هل من أعقة عالج يبرين

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

هلْ من أعقَّة ِ عالجٍ يبرينُ

​هلْ من أعقَّة ِ عالجٍ يبرينُ​ المؤلف ابن هانئ الأندلسي


هلْ من أعقَّةِ عالجٍ يبرينُ
أمْ منهما بَقَرُ الحُدوجِ العِينُ
و لمنْ ليالٍ ما ذممنا عهدها
مُذ كُنّ إلاّ أنهُنّ شُجون
المشرقاتُ كأنّهنّ كواكبٌ
و النّاعماتُ كأنّهنَ غصون
بيضٌ وما ضحكَ الصّباحُ وإنها
بالمِسكِ من طُرَرِ الحِسان لَجون
أدْمى لها المَرجانُ صَفحةَ خدّهِ
وبكَى عليها اللؤلؤ المَكنون
أعْدى الحَمامَ تأوُّهي من بعدها
فكأنّهُ فيما سَجَعْنَ رَنين
بانوا سراعاً للهوادجِ زفرةً
مما رأينَ وللمطيّ حنين
فكأنما صبغةا الضّحى بقبابهمْ
أو عصْفَرَتْ فيها الخدودَ جُفون
ماذا على حُلَلِ الشّقِيقِ لو أنّهَا
عنْ لابسيها في الخدودِ تبين
لأعطِّشنَّ الرّوضَ بعدهمْ ولا
يرويهِ لي دمعٌ عليهِ هتون
أأُعِيرُ لَحظَ العَينِ بهجةَ منّظَرٍ
وأخُونُهُم إنّي إذاً لَخَؤون
لا الجَوُّ جَوٌّ مُشرِقٌ ولو اكتسَى
زهراً ولا الماءُ المَعينُ مَعين
لا يَبْعَدَنّ إذِ العَبيرُ له ثَرى
والبانُ أيْكٌ والشُّموسُ قَطين
أيّامَ فيهِ العبقريُّ مفوَّفٌ
و السّابريُّ مضاعفٌ موضون
والزاعِبِيَّةُ شُرَّعٌ والمَشْرَفـ
يَّةُ لمَّعٌ والمقرباتُ صفون
و العهدُ منْ لمياءَ إذ لا قومها
خُزْرٌ ولا الحَرْبُ الزَّبونُ زَبون
عَهْدي بذاكَ الجَوّ وهو أسِنّةٌ
وكناسِ ذاكَ الخشفِ وهو عرين
هلْ يدنينّي منه أجردُ سابحٌ
مرِحٌ وجائلةُ النُّسوعِ أمُون
و مهندٌ فيهِ الفرندُ كأنّهُ
ذمرٌ لهُ خلفَ الغرارِ كمين
غضبُ المضارب مقفرٌ من أعينٍ
لكنَهُ من أنْفُسٍ مَسْكُون
قدْ كانَ رشحُ حديدهِ أجلى وما
صاغَتْ مضاربَه الرّقاقَ قُيون
و كأنّما يلقى الضريبةَ دونهُ
بأسُ المُعِزِّ أوِ اسمُهُ المَحزون
هذا معدٌّ والخلائقُ كلَّها
هذا المُعِزُّ متوَّجاً والدّين
هذا ضميرُ النَشأةِ الأولى التّي
بدأ الإلهُ وغيبها المكنون
من أجل هذا قُدّرَ المقدورُ في
أُمّ الكتابِ وكوّنَ التكوين
وبذا تلقّى آدمٌ منْ ربِّهِ
عَفْواً وفاءَ ليُونُسَ اليَقطين
يا أرضُ كيفَ حملتِ ثِنْيَ نجادهِ
والنصرُ أعظَمُ منكِ والتّمكين
حاشا لما حملّت تحمل مثلهُ
أرضٌ ولكنّ السّماءَ تعينُ
لو يلتقي الطّوفانُ قبلُ وجودهُ
لم يُنْجِ نُوحاً فُلْكُهُ المشْحون
لو أنَّ هذا الدَّهرَ يبطشُ بطشهُ
لم يعقُبِ الحركاتِ منْهُ سُكُون
الرّوْضُ ما قدْ قيلَ في أيّامِهِ
لا أنّهُ وَردٌ ولا نِسْرين
و المسكُ ما لثمَ الثرى من ذكرهِ
لا أنّ كلّ قرارةٍ دارين
مَلِكٌ كما حُدِّثتَ عنه رأفَةٌ
فالحمرُ ماءٌ والشّراسةُ لين
شِيَمٌ لوَ أنّ اليَمّ أُعطيَ رِفْقَها
لمْ يلتقمْ ذا النُّونُ منهُ النّون
تالله لا ظُلَلُ الغَمام مَعاقِلٌ
تأبى عليهِ ولا النجومُ حصونُ
ووراء حقّ ابن الرّسولِ ضراغمٌ
أُسْدٌ وشهبْاءُ السّلاح مَنونُ
الطّالبانِ: المشرفيّةُ والقنا
و المدركانِ: النّصرُ والتّمكين
و صواهلٌ لا الهضبُ يومَ مغارها
هضبٌ ولا البيدُ الحزون حزون
حيثُ الحمامُ وما لهنّ قوادمٌ
و على الرّيودِ وما لهنَّ وكون
و لهنَّ منْ ورق اللجينِ توجسٌ
ولهنَّ منْ مقلِ الظّباء شفون
فكأنّها تحتَ النّضارِ كواكبٌ
وكأنّها تحْتَ الحَديدِ دُجون
عرفتْ بساعةِ سبقها لا أنّها
علقتْ بها يومَ الرِّهانِ عيون
