انتقل إلى المحتوى

مسند الدارمي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
مسند (أبي محمد عبد الله) الدارمي
المعروف بـسنن الدارمي
بسم الله الرحمن الرحيم

(المقدمة)

اللهم صل على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رب يسر وأعن

أخبرنا الشيخ المسند أبو الوقت عبد الله بن عيسى بن شعيب السجزي الهروي قراءة عليه، أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي قراءة عليه في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وأربع مئة، أخبرنا أبو محمد بعد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي قراءة عليه سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة، أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس السمرقندي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي رحمه الله قال:

باب ما كان عليه الناس قبل مبعث النبي من الجهل والضلالة

1 حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال يا رسول الله أيؤاخذ الرجل بما عمل في الجاهلية قال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما كان عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر.

2 أخبرنا الوليد بن النضر الرملي، عن مسرة بن معبد، من بني الحارث بن أبي الحرام من لخم عن الوضين، أن رجلا أتى النبي فقال يا رسول الله إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان فكنا نقتل الأولاد وكانت عندي ابنة لي فلما أجابت وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها فدعوتها يوما فاتبعتني فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد فأخذت بيدها فرديت بها في البئر وكان آخر عهدي بها أن تقول يا أبتاه يا أبتاه فبكى رسول الله حتى وكف دمع عينيه فقال له رجل من جلساء رسول الله أحزنت رسول الله فقال له كف فإنه يسأل عما أهمه ثم قال له أعد علي حديثك فأعاده فبكى حتى وكف الدمع من عينيه على لحيته ثم قال له إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك.

3 أخبرنا هارون بن معاوية، عن إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن الأعمش، عن مجاهد قال: حدثني مولاي أن أهله بعثوا معه بقدح فيه زبد ولبن إلى آلهتهم قال فمنعني أن آكل الزبد لمخافتها قال فجاء كلب فأكل الزبد وشرب اللبن ثم بال على الصنم وهو إساف ونائلة. قال هارون: كان الرجل في الجاهلية إذا سافر حمل معه أربعة أحجار ثلاثة لقدره والرابع يعبده ويربي كلبه ويقتل ولده.

4 حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا ريحان، هو ابن سعيد السامي، حدثنا عباد، هو ابن منصور عن أبي رجاء قال كنا في الجاهلية إذا أصبنا حجرا حسنا عبدناه وإن لم نصب حجرا جمعنا كثبة من رمل ثم جئنا بالناقة الصفي فتفاج عليها فنحلبها على الكثبة حتى نرويها ثم نعبد تلك الكثبة ما أقمنا بذلك المكان. قال أبو محمد: الصفي الكثيرة الألبان.

باب صفة النبي في الكتب قبل مبعثه

5 أخبرنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن أبي صالح قال قال كعب نجده مكتوبا محمد رسول الله لا فظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر وأمته الحمادون يكبرون الله عز وجل على كل نجد ويحمدونه في كل منزلة ويتأزرون على أنصافهم ويتوضئون على أطرافهم مناديهم ينادي في جو السماء صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء لهم بالليل دوي كدوي النحل ومولده بمكة ومهاجره بطابة وملكه بالشام.

6 حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد، هو ابن يزيد عن سعيد، هو ابن أبي هلال، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن ابن سلام، أنه كان يقول إنا لنجد صفة رسول الله إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويتجاوز ولن أقبضه حتى نقيم الملة المتعوجة بأن تشهد أن لا إله إلا الله يفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا. قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعبا يقول مثل ما قال ابن سلام.

7 أخبرنا زيد بن عوف قال: وحدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ذكوان أبي صالح، عن كعب: في السطر الأول محمد رسول الله عبدي المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام وفي السطر الثاني محمد رسول الله أمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء يحمدون الله في كل منزلة ويكبرون على كل شرف رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ويأتزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم وأصواتهم بالليل في جو السماء كأصوات النحل.

8 أخبرنا مجاهد بن موسى، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا معاوية بن صالح، عن أبي فروة عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول الله في التوراة فقال كعب نجده محمد بن عبد الله يولد بمكة ويهاجر إلى طابة ويكون ملكه بالشام وليس بفحاش ولا صخاب في الأسواق ولا يكافئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته الحمادون يحمدون الله في كل سراء وضراء ويكبرون الله على كل نجد يوضئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم يصفون في صلواتهم كما يصفون في قتالهم دويهم في مساجدهم كدوي النحل يسمع مناديهم في جو السماء.

9 أخبرنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية بن الوليد الميثمي، حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير الحضرمي، أن رسول الله قال: لقد جاءكم رسول إليكم ليس بوهن ولا كسل ليختن قلوبا غلفا ويفتح أعينا عميا ويسمع آذانا صما ويقيم ألسنة عوجا حتى يقال لا إله إلا الله وحده.

10 أخبرنا محمد بن يزيد الحزامي، حدثنا إسحق بن سليمان، عن عمرو بن أبي قيس، عن عطاء قال: كان رجل من أصحاب النبي له إليه حاجة فمشى معه حتى دخل قال فإحدى رجليه في البيت والأخرى خارجه كأنه يناجي فالتفت فقال أتدري من كنت أكلم إن هذا ملك لم أره قط قبل يومي هذا استأذن ربه أن يسلم علي، قال إنا آتيناك أو أنزلنا القرآن فصلا والسكينة صبرا والفرقان وصلا.

11 أخبرنا مجاهد بن موسى، حدثنا ريحان، هو ابن سعيد حدثنا عباد، هو ابن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة عن عطية، أنه سمع ربيعة الجرشي يقول أتي النبي فقيل له لتنم عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك قال فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي قال فقيل لي سيد بنى دارا فصنع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد قال فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة.

12 أخبرنا الحسن بن علي، حدثنا أبو أسامة، عن جعفر بن ميمون التميمي، عن أبي عثمان النهدي أن رسول الله خرج إلى البطحاء ومعه ابن مسعود فأقعده وخط عليه خطا ثم قال لا تبرحن فإنه سينتهي إليك رجال فلا تكلمهم فإنهم لن يكلموك فمضى رسول الله حيث أراد ثم جعلوا ينتهون إلى الخط لا يجاوزونه ثم يصدرون إلى النبي حتى إذا كان من آخر الليل جاء إلي فتوسد فخذي وكان إذا نام نفخ في النوم نفخا، فبينا رسول الله متوسد فخذي راقد إذ أتاني رجال كأنهم الجمال عليهم ثياب بيض الله أعلم ما بهم من الجمال حتى قعد طائفة منهم عند رأسه وطائفة منهم عند رجليه فقالوا بينهم ما رأينا عبدا أوتي مثل ما أوتي هذا النبي إن عينيه لتنامان وإن قلبه ليقظان اضربوا له مثلا سيد بنى قصرا ثم جعل مأدبة فدعا الناس إلى طعامه وشرابه ثم ارتفعوا واستيقظ رسول الله عند ذلك فقال لي أتدري من هؤلاء قلت الله ورسوله أعلم قال هم الملائكة قال وهل تدري ما المثل الذي ضربوه قلت الله ورسوله أعلم قال الرحمن بنى الجنة فدعا إليها عباده فمن أجابه دخل جنته ومن لم يجبه عاقبه وعذبه.

باب كيف كان أول شأن النبي

13 أخبرنا نعيم بن حماد، حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد السلمي، أنه حدثهم وكان من أصحاب رسول الله أن رسول الله قال له رجل: كيف كان أول شأنك يا رسول الله قال: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال الآخر نعم فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه ائتني بماء ثلج فغسل به جوفي ثم قال ائتني بماء برد فغسل به قلبي ثم قال ائتني بالسكينة فذره في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه حصه فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة ثم قال أحدهما لصاحبه اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة قال رسول الله فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم فقال لو أن أمته وزنت به لمال بهم ثم انطلقا وتركاني قال رسول الله وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت أن يكون قد التبس بي فقالت أعيذك بالله فرحلت بعيرا لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغتنا إلى أمي فقالت أديت أمانتي وذمتي وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك وقالت إني رأيت حين خرج مني يعني نورا أضاءت منه قصور الشام.

14 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا أبو داود، حدثنا جعفر بن عثمان القرشي، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله كيف علمت أنك نبي حتى استيقنت فقال يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو قال نعم قال فزنه برجل فوزنت به فوزنته ثم قال فزنه بعشرة فوزنت بهم فرجحتهم ثم قال زنه بمائة فوزنت بهم فرجحتهم ثم قال زنه بألف فوزنت بهم فرجحتهم كأني أنظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان قال فقال أحدهما لصاحبه لو وزنته بأمته لرجحها.

15 أخبرنا إسمعيل بن خليل، حدثنا علي بن مسهر، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح قال كان النبي يناديهم يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة.

باب ما أكرم الله به نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن

16 أخبرنا محمد بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبو حيان، عن عطاء، عن ابن عمر، قال: كنا مع رسول الله في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله أين تريد قال إلى أهلي قال هل لك في خير قال وما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله قال ومن يشهد على ما تقول قال هذه السلمة فدعاها رسول الله وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت ثلاثا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال إن اتبعوني أتيتك بهم وإلا رجعت فكنت معك.

17 أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسمعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال: خرجت مع النبي في سفر وكان لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يرى فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجر ولا علم فقال يا جابر اجعل في إداوتك ماء ثم انطلق بنا قال فانطلقنا حتى لا نرى فإذا هو بشجرتين بينهما أربع أذرع فقال يا جابر انطلق إلى هذه الشجرة فقل يقل لك الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما فرجعت إليها فجلس رسول الله خلفهما ثم رجعتا إلى مكانهما فركبنا مع رسول الله ورسول الله بيننا كأنما علينا الطير تظلنا فعرضت له امرأة معها صبي لها فقالت يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثلاث مرار قال فتناول الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال اخسأ عدو الله أنا رسول الله اخسأ عدو الله أنا رسول الله ثلاثا ثم دفعه إليها فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك المكان فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها كبشان تسوقهما فقالت يا رسول الله اقبل مني هديتي فوالذي بعثك بالحق ما عاد إليه بعد فقال خذوا منها واحدا وردوا عليها الآخر قال ثم سرنا ورسول الله بيننا كأنما علينا الطير تظلنا فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين سماطين خر ساجدا فحبس رسول الله وقال علي الناس من صاحب الجمل فإذا فتية من الأنصار قالوا هو لنا يا رسول الله قال فما شأنه قالوا استنينا عليه منذ عشرين سنة وكانت به شحيمة فأردنا أن ننحره فنقسمه بين غلماننا فانفلت منا قال بيعونيه قالوا لا بل هو لك يا رسول الله قال أما لي فأحسنوا إليه حتى يأتيه أجله قال المسلمون عند ذلك يا رسول الله نحن أحق بالسجود لك من البهائم قال لا ينبغي لشيء أن يسجد لشيء ولو كان ذلك كان النساء لأزواجهن.

18 حدثنا يعلى، حدثنا الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر بن عبد الله قال: أقبلنا مع رسول الله حتى دفعنا إلى حائط في بني النجار فإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه فذكروا ذلك للنبي فأتاه فدعاه فجاء واضعا مشفره على الأرض حتى برك بين يديه فقال هاتوا خطاما فخطمه ودفعه إلى صاحبه ثم التفت فقال ما بين السماء إلى الأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والإنس.

19 أخبرنا الحجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا فمسح رسول الله صدره ودعا فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى.

20 حدثنا محمد بن سعيد، أخبرنا يحيى بن أبي بكير العبدي، عن إبراهيم بن طهمان، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله : إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن.

21 حدثنا فروة، حدثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني، عن إسمعيل السدي، عن عباد أبي يزيد، عن علي بن أبي طالب قال: كنا مع النبي بمكة فخرجنا معه في بعض نواحيها فمررنا بين الجبال والشجر فلم نمر بشجرة ولا جبل إلا قال السلام عليك يا رسول الله.

22 أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن رجل من مزينة أو جهينة، قال: صلى رسول الله الفجر فإذا هو بقريب من مائة ذئب قد أقعين وفود الذئاب فقال لهم رسول الله ترضخوا لهم شيئا من طعامكم وتأمنون على ما سوى ذلك فشكوا إلى رسول الله الحاجة قال فآذنوهن قال فآذنوهن فخرجن ولهن عواء.

23 أخبرنا إسحق بن إبراهيم، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى رسول الله وهو جالس حزين وقد تخضب بالدم من فعل أهل مكة من قريش فقال جبريل يا رسول الله هل تحب أن أريك آية قال نعم فنظر إلى شجرة من ورائه فقال ادع بها فدعا بها فجاءت وقامت بين يديه فقال مرها فلترجع فأمرها فرجعت فقال رسول الله حسبي حسبي.

24 أخبرنا إسحق بن إبراهيم، حدثنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: أتى رجل من بني عامر رسول الله فقال رسول الله ألا أريك آية قال بلى قال فاذهب فادع تلك النخلة فدعاها فجاءت تنقز بين يديه قال قل لها ترجع قال لها رسول الله ارجعي فرجعت حتى عادت إلى مكانها فقال يا بني عامر ما رأيت رجلا كاليوم أسحر منه.

باب ما أكرم الله النبي من تفجير الماء من بين أصابعه

25 أخبرنا إسمعيل بن إبراهيم، حدثنا شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: دعا النبي بلالا فطلب بلال الماء ثم جاء فقال لا والله ما وجدت الماء فقال النبي فهل من شن فأتاه بشن فبسط كفيه فيه فانبعثت تحت يديه عين قال فكان ابن مسعود يشرب وغيره يتوضأ.

26 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي قال: قال جابر بن عبد الله غزونا أو سافرنا مع رسول الله ونحن يومئذ بضعة عشر ومائتان فحضرت الصلاة فقال رسول الله هل في القوم من طهور فجاء رجل يسعى بإداوة فيها شيء من ماء ليس في القوم ماء غيره فصبه رسول الله في قدح ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم انصرف وترك القدح فركب الناس ذلك القدح وقالوا تمسحوا تمسحوا فقال رسول الله على رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك فوضع رسول الله كفه في الماء والقدح وقال بسم الله ثم قال أسبغوا الطهور فوالذي هو ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون عيون الماء تخرج من بين أصابعه فلم يرفعها حتى توضئوا أجمعون.

27 أخبرنا أبو الوليد الطيالسي وسعيد بن الربيع، قالا حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة وحصين، سمعا سالم بن أبي الجعد يقول سمعت جابر بن عبد الله قال: أصابنا عطش فجهشنا فانتهينا إلى رسول الله فوضع يده في تور فجعل يفور كأنه عيون من خلل أصابعه وقال اذكروا اسم الله فشربنا حتى وسعنا وكفانا وفي حديث عمرو بن مرة فقلنا لجابر كم كنتم قال كنا ألفا وخمس مائة ولو كنا مائة ألف لكفانا.

28 أخبرنا محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا الجعد أبو عثمان، حدثنا أنس بن مالك، حدثنا جابر بن عبد الله قال: شكا أصحاب رسول الله إلى رسول الله العطش فدعا بعس فصب فيه ماء ووضع رسول الله يده فيه قال فجعلت أنظر إلى الماء ينبع عيونا من بين أصابع رسول الله والناس يستقون حتى استقى الناس كلهم.

29 أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن اسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: سمع عبد الله بخسف فقال كنا أصحاب محمد نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا إنا بينما نحن مع رسول الله وليس معنا ماء فقال رسول الله اطلبوا من معه فضل ماء فأتي بماء فصبه في الإناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله تعالى فشربنا، وقال عبد الله: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.

30 أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو الجواب، عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: زلزلت الأرض على عهد عبد الله فأخبر بذلك فقال إنا كنا أصحاب محمد نرى الآيات بركات وأنتم ترونها تخويفا بينا نحن مع رسول الله في سفر إذ حضرت الصلاة وليس معنا ماء إلا يسير فدعا رسول الله بماء في صحفة ووضع كفه فيه فجعل الماء ينبجس من بين أصابعه ثم نادى حي على الوضوء والبركة من الله فأقبل الناس فتوضئوا وجعلت لا هم لي إلا ما أدخله بطني لقوله والبركة من الله. فحدثت به سالم بن أبي الجعد فقال كانوا خمس عشرة مائة.

باب ما أكرم النبي بحنين المنبر

31 أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا معاذ بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر حن الجذع حتى أتاه فمسحه.

32 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا تميم بن عبد المؤمن، حدثنا صالح بن حيان، حدثني ابن بريدة، عن أبيه قال: كان النبي إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائما للنبي فكان النبي إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان ورد المدينة فرآه قائما إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يليه من الناس لو أعلم أن محمدا يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه فإن شاء جلس ما شاء وإن شاء قام فبلغ ذلك النبي فقال ائتوني به فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع هي الآن في منبر المدينة فوجد النبي في ذلك راحة فلما فارق النبي الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له جزع الجذع فحن كما تحن الناقة حين فارقه النبي فزعم ابن بريدة عن أبيه أن النبي حين سمع حنين الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال اختر أن أغرسك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من انهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت فزعم أنه سمع من النبي وهو يقول له نعم قد فعلت مرتين فسئل النبي فقال اختار أن أغرسه في الجنة.

33 أخبرنا محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كان رسول الله يقوم إلى جذع قبل أن يجعل المنبر فلما جعل المنبر حن ذلك الجذع حتى سمعنا حنينه فوضع رسول الله يده عليه فسكن.

34 حدثنا محمد بن كثير، حدثنا سليمان بن كثير، عن يحيى بن سعيد، عن حفص بن عبيد الله، عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي يخطب إلى خشبة فلما صنع المنبر فجلس عليه رسول الله حنت حنين العشار حتى وضع رسول الله يده عليها فسكنت.

35 أخبرنا فروة، حدثنا يحيى بن زكريا، عن أبيه، عن أبي إسحق عن سعيد بن أبي كرب، عن جابر بن عبد الله قال: حنت الخشبة حنين الناقة الخلوج.

36 أخبرنا زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: كان رسول الله يصلي إلى جذع ويخطب إليه إذ كان المسجد عريشا فقال له رجل من أصحابه ألا نجعل لك عريشا تقوم عليه يراك الناس يوم الجمعة وتسمع من خطبتك قال نعم فصنع له الثلاث درجات هن اللواتي على المنبر فلما صنع المنبر ووضع في موضعه الذي وضعه فيه رسول الله قال: فلما جاء رسول الله يريد المنبر مر عليه فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدع وانشق فرجع إليه رسول الله فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر قال فكان إذا صلى صلى إليه فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب فلم يزل عنده حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا.

37 حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد قال كان رسول الله يخطب إلى لزق جذع فأتاه رجل رومي فقال أصنع لك منبرا تخطب عليه فصنع له منبرا هذا الذي ترون قال فلما قام عليه النبي يخطب حن الجذع حنين الناقة إلى ولدها فنزل إليه رسول الله فضمه إليه فسكن فأمر به أن يحفر له ويدفن.

38 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الصعق قال: سمعت الحسن يقول لما أن قدم النبي، المدينة جعل يسند ظهره إلى خشبة ويحدث الناس فكثروا حوله فأراد النبي أن يسمعهم فقال ابنوا لي شيئا أرتفع عليه قالوا كيف يا نبي الله قال عريش كعريش موسى فلما أن بنوا له قال الحسن حنت والله الخشبة قال الحسن سبحان الله هل تبتغى قلوب قوم سمعوا. قال أبو محمد: يعني هذا.

