يا أيها المشغوف بالذكر
المظهر
يا أيها المشغوفُ بالذكر
يا أيها المشغوفُ بالذكر
في حالةِ الإشفاعِ والوترِ
لو كنتَ لي في عالمِ الخلقِ
لكنتَ لي في عالمِ الأمرِ
إنْ ضاقَ ظرفُ الدهرِ عنْ عينكم
فلمْ يضقْ عن عينكم صدري
ما أوسع القلبَ إذ آمنت
جوارحي بكلِّ ما يجري
لم أدرِ أنَّ للقلب ظرف لكم
لولا الذي أخبرني سري
عندَ تجليهِ لنا طالباً
في ليلةٍ يعطى إلى الفجرِ
أنتَ الذي أخبرتني بالذي
فهمت به في السِّرِّ والجهر
على لسانِ السيدِ المصطفى
الطيبِ الأسلافِ من فهرِ
ما جئتكمْ بالأمرِ منْ خارجٍ
بلْ جئتكمْ بالأمرِ منْ بحرِ
تلتطمُ الأمواج فيه كما
تأتي بهِ الأنفاسُ في الذكرِ
فإنْ ذكرتم فاذكروه بما
تلاه في القرآنِ ذي الذكر
لا تذكروهُ بالذي تنظروا
فالفرعُ يُعطى قوّةَ النجر
ذكرته يوماً على غَفلةٍ
بغيرِ ما قلبٍ منَ الأمرِ
فلم أجدْ عند مذاقِ الجنى
طعمَ الذي أعلم بالخبر
وجدته كالمنِّ في طعمه
والفارقُ الواضحِ بالسكرِ
بالصحو يأتي ذكره دائماً
والقبضُ والبردُ معَ الوفرِ
والذكرُ من عندي على ضدِّه
يأتيك بالسكر وبالحرِّ
فذكره ما بين أذكارنا
بين الليالي ليلةَ القدرِ
سبحانَ من صيَّرني عالماً
من بعد ما قد كنتُ كالغمر