مؤلف:الناشئ الأصغر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
(حولت الصفحة من الناشئ الأصغر)

271-366 هـ / 884-976 م

علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الحلاّء المعروف بالناشئ الأصغر.

شاعر مجيد، من أهل بغداد. كان إمامياً، له قصائد كثيرة في أهل البيت. أخذ علم الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف كتباً. وقصد سيف الدولة بحلب، وأملى (ديوان شعره) في مسجد الكوفة، فحضر مجلسه بها المتنبي، وهو صغير. وتوفي ببغداد. كان في صغره يعمل النحاس ويحلّيه في صنعة بديعة، فقيل له (الحلاّء) وكان جده (وصيف) مملوكاً، وأبوه عبد الله عطاراً.

شعره


  • * *

بني أحمد قلبي لكم يتقطع * بمثل مصابي فيكم ليس يسمع

عجبت لكم يفنون قتلاً مشيعكم * ويسطو عليكم من لكم كان يخضع

كان رسول الله أوصى بقتلكم * فأجسامكم من كل أرض تزرع


  • * *

رجائي بعيد والممات قريب * ويخطئ ظني والمنون تصيب

  • * *

إذا أنا عاتبت الملوك فإنما * أخط بأقلامي على الماء أحرفا

وهبه ارعوى بعد الهتاب ألم يكن * تودده طبعاً فصار تكلفا

  • * *

ليس الحجاب من آلة الأشراف * إن الحجاب مجانب الإنصاف

ولقل من يأتي فيحجب مرة * فيعود ثانية بقلب صافي

  • * *

أودع لا أني أودع طائعاً * وأعطي بكرهي الدهر ما كنت مانعا

وأرجع لا ألقى سوى الوجد صاحباً * لنفسي إن القيت بالنفس راجعا

تحملت عنا بالصنائع والعلا * فنستودع الله العلا والصنائعا

رعاك الذي يرعى بسيفك دينه * ولقاك روض العيش أخضر يانعا

  • * *

إذا لم تنل همم الأكرمين * وسعيهم وادعاً فاغترب

فكم دعة أتعبت أهلها * وكم راحة نتجت من تعب

  • * *

يا خليلي وصاحبي * من لؤي بن غالب

حاكم الحب جائر * موجب غير واجب

لك صدغ كأنما * نونه نون كاتب

يلذع الناس إذا تعق * رب لذع العقارب

  • * *

إني ليهجرني الصديق تجنياً * فأريه أن لهجره أسبابا

وأخاف إن عاتبته أغريته * فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا بليت بجاهلٍ متغافلٍ * يدعو المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا

  • * *

بآل محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب

كأن سنان ذابله ضمير * فليس عن القلوب له ذهاب

وصارمه كبيعته بخم * مقاصدها من الخلق الرقاب

  • * *

وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ * كما ازْوَرَ محبوبٌ لخوف رقيبهِ

كأنّ الثريا فيه باقةُ نرجسٍ * يُحيّى بها ذُو صبوةٍ لحبيبهِ

  • * *

دنان كرهبان عليها برانس * من الخز دكن يوم فصح تقصف

ينظم منها المزج سلكاً كأنه * إذا ما بدا في الكأس در منصف