى البحرين وكتب له هذا الكتاب وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر حدثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول اتخذ رسول الله {{صل}} خاتما كأني أنظر إلى بياضه في يده ونقشه محمد رسول الله

حدثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضى الله تعالى عنه قال اصطنع النبي {{صل}} خاتما فقال إنا اتخذنا خاتما ونقشنا عليه نقشا فلا ينقش عليه أحد

حدثنا مسدد ثنا حماد عن عبد العزيز عن صهيب عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} اتخذ خاتما ونقشه محمد رسول الله

حدثنا محمد بن سلام ثنا سفيان عن أبي أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما اتخذ النبي {{صل}} خاتما فيه محمد رسول الله وقال لا ينقش أحد نقش خاتمي

حدثنا محمد بن بشر ثنا عبد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما كان في خاتم رسول الله {{صل}} محمد رسول الله قال الإمام أبو عبد الله رحمه الله وقد كتب النبي {{صل}} كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم وقرأه ترجمان قيصر على قيصر وأصحابه ولا نشك في قراءة الكفار وأهل الكتاب أنها أعمالهم وأما المقروء فهو كلام الله العزيز المنان ليس بمخلوق فمن حلف بأصوات قصير أو بنداء المشركين الذين يقرون بالله لم يكن عليه يمين دون الحلف بالله لقول النبي {{صل}} لا تحلفوا بغير الله وليس لأحد أن يحلف بالخواتيم والدراهم البيض وألواح الصبيان التي يكتبونها ثم يمحونها مرة بعد مرة وإن حلف فلا يمين عليه لقول الله عز وجل { فلا تجعلوا لله أندادا }

حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه ثم دعا بكتاب رسول الله {{صل}} الذي بعث به دحية الكلبي إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } إلى قوله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث مثله

حدثنا عبد الله ثنا الليث مثله حدثنا عبد الله ثنا الليث حدثنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره بهذا فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله

حدثنا إبراهيم بن سعد بن صالح عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره قال أخبرني أبو سفيان بن حرب رضى الله تعالى عنه بهذا ثم دعا بكتاب رسول الله {{صل}} فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } فلما انقضت مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم

حدثنا عبد الله ثنا الليث حدثني يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره بهذا فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله نحوه

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما حدثني أبو سفيان بن حرب رضى الله تعالى عنه بهذا وقدم عليه كتاب رسول الله {{صل}} مع دحية بن خليفة بسم الله الرحمن الرحيم نحوه

قال الإمام أبو عبد الله ورواه معمر وهلال بن رواد عن الزهري حدثنا عبد الله ثنا الليث حدثني عقيل ويونس عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله بعث رجلا بكتاب إلى كسرى فأمره أن يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى خرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله {{صل}} أن يمزقوا كل ممزق

حدثنا عبد الله بن يوسف حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب بهذا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله أن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله {{صل}} بعث بكتابه إلى كسرى نحوه

حدثنا يعقوب بن حميد ثنا إبراهيم عن صبيح عن بن شهاب عن عبيد الله ا بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره ان رسول الله {{صل}} بعث كتابا إلى كسرى نحوه قال أبو عبد الله ورواه بن أخي بن شهاب نحوه قال الإمام أبو عبد الله رحمة الله عليه فإن احتج محتج فقال قد روى أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه قيل له لو صح هذا الخبر لم يكن لك فيه حجة لأنه قال كلام الله ولم يقل قول العباد من المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب الذين يقرأون بسم الله الرحمن الرحيم وهذا واضح بين عند من كان عنده أدنى معرفة أن القراءة غير المقروء وليس لكلام الفجرة وغيرهم فضل على كلام غيرهم كفضل الخالق على المخلوق وتبارك ربنا وتعالى وعز وجل عن صفة المخلوقين وإن قال قائل فقد روي عن النبي {{صل}} إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه قيل له أليس القرآن خرج منه فخروجه منه ليس كخروجه منك إن كنت تفهم مع أن هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه فإن قال فإن لم يكن الذي يتكلم به العبد قرآنا لم تجز صلاته قيل له قال النبي {{صل}} لا صلاة إلا بقراءة

وقال أبو الدرداء رضى الله تعالى عنه سئل النبي {{صل}} أفي كل صلاة قراءة قال نعم

قال الإمام أبو عبد الله القراءة هي التلاوة والتلاوة غير المتلو وقد بينه أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال اقرأوا إن شئتم يقول العبد الحمد لله رب العالمين فيقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله عز وجل أثنى علي عبدي يقول العبد مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل

قال الإمام أبو عبد الله فبين أن سؤال العبد غير ما يعطيه الله للعبد وأن قول العبد غير كلام الله هذا من العبد الدعاء والتضرع ومن الله الأمر والإجابة

وحدثني عبد الله بن محمد ثنا بشر بن السري ثنا معاوية عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي قال سمعت أبا الدرداء رضى الله تعالى عنه يقول سئل رسول الله {{صل}} أفي كل صلاه قراءة قال نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه قال النبي {{صل}} اقرأوا إن شئتم فالقراءة لا تكون إلا من الناس وقد تكلم الله بالقرآن من قبل وكلامه قبل خلقه وسئل الني {{صل}} أي الصلاة أفضل قال طول القنوت فذكر النبي {{صل}} أن بعض الصلاة أطول من بعض وأخف وأن بعضهم يزيد على بعض في القراءة وبعضهم ينقص وليس في القراءة زيادة ولا نقصان فأما التلاوة فإنهم يتفاضلون في الكثرة والقلة والزيادة والنقصان وقد يقال فلان حسن القراءة ورديء القراءة ولا يقال حسن القرآن ورديء القرآن وإنما نسب إلى العباد القراءة لا القرآن لأن القرآن كلام الرب جل ذكره والقراءة فعل العبد ولا يخفى معرفة هذا القدر إلا على من أعمى الله قلبه ولم يوفقه ولم يهده سبيل الرشاد وليس لأحد أن يشرع في أمر الله عز وجل بغير علم كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد والتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء فقيل له إن التلاوة فعل التالي وعمل القارئ فرجع وقال ظننتهما مصدرين فقيل له هلا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك ولو بعثت إلى من كتب عنك فاسترددت ما أثبت وضربت عليه فزعم أن كيف يمكن هذا وقد قلت ومضى فقيل له كيف جاز لك أن تقول في الله عز وجل شيئا لا يقوم به شرح وبيان إذا لم تميز بين التلاوة والمتلو فسكت إذا لم يكن عنده جواب

قال الإمام أبو عبد الله رحمه الله فإن اعترض جاهل لا يترفع بقوله فقال إن النبي {{صل}} لما قال لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب دل أن القراءة في الصلاة قيل له إنك قد أغفلت الأخبار المفسرة المستفيضة عند أهل الحجاز وأهل العراق وأهل الشام وأهل الأمصار عن رسول الله {{صل}} إنما قال النبي {{صل}} لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فأوضح أن قراءة القاريء وتلاوته غير المقروء والمتلو وإنما المتلو فاتحة الكتاب لا اختلاف فيه بين أهل العلم وإن لم يعلم هذا المعترض اللغة فليسأل أهل العلم من أصناف الناس كما قال الله عز وجل يهدي إلى الرشد إن فقه وفهم فما تحملنا على كثرة الإيضاح و الشرح إلا معرفتنا بعجمة كثير من الناس ولا قوة إلا بالله

وقال الحسن البصري إنما أهلكتهم العجمة وقد فسره لنا

علي بن عبد الله ثنا سفيان ثنا الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن رسول الله {{صل}} قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

حدثنا حجاج بن منهال ثنا بن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن رسول الله {{صل}} قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

وحدثنا عبد الله بن صالح ثنا الليث مثله

حدثنا إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الذي مج النبي {{صل}} في وجهه من بئرهم أخبره أن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أخبره أن رسول الله {{صل}} قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهب عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا

وقال عبد الله بن المبارك و عبد الرزاق قالا ثنا معمر بهذا

حدثني هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد عن حزام بن حكيم و مكحول عن بن ربيعة الأنصاري عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه وكان على إلياء فأبطأ عبادة عن صلاة الصبح فأقام أبو نعيم الصلاة وكان أول من أذن ببيت المقدس فجئت مع عبادة حتى صف الناس وأبو نعيم يجهر بالقراءة فقرأ عبادة بأم القرآن حتى فهمنا منه فلما انصرف قلت له سمعتك تقرأ بأم القرآن فقال نعم صلى بنا النبي {{صل}} بعض الصلوات التي لا نجهر فيها بالقرآن فقال لا يقرأن أحدكم إذا جهرت بالقرآن إلا بأم القرآن وروى بعضهم لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وهو على معنى قوله لا صلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب لأنه لا صلاة إلا بقراءة وقال النبي {{صل}} إنما الصلاة لقراءة القرآن ولذكر الله ولحاجة المرء إلى ربه عز وجل فبين أن الدعاء والحاجة والتضرع والذكر والقراءة من العبد وأن المقروء هو كلام الله عز وجل

حدثني يحيى بن صالح حدثنا فليح عن هلال عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي رضى الله تعالى عنه قال دعاني النبي {{صل}} فقال إنما الصلاة لقراءة القرآن ولذكر الله ولحاجة المرء إلى ربه فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك

وقال عمار رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة بن مسعود وكانت قراءته حرفا حرفا فأخبر أن قراءة هذا القارئ الذي لا يقرأ حرفا حرفا وبهذه هذا سوى قراءة بن مسعود حرفا حرفا وأمر النبي {{صل}} أن يقرأ على أبي بن كعب سورة أنزلت عليه

حدثنا بذلك قبيصة ثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال أبي قال لي النبي {{صل}} أنزلت علي سورة أمرت أن أقرئكها قلت سميت لك قال نعم يا أبا المنذر فرحت بذلك قال وما يمنعني وهو يقول قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا

حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه قال قال لي النبي {{صل}} أمرت أن أقرأ عليك القرآن فقلت أسماني لك ربي أو ربك قال نعم فتلا { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }

حدثنا بشر بن محمد ثنا عبد الله ثنا الأجلح بهذا قال أبو عبد الله وأما قوله فهل يرجع إلى الله إلا باللفظ الذي تلفظ به فإن كان الذي تلفظ به قرآنا فهو كلام الله قيل له ما قولك تلفظ به فإن اللفظ غير الذي تلفظ به لأنك تلفظت بالله وليس الله هو لفظك وكذلك تلفظ بصفة الله بقول الله وليس قولك الله هو الصفة إنما تصف الموصوف فأنت الواصف والله الموصوف بكلامه كالواصف الذي يصف الله بكلام غير الله وأما الموصوف بصفته وكلامه فهو الله ففي قولك تلفظ به وتقرأ القرآن دليل بين أنه غير القراءة كما تقول قرأت بقراءة عاصم وقراءتك على قراءة عاصم لا أن لفظك وكلامك كلام عاصم بعينه ألا ترى أن عاصما لو حلف أن لا يقرأ اليوم ثم قرأت أنت على قراءته لم يحنث عاصم وقال أحمد رحمه الله لا يعجبني قراءة حمزة ولا يقال لا يعجبني القرآن حتى قال بعضهم من قرأ بقراءة حمزة أعاد الصلاة واعتل بعضهم فقال حتى يسمع كلام الله قيل له إنما يقال حتى يسمع كلام الله لا كلامك ونغمتك ولحنك لأن الله عز وجل فضل موسى بكلامه ولو كنت تسمع الخلق كلام الله كما أسمع الله موسى {{صل}} لم يكن لموسى عليه السلام فضل إذا سمعت كلام الله وسمع موسى كلام الله قال الله عز وجل لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي

حدثنا عبيد الله بن عمر ثنا سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي {{صل}} ليلة أسري به قال رأيت موسى في السماء السابعة بتفضيل كلام الله قال أبو عبد الله وإن ادعيت أنك تسمع الناس كلام الله كما أسمع الله كلامه لموسى قال له إني أنا ربك فهذا دعوى الربوبية إذا لم تميز بين قراءتك وبين كلام الله فإن الله تعالى قال فاذكروني أذكركم فاذكروا الله كذكركم آباءكم يشرح أن ذكر العبد ربه غير ذكر الله عبده لأن ذكر العبد الدعاء والتضرع وذكر الله الإجابة كما قال الله عز وجل وقال النبي {{صل}} إني لا أقول إلا ما في القرآن

حدثنا ضرار ثنا سفيان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن النبي {{صل}} قال يقول الله عز وجل من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وقال النبي {{صل}} بينا أنا في الجنة سمعت صوت رجل بالقرآن فبين أن الصوت غير القرآن

حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن سليمان عن موسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله {{صل}} بينا أنا أمشي في الجنة سمعت صوت رجل بالقرآن فقلت من هذا قالوا هذا حارثة بن النعمان كذلكم البر كذلكم البر

وعن محمد بن أبي عتيق بن بن شهاب أخبرتني عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة وكانت في حجرة عائشة زوج النبي {{صل}} عن عائشة أن رسول الله {{صل}} قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة وسمعت فيها صوت قارئ يقرأ فقلت من هذا فقالوا هذا حارثة بن النعمان كذاك البر وكان حارثة من أبر الناس قال أبو عبد الله ويقال له أصفة الله عز وجل ذكره وعلمه وكلامه وأسماؤه وعزته وقدرته بائن من الله تعالى أم لا أو قولك وكلامك بائن من الله تعالى أم لا

وقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه نهى رسول الله {{صل}} عن قراءة القرآن في الركوع فبين أن القراءة غير المقروء

حدثنا إسماعيل ثني مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أن رسول الله {{صل}} نهى عن قراءة القرآن في الركوع

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب أن إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه أنه سمع عليا رضى الله تعالى عنه قال نهاني النبي {{صل}} عن قراءة القرآن وأنا راكع

حدثنا محمد بن عبيد ثنا أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه نهاني النبي {{صل}} عن قراءة القرآن وأنا راكع

حدثنا عبد الرحمن بن يونس ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه عن علي وعن جعفر عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن حنين عن علي رضى الله تعالى عنه نهاني النبي {{صل}} عن قراءة القرآن من الركوع قال أبو عبد الله وقال تعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى } وقال عز وجل { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك } فالإبلاغ والإنذار من نوح وهو نذير مبين يأمرهم بطاعة الله وأما الغفران فإنه من الله تعالى لقوله عز وجل { يغفر لكم من ذنوبكم } ثم قال { رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا } فذكر الدعاء سرا وعلانية من نوح وذكر فعل نوح بقومه ثم قال { ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا } فذكر خلق القوم طورا بعد طور وقال الله تعالى { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } وقال الله عز وجل { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }

حدثنا موسى ثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما نزل ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت فجلس في بيته وقال أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي {{صل}} وأجهر له بالقول وقد حبط عملي وأنا من أهل النار ففقده النبي {{صل}} فأتاه رجل فقال إنه يقول كذا وكذا فقال النبي {{صل}} هو من أهل الجنة وكنا نراه يمشي بين أظهرنا و نحن نعلم أنه من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة كان من بعضنا بعض الانكشاف فأقبل و قد تكفن و تحنط وقال بئس ما تعودون أقرانكم فقاتل حتى قتل

قال أبو عبد الله وقد سمي بن عمر الصوت بالقرآن عبادة

حدثني أبو يعلى محمد بن الصلت ثنا أبو صفوان عن يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه قال أول ما ينقص من العبادة التهجد بالليل و رفع الصوت فيها بالقراءة وكان بن عمر رضى الله تعالى عنهما إذ سئل قال أسمع منك على حرفة و قال النبي {{صل}} لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي حازم التمار عن البياضي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله {{صل}} خرج وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة

حدثنا إسحاق سمع عبدة عن أبي إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي حازم مولى هذيل قال جاورت في مسجد رسول الله {{صل}} من بني بياضة من الأنصار فحدثني عن النبي {{صل}} بهذا

حدثنا قتيبة حدثنا أبو بكر عن بن الهادي عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار سمع رسول الله {{صل}} بهذا

وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} بهذا وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال النبي {{صل}} لقوم كانوا يقرأون القرآن فيجهرون به خلطتم علي القرآن يقول علت أصواتكم فشغلتموني برفعها فوق صوتي فخلطتم علي فنهى النبي {{صل}} أن يرفع بعضهم عن كلام الله الذي كلم به موسى قبل أن يخلق هذه الأمة

حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا معن عن معاوية مثله

حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن ربيعة بن زيد عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء أنها قالت ولذكر الله أكبر وإن صليت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله وأفضل ذلك تسبيح الله وقال موسى {{صل}} واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وقال فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما إنكم تنطقون وقال أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وقال وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وقال بعضهم في قوله عز وجل { يزيد في الخلق ما يشاء } قال الصوت الحسن وقال عز وجل عن جبرائيل { وما نتنزل إلا بأمر ربك } فبين أن التنزيل غير الأمر

حدثنا أبو نعيم و خلاد بن يحيى قالا ثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي {{صل}} قال لجبرائيل عليه السلام ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا }

وقال جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال النبي {{صل}} لقتلى أحد أيهم أكثر أخذا القرآن فأشير له إلى أحد قدمه من اللحد قال أبو عبد الله وقال بعضهم إن أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه الذي لم يعرفوا المجاز من التحقيق ولا الفعل من المفعول ولا الوصف من الصفة ولم يعرفوا الكذب لم صار كذبا ولا الصدق لم صار صدقا فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي {{صل}} للفرس وجدته بحرا وهو الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه أن مشيه حسن ومثل قول القائل علم الله معنا وفينا وأنا في علم الله إنما المراد من ذلك أن الله يعلمنا وهو التحقيق وأشباهه في اللغات كثيرة

حدثنا آدم ثنا شعبة عن قتادة سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كان فزع بالمدينة فاستعار النبي {{صل}} فرسا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب فلما رجع قال ما رأينا شيء وإن وجدناه بحرا

