وشفيت غلواء من آلامها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وَشُفِيَت غَلواءُ من آلامِها

​وَشُفِيَت غَلواءُ من آلامِها​ المؤلف إلياس أبو شبكة


وَشُفِيَت غَلواءُ من آلامِها
لكِنَّها لَم تَشفَ من أَوهامِها
صُبابَةُ اللَيلِ عَلى الهِضابِ
تَزحَفُ زَحفَ الهارِب المُرتابِ
ساحِبَةً وشاحَها الرَمادي
عَن جَسَدِ الأَعشابِ وَالأَورادِ
وَبَرَزَت جَواذِبُ السُهولِ
عارِيَةً بِلَحظِها الخَجولِ
وَاِنتَعَشَت حُشاشَةُ النَسيمِ
فَاِرتَعَشَت في وَرَقِ الكرومِ
وَذَوَّبَت أَبخِرَةُ الأَنوارِ
في الصُبحِ أَلواناً عَلى الاِطيارِ
يَراعِمُ الزَهرِ عَلى الآكامِ
تَبَسُّمُ الرَبيعِ لِلأَيّامِ
وَنَغَمُ الجَداوُلِ الرَقراقَه
تَمتَمةُ الطَبيعَةِ المُشتاقَه
مَن يا تُرى يَكونُ هذا الوَلَدُ
في مُقلَتَيهِ حُلُمٌ مُشَرَّدُ
كَأَنَّهُ في جِسمِهِ الضَعيفِ
وَرُيَقَةٌ من وَرق الخَريفِ
لا حُبُّهُ وَلا الرَبيعُ
فَقَبلُهُ وَعَينُهُ دُموعُ