الفرق بين المراجعتين لصفحة: «كتاب المواقف/موقف المحضر والحرف»

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
جديدة '{{ترويسة |عنوان=كتاب المواقف |مؤلف= النفري |باب=<br>موقف المحضر والحرف |سابق=→ [[كتاب المواقف/موقف قف|موقف ...'
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ 21:46، 5 أكتوبر 2010

​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف المحضر والحرف



موقف المحضر والحرف


أوقفني في المحضر وقال لي الحرف حجاب والحجاب حرف.

وقال لي قف في العرش، فرأيت الحرم لا يسلكه النطق ولا تدخله الهموم ورأيت فيه أبواب كل شيء ورأيت الأبواب كلها ناراً للنار حرم لا يدخله إلا العمل الخالص فإذا دخله صار إلى الباب فإذا صار إلى الباب وقف فيه على المحاسبة ورأيت المحاسبة تفرد ما لوجه الله عما لسواه ورأيت الجزاء سواه ورأيت الخالص له ومن أجله يرفع من الباب إلى المنظر الأعلى فإذا رفع إليه كتب على الباب جاز الحساب.

وقال لي إن لم تأكل من يدي وتشرب من يدي لم تستو على طاعتي.

وقال لي إن لم تطعني لأجلي لم تستو على عبادتي.

وقال لي اطرح ذنبك تطرح جهلك.

وقال لي ذكرت ذنبك لم تذكر ربك.

وقال لي في الجنة من كل ما يحتمله الخاطر ومن ورائه أكبر منه، وفي النار من كل ما يحتمله الخاطر ومن ورائه أكبر منه.

وقال لي الذي يصدك عني في الدنيا هو الذي يصدك عني في الآخرة.

وقال لي أوقفت الحرف قدام الكون وأوقفت العقل قدام الحرف وأوقفت المعرقة قدام العقل وأوقفت الإخلاص قدام المعرفة.

وقال لي لا يعرفني الحرف ولا يعرفني ما عن الحرف ولا يعرفني ما في الحرف.

وقال لي وإنما خاطبت الحرف بلسان الحرف فلا اللسان شهدني ولا الحرف عرفني.

وقال لي النعيم كله لا يعرفني والعذاب كله لا يعرفني.

وقال لي لو عرفني النعيم انقطع بمعرفتي عن التنعيم، ولو عرفني العذاب انقطع بمعرفتين بمعرفتي عن التعذيب.

وقال لي رسول رحمة لا يحيط بمعرفتي ورسول عقوبة لا يحيط بمعرفتي.

وقال لي يبدو عليك البادي من جنس ما يستقر عليه.

وقال لي العلم المستقر هو الجهل المستقر.

وقال لي إنما توسوس الوسوسة في الجهل وإنما تخطر الخواطر في الجهل.

وقال لي أعدي عدو لك إنما يحاول إخراجك من الجهل لا من العلم.

وقال لي إن صدك عن العلم فإنما يصدك عنه ليصدك عن الجهل.

وقال لي الذين عندي لا يفهمون عن حرف هو يخاطبهم ولا يفهمون في حرف هو مكانهم ولا يفهمون عنه وهو علمهم، أشهدتهم قيامي بالحرف فرأوني قيماً وشهدوه جهة وسمعوا مني وعرفوه آلة.

وقال لي تحمل إلي ومعك ما عرفت وما أنكرت وما أخذت وما تركت فأسألك عن أجلي فتجب حجتي فأعفو برحمتي.

وقال لي الحرف مكانهم بما به بدا والحرف علمهم بما عنه بدا والحرف موقفهم بما له بدا.

وقال لي العارف يخرج مبلغه عن الحرف فهو مبلغه وإن كانت الحروف سترة.

وقال لي مبلغ العارف مستقره ومستقره هو الذي إن لم يكن به لم يسكن.

وقال لي الحرف لا يلج الجهل ولا يستطيعه.

وقال لي الحرف دليل العلم والعلم معدن الحرف.

وقال لي أصحاب الحروف محجوبون عن الكشوف قائمون بمعانيهم بين الصفوف.

وقال لي الحرف فج إبليس.

وقال لي بقي علم بقي الخطر، بقي قلب بقي خطر بقي عقل بقي خطر، بقي هم بقي خطر.

وقال لي معناك أقوى من السماء والأرض.