39 أخبرنا الحجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، أن النبي كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن الجذع فاحتضنه فسكن وقال لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة. أخبرنا الحجاج بن منهال حدثنا حماد عن ثابت عن أنس بمثله.

40 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا المسعودي، عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: حنت الخشبة التي كان يقوم عندها فقام رسول الله إليها فوضع يده عليها فسكنت.

41 أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحق بن أبي طلحة، حدثنا أنس بن مالك، أن النبي كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس فجاءه رومي فقال ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة فلما قعد نبي الله على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد حزنا على رسول الله فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله سكن ثم قال أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله فأمر به رسول الله فدفن.

باب ما أكرم به النبي في بركة طعامه

42 أخبرنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عبد الواحد بن أيمن المكي، عن أبيه قال: قلت لجابر بن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله سمعته منه أرويه عنك فقال جابر كنا مع رسول الله يوم الخندق نحفره فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم طعاما ولا نقدر عليه فعرضت في الخندق كدية فجئت إلى رسول الله فقلت يا رسول الله هذه كدية قد عرضت في الخندق فرششنا عليها الماء فقام النبي وبطنه معصوب بحجر فأخذ المعول أو المسحاة ثم سمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل فلما رأيت ذلك من رسول الله قلت يا رسول الله ايذن لي قال فأذن لي فجئت امرأتي فقلت ثكلتك أمك فقلت قد رأيت من رسول الله شيئا لا صبر لي عليه فهل عندك من شيء فقالت عندي صاع من شعير وعناق قال فطحنا الشعير وذبحنا العناق وسلختها وجعلتها في البرمة وعجنت الشعير ثم رجعت إلى النبي فلبثت ساعة ثم استأذنته الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن فأمرتها بالخبز وجعلت القدر على الأثاثي، قال أبو عبد الرحمن إنما هي الأثافي ولكن هكذا قال، ثم جئت النبي فقلت إن عندنا طعيما لنا فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فقال وكم هو قلت صاع من شعير وعناق فقال ارجع إلى أهلك وقل لها لا تنزع القدر من الأثافي ولا تخرج الخبز من التنور حتى آتي ثم قال للناس قوموا إلى بيت جابر قال فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله فقلت لامرأتي ثكلتك أمك قد جاءك رسول الله بأصحابه أجمعين فقالت أكان النبي سألك كم الطعام فقلت نعم فقالت الله ورسوله أعلم قد أخبرته بما كان عندنا قال فذهب عني بعض ما كنت أجد وقلت لقد صدقت فجاء النبي فدخل ثم قال لأصحابه لا تضاغطوا ثم برك على التنور وعلى البرمة قال فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة فنثرد ونغرف لهم وقال النبي ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية فإذا أكلوا كشفنا عن التنور وكشفنا عن البرمة فإذا هما أملأ ما كانا فلم نزل نفعل ذلك كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما أملأ ما كانا حتى شبع المسلمون كلهم وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله إن الناس قد أصابتهم مخمصة فكلوا وأطعموا فلم نزل يومنا ذلك نأكل ونطعم. قال وأخبرني أنهم كانوا ثمان مائة أو قال ثلاث مائة، قال أيمن لا أدري أيهما قال.

43 أخبرنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله، هو ابن عمرو عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أنس بن مالك قال: أمر أبو طلحة أم سليم أن تجعل لرسول الله طعاما يأكل منه قال ثم بعثني أبو طلحة إلى رسول الله فأتيته فقلت بعثني إليك أبو طلحة فقال للقوم قوموا فانطلق وانطلق القوم معه فقال أبو طلحة يا رسول الله إنما صنعت طعاما لنفسك خاصة فقال لا عليك انطلق قال فانطلق وانطلق القوم قال فجيء بالطعام فوضع رسول الله يده وسمى عليه ثم قال ائذن لعشرة قال فأذن لهم فقال كلوا باسم الله فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا ثم وضع يده كما صنع في المرة الأولى وسمى عليه ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فقال كلوا باسم الله فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا حتى فعل ذلك بثمانين رجلا قال وأكل رسول الله وأهل البيت وتركوا سؤرا.

44 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان، هو العطار حدثنا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبيد أنه طبخ للنبي قدرا فقال له ناولني الذراع وكان يعجبه الذراع فناوله الذراع ثم قال ناولني الذراع فناوله ذراعا ثم قال ناولني الذراع فقلت يا نبي الله وكم للشاة من ذراع فقال والذي نفسي بيده أن لو سكت لأعطيت أذرعا ما دعوت به.

45 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن الأسود، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله إلى المشركين ليقاتلهم فقال أبي عبد الله يا جابر لا عليك أن تكون في نظاري أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير أمرنا فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن تقتل بين يدي قال فبينما أنا في النظارين إذ جاءت عمتي بأبي وخالي لتدفنهما في مقابرنا فلحق رجل ينادي إن النبي يأمركم أن تردوا القتلى فتدفنوها في مضاجعها حيث قتلت فرددناهما فدفناهما في مضجعهما حيث قتلا فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال يا جابر بن عبد الله لقد أثار أباك عمال معاوية فبدا فخرج طائفة منهم فانطلقت إليه فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير إلا ما لم يدع القتيل قال فواريته وترك أبي عليه دينا من التمر فاشتد علي بعض غرمائه في التقاضي فأتيت رسول الله فقلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم كذا وكذا وإنه ترك عليه دينا من التمر وإنه قد اشتد علي بعض غرمائه في الطلب فأحب أن تعينني عليه لعله أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام المقبل قال نعم آتيك إن شاء الله قريبا من وسط النهار قال فجاء ومعه حواريوه قال فجلسوا في الظل وسلم رسول الله واستأذن ثم دخل علينا قال وقد قلت لامرأتي إن رسول الله جائي اليوم وسط النهار فلا يرينك ولا تؤذي رسول الله في شيء ولا تكلميه ففرشت فراشا ووسادة ووضع رأسه فنام فقلت لمولى لي اذبح هذه العناق وهي داجن سمينة فالوحى والعجل افرغ منها قبل أن يستيقظ رسول الله وأنا معك فلم نزل فيها حتى فرغنا منها وهو نائم فقلت إن رسول الله حين يستيقظ يدعو بطهوره وأنا أخاف إذا فرغ أن يقوم فلا يفرغ من طهوره حتى يوضع العناق بين يديه فلما استيقظ قال يا جابر ايتني بطهور قال نعم فلم يفرغ من وضوئه حتى وضعت العناق بين يديه قال فنظر إلي فقال كأنك قد علمت حبنا اللحم ادع أبا بكر ثم دعا حوارييه قال فجيء بالطعام فوضع قال فوضع يده وقال بسم الله كلوا فأكلوا حتى شبعوا وفضل منها لحم كثير وقال والله إن مجلس بني سلمة لينظرون إليهم هو أحب إليهم من اعينهم ما يقربونه مخافة أن يؤذوه ثم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه وكان يقول خلوا ظهري للملائكة قال فاتبعتهم حتى بلغت سقفة الباب فأخرجت امرأتي صدرها وكانت ستيرة فقالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي قال صلى الله عليك وعلى زوجك ثم قال ادعوا لي فلانا للغريم الذي اشتد علي في الطلب فقال أنس جابرا طائفة من دينك الذي على أبيه إلى هذا الصرام المقبل قال ما أنا بفاعل قال واعتل وقال إنما هو مال يتامى فقال رسول الله أين جابر قال قلت أنا ذا يا رسول الله قال كل له من العجوة فإن الله تعالى سوف يوفيه فرفع رأسه إلى السماء فإذا الشمس قد دلكت قال الصلاة يا أبا بكر قال فاندفعوا إلى المسجد فقلت لغريمي قرب أوعيتك فكلت له من العجوة فوفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا قال فجئت أسعى إلى رسول الله في مسجده كأني شرارة فوجدت رسول الله قد صلى فقلت يا رسول الله إني قد كلت لغريمي تمره فوفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا فقال رسول الله أين عمر بن الخطاب قال فجاء يهرول قال سل جابر بن عبد الله عن غريمه وتمره قال ما أنا بسائله قد علمت أن الله سوف يوفيه إذ أخبرت أن الله سوف يوفيه فردد عليه وردد عليه هذه الكلمة ثلاث مرات كل ذلك يقول ما أنا بسائله وكان لا يراجع بعد المرة الثالثة فقال ما فعل غريمك وتمرك قال قلت وفاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا فرجعت إلى امرأتي فقلت ألم أكن نهيتك أن تكلمي رسول الله في بيتي فقالت تظن أن الله تعالى يورد نبيه في بيتي ثم يخرج ولا أسأله الصلاة علي وعلى زوجي.

باب ما أعطي النبي من الفضل

46 أخبرنا إسحق بن إبراهيم، أخبرنا يزيد بن أبي حكيم، حدثني الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إن الله فضل محمدا على الأنبياء وعلى أهل السماء فقالوا يا ابن عباس بم فضله على أهل السماء قال إن الله قال لأهل السماء ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين الآية وقال الله لمحمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قالوا فما فضله على الأنبياء قال قال الله عز وجل {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} الآية وقال الله عز وجل لمحمد {وما أرسلناك إلا كافة للناس} فأرسله إلى الجن والإنس.

47 أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جلس ناس من أصحاب النبي ينتظرونه فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون فتسمع حديثهم فإذا بعضهم يقول عجبا إن الله اتخذ من خلقه خليلا فإبراهيم خليله وقال آخر ماذا بأعجب من وكلم الله موسى تكليما وقال آخر فعيسى كلمة الله وروحه وقال آخر وآدم اصطفاه الله فخرج عليهم فسلم وقال قد سمعت كلامكم وعجبكم أن إبراهيم خليل الله وهو كذلك وموسى نجيه وهو كذلك وعيسى روحه وكلمته وهو كذلك وآدم اصطفاه الله تعالى وهو كذلك ألا وأنا حبيب الله ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يحرك بحلق الجنة ولا فخر فيفتح الله فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر.

48 حدثنا سعيد بن سليمان، عن منصور بن أبي الأسود، عن ليث، عن الربيع بن أنس، عن أنس، قال: قال رسول الله : أنا أولهم خروجا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنصتوا وأنا مستشفعكم إذا حبسوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور.

49 أخبرنا عبد الله بن عبد الحكم المصري، حدثنا بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن صالح، هو ابن عطاء بن خباب مولى بني الدئل عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، أن النبي قال: أنا قائد المرسلين ولا فخر وأنا خاتم النبيين ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر.

50 حدثنا محمد بن عباد، حدثنا سفيان، هو ابن عيينة عن ابن جدعان، عن أنس، أن النبي قال: أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها قال أنس كأني أنظر إلى يد رسول الله يحركها وصف لنا سفيان كذا وجمع أبو عبد الله أصابعه وحركها قال وقال له ثابت مسست يد رسول الله بيدك قال نعم قال فأعطنيها أقبلها.

51 أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل، عن أنس، قال: قال رسول الله : أنا أول شافع في الجنة.

52 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يزيد، هو ابن عبد الله بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول: إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر وآتي باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون من هذا فأقول أنا محمد فيفتحون لي فأدخل فأجد الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة فأجد الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي أمتي يا رب فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة وفرغ من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي في النار مع أهل النار فيقول أهل النار ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئا فيقول الجبار فبعزتي لأعتقنهم من النار فيرسل إليهم فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيدخلون في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فيقول الجبار بل هؤلاء عتقاء الجبار.

53 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني عن ابن غنم قال: نزل جبريل على رسول الله فشق بطنه ثم قال جبريل قلب وكيع فيه أذنان سميعتان وعينان بصيرتان محمد رسول الله المقفي الحاشر خلقك قيم ولسانك صادق ونفسك مطمئنة. قال أبو محمد: وكيع يعني شديدا.

54 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، عن عروة بن رويم عن عمرو بن قيس، أن رسول الله قال: إن الله أدرك بي الأجل المرحوم واختصر لي اختصارا فنحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة وإني قائل قولا غير فخر إبراهيم خليل الله وموسى صفي الله وأنا حبيب الله ومعي لواء الحمد يوم القيامة وإن الله عز وجل وعدني في أمتي وأجارهم من ثلاث لا يعمهم بسنة ولا يستأصلهم عدو ولا يجمعهم على ضلالة.

باب ما أكرم النبي بنزول الطعام من السماء

55 حدثنا محمد بن المبارك، حدثنا معاوية بن يحيى، حدثنا أرطاة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب قال: سمعت مسلمة السكوني، وقال غير محمد سلمة السكوني، قال بينما نحن عند رسول الله إذ قال قائل يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء قال نعم أتيت بطعام قال يا نبي الله هل كان فيه من فضل قال نعم قال فما فعل به قال رفع إلى السماء وقد أوحي إلي أني غير لابث فيكم إلا قليلا ثم تلبثون حتى تقولوا متى متى ثم تأتوني أفنادا يفني بعضكم بعضا بين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل.

56 أخبرنا عثمان بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي العلاء، عن سمرة بن جندب، أن رسول الله أتي بقصعة من ثريد فوضعت بين يدي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة يقوم قوم ويجلس آخرون فقال رجل لسمرة بن جندب أما كانت تمد فقال سمرة من اي شيء تعجب ما كانت تمد إلا من ها هنا وأشار بيده إلى السماء.

باب في حسن النبي

57 حدثنا محمد بن سعيد، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، عن أشعث بن سوار، عن أبي إسحق عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله في ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر قال فلهو كان أحسن في عيني من القمر.

58 أخبرنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، حدثني إسمعيل بن إبراهيم ابن أخي، موسى عن عمه، موسى بن عقبة عن كريب، عن ابن عباس قال: كان رسول الله أفلج الثنيتين إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه.

59 أخبرنا محمود بن غيلان، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مسعر، عن عبد الملك بن عمير قال: قال ابن عمر ما رأيت أحدا أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله .

60 أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أسامة بن زيد، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء صفي لنا رسول الله فقالت يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة.

61 أخبرنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ وما مسست حريرة ولا ديباجة ألين من كفه ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحته مسكة ولا غيرها.

62 أخبرنا أبو النعمان، أخبرنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله فما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء صنعته لم صنعت كذا وكذا أو هلا صنعت كذا وكذا وقال لا والله ما مسست بيدي ديباجا ولا حريرا ألين من يد رسول الله ولا وجدت ريحا قط أو عرفا كان أطيب من عرف أو ريح رسول الله .

63 أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدثنا أبو بكر، عن حبيب بن خدرة قال: حدثني رجل من بني حريش قال كنت مع أبي حين رجم رسول الله ماعز بن مالك فلما أخذته الحجارة أرعبت فضمني إليه رسول الله فسال علي من عرق إبطه مثل ريح المسك.

64 حدثنا أبو نعيم، حدثنا زهير، عن أبي إسحق عن البراء قال: سأله رجل قال أرأيت كان وجه رسول الله مثل السيف قال لا مثل القمر.

65 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان رسول الله يعرف بالليل بريح الطيب.

66 أخبرنا مالك بن إسمعيل، حدثنا إسحق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي، أخبرنا المغيرة بن عطية، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي لم يسلك طريقا أو لا يسلك طريقا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه أو قال من ريح عرقه.

باب ما أكرم الله به النبي من كلام الموتى

67 أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا محمد بن عمرو الليثي، عن أبي سلمة قال كان رسول الله يأكل الهدية ولا يقبل الصدقة فأهدت له امرأة من يهود خيبر شاة مصلية فتناول منها وتناول منها بشر بن البراء ثم رفع النبي يده ثم قال إن هذه تخبرني أنها مسمومة فمات بشر بن البراء فأرسل إليها النبي ما حملك على ما صنعت فقالت إن كنت نبيا لم يضرك شيء وإن كنت ملكا أرحت الناس منك فقال في مرضه ما زلت من الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أبهري.

68 أخبرنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها للنبي فأخذ النبي منها الذراع فأكل منها وأكل الرهط من أصحابه معه ثم قال لهم النبي ارفعوا أيديكم وأرسل النبي إلى اليهودية فدعاها فقال لها أسممت هذه الشاة فقالت نعم ومن أخبرك فقال النبي أخبرتني هذه في يدي الذراع قالت نعم قال فماذا أردت إلى ذلك قالت قلت إن كان نبيا لم يضره وإن لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله ولم يعاقبها وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة واحتجم النبي على كاهله من اجل الذي أكل من الشاة حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن والشفرة وهو من بني ثمامة وهم حي من الأنصار.

69 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال لما فتحنا خيبر أهديت لرسول الله شاة فيها سم فقال رسول الله اجمعوا لي من كان ها هنا من اليهود فجمعوا له فقال لهم رسول الله إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه قالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله من أبوكم قالوا أبونا فلان فقال رسول الله كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت وبررت فقال لهم هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفت في آبائنا فقال لهم رسول الله فمن أهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها قال لهم رسول الله اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا نعم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال ما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك وإن كنت نبيا لم يضرك.

باب في سخاء النبي

70 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: ما سئل النبي شيئا قط فقال لا. قال أبو محمد: قال ابن عيينة إذا لم يكن عنده وعد.

71 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا أبو داود الطيالسي، عن زمعة، عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: كان رسول الله حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه.

72 أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا عبد الرحمن بن محمد، عن محمد بن إسحق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن رجل من العرب قال زحمت رسول الله يوم حنين وفي رجلي نعل كثيفة فوطئت بها على رجل رسول الله فنفحني نفحة بسوط في يده وقال بسم الله أوجعتني قال فبت لنفسي لائما أقول أوجعت رسول الله قال: فبت بليلة كما يعلم الله فلما أصبحنا إذا رجل يقول أين فلان قال قلت هذا والله الذي كان مني بالأمس قال فانطلقت وأنا متخوف فقال لي رسول الله إنك وطئت بنعلك على رجلي بالأمس فأوجعتني فنفحتك نفحة بالسوط فهذه ثمانون نعجة فخذها بها.

73 أخبرنا يعقوب بن حميد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري قال: إن جبريل قال ما في الأرض أهل عشرة أبيات إلا قلبتهم فما وجدت أحدا أشد إنفاقا لهذا المال من رسول الله .

باب في تواضع رسول الله

74 حدثنا محمد بن حميد، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الحسين بن واقد، عن يحيى بن عقيل، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما حاجتهما.

باب في وفاة النبي

75 حدثنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال: قال العباس رضي الله تعالى عنه لأعلمن ما بقاء رسول الله فينا فقال يا رسول الله إني رأيتهم قد آذوك وآذاك غبارهم فلو اتخذت عريشا تكلمهم منه فقال لا أزال بين أظهرهم يطئون عقبي وينازعوني ردائي حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم قال فعلمت أن بقاءه فينا قليل.

76 أخبرنا الحكم بن موسى، حدثنا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن داود بن علي قال: قيل يا رسول الله ألا نحجبك فقال لا دعوهم يطئون عقبي وأطأ أعقابهم حتى يريحني الله منهم.

77 أخبرنا زكريا بن عدي، حدثنا حاتم بن إسمعيل، عن انيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر فاستوى عليه واتبعناه قال والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا ثم قال إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة قال فلم يفطن لها أحد غير أبي بكر فذرفت عيناه فبكى ثم قال بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله قال ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة.

