يا عين جودي بالدموع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يا عَينِ جودي بالدّموعِ

​يا عَينِ جودي بالدّموعِ​ المؤلف الخنساء


يا عَينِ جودي بالدّموعِ
فقَدْ جَفَتْ عنكِ المَراوِدْ
وَابكي لصخرٍ انَّهُ
شَقّ الفُؤادَ لِما يُكابِدْ
المستضافِ منَ السّنينَ
إذا قَسَا منها المَحارِدْ
حينَ الرّياحُ بلائلٌ
نُكْبٌ هَوائِجُها صَوارِدْ
ينفينَ عنْ ليطِ السَّما
ظَلائِلاً والماءُ جامِدْ
مزقاً تطرَّدها الرّيا
كَأنّها خِرَقٌ طَرائِدْ
وَالمالُ عندَ ذوي البقيَّةِ
والغِنى خُذُمٌ شَرَائِدْ
فيفكُّ كربةَ منْ تمخَّخَ
نِقْيَةَ الدّوَلِ الجهائِدْ
حتى يَؤوبَ بِما يَؤوبُ
كثيرَ فَضْلِ العُرْفِ حامدْ
ونداكَ محتضرٌ ونو
ركَ في دجى الظَّلماءِ واقدْ
لو تُرْسَلُ الإبْلُ الظِّماءُ
يَسُمْنَ لَيسَ لهُنّ قائِدْ
لَتَيَمّمَتْكَ يَدُلّهَا
جدواكَ وَ السُّبلُ المواردْ
والنَّاسُ سابلةٌ اليكَ م
فصادرٌ بغنىً وواردْ
يَغْشَوْنَ منكَ غُطامِطاً
جاشتْ بوابلهُ الرَّواعدْ
يا ابنَ القُرُوم ذوي الحِجى
وابنَ الخضارِمَةِ المَرافِدْ
وابنَ المَهائِرِ للمَهائِرِ
ئرِ زانهَا الشّيمُ المواجدْ
وَحماةِ منْ يدعَى اذَا
ما طارَ عندَ المَوْتِ عارِدْ
وَمعاصمٍ للهالكينَ م
وساسَةٍ قِدَماً مَحاشِدْ