وقال لي معناك يبصر بلا طرف ويسمع بلا سمع.

وقال لي معناك لا يسكن الديار ولا يأكل من الثمار.

وقال لي معناك لا يجنه الليل ولا يسرح بالنهار.

وقال لي معناك لا تحيط به الألباب ولا تتعلق به الأسباب.

وقال لي هذا معناك أنا خلقته وهذه أوصافه أنا جعلته وهذه حليته أنا أثبته وهذا مبلغه أنا جوزته.

وقال لي أنا من ورائه ومن وراء ما عرفته، لا تعلمني علومه ولا تشهدني شواهده.

وقال لي إن لم أنتصر بك لم تثبت وإن لم تثبت لم أتعرف إليك.

وقال لي اذكرني تعرفي وانصرني تشهدني.

وقال لي أنا القريب فلا بيان قرب، وأنا البعيد فلا بيان بعد.

وقال لي أنا الظاهر لا كما ظهرت الظواهر، وأنا الباطن لا كما بطنت البواطن.

وقال لي قل عافني من معافاتك منك وحل بيني وبين ما يحول عنك ولا تذرني بمذاري الحروف في معرفتك ولا توقفني أبداً إلا بك.

وقال لي تعلم العلم لوجهي تصب الحق عندي.

وقال لي إذا أصبت الحق عندي أثنيت عليك بثنائي على نفسي.

وقال لي من تعرفت إليه توليت نعيمه بنفسي وتوليت عذابه بنفسي فأمددت النعيم من نعيمه وأمددت العذاب من عذابه.

وقال لي الاسم ألف معطوف.

وقال لي العلم من وراء الحروف.

وقال لي المحضر خاص ولكل خاص عام.

وقال لي الحضرة تحرق الحرف وفي الحرف الجهل والعلم ففي العلم الدنيا والآخرة وفي الجهل مطلع الدنيا والآخرة والمطلع مبلغ كل ظاهر وباطن والمبلغ محو في باد من بوادي الحضرة.

وقال لي الحرف لا يلج الحضرة وأهل الحضرة يعبرون الحرف ولا يقفون فيه.

وقال لي تستوحش تحت الأرض مما تستوحش منه فوق الأرض.

وقال لي أهل الحضرة ينفون الحرف مع ما فيه نفي الخواطر.

وقال لي إن لم تكن من أهل الحضرة جاءك الخاطر وكل السوى خاطر فلم ينفه إلا العلم وللعلم أضداد ولا تخلص إلا بالجهاد.

وقال لي لا جهاد إلا بي ولا علم إلا بي، فإن وقفت بي فأنت من أهل حضرتي.

وقال لي انظر إلى قبرك، إن دخل معك العلم دخل دخل معه الجهل وإن دخل معك العمل دخلت معه المحاسبة وإن دخل معك السوى دخل معه ضده من السوى.

وقال لي ادخل إلى قبرك وحدك تراني وحدي فلا تثبت لي مع سواي.

وقال لي إذا تعرفت إليك فاحذرني لا أجعل العذاب وما فيه في جارحة من جوارحك وارج فضلي في أضعاف ذلك في كرامتك.

وقال لي أهل الحضرة هم الذين عندي.

وقال لي الخارجون عن الحرف هم أهل الحضرة.

وقال لي الخارجون عن أنفسهم هم الخارجون عن الحرف.

وقال لي اخرج من العلم تخرج من الجهل واخرج من العمل تخرج من المحاسبة واخرج من الإخلاص تخرج من الشرك واخرج من الاتحاد إلى الواحد واخرج من الوحدة تخرج من الوحشة واخرج من الذكر تخرج من الغفلة واخرج من الشكر تخرج من الكفر.

وقال لي اخرج من السوى تخرج من الحجاب واخرج من الحجاب تخرج من البعد واخرج من البعد تخرج من القرب واخرج من القرب ترى الله.

وقال لي لو تعرفت إليك بمعارف السطوة فقدت العلم والحس.

وقال لي للمحضر أبواب عدد ما في السماء والأرض وهو باب من أبواب الحضرة.

وقال لي أول باب من أبواب الحضرة موقف المسئلة، أوقفك فأسألك فأعلمك فتجيب فتثبت بتعرفي وتعرف معارفك من لدني فتخبر عني.