حدثنا مسعود ثنا يحيى عن شعبة حدثني قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بهذا ورواه غندير وابن المبارك وعمران مرزوق عن شعبة

حدثنا مسدد ثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما عن النبي {{صل}} الصلوات الخمس كنهر يجري على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فما يبقى من الدرن شيء

وعن أبي سفيان عن عبيد بن عمير عن النبي {{صل}} مثله وأما الفعل من المفعول فالفعل إنما هو إحداث الشيء والمفعول هو الحدث لقوله خلق السماوات والأرض فالسموات والأرض مفعوله وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول فتخليق السماوات فعله لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله ففعله من ربوبيته حيث يقول كن فيكون ولكن من صنعته وهو الموصوف به كذلك قال رب السماوات ورب الأشياء وقال النبي {{صل}} رب كل شيء ومليكه

حدثنا محمد بن بشار ثنا غندر حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت عمرو بن عاصم سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه قال يا رسول الله أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه أن اقترف على نفسي سوء أن أجره إلى مسلم قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك

حدثنا سعيد بن الربيع ثنا شعبة فذكر الحديث ورواه معاذ وبهز عن شعبة حدثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن يعلى عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} بهذا رب كل شيء ومليكه حدثنا قتيبة ثنا هشيم بهذا وكذلك تؤدى جميع لغات الخلق من غير اختلاف بينهم وإنما هو الفاعل والفعل والمفعول فالفعل صفة والمفعول غيره وبيان ذلك في قوله تعالى ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ولم يرد بخلق السماوات نفسها وقد ميز فعل السماوات من السماوات وكذلك فعل جملة الخلق وقوله ولا خلق أنفسهم وقد ميز الفعل والنفس ولم يصر فعله خلقا وأما الوصف من الصفة فالوصف إنما هو قول القائل حيث يقول هذا رجل طويل وثقيل وجميل وحديد فالطول والجمال والحدة والثقل إنما هو صفة الرجل وقول القائل وصف كذلك إذا قال الله رحيم والله عليم والله قدير فقول القائل وصف وهو عبادة والرحمة والعلم والقدرة والكبرياء والقوة كل هذا صفاته وأما الكذب من الصدق فقول القائل فلان ها هنا وهو غائب فهو كذب فلو كان حاضرا لكان صدقا والكلمة واحدة وإنما صار صدقا وكذبا لحال المعنى وكذلك لو أن رجلا قال إن الله رحيم ويرحم والله عليم ويعلم والله قدير ويقدر والله سميع ويسمع ولم يكن لقوله معنى كما وصفنا في شأن الكذب والصدق لكان قوله كذبا وإنما صار هذا القول صدقا وعبادة وطاعة لحال المعنى قال أبو عبد الله واختلف الناس في الفاعل والمفعول والفعل فقالت القدرية الأفاعيل كلها من البشر ليست من الله وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد لذلك قالوا لكن مخلوق وقال أهل العلم التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى { وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق } يعني السر والجهر من القول ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق ويقال لمن زعم أني لا أقول القرآن مكتوب في المصحف ولكن القرآن بعينه في المصحف يلزمك أن تقول أن من ذكر الله في القرآن من الجن والإنس والملائكة والمدائن ومكة والمدينة و غيرهما وإبليس و فرعون و هامان وجنودهما والجنة والنار عانيتهم بأعانهم في المصحف لأن فرعون مكتوب فيه كما أن القرآن مكتوب ويلزمك أكثر من حين يقول في المصحف وهذا أمر بين لأنك تضع يدك على هذه الآية و تراها بعينك { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } فلا يشك عاقل بأن الله هو المعبود وقوله الله لا إله إلا هو الحي القيوم هو قرآن وكذلك جميع القرآن هو قوله والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله { فاقرأوا ما تيسر منه } والقراءة فعل الخلق وهو طاعة الله والقرآن ليس هو بطاعة إنما هو الأمر بالطاعة ودليله قوله { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث } وقال { إن الذين يتلون الكتاب } { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }

حدثنا أبو نعيم ثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود فهل من مذكر أو مدكر فقال سمعت عبد الله يقرأها مذكر وقال سمعت رسول الله {{صل}} يقرأها فهل من مدكر دالا

حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله {{صل}} يقرأ فهل من مدكر

حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة بهذا

حدثنا خالد بن يزيد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق بهذا حدثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد عن سفيان عن أبي إسحاق بهذا قال أبو عبد الله وقال الله عز وجل بلغ ما أنزل إليك من ربك فذلك كله مما أمر به ولذلك قال أقيموا الصلاة فالصلاة بجملتها طاعة الله وقراءة القرآن من جملة الصلاة فالصلاة طاعة الله والأمر بالصلاة قرآن وهو مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور مقروء على اللسان والقراءة والحفظ والكتابة مخلوق وما قرئ وحفظ وكتب ليس بمخلوق ومن الدليل عليه أن الناس يكتبون الله ويحفظونه ويدعونه فالدعاء والحفظ والكتابة من الناس مخلوق ولا شك فيه والخالق الله بصفته ويقال له أترى القرآن في المصحف فإن قال نعم فقد زعم أن من صفات الله ما يرى في الدنيا وهذا رد لقول الله عز وجل { لا تدركه الأبصار } في الدنيا وهو يدرك الأبصار وإن قال يرى كتابة القرآن فقد رجع إلى الخلق ويقال له هو تدرك الأبصار إلا اللون فإن قال لا قيل له وهل يكون اللون إلا في الجسم فإن قال نعم فقد زعم أن القرآن جسم يرى

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن همام عم أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرح فيقرأ قبل أن تسرح دوابه

حدثنا إسحاق بن نصر ثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال خفف على داود القراءة فكان يأمر بدابته فتسرح فيقرأ قبل أن يفزع يعني القراءات حدثنا أحمد بن حفص النيسابوري حدثني أبي

حدثني إبراهيم وإبراهيم هو بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله {{صل}} خفف على داود القرآن فكان يأمر بدابته فتسرح فيقرأ القرآن قبل أن تسرح

==باب قول الله جل ذكره عن أهل النار من الكفار والمشركين وعبدة الأوثان { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } وقوله { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم } وقال المنافقون { انظرونا نقتبس من نوركم }==

حدثنا قتيبة عن سفيان عن عمرو و سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي {{صل}} يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك

حدثنا قتيبة بن منهال حدثنا بن عيينة عن عمرو بن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال سمعت النبي {{صل}} يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك

حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا دخين الحجري عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} يقول الكافر هذا قد وجد المؤمنون من يشفع فمن يشفع لنا ما هو إلا إبليس هو الذي أضلنا فيأتون إبليس فيقولون هذا قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ثم يقول الكافرون فقم أنت واشفع لنا فإنك أضللتنا فيفوح مجلسه من أنتن ريح شمها أحدكم يعظم لجهنم فيقول { الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم } الآية وذكر النبي {{صل}} قراءة المنافقين فبين ما يتأكلون بقراءتهم فلا يرتابن أحد في خلق المنافقين أصحاب الجحيم وأعمالهم

حدثنا عبيد الله هو بن قدامة بن سعيد ثنا حماد بن زيد قال من قال كلام العباد ليس بمخلوق فهو كافر وتابعه على ذلك يحيى بن سعيد القطان و معتمر بن سليمان

حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس النجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله {{صل}} يقول يخلف قوم من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدوا تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن و منافق و فاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق كافر و الفاجر يأكل به و المؤمن يؤمن به

==باب ما يدل على أصوات العباد قول النبي {{صل}} أكثر منافقي أمتي قراؤها فعد قراء المعطلة و أهل الأهواء و غيرهم==

وقال النبي {{صل}} يقرأ القرآن رجال يمرقون من الدين لا يجاوز حلوقهم هم شر الخلق و الخليقة وقال يتعجلونه ولا يتأجلونه

حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن ثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري حدثني شراحيل بن هامان عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه عن النبي {{صل}} قال أكثر منافقي أمتي قراؤها

حدثنا علي بن عبد الله ثنا يزيد بن الحارث ثنا أبو السمح المعافري ثنا أبو قبيل أنه سمع عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي {{صل}} يقول أتخوف على أمتي من ثنتين يتبعون الشهوات و يؤخرون الصلوات و القرآن يتعلمه المنافقون يجادلون به الذين آمنوا

==باب قول الله تعالى { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } قال ومن آياته خلق السماوات و الأرض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم فمنها العربي ومنها العجمي فذكر اختلاف الألسنة والألوان وهو كلام العباد وقال وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل و أنا بريء مما تعملون وقال النبي {{صل}} رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار ورجل يقول لو أتيت عشر ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل فبين أن قيامه بالكتاب هو فعله==

حدثني به عثمان بن أبي شسبة ثنا جرير بن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله {{صل}} لا تحاسدوا إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فهو يقول لو أتيت ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه يقول لو أوتيت ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه يقول لو أوتيت هذا لفعلت كما يفعل

ورواه شعبة عن الأعمش سمعت أبا صالح نحوه

حدثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان ثنا الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي {{صل}} لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار سمعت سفيان مرارا لم أسمعه يذكر الخير وهو من صحيح حديثه وقال الله تعالى وافعلوا الخير فأثبت الخير منهم فعلا وقال النبي {{صل}} أعطى أهل التوراة فعملوا بها وأعطى أهل الإنجيل فعملوا به وأعطيتم القرآن فعملتم به

حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله {{صل}} يقول ألا إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا وأوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا وأوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطا ونحن أكثر عملا منهم فقال هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء

وحدثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا إبراهيم بن سعد بن شهاب بهذا

وحدثنا عبدان ثنا عبد الله عن يونس عن الزهري بهذا

وحدثني أحمد بن صالح ثنا عتبة ثنا يونس عن الزهري بهذا

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا سفيان سمعت سليمان بن أبي سليمان عن طاوس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان النبي {{صل}} إذا قام الليل يتهجد بقول اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيها ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت

(تم كتاب خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل تأليف إمام الأئمة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى عليه )


[[تصنيف:خلق أفعال العباد]]
[[تصنيف:خلق أفعال العباد]]

نسخة 06:13، 26 أبريل 2009

​خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل​ المؤلف البخاري
ملاحظات: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري



خلق أفعال العباد


باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون وأن يبدلوا كلام الله عز وجل

حدثني الحكم بن محمد الطبري كتبت عنه بمكة قال حدثنا سفيان بن عيينة قال أدركت مشائخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون القرآن كلام الله وليس بمخلوق

وقال أحمد بن الحسن حدثنا أبو نعيم حدثنا سليمان القارىء قال سمعت سفيان الثوري يقول قال لي حماد بن أبي سليمان أبلغ أبا فلان المشرك أني بريء من دينه وكان يقول القرآن مخلوق

حدثنا قتيبة حدثني القاسم بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيبة عن أبيه عن جده قال شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط في يوم أضحى وقال ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم فإني مضح بالجعد بن درهم زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله علوا كبيرا عما يقول بن درهم ثم نزل فذبحه

قال أبو عبد الله قال قتيبة بلغني أن جهما كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم

حدثنا محمد عبد الله جعفر البغدادي قال سمعت أبا زكريا يحيى بن يوسف الزمي قال كنا عند عبد الله بن إدريس فجاءه رجل فقال يا أبا محمد ما تقول في قوم يقولون القرآن مخلوق فقال أمن اليهود قال لا قال فمن النصارى قال لا قال فمن المجوس قال لا قال فمن قال من أهل التوحيد قال ليس هؤلاء من أهل التوحيد هؤلاء الزنادقة من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق يقول بقول بسم الله الرحمن الرحيم فالله لا يكون مخلوقا والرحمن لا يكون مخلوقا والرحيم لا يكون مخلوقا وهذا أصل الزنادقة من قال هذا فعليه لعنة الله لا تجالسوهم ولا تناكحوهم

وقال وهب بن جرير الجهمية الزنادقة انما يريدون أنه ليس على العرش استوى

وحلف يزيد بن هارون بالله الذي لا اله إلا هو من قال أن القرآن مخلوق فهو زنديق ويستتاب فإن تاب والا قتل

وقيل لأبي بكر بن عياش ان قوما ببغداد يقولون إنه مخلوق فقال ويلك من قال هذا على من قال القرآن مخلوق لعنة الله وهو كافر زنديق ولا تجالسوهم

وقال الثوري من قال القرآن مخلوق فهو كافر

وقال حماد بن زيد القرآن كلام الله نزل به جبرائيل ما يجادلون الا انه ليس في السماء إله

وقال بن مقاتل سمعت بن المبارك يقول من قال انني أنا الله لا إله إلا أنا مخلوق فهو كافر لا ينبغي لمخلوق أن يقول ذلك وقال أيضا فلا أقول بقول الجهم أن له ** قولا يضارع قول الشرك أحيانا ولا أقول تخلى من بريته ** رب العباد وولى الأمر شيطانا ما قال فرعون هذا في تجبره ** فرعون موسى ولا فرعون هامانا

وقال بن المبارك لا نقول كما قالت الجهمية انه في الأرض ههنا بل على العرش استوى وقيل له كيف تعرف ربنا قال فوق سماواته على عرشه وقال لرجل منهم أتظنك خاليا منه فبهت الآخر وقال من قال لا إله إله هو مخلوق فهو كافر وانا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية

وقال معاوية بن عمار سمعت جعفر بن محمد يقول القرآن كلام الله وليس بمخلوق

وقال سعيد بن عامر الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيء

وقال ضمرة عن بن شوذب ترك الجهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك فخاصمه بعض السمنية فشك فأقام أربعين يوما لا يصلي قال ضمرة وقد رآه بن شوذب

وقال عبد العزيز بن أبي سلمة إن كلام جهم صنعة بلا معنى وبناء بلا أساس ولم يعد قط من أهل العلم ولقد سئل جهم عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها فقال عليها العدة فخالف كتاب الله بجهله وقال الله سبحانه فما لكم عليهن من عدة تعتدونها

وقال علي ان الذين قالوا ان لله ولدا أكفر من الذين قالوا ان الله لا يتكلم وقال احذر من المريس وأصحابه فإن كلامهم يستجلب الزندقة وأنا كلمت أستاذهم جهما فلم يثبت لي أن في السماء الها

وكان إسماعيل بن أبي أويس يسميهم زنادقة العراق وقيل له سمعت أحدا يقول القرآن مخلوق فقال هؤلاء الزنادقة والله لقد فررت الى اليمن حين سمعت العباس يكلم بهذا ببغداد فرارا من هذا الكلام

وقال علي بن الحسن سمعت بن مصعب يقول كفرت الجهمية في غير موضع من كتاب الله قولهم إن الجنة تفنى وقال الله إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ فمن قال إنها تنفذ فقد كفر وقال أكلها دائم وظلها فمن قال إنها لا تدوم فقد كفر وقال لا مقطوعة ولا ممنوعة فمن قال إنها تنقطع فقد كفر وقال عطاء غير مجذوذ فمن قال إنها تنقطع فقد كفر وقد أبلغوا أنهم كفار وأن نساءهم طوالق

وقال بن المبارك عن معمر عن قتادة وكلمته ألقاها إلى مريم قال هو قوله كن فكان

وقال بن معدان سألت الثوري وهو معكم أينما كنتم قال علمه

وقال أبو الوليد سمعت يحيى بن سعيد يقول وذكر له أن قوما يقولون القرآن مخلوق فقال كيف تصنعون ب { قل هو الله أحد } كيف تصنعون بقوله { إنني أنا الله لا إله إلا أنا }

وقال عفان من قال قل هو الله أحد مخلوق فهو كافر

وقال علي بن عبد الله القرآن كلام الله من قال إنه مخلوق فهو كافر لا يصلى خلفه

قال وكيع من كذب بحديث إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي في الرؤية فهو جهمي فاحذروه

وقال أبو الوليد من قال القرآن مخلوق فهو كافر ومن لم يعقد قلبه على أن القرآن ليس بمخلوق فهو خارج من الإسلام

قال أبو عبد الله نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم

وقال عبد الرحمن بن عفان ذكر أمام سفيان بن عيينة التي ضرب فيها المريس فقام بن عيينة من مجلسه مغضبا فقال ويحكم القرآن كلام الله قد صحبت الناس وأدركتهم هذا عمرو بن دينار وهذا بن المنكدر حتى ذكروا منصور والأعمش ومسعر بن كدام فقال بن عيينة قد تكلموا في الاعتزال والرفض والقدر وأمروا باجتناب القوم فما نعرف القرآن إلا كلام الله ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله ما أشبه هذا القول بقول النصارى ولا تجالسوهم ولا تسمعوا كلامهم

وقال عبد الله بن محمد سمعت بن عيينة وذكر المريس فقال ما تقول الدويبة ما تقول الدويبة استهزاء به قال وسمعت محمد بن عبيد يقول جاء ذاك الخبيث فسألني عن حديث ولو عرفته ما حدثته

وقال الحميدي حدثنا حصين عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال ما خلق الله من أرض ولا سماء ولا جنة ولا نار أعظم من الله لا إله إلا هو الحي القيوم

قال سفيان في تفسيره إن كل شيء مخلوق والقرآن ليس بمخلوق وكلامه أعظم من خلقه لأنه يقول للشيء كن فيكون فلا يكون شيء أعظم مما يكون به الخلق والقرآن كلام الله

وقال زهير السختياني سمعت سلام بن أبي مطيع يقول الجهمية كفار

وقال عبد الحميد جهم كافر بالله العظيم

وقال وكيع أحدثوا هؤلاء المرجئة الجهمية والجهمية كفار والمريس جهمي وعلمتم كيف كفروا قالوا يكفيك المعرفة وهذا كفر والمرجئية يقولون الإيمان قول بلا فعل وهذا بدعة فمن قال القرآن مخلوق فهو كافر بما أنزل على محمد يستتاب وإلا ضربت عنقه وقال وكيع على المريس لعنه الله يهودي أو نصراني قال له رجل كان أبوه أو جده يهوديا أو نصرانيا قال وكيع عليه وعلى أصحابه لعنة الله القرآن كلام الله وضرب وكيع إحدى يديه على الأخرى وقال سيء ببغداد يقال له المريس يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه

وقال يزيد بن هارون لقد حرضت أهل بغداد على قتله جهدي ولقد أخبرت من كلامه بشيء مرة وجدت وجعه في صلبي بعد ثلاث

قال علي بن عبد الله إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره

وقال عبيد الله بن عائشة لا نصل خلف من قال القرآن مخلوق ولا كرامة له فإن صلى وكبر كيما يحتاط لنفسه فزال ويجتنبه أحب إلي ولأنهم يقولون شيء لا شيء يقولون الله لا شيء

وقال سليمان بن داود الهاشمي وسهل بن مزاحم من صلى خلف من يقول القرآن مخلوق أعاد صلاته

وقال بن الأسود سمعت بن مهدي يقول ليحي بن سعيد لو أن جهميا بيني وبينه قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا

وقال بن مهدي ولو رأيت رجلا على الجسر وبيدي سيف يقول القرآن مخلوق لضربت عنقه

وقال يزيد بن هارون المريس أحقر من أتاني

قال أبو عبد الله ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافض أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم

وقال عبد الرحمن بن مهدي هما ملتان الجهمية والرافضية

وقيل لابن عبيد إن المريس سئل عن ابتداء خلق الأشياء عن قول الله عز وجل { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } فقال كله كلام صلة فمعنى قوله ان يقول صلة كقوله قالت السماء فأمطرت وكقوله قال الجدار فمال قال قال الله تعالى جدار يريد أن ينقض فأقامه والجدار لا إرادة له فمعنى قوله إذا أردناه كوناه فكان لم يكن عند المريس جواب أكثر من هذا يعني أن الله تعالى لا يتكلم

قال أبو عبيد القاسم بن سلام أما تشبيه قول الله إذا أردناه بقوله قالت السماء فأمطرت وقال الجدار فمال فإنه لا يشبه وهذه أغلوطة أدخلها لأنك إذا قلت قالت السماء ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى يقول فأمطرت وكذلك إذا قلت أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه وإذا قلت قال الله اكتفيت بقوله قال فقال مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال كما احتجت إذا قال الجدار فمال وإلا لم يكن لقال الجدار معنى ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يفعله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق

وقال علي سمعت بشر بن المفضل وذكر بن خلوبة بالبصرة جهميا فقال بشر هو كافر

وسئل وكيع عن مثنى الأنماطي فقال كافر

وقال عبد الله بن داود لو كان لي على المثنى الأنماطي سبيل لنزعت لسانه من قفاه وكان جهميا

وقال سليمان بن داود الهاشمي من قال القرآن مخلوق فهو كافر وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال انا ربكم العلى وزعموا أن هذا مخلوق والذي قال إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني هذا أيضا قد ادعى ما ادعى فرعون فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا وكلا منهما عنده مخلوق فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه

وقال أحمد بن محمد قد تبين لي أن القوم كفار

وقال الفضيل بن عياض إذا قال لك جهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل انا أومن برب يفعل ما يشاء

وقال بن عيينة رأيت بن إدريس قائما عند كتاب قلت ما تفعل يا أبا محمد هنا قال أسمع كلام ربي من في هذا الغلام

وحذر يزيد بن هارون عن الجهمية وقال من زعم ان الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي ومحمد الشيباني جهمي

وقال ضمرة بن ربيعة عن صدقة سمعت سليمان التيمي يقول لو سئلت أين الله لقلت في السماء فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء لقلت على الماء فإن قال فأين كان عرشه قبل الماء لقلت لا أعلم قال أبو عبد الله وذلك لقوله تعالى { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } يعني إلا بما بين

وقال بن عيينة ومعاذ بن معاذ والحجاج بن محمد ويزيد بن هارون وهاشم بن القاسم والربيع بن نافع الحلبي ومحمد بن يوسف وعاصم بن علي بن عاصم ويحيى بن يحيى وأهل العلم من قال القرآن مخلوق فهو كافر

وقال محمد بن يوسف من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر

وقيل لمحمد بن يوسف أدركت الناس فهل سمعت أحدا يقول القرآن مخلوق فقال الشيطان يكلم بهذا من يكلم بهذا فهو جهمي والجهمي كافر

وحدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثني محمد بن قدامة السلال الأنصاري قال سمعت وكيعا يقول لا تستخفوا بقولهم القرآن مخلوق فإنه من شر قولهم وإنما يذهبون إلى التعطيل

وحدثني أبو جعفر قال سمعت الحسن بن موسى الأشيب وذكر الجهمية فقال منهم ثم قال أدخل رأس من رؤساء الزنادقة يقال له شمغلة على المهدي فقال دلني على أصحابك فقال أصحابي أكثر من ذلك فقال دلني عليهم فقال صنفان ممن ينتحل القبلة والقدرية الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء والقدري إذا غلا قال هما اثنان خالق خير وخالق شر فضرب عنقه وصلبه

وحدثني أبو جعفر حدثني يحيى بن أيوب قال سمعت أبا نعيم البلخي قال كان رجل من أهل مرو صديقا للجهم ثم قطعه وجفاه فقيل له لم جفوته فقال جاء منه ما لا يحتمل قرأت يوما آية كذا وكذا نسيها يحيى فقال ما كان أظرف محمدا فاحتملتها ثم قرأ سورة طه فلما قال الرحمن على العرش استوى قال أما والله لو وجدت سبيلا إلى حكها لحككتها من المصحف فاحتملتها ثم قرأ سورة القصص فلما انتهى إلى ذكر موسى قال ما هذا ذكر قصة في موضع فلم يتمها ثم ذكرها ههنا فلم يتمها ثم رمى بالمصحف من حجره برجليه فوثبت عليه

وحدثني أبو جعفر قال سمعت يحيى بن أيوب قال كنا ذات يوم عند مروان بن معاوية الفزاري فسأله رجل عن حديث الرؤية فلم يحدثه به فقال له إن لم تحدثني به فأنت جهمي فقال مروان أتقول لي جهمي وجهم مكث أربعين يوما لا يعرف ربه

حدثني أبو جعفر حدثني هارون بن معروف ويحيى بن أيوب قالا قال بن المبارك كل قوم يعرفون ما يعبدون إلا الجهمية

حدثني أبو جعفر قال سمعت يزيد بن هارون وحدثنا حديث إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي إنكم راؤون ربكم فقال يزيد من كذب بهذا فهو بريء من الله ورسوله

وحدثني أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن خالد خلال قال سمعت يزيد بن هارون وذكر أبا بكر الأصم والمريس فقال هما والله زنديقان كافران بالرحمن حلال الدم

وقال عبد الرحمن بن مهدي من زعم أن الله لم يكلم موسى فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل

وقال مالك بن أنس القرآن كلام الله

وقال يزيد بن هارون والذي لا إله إلا هو ما هم إلا زنادقة وقال مشركون

وسئل عبد الله بن إدريس عن الصلاة خلف أهل البدع فقال لم يزل في الناس إذا كان فيهم مرض أو عدل فصل خلفه قلت فالجهمية قال لا هذه من المقاتل هؤلاء لا يصلى خلفهم ولا يناكحون وعليهم التوبة

وسئل حفص بن غياث فقال فيهم ما قال بن إدريس في قتل الجهمية وقال لا أعرفه قيل له قوم يقولون القرآن مخلوق قال لا جزاك الله خيرا أوردت على قلبي شيئا لم يسمع به قط فقلت إنهم يقولونه قال هؤلاء لا يناكحون ولا تجوز شهادتهم

وسئل بن عيينة فقال نحو ذلك

قال فأتيت وكيعا فوجدته من أعلمهم بهم فقال يكفرون من وجه كذا ويكفرون من وجه كذا حتى أكفرهم من كذا وكذا وجها

وقال وكيع الرافضية شر من القدرية والحرورية شر منهما والجهمية شر هذه الأصناف قال الله وكلم الله موسى تكليما ويقولون لم يكلم ويقولون الإيمان بالقلب

وقال الحسن بن الربيع هذا كلام أحدثوه ولقد سألت عن حديث في هذا الباب فسرني ذلك

حدثنا أبو جعفر قال سمعت أبا المنذر يذكر عمن سمع معتمر بن سليمان ينكر على من قال القرآن مخلوق ويبدعه قال أبو عبد الله يقال هو سلم بن أحور الذي قتل جهما

حدثنا محمد بن كثير حدثنا إسرائيل حدثنا عثمان بن المغيرة عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه قال كان النبي يعرض نفسه بالموقف فقال ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي

وقال أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه لما أسري بالنبي من مسجد الكعبة فإذا موسى في السماء السابعة بتفصيل كلام الله

وقال أبو ذر رضى الله تعالى عنه قال رسول الله قال الله عز وجل عطائي كلام وعذابي كلام وإذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون

وقال عبد الله بن أنيس رضى الله تعالى عنه سمعت النبي يقول إن الله يحشر العباد يوم القيامة فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك وأنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة

وقال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعا لقوله كأنه سلسلة على صفوان حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير وكذا قال بن عباس وابن مسعود رضى الله تعالى عنهما وأهل العلم

وقال خباب بن الأرت رضى الله تعالى عنه تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تقترب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه

وقال نيار بن مكرم الأسلمي رضى الله تعالى عنه لما نزلت ألم غلبت الروم خرج أبو بكر يصيح يقول كلام ربي

وكانت أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما إذا سمعت القرآن قالت كلام ربي كلام ربي

وقال أبو عبد الرحمن السلمي فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه

وقال أبو ذر رضى الله تعالى عنه قلت يا رسول الله من أولياء الأنبياء قال آدم قلت إنه نبي قال نعم مكلم

وقال بن عباس رضى الله تعالى عنهما لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء

حدثني موسى بن مسعود حدثنا سفيان بن سعيد عن عبد الرحمن بن عابس حدثني ناس من أصحاب عبد الله رضى الله تعالى عنه قال أصدق الحديث كلام الله

وقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه عن النبي وذكر الشفاعة قال يقول نوح انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فيأتون إبراهيم فيقول انطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما

وقال أبو هريرة وابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي إن الله اصطفى موسى بكلامه وبرسالاته

وقال عدي بن حاتم رضى الله تعالى عنه قال رسول الله ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاه وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة

وقال جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال النبي ألا أبشرك عما لقي أبوك إن الله كلم أباك من غير حجاب فقال له عبدي سلني فقال يا رب ردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك قال فإني قد قضيت عليهم ألا يرجعوا قال يا رب فأبلغهم عنا فأنزل الله عز وجل { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } قال عبد الله وهو عبد الله بن عمرو بن حرام قتل يوم أحد شهيدا

وقال جبير بن مطعم عن النبي إن الله على عرشه فوق سماواته وسماواته فوق أراضيه مثل القبة

وقال بن مسعود في قوله { ثم استوى على العرش } قال العرش على الماء والله فوق العرش وهم يعلم ما أنتم عليه

وقال قتادة في قوله { وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله } قال يعبد في السماء ويعبد في الأرض

وقال بن عباس يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون قال من أيام السنة وقال أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا

وقال عمران بن حصين رضى الله تعالى عنه قال رسول الله لأبي كم تعبد اليوم إلها قال سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ولرهبتك قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني قال اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي

وقال بعض أهل العلم إن الجهمية هم المشبهة لأنهم شبهوا ربهم بالصنم والأصم والأبكم الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يخلق

وقالت الجهمية وكذلك لا يتكلم ولا يبصر نفسه وقالوا إن اسم الله مخلوق ويلزمهم أن يقولوا إذا أذن المؤذن أن يقولوا لا إله إلا الله اسمه الله وأشهد أن محمدا رسول الله الذي اسمه الله لأنهم قالوا إن اسم الله مخلوق

ولقد اختصم يهودي ومسلم إلى بعض معطيلهم فقضى باليمين على المسلم فقال اليهودي حلفه فقال المخاصم إليه أحلف بالله الذي لا إله إلا هو فقال اليهودي حلف بالخالق لا بالمخلوق فإن هذا في القرآن وزعمت أن القرآن مخلوق فحلف بالخالق فبهت الآخر وقال قوما حتى أنظر في أمركما وخسر هنالك المبطلون

حدثنا الحسن بن صباح حدثنا معبد أبو عبد الرحمن الكوفي نزل بغداد حدثنا معاوية بن عمار قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن فقال ليس بخالق ولا مخلوق

وقال أبو عبد الله احتج هؤلاء يعني الجهمية بآيات وليس فيما احتجوا به أشد التباسا من ثلاث آيات قوله { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } فقالوا إن قلتم إن القرآن لا شيء كفرتم وإن قلتم إن القرآن شيء فهو داخل في الآية والثانية قوله { إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } قالوا فأنتم قلتم بقول النصارى لأن المسيح كلمة الله وهو خلق فقلتم إن كلام الله ليس بمخلوق وعيسى من كلام الله والثالثة { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } وقلتم ليس بمحدث قال أبو عبيدة أما قوله وخلق كل شيء فهو كما قال وقال في آية أخرى إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فأخبر أن أول خلق خلقه بقوله وأول خلق هو من الشيء الذي قال وخلق كل شيء فأخبر أن كلامه قبل الخلق وأما تحريفهم إنما المسيح عيسى بن مريم فلو كان كما قالوا لكان ينبغي أن يكون بين الدفتين وكلمته ألقاها إلى مريم لأن عيسى مذكر والكلمة مؤنثة لا اختلاف بين العرب في ذلك وإنما خلق الله عيسى بالكلمة لا أنه الكلمة ألا تسمع إلى قوله { وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } يعني جبريل عليه السلام كما قال في آية أخرى فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا وقال إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فخلق عيسى وآدم بقوله كن وليس بين هاتين الآيتين خلاف وأما تحريفهم من ذكر من ربهم محدث فإنما حدث عند النبي وأصحابه لما علم الله ما لم يكن يعلم

وقال أبو عبد الله والقرآن كلام الله غير مخلوق لقول الله عز وجل { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم إستوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره } فبين أن الخلائق والطلب والحثيث والمسخرات بأمره شرح فقال ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين

قال بن عيينة قد بين الله الخلق من الأمر بقوله { ألا له الخلق والأمر } فالخلق بأمره كقوله { لله الأمر من قبل ومن بعد } وكقوله { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } وكقوله { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } ولم يقل بخلقه

حدثنا أصبغ أخبرني عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن بن جريج عن مجاهد قال قلت لعبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما ما القدر قال قال يا مجاهد أين قوله { ألا له الخلق والأمر }

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن سفيان عن حبيب بن أبي عمرة عن بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب وكان المشركون يحبون أن يظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان فذكر ذلك المسلمون لأبي بكر فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله فقال له النبي أما إنهم سيهزمون فذكر ذلك أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك أبو بكر للنبي فقال ألا جعلت أدنى قال دون العشرة فقال سعيد البضع ما دون العشرة قال فظهرت الروم بعد قوله { ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد } قال فغلبت الروم ثم غلبت بعد قال الله { لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله } قال ففرح المسلمون بنصر الله

حدثنا بن المثنى قال حدثنا محمد أبو سعيد التغلبي حدثنا أبو إسحاق الفرازي عن سفيان بهذا

أفعال العباد

قال أبو عبد الله فأما أفعال العباد فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال النبي إن الله يصنع كل صانع وصنعته وتلا بعضهم عند ذلك ك والله خلقكم وما تعملون فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة

حدثنا محمد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضى الله تعالى عنه أن الله خلق كل صانع وصنعته إن الله خلق صانع الخزم وصنعته رواه وكيع عن الأعمش حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما العجز والكيس من القدر

حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني قال أدركت ناسا من أصحاب رسول الله يقولون كل شيء بقدر وسمعت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما يقول قال رسول الله كل شيء بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز فقال الليث عن طاوس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما إنا كل شيء خلقناه بقدر حتى العجز والكيس

حدثنا عمرو بن محمد عن بن عيينة عن عمر عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كل شيء بقدر حتى العجز والكيس قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك

قال أبو عبد الله بن محمد إسماعيل سمعت عبد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال أبو عبد الله حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق قال الله بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وقال إسحاق بن إبراهيم فأما الأوعية فمن يشك في خلقها قال الله تعالى { وكتاب مسطور في رق منشور } وقال { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ } فذكر أنه يحفظ ويسطر قال وما يسطرون

حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع سعيد عن قتادة والطور وكتاب مسطور فقال المسطور المكتوب في رق منشور وهو الكتاب حدثنا آدم حدثنا ورقاء عن بن نجيح عن مجاهد وكتاب مسطور وصحف مكتوب في رق منشور في مصحف

حدثنا عبد الله بن يوسف أنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضى الله تعالى عنها قال طفت ورسول الله يصلي الى جنب البيت يقرأ والطور وكتاب مسطور قال أبو عبد الله وقد بين النبي قول الحامدين من العباد ودعاءهم وصلاتهم وتضرعهم إلى الله بين ما يجيبهم الحي القيوم حيث يقول الرسول اقرأوا إن شئتم يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول حمدني عبدي حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله قال كل صلاة لا تقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج غير تام فقلت يا أبا هريرة فإني أكون أحيانا وراء الامام فقال اقرأ بها في نفسك يا فارس فإني سمعت رسول الله يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين فهذه الآية بيني وبين عبدي يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم فهذه لعبدي ولعبدي ما سأل قال أبو عبد الله فأما المراد والرق ونحوه فإنه خلق كما أنك تكتب الله فالله في ذاته هو الخالق وخطك واكتسابك من فعلك خلق لأن كل شيء دون الله يصنعه وهو خلق وقال وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال { وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } وقال { بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ }

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن زياد بن إسماعيل القرشي عن محمد بن عباد بن جعفر المخزومي عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء مشركو قريش إلى النبي فخاصموه في القدر فنزلت إنا كل شيء خلقناه بقدر

حدثنا قبيصة حدثنا سفيان بهذا

حدثنا محمد بن يوسف حدثنا يونس بن الحارث حدثنا عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال نزلت هذه الآية { إن المجرمين في ضلال وسعر } في أهل القدر ويروى فيه عن بن عباس ومعاذ بن أنس رضى الله تعالى عنهم حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت عمرو بن عاصم قال سمعت أبا هريرة يقول إن أبا بكر الصديق قال للنبي أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وإذا أخذت مضجعك

حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا شعبة وساق الحديث حدثنا عمرو بن عون حدثنا هاشم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن أبا بكر قال يا رسول الله هذا رب كل شيء ومليكه

حدثنا مسدد حدثنا هشيم بهذا

حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ويذكر عن أنس بن مالك وغيره من أهل العلم في قوله { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون } أنه لا إله إلا الله وقال الله { أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون } وقال { لمثل هذا فليعمل العاملون } وقال { جزاء بما كانوا يعملون }

وحدثنا أبو اليمان أبناء شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سئل النبي أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله

حدثنا أحمد بن يونس وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال جهاد في سبيل الله قال ثم ماذا قال حج مبرور

حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي مثله

حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد مثله

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أنبأ معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي فقال يا نبي الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله مثله

حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا عمر بن طلحة عن محمد بن عمر عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قيل يا رسول الله أي الأعمال أفضل أو خير قال إيمان بالله ورسوله

حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان حدثنا يحيى عن أبي جعفر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي كان يقول أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور

حدثنا موسى حدثنا أبان مثله

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن يحيى حدثني أبو جعفر سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمعت النبي يقول

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا خليفة بن غالب حدثنا سعيد المغبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سئل رسول الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا خليفة بن غالب حدثنا سعيد أبي سعيد المغبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي رجل فقال أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مرواح عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال سألت النبي أي الأعمال أفضل بالله وجهاد في سبيله

حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن أبي جعفر حدثني عروة عن أبي مرواح عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه أنه سأل النبي أي الأعمال خير قال إيمان بالله وجهاد في سبيله

حدثنا محمد بن الصباح حدثنا الوليد أراه بن أبي ثور قال محمد بن يوسف الضريري الشك مني عن عبد الملك هو بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها قالت جاء رجل إلى النبي فقال أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور

حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا يزيد بن عطاء عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنهما سئل النبي أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وقتل في سبيله وحج مبرور

حدثنا محمد بن سعيد أنبأنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن عثمان بن أبي حتمة عن جدته الشفاء رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي وسأله رجل أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد وحج مبرور

حدثنا ضرار بن صرد عن عبد الله بن وهب عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه قال سئل النبي أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وتصديق برسوله وجهاد في سبيله

وقال عبيدة بن عمير عن عبد الله بن حبش رضى الله تعالى عنه عن النبي أفضل الأعمال إيمان لا شك فيه

وقال العلاء بن عبد الجبار حدثنا سويد أبو حاتم حدثني عياش بن عباس بن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه سمع النبي سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وتصديق بكتابه قال أبو عبد الله فجعل النبي الإيمان والتصديق والجهاد والخير عملا وقال النبي يخرج قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فبين أن قراءة القرآن هي العمل

حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله يقول يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وأعمالكم مع أعمالهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية

حدثنا عبد الله بن يوسف أنا مالك بهذا

حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا شعبة عن قتادة وجعلوا له من عباده جزءا أي عدلا

قال حماد بن زيد من قال كلام العباد ليس بخلق فهو كافر قال أبو عبد الله ومن الدليل على أن الله يتكلم كيف شاء وأن أصوات العباد مؤلفة حرفا فيها التطريب والغمز واللحن والترجيع حديث أم سلمة رضى الله تعالى عنها زوج النبي

حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير قالا حدثنا الليث عن بن أبي مليكة عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة رضى الله تعالى عنها عن قراءة النبي في صلاته فقالت ما لكم وصلاته كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلى قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى الصبح ونعتت قراءته فإذا قراءته حرفا حرفا

حدثنا قتيبة حدثني الليث عن عبد الله بن أبي مليكة بهذا

حدثنا محمد بن مقاتل أنا عبد الله أنا حماد بن سلمة عن عمران بن عبد الله قال صلى بنا رجل في مسجد المدينة في شهر رمضان فجاء بتلك الهنات يعني تطرب فأنكر ذلك القاسم بن محمد وقال يقول الله وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من حكيم حميد

حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد رضى الله تعالى عنه سمعته من رسول الله

حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بهذا

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبا يحيى عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله يقول يغفر للمؤذن مدى صوته حدثنا سليمان حدثنا شعبة بهذا حدثنا أبو الوليد

حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبا يحيى قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي المؤذن يغفر له مدى صوته

حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أنبأني موسى قال سمعت أبا يحيى بهذا

حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال حدثني أبو عبد الله بن زيد رضى الله تعالى عنه قال لما أمر رسول الله بالناقوس فيعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده فقلت يا عبد الله تبيع الناقوس قال وما تصنع به قلت أدعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك قلت بلى قال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال تقول إذا أقيمت الصلاة الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال فلما أصبحت أتليت رسول الله فأخبرته ما رأيت فقال إن هذا رؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فيؤذن به فإنه أندى منك صوتا فقمت مع بلال فجعلت ألقي عليه ويؤذن فسمع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وهو في بيته فخرج يجرر رداءه يقول والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى قال رسول الله فلله الحمد

حدثنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن مسلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن زيد قال فأرى عبد الله بن زيد فخرج عبد الله حتى أتى النبي فأخبره قال فاخرج مع بلال فألقها عليه وليناد بلال فإنه أندى منك صوتا قال فخرجت مع بلال إلى المسجد فجعلت ألقيها عليه وهو ينادي فسمع عمر الصوت فخرج فقال يا رسول الله والله لقد رأيت مثل الذي رأى

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب أخبرني إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أخبرني جدي عبد الملك بن أبي محذورة أنه سمع أبا محذورة رضى الله تعالى عنه أن النبي قال له أمدد أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله وقال النبي إذا سمعتم الآذان فقولوا مثل ما يقول المؤذن وقال عمر لأبي محذورة حين سمع صوته ما خشيت أن ينقطع مريطاؤك قال إني حسنت لك صوتي وقال عمر بن عبد العزيز أذن أذانا سمحا وإلا فاعتزلنا

حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها وذكرت الذي كان من شأن عثمان بن عفان ووددت أني كنت نسيا منسيا فوالله ما أحببت أن ينتهل من عثمان أمر قط إلا قد انتهل من مثله حتى والله لو أحببت قتله لقتلت يا عبيد الله بن عدي لا يغرنك أحد بعد الذي تعلم فوالله ما احتقرت أعمال أصحاب النبي حتى تهجم النفر الذين طعنوا في عثمان فقالوا له قولا لا يحسن قوله وقرأوا قراءة لا يحسن مثلها وصلوا صلاة لا يصلى مثلها فلما تدبرت الصنيع إذا هم والله ما يقاربون أعمال أصحاب رسول الله فإذا أعجبك حسن قول امرئ فقل { اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله } فلا يستخفنك أحد وقال النبي لجبريل حين سأله عن الإيمان قال تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله قال فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن قال نعم ثم قال ما الإسلام قال تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فذكره قال إذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال أبو عبد الله فسمى الإيمان والإسلام والشهادة والإحسان والصلاة بقراءتها وما فيها من حركات الركوع والسجود فعلا للعبد وقال شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم

حدثنا محمد بن سلام أنا جرير بن فروة عن أبي زرعة عن أبي ذر وأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما قالا أقبل رجل فقال السلام عليك يا محمد فرد عليه ثم قال يا محمد ما الإيمان قلت الإيمان بالله والملائكة والكتاب والنبي وتؤمن بالقدر كله قال فإذا فعلت ذلك آمنت قال نعم

حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد حدثنا مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر سمع عبد الله بن عمر عن عمر رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن عند رسول الله إذا جاءه رجل فقال يا رسول الله ما الإسلام قال أن تسلم وجهك لله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال فأخبرني بعرى الإسلام فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال صدقت وساق الحديث

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا الضحاك بن نبراس حدثنا ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال بينا النبي مع أصحابه إذا جاءه رجل عليه ثياب السفر فتخطى الناس حتى جلس بين يديه ووضع يديه على ركبتيه قال ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وإني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال فإذا فعلت ذلك فأنا تؤمن قال نعم قال صدقت فتعجبوا قال ما الإحسان قال أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن لها أشراط فقام فقال علي بالرجل فلم يجدوه قال ذلك جبريل جاء يعلمكم دينكم لم يأت على حال أنكرته قبل اليوم

حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا أبو حفص التنسي حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء بن يسار حدثني معاوية بن الحكم رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وبينا أنا مع النبي دعاني وقال صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس وإنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن

حدثنا علي عن محمد بن بشير العبدي عن بيان حدثنا يزيد بن أبي الجعد حدثنا جامع بن شداد عن طارق المحاربي رضى الله تعالى عنه قال رأيت رسول الله ينادي بأعلى صوته يا يا أيها الناس قولوا لا إله الله تفلحوا وقال النبي عبد القيس إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والحياء قال جبلا جبلت عليه أو خلقا مني قال بل جبلا جبلت عليه قال الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله

حدثنا به أبو معمر حدثنا عبد الوراث حدثنا يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أشج عبد القيس أن النبي قال له ذلك وزاد قلت قديما كان أو حديثا قال قديما

حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا إسماعيل عن يونس زعم عبد الرحمن بن أبي بكرة قال قال أشج قال النبي بهذا قلت الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما

حدثنا هشيم عن يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن الأشج قال النبي مثله

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن بن عجلان حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله إذا أفاد أحدكم المرأة أو الجارية أو الدابة أو الغلام فليقل أسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه قال أبو عبد الله ورواه عبيد الله عن سفيان عن بن عجلان عن عمر ونحوه

حدثنا حسن بن محمد بن صباح حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا يونس بن بكير حدثنا خالد بن دينار حدثنا عمارة بن جوين حدثنا أبو سعيد رضى الله تعالى عنه قال قال النبي يا أشج إن فيك خلقين يحبهما الله الحلم والتؤدة قال يا رسول الله أشيء جبلت عليه أم شيء حديث فقال النبي بل شيء جبلت عليه

حدثنا قيس بن حفص حدثنا طالب بن بحير حدثني هود بن عبد الله سمع جده مزيدة العبدي رضى الله تعالى عنه قال جاء الأشج فقال النبي إن فيك خلقين يحبهما الله قال جبلا جبلت عليه أم خلقا مني قال بل جبلا جبلت عليه قال الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله

حدثنا موسى حدثنا مطر بن عبد الرحمن حدثني أم أبان بنت الوازع العبدي عن جدها وازع بن عامر رضى الله تعالى عنه فخرج إلى النبي فقال النبي يا أشج بل الله جبلك قال الحمد لله قال أبو عبد الله ولا توجد القرآن إلا أنه صفة الله ولا يقال كيف ما توجه وهو قول الجبار أنطق به عباده وكذلك تواترت والأخبار عن النبي أن القرآن كلام الله وأن أمره قبل خلقه وبه نطق الكتاب

حدثنا محمد بن كثير حدثنا إسرائيل عن عثمان بن المغيرة وقال غيره بن أبي المغيرة عن سالم هو بن أبي الجعد عن جابر رضى الله تعالى عنه أن النبي قال ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي قال أبو عبد الله فبين النبي أن الإبلاغ منه وأن كلام الله من ربه ولم يذكر عن أحد من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان خلاف ما وصفنا وهم الذين أدوا الكتاب والسنة بعد النبي قرنا بعد قرن قال الله تعالى { لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } قال النبي أنتم شهداء الله في الأرض

حدثنا إسحاق حدثنا أبو أسامة قال الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له هل بغلت فيقول نعم يا رب فتسأله أمته هل بلغكم فيقولون ما جاءنا من نذير فيقال من شهودك فيقول محمد وأمته فيجاء بكم فتشهدون ثم قرأ النبي وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا قال أبو عبد الله هم الطائفة التي قال النبي لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة رضى الله تعالى عنه عن النبي قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ويروى نحوه عن أبي هريرة ومعاوية وجابر وسليمة بن نوفل وقرة بن إياس رضى الله تعالى عنهم عن النبي قال أبو عبد الله ولم يكن بين أحد من أهل العلم في ذلك اختلاف إلى زمن مالك والثوري وحماد بن زيد وعلماء الأمصار ثم بعدهم بن عيينة في الحجاز ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وفي محدثي أهل البصرة وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث وأبو بكر بن عياش ووكيع وذووهم بن المبارك في متبعيه ويزيد بن هارون في الواسطين إلى عصر من أدركنا من أهل الحرمين مكة والمدينة والعراقيين وأهل الشام ومصر ومحدثي أهل خراسان منهم محمد بن يوسف في منتابية وأبو الوليد هشام بن عبد الملك في مجبتيه وإسماعيل بن أبي أويس مع أهل المدينة وأبو مسهر في الشاميين ونعيم بن حماد مع المصريين وأحمد بن حنبل مع أهل البصرة والحميدي من قريش ومن أتبع الرسول من المكيين وإسحاق بن إبراهيم وأبو عبيد في أهل اللغة وهؤلاء المعروفون بالعلم في عصرهم بلا اختلاف منهم أن القرآن كلام الله إلا من شذها أو أغفل الطريق الواضح فعمى عليه فإن مرده إلى الكتاب والسنة قال الله تعالى { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن النبي كتب وإنكم ما اختلفتم في شيء فإن مرده إلى الله وإلى محمد وقال النبي من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد حدثنا بذلك العلاء بن عبد الجبار حدثنا عبد الله بن جعفر المخزومي بذلك وأمر عمر رضى الله تعالى عنه أن ترد عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي بذلك وأمر عمر رضى الله تعالى عنه أن ترد الجهالات إلى الكتاب والسنة قال أبو عبد الله وكل من لم يعرف الله بكلامه أنه غير مخلوق فإنه يعلم ويرد جهله إلى الكتاب والسنة فمن أبي بعد العلم به كان معاندا قال الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ولقوله { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه فليس بثابت كثير من أخبارهم وربما لم يفهموا دقة مذهبه بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق وما سواه مخلوق وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبينه رسول الله

حدثنا إسحاق أنبا عبد الرزاق أنبأ معمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع النبي قوما يتدارؤون فقال هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وانما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تضربوا بعضه بعضا ما علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه إلى عالمه قال أبو عبد الله ما علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه إلى عالمه قال أبو عبد الله وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه كما قال عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه ولا يدخل في المتشابهات الا ما بين له وقد

حدثنا عبد الله بن سلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت تلا رسول الله { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب } قالت قال رسول الله فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه منهم الذين عنى الله فاحذروهم وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه من علم علما فليقل به ومن لا فليقل الله أعلم فإن من علم الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم فإن الله قال لنبيه { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين }

حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن منصور عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت بن مسعود رضى الله تعالى عنه فذكر هذا واعتبر بقول النبي اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وإذا رأيت هوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك وذر عنك أمر العامة

حدثنا به عبدان عن عبد الله أنا عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي حدثني أبو أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة فقال قال النبي إذا رأيت شحا مطاعا نحوه قال أبو عبد الله سمعت موسى بن إسماعيل يقول سمعت أبا عاصم قول ما اغتبت أحدا مذ علمت أن الغيبة تضر بصاحبها

حدثنا أحمد بن أشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم حدثنا الحميدي حدثنا سفيان أنبأ منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال اجتمع في البيت ثقفيان وقرشي أو قريشيان وثقفي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحد منهم أترون الله يسمع ما نقول قال الآخر يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا قال الآخر إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله تعالى { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم }

حدثني إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن بن سيرين قال كان يقال عجبا للتاجر كيف يتجر قال يحيى يصدق ويفعل ويفعل قال محمد حتى دخل معي يحيى في التجارة فقال لي يا أخي ما من شيء إلا وقد رابني قال فذكرته لحميد بن عبد الرحمن فقال محمد الآن حين فقه

حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حصين قال قال حذيفة رضى الله تعالى عنه يأتي على الناس زمان لا يصلح فيه إلا بالذي كان ينهى عنه

التعرب بعد الهجرة قال أبو عبد الله رحمة الله عليه وألق بهذا أهل العلم وأعرض عن الجاهلين فيتفرقوا كتفرق أهل البدع الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ويذكر عن طاوس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال هم في هذه الأمة

حدثنا موسى بن وهب عن داود عن الشعبي في بيع المصاحف أنه لا يبيع كتاب الله إنما يبيع عمل يديه

حدثنا عبيد الله بن موسى عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال اشتر المصحف ولا تبع قال بكير بن مسمار أخبرني زياد مولى سعد أنه سأل بن عباس رضى الله تعالى عنهما فقال لا نرى ان نجعلها متجرا ولكن ما عملت يداك فلا بأس

حدثنا إسحاق عن جرير عن ليث عن مجاهد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كنا لا نرى بأسا أن يبيع المصحف ويشتري بثمنه مصحفا هو أفضل منه ولا بأس أن يبادل المصحف بالمصحف فرخص في شراء المصحف

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا الصباح العبدي أنبا عبد الله بن سليمان سألت سعيد بن المسيب عن كتابة المصحف فقال لا بأس قد كان فتى بن عباس يكتبها بالمائة

حدثنا إبراهيم بن موسى أنبأ هشام أن بن جريج أخبرهم قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال ابتياعها أحب إلي من أن أبيعها