78 أخبرنا خليفة بن خياط، حدثنا بكر بن سليمان، حدثنا ابن إسحق، حدثني عبد الله بن عمر بن علي بن عدي، عن عبيد مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو، عن أبي مويهبة مولى رسول الله قال: قال لي رسول الله إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه في جوف الليل فلما وقف عليهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة أشد من الأولى ثم أقبل علي فقال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي قلت بأبي أنت وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله في وجعه الذي مات فيه.

79 أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله فاطمة فقال قد نعيت إلي نفسي فبكت فقال لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقا بي فضحكت فرآها بعض أزواج النبي فقلن يا فاطمة رأيناك بكيت ثم ضحكت قالت إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت فقال لي لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي فضحكت وقال رسول الله {إذا جاء نصر الله والفتح} وجاء أهل اليمن هم أرق أفئدة والإيمان يمان والحكمة يمانية.

80 أخبرنا الحكم بن المبارك، حدثنا محمد بن سلمة، عن ابن إسحق، عن يعقوب بن عتبة، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، قالت رجع إلي النبي ذات يوم من جنازة من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا وأنا أقول وا رأساه قال بل أنا يا عائشة وا رأساه قال وما ضرك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت لكأني بك والله لو فعلت ذلك لرجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك قالت فتبسم رسول الله ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه.

81 أخبرنا فروة بن أبي المغراء، حدثنا إبراهيم بن مختار، عن محمد بن إسحق، عن محمد بن كعب، عن عروة، عن عائشة، قالت قال النبي في مرضه صبوا علي سبع قرب من سبع آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم قالت فأقعدناه في مخضب لحفصة فصببنا عليه الماء صبا أو شننا عليه شنا الشك من قبل محمد بن إسحق فوجد راحة فخرج فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه واستغفر للشهداء من أصحاب أحد ودعا لهم ثم قال أما بعد فإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم إلا في حد ألا إن عبدا من عباد الله قد خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر وظن أنه يعني نفسه فقال النبي على رسلك يا أبا بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم امرأ أفضل عندي يدا في الصحبة من أبي بكر.

82 أخبرنا سعيد بن منصور، حدثنا فليح بن سليمان، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت أوذن رسول الله بالصلاة في مرضه فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ثم أغمي عليه فلما سري عنه قال هل أمرتن أبا بكر يصلي بالناس فقلت إن أبا بكر رجل رقيق فلو أمرت عمر فقال أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر يصلي بالناس فرب قائل متمن ويأبى الله والمؤمنون.

83 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة قال: توفي رسول الله يوم الاثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد حتى دفن ليلة الأربعاء وقالوا إن رسول الله لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى فقام عمر فقال إن رسول الله لم يمت ولكن عرج بروحه كما عرج بروح موسى والله لا يموت رسول الله حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما يوعد ويقول فقام العباس فقال إن رسول الله قد مات وإنه لبشر وإنه يأسن كما يأسن البشر أي قوم فادفنوا صاحبكم فإنه أكرم على الله من ان يميته إماتتين أيميت أحدكم إماتة ويميته إماتتين وهو أكرم على الله من ذلك أي قوم فادفنوا صاحبكم فإن يك كما تقولون فليس بعزيز على الله أن يبحث عنه التراب إن رسول الله والله ما مات حتى ترك السبيل نهجا واضحا فأحل الحلال وحرم الحرام ونكح وطلق وحارب وسالم ما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها رءوس الجبال يخبط عليها العضاه بمخبطه ويمدر حوضها بيده بأنصب ولا أدأب من رسول الله كان فيكم أي قوم فادفنوا صاحبكم قال وجعلت أم أيمن تبكي فقيل لها يا أم أيمن تبكي على رسول الله قال:ت إني والله ما أبكي على رسول الله ألا أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا ولكني أبكي على خبر السماء انقطع قال حماد خنقت العبرة أيوب حين بلغ ها هنا.

84 أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد الدمشقي، حدثنا شعيب، هو ابن إسحق حدثنا الأوزاعي، حدثني يعيش بن الوليد، حدثني مكحول، أن النبي قال: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب.

85 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا فطر، عن عطاء، قال: قال رسول الله : إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب.

86 حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن أبيه قال: ما سمعت ابن عمر يذكر النبي قط إلا بكى.

87 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن فاطمة، قالت يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب وقالت يا أبتاه من ربه ما أدناه وا أبتاه جنة الفردوس مأواه وا أبتاه إلى جبريل ننعاه وا أبتاه أجاب ربا دعاه. قال حماد: حين حدث ثابت بكى، وقال ثابت: حين حدث أنس بكى.

88 حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، وذكر النبي، قال: شهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله وشهدته يوم موته فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله .

89 حدثنا عبد الله بن مطيع، حدثنا هشيم، عن أبي عبد الجليل، عن أبي حريز الأزدي قال قال عبد الله بن سلام للنبي يا رسول الله إنا نجدك يوم القيامة قائما عند ربك وأنت محمارة وجنتاك مستحي من ربك مما أحدثت أمتك من بعدك.

90 أخبرنا القاسم بن كثير قال: سمعت عبد الرحمن بن شريح يحدث عن أبي الأسود القرشي، عن أبي قرة مولى أبي جهل عن أبي هريرة عن النبي أن هذه السورة لما أنزلت على رسول الله إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا قال رسول الله ليخرجن منها أفواجا كما دخلوه أفواجا.

91 أخبرني أبو بكر المصري، عن سليمان أبي أيوب الخزاعي، عن يحيى بن سعيد الأموي، عن معروف بن خربوذ المكي، عن خالد بن معدان قال: دخل عبد الله بن الأهتم على عمر بن عبد العزيز مع العامة فلم يفجأ عمر إلا وهو بين يديه يتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله خلق الخلق غنيا عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم والناس يومئذ في المنازل والرأي مختلفون فالعرب بشر تلك المنازل أهل الحجر وأهل الوبر وأهل الدبر يحتاز دونهم طيبات الدنيا ورخاء عيشها لا يسألون الله جماعة ولا يتلون له كتابا ميتهم في النار وحيهم أعمى نجس مع ما لا يحصى من المرغوب عنه والمزهود فيه فلما أراد الله أن ينشر عليهم رحمته بعث إليهم رسولا من انفسهم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم صلى الله عليه وعليه السلام ورحمة الله وبركاته فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه ومعه كتاب من الله ناطق لا يقدم إلا بأمره ولا يرحل إلا بإذنه فلما أمر بالعزمة وحمل على الجهاد انبسط لأمر الله لوثه فأفلج الله حجته وأجاز كلمته وأظهر دعوته وفارق الدنيا تقيا نقيا ثم قام بعده أبو بكر فسلك سنته وأخذ سبيله وارتدت العرب أو من فعل ذلك منهم فأبى أن يقبل منهم بعد رسول الله إلا الذي كان قابلا انتزع السيوف من اغمادها وأوقد النيران في شعلها ثم ركب بأهل الحق أهل الباطل فلم يبرح يقطع أوصالهم ويسقي الأرض دماءهم حتى أدخلهم في الذي خرجوا منه وقررهم بالذي نفروا عنه وقد كان أصاب من مال الله بكرا يرتوي عليه وحبشية أرضعت ولدا له فرأى ذلك عند موته غصة في حلقه فأدى ذلك إلى الخليفة من بعده وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبه ثم قام بعده عمر بن الخطاب فمصر الأمصار وخلط الشدة باللين وحسر عن ذراعيه وشمر عن ساقيه وأعد للأمور أقرانها وللحرب آلتها فلما أصابه قين المغيرة بن شعبة أمر ابن عباس يسأل الناس هل يثبتون قاتله فلما قيل قين المغيرة بن شعبة استهل يحمد ربه أن لا يكون أصابه ذو حق في الفيء فيحتج عليه بأنه إنما استحل دمه بما استحل من حقه وقد كان أصاب من مال الله بضعة وثمانين ألفا فكسر لها رباعه وكره بها كفالة أولاده فأداها إلى الخليفة من بعده وفارق الدنيا تقيا نقيا على منهاج صاحبيه ثم إنك يا عمر بني الدنيا ولدتك ملوكها وألقمتك ثدييها ونبت فيها تلتمسها مظانها فلما وليتها ألقيتها حيث ألقاها الله هجرتها وجفوتها وقذرتها إلا ما تزودت منها فالحمد لله الذي جلا بك حوبتنا وكشف بك كربتنا فامض ولا تلتفت فإنه لا يعز على الحق شيء ولا يذل على الباطل شيء أقول قولي وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات قال أبو أيوب فكان عمر بن عبد العزيز يقول في الشيء قال لي ابن الأهتم امض ولا تلتفت.

باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته

92 حدثنا أبو النعمان، حدثنا سعيد بن زيد، حدثنا عمرو بن مالك النكري، حدثنا أبو الجوزاء، أوس بن عبد الله قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.

93 أخبرنا مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي ثلاثا ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي فذكر معناه.

94 حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد، هو ابن يزيد عن سعيد، هو ابن أبي هلال عن نبيه بن وهب، أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله فقال كعب ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه.

باب اتباع السنة

95 أخبرنا أبو عاصم، أخبرنا ثور بن يزيد، حدثني خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن عرباض بن سارية قال: صلى لنا رسول الله صلاة الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم والمحدثات فإن كل محدثة بدعة. وقال أبو عاصم مرة: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة.

96 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.

97 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي قال: بلغني أن أول الدين تركا السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة.

98 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن حسان قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة.

99 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة قال ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف.

100 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال إن أهل الأهواء أهل الضلالة ولا أرى مصيرهم إلا النار فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا أو قال حديثا فيتناهى به الأمر دون السيف وإن النفاق كان ضروبا ثم تلا ومنهم من عاهد الله ومنهم من يلمزك في الصدقات ومنهم الذين يؤذون النبي فاختلف قولهم واجتمعوا في الشك والتكذيب وإن هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف ولا أرى مصيرهم إلا النار. قال حماد ثم قال أيوب عند ذا الحديث أو عند الأول: وكان والله من الفقهاء ذوي الألباب، يعني أبا قلابة.

باب التورع عن الجواب فيما ليس فيه كتاب ولا سنة

101 أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد بن عبد الله، عن عطاء، عن عامر، عن ابن مسعود وحذيفة، أنهما كانا جالسين فجاء رجل فسألهما عن شيء فقال ابن مسعود لحذيفة لأي شيء ترى يسألوني عن هذا قال يعلمونه ثم يتركونه فأقبل إليه ابن مسعود فقال ما سألتمونا عن شيء من كتاب الله تعالى نعلمه أخبرناكم به أو سنة من نبي الله أخبرناكم به ولا طاقة لنا بما أحدثتم.

102 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا المسعودي، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال: ما خطب عبد الله خطبة بالكوفة إلا شهدتها فسمعته يوما وسئل عن رجل يطلق امرأته ثمانية وأشباه ذلك قال هو كما قال ثم قال إن الله أنزل كتابه وبين بيانه فمن أتى الأمر من قبل وجهه فقد بين له ومن خالف فوالله ما نطيق خلافكم.

103 أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة، أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال بن سبرة قال: شهدت عبد الله وأتاه رجل وامرأة في تحريم فقال إن الله قد بين فمن أتى الأمر من قبل وجهه فقد بين ومن خالف فوالله ما نطيق خلافكم.

104 أخبرنا عبد الله بن سعيد، حدثنا حفص، عن أشعث، عن ابن سيرين، أنه كان لا يقول برأيه إلا شيئا سمعه.

105 أخبرنا عبد الله بن سعيد، حدثنا عثام، عن الأعمش قال: ما سمعت إبراهيم يقول برأيه في شيء قط.

106 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة قال: ما قلت برأيي منذ ثلاثون سنة. قال أبو هلال منذ أربعين سنة.

107 حدثنا مخلد بن مالك، حدثنا حكام بن سلم، عن أبي خيثمة عن عبد العزيز بن رفيع قال: سئل عطاء عن شيء قال لا أدري قال قيل له ألا تقول فيها برأيك قال إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي.

108 أخبرنا إسمعيل بن أبان، أخبرني حاتم، هو ابن إسمعيل عن عيسى، عن الشعبي قال: جاءه رجل يسأله عن شيء، فقال كان ابن مسعود يقول فيه كذا وكذا قال أخبرني أنت برأيك فقال ألا تعجبون من هذا أخبرته عن ابن مسعود ويسألني عن رأيي وديني عندي آثر من ذلك والله لأن أتعنى بعنية أحب إلي من ان أخبرك برأيي.

109 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا حاتم، هو ابن إسمعيل عن عيسى، عن الشعبي قال: إياكم والمقايسة والذي نفسي بيده لئن أخذتم بالمقايسة لتحلن الحرام ولتحرمن الحلال ولكن ما بلغكم عن من حفظ من أصحاب محمد فاعملوا به.

110 أخبرنا سعيد بن عامر، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن علقمة قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال إنه طلق امرأته البارحة ثمانيا قال بكلام واحد قال بكلام واحد قال فيريدون أن يبينوا منك امرأتك قال نعم قال وجاءه رجل فقال إنه طلق امرأته مائة طلقة قال بكلام واحد قال بكلام واحد قال فيريدون أن يبينوا منك امرأتك قال نعم فقال عبد الله من طلق كما أمره الله فقد بين الله الطلاق ومن لبس على نفسه وكلنا به لبسه والله لا تلبسون على أنفسكم ونتحمله نحن هو كما تقولون.

111 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم قال: لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعلم حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم.

112 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب قال: سمعت القاسم يسأل قال إنا والله ما نعلم كل ما تسألون عنه ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم.

113 أخبرنا سعيد بن عامر، عن ابن عون قال: سئل القاسم عن شيء قد سماه فقال ما أضطر إلى مشورة وما أنا من ذا في شيء.

114 أخبرنا محمد بن كثير، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى قال: قلت للقاسم ما أشد علي أن تسأل عن الشيء لا يكون عندك وقد كان أبوك إماما قال إن أشد من ذلك عند الله وعند من عقل عن الله أن أفتي بغير علم أو أروي عن غير ثقة.

115 أخبرنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم، عن العوام، عن المسيب بن رافع قال: كانوا إذا نزلت بهم قضية ليس فيها من رسول الله أثر اجتمعوا لها وأجمعوا فالحق فيما رأوا فالحق فيما رأوا أخبرنا عبد الله أخبرنا يزيد عن العوام بهذا.

116 أخبرنا يحيى بن حسان ومحمد بن المبارك، قالا حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا أبو سلمة الحمصي، أن وهب بن عمرو الجمحي حدثه أن النبي قال: لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها فإنكم إن لا تعجلوها قبل نزولها لا ينفك المسلمون وفيهم إذا هي نزلت من إذا قال وفق وسدد وإنكم إن تعجلوها تختلف بكم الأهواء فتأخذوا هكذا وهكذا وأشار بين يديه وعن يمينه وعن شماله.

117 أخبرنا محمد بن المبارك، حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني أبو سلمة، أن النبي سئل عن الأمر يحدث ليس في كتاب ولا سنة فقال ينظر فيه العابدون من المؤمنين.

118 أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون قال: قال القاسم إنكم لتسألونا عن أشياء ما كنا نسأل عنها وتنقرون عن أشياء ما كنا ننقر عنها وتسألون عن أشياء ما أدري ما هي ولو علمناها ما حل لنا أن نكتمكموها.

119 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يزيد، هو ابن أبي حبيب عن عمر بن الأشج، أن عمر بن الخطاب قال: إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله.

120 أخبرنا محمد بن عيينة، حدثنا علي، هو ابن مسهر عن هشام، هو ابن عروة عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير قال: ما زال أمر بني إسرائيل معتدلا ليس فيه شيء حتى نشأ فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم أبناء النساء التي سبت بنو إسرائيل من غيرهم فقالوا فيهم بالرأي فأضلوهم.

باب كراهية الفتيا

121 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حماد بن يزيد المنقري، حدثني أبي قال، جاء رجل يوما إلى ابن عمر فسأله عن شيء، لا أدري ما هو فقال له ابن عمر لا تسأل عما لم يكن فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عما لم يكن.

122 أخبرنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري، كان يقول إذا سئل عن الأمر أكان هذا فإن قالوا نعم قد كان حدث فيه بالذي يعلم والذي يرى وإن قالوا لم يكن قال فذروه حتى يكون.

123 أخبرنا إسحق بن إبراهيم، أخبرنا أبو هشام المخزومي، حدثنا وهيب، حدثنا داود، عن عامر قال: سئل عمار بن ياسر عن مسألة فقال هل كان هذا بعد قالوا لا قال دعونا حتى تكون فإذا كانت تجشمناها لكم.

124 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس قال: قال عمر على المنبر أحرج بالله على رجل سأل عما لم يكن فإن الله قد بين ما هو كائن.

125 أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا ابن فضيل، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس قال: ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن منهن يسألونك عن الشهر الحرام ويسألونك عن المحيض قال ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم.

126 حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن عون، عن عمير بن إسحق قال: لمن أدركت من أصحاب رسول الله أكثر ممن سبقني منهم فما رأيت قوما أيسر سيرة ولا أقل تشديدا منهم.

127 أخبرني العباس بن سفيان، عن زيد بن حباب، أخبرني رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبادة بن نسي الكندي وسئل عن امرأة ماتت مع قوم ليس لها ولي فقال أدركت أقواما ما كانوا يشددون تشديدكم ولا يسألون مسائلكم.

128 أخبرنا العباس بن سفيان، أخبرنا زيد بن حباب، أخبرني رجاء بن أبي سلمة، حدثني خالد بن حازم، عن هشام بن مسلم القرشي قال: كنت مع ابن محيريز بمرج الديباج فرأيت منه خلوة فسألته عن مسألة فقال لي ما تصنع بالمسائل قلت لولا المسائل لذهب العلم قال لا تقل ذهب العلم إنه لا يذهب العلم ما قرئ القرآن ولكن لو قلت يذهب الفقه.

129 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود، عن الشعبي، أن عمر قال: يا أيها الناس إنا لا ندري لعلنا نأمركم بأشياء لا تحل لكم ولعلنا نحرم عليكم أشياء هي لكم حلال إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله لم يبينها لنا حتى مات فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم.

باب من هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع

130 أخبرنا سلم بن جنادة، حدثنا ابن إدريس، عن عمه قال: خرجت من عند إبراهيم فاستقبلني حماد فحملني ثمانية أبواب مسائل فسألته فأجابني عن أربع وترك أربعا.

131 أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن عبد الملك بن أبجر، عن زبيد قال: ما سألت إبراهيم عن شيء إلا عرفت الكراهية في وجهه.

132 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا إسحق بن منصور، عن عمر بن أبي زائدة قال: ما رأيت أحدا أكثر أن يقول إذا سئل عن شيء لا علم لي به من الشعبي.

133 أخبرنا أبو عاصم، عن ابن عون قال: سمعته يذكر، قال: كان الشعبي إذا جاءه شيء اتقى وكان إبراهيم يقول ويقول ويقول. قال أبو عاصم: كان الشعبي في هذا أحسن حالا عند ابن عون من إبراهيم.

134 أخبرنا عبد الله بن سعيد، أخبرنا أحمد بن بشير، حدثنا شعبة، عن جعفر بن إياس قال: قلت لسعيد بن جبير ما لك لا تقول في الطلاق شيئا قال ما منه شيء إلا قد سألت عنه ولكني أكره أن أحل حراما أو أحرم حلالا.

135 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار وما منهم من احد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ولا يسأل عن فتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.

136 حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار، حدثنا أبو بكر، عن داود قال: سألت الشعبي كيف كنتم تصنعون إذا سئلتم قال على الخبير وقعت كان إذا سئل الرجل قال لصاحبه أفتهم فلا يزال حتى يرجع إلى الأول.

137 أخبرنا أحمد بن الحجاج قال: سمعت سفيان، عن ابن المنكدر قال: إن العالم يدخل فيما بين الله وبين عباده فليطلب لنفسه المخرج.

138 أخبرنا محمد بن قدامة، حدثنا أبو أسامة، عن مسعر قال: أخرج إلي معن بن عبد الرحمن كتابا فحلف لي بالله إنه خط أبيه فإذا فيه قال عبد الله والذي لا إله إلا هو ما رأيت أحدا كان أشد على المتنطعين من رسول الله وما رأيت أحدا كان أشد عليهم من أبي بكر وإني لأرى عمر كان أشد خوفا عليهم أو لهم.

139 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا زمعة بن صالح، عن عثمان بن حاضر الأزدي قال: دخلت على ابن عباس فقلت أوصني فقال نعم عليك بتقوى الله والاستقامة، اتبع ولا تبتدع.

140 أخبرنا مخلد بن مالك، أخبرنا النضر بن شميل، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: كانوا يرون أنه على الطريق ما كان على الأثر.

141 أخبرنا يوسف بن موسى، حدثنا أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: ما دام على الأثر فهو على الطريق.

142 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة قال قال عبد الله بن مسعود: تعلموا العلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب أهله، ألا وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق.

143 حدثنا سليمان بن حرب وأبو النعمان، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال قال ابن مسعود: عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب بأصحابه، عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده إنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق.

144 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار، أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال من أنت قال أنا عبد الله صبيغ فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه وقال أنا عبد الله عمر فجعل له ضربا حتى دمي رأسه فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي.

145 أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا حماد بن سلمة ويزيد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة، قالت تلا رسول الله هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فقال رسول الله إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروهم.

146 أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا حفص، عن الأعمش، عن شقيق قال: سئل عبد الله عن شيء فقال إني لأكره أن أحل لك شيئا حرمه الله عليك أو أحرم ما أحله الله لك.

147 أخبرنا محمد بن عيينة، عن أبي إسحق الفزاري عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن حميد بن عبد الرحمن قال: لأن أرده بعيه أحب إلي من ان أتكلف له ما لا أعلم.

148 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، أخبرني ابن عجلان، عن نافع مولى عبد الله أن صبيغا العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال أين الرجل قال في الرحل قال عمر أبصر أيكون ذهب فتصيبك منه العقوبة الموجعة فأتاه به فقال عمر تسأل محدثة وأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ثم عاد له ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود له قال فقال صبيغ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين فاشتد ذلك على الرجل فكتب أبو موسى إلى عمر أن قد حسنت توبته فكتب عمر أن ائذن للناس بمجالسته.

149 أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا إسمعيل بن أبي خالد قال: سمعت عامرا يقول استفتى رجل أبي بن كعب فقال يا أبا المنذر ما تقول في كذا وكذا قال يا بني أكان الذي سألتني عنه قال لا قال أما لا فأجلني حتى يكون فنعالج أنفسنا حتى نخبرك.

150 أخبرنا يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، فأخبرنا عن فراس، عن عامر، عن مسروق قال: كنت أمشي مع أبي بن كعب فقال فتى ما تقول يا عماه في كذا وكذا قال يا ابن أخي أكان هذا قال لا قال فأعفنا حتى يكون.

151 حدثنا عبد الله بن سعيد، حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش قال: كان إبراهيم إذا سئل عن شيء لم يجب فيه إلا جواب الذي سئل عنه.

باب الفتيا وما فيه من الشدة

152 أخبرنا إبراهيم بن موسى، حدثنا ابن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، قال: قال رسول الله : أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار.

153 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن عباس قال: من أحدث رأيا ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة من رسول الله لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله عز وجل.

154 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني بكر بن عمرو المعافري، عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي قال: من أفتي بفتيا من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه.

155 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي سنان عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: من أفتى بفتيا يعمى عليها فإثمها عليه.

156 أخبرنا الحسين بن منصور، حدثنا الحسين بن الوليد، عن وهيب، عن هشام، عن محمد بن سيرين أنه كان لا يفتي في الفرج بشيء فيه اختلاف.

157 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا الصلت بن راشد قال: سألت طاوسا عن مسألة فقال لي كان هذا قلت نعم قال آلله قلت آلله ثم قال إن أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل أنه قال يا أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم ها هنا وها هنا فإنكم إن لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد وإذا قال وفق.

158 حدثنا بشر بن الحكم، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن ابن عباس قال: سألته عن رجل أدركه رمضانان فقال أكان أو لم يكن قال لم يكن بعد فقال اترك بليته حتى تنزل قال فدلسنا له رجلا فقال قد كان فقال يطعم عن الأول منهما ثلاثين مسكينا لكل يوم مسكين.

159 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا إسحق بن سليمان، حدثنا العمري، عن عبيد بن جريج قال: كنت أجلس بمكة إلى ابن عمر يوما وإلى ابن عباس يوما فما يقول ابن عمر فيما يسأل لا علم لي أكثر مما يفتي به.

160 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله: تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه.

161 أخبرنا محمد بن الصلت، حدثنا زهير، عن جعفر بن برقان، حدثنا ميمون بن مهران قال: كان أبو بكر إذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب الله فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى به وإن لم يكن في الكتاب وعلم من رسول الله في ذلك الأمر سنة قضى به فإن أعياه خرج فسأل المسلمين فقال أتاني كذا وكذا فهل علمتم أن رسول الله قضى في ذلك بقضاء فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله فيه قضاء فيقول أبو بكر الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ على نبينا فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله جمع رءوس الناس وخيارهم فاستشارهم فإن أجمع رأيهم على أمر قضى به.

162 أخبرنا إبراهيم بن موسى وعمرو بن زرارة، عن عبد العزيز بن محمد، عن أبي سهيل قال كان على امرأتي اعتكاف ثلاثة أيام في المسجد الحرام فسألت عمر بن عبد العزيز وعنده ابن شهاب قال قلت عليها صيام قال ابن شهاب لا يكون اعتكاف إلا بصيام فقال له عمر بن عبد العزيز أعن النبي قال: لا قال فعن أبي بكر قال لا قال فعن عمر قال لا قال فعن عثمان قال لا قال عمر ما أرى عليها صياما فخرجت فوجدت طاوسا وعطاء بن أبي رباح فسألتهما فقال طاوس كان ابن عباس لا يرى عليها صياما إلا أن تجعله على نفسها قال وقال عطاء ذلك رأيي.

163 حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبو عقيل، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة قال لما قدم أبو سلمة البصرة أتيته أنا والحسن فقال للحسن أنت الحسن ما كان أحد بالبصرة أحب إلي لقاء منك وذلك أنه بلغني أنك تفتي برأيك فلا تفت برأيك إلا أن تكون سنة عن رسول الله أو كتاب منزل.

164 أخبرنا عصمة بن الفضل، حدثنا زيد بن الحباب، عن يزيد بن عقبة، حدثنا الضحاك، عن جابر بن زيد، أن ابن عمر لقيه في الطواف فقال له يا أبا الشعثاء إنك من فقهاء البصرة فلا تفت إلا بقرآن ناطق أو سنة ماضية فإنك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت.

165 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير، عن عبد الله بن مسعود قال: أتى علينا زمان لسنا نقضي ولسنا هنالك وإن الله قد قدر من الأمر أن قد بلغنا ما ترون فمن عرض له قضاء بعد اليوم فليقض فيه بما في كتاب الله عز وجل فإن جاءه ما ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به رسول الله فإن جاءه ما ليس في كتاب الله ولم يقض به رسول الله فليقض بما قضى به الصالحون ولا يقل إني أخاف وإني أرى فإن الحرام بين والحلال بين وبين ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

166 أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: كان ابن عباس إذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله أخبر به فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر فإن لم يكن قال فيه برأيه.

167 أخبرنا محمد بن عيينة، عن علي بن مسهر، عن أبي إسحق عن الشعبي، عن شريح، أن عمر بن الخطاب كتب إليه إن جاءك شيء في كتاب الله فاقض به ولا تلفتك عنه الرجال فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله فاقض بها فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن في سنة رسول الله ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت إن شئت أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدم وإن شئت أن تأخر فتأخر ولا أرى التأخر إلا خيرا لك.

168 حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا شعبة، عن محمد بن عبيد الله الثقفي، عن عمرو بن الحارث ابن أخي المغيرة بن شعبة، عن ناس من أهل حمص من أصحاب معاذ، عن معاذ أن النبي لما بعثه إلى اليمن قال أرأيت إن عرض لك قضاء كيف تقضي قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم يكن في كتاب الله قال فبسنة رسول الله قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله قال أجتهد رأيي ولا آلو قال فضرب صدره ثم قال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله.

169 أخبرنا يحيى بن حماد، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير قال: أحسبه أن عبد الله قال: قد أتى علينا زمان وما نسأل وما نحن هناك وإن الله قدر أن بلغت ما ترون فإذا سئلتم عن شيء فانظروا في كتاب الله فإن لم تجدوه في كتاب الله ففي سنة رسول الله فإن لم تجدوه في سنة رسول الله فما أجمع عليه المسلمون فإن لم يكن فيما أجمع عليه المسلمون فاجتهد رأيك ولا تقل إني أخاف وأخشى فإن الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهة فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك حدثنا يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله نحوه أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا جرير عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بنحوه.

170 حدثنا هارون بن معاوية، عن حفص بن غياث، حدثنا الأعمش قال: قال عبد الله: أيها الناس إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول. قال حفص كنت أسند عن حبيب عن أبي عبد الرحمن ثم دخلني منه شك.

171 أخبرنا محمد بن الصلت، حدثنا ابن المبارك، عن ابن عون، عن محمد قال: قال عمر لأبي مسعود ألم أنبأ أو أنبئت أنك تفتي ولست بأمير، ول حارها من تولى قارها.

باب في الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى

172 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى لمجنون.

173 أخبرنا سعيد بن عامر، عن هشام، عن محمد، عن حذيفة قال: إنما يفتي الناس ثلاثة رجل إمام أو وال ورجل يعلم ناسخ القرآن من المنسوخ قالوا يا حذيفة ومن ذاك قال عمر بن الخطاب أو أحمق متكلف.

174 أخبرنا عبد الله بن سعيد، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان، عن محمد، عن أبي عبيدة بن حذيفة قال قال حذيفة إنما يفتي الناس أحد ثلاثة رجل علم ناسخ القرآن من منسوخه قالوا ومن ذاك قال عمر بن الخطاب قال وأمير لا يجد بدا أو أحمق متكلف ثم قال محمد فلست بواحد من هذين وأرجو أن لا أكون الثالث.

175 أخبرنا جعفر بن عون، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: من علم منكم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل لما لا يعلم الله أعلم فإن العالم إذا سئل عما لا يعلم قال الله أعلم وقد قال الله لرسوله {قل لا أسألكم عليه من اجر وما أنا من المتكلفين}.

176 أخبرنا يزيد بن هارون، حدثنا حميد، عن أبي رجاء عن أبي المهلب، أن أبا موسى قال: في خطبته من علم علما فليعلمه الناس وإياه أن يقول ما لا علم له به فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين.

177 أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري وزاذان، قالا قال علي: وابردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول الله أعلم .

178 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا شريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن علي قال: يا بردها على الكبد أن تقول لما لا تعلم الله أعلم.

179 أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا عمير بن عرفجة، حدثنا رزين أبو النعمان، عن علي بن أبي طالب قال: إذا سئلتم عما لا تعلمون فاهربوا قالوا وكيف الهرب يا أمير المؤمنين قال تقولون الله أعلم.

180 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن منصور، عن مسلم البطين، عن عزرة التميمي قال: قال علي وابردها على الكبد ثلاث مرات قالوا وما ذلك يا أمير المؤمنين قال أن يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول الله أعلم.

181 أخبرنا فروة بن أبي المغراء، أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر، أن رجلا سأله عن مسألة فقال لا علم لي بها فلما أدبر الرجل قال ابن عمر نعم ما قال ابن عمر سئل عما لا يعلم فقال لا علم لي به.

182 حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن الشعبي، قال: لا أدري نصف العلم.

183 أخبرنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد الله العمري، عن نافع، أن رجلا أتى ابن عمر يسأله عن شيء، فقال لا علم لي ثم التفت بعد أن قفا الرجل فقال نعم ما قال ابن عمر سئل عما لا يعلم فقال لا علم لي يعني ابن عمر نفسه.

184 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن مغيرة قال: كان عامر إذا سئل عن شيء يقول لا أدري فإن ردوا عليه قال إن شئت كنت حلفت لك بالله إن كان لي به علم.

185 أخبرنا هارون بن معاوية، عن حفص، عن أشعث، عن ابن سيرين قال: ما أبالي سئلت عما أعلم أو ما لا أعلم لأني إذا سئلت عما أعلم قلت ما أعلم وإذا سئلت عما لا أعلم قلت لا أعلم.

186 حدثنا هارون، عن حفص، عن الأعمش قال: ما سمعت إبراهيم يقول قط حلال ولا حرام إنما كان يقول كانوا يكرهون وكانوا يستحبون.

باب تغير الزمان وما يحدث فيه

187 أخبرنا يعلى، حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا غيرت السنة قالوا ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن قال إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة.

188 أخبرنا عمرو بن عون، عن خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير إذا ترك منها شيء قيل تركت السنة قالوا ومتى ذاك قال إذا ذهبت علماؤكم وكثرت جهلاؤكم وكثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين.

189 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي قال: أنبئت أنه كان يقال ويل للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين للحرمات بالشبهات.

190 أخبرنا صالح بن سهيل مولى يحيى بن أبي زائدة حدثنا يحيى، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله قال: لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي كان قبله أما إني لست أعني عاما أخصب من عام ولا أميرا خيرا من أمير ولكن علماؤكم وخياركم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا ويجيء قوم يقيسون الأمور برأيهم.

191 أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا يحيى بن سليم قال: سمعت داود بن أبي هند، عن ابن سيرين قال: أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس.

192 أخبرنا محمد بن كثير، عن ابن شوذب، عن مطر، عن الحسن، أنه تلا هذه الآية خلقتني من نار وخلقته من طين قال قاس إبليس وهو أول من قاس.

193 أخبرنا عمرو بن عون، حدثنا أبو عوانة، عن إسمعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن مسروق، أنه قال إني أخاف أو أخشى أن أقيس فتزل قدمي.

194 أخبرنا صدقة بن الفضل، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن إسمعيل، عن الشعبي قال: والله لئن أخذتم بالمقاييس لتحرمن الحلال ولتحلن الحرام.

195 أخبرنا الحسن بن بشر، حدثنا أبي، عن إسمعيل، عن عامر، أنه قال كان يقول ما أبغض إلي أرأيت أرأيت يسأل الرجل صاحبه فيقول أرأيت وكان لا يقايس.

196 أخبرنا صدقة بن الفضل، حدثنا يحيى بن سعيد، عن الزبرقان، قال: نهاني أبو وائل أن أجالس أصحاب أرأيت.

197 أخبرنا صدقة بن الفضل، أخبرنا ابن عيينة، عن إسمعيل، عن الشعبي، قال: لو أن هؤلاء كانوا على عهد النبي لنزلت عامة القرآن يسألونك يسألونك.

198 أخبرنا إسمعيل بن أبان، أخبرني محمد، هو ابن طلحة عن ميمون أبي حمزة قال: قال لي إبراهيم يا أبا حمزة والله لقد تكلمت ولو وجدت بدا ما تكلمت وإن زمانا أكون فيه فقيه أهل الكوفة زمان سوء.

199 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: قال عمر إياك والمكايلة يعني في الكلام.

200 أخبرنا حجاج البصري، حدثنا أبو بكر الهذلي، عن الشعبي قال: شهدت شريحا وجاءه رجل من مراد فقال يا أبا أمية ما دية الأصابع قال عشر عشر قال يا سبحان الله أسواء هاتان جمع بين الخنصر والإبهام فقال شريح يا سبحان الله أسواء أذنك ويدك فإن الأذن يواريها الشعر والكمة والعمامة فيها نصف الدية وفي اليد نصف الدية ويحك إن السنة سبقت قياسكم فاتبع ولا تبتدع فإنك لن تضل ما أخذت بالأثر قال أبو بكر فقال لي الشعبي يا هذلي لو أن أحنفكم قتل وهذا الصبي في مهده أكان ديتهما سواء قلت نعم قال فأين القياس.

201 أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد، عن ربيعة بن يزيد قال: قال معاذ بن جبل يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه المرأة والصبي والرجل فيقول الرجل قد قرأت القرآن فلم أتبع والله لأقومن به فيهم لعلي أتبع فيقوم به فيهم فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم أتبع وقد قمت به فيهم فلم أتبع لأختصرن في بيتي مسجدا لعلي أتبع فيختصر في بيته مسجدا فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم أتبع وقمت به فيهم فلم أتبع وقد اختصرت في بيتي مسجدا فلم أتبع والله لآتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله ولم يسمعوه عن رسول الله لعلي أتبع قال معاذ فإياكم وما جاء به فإن ما جاء به ضلالة.

باب في كراهية أخذ الرأي

202 أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا مالك، هو ابن مغول قال قال لي الشعبي ما حدثوك هؤلاء عن رسول الله فخذ به وما قالوه برأيهم فألقه في الحش .

203 أخبرني العباس بن سفيان، عن زيد بن حباب، أخبرني رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يقول: قد رضيت من أهل زماني هؤلاء أن لا يسألوني ولا أسألهم إنما يقول أحدهم أرأيت أرأيت.

204 أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله يوما خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.

205 أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ولا تتبعوا السبل} قال: البدع والشبهات.

206 أخبرنا الحكم بن المبارك، أخبرنا عمرو بن يحيى قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال إن عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم. فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.

207 أخبرنا يعلى، حدثنا الأعمش، عن حبيب، عن أبي عبد الرحمن قال: قال عبد الله: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.

208 أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثنا يحيى بن سليم، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن أفضل الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.

209 أخبرنا محمد بن عيينة، عن أبي إسحق الفزاري عن اسلم المنقري، عن بلاد بن عصمة قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول وكان إذا كان عشية الخميس لليلة الجمعة قام فقال: إن أصدق القول قول الله وإن أحسن الهدي هدي محمد والشقي من شقي في بطن أمه وإن شر الروايا روايا الكذب وشر الأمور محدثاتها وكل ما هو آت قريب.

210 أخبرني محمد بن عيينة، عن أبي إسحق الفزاري عن ليث، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: ما أخذ رجل ببدعة فراجع سنة.

211 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، عن النبي أنه قال: إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين.

212 أخبرنا أحمد بن عبد الله أبو الوليد الهروي، حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن حية بنت أبي حية، قالت دخل علينا رجل بالظهيرة فقلت يا عبد الله من أين أقبلت قال أقبلت أنا وصاحب لي في بغاء لنا فانطلق صاحبي يبغي ودخلت أنا أستظل بالظل وأشرب من الشراب فقمت إلى لبينة حامضة ربما قالت فقمت إلى ضيحة حامضة فسقيته منها فشرب وشربت قالت وتوسمته فقلت يا عبد الله من أنت فقال أنا أبو بكر قلت أنت أبو بكر صاحب رسول الله الذي سمعت به قال نعم قالت فذكرت غزونا خثعما وغزوة بعضنا بعضا في الجاهلية وما جاء الله به من الألفة وأطناب الفساطيط وشبك ابن عون أصابعه ووصفه لنا معاذ وشبك أحمد فقلت يا عبد الله حتى متى ترى أمر الناس هذا قال ما استقامت الأئمة قلت ما الأئمة قال أما رأيت السيد يكون في الحواء فيتبعونه ويطيعونه فما استقام أولئك.