وقال لي ما النار، قلت نور من أنوار السطوة، قال ما السطوة، قلت وصف من أوصاف العزة، قال ما العزة، قلت وصف من أوصاف الجبروت، قال ما الجبروت، قلت وصف من أوصاف الكبرياء، قال ما الكبرياء، قلت وصف من أوصاف السلطان، قلت ما السلطان، قلت وصف من أوصاف العظمة، قال ما العظمة، قلت وصف من أوصاف الذات، قال ما الذات، قلت ما الذات قلت أنت الله لا إله إلا أنت، قال قلت الحق، قلت أنت قولتني، قال لترى بينتي.

وقال لي الطبقة الأولى يعذبون بالسطوة والطبقة الثانية يعذبون بالعزة والطبقة الثالثة يعذبون بالجبروت والطبقة الرابعة يعذبون بالكبرياء والطبقة الخامسة يعذبون بالسلطان والطبقة السادسة يعذبون بالعظمة والطبقة السابعة يعذبون بالذات.

وقال لي أهل النار يأتيهم العذاب من تحتهم وأهل الجنة ينزل عليهم نعيمهم من فوقهم.

وقال لي ما الجنة، قلت وصف من أوصاف التنعيم، قال ما التنعيم، قلت وصف من أوصاف اللطف، قال ما اللطف، قلت وصف من أوصاف الرحمة، قال ما الرحمة، قلت وصف من أوصاف الكرم، قال ما الكرم، قلت وصف من أوصاف العطف، قال ما العطف، قلت وصف من أوصاف الود، قال ما الود، قال وصف من أوصاف الحب، قال ما الحب، قلت وصف من أوصاف الرضا، قال ما الرضا، قلت وصف من أوصاف الاصطفاء، قال ما الاصطفاء، قلت وصف من أوصاف النظر، قال ما النظر، قلت وصف من أوصاف الذات، قال ما الذات، قلت أنت الله، قال قلت الحق، قلت أنت قولتني، قال لترى نعمتي.

وقال لي الطبقة الأولى يتنعمون بالتنعيم والطبقة الثانية يتنعمون بالكرم والطبقة الثالثة يتنعمون بالعطف والطبقة الرابعة يتنعمون بالود والطبقة الخامسة يتنعمون بالحب والطبقة السادسة يتنعمون بالرضا والطبقة السابعة يتنعمون بالاصطفاء والطبقة الثامنة يتنعمون بالنظر.

وقال لي قد رأيت كيف يسري العذاب وكيف يسري النعيم وإلي يرجع الأمر كله فقف عندي تقف من وراء كل وصف.

وقال لي إن لم تقف وراء الوصف أخذك الوصف.

وقال لي إن أخذك الوصف الأعلى أخذك الوصف الأدنى.

وقال لي إن أخذك الوصف الأدنى فلا أنت مني ولا من معرفتي.

وقال لي أجللتك فاستخلفتك وعظمتك فاستعبدتك وكرمتك فعاينتك وأحببتك فابتليتك.

وقال لي نظرت إليك فناجيتك وأقبلت عليك فأمرتك وغرت عليك فنهيتك وأخلصتك لودي فعرفتك.

وقال لي القرآن يبني والأفكار تغرس.

وقال لي الحرف يسري حيث القصد جيم جنة جيم جحيم.

وقال لي إذا جاءني نطق الناطقين أثبته فيما به يطمئنون.

وقال لي إن آخذتك بذنب أخذتك بكل ذنب حتى أسألك عن رجع طرفك وعن ضمير قلبك.

وقال لي إن قبلت حسنة جعلت السيئات كلها حسنات.

وقال لي من أهل النار، قلت أهل الحرف الظاهر، قال من أهل الجنة، قلت أهل الحرف الباطن، قال ما الحرف الظاهر، قلت علم لا يهدي إلى عمل قال ما الحرف الباطن، قلت علم يهدي إلى حقيقة، قال ما العمل، قلت الإخلاص قال لي ما الحقيقة، قلت ما تعرفت به، قال لي ما الإخلاص، قلت لوجهك، قال ما التعرف، قلت ما تلقيه من قلوب أوليائك.

وقال لي القول الخالص موقوف على العمل والعمل موقوف على الأجل والأجل موقوف على الطمأنينة والطمأنينة موقوفة على الدوام.

قالب:كتاب المواقف