وقال بن نمير عن الأعمش عن سعيد عن بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما في بيع المصاحف إنما هم مصورون يبيعون على أيديهم ويذكرون عن علي رضى الله تعالى عنه قال يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه وقال النبي زينوا القرآن بأصواتكم

حدثنا إبراهيم بن أبي حمزة الزبيري حدثني بن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي يقول ما أذن الله بشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به

وحدثني يحيى بن يوسف حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي وسلبم قال ما أذن الله لشيء إذنه لنبي يتغنى بالقرآن قال أبو عبد الله وسمع النبي قراءة أبي موسى فقال أوتي أبو موسى من مزامير آل داود

حدثنا محمد بن خلف أبو بكر حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبو بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه أن النبي قال له يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود

وحدثني أحمد بن حميد حدثنا قنان بن عبد الله النهمي بن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي وسمع أبا موسى يقرأ فقال كأن هذا من أصوات آل داود

وحدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا يزيد بن المقدام عن مقدام بن شريح عن شريح حدثني أبو هاني بن يزيد قال قلت للنبي أخبرني بشيء يدخلني الجنة قال عليك بحسن الكلام وبذل الطعام

حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عيسى بن دينار عن عمرو بن الحارث رضى الله تعالى عنه قال سمعت النبي يقول من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قرأة بن أم عبد

وقال ميسرة مولى فضالة عن فضالة بن عبيد رضى الله تعالى عنه قال النبي الله أشد أذنا إلى رجل حسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته

حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال النبي إني لأعرف رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالليل من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ومنهم حكيم إذ لقي الخيل أو قال العدو قال لهم إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم

حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي عن الأعمش سمع طلحة عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي قال زينوا القرآن بأصواتكم

حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن طلحة بهذا حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور عن طلحة مثله

حدثنا محمد حدثنا غندور حدثنا شعبة سمعت طلحة اليامي سمعت بن عوسجة سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنه قال النبي زينوا القرآن بأصواتكم قال عبد الرحمن بن عوسجة وكنت أنسيت زينوا القرآن بأصواتكم حتى أذكرنيه الضحاك بن مزاحم

حدثنا محمود أبو داود حدثنا شعبة أخبرني طلحة سمعت عبد الرحمن عن البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي زينوا القرآن بأصواتكم قال عبد الرحمن مثله

ويروى عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي

حدثنا قرة بن حبيب حدثنا شعبة ومحمد بن طلحة عن طلحة قال سمعت عبد الرحمن عن عوسجة عن البراء رضى الله تعالى عنه قال قال النبي زينوا القرآن بأصواتكم

قال أبو عبد الله وعامة هذه الأخبار مستفيضة عند أهل العلم ولا ريب في تخليق مزامير آل داود وندائهم لقوله عز وجل وخلق كل شيء وقال فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون

حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا عدي بن ثابت انه سمع البراء يقول سمعت النبي يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه

حدثنا آدم حدثنا بن أبي ذئب حدثنا مسلم بن جندب عن نوفل بن إياس الهذلي قال كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب في المسجد فيتفرق ههنا فرقة وههنا فرقة وكان الناس يميلون إلى أحسنهم صوتا فقال عمر أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني أما والله لئن استطعت لأغيرن فلم يمكث إلا ثلاث ليال حتى أمر أبيا فصلى بهم

حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال لي عبد الله اقرأ وكان علقمة حسن الصوت فقرأ فقال عبد الله رتل فداك أبي وأمي وقال الله عز وجل وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا وقال واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك وقال الذين يتلون كتاب الله وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك وقال يتلونه حق تلاوته وقال واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة وقال يتلون أيات الله أناء الليل وقال { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }

وقال أبو عبد الله رضى الله تعالى عنه فبين أن التلاوة من النبي وأن الوحي من الرب ومنه قول عائشة رضى الله تعالى عنها وما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى فبينت رضى الله تعالى عنها أن الإنزال من الله وأن الناس يتلونه

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبيد الله عن حديث عائشة رضى الله تعالى عنها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا وكل حدثني طائفة من الحديث قالت فاضطجعت على فراشي وأنا حينئذ أعلم بريئة وأن الله يبرئن ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى فانزل الله إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم العشر الآيات كلها

حدثنا عبد الله حدثني الليث حدثني يونس مثله ورواه صالح وابن إسحاق وفليح عن بن شهاب نحوه

وقال أبو عبد الله وقال الله عز وجل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولكنه كلام الله تلفظ به العباد والملائكة وقد بين ذلك ما حدثني به عبد العزيز بن عبد الله

حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل أحب فلانا فينوه بها جبريل في حملة العرش فيحبه أهل العرش فيسمع أهل السماء السابعة لغط أهل العرش وذكر الحديث وقال فإنما يسرناه بلسانك { ولقد يسرنا القرآن للذكر } وقال النبي كل ميسر لما خلق له

حدثنا به آدم حدثنا شعبة حدثنا يزيد الرشك سمعت مطرقا عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنه عن النبي كل ميسر لما خلق له

حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال يزيد حدثني بن مطرف بن عبد الله عن عمران رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله فيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له

حدثنا سليمان حدثنا يزيد عن مطرف عن عمران رضى الله تعالى عنه عن النبي كل ميسر لما خلق له

حدثنا أصبغ أخبرني بن وهب عن عمرو عن أبي الزبير عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي كل ميسر لعمله

وقال عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه عن النبي كل ميسر لما قدر له

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عاصم بن عبيد الله سمعت سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر رضى الله تعالى عنه قال النبي فقال كل ميسر

حدثنا حجاج حدثنا شعبة بمثله حدثنا علي بن حفص أنبأ عبد الله أنبا شعبة أخبرني عاصم بن عبيد الله قال سمعت سالما سمعت أبي سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سمعت النبي قال كل ميسر لما خلق له وتابعه غندور والحدي عن شعبة وقال الله تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم قال أبو عبد الله وبين النبي أن ذكر الله هو العمل

حدثنا علي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني بن ثوبان حدثني عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر قال سمعت معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه يقول إن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب الى الله أو أفضل قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو إياس سمعت عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قال رأيت النبي وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع

حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قرأ النبي يوم فتح مكة سورة الفتح فرجع فيها وقال معاوية لو شئت أن أحكي لكم قراءة رسول الله لفعلت

حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة بهذا وقال أبو عبد الله وسئل النبي أي الناس أحسن قراءة قال الذي إذا سمعته رأيت عليه أنه يخشى الله عز وجل ويذكر عن سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي خير الذكر الخفي وقال ادعوا ربكم تضرعا وخفية وقال واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول وسمع معاذ القارىء يرفع صوته بالقرآن فقال ان أنكر الأصوات لصوت الحمير

حدثنا مسدد حدثنا معتمر سمعت أبي سمعت أبا عثمان يقول ما سمعت صنجا قط ولا بربطا ولا مزمارا أحسن صوتا من أبي موسى إلا فلانا إن كان ليصلي بنا فنود انه قرأ البقرة من حسن صوته ويذكر عن عبد الرحمن بن غنيم عن معاذ رضى الله تعالى عنه أنه قال يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا قال وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم الا حصايد الألسنة

وقال أحمد بن صالح عن بن وهب حدثني أبو هاني عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه قال النبي وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم قال أبو عبد الله فبين النبي أن أصوات الخلق وقراءاتهم ودراستهم وتعليمهم وألسنتهم مختلفة بعضها أحسن وأزين وأحلى وأصوت وأرتل وألحن وأعلى وأخف وأغض وأخشع وقال وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا وأجهر وأخفى وأمهر وأمد وألين وأخفض من بعض

حدثنا آدم حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي قال الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يشتد عليه له أجران

حدثنا مسلم حدثنا جرير بن حازم حدثنا قتادة قال سألت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن قراءة النبي فقال كان يمد مدا

حدثنا عمرو بن عاصم خ حدثنا همام عن قتادة سئل أنس رضى الله تعالى عنه كيف كانت قراءة النبي فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم

حدثنا محمد بن يوسف حدثنا إسرائيل عن زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي أنه قرأ في الفجر والنخل باسقات لها طلع نضيد يمد بها صوته وقال أبو عبد الله فأما المتلو فقول الله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق

وقال عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيشفع لصاحبه

حدثنيه زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق وحدثني عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جده سمعت النبي بهذا قال أبو عبد الله وهو اكتسابه وفعله قال الله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

وقال جرير بن حازم عن الحسن عن صعصعة عم الفرزدق أتيت النبي فسمعته يقرأ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فقلت حسبي قد علمت فيم الخير وفيم الشر وقال بن مسعود إنا إذا حدثناكم أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله وقد دخل في ذلك قراءة القرآن وغيرها وقد بين الله قولا للمخلوقين حين قال الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا فأخبر أن العمل من الحياة ثم بين خلقه فقال وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير مع أن الجهمية والمعطلة إنما ينازعون أهل العلم على قول الله إن الله لا يتكلم وإن تكلم فكلامه خلق فقالوا إن القرآن المقروء بعلم الله مخلوق فلم يميزوا بين تلاوة العباد وبين المقروء وقد رفع أبو بكر صوته بقوله أتقتلون رجلا

حدثني بن عياش بن الوليد الرقام حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه قال ما علمت قريشا هموا بقتل النبي إلا يوما فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فاختطفه ثم رفع صوته فقال { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } الآية فقال والذي نفسي بيده لقد أرسلني ربي إليكم بالذبح فقال أبو جهل يا محمد ما كنت جهولا فقال وأنت فيهم

وقال الأعمش عن أبي سفيان عن أنس رضى الله تعالى عنه فقام أبو بكر فجعل ينادي ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله

روى عبد الله بن عمرو وأسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهم عن النبي قال أبو عبد الله فالمقروء هو كلام الرب الذي قال لموسى إنني أنا الله لا إله إلا انا فاعبدني إلا المعتزلة فإنهم ادعوا أن فعل الله مخلوق وأن أفعال العباد غير مخلوقة وهذا خلاف علم المسلمين إلا من تعلق من البصريين بكلام سيسويه كان مجوسيا فادعى الإسلام فقال الحسن أهلكتهم العجمة

حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن بن زيد النهيري عن الحسن وقال همام عن قتادة كانت العرب تثبت القدر في الجاهلية والإسلام قال الله تعالى { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } فذكر إبلاغ ما أنزل إليه ثم ذكر فعل تبليغ الرسالة فقال وإن لم تفعل فما بلغت رسالته فسمى تبليغه الرسالة وتركه فعلا فلا يمكن لأحد أن يقول على الرسول إنه لم يفعل ما أمر به من الرسالة

حدثنا علي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا الفضيل بن غزوان حدثنا عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي خطب الناس يوم النحر ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت قال بن عباس والذي نفسي بيده إنها لوصية إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب

وحدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزعراء سمعه من عمه أبي الأحوص عن أبيه قال أتيت النبي فصعد في النظر وصوب قلت إلى م تدعو وعما تنهى قال لا شيء إلا الله والرحم قال أتتني رسالة من ربي فضقت بها ذرعا ورويت أن الناس سيكذبونني فقيل لي لتفعلن وليفعلن بك

وقال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بلغوا عني ولو أية وقال الزهري من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم قال أبو عبد الله وانتحل نفر هذا الكلام فافترقوا على أنواع لا أحصيها من غير بصر ولا تقليد يصح فأضل بعضهم بعضا جهلا بلا حجة أو ذكر إسناد وكله من عند غير الله إلا من رحم ربك فوجدوا فيه اختلافا كثيرا وإذا أراد الله أن يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فلا مرد له فهم في ريبهم يترددون

كما حدثني الأوسي عن بن أبي الزناد عن أبيه لا تقيمون على أمر وإن أعجبهم إلا نقلهم الجدل إلى أمر سواه فهم كل يوم في شبهة جديدة ودين ضلال

حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمر بن دينار عن جابر رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } قال النبي أعوذ بوجهك قال أو من تحت أرجلكم قال أعوذ بوجهك قال أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض قال هذا هو أهون أو هذا أيسر قال أبو عبد الله وحرم الله عز وجل أهل الأهواء كلهم أن يجدوا عند أشياعهم أو بأسانيدهم حكما من أحكام الرسول أو فرضا أو سنة من سنن المرسلين إلا ما يعتلون بأهل الحديث إذ بدا لهم كالذين جعلوا القرآن عضين فآمنوا ببعض وكفروا ببعض فمن رد بعض السنن مما نقله أهل العلم فيلزمه أن يرد باقي السنن حتى يتخلى عن السنن والكتاب وأمر الإسلام أجمع والبيان في هذا كثير قال الخليل بن أحمد يقلل الكلام ليحفظ ويكثر ليفهم ونحن على قول عمر حيث يقول إني قائل مقالة قدر لي أن أقولها فمن عقلها ورعاها فليحدث بها حتى تنتهي به راحلته ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل له أن يكذب علي

حدثني به يحيى بن سليمان عن بن وهب عن مالك ويونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال ذلك قال الله ولا تقف ما ليس لك به علم هدانا وإياكم الصراط المستقيم وجنبنا الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات

وقال أبي بن كعب { بغيا بينهم } بغيا على الدنيا وطلب ملكها وزخرفها وزينتها أيهم يكون له الملك والمهابة في الناس فبغى بعضهم على بعض وضرب بعضهم رقاب بعض فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه قاموا على ما جاءت به الرسل وأقاموا الصلاة وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتزلوا الاختلاف وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة إن رسلهم قد بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم

حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله قال اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات

حدثنا محمد أنا عبد الله أنا محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال بينما أنا أمشي معه إذ جاءه رجل فقال يا بن عمر كيف سمعت رسول الله يذكر في النجوى قال سمعته يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه خ قال فذكر صحيفة فيقرره بذنوبه هل تعرف فيقول رب أعرف حتى يبلغ به ما شاء أن يبلغ فيقول إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر فينادي على رؤوس الأشهاد قال الله { ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } قال بن المبارك كنفه يعني ستره

حدثنا مسلم حدثنا أبان حدثنا قتادة عن صفوان بن محرز بينا أنا مع بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سمعت النبي نحوه

حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن قتادة بهذا

حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام حدثنا قتادة بهذا

وقال آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة حدثنا صفوان بن محرز عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما سمعت النبي بهذا

حدثنا موسى حدثنا همام أخبرني قتادة عن صفوان سمع بن عمر رضى الله تعالى عنهما سمع النبي وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين

حدثنا محمد أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل المدينة فإذا أبو هريرة رضى الله تعالى عنه فقال حدثني رسول الله يذكر في النجوى قال إذا كان يوم القيامة يقول للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارىء وقد قيل ذلك

قال أبو عثمان أخبرني العلاء بن حكيم قال معاوية صدق الله ورسوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون إلى وباطل ما كانوا يعملون

قال أبو عبد الله ومما يقوي قول الشعبي في بيع المصاحف أنه يبيع عمل يديه قول زياد بن لبيد رضى الله تعالى عنه للنبي كيف يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب

حدثنا بن عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نقير حدثني عوف بن مالك الأشجعي رضى الله تعالى عنه أن النبي نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد يا رسول الله كيف يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب فقال له النبي إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر له ضلال اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله فلقيت شداد بن أوس بحديث عوف فقال ألا أخبرك بأول ذلك يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا

حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث بهذا حدثنا خطاب بن عثمان حدثنا محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عيلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي نحوه فقال زياد كيف يرفع العلم وفينا كتاب الله وقد علمنا أبناءنا ونساءنا

حدثنا عبد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي وائل قال كنت مع أبي موسى وعبد الله رضى الله تعالى عنهما فقال قال النبي بين يدي الساعة أيام ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم

حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس رضى الله تعالى عنه سمعت النبي يقول من أشراط الساعة أن يرفع العلم

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه سمعت النبي يقول من أشراط الساعة أن يرفع العلم وأن يظهر الجهل

حدثنا مسلم حدثنا هشام حدثنا قتادة مثله

ورواه بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي وروى حميد بن عبد الرحمن وأبو سلمة ويزيد بن الأصم وعبد الرحمن بن يعقوب وأبو يونس وعياض بن دينار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي نحوه وقال عمر أبي أقرؤنا وإنا لندع كثيرا من لحن أبي

قال سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت بمكة كان رسول الله إذا رفع صوته بالقرآن سبوا من أنزله ومن جاء به ولا تخافت بها عن أصحابك حتى يأخذوا عنك

حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد عن بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت } بها قال كان يحب ذلك المسلمون وإذا خفض اشتد ذلك على أصحابه فأنزل الله تعالى { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها }

حدثنا عمرو بن زرارة حدثني هشيم أنبأ أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } قال نزلت ورسول الله مختف بمكة وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن { ولا تخافت بها } عن أصحابك أي بقراءتك فلا تسمعهم { وابتغ بين ذلك سبيلا } رواه الأعمش عن حعفر بن إياس

حدثنا عمرو بن زرارة أنا زياد عن محمد بن إسحاق حدثني داود بن الحصين أن عكرمة مولى عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما حدثهم قال إنما نزلت هذه الآية { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا } من أجل أولئك يقول لا تجهر بصلاتك ليتفرقوا عنك ولا تخافت بها فلا يسمعها من يحب أن يسمعها ممن يسترق ذلك دونهم لعله أن يرعوي إلى بعض ما يسمع فينتفع به

حدثنا عمرو بن خالد حدثنا محمد سلمة عن بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان النبي بمكة إذا جهر بالقرآن فكان المشركون يطردون الناس وقالوا { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } وإذا أخفى قراءته لم يسمع ذلك من يشتهي أن يسمعه فأنزل الله { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } الآية

