نرجو ونطمع أن نعطي مدى العمر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

نرجو ونطمع أن نعطي مدى العمر

​نرجو ونطمع أن نعطي مدى العمر​ المؤلف إبراهيم بن قيس


نرجو ونطمع أن نعطي مدى العمر
والموت يحضرنا في روضة العصر
لو كان يطمع في معشارنا هرم
ضاقت مساجدنا للشيب والحجر
سائل ترى بلداً إلا الشباب بها
حشو وتعجب إن لاقيت ذا كبر
إني لأعجب ممن لا يؤرقه
نوح النوائح بين الصبح والسحر
يا من يغلظ للبنيان طينته
أغسل يديك فقد نوديت للسفر
خل الديار وخل الطين يعمره
من سوف يتركه للريح والمطر
إنا لنعمر دنيانا لنسكنها
هيهات لاسكن فيها سوى الحفر
كم قبلنا أمم كانوا أولي لجب
أضحت مساكنهم وعظا لمعتبر
خلواً معطلة الأقطار قد درست
لولا بقية آرام من الجدر
لم يبلغوا أملاً فيها ولا خرجوا
إلا وأمثل من فيها على خطر
فيهم وهم وبهم وعظ وتذكرة
إِي والمعظم هم وعظ لمذكر
هذا الزمان زمان حيث ما نظرت
عين به وقعت منه على عبر
قل للغرير الذي أبدا نواجده
ضحكاً سيبسم يوم الفصل عن كشر
يوم التغابن لا تدري تساق إِذا
سيق الورى زمراً في أية الزمر
تعصي الإله وترجو الفوز منه غداً
تشكلك أمك من يرمي بلا وتر
من خاف أدلج إِن الخائفين لهم
في الليل همهمة بالذكر والسور
نام الغرير ولكن بات منحدراً
فوق المساجد دمع الخائف الحذر
نام الغرير وما نام الحسيب وما
نام القعيد ولا الداعي إِلى النكر
أبدا الغرير شماتاً لامرئ كثرت
أوصابه ونسى لوّاحة البشر
ليس الشقاوة ما في الدهر من وصب
إِن الشقي هو المنبوذ في سقر
من كان يسحب والأمعاء تتبعه
بين السلاسل والأغلال في سعر
من كان تحت شعاب النار تضربه
بنار فيض صديد منتن قذر
من كان جثته دبراء قد نضجت
بالجمر وهو يلقي الجمر بالدبر
من كان مغترقاً حمى تململه
ينكب من حجر عمداً إِلى حجر
من كان ديباجتاه النار حين يرى
فوق الحديد إِذا قلبن في الزبر
من كان تنهشه الحياة وهو على
ما عنده عطش غرثان ذو ضجر
من كان يأكل زقوماً فيصهر ما
في بطنه قطعاً في القبل والدبر
من كان من قطران لابساً قصماً
نشوي الشوى بصديد الظهر والفقر
من كان أنتن ريحاً ريح جثته
شيباً يرى كلحاً في أقبح الصور
من كان في غمرات الموت يطلب أن
يقضى عليه فما ينجى من الغمر
طافت به ظلل من فوقها ظلل
من تحتها ظلل مسودة القطر
فالجمر يرفعه والقمع يدرعه
والله يسفعه باللفح والشرر
نار إِذا زفرت للغيظ أو شهقت
صاح المقيم بها بالويل والثبر
نار إِذا زجرت واشتد زاجرها
لم تبق باقية فيها ولم تدر
دار مصائبها ما أن لها أبداً
حين وما أن بها جبر لمنكسر
طالت بها حسرات الهالكين بها
دار الهوان ودار البؤس والضرر
قد ياس ساكنها أن لا يرى فرحاً
بعد استغاث فلم يرحم ولم يجر
ألا يقال له هذا بما كسبت
أمس يداك فذق وامكث بها وبر
ما للانام على الرحمن من حجج
بعد الكتاب وما للناس من عذر
إِن الذي جعل التقوى مطيته
في الدهر يصبح في الفردوس ذا أثر
يضحى يعانق أبكاراً مسوّرة
بيضاً كواعب أتراباً على سرر
حوراً نواعم عيناً خرداً عرباً
يبسمن عن درر يرمقن عن حور
خمص الحشا هيفا ريث الخطا قطفاً
نواعم الجسم مثل البيض في الخدر
يمشين في ميل ما ذاك من كسل
إلا لرجرجة الأكفال في الأزر
يسحبن بين مصاريع الخيام معاً
في العبقري ذيول السندس الزهر
إِن الكواعب ما منهن كاعبة
إِلاَّ ترقرق في روض القبا الخضر
تسقي غضارتها رياً طراوتها
ماء الشباب الذي ما أن يزال طري
بيضاء ناضرة بين النضار تضي
