نص خطاب أسامة بن لادن 20 رجب 1422 هـ – 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001 م

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بسم الله الرحمن الرحيم،


إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِنْ شُرور أنفسنا ومِنْ سيّئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مُضلّ له، ومَنْ يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً صلى الله عليه و سلم عبده ورسوله، أما بعد:


فها هي أمريكا!، قد أصابها الله - سبحانه وتعالى - في مقتلٍ مِنْ مقاتلها!، فدمّر أعظم مبانيها! فللّه الحمد والمنّة.


وها هي أمريكا قد امتلأت رعباً!، مِنْ شمالها إلى جنوبها ومِنْ شرقها إلى غربها، فلله الحمد والمنّة.


وما تذوقه! أمريكا اليوم هو شيءٌ يسيرٌ! ممّا ذقناه منذ عشرات السّنين!، فإنّ أمّتنا منذ بضعٍ وثمانين عاماً تذوق هذا الذّلّ وتذوق هذه المهانة!، فيُقتل أبناؤها وتسفك دماؤها ويعتدى على مقدّساتها وتحكم بغير ما أنزل الله!، ولا سامع ولا مجيب!.


فلمّا أنْ وفّق الله - سبحانه وتعالى - كوكبةً مِنْ كواكب الإسلام، طليعةً من طلائع الإسلام، فتح الله عليهم فدمّروا أمريكا تدميراً - أرجو الله سبحانه وتعالى أنْ يرفع قدرهم، وأنْ يرزقهم الفردوس الأعلى، إنّه وليّ ذٰلك والقادر عليه - فلمّا ردّ هؤلاء عن أبنائهم المستضعفين وعن إخوانهم وأخواتهم في فِلَسْطِينَ وفي كثير من بلاد الإسلام، صاحَ العالَمُ بأسره!، صاحَ الكُفْرُ وتبعه النّفاقُ!!!.


مليون طفل مِنَ الأطفال الأبرياء يُقتلون إلى هذه اللحظة التي أتحدث فيها!، يُقتلون في العراق! بلا ذنْبٍ جنَوْهُ؛ ولا نسمع مُنْكِرٍ، ولا نسمع فتوى مِنْ علماء السّلاطين!.


وفي هذه الأيّام؛ تدخل الدبّابات والمجنزرات اليهوديّة!، لتعيث في فِلَسْطِينَ فساداً، في جِنِينَ وفي رَامَ اللهَ وفي رَفَحَ وفي بَيْتِ جَالاَ، وغيرها مِنْ أرض الإسلام، ولا نسمع مَنْ يرفعُ صوتاً أو يحرّكُ ساكناً!، فإذا جاءَ السّيفُ! بعد ثمانين عاماً على أمريكا، ظهرَ واشرأبّ النّفاق برأسه! يتحسّر ويتحسّف على هؤلاء القتلة!، الّذين عبثوا بدماء وأعراض ومقدّسات المسلمين!، فهؤلاء أقلّ ما يقال فيهم أنّهم فسقةٌ! اتّبعوا الباطل، نصروا الجزّار على الضّحيّة!، نصروا الظّالم على الطّفل البريء!، فحسبنا الله عليهم، وأرانا الله - سبحانه وتعالى - فيهم ما يستحقّون!.


أقول؛ إنّ الأمر واضح وجليّ!، فينبغي على كلّ مسلمٍ بعد هذا الحدث، وبعد أنْ تحدّث كبار المسؤولين! في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ابتداءً برأس الكفْر العالميّ - بوش ومَنْ معه -، وقد خرجوا أشراً وبطراً!، برجالهم وبخيْلهم!، وقد ألّبوا علينا حتّى الدّول الّتي تنتسب إلى الإسلام! - على هذه الفئة، الّتي خرجت تفرّ بدينها إلى الله سبحانه وتعالى، تأبى أنْ تُعطي الدّنيّة في دينها -؛ خرجوا يريدون أنْ يحاربوا الإسلام!، ويزيّفون على النّاس باسم الإرهاب!، شعْبٌ في أقصى الأرض - في اليابان - قُتل منهم مئات الألوف!، صغاراً وكباراً!، فهذه ليست جريمة حرب!، هذه مسألة فيها نظر!، مليون طفل في العراق مسألة فيها نظر!، أمّا عندما قُتل منهم بضعة عشر! في نيروبي ودار السّلام قُصفت أفغانستان وقُصف العراق، ووقف النّفاق بأسره! خلف رأس الكفْر العالميّ - خلف هُبَل العصر "أمريكا" ومَنْ معها -!.


فأقول إنّ هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين!: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه!، وفسطاط كُفْرٍ!! - أعاذنا الله وإيّاكم منه -، فينبغي على كلّ مسلم، أنْ يهبّ لنصرة دينه، وقد هبّت رياح الإيمان، وهبّت رياح التّغيير لإزالة الباطل! مِنْ جزيرة مُحَمد صلى الله عليه و سلم.


وأمّا أمريكا فأقول لها ولشعبها كلمات معدودة!:


أُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ بِلاَ عَمَدٍ!، لَنْ تهنأ أَمْرِيكَا وَلاَ مَنْ يَعِيشُ في أَمْرِيكَا بِالأَمْنِ! قَبْلَ أَنْ نَعِيشَهُ وَاقِعَاً فِي فِلَسْطِينَ وَقَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ جَمِيعُ الْجُيُوشِ الْكَافِرَةِ مِنْ أَرْضِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و سلم.


والله أكبر والعزّة للإسلام،


والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته