معاوية بن أبي سفيان - ألا يا سعد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألا يا سعد

ألاَ يا سعدُ ، قد أظهـرتَ شكّـاً *** وشَكُّ الـمرءِ فِي الأحـداثِ داءُ

عَلَى أَيِّ الأمـورِ وقفـتَ حَقّـاً *** يُـرَى أو بـاطـلاً ، فَلَـهُ دواءُ

وقَدْ قـالَ النّبِـيّ، وحَـدّ حـدّاً *** يُحِلّ بـه مـن النـاسِ الدّمـاءُ

ثَـلاثٌ : قـاتِـلٌ نفسـاً وزانٍ *** ومُرْتَـدّ مَضَـى فيـه القَضَـاءُ

فإنْ يكـنِ الإمـامُ يَلُـمّ مِنْـها *** بِواحِـدَةٍ فَـلَـيـسَ لَـهُ وَلاءُ

وإلاّ فالـذي جِـئْـتُـمْ حَـرَامٌ *** وقـاتِـلُـهُ، وخـاذِلـه سـواءُ

وهـذا حُكْمُـهُ، لا شَـكّ فيـه *** كمـا أنّ السّمـاءَ هِي السّمـاءُ

وخيـرُ القولِ ما أوجـزتَ فيـه *** وفِـي إكثـاركَ الـدّاءُ العَيَـاءُ

أبا عَمْروٍ ، دَعَوْتُـكُ فِي رِجـالٍ *** فجـازَ عَراقِـيَ الدّلْـوِ الرّشـاءُ

فَأمّـا إذْ أبيـتَ فليـسَ بَيْنـي *** وبينَكَ حُرْمَـةٌ ، ذَهَـبَ الرّجـاءُ

سِوى قولي إذا اجتمعـت قريـشٌ *** عَلَـى سَعْـدٍ مِـنَ اللهِ الـعَفَـاءُ