في نضرة نظرت في ناضر النضر
غراء زاهرة زهراء تقصر عن
أشراقها زهرات الشمس والقمر
نجلاء في كحل كحلاء في دعج
دعجاء في حور حوراء في فتر
فرعاء لو سقطت أثوابها اعتقرت
في فرعها الرجل المغدودر العكر
ترخي إِذا كشف المحبور مقنعها
عند العتاق قناع الغنج والخفر
في جنة سطعت أنوارها وجرت
أنهارها خلل الأشجار والقطر
في جنة بسقت حيطانها ودنت
أغصانها ذللاً بالظل والثعر
في جنة نفحت بالمسك بين يدي
ريحانها ونسيم الروح في الشجر
في جنة آمنت واطمأنت وسخت
فيها النفوس من الآفات والغير
طوبى لساكنها إِذ صار مغتبطاً
فيها بمقعد صدق عند مقتدر
طوبى لساكنها إِذ صار مغتبطاً
فيها بها وبما فيها من الخير
طوبى لساكنها إِذ صار مغتبطاً
بالخلد في نعم تبقى بلا كدر
طوبى لساكنها إِذ صار مغتبطاً
فوق الرفارف ذا ملك وذا خطر
طوبى لساكنها طابت له سكناً
طوبى له وله الطوبى مع البشر
طوبى لساكنها طوبى لقاطنها
طوبى لواطنها طوباه بالظفر
فاز السعيد بها والفوز نحلته
طاعات من فرض الطاعات في الزبر
والخطو حيث تداجي القوم في دمها
تحت الرحا قدماً في المعرك العكر
حيث أرجحن سحاب الحرب وانهمرت
أمطاره برقاق الزرق والبتر
حيث استقر وأضحى بالرجال على
حوض المنون عقاب الحتف والقدر
ثم الوسائل إِن القاصرات إِذا
صار القنا حطباً أشرقن في الخمر
ثم الوسائل أين اليوم طالبها
أين امرؤ نجد شهم الفؤاد جري
لهفي بما علقت نفسي بما علقت
لو مسعداً يرد الأهوال في أثري
مات الألى النجد الشم الذرى وبقى
من ليس يحسن حمل البيض والخطر
إني لمن أمم عن دينهم قعدوا
خوف العصاة ومن أمثالهم لبري
إِني لمن أمم لا يغضبون إِذا
ما حرمة هتكت راحت إِلى أخر
أفّ لأهل زمان يعبدون به
من كان معتدياً أو ظالماً ختر
أف لأهل زمان ما دعوتهم
للخير فابتدروا إلا إِلى انتظر
من لي بمن نزع الآجال عن أملي
ممن ولدت فليل الخلف منتظري
من لي بمن نزع الآجال عن أملي
حتى أخفف بعض الوزر عن بشري
أشكو إلى الملك الديان ثم إلى
نجلي شحيب هما من بعده وزري
شيخ الوفاء علي ذي الوفاء أخي
شيخ الوفاء علي ذي العلا الوتر
يا أيها العلمان الأزهران خذا
قولي على مهل واستوضحا خبري
إني دعوت إلى الرحمن في زمن
فيه الهدى دارس مستطمس الأثر
فاشتد ساعده إذ قمت وارتفعت
راياته وأضا في البدو والحضر
ثم اتكث محن الدنيا علي ولم
تقدم لدي جنود الصبر والظفر
قام العصاة بثار الجور واحتلفوا
باللّه لا نصروا حقاً مدى العمر
فاسترهبت لهم الأخيار وارتعدت
بعد استنارتها زند الهدى ووري
لكن أراد تعلى اللّه يخبرنا
كالرسل والخلفا في سالف العصر
فاليوم نحن على أمر الحسود وقد
أحببت نصركما بالراي والبشر
فاستوصيا أخوي اليوم وائتمرا
بالنصر إنكما ركني ومنتصري
قوماً بحفدكما إياي لا تنيا
لا زلتما دركي عان ومفتقر
جودا اشددا عضدي بل انشرا خبري
شدا قوى عمدي عودا أقضيا وطري
فالمرؤ اخوته لا غير اخوته
أكنافه فإذا خانوه لم يطر
لا تجزعا طرفاً فيما أؤمل من
يكفيكما لحريص أو لغير دري
إن الزمان زمان قل مثلكما
فيه فأصبح من ثوب الوفاء عري
من شاور الكرما في الجود جاد وما
عند اللئام له رأي سوى اعتذر
حاشا كما لكما الاجلال فضلكما
باد وجودكما في العسر واليسر
لكنني رجل لم ألق منتجباً
إلا وخزت بأشعاري فلم يثر
والحي يألم من وخز المقال ولا
تضني المضارب لحم الميت النخر
واللّه اسأله غفرانه لكما
والخلد في غرفات الخلد في نهر
مع أحمد صلوات اللّه جل على
خير البرية بالآصال والبكر