مجموع الفتاوى/المجلد الثاني عشر/فصل في ذكر نصوص الإمام أحمد في الرد على اللفظية
فصل في ذكر نصوص الإمام أحمد في الرد على اللفظية
[عدل]وأما نصوص الإمام أحمد على خلق كلام الآدميين و خلق أفعال العباد فموجودة في مواضع كثيرة، كما نص على ذلك سائر الأئمة. وليس بين أهل السنة في ذلك اختلاف؛ ولهذا قال يحيى بن سعيد القطان- شيخ الإمام أحمد: ما زلت أسمع أصحابنا يقولون: أفعال العباد مخلوقة، وقد سئل الإمام أحمد عن أفاعيل العباد: مخلوقة هي؟ فقال: نعم. و نص على كلام الآدميين في رواية أحمد بن الحسن الترمذي كما سيأتي وفيما خرجه على الزنادقة والجهمية، وهو مروي من طريق ابنه عبد الله وحاده. وقد ذكره الخلال - أيضا في كتاب السنة ونقل منه القاضي أبو يعلي وغيره، وقد حكى إجماع الخلق على ذلك غير واحد منهم أبو نصر السجزي في الإبانة، وهو من أشد الناس إنكارًا على من يقول: إن ألفاظ العباد بالقرآن مخلوقة، أو يقول: إن المسموع من القارئ ليس هو القرآن.
قال أبو نصر: وأما نسبة الأصوات إلى القراء فيما ذكرنا في هذا الباب وفي غيره من كتابنا هذا ونسبة القراءة إليهم، وإن فرح بها الزائغون، فلا حجة لهم فيها؛ وذلك أنا لم نختلف في إضافة الصوت إلى الإنسان، وأنه إذا صاح، أو تكلم بكلام الناس، أو نادى إنسانًا فصوته مخلوق. قال: وهذا لا يشتبه، وإنما وقع الاختلاف في أن المستمع من قارئ القرآن ماذا يستمع؟ وساق الكلام إلى آخره. وذكر في موضع آخر الإجماع أيضا على ذلك.
هامش