حدثنا إسحاق حدثنا أبو هشام المخزومي حدثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن عائشة رضى الله تعالى عنها ولا تجهر بصلاتك قال فسمعه المشركون فجاءوا إليه فنالوا منه فأنزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى قوله سبيلا

حدثنا محمد بن موسى القطان حدثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله عند البيت فجهر بالدعاء فجعل يقول يا الله يا رحمن فسمعته أهل مكة فأقبلوا عليه فأنزل الله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى إلى آخر الآية

حدثنا عبيد الله حدثني الليث حدثني عقيل عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي قالت لم لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان بالدين ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله بكرة وعشية فذكر الحديث فلم يكذب قريش لجوار بن الدغنة وقالوا مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد عن سعيد عن مخرمة بن سليمان أن كريبا مولى بن عباس أخبره قال سألت بن عباس رضى الله تعالى عنهما كيف كانت صلاة رسول الله بالليل قال كان يقرأ في بعض حجره فيسمع قراءته من كان خارجا

حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال سألت عائشة رضى الله تعالى عنها عن وتر رسول الله فقلت كيف كانت قراءته أكان يسر بالقرآن أم يجهر قالت ربما كان يسر وربما جهر

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا موسى بن أبي عائشة حدثنا سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما ولا تحرك به لسانك لتعجل به قال كان رسول الله يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال بن عباس فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله يحركهما وقال سعيد أنا أحركهما كما رأيت بن عباس يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه } قال جمعه في صدرك ونقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه قال فاستمع له وانصت ثم إن علينا بيانه أن علينا أن نقرأه قال فكان رسول الله بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي كما قرأه

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة وجرير عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما بهذا

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة أنه سأل سعيد بن جبير عن قوله تعالى لا تحرك به لسانك فقال قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما كان يحرك لسانه إذا أنزل عليه فقيل له لا تحرك به لسانك تخشى أن ينفلت ثم إن علينا جمعه ثم اجمعه في صدرك وقراءته فإذا قرأناه يقول أنزل عليه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه أن نثبته على لسانك

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا موسى وكان ثقة عن سعيد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما كان النبي إذا نزل به الوحي حرك به لسانه ووصف سفيان يريد أن يحفظه فأنزل الله تعالى { لا تحرك به لسانك لتعجل به } وقال أبو عاصم أنبأ شعيب لقيته بمكة حدثنا عكرمة عن بن عباس { لا تحرك به لسانك لتعجل به } إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه فاتبع مجمله وتفهم ما فيه

حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا بن أبي حازم عن يزيد عن محمد عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال النبي اقرأ في سبع ولا تنثره

الرد على الجهمية وأصحاب التعطيل

حدثنا عبيد بن يعيش قال ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قدمت على رسول الله في فداء سبايا فنمت في مسجد بعد العصر وأنا على شركي فوالله ما أنبهني إلا قراءة رسول الله في المغرب بالطور وكتاب مسطور قال أبو عبد الله ولقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق وأن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل فمن كان له فعل فهو حي ومن لم يكن له فعل فهو ميت وأن أفعال العباد مخلوقة فضيق عليه حتى مضى لسبيله وتوجع أهل العلم لما نزل به وفي اتفاق المسليمن دليل على أن نعيما ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدع بل البدع والرئيس بالجهل بغيرهم أولى إذ يفتون بالآراء المختلفة مما لم يأذن به الله

حدثنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير قال ثنا عبد العزيز بن رفيع قال ثنا شداد بن معقل قال قال عبد الله إن هذا القرآن الذي بين ظهريكم يوشك أن ينزع منكم قلت يا عبد الله بن مسعود كيف ينزع منا وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا قال يسري في ليلة فينتزع ما في القلوب ويذهب بما في المصاحف ثم تلا ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك

حدثنا الحميدي قال سفيان قال ثنا عبد العزيز بهذا قال سفيان ثم لا تجد لك به علينا وكيلا لا تجد أحد يتوكل لك أن لا يذهب به

حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي قال إن الله لا ينزع العلم انتزاعا أي ينتزعه من صدور الناس ولكن ينزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بعير علم فضلوا وأضلوا

حدثنا محمد بن سنان قال ثنا همام عن قتادة عن يزيد بن عبد الله الشخيري والعلاء بن زياد وعقبة ورجل آخر عن عياض بن حماد رضى الله تعالى عنه عن النبي قال إن الله أوحى إلي أنزلت عليك كتابا لا يغله الماء يقرأه نائما ويقظانا وقد أمر عثمان زيد بن ثابت أن ينسخ المصاحف ثم حرق سائر المصاحف

حدثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس عن عمر نحوه

حدثنا محمد بن المثنى قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا شعبة عن بن إسحاق عن مصعب بن سعد قال أدركت أصحاب النبي و سلم حين شقق عثمان المصاحف قال فأعجب أو قال لم يعب ذلك منهم أحد

حدثنا محمد بن المثتى قال حدثنا عبد الرحمن قال أخبرني أنس عن عثمان نحوه

حدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال سألت عائشة رضى الله تعالى عنها عن خلق رسول الله فقالت كان خلقه القرآن

حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة الباهلي رضى الله تعالى عنه قال اقرأوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو

حدثنا أحمد بن خالد عن أبي إسحاق عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال نهى رسول الله و سلم أن يسافر بالمصحف إلى أرض العدو قال أبو عبد الله وتابعه محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي و سلم وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه إني سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم وقال بن عباس رضى الله تعالى عنهما أي القراء تعدون أول

حدثني يحيى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أي القراء تعدون أول قلنا قراءة عبد الله قال لا إن رسول الله و سلم كان يعرض عليه القرآن في كل رمضان مرة إى العام الذي قبض فيه فإنه عرض عليه القرآن مرتين فحضره عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل ورواه زائدة عن يعلى عن الأعمش

حدثنا عثمان عن جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن مرة قال أتيت منزل بن مسعود أطلبه فقيل لي هو عندي أبي موسى فأتيت أبا موسى فإذا هو وحذيفة وهو يقول لحذيفة إنك صاحب الحديث قال أجل كرهت أن يقال قراءة فلان وقراءة فلان فبين أن قراءة القارىء سوى القرآن قال أبو عبد الله ومما بين ذلك ما

حدثني به يوسف بن محمد حدثني يحيى بن سليم عن بن خيثم عن عبيد الله بن عياض القارىء قال جاء عبد الله بن شداد فدخل على عائشة رضى الله تعالى عنها ونحن عندها قال لما بلغ عليا ما عيبوا عليه وفارقوه أمر فأذن مؤذن له أن لا يدخل على أم المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما امتلأت الدار من قراء الناس وجاء بمصحف امامه عظيم فوضعه بين يديه فطفق يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ماذا تسأل عنه إنما هو مداد في ورق ونحن نتعلم بما رأينا فيه فماذا تريد فقال أصحابكم الذين حربوا بيني وبينكم كتاب الله عز وجل يقول الله جل وعز في كتابه في أمرأة ورجل وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريد إصلاحا يوفق الله بينهما بل أمة محمد أعظم حقا وحرمة من امرأة ورجل وساق الحديث قالت صدق يكذبون عليه ويزيدون عليه

حدثنا عمر بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش حدثني شقيق قال رأى عبد الله مصحفا مزينا بالذهب فقال إن أحسن ما زين به المصحف في الحق لتلاوته

حدثنا محمد بن سلام ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله إن أحسن ما زين به المصحف لتلاوته في الحق

حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن بن جبير قال قدم علينا أبو جمعة الأنصاري قال كنا مع رسول الله و سلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشره فقلنا يا رسول الله هل من أحد أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك قال وما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا

ما جاء في قول الله عز وجل { بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } وقول النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية وليبلغ الشاهد الغائب وإن الوحي قد انقطع

قال علي عن محمد بن بشر حدثنا بن أبي حمزة عن أبي معشر عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت من زعم أن محمدا كتم شيئا من الوحي فقد أعظم على الله الغربة والله تعالى يقول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته وقال صالح يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي وقال شعيب لقد أبلغتكم رسالات ربي وقال تعالى { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } فبين الرسالة من الله والابلاغ من الرسل

حدثنا علي بن عبد الله ثنا عمرو بن طلحة بن علقمة بن وقاص الليثي حدثني عبد الله بن علقمة بن وقاص أخبرني أبي عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها حدثته قالت أتيت يهود يوما ليتأذن على رسول الله فجلسوا على الباب حتى فرغ رسول الله ثم أذن لهم فقالوا يا أبا القاسم فعلت بنا اليوم شيئا لم تكن تفعله حبستنا بالباب قال رسول الله أمرني ربي بكذا وأنزل علي كذا وأنزل كذا قالوا والذي أنزل التوراة على موسى إنا لنجد أمتك أسرع أمة من الأمم إجابة لنبيها و سلم وأوشك أمة من الأمم انصرافا عن دينها

حدثنا علي بن عبد الله ثنا يحيى بن سعيد ثنا الفضيل بن غزوان ثنا عكرمة بن عباس رضي الله عنهما أن النبي خطب الناس يوم النحر فقال أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها ثلاث مرات ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم هل بلغت قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما والذي نفسي بيده إنها الوصية إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث حدثني شعيب عن بن شريح أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة أيها الأمير أحدثك قولا قام به النبي يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فيها فقولوا له إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم فإنما أحد ترخص لقتال رسول الله فيها فقولوا له إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم فإنما لكم أذن لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو عامر ثنا قرة عن محمد بن سيرين أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن حميد بن عبد الرحمن عن أبي بكرة رضي الله الله عنه قال خطبنا رسول الله يوم النحر فقال أتدرون أي يوم هذا قالوا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه يسميه بغير اسمه قال أليست بالبلدة الحرام قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

حدثنا مسدد ثنا يحيى حدثني بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وعن رجل آخر هو في نفسي أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بهذا وقال ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ يبلغه من أوعى له فكان كذلك

حدثنا أبو عاصم عن ربيعة بن عبد الرحمن قال حدثتني سراء ابنة نبهان رضى الله تعالى عنها قال سمعت النبي يقول ليبلغ أدناكم أقصاكم ثلاثا

حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا سفيان بن نشيط حدثني عبد الكريم من بني عقيل قال خرجت حين قدم يزيد بن المهلب فمررنا بالزجيج فإذا شيخ كبير قال سمعت رسول الله في حجة الوداع وأنا تحت جران ناقته قال أيها الناس أتدرون أي شهر هذا هذا شهر حرام وبلد حرام ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام بينكم كحرمة يومكم هذا إلى يوم تلقونه اللهم اشهد ثلاثا فليبلغ الشاهد الغائب فإذا هو العداء بن خالد العامري رضى الله تعالى عنهما

حدثنا أبو معمر ثنا عتبة بن عبد الملك السهمي حدثني زرارة بن كريم بن حارث بن عمرو السهمي أن الحارث بن عمرو السهمي حدثه قال أتيت النبي بهذا وقال فليبلغ الشاهد الغائب

حدثنا مكي بن إبراهيم ثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي قال يبلغ شاهدكم غائبكم

حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا معن ح وحدثنا معاوية عن ربيعة بن يزيد عن الصنانجي قال دخلنا على عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه في مرضه فقال عبادة من سره أن ينظر إلى رجل كأنما عرج به إلى السماء ثم هبط به إلى الأرض فهو يعمل مثل ما رآه فلينظر إلى هذا ولئن استطعت ثم قال عبادة وما تركت حديثا سمعته من رسول الله لكم فيه خير إلا قد حدثتكم به إلا هذا سمعت رسول الله يقول ليبلغ الحاضر منكم الغائب ومن مات يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقد وجبت له الجنة

حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا وليد بن مسلم ثنا أبو محمد عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن مسلم المدحجي أنه سمع عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه يقول قال النبي إني محدثكم بحديث فليبلغ الحاضر منكم الغائب

حدثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمز قال لما قتل علي وقام الحسن صعد المنبر وقام رجل فقال أنا رأيت رسول الله واضعه في صبوته وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولولا غربة النبي ما حدثتكم ثم سمعته بعد يحدث به فقال فيه من أحبني فليحبه

أخبرني عبد الله أخبرني أبي عن شعبة بهذا فقام رجل من الأسد فقال من أحبني فليحبه

حدثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة حدثني سليمان بن حبيب المحاربي قال نزلنا حمص فذكر لنا أن أبا أمامة بها فدخلنا فإذا شيخ كبير هم فقال إن هذا المجلس من بلاغ الله إياكم ثم قال إن رسول الله قد بلغ ما أرسل به وأنتم ما تسمعون منا

حدثنا فضل بن يعقوب ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا معتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الثقفي ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير بن دحية عن المغيرة بن شعبة رضى الله تعالى عنه قال أخبرنا نبينا عن رسالة ربنا { أنه من قتل } منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها ومن بقي منا ملك رقابكم قال ذلك لعامل كسرى

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد ثنا محمد بن إسحاق حدثنا مولى آل زيد بن ثابت عن سعيد عن جبير عن عكرمة مولى بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولكن بعثني الله إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظ لكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم

حدثنا محمد بن الحكم ثنا النضر بن شميل ثنا إسرائيل ثنا مسعد السطائي ثنا محمد بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا انا عند النبي قال ليلقين الله أحدكم فيقول له ألم أبعث إليك رسولا فبلغك

حدثنا أبو غسان ثنا زهير ثنا الأسود بن قيس حدثني ثعلبة بن عباد من أهل البصرة وأنه شهد خطبة لسمرة بن جندب رضى الله تعالى عنه قال وافقنا النبي حين خرج إلى الناس فصلى وذكر أني قصدت في شيء من تبليغ رسالات ربي قالوا نشهد أنك بلغت رسالات ربك وأديت الذي عليك

حدثنا حبان أنبا عبد الله عن سفيان عن اسور بن قيس عن ثعلبة بن عباد العبدي سمعت بن جندب قال قال النبي إن كنتم تعلمون أني قصرت عن تبليغ شيء من رسالات ربي فقالوا نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك

حدثنا يحيى ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن علقمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم قال نزلت في أهل الكتاب

حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب قد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتاب قالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسئلتهم فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم قال أبو عبد الله ورواه يونس ومعمر وإبراهيم بن سعد الزهري

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد عن محمد بن إسحاق حدثنا مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم رسول الله المدينة وساق الحديث وقد حرم الله عليهم في التوراة سفك دمائهم وكانوا فريقين حين تسافكوا دماءهم بينهم وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم

حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول إن ناسا كانوا يأخذون بالوحي في عهد الرسول وأن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا شرا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال أن سريرته حسنة قال أبو عبد الله تابعه عثمان بن صالح ح وحدثنا بن وهب أخبرني يونس ورواه سلامة عن عقيل

حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا عبد الوارث عن سعيد عن قتادة الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم يعرفون أن الإسلام دين الله وأن محمدا رسول الله مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل قال أبو عبد الله وقال بن عيينة في قوله تعالى وتعيها أذن واعية أذن وعت عن الله عز وجل

حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سأل الحرث بن هشام رضى الله تعالى عنه رسول الله كيف يأتيك الوحي قال أحيانا مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضى الله تعالى عنها ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليتفصد عرقا

حدثنا إسماعيل ثنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي قال أحيانا يتمثل لي الملك فأعي ما يقول مثله

حدثنا فروة بن أبي المغراء ثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت يتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول ويأتيني أحيانا مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت هذا

حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سأل الحرث بن هشام رسول الله كيف ينزل عليك الوحي قال مثل صلصلة الجرس فيفصم عني أحيانا وقد وعيته عنه باب ما كان النبي يذكره ويرويه عن ربه عز وجل

حدثنا يحيى بن بشر ثنا روح ثنا زهير بن محمد ثنا زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي فيما يحكي عن ربه قال من تقرب الي شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا

حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا سعد بن الربيع ثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبي يرويه عن ربه قال إذا تقرب الي العبد شبرا تقربت اليه ذراعا وإذا تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا وان أتاني يمشي أتيه هرولة

حدثنا آدم ثنا شعبة ثنا محمد بن زياد سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي يرويه عن ربكم عز وجل قال لكل عمل كفارة والصوم لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ز

حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي يرويه عن ربكم مثله

حدثنا حجاج ثنا شعبة أخبرني محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بمثل هذا يرويه عن ربكم مثله

حدثنا مسلم وسليمان قالا ثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بمثل هذا

حدثني موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن أبي رافع عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي يحكي عن ربه

حدثنا حفص بن عمر ثنا همام عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه عن النبي فيما يرويه عن ربه قال ان الله عز وجل لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها كالرزق في الدنيا وأما الكافر فيعطى حسناته في الدنيا حتى إذا قضى الى الآخرة لم يكن له حسنة يعطى بها

حدثنا عمرو بن علي ثنا عمرو بن علي بن المقدم ثنا موسى بن المسيب قال سمعت سالم بن أبي الجعد يذكر عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه عن النبي يرويه عن ربه عز وجل قال يا بن آدم انك تأتين بقراب الأرض خطيئة بعد أن لا تشرك بي شيئا جعلت قرابها مغفرة ولا أبالي

حدثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمر بن علي بهذا قال النبي عن ربه عز وجل

حدثنا موسى ثنا حماد عن محمد بن إسحاق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي فيما يحكي عن ربه عز وجل قال استقرضت بن آدم فلم يقرضني وشتمني يقول وادهراه والله هو الدهر وكل شيء من بن آدم يأكله التراب إلا عجب ذنبه فإنه يخلق عليه حتى يبعث منه

حدثنا الحميدي ثنا الوليد ثنا بن جابر والأوزاعي قالا ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر قال سمعت أبا كريمة يقول سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول سمعت النبي يقول قال الله أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ويذكر عن إبراهيم أو مجاهد في قوله { والذي جاء بالصدق وصدق به } قال هم أهل القرآن إذ عملوا به

باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره وقال نعيم لا يستعاذ بالمخلوق ولا بكلام العباد والجن والإنس والملائكة وفي هذا دليل أن كلام الله غير مخلوق وأن سواه مخلوق

قال أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان الوليد بن الوليد رجل يفزع في منامه وذكر ذلك لرسول الله فقال له النبي إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من عضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فقالها فذهب ذلك عنه

وكان عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما من بلغ من بنيه علمه إياهن ومن كان منهم صغيرا لا يعيها كتبها وعلقها في عنقه

حدثنا أبو يعفور عبد الله بن أصالح حدثني الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب بن عبد الله أنه سمع بشير بن سعد يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت حكيم تقول كان رسول الله يقول من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث بمثله

حدثنا آدم ثنا الليث عن يزيد نحوه

حدثنا قتيبة ثنا الليث عن يزيد وقص الحديث

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك وعبد الله بن مسلمة عن مالك عن سهيل بن أبي صالح السمان عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رجلا من أسلم قال ما نمت هذه اللية فقال له رسول الله أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إنشاء الله تعالى

حدثنا عياش ثنا عبد الأعلى ثنا عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما بمثل هذا حدثنا إصبغ أخبرني بن وهب عن جرير بن حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بهذا

حدثنا سعيد بن تليد الرعيني حدثني بن وهب ثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بهذا

حدثنا إصبغ أخبرني بن وهب عن سعيد نحوه ورواه هشام بن حسان ومحمد بن رفاعة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بهذا

وقال الزهري أخبرني طارق عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بهذا

ورواه شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده عن أبي هريرة رضي الله عن النبي بهذا

ويروى عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي نحوه

حدثنا عثمان بن محمد ثنا جرير عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان النبي يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ إسماعيل وإسحاق أعيذكما بكلمات الله التامة كلها من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة

حدثنا أصبغ ثنا بن وهب عن سفيان الثوري بهذا

حدثنا عثمان ثنا عمرو بن عبد الرحمن الأبار ثنا الأعمش عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما كان النبي يعوذ حسنا وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة

حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ثنا بن فضيل عن الأعمش عن المنهال عن محمد بن علي قال كان النبي يعوذ بهذا وقال النبي اقرأوا القرآن ونهاهم أن يرفعوا أصواتهم إذا علوا مكانا

حدثني به أحمد بن إسحاق ثنا الأنصاري ثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله في سفر فرقينا في عقبة أو ثنية قال كان الرجل منا إذا علاها قال لا إله إلا الله والله أكبر فقال النبي إنكم لا تنادون أصما ولا غائبا قال وهو على بغلته يعرضها فقال يا أبا موسى أو يا عبد الله ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة قال بلى يا رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله وذكر عن النبي أنه كان يحب أن يكون الرجل خفيض الصوت ويكره أن يكون رفيع الصوت وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب فليس هذا لغير الله جل ذكره قال أبو عبد الله وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب وأن الملائكة يصعقون من صوته فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا وقال عز وجل فلا تجعلوا لله أندادا فليس لصفة الله ند ولا مثل ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين

حدثنا به داود بن شيبة ثنا همام ثنا القاسم بن عبد الواحد حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن جابرا بن عبد الله حدثهم أنه سمع عبد الله بن أنيس رضى الله تعالى عنه يقول سمعت النبي يقول يحشر العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من النار يطلبه بمظلمة

حدثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال النبي يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم فيقول لبيك ربنا وسعديك فينادي بصوت أن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار قال يارب وما بعث النار قال من كل ألف أراه قال تسعمائة وتسعة وتسعين فحينئذ تضع الحامل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد

حدثنا عبدان عن أبي همزة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال من كان يحدثنا بهذه الآية لولا بن مسعود سألناه حتى إذا فزع عن قلوبهم سمع أهل السماوات صلصلة مثل صلصلة السلسة على الصفوان فيخرون حتى إذا فزع عن قلوبهم سكن الصوت عرفوا أنه الوحي ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق

حدثنا عمرو بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش حدثني مسلم عن مسروق عن عبد الله بهذا

حدثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو قال سمعت عكرمة يقول سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول إن نبي الله قال إذا قضى الله عز وجل الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير

وقال الحكم بن أبان حدثني عكرمة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما إذا قضى الله جل ذكره أمرا تكلم وجفت الأرض والسماء والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد عن محمد بن الحسن حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنهم عن عبد الله بن عباس عن نفر من الأنصار أن رسول الله قال لهم ما تقولون في هذا النجم الذي يرمى به قالوا كنا يا رسول الله إنا نقول حين رأيناها يرمى بها مات ملك ولد مولود مات مولود قال رسول الله ليس ذلك كذلك ولكن الله إذا قضى في خلقه أمرا يسمعه أهل العرش فيسبحوا فيسبح من تحتهم بتسبيحهم فيسبح من تحت ذلك فلم يزل التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا ثم يقول بعضهم لبعضهم لم سبحتم فيقولون سبح من فوقنا فسبحنا بتسبيحهم فيقولون أفلا تسألون من فوقكم مم سبحوا فيسألونهم فيقولون قضى الله في خلقه كذا وكذا الأمر الذي كان فيهبط به الخير من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيتحدثون به فيسترقه الشياطين بالسمع على توهم منهم واختلاف ثم يأتون به إلى الكهان من أهل الأرض فيحدثونهم فيخطئون ويصيبون فيحدث به الكهان ثم إن الله عز وجل حجب الشياطين عن السماء بهذه النجوم وانقطعت الكهنة اليوم فلا كهانة

حدثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله أندادا وهو خلقك قال ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يأكل معك قال قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك وأنزل الله عز وجل تصديق قول النبي والذين لا يدعون مع الله إلها آخر

حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل نحوه

حدثنا عثمان ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال سألت النبي أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك

حدثنا قتيبة ثنا جرير مثله

حدثنا هناد ثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون قال يسألهم من خلق ومن خلق السماوات والأرض فيقولون الله فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره

باب ما نقش النبي صلى الله عليه وسلم في خاتمه من كتاب الله وما يدخل به الحاجة

قال أبو عبد الله وفي الخواتيم والدراهم البيض ذكر الله جل ذكره وقال عطاء وفي الخاتم فيه ذكر الله عز وجل يدخل الإنسان الكنيف أو يلم بأهله وهو بيده لا بأس به

وقال الحسن ولا بأس أن يمس الدراهم البيض على غير وضوء وإن يرفع المصحف من ها هنا فيضعه ها هنا ويذكر عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه كان يمس الدراهم على غير وضوء

وقال أنبأنا عبدان أن عبد الله عن جرير عن عطاء عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال يضع المصحف على فراشه الذي يحتلم فيه ويجامع ويعرق عليه وبال سعيد بن جبير ثم توضأ إلا رجليه ثم أخذ المصحف وقال طاوس في الرجل يكون عليه المنطقة وفيها الدراهم يقضي حاجته وهي عليه

وقال إبراهيم لا بد للناس من نفقاتهم وأحب بعض التابعين أن لا يدخل الخلاء بالخاتم فيه ذكر الله قال أبو عبد الله وهذا من غير تحريم يصح وقال النبي لا تحلفوا بآبائكم ولا بالمسيح وليس لأحد أن يحلف بالمخلوقين ولا بأعمالهم ولا بكلامهم ولا بكلام الكفار والمنافقين ولا يقول إبليس فمن حلف بقول المجوسي أو نحوهم لم يلزمه حنث وإنما يذكر عن بن مسعود وإبراهيم وعن النبي مرسلا من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها كفارة فأما أصوات المخلوقين فليس فيها كفارة

حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا أبي عن ثمامة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه لما استخلف بعثه إلى البحرين وكتب له هذا الكتاب وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر حدثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول اتخذ رسول الله خاتما كأني أنظر إلى بياضه في يده ونقشه محمد رسول الله

حدثنا أبو معمر ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضى الله تعالى عنه قال اصطنع النبي خاتما فقال إنا اتخذنا خاتما ونقشنا عليه نقشا فلا ينقش عليه أحد

حدثنا مسدد ثنا حماد عن عبد العزيز عن صهيب عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي اتخذ خاتما ونقشه محمد رسول الله

حدثنا محمد بن سلام ثنا سفيان عن أبي أيوب بن موسى عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما اتخذ النبي خاتما فيه محمد رسول الله وقال لا ينقش أحد نقش خاتمي

حدثنا محمد بن بشر ثنا عبد الله عن نافع عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما كان في خاتم رسول الله محمد رسول الله قال الإمام أبو عبد الله رحمه الله وقد كتب النبي كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم وقرأه ترجمان قيصر على قيصر وأصحابه ولا نشك في قراءة الكفار وأهل الكتاب أنها أعمالهم وأما المقروء فهو كلام الله العزيز المنان ليس بمخلوق فمن حلف بأصوات قصير أو بنداء المشركين الذين يقرون بالله لم يكن عليه يمين دون الحلف بالله لقول النبي لا تحلفوا بغير الله وليس لأحد أن يحلف بالخواتيم والدراهم البيض وألواح الصبيان التي يكتبونها ثم يمحونها مرة بعد مرة وإن حلف فلا يمين عليه لقول الله عز وجل { فلا تجعلوا لله أندادا }

حدثنا أبو اليمان ثنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه ثم دعا بكتاب رسول الله الذي بعث به دحية الكلبي إلى عظيم بصرى فدفعه إلى هرقل فقرأه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } إلى قوله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا حدثني يحيى بن بكير حدثنا الليث مثله

حدثنا عبد الله ثنا الليث مثله حدثنا عبد الله ثنا الليث حدثنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان بن حرب بن أمية أخبره بهذا فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله

حدثنا إبراهيم بن سعد بن صالح عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره قال أخبرني أبو سفيان بن حرب رضى الله تعالى عنه بهذا ثم دعا بكتاب رسول الله فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } فلما انقضت مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم

حدثنا عبد الله ثنا الليث حدثني يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره بهذا فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله ورسوله نحوه

حدثنا عمرو بن زرارة ثنا زياد عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما حدثني أبو سفيان بن حرب رضى الله تعالى عنه بهذا وقدم عليه كتاب رسول الله مع دحية بن خليفة بسم الله الرحمن الرحيم نحوه

قال الإمام أبو عبد الله ورواه معمر وهلال بن رواد عن الزهري حدثنا عبد الله ثنا الليث حدثني عقيل ويونس عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله بعث رجلا بكتاب إلى كسرى فأمره أن يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى خرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله أن يمزقوا كل ممزق

حدثنا عبد الله بن يوسف حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب بهذا حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله أن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله بعث بكتابه إلى كسرى نحوه

حدثنا يعقوب بن حميد ثنا إبراهيم عن صبيح عن بن شهاب عن عبيد الله ا بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره ان رسول الله بعث كتابا إلى كسرى نحوه قال أبو عبد الله ورواه بن أخي بن شهاب نحوه قال الإمام أبو عبد الله رحمة الله عليه فإن احتج محتج فقال قد روى أن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه قيل له لو صح هذا الخبر لم يكن لك فيه حجة لأنه قال كلام الله ولم يقل قول العباد من المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب الذين يقرأون بسم الله الرحمن الرحيم وهذا واضح بين عند من كان عنده أدنى معرفة أن القراءة غير المقروء وليس لكلام الفجرة وغيرهم فضل على كلام غيرهم كفضل الخالق على المخلوق وتبارك ربنا وتعالى وعز وجل عن صفة المخلوقين وإن قال قائل فقد روي عن النبي إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه قيل له أليس القرآن خرج منه فخروجه منه ليس كخروجه منك إن كنت تفهم مع أن هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه فإن قال فإن لم يكن الذي يتكلم به العبد قرآنا لم تجز صلاته قيل له قال النبي لا صلاة إلا بقراءة

وقال أبو الدرداء رضى الله تعالى عنه سئل النبي أفي كل صلاة قراءة قال نعم

قال الإمام أبو عبد الله القراءة هي التلاوة والتلاوة غير المتلو وقد بينه أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي قال اقرأوا إن شئتم يقول العبد الحمد لله رب العالمين فيقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله عز وجل أثنى علي عبدي يقول العبد مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل

قال الإمام أبو عبد الله فبين أن سؤال العبد غير ما يعطيه الله للعبد وأن قول العبد غير كلام الله هذا من العبد الدعاء والتضرع ومن الله الأمر والإجابة

وحدثني عبد الله بن محمد ثنا بشر بن السري ثنا معاوية عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي قال سمعت أبا الدرداء رضى الله تعالى عنه يقول سئل رسول الله أفي كل صلاه قراءة قال نعم فقال رجل من الأنصار وجبت هذه قال النبي اقرأوا إن شئتم فالقراءة لا تكون إلا من الناس وقد تكلم الله بالقرآن من قبل وكلامه قبل خلقه وسئل الني أي الصلاة أفضل قال طول القنوت فذكر النبي أن بعض الصلاة أطول من بعض وأخف وأن بعضهم يزيد على بعض في القراءة وبعضهم ينقص وليس في القراءة زيادة ولا نقصان فأما التلاوة فإنهم يتفاضلون في الكثرة والقلة والزيادة والنقصان وقد يقال فلان حسن القراءة ورديء القراءة ولا يقال حسن القرآن ورديء القرآن وإنما نسب إلى العباد القراءة لا القرآن لأن القرآن كلام الرب جل ذكره والقراءة فعل العبد ولا يخفى معرفة هذا القدر إلا على من أعمى الله قلبه ولم يوفقه ولم يهده سبيل الرشاد وليس لأحد أن يشرع في أمر الله عز وجل بغير علم كما زعم بعضهم أن القرآن بألفاظنا وألفاظنا به شيء واحد والتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء فقيل له إن التلاوة فعل التالي وعمل القارئ فرجع وقال ظننتهما مصدرين فقيل له هلا أمسكت كما أمسك كثير من أصحابك ولو بعثت إلى من كتب عنك فاسترددت ما أثبت وضربت عليه فزعم أن كيف يمكن هذا وقد قلت ومضى فقيل له كيف جاز لك أن تقول في الله عز وجل شيئا لا يقوم به شرح وبيان إذا لم تميز بين التلاوة والمتلو فسكت إذا لم يكن عنده جواب

قال الإمام أبو عبد الله رحمه الله فإن اعترض جاهل لا يترفع بقوله فقال إن النبي لما قال لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب دل أن القراءة في الصلاة قيل له إنك قد أغفلت الأخبار المفسرة المستفيضة عند أهل الحجاز وأهل العراق وأهل الشام وأهل الأمصار عن رسول الله إنما قال النبي لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فأوضح أن قراءة القاريء وتلاوته غير المقروء والمتلو وإنما المتلو فاتحة الكتاب لا اختلاف فيه بين أهل العلم وإن لم يعلم هذا المعترض اللغة فليسأل أهل العلم من أصناف الناس كما قال الله عز وجل يهدي إلى الرشد إن فقه وفهم فما تحملنا على كثرة الإيضاح و الشرح إلا معرفتنا بعجمة كثير من الناس ولا قوة إلا بالله

وقال الحسن البصري إنما أهلكتهم العجمة وقد فسره لنا

علي بن عبد الله ثنا سفيان ثنا الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن رسول الله قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

حدثنا حجاج بن منهال ثنا بن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن رسول الله قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

وحدثنا عبد الله بن صالح ثنا الليث مثله

حدثنا إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الذي مج النبي في وجهه من بئرهم أخبره أن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أخبره أن رسول الله قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهب عن معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه أن النبي قال لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا

وقال عبد الله بن المبارك و عبد الرزاق قالا ثنا معمر بهذا

حدثني هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد عن حزام بن حكيم و مكحول عن بن ربيعة الأنصاري عن عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه وكان على إلياء فأبطأ عبادة عن صلاة الصبح فأقام أبو نعيم الصلاة وكان أول من أذن ببيت المقدس فجئت مع عبادة حتى صف الناس وأبو نعيم يجهر بالقراءة فقرأ عبادة بأم القرآن حتى فهمنا منه فلما انصرف قلت له سمعتك تقرأ بأم القرآن فقال نعم صلى بنا النبي بعض الصلوات التي لا نجهر فيها بالقرآن فقال لا يقرأن أحدكم إذا جهرت بالقرآن إلا بأم القرآن وروى بعضهم لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب وهو على معنى قوله لا صلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب لأنه لا صلاة إلا بقراءة وقال النبي إنما الصلاة لقراءة القرآن ولذكر الله ولحاجة المرء إلى ربه عز وجل فبين أن الدعاء والحاجة والتضرع والذكر والقراءة من العبد وأن المقروء هو كلام الله عز وجل

حدثني يحيى بن صالح حدثنا فليح عن هلال عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي رضى الله تعالى عنه قال دعاني النبي فقال إنما الصلاة لقراءة القرآن ولذكر الله ولحاجة المرء إلى ربه فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك

وقال عمار رضى الله تعالى عنه عن النبي من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة بن مسعود وكانت قراءته حرفا حرفا فأخبر أن قراءة هذا القارئ الذي لا يقرأ حرفا حرفا وبهذه هذا سوى قراءة بن مسعود حرفا حرفا وأمر النبي أن يقرأ على أبي بن كعب سورة أنزلت عليه

حدثنا بذلك قبيصة ثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال أبي قال لي النبي أنزلت علي سورة أمرت أن أقرئكها قلت سميت لك قال نعم يا أبا المنذر فرحت بذلك قال وما يمنعني وهو يقول قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا

حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضى الله تعالى عنه قال قال لي النبي أمرت أن أقرأ عليك القرآن فقلت أسماني لك ربي أو ربك قال نعم فتلا { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }

