2 أغسطس 1970 - تعميم من الملك حسين إلى القوات المسلحة وقوى الأمن حول توقع حوادث داخلية مخلة بالأمن

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

تعميم من الملك حسين إلى القوات المسلحة وقوى الأمن حول توقع حوادث داخلية مخلة بالأمن، عمان، 2 أغسطس 1970.

(تعميم)

التنفيذ - فوري

من: الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة.

إلى: عموم الرتب في القوات المسلحة الأردنية.

عموم الرتب في قوى الأمن العام

عموم الرتب في قوى المخابرات العامة.

تحية وبعد، فقد ثبت لي بما لا يدع مجالا للشك في أن قوى الأعداء التي دست في الصفوف من دست وهيأت بينها من هيأت لتنفيذ أغراضها وتحقيق مراميها، والتي كانت على علم مسبق بالتطورات والاتصالات بشقيقتنا الكبرى وشريكتنا في جحيم المعركة التي نخوض من أجل امتنا وحقها وحقنا وشعبنا، والتي استهدفت اتخاذ الموقف السياسي الأخير الذي يعري الأعداء بقدر ما يعزز الموقف ويقوي الحق العربي في أرجاء المعمورة وأنحاء الدنيا، كانت وراء كل الاستفزازات التي تعرضنا لها في الشهرين الماضيين في القوات المسلحة والصفوف الخلفية سواء بسواء بقصد نسف وحدتنا الوطنية من جهة، وتغيير الواقع العربي وإضعافه وتمزيقه وطعن الموقف العربي الذي كان رهن التخطيط قبل التنفيذ من خلال طعننا من الخلف. أما وقد فشلت المهزلة ووقفنا إلى جانب شقيقتنا الكبرى وهو ما لا مناص عنه ولا مجال لمزايدة فيه عليها، وهي أقوى قوى العرب في المعركة عسكريا وسياسيا، ولا قضية ولا مستقبل بدونها، وقد ضحت وقدمت لها أضعاف ما قدم غيرها وما زالت وكان موقفنا سببا في ارتياح العرب في غالبيتهم وفي شعبنا وبخاصة في أرضنا المحتلة ونحن سائرون في بناء القوة والإعداد نخوض المعركة في كل ميادينها، فإن هذا كله لا يعني أن القوة المعادية لن تعيد الكرة مرات ومرات لتخرج من المأزق التي هي فيه مستغلة من هيأت ودست بتنفيذ أغراضها وتحقيق مراميها. لقد وصلنا من مصادر مختلفة أنني شخصيا ورجالات البلاد ومسؤوليها عرضة للغدر والاغتيال. وعلى أية حال فأرواحنا ما كانت إلا رهنا بالخدمة نؤديها والأمانة وفق أقصى ما نستطيع ونملك من طاقات، وإن هناك عناصر قد تصل إلى بعض الأهداف بملابس عسكرية أردنية لتحقيق بعض الأغراض، وإن هذا كله قد يدعمه البعض من المزايدين المتواجدين على أرضنا عن علم أو جهل ليتحقق طعننا من الخلف وأمتنا ومصيرها وفلسطينها في الطليعة لآجال وآجال. إن الأمانة يحملها الجميع في أعناقهم وفي طليعتهم أنتم كلكم، وعليه فمنتهى الحذر والحيطة، واليقظة والاستعداد لمواجهة كل احتمال. وأؤكد لكم ثقتي بحتمية انتصارنا وحقنا والله يرعاكم.