213 أخبرنا محمد بن الصلت، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن اخ، لعدي بن أرطاة عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله : إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلين.

214 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا أبو عوانة، عن بيان أبي بشر، عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر على امرأة من احمس يقال لها زينب قال فرآها لا تتكلم فقال ما لها لا تتكلم قالوا نوت حجة مصمتة فقال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية قال فتكلمت فقالت من أنت قال أنا امرؤ من المهاجرين قالت من اي المهاجرين قال من قريش قالت فمن اي قريش أنت قال إنك لسئول أنا أبو بكر قالت ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية فقال بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم قالت وما الأئمة قال أما كان لقومك رؤساء وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم قالت بلى قال فهم مثل أولئك على الناس.

215 أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن واصل، عن امرأة يقال لها عائذة قالت رأيت ابن مسعود يوصي الرجال والنساء ويقول من أدرك منكن من امرأة أو رجل فالسمت الأول فإنكم على الفطرة. قال عبد الله: السمت الطريق.

216 أخبرنا محمد بن عيينة، أخبرنا علي، هو ابن مسهر عن أبي إسحق عن الشعبي، عن زياد بن حدير قال: قال لي عمر هل تعرف ما يهدم الإسلام قال قلت لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين.

217 أخبرنا هارون، عن حفص بن غياث، عن ليث، عن الحكم، عن محمد بن علي، قال: لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله.

218 أخبرنا الحسين بن منصور، حدثنا أبو أسامة، عن مبارك، عن الحسن قال: سنتكم والله الذي لا إله إلا هو بينهما بين الغالي والجافي فاصبروا عليها رحمكم الله فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى وهم أقل الناس فيما بقي الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلكم إن شاء الله فكونوا.

219 أخبرنا موسى بن خالد، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمارة ومالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة.

باب الاقتداء بالعلماء

220 أخبرنا منصور بن سلمة الخزاعي، عن شريك، عن أبي حمزة عن إبراهيم، قال: لقد أدركت أقواما لو لم يجاوز أحدهم ظفرا لما جاوزته، كفى إزراء على قوم أن تخالف أفعالهم.

221 أخبرنا يعلى، حدثنا عبد الملك، عن عطاء، {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قال: أولو العلم والفقه، وطاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة.

222 أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا إبراهيم بن أدهم قال: سألت ابن شبرمة عن شيء وكانت عندي مسألة شديدة فقلت رحمك الله انظر فيها قال إذا وضح لي الطريق ووجدت الأثر لم أحبس.

223 أخبرنا عثمان بن الهيثم، حدثنا عوف، عن رجل، يقال له سليمان بن جابر من أهل هجر قال قال ابن مسعود قال لي رسول الله تعلموا العلم وعلموه الناس تعلموا الفرائض وعلموه الناس تعلموا القرآن وعلموه الناس فإني امرؤ مقبوض والعلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في فريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما.

224 أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا عمر بن أبي خليفة قال: سمعت زياد بن مخراق ذكر عن عبد الله بن عمر قال: أرسل رسول الله معاذ بن جبل وأبا موسى إلى اليمن قال تساندا وتطاوعا وبشرا ولا تنفرا فقدما اليمن فخطب الناس معاذ فحضهم على الإسلام وأمرهم بالتفقه والقرآن وقال إذا فعلتم ذلك فاسألوني أخبركم عن أهل الجنة من أهل النار فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا فقالوا لمعاذ قد كنت أمرتنا إذا نحن تفقهنا وقرأنا أن نسألك فتخبرنا بأهل الجنة من أهل النار فقال لهم معاذ إذا ذكر الرجل بخير فهو من أهل الجنة وإذا ذكر بشر فهو من أهل النار.

225 حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله قال: سمعت سعيد بن أبي سعيد يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله أي الناس أكرم قال أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فيوسف بن يعقوب نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.

226 أخبرنا عبد الله، هو ابن صالح حدثني الليث، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن عبد الوهاب، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

227 أخبرنا سعيد بن سليمان، عن إسمعيل بن جعفر، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

228 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن ابن محيريز، عن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.

229 أخبرنا سليمان بن داود الزهراني، أخبرنا إسمعيل، هو ابن جعفر حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن بن الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، أنه شهد خطبة رسول الله في يوم عرفة في حجة الوداع أيها الناس إني والله لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها فرب حامل فقه ولا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة هذا اليوم في هذا الشهر في هذا البلد واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر وعلى لزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.

230 أخبرنا أحمد بن خالد، حدثنا محمد، هو ابن إسحق عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قام رسول الله بالخيف من منى فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل لله وطاعة ذوي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تكون من ورائهم.

231 أخبرنا عصمة بن الفضل، حدثنا حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن عمر بن سليمان، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بن الحكم بنصف النهار قال فقلت ما خرج هذه الساعة من عند مروان إلا وقد سأله عن شيء فأتيته فسألته فقال نعم سألني عن حديث سمعته من رسول الله قال: نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه فأداه إلى من هو أحفظ منه فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال إلا دخل الجنة قال قلت ما هن قال إخلاص العمل لله والنصيحة لولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له قال وسألته عن صلاة الوسطى قال هي الظهر.

232 أخبرنا يحيى بن موسى، حدثنا عمرو بن محمد القرشي، أخبرنا إسرائيل، عن عبد الرحمن بن زبيد اليامي، عن أبي العجلان، عن أبي الدرداء قال: خطبنا رسول الله فقال نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة لكل مسلم ولزوم جماعة المسلمين فإن دعاءهم يحيط من ورائهم.

باب اتقاء الحديث عن النبي والتثبت فيه

233 أخبرنا محمد بن عيسى، حدثنا هشيم، أخبرنا أبو الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

234 أخبرنا محمد بن عيسى، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

235 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني يزيد بن عبد الله، عن عمرو بن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، أنه سمع النبي يقول: من حدث عني كذبا فليتبوأ مقعده من النار.

236 أخبرنا محمد بن حميد، حدثني الصباح بن محارب، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

237 أخبرنا أسد بن موسى، حدثنا شعبة، عن عتاب قال: سمعت أنس بن مالك يقول: لولا أني أخشى أن أخطئ لحدثتكم بأشياء سمعتها من رسول الله أو قالها رسول الله وذاك أني سمعته يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

238 أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا أبو داود، عن شعبة، عن عبد العزيز وعن حماد بن أبي سليمان وعن التيمي وعن عتاب مولى ابن هرمز، سمعوا أنس بن مالك عن النبي أنه قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

239 أخبرنا أحمد بن خالد، حدثنا محمد، هو ابن إسحق عن معبد بن كعب، عن أبي قتادة قال سمعت رسول الله يقول: على المنبر يا أيها الناس إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فلا يقل إلا حقا أو إلا صدقا ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.

240 أخبرنا هارون بن معاوية، عن إبراهيم بن سليمان، عن عاصم الأحول، عن محمد بن بشر، عن أنس قال: قال رسول الله : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.

باب في ذهاب العلم

241 أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن قبض العلم قبض العلماء فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

242 أخبرنا موسى بن خالد، أخبرنا معتمر بن سليمان، عن الحجاج، عن عوف بن مالك، عن القاسم أبي عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن يزيد عن أبي أمامة عن رسول الله أنه قال خذوا العلم قبل أن يذهب قالوا وكيف يذهب العلم يا نبي الله وفينا كتاب الله قال فغضب لا يغضبه الله ثم قال ثكلتكم أمهاتكم أولم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل فلم يغنيا عنهم شيئا إن ذهاب العلم أن يذهب حملته إن ذهاب العلم أن يذهب حملته.

243 حدثنا أبو النعمان، حدثنا ثابت بن يزيد، حدثنا هلال، هو ابن خباب، قال سألت سعيد بن جبير قلت يا أبا عبد الله ما علامة هلاك الناس قال إذا هلك علماؤهم.

244 أخبرنا مالك بن إسمعيل، حدثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة، عن سلمان قال: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم أو يعلم الآخر فإن هلك الأول قبل أن يعلم أو يتعلم الآخر هلك الناس.

245 أخبرنا محمد بن الصلت، حدثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: هل تدرون ما ذهاب العلم قلنا لا قال ذهاب العلماء.

246 أخبرنا محمد بن أسعد، حدثنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي وائل قال: قال حذيفة أتدري كيف ينقص العلم قال قلت كما ينفض الثوب وكما يقسو الدرهم قال لا وإن ذلك لمنه قبض العلم قبض العلماء.

247 أخبرنا محمد بن الصلت، عن منصور بن أبي الأسود، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء قال: ما لي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون فتعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء.

248 أخبرنا أحمد بن أسد أبو عاصم، حدثنا عبثر، عن برد، عن سليمان بن موسى، عن أبي الدرداء قال: الناس عالم ومتعلم ولا خير فيما بعد ذلك.

249 أخبرنا أحمد بن أسد أبو عاصم، حدثنا عبثر، عن الأعمش، عن سالم، عن أبي الدرداء قال: معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء وليس لسائر الناس بعد خير.

250 أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الحسن، عن عبد الله بن مسعود قال: اغد عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك.

251 أخبرنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن ربيعة قال: قال سلمان: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخر فإذا هلك الأول قبل أن يتعلم الآخر هلك الناس.

252 أخبرنا وهب بن جرير وعثمان بن عمر، قالا أخبرنا ابن عون، عن محمد، عن الأحنف قال: قال عمر: تفقهوا قبل أن تسودوا.

253 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا بقية، حدثني صفوان بن رستم، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن تميم الداري قال: تطاول الناس في البناء في زمن عمر فقال عمر يا معشر العريب الأرض الأرض إنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة ولا إمارة إلا بطاعة فمن سوده قومه على الفقه كان حياة له ولهم ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكا له ولهم.

باب العمل بالعلم وحسن النية فيه

254 أخبرنا محمد بن المبارك، أخبرنا بقية، حدثنا صدقة بن عبد الله، أن المهاصر بن حبيب، قال: قال رسول الله : قال: الله تعالى إني لست كل كلام الحكيم أتقبل ولكني أتقبل همه وهواه فإن كان همه وهواه في طاعتي جعلت صمته حمدا لي ووقارا وإن لم يتكلم.

255 أخبرنا مخلد بن مالك، عن حجاج بن محمد، عن ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، يرفع الحديث إن الله تعالى قال أبث العلم في آخر الزمان حتى يعلمه الرجل والمرأة والعبد والحر والصغير والكبير فإذا فعلت ذلك بهم أخذتهم بحقي عليهم.

256 أخبرنا مخلد بن مالك، حدثنا مخلد بن حسين، عن هشام، عن الحسن، قال: من طلب شيئا من هذا العلم فأراد به ما عند الله يدرك إن شاء الله ومن أراد به الدنيا فذاك والله حظه منه.

257 أخبرنا يعلى، حدثنا محمد بن عون، عن إبراهيم بن عيسى قال: قال ابن مسعود لا تعلموا العلم لثلاث لتماروا به السفهاء وتجادلوا به العلماء ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم وابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه يدوم ويبقى وينفد ما سواه.

258 وبهذا الإسناد قال: كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون في أهل السماء وتخفون على أهل الأرض.

259 أخبرنا أبو عاصم، حدثنا محمد بن عمارة بن حزم، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن، قال: قال رسول الله : لا يطلب هذا العلم أحد لا يريد به إلا الدنيا إلا حرم الله عليه عرف الجنة يوم القيامة.

260 أخبرنا مجاهد بن موسى، حدثنا عبد الله بن نمير، عن مالك بن مغول قال: قال رجل للشعبي أفتني أيها العالم فقال: العالم من يخاف الله.

261 أخبرنا عثمان بن عمر، حدثنا عمر بن مزيد، عن اوفى بن دلهم، أنه بلغه عن علي قال: تعلموا العلم تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله فإنه سيأتي بعد هذا زمان لا يعرف فيه تسعة عشرائهم المعروف ولا ينجو منه إلا كل نومة فأولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر. قال أبو محمد: نومة غافل عن الشر، المذاييع البذر كثير الكلام.

262 أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يزيد بن جابر قال: قال معاذ بن جبل: اعملوا ما شئتم بعد أن تعلموا فلن يأجركم الله بالعلم حتى تعملوا.

263 أخبرنا عبد الله بن خالد بن حازم، حدثنا الوليد بن مزيد قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يحدث عن سعد، أنه أتى ابن منبه فسأله عن الحسن وقال له كيف عقله فأخبره ثم قال إنا لنتحدث أو نجد في الكتب أنه ما آتى الله عبدا علما فعمل به على سبيل الهدى فيسلبه عقله حتى يقبضه الله إليه.

264 أخبرنا إسمعيل بن أبان، عن ابن القاسم بن قيس، حدثني يونس بن سيف الحمصي قال: حدثني أبو كبشة السلولي قال: سمعت أبا الدرداء يقول إن من اشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه.

265 أخبرنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو قدامة، عن مالك بن دينار قال: قال أبو الدرداء من يزدد علما يزدد وجعا وقال أبو الدرداء ما أخاف على نفسي أن يقال لي ما علمت ولكن أخاف أن يقال لي ماذا عملت.

266 أخبرنا هارون بن معاوية، عن حفص بن غياث قال: سمعت ابن جريج، يذكر عمن حدثه عن ابن عباس قال: تدارس العلم ساعة من الليل خير من إحيائها. وقال أبو هريرة: إني لأجزئ الليل ثلاثة أجزاء فثلث أنام وثلث أقوم وثلث أتذكر أحاديث رسول الله .

267 أخبرنا الحسن بن عرفة، حدثنا جرير، عن الحسن بن عمرو، عن إبراهيم قال: من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به وجه الله آتاه الله منه ما يكفيه.

باب من هاب الفتيا مخافة السقط

268 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا ثابت بن يزيد، حدثنا عاصم قال: سألت الشعبي عن حديث فحدثنيه فقلت إنه يرفع إلى النبي فقال لا على من دون النبي أحب إلينا فإن كان فيه زيادة أو نقصان كان على من دون النبي .

269 أخبرنا إسحق بن عيسى، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي هاشم عن إبراهيم قال: نهى رسول الله عن المحاقلة والمزابنة فقيل له أما تحفظ عن رسول الله حديثا غير هذا قال بلى ولكن أقول قال عبد الله قال علقمة أحب إلي.

270 أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن إسمعيل بن عبيد الله قال: كان أبو الدرداء إذا حدث بحديث عن رسول الله قال: هذا أو نحوه أو شبهه أو شكله.

271 أخبرنا أسد بن موسى، حدثنا معاوية، عن ربيعة بن يزيد قال: كان أبو الدرداء إذا حدث حديثا قال اللهم إلا هكذا أو كشكله.

272 حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن عون، عن مسلم أبي عبد الله، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عمرو بن ميمون قال: كنت لا تفوتني عشية خميس إلا آتي فيها عبد الله بن مسعود فما سمعته يقول لشيء قط قال رسول الله حتى كانت ذات عشية فقال: قال رسول الله ، قال فاغرورقتا عيناه وانتفخت أوداجه فأنا رأيته محلولة أزراره وقال: أو مثله أو نحوه أو شبيه به.

273 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا أشعث، عن الشعبي وابن سيرين، أن ابن مسعود كان إذا حدث عن رسول الله في الأيام تربد وجهه وقال هكذا أو نحوه هكذا أو نحوه.

274 أخبرنا سهل بن حماد، حدثنا شعبة، حدثنا توبة العنبري قال: قال لي الشعبي أرأيت فلانا الذي يقول قال رسول الله قال رسول الله قعدت مع ابن عمر سنتين أو سنة ونصفا فما سمعته يحدث عن رسول الله شيئا إلا هذا الحديث.

275 أخبرنا أسد بن موسى، حدثنا شعبة، حدثنا عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي قال: جالست ابن عمر سنة فلم أسمعه يذكر حديثا عن رسول الله .

276 أخبرنا عاصم بن يوسف، حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين عن الشعبي، عن ثابت بن قطبة الأنصاري قال: كان عبد الله يحدثنا في الشهر بالحديثين أو الثلاثة.

277 أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا يونس، عن عبد الملك بن عبيد قال: مر بنا أنس بن مالك فقلنا حدثنا ببعض ما سمعت من رسول الله فقال وأتحلل.

278 أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد قال: كان أنس قليل الحديث عن رسول الله وكان إذا حدث عن رسول الله قال: أو كما قال رسول الله .

279 أخبرنا عثمان بن محمد، حدثنا إسمعيل، عن أيوب، عن محمد قال: كان أنس إذا حدث عن رسول الله حديثا قال: أو كما قال رسول الله .

280 حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، حدثني السائب بن يزيد قال: خرجت مع سعد إلى مكة فما سمعته يحدث حديثا عن رسول الله حتى رجعنا إلى المدينة.

281 أخبرنا سهل بن حماد، حدثنا شعبة، حدثنا بيان، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب، أن عمر شيع الأنصار حين خرجوا من المدينة فقال أتدرون لم شيعتكم قلنا لحق الأنصار قال إنكم تأتون قوما تهتز ألسنتهم بالقرآن اهتزاز النخل فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله وأنا شريككم قال فما حدثت بشيء وقد سمعت كما سمع أصحابي.

282 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا أشعث بن سوار، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب قال: بعث عمر بن الخطاب رهطا من الأنصار إلى الكوفة فبعثني معهم فجعل يمشي معنا حتى أتى صرار وصرار ماء في طريق المدينة فجعل ينفض الغبار عن رجليه ثم قال إنكم تأتون الكوفة فتأتون قوما لهم أزيز بالقرآن فيأتونكم فيقولون قدم أصحاب محمد قدم أصحاب محمد فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث فاعلموا أن أسبغ الوضوء ثلاث وثنتان تجزيان ثم قال إنكم تأتون الكوفة فتأتون قوما لهم أزيز بالقرآن فيقولون قدم أصحاب محمد قدم أصحاب محمد فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث فأقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم فيه قال قرظة وإن كنت لأجلس في القوم فيذكرون الحديث عن رسول الله إني لمن احفظهم له فإذا ذكرت وصية عمر سكت. قال أبو محمد: معناه عندي الحديث عن ايام رسول الله ليس السنن والفرائض.

283 أخبرنا مجاهد بن موسى، حدثنا ابن نمير، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، عن علقمة قال: قال عبد الله قال رسول الله ثم ارتعد ثم قال نحو ذلك أو فوق ذاك.

284 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله بحديث إلا أنه قال كنت مع النبي فأتي بجمار فقال إن من الشجر شجرا مثل الرجل المسلم فأردت أن أقول هي النخلة فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكت قال: عمر: وددت أنك قلت وعلي كذا.

285 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا خالد بن يزيد الهدادي، حدثنا صالح الدهان قال: ما سمعت جابر بن زيد يقول قط قال رسول الله إعظاما واتقاء أن يكذب عليه.