حدثنا بشر بن محمد ثنا عبد الله ثنا الأجلح بهذا قال أبو عبد الله وأما قوله فهل يرجع إلى الله إلا باللفظ الذي تلفظ به فإن كان الذي تلفظ به قرآنا فهو كلام الله قيل له ما قولك تلفظ به فإن اللفظ غير الذي تلفظ به لأنك تلفظت بالله وليس الله هو لفظك وكذلك تلفظ بصفة الله بقول الله وليس قولك الله هو الصفة إنما تصف الموصوف فأنت الواصف والله الموصوف بكلامه كالواصف الذي يصف الله بكلام غير الله وأما الموصوف بصفته وكلامه فهو الله ففي قولك تلفظ به وتقرأ القرآن دليل بين أنه غير القراءة كما تقول قرأت بقراءة عاصم وقراءتك على قراءة عاصم لا أن لفظك وكلامك كلام عاصم بعينه ألا ترى أن عاصما لو حلف أن لا يقرأ اليوم ثم قرأت أنت على قراءته لم يحنث عاصم وقال أحمد رحمه الله لا يعجبني قراءة حمزة ولا يقال لا يعجبني القرآن حتى قال بعضهم من قرأ بقراءة حمزة أعاد الصلاة واعتل بعضهم فقال حتى يسمع كلام الله قيل له إنما يقال حتى يسمع كلام الله لا كلامك ونغمتك ولحنك لأن الله عز وجل فضل موسى بكلامه ولو كنت تسمع الخلق كلام الله كما أسمع الله موسى لم يكن لموسى عليه السلام فضل إذا سمعت كلام الله وسمع موسى كلام الله قال الله عز وجل لموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي

حدثنا عبيد الله بن عمر ثنا سليمان بن بلال عن شريك بن عبد الله عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي ليلة أسري به قال رأيت موسى في السماء السابعة بتفضيل كلام الله قال أبو عبد الله وإن ادعيت أنك تسمع الناس كلام الله كما أسمع الله كلامه لموسى قال له إني أنا ربك فهذا دعوى الربوبية إذا لم تميز بين قراءتك وبين كلام الله فإن الله تعالى قال فاذكروني أذكركم فاذكروا الله كذكركم آباءكم يشرح أن ذكر العبد ربه غير ذكر الله عبده لأن ذكر العبد الدعاء والتضرع وذكر الله الإجابة كما قال الله عز وجل وقال النبي إني لا أقول إلا ما في القرآن

حدثنا ضرار ثنا سفيان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن النبي قال يقول الله عز وجل من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وقال النبي بينا أنا في الجنة سمعت صوت رجل بالقرآن فبين أن الصوت غير القرآن

حدثنا إسماعيل حدثنا أخي عن سليمان عن موسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله بينا أنا أمشي في الجنة سمعت صوت رجل بالقرآن فقلت من هذا قالوا هذا حارثة بن النعمان كذلكم البر كذلكم البر

وعن محمد بن أبي عتيق بن بن شهاب أخبرتني عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة وكانت في حجرة عائشة زوج النبي عن عائشة أن رسول الله قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة وسمعت فيها صوت قارئ يقرأ فقلت من هذا فقالوا هذا حارثة بن النعمان كذاك البر وكان حارثة من أبر الناس قال أبو عبد الله ويقال له أصفة الله عز وجل ذكره وعلمه وكلامه وأسماؤه وعزته وقدرته بائن من الله تعالى أم لا أو قولك وكلامك بائن من الله تعالى أم لا

وقال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه نهى رسول الله عن قراءة القرآن في الركوع فبين أن القراءة غير المقروء

حدثنا إسماعيل ثني مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه أن رسول الله نهى عن قراءة القرآن في الركوع

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب أن إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه أنه سمع عليا رضى الله تعالى عنه قال نهاني النبي عن قراءة القرآن وأنا راكع

حدثنا محمد بن عبيد ثنا أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه نهاني النبي عن قراءة القرآن وأنا راكع

حدثنا عبد الرحمن بن يونس ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه عن علي وعن جعفر عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن حنين عن علي رضى الله تعالى عنه نهاني النبي عن قراءة القرآن من الركوع قال أبو عبد الله وقال تعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى } وقال عز وجل { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك } فالإبلاغ والإنذار من نوح وهو نذير مبين يأمرهم بطاعة الله وأما الغفران فإنه من الله تعالى لقوله عز وجل { يغفر لكم من ذنوبكم } ثم قال { رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا } فذكر الدعاء سرا وعلانية من نوح وذكر فعل نوح بقومه ثم قال { ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا } فذكر خلق القوم طورا بعد طور وقال الله تعالى { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } وقال الله عز وجل { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }

حدثنا موسى ثنا سليمان عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما نزل ولا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول وكان ثابت بن قيس بن شماس رفيع الصوت فجلس في بيته وقال أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر له بالقول وقد حبط عملي وأنا من أهل النار ففقده النبي فأتاه رجل فقال إنه يقول كذا وكذا فقال النبي هو من أهل الجنة وكنا نراه يمشي بين أظهرنا و نحن نعلم أنه من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة كان من بعضنا بعض الانكشاف فأقبل و قد تكفن و تحنط وقال بئس ما تعودون أقرانكم فقاتل حتى قتل

قال أبو عبد الله وقد سمي بن عمر الصوت بالقرآن عبادة

حدثني أبو يعلى محمد بن الصلت ثنا أبو صفوان عن يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه قال أول ما ينقص من العبادة التهجد بالليل و رفع الصوت فيها بالقراءة وكان بن عمر رضى الله تعالى عنهما إذ سئل قال أسمع منك على حرفة و قال النبي لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة

حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي حازم التمار عن البياضي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله خرج وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر ما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة

حدثنا إسحاق سمع عبدة عن أبي إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن أبي حازم مولى هذيل قال جاورت في مسجد رسول الله من بني بياضة من الأنصار فحدثني عن النبي بهذا

حدثنا قتيبة حدثنا أبو بكر عن بن الهادي عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن رجل من الأنصار سمع رسول الله بهذا

وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال النبي بهذا وقال بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال النبي لقوم كانوا يقرأون القرآن فيجهرون به خلطتم علي القرآن يقول علت أصواتكم فشغلتموني برفعها فوق صوتي فخلطتم علي فنهى النبي أن يرفع بعضهم عن كلام الله الذي كلم به موسى قبل أن يخلق هذه الأمة

حدثنا عبد الله حدثني معاوية عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه عن النبي قال المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا معن عن معاوية مثله

حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن ربيعة بن زيد عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء أنها قالت ولذكر الله أكبر وإن صليت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله وأفضل ذلك تسبيح الله وقال موسى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وقال فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما إنكم تنطقون وقال أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وقال وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وقال بعضهم في قوله عز وجل { يزيد في الخلق ما يشاء } قال الصوت الحسن وقال عز وجل عن جبرائيل { وما نتنزل إلا بأمر ربك } فبين أن التنزيل غير الأمر

حدثنا أبو نعيم و خلاد بن يحيى قالا ثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي قال لجبرائيل عليه السلام ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا }

وقال جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال النبي لقتلى أحد أيهم أكثر أخذا القرآن فأشير له إلى أحد قدمه من اللحد قال أبو عبد الله وقال بعضهم إن أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه الذي لم يعرفوا المجاز من التحقيق ولا الفعل من المفعول ولا الوصف من الصفة ولم يعرفوا الكذب لم صار كذبا ولا الصدق لم صار صدقا فأما بيان المجاز من التحقيق فمثل قول النبي للفرس وجدته بحرا وهو الذي يجوز فيما بين الناس وتحقيقه أن مشيه حسن ومثل قول القائل علم الله معنا وفينا وأنا في علم الله إنما المراد من ذلك أن الله يعلمنا وهو التحقيق وأشباهه في اللغات كثيرة

حدثنا آدم ثنا شعبة عن قتادة سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كان فزع بالمدينة فاستعار النبي فرسا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب فلما رجع قال ما رأينا شيء وإن وجدناه بحرا

حدثنا مسعود ثنا يحيى عن شعبة حدثني قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي بهذا ورواه غندير وابن المبارك وعمران مرزوق عن شعبة

حدثنا مسدد ثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما عن النبي الصلوات الخمس كنهر يجري على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فما يبقى من الدرن شيء

وعن أبي سفيان عن عبيد بن عمير عن النبي مثله وأما الفعل من المفعول فالفعل إنما هو إحداث الشيء والمفعول هو الحدث لقوله خلق السماوات والأرض فالسموات والأرض مفعوله وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول فتخليق السماوات فعله لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله ففعله من ربوبيته حيث يقول كن فيكون ولكن من صنعته وهو الموصوف به كذلك قال رب السماوات ورب الأشياء وقال النبي رب كل شيء ومليكه

حدثنا محمد بن بشار ثنا غندر حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت عمرو بن عاصم سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه قال يا رسول الله أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه أن اقترف على نفسي سوء أن أجره إلى مسلم قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك

حدثنا سعيد بن الربيع ثنا شعبة فذكر الحديث ورواه معاذ وبهز عن شعبة حدثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن يعلى عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي بهذا رب كل شيء ومليكه حدثنا قتيبة ثنا هشيم بهذا وكذلك تؤدى جميع لغات الخلق من غير اختلاف بينهم وإنما هو الفاعل والفعل والمفعول فالفعل صفة والمفعول غيره وبيان ذلك في قوله تعالى ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم ولم يرد بخلق السماوات نفسها وقد ميز فعل السماوات من السماوات وكذلك فعل جملة الخلق وقوله ولا خلق أنفسهم وقد ميز الفعل والنفس ولم يصر فعله خلقا وأما الوصف من الصفة فالوصف إنما هو قول القائل حيث يقول هذا رجل طويل وثقيل وجميل وحديد فالطول والجمال والحدة والثقل إنما هو صفة الرجل وقول القائل وصف كذلك إذا قال الله رحيم والله عليم والله قدير فقول القائل وصف وهو عبادة والرحمة والعلم والقدرة والكبرياء والقوة كل هذا صفاته وأما الكذب من الصدق فقول القائل فلان ها هنا وهو غائب فهو كذب فلو كان حاضرا لكان صدقا والكلمة واحدة وإنما صار صدقا وكذبا لحال المعنى وكذلك لو أن رجلا قال إن الله رحيم ويرحم والله عليم ويعلم والله قدير ويقدر والله سميع ويسمع ولم يكن لقوله معنى كما وصفنا في شأن الكذب والصدق لكان قوله كذبا وإنما صار هذا القول صدقا وعبادة وطاعة لحال المعنى قال أبو عبد الله واختلف الناس في الفاعل والمفعول والفعل فقالت القدرية الأفاعيل كلها من البشر ليست من الله وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد لذلك قالوا لكن مخلوق وقال أهل العلم التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة لقوله تعالى { وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق } يعني السر والجهر من القول ففعل الله صفة الله والمفعول غيره من الخلق ويقال لمن زعم أني لا أقول القرآن مكتوب في المصحف ولكن القرآن بعينه في المصحف يلزمك أن تقول أن من ذكر الله في القرآن من الجن والإنس والملائكة والمدائن ومكة والمدينة و غيرهما وإبليس و فرعون و هامان وجنودهما والجنة والنار عانيتهم بأعانهم في المصحف لأن فرعون مكتوب فيه كما أن القرآن مكتوب ويلزمك أكثر من حين يقول في المصحف وهذا أمر بين لأنك تضع يدك على هذه الآية و تراها بعينك { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } فلا يشك عاقل بأن الله هو المعبود وقوله الله لا إله إلا هو الحي القيوم هو قرآن وكذلك جميع القرآن هو قوله والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله { فاقرأوا ما تيسر منه } والقراءة فعل الخلق وهو طاعة الله والقرآن ليس هو بطاعة إنما هو الأمر بالطاعة ودليله قوله { وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث } وقال { إن الذين يتلون الكتاب } { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }

حدثنا أبو نعيم ثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود فهل من مذكر أو مدكر فقال سمعت عبد الله يقرأها مذكر وقال سمعت رسول الله يقرأها فهل من مدكر دالا

حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال كان رسول الله يقرأ فهل من مدكر

حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة بهذا

حدثنا خالد بن يزيد ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق بهذا حدثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد عن سفيان عن أبي إسحاق بهذا قال أبو عبد الله وقال الله عز وجل بلغ ما أنزل إليك من ربك فذلك كله مما أمر به ولذلك قال أقيموا الصلاة فالصلاة بجملتها طاعة الله وقراءة القرآن من جملة الصلاة فالصلاة طاعة الله والأمر بالصلاة قرآن وهو مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور مقروء على اللسان والقراءة والحفظ والكتابة مخلوق وما قرئ وحفظ وكتب ليس بمخلوق ومن الدليل عليه أن الناس يكتبون الله ويحفظونه ويدعونه فالدعاء والحفظ والكتابة من الناس مخلوق ولا شك فيه والخالق الله بصفته ويقال له أترى القرآن في المصحف فإن قال نعم فقد زعم أن من صفات الله ما يرى في الدنيا وهذا رد لقول الله عز وجل { لا تدركه الأبصار } في الدنيا وهو يدرك الأبصار وإن قال يرى كتابة القرآن فقد رجع إلى الخلق ويقال له هو تدرك الأبصار إلا اللون فإن قال لا قيل له وهل يكون اللون إلا في الجسم فإن قال نعم فقد زعم أن القرآن جسم يرى

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن همام عم أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي قال خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرح فيقرأ قبل أن تسرح دوابه

حدثنا إسحاق بن نصر ثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي قال خفف على داود القراءة فكان يأمر بدابته فتسرح فيقرأ قبل أن يفزع يعني القراءات حدثنا أحمد بن حفص النيسابوري حدثني أبي

حدثني إبراهيم وإبراهيم هو بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله خفف على داود القرآن فكان يأمر بدابته فتسرح فيقرأ القرآن قبل أن تسرح

باب قول الله جل ذكره عن أهل النار من الكفار والمشركين وعبدة الأوثان { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } وقوله { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون } { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم } وقال المنافقون { انظرونا نقتبس من نوركم }

حدثنا قتيبة عن سفيان عن عمرو و سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك

حدثنا قتيبة بن منهال حدثنا بن عيينة عن عمرو بن عطاء عن صفوان بن يعلى عن أبيه قال سمعت النبي يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك

حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا دخين الحجري عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه عن النبي يقول الكافر هذا قد وجد المؤمنون من يشفع فمن يشفع لنا ما هو إلا إبليس هو الذي أضلنا فيأتون إبليس فيقولون هذا قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ثم يقول الكافرون فقم أنت واشفع لنا فإنك أضللتنا فيفوح مجلسه من أنتن ريح شمها أحدكم يعظم لجهنم فيقول { الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم } الآية وذكر النبي قراءة المنافقين فبين ما يتأكلون بقراءتهم فلا يرتابن أحد في خلق المنافقين أصحاب الجحيم وأعمالهم

حدثنا عبيد الله هو بن قدامة بن سعيد ثنا حماد بن زيد قال من قال كلام العباد ليس بمخلوق فهو كافر وتابعه على ذلك يحيى بن سعيد القطان و معتمر بن سليمان

حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس النجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله يقول يخلف قوم من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدوا تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن و منافق و فاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق كافر و الفاجر يأكل به و المؤمن يؤمن به

باب ما يدل على أصوات العباد قول النبي أكثر منافقي أمتي قراؤها فعد قراء المعطلة و أهل الأهواء و غيرهم

وقال النبي يقرأ القرآن رجال يمرقون من الدين لا يجاوز حلوقهم هم شر الخلق و الخليقة وقال يتعجلونه ولا يتأجلونه

حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن ثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري حدثني شراحيل بن هامان عن عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه عن النبي قال أكثر منافقي أمتي قراؤها

حدثنا علي بن عبد الله ثنا يزيد بن الحارث ثنا أبو السمح المعافري ثنا أبو قبيل أنه سمع عقبة بن عامر رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي يقول أتخوف على أمتي من ثنتين يتبعون الشهوات و يؤخرون الصلوات و القرآن يتعلمه المنافقون يجادلون به الذين آمنوا

باب قول الله تعالى { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } قال ومن آياته خلق السماوات و الأرض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم فمنها العربي ومنها العجمي فذكر اختلاف الألسنة والألوان وهو كلام العباد وقال وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل و أنا بريء مما تعملون وقال النبي رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار ورجل يقول لو أتيت عشر ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل فبين أن قيامه بالكتاب هو فعله

حدثني به عثمان بن أبي شسبة ثنا جرير بن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله لا تحاسدوا إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فهو يقول لو أتيت ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه يقول لو أوتيت ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه يقول لو أوتيت هذا لفعلت كما يفعل

ورواه شعبة عن الأعمش سمعت أبا صالح نحوه

حدثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان ثنا الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار سمعت سفيان مرارا لم أسمعه يذكر الخير وهو من صحيح حديثه وقال الله تعالى وافعلوا الخير فأثبت الخير منهم فعلا وقال النبي أعطى أهل التوراة فعملوا بها وأعطى أهل الإنجيل فعملوا به وأعطيتم القرآن فعملتم به

حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله يقول ألا إنما بقاؤكم فيمن سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتي أهل التوراة حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا وأوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا وأوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطا ونحن أكثر عملا منهم فقال هل ظلمتكم من أجركم من شيء قالوا لا قال فهو فضلي أوتيه من أشاء

وحدثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا إبراهيم بن سعد بن شهاب بهذا

وحدثنا عبدان ثنا عبد الله عن يونس عن الزهري بهذا

وحدثني أحمد بن صالح ثنا عتبة ثنا يونس عن الزهري بهذا

حدثنا عبد الله بن محمد ثنا سفيان سمعت سليمان بن أبي سليمان عن طاوس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال كان النبي إذا قام الليل يتهجد بقول اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيها ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت

(تم كتاب خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل تأليف إمام الأئمة أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى عليه )