هبوا فقد رحل الدجى ظلمه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه

​هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس



هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
 
وأقبَلَ الصّبْحُ رافعاً عَلَمَهْ
كزاحِفٍ أقبلتْ كتائبُهُ
 
هازمة ً في اتّباع منهزِمه
كأنّ في كفّه حسامَ سناً
 
ما مسّ من خندس به حَسَمَه
كأنَّما للمُنَى بها شَفَة ٌ
 
فهو من الغرب داخلٌ أجمه
ونفخة ُ الزّهر شمُّها عبقٌ
 
وريقة ُ الماء بالصبا شَبِمَه
ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلُها
 
مرجعٌ في غصينه نغمه
كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ
 
عن غُرّة ِ الصبح راحة ٌ غُمَمَه
كأنّما الشمسُ جمرة ٌ جَعَلَتْ
 
تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه
خذوا من الكرمِ شربة ً وصفتْ
 
للشربِ ريّا، نسميها كتمهْ
تريكَ ياقوتة ً منعَّمَة ً
 
عن لؤلؤٍ في الزجاج مبتسمه
 
فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثِمَهْ
فالعيش في شربها معَتَّقة ً
 
بسكرها في العقول محتكمهْ
على غناءٍ بعودِ غانية ٍ
 
يُجْرِي عليها بنانُها عَنَمَهْ
لسانُ مضرابها، ترى يدها
 
له فماً، ليتني لثمتُ فمهْ
وشادنٍ في جفونه سَقَمٌ
 
كأنَّني عنه حاملٌ ألَمهْ
ودّعنا في سلامهِ عَجِلاً
 
ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمَهْ
كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ
 
كواضعٍ فوق جمرة ٍ قدمهْ
كأنَّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ
 
في فلقِ الصبحِ أدغمَ العتمهْ