286 أخبرنا محمد بن عبد الله، أخبرنا روح، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق قال: جاء أبو هريرة رضي الله عنه إلى كعب يسأل عنه وكعب في القوم فقال كعب ما تريد منه فقال أما إني لا أعرف لأحد من أصحاب رسول الله أن يكون أحفظ لحديثه مني فقال كعب أما إنك لن تجد طالب شيء إلا سيشبع منه يوما من الدهر إلا طالب علم أو طالب دنيا فقال أنت كعب قال نعم قال لمثل هذا جئت.

287 أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا شبل، عن عمرو بن دينار، عن طاوس قال: قيل يا رسول الله أي الناس أعلم قال من جمع علم الناس إلى علمه وكل طالب علم غرثان إلى علم.

288 أخبرنا سعيد بن عامر، عن الخليل بن مرة، عن معاوية بن قرة قال: كنت في حلقة فيها المشيخة وهم يتراجعون فيهم عائذ بن عمرو فقال شاب في ناحية القوم أفيضوا في ذكر الله بارك الله فيكم فنظر القوم بعضهم إلى بعض في أي شيء رآنا ثم قال بعضهم من أمرك بهذا فمر لئن عدت لنفعلن ولنفعلن.

289 أخبرنا يوسف بن موسى، أخبرنا أبو عامر، حدثنا قرة بن خالد، عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله: نعم المجلس مجلس ينشر فيه الحكمة وترجى فيه الرحمة.

باب من قال العلم الخشية وتقوى الله

290 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء فقال زياد بن لبيد الأنصاري يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قال قلت ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء فأخبرته بالذي قال قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا.

291 أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا الوليد بن جميل الكناني، حدثنا مكحول، قال: قال رسول الله : فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا هذه الآية إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله وملائكته وأهل سماواته وأرضيه والنون في البحر يصلون على الذين يعلمون الناس الخير .

292 أخبرنا أحمد بن أسد أبو عاصم، حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن ليث، عن رجل، عن ابن عمر قال: لا يكون الرجل عالما حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بعلمه ثمنا.

293 أخبرنا سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة عن مسعر قال: سمعت عبد الأعلى التيمي يقول من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن إن الذين أوتوا العلم إلى قوله يبكون.

294 أخبرنا عصمة بن الفضل، حدثنا زيد بن حباب، عن مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن أبي حازم قال لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث خصال لا تبغي على من فوقك ولا تحقر من دونك ولا تأخذ على علمك دنيا.

295 أخبرنا أحمد بن أسد، حدثنا عبثر، عن برد بن سنان، عن سليمان بن موسى الدمشقي، عن أبي الدرداء قال: لا تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا وكفى بك إثما أن لا تزال مخاصما وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذات الله.

296 أخبرنا الحسن بن عرفة، حدثنا المبارك بن سعيد، عن أخيه، سفيان الثوري عن عمران المنقري قال: قلت للحسن يوما في شيء قاله يا أبا سعيد ليس هكذا يقول الفقهاء فقال ويحك ورأيت أنت فقيها قط إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بأمر دينه المداوم على عبادة ربه.

297 أخبرنا الحسن بن عرفة، حدثنا النضر بن إسمعيل البجلي، عن مسعر، عن سعد بن إبراهيم قال: قيل له من أفقه أهل المدينة قال أتقاهم لربه.

298 أخبرنا الحسن بن عرفة، حدثنا الحسين بن علي، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: إنما الفقيه من يخاف الله.

299 أخبرنا إسمعيل بن أبان، عن يعقوب القمي، حدثني ليث بن أبي سليم، عن يحيى، هو ابن عباد عن علي بن أبي طالب قال: إن الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا علم لا فهم فيه ولا قراءة لا تدبر فيها.

300 حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا إسمعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن يحيى بن عباد قال: قال علي الفقيه حق الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله إنه لا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها.

301 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، حدثني عمي، جرير بن زيد أنه سمع تبيعا يحدث عن كعب قال: إني لأجد نعت قوم يتعلمون لغير العمل ويتفقهون لغير العبادة ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة ويلبسون جلود الضأن وقلوبهم أمر من الصبر فبي يغترون أو إياي يخادعون فحلفت بي لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم فيها حيران.

302 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، حدثنا أبو عمران الجوني، عن هرم بن حيان، أنه قال إياكم والعالم الفاسق فبلغ عمر بن الخطاب فكتب إليه وأشفق منها ما العالم الفاسق قال فكتب إليه هرم يا أمير المؤمنين والله ما أردت به إلا الخير يكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشبه على الناس فيضلوا.

303 أخبرنا سعيد بن المغيرة، حدثنا الوليد بن مسلم، عن محمد بن مطرف وعبد العزيز بن إسمعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الله بن مسعود قال: من أراد أن يكرم دينه فلا يدخل على السلطان ولا يخلون بالنسوان ولا يخاصمن أصحاب الأهواء.

304 أخبرنا سعيد بن عامر، عن إسمعيل بن إبراهيم، عن يونس قال: كتب إلي ميمون بن مهران: إياك والخصومة والجدال في الدين لا تجادلن عالما ولا جاهلا أما العالم فإنه يخزن عنك علمه ولا يبالي ما صنعت وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ولا يطيعك.

305 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه دع المراء فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان.

306 أخبرنا يحيى بن حسان، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن إسمعيل بن أبي حكيم قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.

307 أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة: إنه من تعبد بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ومن جعل دينه غرضا للخصومة كثر تنقله.

308 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن جعفر بن برقان، عن عمر بن عبد العزيز قال: سأله رجل عن شيء من الأهواء فقال عليك بدين الأعرابي والغلام في الكتاب واله عما سوى ذلك. قال أبو محمد: كثر تنقله أي ينتقل من رأي إلى رأي.

باب في اجتناب الأهواء

309 أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز إذا رأيت قوما ينتجون بأمر دون عامتهم فهم على تأسيس الضلالة.

310 أخبرنا إبراهيم بن إسحق، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي قال: قال إبليس لأوليائه من اي شيء تأتون بني آدم فقالوا من كل شيء قال فهل تأتونهم من قبل الاستغفار قالوا هيهات ذاك شيء قرن بالتوحيد قال لأبثن فيهم شيئا لا يستغفرون الله منه قال فبث فيهم الأهواء.

311 أخبرنا إبراهيم بن إسحق، عن المحاربي، عن الأعمش، عن مجاهد قال: ما أدري أي النعمتين علي أعظم أن هداني للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء.

312 أخبرنا موسى بن خالد، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مسلم الأعور، عن حبة بن جوين قال: سمعت عليا أو قال قال علي: لو أن رجلا صام الدهر كله وقام الدهر كله ثم قتل بين الركن والمقام لحشره الله يوم القيامة مع من يرى أنه كان على هدى.

313 أخبرنا محمد بن حميد، عن هارون، هو ابن المغيرة عن شعيب، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق قال قال سلمان لو وضع رجل رأسه على الحجر الأسود فصام النهار وقام الليل لبعثه الله يوم القيامة مع هواه.

314 أخبرنا محمد بن الصلت، حدثنا منصور، هو ابن أبي الأسود عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق الأزدي عن ربيعة بن ناجذ قال قال علي: كونوا في الناس كالنحلة في الطير إنه ليس من الطير شيء إلا وهو يستضعفها ولو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم فإن للمرء ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب.

315 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثني بقية، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: نعم وزير العلم الرأي الحسن.

316 أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه. قال وقال مسروق: المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله تعالى منها.

باب من رخص في الحديث إذا أصاب المعنى

317 أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، حدثني معن، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: إذا حدثناكم بالحديث على معناه فحسبكم.

318 أخبرنا عاصم بن يوسف، حدثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن ابن سيرين أنه كان إذا حدث لم يقدم ولم يؤخر وكان الحسن إذا حدث قدم وأخر.

319 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا جرير بن حازم قال: كان الحسن يحدث بالحديث الأصل واحد والكلام مختلف.

320 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن علي بن الحسين قال: حدث عبيد بن عمير عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله : مثل المنافق مثل الشاة بين الربيضين أو بين الغنمين، فقال ابن عمر: لا إنما قال كذا وكذا. قال: وكان ابن عمر إذا سمع النبي لم يزد فيه ولم ينقص منه ولم يجاوزه ولم يقصر عنه.

321 أخبرنا عبد الله بن سعيد، حدثنا ابن علية، عن ابن عون قال: كان الشعبي والنخعي والحسن يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا فذكرت ذلك لمحمد بن سيرين فقال أما إنهم لو حدثوا به كما سمعوه كان خيرا لهم.

322 أخبرنا محمد بن العلاء، حدثنا عثام، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر قال: إني لأسمع الحديث لحنا فألحن اتباعا لما سمعت.

باب في فضل العلم والعالم

323 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة قال: رأى مجاهد طاوسا في المنام كأنه في الكعبة يصلي متقنعا والنبي على باب الكعبة فقال له يا عبد الله اكشف قناعك وأظهر قراءتك قال فكأنه عبره على العلم فانبسط بعد ذلك في الحديث.

324 أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا ابن يمان، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن عبد الله بن ضمرة، عن كعب قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا متعلم خير أو معلمه.

325 أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن بحير، عن خالد بن معدان قال: الناس عالم ومتعلم وما بين ذلك همج لا خير فيه.

326 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن هشام، عن الحسن، قال: كانوا يقولون موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.

327 أخبرنا يوسف بن موسى، حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا محمد بن الحسن الصنعاني، حدثنا منذر، هو ابن النعمان، عن وهب بن منبه قال: مجلس يتنازع فيه العلم أحب إلي من قدره صلاة لعل أحدهم يسمع الكلمة فينتفع بها سنة أو ما بقي من عمره.

328 أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، أخبرنا وكيع قال: قال سفيان ما أعلم عملا أفضل من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به قال قال الحسن بن صالح: إن الناس ليحتاجون إلى هذا العلم في دينهم كما يحتاجون إلى الطعام والشراب في دنياهم.

329 أخبرنا أبو نعيم وجعفر بن عون، قالا حدثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال أبو الدرداء: تعلموا قبل أن يقبض العلم فإن قبض العلم قبض العلماء، وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء.

330 أخبرنا هارون بن معاوية، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله الخراساني، عن الضحاك {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب} قال: حق على كل من قرأ القرآن أن يكون فقيها.

331 أخبرنا هارون بن معاوية، عن حفص، عن أشعث بن سوار، عن الحسن {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار} قال: الحكماء العلماء.

332 أخبرنا محمد بن عيينة، عن أبي إسحق الفزاري عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير قال كونوا ربانيين قال علماء فقهاء.

333 أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: يراد للعلم الحفظ والعمل والاستماع والإنصات والنشر.

334 قال وأخبرني محمد أبو عبد الله، عن سفيان بن عيينة قال: أجهل الناس من ترك ما يعلم وأعلم الناس من عمل بما يعلم وأفضل الناس أخشعهم لله.

335 أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد، هو ابن أبي أنيسة عن سيار، عن الحسن قال: منهومان لا يشبعان منهوم في العلم لا يشبع منه ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها فمن تكن الآخرة همه وبثه وسدمه يكفي الله ضيعته ويجعل غناه في قلبه ومن تكن الدنيا همه وبثه وسدمه يفشي الله عليه ضيعته ويجعل فقره بين عينيه ثم لا يصبح إلا فقيرا ولا يمسي إلا فقيرا.

336 أخبرنا جعفر بن عون، أخبرنا أبو عميس، عن عون قال: قال عبد الله منهومان لا يشبعان صاحب العلم وصاحب الدنيا ولا يستويان أما صاحب العلم فيزداد رضا للرحمن وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان ثم قرأ عبد الله كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى قال وقال الآخر إنما يخشى الله من عباده العلماء.

337 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا إبراهيم بن مختار، حدثنا عنبسة بن الأزهر، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس: إنما يخشى الله من عباده العلماء قال من خشي الله فهو عالم.

338 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس: قال منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا.

339 أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا يزيد بن ربيعة الصنعاني، حدثنا ربيعة بن يزيد قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول قال رسول الله من طلب العلم فأدركه كان له كفلان من الأجر فإن لم يدركه كان له كفل من الأجر.

340 أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف، عن عباس العمي قال: بلغني أن داود النبي كان يقول في دعائه: سبحانك اللهم أنت ربي تعاليت فوق عرشك وجعلت خشيتك على من في السموات والأرض فأقرب خلقك منك منزلة أشدهم لك خشية وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يطع أمرك.

341 أخبرنا المعلى بن أسد، حدثنا سلام، هو ابن أبي مطيع قال سمعت أبا الهزهاز يحدث عن الضحاك قال قال عبد الله بن مسعود: اغد عالما أو متعلما ولا خير فيما سواهما.

342 أخبرنا الحكم بن المبارك، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا الوليد بن سليمان، عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة عن النبي قال: ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا إلا من أحياه الله بالعلم.

343 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثني هارون بن رياب، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: اغد عالما أو متعلما ولا تغد فيما بين ذلك فإن ما بين ذلك جاهل وإن الملائكة تبسط أجنحتها للرجل غدا يبتغي العلم من الرضا بما يصنع.

344 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن الحسن قال: سئل رسول الله عن رجلين كانا في بني إسرائيل أحدهما كان عالما يصلي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير والآخر يصوم النهار ويقوم الليل أيهما أفضل قال رسول الله فضل هذا العالم الذي يصلي المكتوبة ثم يجلس فيعلم الناس الخير على العابد الذي يصوم النهار ويقوم الليل كفضلي على أدناكم رجلا.

345 أخبرنا الحسن بن الربيع، عن عبد الله بن عبيد الله، عن الحسن بن ذكوان، عن ابن سيرين قال دخلت المسجد فإذا سمير بن عبد الرحمن يقص وحميد بن عبد الرحمن يذكر العلم في ناحية المسجد فميلت إلى أيهما أجلس فنعست فأتاني آت فقال ميلت إلى أيهما تجلس إن شئت أريتك مكان جبرائيل من حميد بن عبد الرحمن.

346 أخبرنا نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن داود، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء إني أتيتك من المدينة مدينة الرسول لحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول الله قال: فما جاء بك تجارة قال لا قال ولا جاء بك غيره قال لا قال سمعت رسول الله يقول: من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم ليستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظه أو بحظ وافر.

347 أخبرنا محمد بن عيينة، عن أبي إسحق الفزاري عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قال معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر.

348 أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل الله له به طريقا إلى الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

349 أخبرنا إسمعيل بن أبان، عن يعقوب، هو القمي عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ما سلك رجل طريقا يبتغي فيه العلم إلا سهل الله له به طريقا إلى الجنة ومن يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه.

350 أخبرنا محمد بن كثير، عن ابن شوذب، عن مطرف {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قال: هل من طالب خير فيعان عليه. وأخبرنا مروان عن ضمرة قال: طالب علم.

351 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا يعقوب، هو القمي عن عامر بن إبراهيم قال: كان أبو الدرداء إذا رأى طلبة العلم قال مرحبا بطلبة العلم وكان يقول إن رسول الله أوصى بكم.

352 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله مر بمجلسين في مسجده فقال كلاهما على خير وأحدهما أفضل من صاحبه أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وأما هؤلاء فيتعلمون الفقه أو العلم ويعلمون الجاهل فهم أفضل وإنما بعثت معلما قال ثم جلس فيهم.

353 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه قال لابنه: يا بني إن العلم خير من العمل.

354 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة، أخبرنا شرحبيل بن شريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: ليس هدية أفضل من كلمة حكمة تهديها لأخيك.

355 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا يحيى بن يمان، حدثنا محمد بن عجلان، عن الزهري قال: فضل العالم على المجتهد مائة درجة ما بين الدرجتين خمس مائة سنة حضر الفرس المضمر السريع.

356 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حيوة قال: أخبرني السكن بن أبي كريمة، عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} قال: يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا بدرجات.

357 أخبرنا بشر بن ثابت البزار، حدثنا نصر بن القاسم، عن محمد بن إسمعيل، عن عمرو بن كثير، عن الحسن، قال: قال رسول الله : من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة.

358 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا مهران، حدثنا أبو سنان، عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون قال: ذهب عمر بثلثي العلم، فذكرت لإبراهيم فقال: ذهب عمر بتسعة أعشار العلم.

359 أخبرنا بشر بن ثابت، أخبرنا شعبة، عن يزيد بن أبي خالد، عن هارون، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتذاكرون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها حتى يخوضوا في حديث غيره ومن سلك طريقا يبتغي به العلم سهل الله طريقه من الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

360 أخبرنا عمرو بن عاصم، حدثنا حماد، هو ابن سلمة عن عاصم، عن زر قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادي وأنا أريد أن أسأله عن المسح على الخفين فقال ما جاء بك قلت ابتغاء العلم قال ألا أبشرك قلت بلى فقال رفع الحديث إلى النبي وقال إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب.

باب من طلب العلم بغير نية فرده العلم إلى النية

361 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا يحيى بن يمان قال: سمعت سفيان منذ أربعين سنة قال: ما كان طلب الحديث أفضل منه اليوم. قالوا لسفيان إنهم يطلبونه بغير نية قال: طلبهم إياه نية.

362 أخبرنا عبد الله بن سعيد، حدثنا عبد الله بن الأجلح قال حدثني أبي عن مجاهد قال: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية ثم رزق الله بعد فيه النية.

363 أخبرنا بشر بن ثابت البزار، حدثنا حسان بن مسلم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: لقد طلب أقوام العلم ما أرادوا به الله ولا ما عنده قال فما زال بهم العلم حتى أرادوا به الله وما عنده.

باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله

364 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة قال قال أبو مسلم الخولاني: العلماء ثلاثة فرجل عاش في علمه وعاش معه الناس فيه ورجل عاش في علمه ولم يعش معه فيه أحد ورجل عاش الناس في علمه وكان وبالا عليه.

365 أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن عطاء قال: قال موسى يا رب أي عبادك أحكم قال الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قال يا رب أي عبادك أغنى قال أرضاهم بما قسمت له قال يا رب أي عبادك أخشى لك قال أعلمهم بي.

366 أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان قال: كان يقال العلماء ثلاثة عالم بالله يخشى الله ليس بعالم بأمر الله وعالم بالله عالم بأمر الله يخشى الله فذاك العالم الكامل وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله لا يخشى الله فذلك العالم الفاجر.

367 أخبرنا مكي بن إبراهيم، حدثنا هشام، عن الحسن قال: العلم علمان فعلم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن آدم. أخبرنا عاصم بن يوسف عن فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن عن النبي مثل ذلك.

368 أخبرنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: تعلموا تعلموا فإذا علمتم فاعملوا.

369 أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا أبو إسمعيل، هو إبراهيم بن سليمان المؤدب عن عاصم الأحول، عن من، حدثه عن أبي وائل، عن عبد الله: قال من طلب العلم لأربع دخل النار أو نحو هذه الكلمة ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أو ليأخذ به من الأمراء.

370 أخبرنا سعيد بن عامر، عن هشام، صاحب الدستوائي قال: قرأت في كتاب بلغني أنه من كلام عيسى تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل وإنكم علماء السوء الأجر تأخذون والعمل تضيعون يوشك رب العمل أن يطلب عمله وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصلاة والصيام كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه واحتقر منزلته وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له فليس يرضى شيئا أصابه كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته وهو في الدنيا أفضل رغبة كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه أو قال أحب إليه مما ينفعه كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به ولا يطلبه ليعمل به.

371 أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا حريز، عن حبيب بن عبيد قال: كان يقال تعلموا العلم وانتفعوا به ولا تعلموه لتتجملوا به فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يتجمل ذو العلم بعلمه كما يتجمل ذو البزة ببزته.