و أجلُّ علمِ البرق فيها أنّها
مَرّتْ بجانِحَتَيْهِ وهي ظُنونُ
في الغيْثِ شِبهٌ من نَداكَ كأنّما
مسحتْ على الأنواءِ منكَ يمين
أمّا الغِنى فهو الّذي أولَيْتَنَا
فكأنّ جودَكَ بالخلُودِ رَهِين
تَطَأُ الجِيادُ بِنا البُدورَ كأنّها
تحتَ السّنابكِ مرمرٌ مسنون
فالفَيْءُ لا مُتَنَقِّلٌ والحوضُ لا
متكدّرٌ والمنُّ لا ممنون
انْظُرْ إلى الدنْيا بإشفاقٍ فَقَدْ
أرخصتَ هذا العلقَ وهو ثمين
لو يستطيعُ البحرُ لاستعدى على
جَدْوَى يَدَيك وإنّهُ لَقَمِين
أمْدده أو فاصْفَحْ له عَنْ نَيْلِهِ
فلقدْ تخوّفَ أنْ يقالَ ضنين
و أذن لهُ يغرقْ أميّةَ معلناً
ما كلُّ مأذونٍ له مأذون
واعْذِرْ أُمَيّةَ أن تَغَصّ بريقها
فالمُهْلُ ما سُقِيَتْهُ والغِسلين
ألقَتْ بأيدي الذُّلّ مُلقى عَمرِها
بالثّوبِ إذ فغرتْ له صفِّين
قد قادَ أمرَهُمُ وقُلّدَ وقُلّدَ ثَغرَهُمْ
منهم مَهينٌ لا يكادُ يُبين
لتُحكِّمنّكَ أو تزايلُ مِعْصَماً
كَفٌّ ويشخُبُ بالدماء وَتِين
أوَلم تَشُنّ بها وقائعَكَ الّتي
جفَلَتْ وراءَ الهندِ منها الصّين
هل غير أُخرى صَيلَمٌ، إنّ الذي
وقّاكَ تلكَ بأختها لضمينُ
بلْ لو سريتَ إلى الخليجِ بعزمةٍ
سرَتِ الكواكبُ فيه وهي سَفين
لو لم تكُنْ حزْماً أناتُكَ لم يكنْ
للنّار في حجرِ الزّنادِ كمون
قد جاءَ أمرُ اللهِ واقتربَ المدى
من كلِّ مطلّعٍ وحانَ الحين
وَرَمَى إلى البَلدِ الأمينِ بطَرْفِهِ
ملكٌ على سرِّ الإلهِ أمين
لمْ يدرِ ما رجمَ الظّنونِ وإنّما
دُفِعَ القضاء إليْهِ وهو يقِين
كذبتْ رِجالٌ ما دعتْ من حقّكم
ومنَ المقال كأهلهِ مأفون
أبَني لؤيٍّ أينَ فضلُ قديمكِم
بلْ أينَ حلمٌ كالجبالِ رصين
نازعتمُ حقَّ الوصيّ ودونهُ
حرمٌ وحجرٌ مانعٌ وحجون
ناضَلتُموهُ على الخِلافةِ بالّتي
رُدّتْ وفيكُم حَدُّهَا المسنونُ
حرّفتموها عنْ أبي السّبطينِ عنْ
زمعٌ وليس من الهجانِ هجين
لو تَتّقُونَ الله لم يَطمَحْ لها
طرفٌ ولم يشمخ لها عرنين
لكنْكُم كنتم كأهْلِ العِجلِ لم
يحفظ لموسى فيهم هرون
لو تَسألونَ القَبرَ يومَ فَرِحْتُمُ
لأجابَ أنّ محمّداً محزون
ماذا تريدُ من الكتابِ نواصبٌ
ولهُ ظُهورٌ دونها وبُطون
هي بغْيَةٌ أضْلَلْتُموها فارْجِعوا
في آلِ ياسينٍ ثوت ياسين
ردّوا عليهم حكمهمْ فعليهمُ
نزلَ البيانُ وفيهم التّبين
البيتُ بيتُ اللهِ وهو معظّمٌ
والنّور نورُ الله وهو مُبين
والسِّترُ سترُ الغيْبِ وهو مُحجَّبٌ
والسَّرُّ سرُّ الوَحي وهو مَصون
النّورُ أنتَ وكلُّ نورٍ ظلمةٌ
و الفوقُ أنتَ وكلُّ فوقٍ دون
لو كان رأيُكَ شايِعاً في أُمّةٍ
علموا بما سيكونُ قبلَ يكون
أو بشركَ في شعاعِ الشمس لم
يُكسَفْ لها عند الشرُوقِ جَبِين
أو كان سُخطُك عدوةً في السّم لم
يَحْمِلْهُ دونَ لَهاتِهِ التِّنّين
ام تسكن الدّنيا فواقَ بكيّةٍ
إلاّ وأنْتَ لخوفِها تأمين
الله يقبَلُ نِسكَنا عنّا بما
يخرْضِيكَ من هَدْيٍ وأنت مُعين
فَرْضانِ من صوْمٍ وشُكرِ خليفةٍ
هذا بهذا عندنا مقرونُ
فارْزُق عبادَك منكَ فضْلَ شفاعةٍ
واقرب بهمْ زلفى فأنتَ مكين
لكَ حمدنا لا أنّهُ لكَ مفخرٌ
ما قدركَ المنثور والموزون
قد قالَ فيكَ الله ما أنا قائِلٌ
فكأنّ كُلّ قَصِيدَةٍ تَضْمِين
الله يعلَم أنّ رأيَكَ في الوَرى
مأمونُ حزمٍ عندهُ وأمين
و لأنتَ أفضلُ من تشيرُ بجاههِ
تحتَ المِظَلّةِ بالسلام يمين