من سنين القمطرير
المظهر
شبدع بمنه على الأشياء قدير
ومولج الليل من بعد النهار
ومروي أغصان ذي كانت ضمير
ومسقي الأرض من مزن العبار
أرويتها واصبح الظامر حضير
واحييتها بعدما كانت قفار
فنسالك فك عسري باليسير
يامن إليك مرجعي ثم المصار
يا عالمي في نياتي والضمير
عالم سرائر خفيه واجتهار
رءوف رحمن على العالم قدير
خلقت للآخرة جنه ونار
نساءلك يا جابر العظم الكسير
قل عثرنا يا مقيل العثار
يارب أنت الغني وانا الفقير
جد بالغنى بعد هذا الافتقار
لأن كمن غني يصبح فقير
وبعدها فلت الدنيا وسار
لكن تنجو بعون الله القدير
تعد بلادك ولك فيها اختيار
واحذر شقيقك كما قال الحذير
لا ينكث العهد لعاب القمار
شريف من كوكبان يقتل أسير
نطق به الفال ومالي به اختبار
حنيني اليوم على الصقر العسير
والبيض تبكي عليه من كل دار
و جنة الخلد له فيها مصير
ذاك الضريح صار للمشرق مزار
ويخرج اسمه من الجمل الصغير
سته وعشرين فجمل يا ذكار
ويلبث الجيش بعده في يسير
من باب صنعا إلى داخل ضمار
وبعد قد صار أمره مستدير
على جميع البلد في الإءتمار
فيظهر الجور على الناس المجير
حتى ينالون منه الاضطرار
دولة غوى لا تكن فيها غرير
قد يبطل الحق فيها باغترار
لكن نسأل من الله القدير
يحجي علينا بحلمه باقتدار
حاشاه يرضى علينا في نكير
ولكن الامر للعبد اختيار
لا حول لا حول فالناقد بصير
هو يعلم الحكم فينا كيف صار
أهالي وصاب فاسمعوا قول المشير
منكم فواجب سماع المستشار
فاسمعوا النصح من هذا الحقير
وان كنت أنا عندكم في احتقار
حذر حذر إنني فيكم حذير
من دولة غاوية تأتي غيار
من كان حاذق فلا يحتج نذير
ولا يفيد السخيف الانحذار
هذا ومن كان للظالم نصير
منكم فما نصرته إلا اختسار
هذي طريقان يكون فيها المسير
هذي إلى الفوز وهذي للدمار
فاختر لنفسك وكن فيها بصير
تنجو اذا سرت في أحسن سيار
في الدن لا بد من فتنة تشير
والمسلمي قد تغشاها بثار
وصاب لا بد من مقدم كبير
عليه والمسلمي نال العزار
تظلم عليهم كما الليل الغدير
وبعدها شايجي ضوء النهار
والدن انا لخمر والفحش الكبير
يا غارة الله ما هذا النكار
ويشربوا الخمر فيها نصف زير
وكم فواحش صغائرها كبار
فلا رعا الله ربا الدن يا خبير
ولا رعا أهله ولا تلك الديار
قد كان معقل فما مثله نضير
والآن صير إلى بئس المصار
دجاجه الويز تظهر والشقير
في الدن ترطن يجاوبها هزار
نعمان له روضه تزهر زهير
فيها لفواكه وأفنان الثمار
نعمان كان فيه غزال ترعا هجير
ومنهم اصطادها الباز اجتهار
وإلى البنادر فلا بد أن تسير
ويلبس اللول والبز السوار
وكم وكم قد تخضب بالعبير
وتخضب المسك في تلك الضفار
وهذا ومن كان يفهم ما أشير
منكم فيأخذ كلامي بافتكار
أنا ابن مطحن وما نا من سحير
فما يكون من كلامي اعتذار
كم في أصاب من أمور تظهر تغير
تركت أنا ذكرها في اختصار
يا ملقني أخبر بما قال الضمير
وأعلم الناس سرا واجتهار
واكتم لماهاضه البحر الغزير
لا تخبر إلا به أهل الانسرار
وقلهم به حوادث تستطير
تبدي على الناس من ناس شرار
وقلهم يحذروا السحر المكير
من كل ساحر من أهل الانسحار
قد استعانوا بسحر مسحير
والمسلمين بالدخان والانفطار
يسترهبوا الناس بسحر أهل السعير
يستوقدوا في قلوب الناس نار
وكم تولوا مشيراً في مشير
ويحشدوا الجيش للمشرق مسار
يهيئوا القوم إلى صعدة المسير
ولا لهم للوصول فيها اقتدار
آجال تستاق لمن عمره قصير
عيني ترى الدم يطير منهم طيار
بظع السنين قد تولاها سبير
وبعدها شايكون الانفراد
كان الشريعة لها حكماً منير
واليوم في وقتهم صارة غدار
يلقوا بحكم الشريعة وسط بير
يغرق ولا لك بنزعه انتصار
وحكمهم عن شقيره والمقير
حكم الطلاق عندهم مثل الظهار
إلى وقع حكم قالوا جِه وسير
ويصرفوا الحكم ما يصلح غيار
تكيل نفسك كما كيل الشعير
تطلع وتنزل وكم تحسب مرار
تسير وترجع إلى جمب السرير
تذهب فلوسك وتكسب لك بوار
فما تجد حق لك ساع الصخير
ما يحصل الحق ولو كلت السبار
إذا معك حق فاحفر له حفير
والا فاختم عليه في وسط غار
كم في المجالس جليس يصبح قهير
يضجر ويندم على ما قد أشار
انضر إلى الظالمين أين المصير
بين السجون يسجنوا فيها دهار
يا شيخ صنعا سيفنى ذا المصير
قدر الصعود شايكون الانحدار