372 أخبرنا نعيم بن حماد، حدثنا بقية، عن الأحوص بن حكيم، عن أبيه قال: سأل رجل النبي عن الشر فقال لا تسألوني عن الشر واسألوني عن الخير يقولها ثلاثا ثم قال ألا إن شر الشر شرار العلماء وإن خير الخير خيار العلماء.

373 أخبرنا سعيد بن عامر، أخبرنا به، حميد بن الأسود عن عيسى قال: سمعت الشعبي يقول إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان العقل والنسك فإن كان ناسكا ولم يكن عاقلا قال هذا أمر لا يناله إلا العقلاء فلم يطلبه وإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا قال هذا أمر لا يناله إلا النساك فلم يطلبه فقال الشعبي ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك.

374 أخبرنا أبو عاصم قال: زعم لي سفيان قال: كان الرجل لا يطلب العلم حتى يتعبد قبل ذلك أربعين سنة.

375 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن برد بن سنان أبي العلاء، عن مكحول قال: من طلب العلم ليماري به السفهاء وليباهي به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في نار جهنم.

376 أخبرنا يحيى بن بسطام، عن يحيى بن حمزة، حدثني النعمان، عن مكحول، قال: قال رسول الله : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يريد أن يقبل بوجوه الناس إليه أدخله الله جهنم.

377 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا يحيى بن يمان، عن المنهال بن خليفة، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس قال: إنما يحفظ حديث الرجل على قدر نيته.

378 أخبرنا يعلى، حدثنا المسعودي، عن القاسم قال: قال عبد الله: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه للخطيئة كان يعملها.

379 أخبرنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن لقمان الحكيم كان يقول لابنه يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو لتماري به السفهاء أو ترائي به في المجالس ولا تترك العلم زهدا فيه ورغبة في الجهالة يا بني اختر المجالس على عينك وإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإنك إن تكن عالما ينفعك علمك وإن تكن جاهلا يعلموك ولعل الله أن يطلع عليهم برحمته فيصيبك بها معهم وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإنك إن تكن عالما لا ينفعك علمك وإن تكن جاهلا زادوك غيا ولعل الله أن يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم.

380 أخبرنا يوسف بن موسى، حدثنا إسحق بن سليمان، حدثنا حريز، عن سلمان بن سمير، عن كثير بن مرة قال: لا تحدث الباطل الحكماء فيمقتوك ولا تحدث الحكمة للسفهاء فيكذبوك ولا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تضعه في غير أهله فتجهل إن عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا.

381 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية، أن أبا فروة حدثه أن عيسى ابن مريم كان يقول: لا تمنع العلم من أهله فتأثم ولا تنشره عند غير أهله فتجهل وكن طبيبا رفيقا يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع.

382 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا مهدي، عن غيلان، عن مطرف قال: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه.

383 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن داود بن شابور، سمع شهر بن حوشب يقول" قال لقمان لابنه: يا بني لا تعلم العلم لتباهي به العلماء أو تماري به السفهاء وترائي به في المجالس ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة وإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم إن تكن عالما ينفعك علمك وإن تكن جاهلا علموك ولعل الله أن يطلع عليهم برحمته فيصيبك بها معهم وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم إن تكن عالما لم ينفعك علمك وإن تكن جاهلا زادوك غيا أو عيا ولعل الله أن يطلع عليهم بسخط فيصيبك به معهم.

384 أخبرنا الحسن بن بشر قال: حدثني أبي، عن سفيان، عن ثوير، عن يحيى بن جعدة، عن علي قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله.

385 أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه.

386 أخبرنا الحكم بن المبارك، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن بجير، عن معاوية بن قرة قال: لو أن أدنى هذه الأمة علما أخذت أمة من الأمم بعلمه لرشدت تلك الأمة.

387 أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن قال: إن كان الرجل ليصيب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة قال قال الحسن: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلته وزهده قال وقال محمد انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنما هو دينكم.

388 أخبرنا بشر بن الحكم قال: سمعت سفيان يقول: ما ازداد عبد علما فازداد في الدنيا رغبة إلا ازداد من الله بعدا.

389 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن حسان قال: ما ازداد عبد بالله علما إلا ازداد الناس منه قربا من رحمة الله وقال في حديث آخر ما ازداد عبد علما إلا ازداد قصدا ولا قلد الله عبدا قلادة خيرا من سكينة.

390 أخبرنا القاسم بن كثير قال: سمعت عبد الرحمن بن شريح يحدث عن عميرة، أنه سمعه يقول إن رجلا قال لابنه اذهب فاطلب العلم فخرج فغاب عنه ما غاب ثم جاءه فحدثه بأحاديث فقال له أبوه يا بني اذهب فاطلب العلم فغاب عنه أيضا زمانا ثم جاءه بقراطيس فيها كتب فقرأها عليه فقال له هذا سواد في بياض فاذهب اطلب العلم فخرج فغاب عنه ما غاب ثم جاءه فقال لأبيه سلني عما بدا لك فقال له أبوه أرأيت لو أنك مررت برجل يمدحك ومررت بآخر يعيبك قال إذا لم ألم الذي يعيبني ولم أحمد الذي يمدحني قال أرأيت لو مررت بصفيحة قال أبو شريح لا أدري أمن ذهب أو ورق فقال إذا لم أهيجها ولم أقربها فقال اذهب فقد علمت.

391 أخبرنا الحكم بن المبارك، أخبرنا بقية، عن السكن بن عمير قال: سمعت وهب بن منبه يقول يا بني عليك بالحكمة فإن الخير في الحكمة كله وتشرف الصغير على الكبير والعبد على الحر وتزيد السيد سؤددا وتجلس الفقير مجالس الملوك.

392 أخبرنا الحكم بن المبارك قال: أخبرني بقية، عن عتبة بن أبي حكيم، عن أبي الدرداء قال: وما نحن لولا كلمات العلماء.

باب اجتناب أهل الأهواء والبدع والخصومة

393 أخبرنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: قال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون.

394 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب قال: رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب فقال لي ألم أرك جلست إلى طلق بن حبيب لا تجالسنه.

395 أخبرنا أبو عاصم، أخبرنا حيوة بن شريح، حدثني أبو صخر، عن نافع، عن ابن عمر، أنه جاءه رجل فقال إن فلانا يقرأ عليك السلام قال بلغني أنه قد أحدث فإن كان قد أحدث فلا تقرأ عليه السلام.

396 أخبرنا مخلد بن مالك، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا الأعمش قال: كان إبراهيم لا يرى غيبة للمبتدع.

397 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن ابن شبرمة، عن الشعبي قال: إنما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه.

398 أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا محمد بن واسع، قال: كان مسلم بن يسار يقول إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته.

399 أخبرنا سعيد بن عامر، عن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا يا أبا بكر نحدثك بحديث قال لا قالا فنقرأ عليك آية من كتاب الله قال لا لتقومان عني أو لأقومن قال فخرجا فقال بعض القوم يا أبا بكر وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله قال إني خشيت أن يقرآ علي آية من كتاب الله فيحرفانها فيقر ذلك في قلبي.

400 أخبرنا سعيد، عن سلام بن أبي مطيع، أن رجلا من أصحاب الأهواء قال لأيوب يا أبا بكر أسألك عن كلمة قال فولى وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى.

401 أخبرنا سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن كلثوم بن جبر أن رجلا سأل سعيد بن جبير عن شيء فلم يجبه فقيل له فقال أزيشان.

402 أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا فضيل، عن ليث، عن أبي جعفر محمد بن علي قال لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله.

403 أخبرنا أحمد، حدثنا زائدة، عن هشام، عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.

404 أخبرنا أحمد، حدثنا شريك، عن امي، عن الشعبي قال: إنما سموا أصحاب الأهواء لأنهم يهوون في النار.

باب التسوية في العلم

405 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا سفيان، عن ابن ميسرة، قال: ما رأيت أحدا من الناس الشريف والوضيع عنده سواء غير طاوس وهو يحلف عليه.

406 أخبرنا بشر بن الحكم، حدثنا سفيان، عن الزهري قال: كنا نكره كتابة العلم حتى أكرهنا عليه السلطان فكرهنا أن نمنعه أحدا.

407 أخبرنا يوسف بن موسى، حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون قال: كلموا محمدا في رجل يعني يحدثه فقال لو كان رجلا من الزنج لكان عندي وعبد الله بن محمد في هذا سواء.

408 أخبرنا يحيى بن حسان، عن حماد بن زيد، عن الصلت بن راشد سأل سلم بن قتيبة طاوسا عن مسألة فلم يجبه فقيل له هذا سلم بن قتيبة قال ذلك أهون له علي.

باب في توقير العلماء

409 أخبرنا إبراهيم بن إسحق، عن بقية قال: حدثني حبيب بن صالح قال: ما خفت أحدا من الناس مخافة خالد بن معدان.

410 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن مغيرة قال: كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير.

411 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب قال: حدث سعيد بن جبير يوما بحديث فقمت إليه فاستعدته فقال لي ما كل ساعة أحلب فأشرب.

412 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا هارون، هو ابن المغيرة ويحيى بن ضريس عن عمرو بن أبي قيس، عن عطاء أن أبا عبد الرحمن كره الحديث في الطريق.

413 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا يحيى بن ضريس، حدثنا أبو سنان، عن حبيب بن أبي ثابت قال: كنا عند سعيد بن جبير فحدث بحديث، فقال له رجل من حدثك هذا أو ممن سمعت هذا، فغضب ومنعنا حديثه حتى قام.

414 أخبرنا أبو معمر، إسمعيل بن إبراهيم عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة قال لو رفقت بابن عباس لأصبت منه علما كثيرا.

415 أخبرنا الحكم بن المبارك، أخبرنا بقية، عن أم عبد الله بنت خالد، قالت ما رأيت أحدا أكرم للعلم من أبي.

باب في الحديث عن الثقات

416 أخبرنا محمد بن المبارك، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن سليمان بن موسى قال: قلت لطاوس إن فلانا حدثني بكذا وكذا قال: إن كان صاحبك مليا فخذ عنه.

417 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن مسعر قال: قال سعد بن إبراهيم: لا يحدث عن رسول الله إلا الثقات.

418 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن عاصم، عن ابن سيرين قال: كانوا لا يسألون عن الإسناد ثم سألوا بعد ليعرفوا من كان صاحب سنة أخذوا عنه ومن لم يكن صاحب سنة لم يأخذوا عنه. قال أبو محمد: ما أظنه سمعه من عاصم.

419 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن عاصم قال: قال محمد بن سيرين ما حدثتني فلا تحدثني عن رجلين فإنهما لا يباليان عمن أخذا حديثهما. قال أبو محمد عبد الله: لا أظنه سمعه.

420 أخبرنا محمد، حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع قال: قال إبراهيم: إذا حدثتني فحدثني عن أبي زرعة فإنه حدثني بحديث، ثم سألته بعد ذلك بسنة فما أخرم منه حرفا.

421 أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد قال: إن هذا العلم دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه.

422 أخبرنا إسمعيل بن إبراهيم، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته.

423 أخبرنا عمرو بن زرارة، أخبرنا هشيم، أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم قال: كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه. أخبرنا أبو معمر إسمعيل بن إبراهيم عن روح عن هشام عن الحسن نحو حديث إبراهيم.

424 أخبرنا أبو معمر، إسمعيل بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع، عن أبي العالية قال: كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا هو لغيرها أحسن وإن أساءها قمنا عنه وقلنا هو لغيرها أسوأ قال أبو معمر لفظه نحو هذا.

425 أخبرنا أبو عاصم قال: لا أدري سمعته منه أو لابن عون عن محمد: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.

426 أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: قلت لطاوس إن فلانا حدثني بكذا وكذا قال: فإن كان صاحبك مليا فخذ عنه.

427 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس قال: جاء بشير بن كعب إلى ابن عباس فجعل يحدثه فقال ابن عباس أعد علي الحديث الأول قال له بشير ما أدري عرفت حديثي كله وأنكرت هذا أو عرفت هذا وأنكرت حديثي كله فقال ابن عباس إنا كنا نحدث عن رسول الله إذ لم يكن يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه.

428 أخبرنا إسمعيل بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: كنا نحفظ الحديث والحديث يحفظ عن رسول الله حتى ركبتم الصعب والذلول.

429 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ليث، عن طاوس، عن عبد الله بن عمرو: قال يوشك أن يظهر شياطين قد أوثقها سليمان يفقهون الناس في الدين.

430 أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا زائدة، عن هشام، عن محمد قال: انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنه دينكم.

باب ما يتقى من تفسير حديث النبي وقول غيره عند قوله

431 أخبرنا موسى بن خالد، حدثنا معتمر، عن أبيه قال: ليتقى من تفسير حديث رسول الله كما يتقى من تفسير القرآن.

432 أخبرنا صدقة بن الفضل، حدثنا معتمر، عن أبيه قال: قال ابن عباس أما تخافون أن تعذبوا أو يخسف بكم أن تقولوا قال رسول الله وقال فلان.

433 أخبرنا الحسن بن بشر، حدثنا المعافى، عن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إنه لا رأي لأحد في كتاب الله وإنما رأي الأئمة فيما لم ينزل فيه كتاب ولم تمض به سنة من رسول الله ولا رأي لأحد في سنة سنها رسول الله .

434 حدثنا موسى بن خالد، حدثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، أن عمر بن عبد العزيز خطب فقال: يا أيها الناس إن الله لم يبعث بعد نبيكم نبيا ولم ينزل بعد هذا الكتاب الذي أنزل عليه كتابا فما أحل الله على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرم على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة ألا وإني لست بقاص ولكني منفذ ولست بمبتدع ولكني متبع ولست بخير منكم غير أني أثقلكم حملا ألا وإنه ليس لأحد من خلق الله أن يطاع في معصية الله ألا هل أسمعت.

435 أخبرنا عبيد الله بن سعيد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير قال: كان طاوس يصلي ركعتين بعد العصر فقال له ابن عباس اتركهما قال إنما نهي عنها أن تتخذ سلما قال ابن عباس فإنه قد نهي عن صلاة بعد العصر فلا أدري أتعذب عليها أم تؤجر لأن الله يقول وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. قال سفيان: تتخذ سلما يقول يصلي بعد العصر إلى الليل.

436 أخبرنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن نمير، عن مجالد، عن عامر، عن جابر، أن عمر بن الخطاب أتى رسول الله بنسخة من التوراة فقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير. فقال أبو بكر ثكلتك الثواكل ما ترى ما بوجه رسول الله فنظر عمر إلى وجه رسول الله فقال أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا. فقال رسول الله : والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ولو كان حيا وأدرك نبوتي لاتبعني.

437 حدثنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن أبي رباح شيخ من آل عمر قال: رأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي بعد العصر الركعتين يكثر فقال له فقال يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة قال لا ولكن يعذبك الله بخلاف السنة.

باب تعجيل عقوبة من بلغه عن النبي حديث فلم يعظمه ولم يوقره

438 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني ابن عجلان، عن العجلان، عن أبي هريرة عن رسول الله قال: بينما رجل يتبختر في بردين خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة فقال له فتى قد سماه وهو في حلة له. يا أبا هريرة أهكذا كان يمشي ذلك الفتى الذي خسف به ثم ضرب بيده فعثر عثرة كاد يتكسر منها. فقال أبو هريرة: للمنخرين وللفم إنا كفيناك المستهزئين.

439 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا هارون، هو ابن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس، عن الزبير بن عدي، عن خراش بن جبير قال: رأيت في المسجد فتى يخذف فقال له شيخ لا تخذف فإني سمعت رسول الله نهى عن الخذف فغفل الفتى وظن أن الشيخ لا يفطن له فخذف فقال له الشيخ: أحدثك أني سمعت رسول الله ينهى عن الخذف ثم تخذف والله لا أشهد لك جنازة ولا أعودك في مرض ولا أكلمك أبدا. فقلت لصاحب لي يقال له مهاجر انطلق إلى خراش فاسأله فأتاه فسأله عنه فحدثه.

440 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن مغفل قال: نهى رسول الله عن الخذف وقال إنها لا تصطاد صيدا ولا تنكي عدوا ولكنها تكسر السن وتفقأ العين فرفع رجل بينه وبين سعيد قرابة شيئا من الأرض فقال هذه وما تكون هذه فقال سعيد: ألا أراني أحدثك عن رسول الله ثم تهاون به لا أكلمك أبدا.

441 أخبرنا عبد الله بن يزيد، حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة قال: رأى عبد الله بن مغفل رجلا من أصحابه يخذف فقال لا تخذف فإن رسول الله كان ينهى عن الخذف وكان يكرهه وإنه لا ينكأ به عدو ولا يصاد به صيد ولكنه قد يفقأ العين ويكسر السن ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له ألم أخبرك أن رسول الله كان ينهى عنه ثم أراك تخذف والله لا أكلمك أبدا.

442 أخبرنا مروان بن محمد، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة قال: حدث ابن سيرين رجلا بحديث عن النبي فقال رجل قال فلان كذا وكذا، فقال ابن سيرين: أحدثك عن النبي وتقول قال فلان، لا أكلمك أبدا.

443 أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر أن رسول الله قال: إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها. فقال فلان بن عبد الله إذا والله أمنعها، فأقبل عليه ابن عمر فشتمه شتيمة لم أره يشتمها أحدا قبله قط، ثم قال: أحدثك عن رسول الله وتقول إذا والله أمنعها.

444 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا هارون بن المغيرة، عن معروف، عن أبي المخارق قال: ذكر عبادة بن الصامت أن النبي نهى عن درهمين بدرهم فقال فلان ما أرى بهذا بأسا يدا بيد فقال عبادة أقول قال النبي وتقول لا أرى به بأسا، والله لا يظلني وإياك سقف أبدا.

445 أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدثنا أبو عامر العقدي، عن زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس عن النبي قال: لا تطرقوا النساء ليلا. قال وأقبل رسول الله قافلا فانساق رجلان إلى أهليهما فكلاهما وجد مع امرأته رجلا.

446 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن سعيد بن المسيب قال: كان رسول الله إذا قدم من سفر نزل المعرس ثم قال لا تطرقوا النساء ليلا فخرج رجلان ممن سمع مقالته فطرقا أهليهما فوجد كل واحد منهما مع امرأته رجلا.

447 أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب يودعه بحج أو عمرة فقال له لا تبرح حتى تصلي فإن رسول الله قال: لا يخرج بعد النداء من المسجد إلا منافق إلا رجل أخرجته حاجته وهو يريد الرجعة إلى المسجد فقال إن أصحابي بالحرة قال فخرج قال فلم يزل سعيد يولع بذكره حتى أخبر أنه وقع من راحلته فانكسرت فخذه.

باب من كره أن يمل الناس

448 أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا شعبة، عن أبي إسحق عن أبي الأحوص، عن عبد الله: قال لا تملوا الناس.

449 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا أشعث، عن كردوس، عن عبد الله، قال: إن للقلوب نشاطا وإقبالا وإن لها تولية وإدبارا فحدثوا الناس ما أقبلوا عليكم.

450 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا أبو هلال قال: سمعت الحسن يقول: كان يقال حدث القوم ما أقبلوا عليك بوجوههم فإذا التفتوا فاعلم أن لهم حاجات.

باب من لم ير كتابة الحديث

451 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن فمن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه.

452 أخبرنا أبو معمر، عن سفيان بن عيينة قال: حدث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أنهم استأذنوا النبي في أن يكتبوا عنه فلم يأذن لهم.

453 أخبرنا بشر بن الحكم، عن سفيان بن عيينة، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، أنه كان يقول يا شباك أرد عليك يعني الحديث ما أردت أن يرد علي حديث قط.

454 أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت مالك بن أنس يقول: حدثنا الزهري بحديث فلقيته في بعض الطريق فأخذت بلجامه فقلت يا أبا بكر أعد علي الحديث الذي حدثتنا به قال وتستعيد الحديث قال قلت وما كنت تستعيد الحديث قال لا قلت ولا تكتب قال لا.

455 أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال كان قتادة يكره الكتابة فإذا سمع وقع الكتاب أنكره والتمسه بيده. أخبرنا أبو المغيرة قال كان الأوزاعي يكرهه.

456 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن منصور، أن إبراهيم كان يكره الكتاب يعني العلم.

457 أخبرنا يوسف بن موسى، أخبرنا أزهر، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: لو كنت متخذا كتابا لاتخذت رسائل النبي .

458 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا ابن إدريس، عن ابن عون قال: رأيت حمادا يكتب عند إبراهيم فقال له إبراهيم ألم أنهك قال إنما هي أطراف.

459 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم قال قال لي عبيدة: لا تخلدن علي كتابا.

460 أخبرنا سعيد بن عامر، عن هشام قال: ما كتبت عن محمد إلا حديث الأعماق فلما حفظته محوته.

461 أخبرنا مروان بن محمد قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ما كتبت حديثا قط.

462 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم قال: ما كتبت شيئا قط.

463 أخبرنا عبد الله بن عمران، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن إسمعيل بن رجاء، عن إبراهيم قال: سألت عبيدة قطعة جلد أكتب فيه فقال يا إبراهيم لا تخلدن عني كتابا أخبرنا عبد الله حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن عبيدة مثله.

464 أخبرنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن سليمان بن عتيك، عن أبي معشر عن إبراهيم، أنه كان يكره أن يكتب الحديث في الكراريس ويقول يشبه بالمصاحف. قال يحيى ووجدت في كتابي عن زياد الكاتب عن أبي معشر: واكتب كيف شئت.

465 أخبرنا محمد بن يوسف وعبيد الله، عن سفيان، عن نعمان بن قيس، أن عبيدة دعا بكتبه فمحاها عند الموت وقال إني أخاف أن يليها قوم فلا يضعونها مواضعها.

466 أخبرنا الحكم بن المبارك وزكريا بن عدي، عن عبد الواحد بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، أنه كره أن يكتب العلم في الكراريس.

467 أخبرنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي قال: ما زال هذا العلم عزيزا تتلاقاه الرجال حتى وقع في الصحف فحمله أو دخل فيه غير أهله.

468 أخبرنا يوسف بن موسى، حدثنا أبو داود الطيالسي، أخبرنا شعبة، عن يونس قال: كان الحسن يكتب ويكتب وكان ابن سيرين لا يكتب ولا يكتب.

469 أخبرنا يزيد، أخبرنا العوام، عن إبراهيم التيمي قال: بلغ ابن مسعود أن عند ناس كتابا يعجبون به فلم يزل بهم حتى أتوه به فمحاه ثم قال إنما هلك أهل الكتاب قبلكم أنهم أقبلوا على كتب علمائهم وتركوا كتاب ربهم.

470 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون، عن محمد قال: قلت لعبيدة أكتب ما أسمع منك قال لا قلت فإن وجدت كتابا أقرؤه قال لا.

471 أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجريري، عن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد الخدري ألا تكتبنا فإنا لا نحفظ فقال لا إنا لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا ولكن احفظوا عنا كما حفظنا نحن عن رسول الله .

472 حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي قال: سمعت أبا كثير يقول سمعت أبا هريرة يقول إن أبا هريرة لا يكتب ولا يكتب.

473 أخبرنا أسد بن موسى، حدثنا شعبة، عن أبي موسى عن حميد بن هلال، عن أبي بردة أنه كان يكتب حديث أبيه فرآه أبو موسى فمحاه.

474 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثني قريش بن أنس قال: قال لي ابن عون والله ما كتبت حديثا قط قال ابن عون قال ابن سيرين لا والله ما كتبت حديثا قط قال ابن عون قال لي ابن سيرين عن زيد بن ثابت أرادني مروان بن الحكم وهو أمير على المدينة أن أكتبه شيئا قال فلم أفعل قال فجعل سترا بين مجلسه وبين بقية داره قال فكان أصحابه يدخلون عليه ويتحدثون في ذلك الموضع فأقبل مروان على أصحابه فقال ما أرانا إلا قد خناه ثم أقبل علي قال قلت وما ذاك قال ما أرانا إلا قد خناك قال قلت وما ذاك قال إنا أمرنا رجلا يقعد خلف هذا الستر فيكتب ما تفتي هؤلاء وما تقول.

475 أخبرنا عفان، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا سفيان، عن منصور قال: قلت لإبراهيم إن سالما أتم منك حديثا قال إن سالما كان يكتب.

476 أخبرنا الوليد بن هشام، حدثنا الحارث بن يزيد الحمصي، عن عمرو بن قيس قال: وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية بحوارين حين توفي معاوية نعزيه ونهنيه بالخلافة فإذا رجل في مسجدها يقول ألا إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ألا إن من أشراط الساعة أن يظهر القول ويخزن العمل ألا إن من أشراط الساعة أن تتلى المثناة فلا يوجد من يغيرها قيل له وما المثناة قال ما استكتب من كتاب غير القرآن فعليكم بالقرآن فبه هديتم وبه تجزون وعنه تسألون فلم أدر من الرجل فحدثت بذا الحديث بعد ذلك بحمص فقال لي رجل من القوم: أوما تعرفه قلت لا قال ذلك عبد الله بن عمرو.

477 أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو زبيد، حدثنا حصين، عن مرة الهمداني قال: جاء أبو قرة الكندي بكتاب من الشام فحمله فدفعه إلى عبد الله بن مسعود فنظر فيه فدعا بطست ثم دعا بماء فمرسه فيه وقال: إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم الكتب وتركهم كتابهم. قال حصين فقال مرة أما إنه لو كان من القرآن أو السنة لم يمحه ولكن كان من كتب أهل الكتاب.

478 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن يحيى بن جعدة قال: أتي النبي بكتف فيه كتاب فقال كفى بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم فأنزل الله عز وجل {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب} الآية.

479 أخبرنا سهل بن حماد، حدثنا شعبة، عن الأشعث، عن أبيه وكان من أصحاب عبد الله، قال: رأيت مع رجل صحيفة فيها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقلت أنسخنيها فكأنه بخل بها ثم وعدني أن يعطينيها فأتيت عبد الله فإذا هي بين يديه فقال إن ما في هذا الكتاب بدعة وفتنة وضلالة وإنما أهلك من كان قبلكم هذا وأشباه هذا، إنهم كتبوها فاستلذتها ألسنتهم وأشربتها قلوبهم فأعزم على كل امرئ يعلم بمكان كتاب إلا دل عليه وأقسم بالله قال شعبة فأقسم بالله قال أحسبه أقسم لو أنها ذكرت له بدار الهند أراه يعني مكانا بالكوفة بعيدا إلا أتيته ولو مشيا.

480 أخبرنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله، هو ابن عمرو عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة عن أبي موسى أن بني إسرائيل كتبوا كتابا فتبعوه وتركوا التوراة.

481 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا إسرائيل، عن عثمان أبي المغيرة، عن عفاق المحاربي، عن أبيه قال: سمعت ابن مسعود يقول إن ناسا يسمعون كلامي ثم ينطلقون فيكتبونه وإني لا أحل لأحد أن يكتب إلا كتاب الله.

482 أخبرنا مالك بن إسمعيل، حدثنا محمد بن فضيل، عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء ولا استعدت حديثا من إنسان.

باب من رخص في كتابة العلم

483 أخبرنا محمد بن أحمد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن وهب بن منبه، عن أخيه، سمع أبا هريرة يقول ليس أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عن النبي مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب.

484 أخبرنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن الأخنس قال: حدثني الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء سمعته من رسول الله ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق.

485 أخبرنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الواحد بن قيس قال: أخبرني مخبر، عن عبد الله بن عمرو، أنه أتى رسول الله فقال يا رسول الله إني أريد أن أروي من حديثك فأردت أن أستعين بكتاب يدي مع قلبي إن رأيت ذلك فقال رسول الله إن كان قاله ع حديثي ثم استعن بيدك مع قلبك.

486 أخبرنا عثمان بن محمد، حدثنا يحيى بن إسحق، حدثنا يحيى بن أيوب، عن أبي قبيل قال سمعت عبد الله بن عمرو قال: بينما نحن حول رسول الله نكتب إذ سئل رسول الله أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال النبي لا بل مدينة هرقل أولا.

487 أخبرنا إسمعيل بن إبراهيم أبو معمر، عن أبي ضمرة عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن اكتب إلي بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله وبحديث عمرة فإني قد خشيت دروس العلم وذهابه.

488 حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة أن انظروا حديث رسول الله فاكتبوه فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله.

489 أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي المليح، قال: يعيبون علينا الكتاب وقد قال الله تعالى {علمها عند ربي في كتاب}.

490 أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا سوادة بن حيان قال: سمعت معاوية بن قرة أبا إياس يقول كان يقال: من لم يكتب علمه لم يعد علمه علما.

491 أخبرنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن المثنى، حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس، أن أنسا كان يقول لبنيه يا بني قيدوا هذا العلم.

492 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا ابن إدريس، عن مهدي بن ميمون، عن سلم العلوي قال: رأيت أبان يكتب عند أنس في سبورة.

493 أخبرنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن وهب، عن معاوية، عن الحسن بن جابر، أنه سأل أبا أمامة الباهلي عن كتاب العلم فقال لا بأس بذلك.

494 أخبرنا مخلد بن مالك، حدثنا معاذ، حدثنا عمران بن حدير، عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال: كنت أكتب ما أسمع من أبي هريرة فلما أردت أن أفارقه أتيته بكتابه فقرأته عليه وقلت له هذا سمعت منك قال نعم.

495 أخبرنا محمد بن سعيد، أخبرنا شريك، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير قال: كنت أسمع من ابن عمر وابن عباس الحديث بالليل فأكتبه في واسطة الرحل.

496 أخبرنا محمد بن سعيد، أخبرنا شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: ما يرغبني في الحياة إلا الصادقة والوهط فأما الصادقة فصحيفة كتبتها من رسول الله وأما الوهط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها.

497 أخبرنا أبو عاصم، أخبرني ابن جريج، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان، عن عمه عمرو بن أبي سفيان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول قيدوا العلم بالكتاب.

498 أخبرنا مخلد بن مالك، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا ابن جريج قال: أخبرني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان الثقفي، عن ابن عمر أنه قال قيدوا هذا العلم بالكتاب.

499 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا عبد الواحد، حدثنا عثمان بن حكيم قال: سمعت سعيد بن جبير يقول كنت أسير مع ابن عباس في طريق مكة ليلا وكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه.

500 أخبرنا إسمعيل بن أبان، عن يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: كنت أكتب عند ابن عباس في صحيفة وأكتب في نعلي.

501 أخبرنا مالك بن إسمعيل، حدثنا مندل بن علي العنزي، حدثني جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: كنت أجلس إلى ابن عباس فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ ثم أقلب نعلي فأكتب في ظهورهما.

502 أخبرنا عمرو بن عون، أخبرنا فضيل، عن عبيد المكتب قال: رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهد.

503 أخبرنا محمد بن سعيد، أخبرنا أبو وكيع، عن عبد الله بن حنش قال: رأيتهم يكتبون عند البراء بأطراف القصب على أكفهم.

504 أخبرنا إسمعيل بن أبان، عن ابن إدريس، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، حدثني ابن عباس بحديث فقلت أكتبه عنك قال فرخص لي ولم يكد.

505 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثني محمد بن شعيب بن شابور، أخبرنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن رجاء بن حيوة، أنه حدثه قال كتب هشام بن عبد الملك إلى عامله أن يسألني عن حديث قال: رجاء فكنت قد نسيته لولا أنه كان عندي مكتوبا.

506 أخبرنا الوليد بن شجاع، أخبرني محمد بن شعيب، أخبرنا هشام بن الغاز قال: كان يسأل عطاء بن أبي رباح ويكتب ما يجيب فيه بين يديه.

507 أخبرنا الوليد بن شجاع، أخبرنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن سليمان بن موسى أنه رأى نافعا مولى ابن عمر يملي علمه ويكتب بين يديه.

508 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثنا المبارك بن سعيد قال: كان سفيان يكتب الحديث بالليل في الحائط فإذا أصبح نسخه ثم حكه.

509 أخبرنا الحسين بن منصور، حدثنا أبو أسامة، حدثنا أبو غفار المثنى بن سعد الطائي، حدثني عون بن عبد الله قال: قلت لعمر بن عبد العزيز حدثني فلان، رجل من أصحاب رسول الله ، فعرفه عمر قلت حدثني أن رسول الله قال: إن الحياء والعفاف والعي عي اللسان لا عي القلب والفقه من الإيمان وهن مما يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا وما يزدن في الآخرة أكثر وإن البذاء والجفاء والشح من النفاق وهن مما يزدن في الدنيا وينقصن في الآخرة وما ينقصن في الآخرة أكثر. أخبرنا الحسين بن منصور حدثنا أبو أسامة حدثني سليمان بن المغيرة قال قال أبو قلابة خرج علينا عمر بن عبد العزيز لصلاة الظهر ومعه قرطاس ثم خرج علينا لصلاة العصر وهو معه فقلت له يا أمير المؤمنين ما هذا الكتاب قال هذا حديث حدثني به عون بن عبد الله فأعجبني فكتبته فإذا فيه هذا الحديث.

510 أخبرنا إسمعيل بن أبان، حدثنا مسعود، عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة، عن شرحبيل أبي سعد قال: دعا الحسن بنيه وبني أخيه فقال يا بني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو قال يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.

باب من سن سنة حسنة أو سيئة

511 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثناه عاصم، عن شقيق، عن جرير، قال: قال رسول الله : من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزاره شيء.

512 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثنا إسمعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.

513 أخبرنا الوليد بن شجاع، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مسلم يعني ابن صبيح، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله فحث الناس على الصدقة فأبطئوا حتى بان في وجهه الغضب ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة فتتابع الناس حتى رئي في وجهه السرور فقال من سن سنة حسنة كان له أجره ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزره ومثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.

514 أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد، حدثنا شعيب، هو ابن إسحق حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، أن رسول الله قال: أنا أعظمكم أجرا يوم القيامة لأن لي أجري ومثل أجر من اتبعني.

515 أخبرنا مالك بن إسمعيل، حدثنا عبد السلام، عن ليث، عن بشر، عن أنس، قال: قال رسول الله : من دعا إلى أمر ولو دعا رجل رجلا كان يوم القيامة موقوفا به لازما بغاربه ثم قرأ {وقفوهم إنهم مسئولون}.

516 أخبرنا عمرو بن عاصم، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن الشعبي، أن ابن مسعود قال: أربع يعطاها الرجل بعد موته ثلث ماله إذا كان فيه قبل ذلك لله مطيعا والولد الصالح يدعو له من بعد موته والسنة الحسنة يسنها الرجل فيعمل بها بعد موته والمائة إذا شفعوا للرجل شفعوا فيه.

باب من كره الشهرة والمعرفة

517 أخبرنا أحمد بن الحجاج، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش قال: جهدنا بإبراهيم حتى أن نجلسه إلى سارية فأبى.

518 أخبرنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، أنه كان يكره أن يستند إلى السارية.

519 أخبرنا الحكم بن المبارك، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة قال: كان إبراهيم لا يبتدئ الحديث حتى يسأل.

520 أخبرنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا يونس بن بكير، حدثنا الأعمش، عن خيثمة قال: كان الحارث بن قيس الجعفي وكان من أصحاب عبد الله وكانوا معجبين به فكان يجلس إليه الرجل والرجلان فيحدثهما فإذا كثروا قام وتركهم.

521 أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قيل له حين مات عبد الله لو قعدت فعلمت الناس السنة فقال أتريدون أن يوطأ عقبي.

522 أخبرنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن إدريس قال: سمعت هارون بن عنترة، عن سليم بن حنظلة قال: أتينا أبي بن كعب لنتحدث إليه فلما قام قمنا ونحن نمشي خلفه فرهقنا عمر فتبعه فضربه عمر بالدرة قال فاتقاه بذراعيه فقال يا أمير المؤمنين ما نصنع قال أو ما ترى فتنة للمتبوع مذلة للتابع.

523 أخبرنا محمد بن عيسى، حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن توطأ أعقابهم.

524 أخبرنا سعيد بن عامر، عن بسطام بن مسلم قال: كان محمد بن سيرين إذا مشى معه الرجل قام فقال ألك حاجة فإن كانت له حاجة قضاها وإن عاد يمشي معه قام فقال ألك حاجة.

525 أخبرنا أبو نعيم، حدثنا حسن بن صالح، عن أبي حمزة عن إبراهيم قال: إياكم أن توطأ أعقابكم.

526 أخبرنا مخلد بن مالك، حدثنا حجاج بن محمد، حدثنا شعبة، عن الهيثم، عن عاصم بن ضمرة، أنه رأى أناسا يتبعون سعيد بن جبير قال فأراه قال نهاهم وقال إن صنيعكم هذا أو مشيكم هذا مذلة للتابع وفتنة للمتبوع.

527 أخبرنا سعيد بن عامر، حدثنا حميد بن أسود، عن ابن عون قال: شاورت محمدا في بناء أردت أن أبنيه في الكلاء قال فأشار علي وقال إذا أردت أساس البناء فآذني حتى أجيء معك قال فأتيته قال فبينما نحن نمشي إذ جاء رجل فمشى معه فقام فقال ألك حاجة قال لا قال أما لا فاذهب ثم أقبل علي فقال أنت أيضا فاذهب قال فذهبت حتى خالفت الطريق.

528 أخبرنا أحمد بن الحجاج، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن نسير، أن الربيع كان إذا أتوه يقول أعوذ بالله من شركم يعني أصحابه.

529 أخبرنا مخلد بن مالك، حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الرحمن بن بشر قال: كنا عند خباب بن الأرت فاجتمع إليه أصحابه وهو ساكت فقيل له ألا تحدث أصحابك قال أخاف أن أقول لهم ما لا أفعل.

530 أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن صالح قال: سمعت الشعبي قال: وددت أني نجوت من عملي كفافا لا لي ولا علي.

531 أخبرنا يزيد بن هارون، حدثنا ابن عون، عن الحسن، أن ابن مسعود كان يمشي وناس يطئون عقبه فقال: لا تطئوا عقبي فوالله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما تبعني رجل منكم.

532 أخبرنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: فتنة للمتبوع مذلة للتابع.

533 أخبرنا شهاب بن عباد، حدثنا سفيان، عن امي قال: مشوا خلف علي فقال عني خفق نعالكم فإنها مفسدة لقلوب نوكى الرجال.

534 أخبرنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم قال: سمعت الحسن يقول إن خفق النعال حول الرجال قل ما يلبث الحمقى.

535 أخبرنا محمد بن حاتم المكتب، حدثنا قاسم، هو ابن مالك حدثنا ليث، عن طاوس قال كان إذا جلس إليه الرجل أو الرجلان قام فتنحى.

536 أخبرنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما فعل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه.

537 أخبرنا سعيد بن منصور